مقالات

نقطة الصفر والاقتراب من الحرب

بقلم : د. محمد خليل مصلح – المركز الديمقراطي العربي

 

معادلة شائكة لا يتحكم بها طرف واحد؛ فهي معادلة اقليمية دولية قبل ان تكون  داخلية داخلية لانها ليست مسألة بل اشكالية حلها قد يتعذر بين طرفي الصراع دون تدخل الاطراف الخارجيةوتفعيل المعادلات الامنية والسياسية ومصالح كل الاطراف.

هذه النظرية مبنية على قاعدة العقاب والابتزاز والاخضاع  للعدو اذا اقدم على الهجوم وضرب مصالح اسرائيل لذلك في اي حرب تلجأ الى العودة الى نقطة الصفر مع العدو وتساومه على العودة الى ما كان قبل الاعتداء اوالحرب.

نقطة الصفر السياسية افضل قاعدة يفضل ان يمارسها الاحتلال الاسرائيلي مع عدوه بالتفاوض بعد الاشتباك العسكري؛ اولا لتجاوز اي انجاز سياسي حققه عدوه في الحرب؛ بحيث لا يمنحه أي انجاز والعودة الى نقطة الصفر، وهذه القاعدة تنطبق على اتفاقية اوسلو بعد 28 سنة، ولا يستثنى من ذلك المعركة العسكرية الاخيرة سيف القدس – بسبب الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة و محاولات تغيير الامر الواقع في القدس والاقصى ارضاء للمتدينين والحركات الصهيونية المتطرفة لكسب اصواتهم في الانتخابات حيث من الواضح اصبح لهم التأثير الكبير في تغيير الموازين والسياسات والأولويات للكيان ولاي حكومة منتخبة – حيث تربط قيادة الاحتلال عملية الاعمار بارجاع جنوده الاسرى لدى المقاومة.

لقد كانت التكتيكات والمناورات المستخدمة بعد المواجهات والحروب مع المقاومة  اثر كل معركة مبنية على قاعدة نقطة الصفر؛ العودة بالعدو سواء دول او منظمات الى نقطة الصفر بلا أي انجاز سياسي وحرمانه من ذلك، ولا شك ان لذلك اسباب او يقف وراء ذلك عوامل مساندة لحكومة الاحتلال و بعكس وضع المقاومة هناك عوامل تضعف قيادة المقاومة في المفاوضات ير المباشرة والربة من الاقليم بتقليل  من اهمية الانجازات السياسية للمقاومة بهدف الامساك بزمام الوضع السياسي والامني بما يخدم مصالهحم المتناسقة مع الكيان المحتل والعلاقات الاستراتيجية  و التاثير على قرارات المقاومة في هامش اتخاذ القرارات المصيرية خاصة قرار الحرب ضد الكيان المحتل.

ماذا تعني نقطة الصفة :

يبدو ان استلراتيجية الكيان الاسرائيلي المحتل يستخدمها بعد الفشل الذي مني به عسكريا ان يعيد الاغتبار لنظرية الردع ، حيث تعذر ويتعذر في ظل الواقع والمتغيرات الامنية والسياسية وتطور قدرات المقاومة من تحقيق ذلك عسكريا لذلك يلجأ اليوم الى هذا التكتيك السياسي قاعدة نقطة الصفر السياسية، وهذا واضح جدا في المراوغة وعدم الاستجابة لمطالب المقاومة بعد حرب سيف القدس او حارس الاسوار كما يسميها الكيان الاسرائيلي المحتل، وتحاول ان تبتز المقاومة في ملفات عالقة بينهما؛ منها ملف الجنود وتبادل الاسرى وربط الملف  بملف الاعمار ودخول الاموال .

فرص فرض معادلة نقطة الصفر:

ان معادلة نقطة الصفر التي ينتهجها المحتل الكيان الاسرائيلي ير واقعية وبمنظور خبراء ومحللين اسرائيلين وانها في الاغلب سوف تجسر المسافة من المواجهة العسكرية وانها لا تعمل على التهدئة طويلة الامد؛ الوقت الذي تحتاجه حكومة الكيان الاسرائيلي المحتل ورئيسها، وانها لعبة شديدة الخطورة مع ادراكنا  تاثيرالتفاعلات الداخلية بين حكومة بينت ومعارضة نتنياهو الشرسة لاسقاط الحكومة.

