الدراسات البحثيةالمتخصصة

العلاقات الإيرانية اللبنانية في ضوء الوجود الشيعي في لبنان

اعداد :   أسامة سيد رمضان – أحمد الشاذلي أحمد – ندا فوزي محمد سالم

  • المركز الديمقراطي العربي

 

ملخص:

علاقات إيران ولبنان بتعددها وتأرجح حالاتها تمتد جذورها نحو ما قبل الثورة الإسلامية الإيرانية، فلطالما أعربت إيران عن دعمها للبنان وذلك منذ فترة الإجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية عام ١٩٨٣ وما تلا ذلك من أحداث جِسام بالتناوب بين البلدين، كما أن سجل الزيارات المتبادلة بين إيران ولبنان يقود بنا نحو رؤية منضبطة لما هيا عليه الأوضاع اللبنانية الإيرانية وما ستكون مستقبلاً. دور حزب اللّٰه اللبناني الهيئة والمدعوم إيرانياً يحاوطه تساؤلات وتوقعات عديدة من كل الأطراف، وبالتالي تحاول الدراسة التوجه نحو منطق تواجد وعمل حزب اللّٰه بمنتصف الساحة بين البلدين، من المتوقع أيضاً استمرار الأزمات الداخلية بلبنان والتي كان ختامها حادث الإنفجار الكارثى في ظل تواجد للدعم الإيراني، ووفقاً للمعطيات المذكورة في الدراسة و التي تشير إلى أن إيران تخطو نحو لبنان والدول العربية كافةً بنمط محدد يعمل لصالح القوة الإيرانية.

المقدمة:

تناولت الدراسة العلاقات الإيرانية اللبنانية بشكل متفصل وبالتناوب بين العلاقات بمختلف أنواعها، بداية من العلاقات السياسية وكيفية نشأتها وما قد مرت به حتى الآن من تبادل خبرات وزيارات قائمة ومتناوبة بين الطرفين، وأيضا النظر إلى أوجه الاتفاق أو الاختلاف بين البلدين من منظور تطبيقي فعلي حيث رؤية كل من البلدين للأخرى ولمواقفهما السياسية من قضايا حيوية سواء كانت محلية أم دولية، ولا ننسي بالطبع حزب الله ومدي أهمية إقران اسمه بكلا البلدين ودوره في الساحة السياسية، كما موقف من إيران من حظر أنشطة حزب الله وتصنيفه كإرهابي من قبل بضعة دول، من المعلوم أيضا أن العلاقات الإيرانية السعودية تكاد ترقي إلي العدائية وبالتالي لابد من مدخل يوضح موضع لبنان أمام هذه المعادلة صعبة الحل، وهو ما سنتحدث بشكل تفصيلي عنه لاحقا.

فيما هو قادم سنسلط الضوء تباعا على العلاقات الاقتصادية وما أصبحت عليه إثر محاولات عديدة لإحداث القليل من الاتزان بها وتحديدا فيما يتعلق بالتبادل التجاري وإقامة الاستثمار الإيراني اللبناني، إضافة إلى ما قد أخذ من خطوات تفصيلية في سبيل هذا التطور مرورا بالمساعدات الإنسانية من قبل الجانب الإيراني لبيروت في محنتها الأخيرة حيث انفجار المرفأ الخاص بها وما أنتجه من خسائر جسيمة، وأيضا العلاقات العسكرية والتعاون الإيراني اللبناني المغطى برداء من الدعم والمساندة الإيرانية للجانب اللبناني في معظم الأوقات، وصولا إلى الدور المميز للعلاقات الثقافية وما أثمرته الجهود في سبيل تعميق وتوطيد أواصر الدبلوماسية المطبقة بين البلدين، لقد بات واضحا للجميع مدى تطور وتناسق العلاقات الإيرانية اللبنانية عبر الزمن، حيث الوحدة الظاهرية وتبادل الاهتمام بالكثير من القضايا والأمور المؤطر بالتدخل الإيراني في الشأن اللبناني الداخلي ودور حزب الله المتقن بهذا الشأن.

العلاقات السياسية:

تعمل إيران على بث أفكارها الثورية الإسلامية خارج إيران للعديد من الأسباب، منها أسباب داخلية مثل حماية الاقليات الشيعية خارج إيران، نظرا لما تردده تلك الاقليات أنها لا تستطيع أن تمارس حرياتها في ممارسة العقائد الخاصة بها، لأن الثورة الإسلامية في إيران ذات مذهب شيعي تحت رعاية آية الله الخميني، أما السبب الثاني وهو سبب خارجي أو إقليمي، وهو محاولة إيران السيطرة وزيادة نفوذها على الدول المجاورة كنوع من التصدي للنفوذ الإسرائيلي وتقليصه، لتصبح إيران رائدة العالم الإسلامي، فلذلك عملت إيران على السيطرة ومد نفوذها في سوريا، لبنان، اليمن والعراق وسنركز هنا على لبنان فقط.

أ. الزيارات المتبادلة:

تعود العلاقات السياسية بين إيران ولبنان ما قبل الثورة الإسلامية في إيران الى 1942، وكانت عباره عن قنصلية عامة حتى حصلت لبنان على استقلالها في 1943، أدى الى أن أزداد التمثيل الدبلوماسي بينهم من وزير مفوض الى أن وصل الى سفير عام 1958، الى أن توقفت العلاقات الدبوماسية والسياسية بينهم في 1969، بسبب رفض لبنان تسليم الجنرال تيمور بختيار وهو مؤسس جهاز الإستخبارات الإيراني أو ما يعرف بإسم السافاك بمساعدة أمريكية،[1] وقد فر الى بيروت بسبب تعاونه مع الولايات الممتحدة الأمريكية لسقوط الشاه الإيراني في إدارة الرئيس الأمريكي جون كيندي، وعادت العلاقات مرة أخرى في فترة الرئيس اللبناني كميل شمعون.[2]

أما فترة ما بعد الثورة الإسلامية، فقد استغلت إيران الاجتياح الاسرايلي للبنان عام 1983، وأرسلت العديد من مجموعات الحرس الثوري، والتقت هذه المجموعات بالطرف الموالي لطهران داخل حركة أمل، مما أدى لإنشاء حزب الله في لبنان عام 1985، ومن حينها تعتمد إيران على حزب الله في لبنان، وأصبح لإيران كيان دائم داخل لبنان، وتدعم إيران حزب الله كحركة مقاومة للنفوذ والتوسع الاسرائيلي، وقد إزدادت العلاقات السياسية والتمثييل الدبلوماسي مرة أخرى بين الدولتين بعد اتفاق الطائف 1989،[3] وكان هدفه خروج السوريون من الأراضي اللبنانية، وازداد النفوذ الايراني في لبنان وازدادت العلاقات السياسية، وازدادت أكثر بعد حرب الوكالة بين حزب الله وإسرائيل في لبنان في 2006.[4]

ولتعميق التعاون كانت هناك العديد من الزيارات على المستوى الدبلوماسي والسياسي، فنجد أن وزير خارجية إيران جواد ظريف قد زار إيران في 2015 بعد الاتفاق النووي، وكان هدف الزيارة هو تعميق التعاون وزيادة الصلة بين ايران ولبنان، وحل مشكلة الرئاسة اللبنانية المتعلقة بالتسوية بين الأطراف الفاعلين في لبنان أهمهم بالنسبة لإيران حزب الله، الذي أكد ظريف دعمه الكامل لذلك الحزب، ومن الواضح ان إيران قامت بتلك الزيارة اعتمادا على نظرتها للبنان أنها جزء من النفوذ والسيطرة الإيرانية ولابد الحفاظ على حمايتها وحفظها من التفرقة الداخلية لحماية إيران من الاعتداء الخارجي وحفظ السلام الداخلي لإيران.[5]

وقام وزير خاجية إيران ظريف بزيارة للبنان بعد اعلان الفائزين في البرلمان اللبناني وبعد فوز ميشال عون برئاسة لبنان بعد الفراغ السياسي في منصب رئيس الدولة الذي دام حوالي سنتين، وتعتبر هذه الزيارة من أهم الزيارات التي قام بها ظريف الى لبنان، حيث أراد أن يؤكد دعم إيران لميشال عون، وهذا يعني أنه لن يقف أمام النفوذ الإيراني في لبنان،[6] لأنه بالنسبة لإيران استقرار إيران من إستقرار الوضع في لبنان.[7]

وقد زار مستشار الشؤون الدولية لمرشد الثورة الإسلامية الإيرانية علي أكبر ولايتي مع وفد من المسؤولين الإيرانيين، كانت في 2017، وكان هدفها بحث مسألة النازحين السوريين في لبنان الذين تخطى عددهم مليون و600 ألف، حيث أكد عون أنه يثق في جهود إيران لحل الأزمة السورية في إشارة للثقة المتبادلة بينهم ومدى التعاون والترابط بين الدولتين، كما دعا عون لزيادة العلاقات بين الدولتين  وهذا ما يريدة آية الله خامنئ،[8] وهذا أيضا ما أكده عون في زيارته للسعودية من نفس العام، عندما أكد على أن المساعدات الإيرانية لحزب الله لا تعيق علاقات لبنان مع العالم العربي، مؤكدا على أهمية ذلك الدعم الإيراني للحزب كنوع من حفظ الأمن والاستقرار في الداخل الإيراني،[9] كما تلقى عون إتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية الاسلامة حسن روحاني، حيث أراد روحاني تعميق العلاقات بينهم وخاصة السياسية، وعرض توفير السلاح للبنان لزيادة حفظ الدولة من الخطر الإرهابي، وعزم أنه لن يسمح بأن تكون لبنان دولة أو ساحة إرهابية للحروب.[10]

وفي 2019 توجه جواد ظريف بزيارة رسمية للبنان، وكان هدفها تعميق التعاون بينهم، ومناقشة موضوع نزع السلاح من حزب الله الذي طلبته الأمم المتحدة من لبنان، كما أن هناك ضغوطا من إسرائيل على لبنان لنزع سلاح حزب الله بسبب ارسال حزب الله السلاح الى سوريا ضد اسرائيل، كما أنه تم مناقشة الأوضاع الفلسطينية والسورية خلال تلك الزيارة، وقد هنأت وزارة الخارجية الإيرانية لبنان على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري،[11] كإشارة الى أهمية حفظ الأمن والسلم في الداخل اللبناني.

وفي أعقاب الأنفجار الذي حدث في مرفأ لبنان ومقتل العديد من اللبنانيين في 4 أغسطس 2020، أكد ظريف عبر حسابة الشخصي على تويتر، أن إيران جاهزة لتقديم كافة المساعدات للبنان،[12] وقد زار ظريف لبنان يوم 13 أغسطس الحالي، داعيا نظيره اللبناني بعدم استقبال أي مساعدات دولية مشروطة بتغيير سياسي، حيث أكد أن الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية هم وحدهم من يحددوا مستقبل الدولة، كإشارة لمنع التدخل الأجنبي رغم تدخل إيران الأجنبي في سياسات لبنان من خلال ذراعها حزب الله، وأكد ظريف أن لبنان يجب أن تقوم هي فقط بالتحقيق في قضية مرفأ بيروت وهذا يوضح خوف إيران من التحقيق الدولي من خلال فرض عقوبات أو ضرائب على إيران، أو تقليل الوجود الإيراني في لبنان،[13] ووجب التنويه أن إيران لم تشارك في مؤتمر المانحين الذي عقد عبر تقنية الفيديو كونفراس لجمع مساعدات للبنان بسبب الخسائر الفادحة والإنهيار الاقتصادي هناك، رغم أن ظريف أكد على نية دعم إيران للبنان، وهذا يؤكد عدم رغبة إيران في التدخل الدولي داخل لبنان، وأنها تريد أن تشارك وحدها في دعم لبنان لتسيطر مجددا على لبنان وتقلل الوجود الأجنبي.[14]

ب. الدور السياسي لحزب الله في لبنان:

فقد دخل حزب الله انتخابات البرلمان لأول مره عام 1993، وقد فاز ب12 مقعدا نيابيا، وفاز أيضا ب10 مقاعد في انتخبات 2009 البرلمانية،[15] أما عن أكبر دور سياسي لعبة حزب الله في لبنان، فهو في 2011 عندما أسقط حزب الله حكومة الوفاق اللبنانية بقيادة سعد الحريري، الذي كان مدعوم سعوديا، وكان سبب رفض حزب الله معظم قرارات الحكومة، لأن الحكومة اللبنانية كانت تريد عرقلة دور حزب الله والمقاومة المسلحة، خاصة بعدما سيطر الحزب على معظم أراضي الدولة اللبنانية، ومن ضمنها أراضي أهل السنة، كما رفض حزب الله نزع السلاح ورفض انضمام حزب الله للجيش اللبناني، مما أدى في النهاية لسقوط الحكومة اللبنانية،[16] وعند تشكيل الحكومة في 2016، قام سعد الحريري بعمل تسوية مع حزب الله وأنشأ حكومة وأصبح عون الداعم الرئيسي لحزب الله رئيس البلاد في أكتوبر 2016،[17] وقد أعتبر حزب الله الفائز الاكبر في انتخابات البرلمان في 2018، إثر فوز الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل ب27 مقعدا في البرلمان، وهذا يمنح حزب الله والمقاومة مزيدا ممن التدخل والنفوذ داخل مؤسسات الدولة سياسيا، ولن يتعرض لمضايقات إثر مقاومته للإرهاب أو إسرائيل في لبنان أو سوريا، وقد أعلن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، فوز حزب الله قبل إعلان حزب الله عن النتائج، وأكد أن تلك النتائج في مصلحة لبنان ضد المخاطر الصهيونية والإرهاب في سوريا والعراق، وهذا يوضح مدى التدخل الإيراني في لبنان ومدى دعم إيران وآية الله لحزب الله، وقد اعتبر مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية أن هذا الفوز انتصارا لايران في الداخل اللبناني على الصهاينة،[18] لأن ذلك سيزيد النفوذ الإيراني في لبنان ويقلل الخطر الإسرائيلي.

ج. موقف إيران ولبنان من القضايا الدولية والمحلية: 

أولا: موقف إيران من المقاومة في لبنان ضد إسرائيل:

تدعم إيران المقاومة ضد إسرائيل المتمثلة في حزب الله بشكل كبير، حيث تعتبر إيران حزب الله جزء من أدواتها الخارجية لتحقيق رغباتها في المنطقة، وهذا الدعم المالي والسياسي زاد منذ الحرب الإسرائيلية وحزب الله في 2006 في جنوب لبنان، فتوجد علاقات أيديولوجية بين إيران وحزب الله التي أدت لتوثيق العلاقات بينهم وإتحاد مصالحهم، مثل مساعدة حزب الله إيران للحفاظ على توازن القوى الإقليمية خاصة ضد الهجمات الإسرائيلية والإرهابية،[19] ووصل الدعم الإيراني المالي للمقاومة داخل لبنان حوالي 700 مليون دولار، لكن ذلك الدعم المالي قد ينخفض مستقبلا بسبب العقوبات الأمريكية على إيران وعلى المنتجات النفطية التي أدت الى عجز في الخزانة الإيرانية،[20] أما عن الدعم السياسي في المحافل الدولية، فقد كان واضح للعيان أثناء زيارة ظريف الى لبنان في 2019 بعدما طلبت الأمم المتحدة من لبنان نزع السلاح من حزب الله، لكن ظريف أكد على أهمية وجود حزب الله بجناحه العسكري وأكد أن إيران تدعم دور حزب الله في حفظ السلام في المنطقة.[21]

ثانيا: موقف لبنان من الخلاف الإيراني والسعودية

دعمت لبنان إيران في خلافها مع السعودية، حيث إن إيران تدعم حزب الله وكانت السعودية القوة الاقليمية السنية تدعم سعد الحريري رئيس وزراء لبنان السابق، فاستمرت إيران بدعم حزب الله في لبنان ضد سعد الحريري ومن خلفه السعودية، فكانت تعتبر مناوشات سياسية بالوكاله، مما أدى الى استقالة سعد الحريري في النهاية، واستمرار وجود حزب الله في لبنان والوجود الايراني أيضا،[22] كإشارة من إيران لاستمرار مد النفوذ الإيراني ذو المذهب الشيعي خارج أراضيها والحد من النفوذ السني لليسطرة على العالم الإسلامي لمواجهة إسرائيل، العدو الأكبر بالنسبة لإيران والثورة الإسلاميه، وكان واضح دعم لبنان لإيران، أثناء زيارة عون للسعودية وأكد أن مساعدات إيران للمقاومة في لبنان لن يضر علاقات لبنان مع الدول العربية.

ثالثا: موقف إيران من تصنيف حزب الله إرهابيا من قبل عدة دول من ضمنهم ألمانيا:

اعتبرت إيران قرار تصنيف حزب الله وجناحه العسكري وحظر أنشطته داخل ألمانيا، أنه تهديد خارجي لها فنددت على هذا القرار قبل الرد اللبناني، وهذا يوضح مدى اعتماد إيران على لبنان وخاصة حزب الله في حماية نفسها وحفظ الأمن والسلم الاقليمي من الخطر الخارجي، فقامت إيران بالدفاع عن حزب الله وأكدت أنه يدافع عن لبنان من خطر الإرهاب والخطر الإسرائيلي، وقد قامت ألمانيا بتلك الخطوات، لأنها رأت أن حزب الله يرسل كميات هائلة من الكوكايين الى بلادها، والعديد من الأسلحه، بالاضافة الى علاقة حزب الله بجمعيات تشرف على مساجد ألمانية،[23] متخوفة من احتمال قيام الحزب بأعمال إرهابية على أرضها.

العلاقات الاقتصادية:

خطت العلاقات اللبنانية الإيرانية بشكل ملحوظا نحو التطور فيما يتعلق بالاقتصاديات ورفع معدل التجارة بين البلدين، حيث ترافق رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران التي قد فرضت عليها بسبب برنامجها النووي ورؤيتها كدولة ذات نشاط نووي بزيارات فاجتماعات وإجراءات إيرانية لبنانية بما يشملها من اتفاقيات منها ما هو قديم أم حديث من أجل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية التي تحتاج لدعم هائل مقارنة بالمجالات الدبلوماسية والثقافية، برفع تلك العقوبات تتضح وتتسع الرؤية لمستقبل الاستثمارات الإيرانية اللبنانية، حيث أصبح بإمكان لبنان الاستفادة من سوق جديدة تشمل أكثر من 80 مليون تدعمها في مختلف الاستثمارات والبنية التحتية.[24]

أ. التبادل التجاري

يسجل لبنان غياب عن خارطة التبادل التجاري بين إيران ومختلف دول العالم أيضا، ولكن مؤخرا وتحديدا منذ رفع العقوبات الإيرانية بدأ البحث من قبل لبنان المقابل باهتمام إيران في سبل تعزيز الاقتصاديات المتبادلة وتحديدا إثقال ميزان التبادل التجاري عما كان عليه من تهاون وخمول كما أيضا تحرير التجارة، ودعم تعاون الهيئات الاقتصادية وطرح عدد من المشاريع فيما يتعلق بمجال الاستثمارات، حجم التبادل التجاري لمختلف السلع المتبادلة بين إيران وبيروت مثلا عام 2012 قد وصلت إلى 115 مليون دولار، تنقسم كصادرات من قبل الجانب اللبناني تقدر ب 37 مليون دولار، وأخري من قبل الجانب الإيراني بقيمة 78 مليون دولار، وقد استمر حجم التبادل التجاري محصورا لأعوام طويلة في دائرة لا تتخطي قيمتها ال70 مليون، بالتالي هاته الأرقام تحتاج لدعم كبير يتخلله الكثير من العمل لرفع قيمة التبادلات التجارية فيما بينهم وكفاءة تأثيرها.[25]

ب. الاستثمارات المتبادلة

حفل السجل الإيراني اللبناني بزيارات وأعمال تتعلق بدعم الاستثمار المتبادل، فقد تضمن عام 2015 تحديدا عددا من الزيارات لرجال أعمال لبنانيين يفوق عددهم الثلاثين فردا على أرض إيران، وذلك من أجل بحث إجراءات تطوير العلاقات بين البلدين على المستوي الاقتصادي والتجاري، ما أثمر عنه إحداثيات إيجابية تتعلق بالمجالات الاقتصادية والتجارية، يذكر أن هناك مشاريع قامت السلطات الإيرانية بعرضها على اللبنانية من أجل إصلاح أزمة الكهرباء أو تقديم بعض المساعدات العسكرية أو غيرها ولكن كل هذه الأمور معلقة أمام رفض دول الخليج التعاون مع إيران من قبلهم أو من قبل دول يتعاونون معها ويدعمونها وهو ما تغير لاحقا، حيث توقفت المساعدات المالية السعودية والخليجية تنديدا برضوخ الحكومة اللبنانية لحزب الله حسب تعبيرهم، تلا هذا الأمر إعلان طهران استعدادها لتعويض لبنان عن هذه المساعدات ، أيضا يذكر أن لبنان قد قامت باستقبال وافتتاح معرض “صنع في إيران” في عام 2013 بين 8 وحتى 21 من مايو برعاية ودعم من وزارة الاقتصاد والتجارة، في إشارة واضحة ترمز لاستعدادية البلدين لتعزيز وإنماء العلاقات الاقتصادية والتجارية.[26]

في نوفمبر من عام 2016، أقامت بيروت مؤتمر سمي ب “مؤتمر الفرص الاقتصادية بين لبنان وإيران” والذي ضم بين ثناياه كثير من رجال الأعمال والوزراء والهيئات الاقتصادية من قبل الطرفين، للإعراب عن الدعم الكامل بل والسعي الفعلي لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، إضافة إلى إطلاق منتدى رجال الأعمال اللبناني _ الإيراني الذي يجمع رجال الأعمال من كلا البلدين لمباحثات فيما يتعلق بمستقبل الاقتصاد والتجارة المتبادلة، إضافة إلى تبادل خبرات طبية وعلاجية وصحفية بين البلدين، واستئناف المحادثات في اتفاقية التجارة الحرة وتحديث الإجراءات الجمركية والضريبية.[27]

ج. المساعدات الإنسانية

في 15 يوليو من عام 2020، عرضت إيران استعدادها لاعتماد الليرة اللبنانية في عمليات التبادل التجاري بين البلدين وتحديدا فيما يتعلق بالنفط، إضافة إلى إعلان إيران حيازتها مشاريع ومساعدات تنموية في مجالات الكهرباء والمياه والزراعة والدواء وأمور اقتصادية أخري لمساعدة لبنان، كما جاهزية إيران لدعم لبنان لتتخطي هذه الفترة الصعبة[28]، وفيما يتعلق بأزمة انفجار مرفأ بيروت فقد قامت إيران بإرسال طائرتي مساعدات إنسانية يحويان 45 طنا من المواد الغذائية و15 طنا من المواد الطبية والأدوية، بإجمالي 95 طنا وأكثر من 150 ألف دولار، إضافة إلى مشفي طبي متنقل ينشأ في بيروت وأيضا 13 طبيبا و16 رجل منقذ،[29] كرد جميل لما قامت به لبنان مسبقا من دعم لإيران لتعويض ما أصابها خلال فترة الانهيارات الأرضية والفيضانات خلال العام الماضي.[30]

العلاقات العسكرية:

تتمثل العلاقات العسكرية بين الدول في قدرة الطرفين على قيام نوع من الاتفاقيات والمساعدات العسكرية، التي تُخدِّم على استمرارية العلاقات بينهما، وفي مثل العلاقات بين إيران ولبنان، فإن العلاقات العسكرية نشأت من خلال اشتراكهما في تهديد واحد تمثل في إسرائيل ومن يساندها، الأمر الذي كان له أثرًا في تزايد العلاقات العسكرية وشمولها الاتفاقيات العسكرية والمساندة بالعتاد العسكري والعُدة.

وبدأ التعاون الإيراني اللبناني في المجال العسكري حينما ساندت إيران لبنان في الاجتياح الذي قامت به القوات الإسرائيلية على الحدود البنانية عام 1982، حيث قامت إيران بإرسال 1000 عنصر من الحرس الثوري الإيراني ونشرها في وادي البقاع ردًا على العدون الإسرائيلي، كما قامت بتدريب مليشيات شيعية لبنانية والتي كانت النواة الأولى لتشكيل حزب الله اللبناني. [31]

  • الاتفاقيات العسكرية:

كانت العلاقات العسكرية بين إيران ولبنان شبه منعدمة، إذ اعتبرت لبنان إيران دولة تسعى للتوسع في الشرق الأوسط، كما تسعى إلى بسط نفوذها على بقية الدول التي يجتمع فيها الشيعة كسوريا واليمن والعراق، الأمر الذي جعل لبنان ترفض أية عروض لتسليح جيشها من إيران، مؤكدة في أكتر من مناسبة على لسان رئيس وزرائها “سعد الحريري” أن لبنان لديها برنامج تسليح لجيشها يعتمد على الولايات المتحدة وبقية أصدقائها، وأن ما يُقال مجرد كلام لا أكثر[32]، وجاءت عروض إيران للبنان ضمن مساعيها في اختراق الجيش اللبناني والكشف عن أسلحته لحزب الله، ومنعه من التوجه إلى الولايات المتحدة في التسليح.

إلا أن ذلك الرفض لم يشمل النظام السياسي اللبناني بأكمله، فحزب الله، الذي يعتبر الظهير السياسي لإيران في لبنان، ويدها التي تساهم في تنفيذ بعض عملياتها العسكرية والسياسية في الداخل والخارج اللبناني، لم يخضع لما قاله الحريري، واستمر في خضوعه للنظام السياسي الإيراني، فدعمته إيران بأسلحة متنوعة، لمساعدته في مواجهة الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية، ولتنفيذ بعض العمليات في سوريا، ولم يوجد حتى الآن أي اتفاق رسمي بين إيران ولبنان في تسليح الجيش اللبناني أو تبادل الخبرات في المجال العسكري والأمني.

  • الدعم العسكري بالسلاح:

بدأت إيران في الدعم العسكري المسلح من خلال إرسالها أثناء اجتياح إسرائيل للبنان 1000 عضو من الحرس الثوري الإيراني، في رحلة بدات من إيران إلى سوريا ومن ثم لبنان، وأمدتهم بالمعدات اللازمة لمواجهة إسرئيل، وكانت تلك بداية لمرحلة جديدة من الدعم المقنع من خلال حزب الله، الذي انفرد بصفة المقاومة، والتي على أساسها لم يُسحب منه سلاحه واستُثنى في اتفاق الطائف عام 1989.

واستمرت إيران في دعم الحزب لعقود من نشأته، وأمدته بالعتاد والعدة والأموال اللازمة لنشر الفكر الشيعي من جهة، ولمواجهة إسرائيل من جهة أخرى، وهو ما أكده قائد الحرس الثوري الإيراني “محمد علي الجعفري”، في أن مساندتهم لحزب الله وضرورة تسليحة لمواجهة إسرائيل العدو الأول للأمة، كذلك للدفاع عن أمن لبنان، دون الإكتراث لوضع الجيش اللبناني في المعادلة تلك، وعلى الصعيد الآخر أكد علوش رئيس تيار المستقبل أن حزب الله لن يُحل إلا بهزيمة إيران أو بتغيير نظامها السياسي، في إشارة إلى الدعم العسكري الكبيرالذي تقدمه إيران إلى حزب الله.[33]

  • دعم جماعات مسلحة داخل الدولة:

يتسم طبيعة النظام السياسي اللبناني بالطائفية، فرئيس الجمهورية اللبنانية من الطائفة المارونية، ورئيس الوزراء من السُنية، ورئيس البرلمان البناني من الشيعة، الأمر الذي يؤدي إلى استمرارية النزاع الطائفي في لبنان، وخاصة بعد زيادة الدعم المقدم من إيران لحزب الله اللبناني الشيعي، لتنفيذ خططها في الشرق الأوسط، ولتهديد إسرائيل من الشمال.

وتعمل إيران من خلال عملائها -خارج أراضيها- إلى التغلغل في الدول شبه الجزيرة العربية وأسيا التي تضم عددًا من المسلمين الشيعة، وأصابها مشكلات عدة، جعلتها في حالة صعبة بسبب التغيرات التي طرأت عليها، وكان أهم عملائها حزب الله في لبنان، الذي وصفته دول الخليج والولايات المتحدة بالحزب الإرهابي نتيجة تنفيذة عدة عمليات عسكرية أدت إلى مقتل مدنيين.

وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2018، عن رصد مصنعين تابعان إلى حزب الله خُصصا لصيانة الصواريخ وتطويرها، والأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على إسرائيل، بالإضافة غلى ان إيران تساهم بشكل كبير في هذه المصانعن وتقدم الدعم اللوجستي لتأمين تلك المصانع مخترقة بذلك القانون رقم 1701، الذي نص على عدم بيع اية أسلحة للبنان إلا بموافقة حكومتها، وهو ما اعتبرته إيران تحديًا لنفوذها في لبنان.[34]

وبلغ حجم الدعم السنوي الذي تقدمه إيران لحزب الله 700 مليون دولار، ذلك الدعم الذي جعل حزب الله يحوز على أسلحة عسكرية ثقيلة، تجعله يدافع عن نفسه ضد أي عدوان إسرائيلي أو ينفيذ عمليات عسكرية داخل لبنان أو خارجها، ونتيجة للسياسة الاقتصادية التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران وحزب الله على السواء، بدأ حجم الدعم المقدم من إيران إلى حزب الله يتضاءل نسبيًا، الأمر الذي جعل الحزب في مأزق مالي يصعب الخروج منه.[35]

العلاقات الثقافية:

سنتناول ف هذا البند المنح الدراسية التي توفرها الدولتين للطلاب في كل المراحل الدراسية، وأيضا سنتناول دور المؤسسات الدينية والمجتمعية بين الدولتين في التقارب بينهم.

أ. المنح الدراسية:

بدأت المنح الدراسية بين إيران ولبنان منذ العهد الملكي في إيران أثناء محمد رضا بهلوي، حيث قبل أن تقوم الثورة بإطاحته بعامين، كانت أول منحة دراسية للطلاب اللبنانيين في إيران، وكانوا حينها من المذهب الشيعي، وكان عددهم حوالي 10 فقط، ولكن قد قابلوا العديد من المشاكل والتحديات، من أهمها أن نظام ما بعد الثورة أوقف المنح الدراسية حتى يتم تعديل المناهج الدراسية وأن يقوم بتعديل المنظومة التعليمية، ثم بعد الانتهاء من التعديل، ظهرت العديد من التغيرات في المنح الدراسية الإيرانية، وهي أن الطلاب الأجانب ليس لهم الحق في اختيار التخصص الدراسي، لكن بعد مناقشات ومباحثات بين الخارجية اللبنانة ووزير التعليم العالي الإيراني، أستثنى وزير التعليم العالي الإيراني الطلاب اللبنانيين من هذا القرار الجديد، وهذا يدل على العديد من المؤشرات، أولا: يدل على رغبة النظام الجديد في التوافق مع الدول المجاورة لنشر أفكار الثورة الاسلامية الجديدة، ثانيا: يدل على مدى التوافق والتعاون بين إيران ولبنان وخاصة لما تمتلكة لبنان من مواطنيين ذو الطائفة الشيعي.

وفي منتصف الثمانينات وبعد انشاء حزب الله، كان النظام الجديد يمنح الطلاب اللبنانيين 100 منحة دراسية لكن كانت مقسمة على حركتين فقط، حركة أمل وتستحق 10 منح فقط، أما حزب الله فكان يستحق 90 منحه، نظرا للتقارب السياسي بين إيران وحزب الله وتقارب الأهداف والدور الكبير الذي قامت به إيران لإنشاء حزب الله، ومعنى أن تزداد المنح الداسية بين إيران ولبنان من 10 طلاب في الملكية ثم ما بعد الثورة الإسلامية بحوالي خمسة أعوام، تصبح 100 منحة دراسية يشير إلى مدى التقارب السياسي والثقافي والأيديولوجي بينهم.[36]

وفي كل عام تعلن المستشارة الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان عن استقبال إيران للطلاب اللبنانيين الجدد في المنحة الدراسية، ويكون للطلاب اللبنانيين الحق في اختيار التخصص لكن ما زال هناك أفضلية للغة الفارسية والأدب الفارسي والتاريخ الإيراني،[37] ولكن هذا لا ينفي حق اختيار التخصص للبنانيين في كل التخصصات وتشمل المنحة الدراسية السفر، الإقامة، الطعام، المصاريف الإدارية ولا تشمل كورس اللغة، بالاضافة لمنح طلاب الدكتوراه راتب شهري حتى يستطيعوا شراء حاجاتهم الاضافية.[38]

ووصل عدد المنح الدراسية التي توفرها إيران للطلاب اللبنانيين في عام 2020/2021 حوالي 148 منحة دراسية وتدريبات قصيرة المدى على مدار السنة،[39] ومن الواضح تزايد الأعداد وهذا أولا: بسبب أن إيران تعمل على نشر أفكار الثورة الإسلامية لخارج إيران فتقوم بذللك من خلال استقطاب طلاب من الخارج وتعليمهم وأن يعيشوا الثقافة الإيرانية وعند عودتهم لبلادهم يكونوا أذرع ثقافية لها في الخارج ونشر ثقافتها، ثانيا: بسبب أن إيران تعمل على أن تكون هي رائدة العالم الاسلامي ضد الخطر الصهيوني، فعندما تجذب لها الشباب فكريا وأيديولوجيا سيمكن ذلك إيران مستقبلا أن تكون إيران رائدة العالم الإسلامي بعيدا عن المملكة العربية السعودية والخطر الصهيوني، وقد زاد هذا السبب بعدما أصبحت إيران تتحكم في أربع عواصم عربية ومن ضمنهم بيروت.

ب. دور المؤسسات الدينية والمجتمعية بين إيران ولبنان:

قامت الدولية للمعلومات ببحث حول عدد عدد اللبنانيين في 2018 ووصل حوالي 5.5 مليون شخص، وكان آخر إحصاء سكاني قامت به الدولة في 1932، وكان عدد اللبنايين حينها 1.046.164 نسمة، يعتبر الدين الإسلامي الدين الأكبر والأكثر شيوعا في لبنان ويقدر حوالي 69.4% من السكان، لكن تعتبر الطائفة الشيعية أكبر طائفة في لبنان وتمثل 31.6% من الشعب اللبناني، أما الطائفة الإسلامية السنية تقدر 31.3%، وتأتي ثاني ديانة في لبنان وهي المسيحية بعد أن كانت الأولى في الثلاثينيات، وتقدر بحوالي 30.6% من عدد السكان.[40]

لم يكن في إيران في عهد الصفويين عدد كبير من العلماء الشيعه، فاستعانت بالعلماء الشيعه من جنوب لبنان، وبامر من الشاه اسماعيل لعلماء الشيعيه اللبنانيين لنشر الدين وتعليمه للإيرانيين، وقد قامت إيران بعد الثورة الإسلامية وبقيادة الخميني بفتح العديد من القنوات الإعلامية مثل المنار والأبواق الإعلامية كراديو النور وجريدة الإنتقاد، وقام حزب الله الذي يعتبر إيران في لبنان كما وصفه حسن نصر الله أمين عام الحزب، بإنشاء مدارس في لبنان كمدارس الإمام الخميني، مدارس الأمام المهدي، ومدارس شاهد وهذا يعني نشر الثقافة الإيرانية الشيعية في لبنان، بالاضافة الى انشاء العديد من المؤسسات المجتمعية مثل مؤسسة القرض الحسن وهدفها اقراض اللبنانيين على الطريقة الإيرانية، ومؤسسة النية الحسنة الخيرية والعديد من البنوك والمستشفيات، ومن الواضح الدور الكبير الذي تلعبه هذه المؤسسات من خلال نشر التعاليم الشيعية وأفكار الثورة الإسلامية، تستفيد إيران من بتلك المؤسسات من خلال تسسيس الشيعه والدين الشيعي للدخول في أراضي الدول المجاورة خاصة الضعيفة، مثلما حدث في بيروت، بالإضافة أن إيران تجيد تلك الخطوات، رغم أن لها أثار جانبية مثل الاقتتال والنزاع الطائفي الذي حدث في 1999 في لبنان بسبب سياسة التشييع الإيرانية.[41]

تهتم إيران بترميم المؤسسات الدينية في لبنان دائما وكان واضح للعيان بعد الحرب الإسرائيلية في 2006، فانشأت إيران لجنة إعادة اعمار لبنان وكان يضم اعادة اعمار أربعة محاور أساسية من أهمهم دور العبادة والمؤسسات الدينية، وأصبح بتلك اللجنه والإصلاح الإيراني حوالي 42 مركز تربوي، 51 دار للبعاده، كما هو واضح مدى الدعم الإيراني للمؤسسات الدينية في لبنان، لنشر التعاليم الشيعية والثقافة الإيرانية لتسهيل الدخول الإيراني في لبنان،[42] فتلعب المؤسسات الدينية والمجتمعية دورا كبيرا في لبنان في نشر الدين والثقافة الإيرانية.

الخاتمة:

مرت العلاقات الإيرانية اللبنانية بمرحل عدة من مراحل العلاقات بين أية دولتين، والتي تقلبت بين التوافق والتنافر السياسي والاقتصادي ناهيك عن العلاقات السياسية، والتي تعرض لها التقرير بالنظرة الكافية وأوضح أسبابها ودوافعها، وخرج التقرير بعدة نتائج وهي:

  • بدأت العلاقات الإيرانية اللبنانية إلى عام 1945 بفتح قنصلية إيرانية في لبنان، ثم توسعت العلاقات في عهد الرئيس اللبناني كميل شمعون نتيجة الصداقة مع شاه إيران.
  • اسنتغلت إيران اجتياح لبنان عام 1982 في نشر المذهب الشيعي وتوسيع نفوذها فارسلت عناصر من الحرس الثوري كانوا النواة الأولى لإنشاء حزب الله اللبناني.
  • على الرغم من أن حزب الله حزب لبناني، إلا أنه كان تابعًا للدولة الإيرانية ويحقق مآربها لا آمال الشعب اللبناني.
  • إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين كثُرت في الحقبة الحالية، علاوة عل مساندة إيران للبنان في انفجار مرفأ بيروت.
  • إن العلاقات العسكرية بينهما فترت نتيجة توجه لبنان إلى الغرب وبالأخص الولايات المتحدة، ولتخوف لبنان من سعي إيران إلى السيطرة على النظام الأمني والعسكري لصالح حزب الله.
  • شارك المذهب الشيعي في كل من إيران ولبنان في التقارب الثقافي بين البلدين، الأمر الذي أظهرته المؤسسات الدينية والمنج الثقافية التي قُدمت من إيران.

الروؤية المستقبلية:

المتابع للعلاقات الإيرانية اللبنانية والممحص لها يجد أنها تسير في طريق محفوف بالتعرجات التوافقية، وذلك نتيجة للانشقاقات الدخلية سواء كانت من الحكومة أو الشعب اللبناني، وعلى الرغم من صعوبة استشراف العلاقات بين بلدين وعدم وجود نظرية ثابتة لقياس المؤشرات بطريقة صادقة تمامًا في العلاقات الدولية، إلا أننا يمكن أن نستشرف تلك العلاقات من خلال بعض المؤشرات والتي تنتج عن تلك العلاقات.

تتأثر العلاقات السياسية بين إيران ولبنان نتيجة التدخلات الإيرانية الصارخة في الشأن الداخلي اللبناني من من خلال يدها في لبنان (حزب الله) الأمر الذي يدعو إلى توتر في العلاقات وفتور نسبي في الفترات القادمة، نتيجة الممارسات التعسفية لحزب الله في لبنان، وستقف العلاقات بينهما إلى سلام بارد نسبيًا، إلى أن تقدم لبنان الجديد حكومة بعيد عن المذاهب التي أصابت كبد الدولة.

على الرغم من العقوبات الاقتصادية التي أصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية على غيران بشأن تصدير بعض المتنجات وعلى راسها التفط، إلا أنه وبعد رفع بعض القيود على إيران استغلت لبنان الأمر وسعت إلى زيادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وستستمر تلك العلاقات وستزداد في الفترات القادمة، وذلك بعيدًا كل البعد عن المواقف السياسية بين البلدين، والتي تأثرت بشكل واضح في الفترات الماضية.

ومن الناحية العسكرية فإن لبنان تحاذر من التقرب أو تأييد فكرة تقدم العلاقات اللبنانية الإيرانية في المجال الأمني، وخشية الأولى من التحكم الإيراني في الجيش اللبناني، وتفضل الغرب على إيران، إذ أقرت أن الضرر القادم من الغرب أخف وطأة من خطر إيران، لذلك لا يمكن أن تقوم أية علاقات عسكرية وأمنية بين إيران ولبنان في الوقت الراهن أو الفترة القادمة ، أو على الاقل ما دام حزب الله في لبنان.

[1]  https://bit.ly/3j7P941

[2]  https://bit.ly/3j5rm4B

[3]  https://bit.ly/31jZGmw

[4]  https://bit.ly/3gn9mB1

[5]  https://bit.ly/32k15sO

[6]  https://bit.ly/3j9jZct

[7]  https://bit.ly/3j9jZct

[8]  https://bit.ly/34zlDQR

[9]  https://bbc.in/2QicmUV

[10]  https://bit.ly/3j2fel4

[11]  https://bit.ly/3aRwG8Z

[12]  https://cnn.it/31n9kos

[13]  https://bit.ly/34tjSo7

[14]  https://bit.ly/34uspqM

[15]  