  • لماذا الفرص محدودة ؟

السبب الاول: لان برنامج المقاومة لا يخضع لمصالح حكومة بينت وتفضيلاتها ولا الوسيط يمتلك القدرة على تغيير اولويات المقاومة الفلسطينية، لذلك نشهد اليوم التطور المفاجيء في ذكرى مسيرات العودة التي انتجت حالة جديدة ومعادلة مقابل معالدة نقطة الصفر السياسية نقطة الصفر العسكرية التي تسمى للصفر قيمة في المواجهة العسكرية تثبيت ما تحاول قيادة الكيان الاسرائيلي والوسيط من محو تراكمية الانجاز العسكري للمقاومة باحتواء الموقف بما لا يتعارض مع العلاقات الاستراتيجية والكيان الاسرائيلي.

السبب الثاني:

موقف الادارة الامريكية من التصعيد الذي يعرقل اولويات الادارة الامريكية وهذا بحسب مصادر اسرائيلية ان ادارة بايدن تمنح ملف الصين والملف الايراني الاولوية وترتيب العلاقات مع اوروبا بعد افساد ترامب لها.

السبب الثالث: اولوية بينت في مواجهة المعارضة وتجاوز افخاخها والابقاء على الحكومة بكل الطرق والاهتمام بملف التموضع الايراني في سوريا وتطور الموقف في جنوب لبنان وحزب الله ومواجهة ايران فيما اطلق عليه حرب السفن.

السبب الرابع: العلاقات والتطبيع مع دول الخليج ودول اخرى في المنطقة وحساسية ملف غزة في عملية التطبيع الجارية اليوم.

السبب الخامس: الضفة الغربية وتصاعد المواجهات؛ القدس..  جنين احتمالية سور واقي 2 جنين لفرض السيطرة وتسهيل مهمة السلطة الامنية و الذي هو جزء من برتوكول التنسيق الامني “الون ديفيد المحلل العسكري القناة الثالثة عشر الجيش لا يستبعد عملية السورالواقي 2 في جنين تحديدا.”

  • هل قراءة حماس ستتغير للمشهد وواقع الكيان الاسرائيلي الداخلي؟

قراءة حماس للخارطة السياسية محفز لتغيير المعادلة نقطة الصفر والردع؛ لكل شيء صلاحية  معادلات امنية وسياسية لانها مرتبطة بالمتغيرات الداخلية والخارجية فهي ليست صلاحيات مستدامة؛ لا يقع عليها التغيير؛ ما قبل الحرب الباردة وما بعدها تغير الكثير من القواعد في ادراة الصراع وحماية المصالح؛ ايران ما قبل وبعد انهيار حكم الشاه افغانستان ايضا ستفرض قواعد جديدة خاصة وانها تقع في موقع استراتيجي الحدود  الجمهوريات الاسلامية التي كانت جزء من الاتحاد السوفيتي السابق روسيا اليوم  ايران باكستان على الصعيد الدولي اما على الصعيد الاقليمي الكيان عبر عن فزعه من التأثيرات على المنطقة ، ما يعنينا في التحليل عنصر التهديد  المحتمل للكيان الاسرائيلي وعلاقة ذلك بحماس و المنظمات الفلسطبنية و تاثير ذلك على استراتيجية المقاومة بعد انتصار طالبان .

اشكالية الحرب والتي لها علاقة بسلوك الكيان الاسرائيلي في المنطقة بعد ان اخترقت جدران دول عربية واسلامية في المنطقة واشكاليتها على الصعيد الدولي لا يمنح الكيان القرار والتصرف دون مراعاة هذه الاشكاليات والتضارب في المصالح ما يستدعي اعادة النظر في سلوكها في مواجهة المتغيرات والتكيف معها ، فغزة عقدة في هذه الاشكالية و مهمة تسكين هذه الجبهة تتطلب فكفكة الحصار تدريجيا حتى لا تدخل المنطقة في مواجهة عسكرية  غير محسوبة النتائج قد تنعكس على قدرة حكومة بينت  على البقاء، وقد تزيد من صعوبة الصراع مع المعارضة الداخلية للكيان الاسرائيلي.

ملخص :

ان قدرة الاحتلال محدودة في مواجهة المتغيرات وانها تتراجع على كل الصعد وان قطاع غزة لا يمكن تهميشه لحساب ملفات اخرى في المنطقة وان نقطة الصفر السياسية تتهاوى امام نقطة الصفر العسكرية لطفل فلسطيني.

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى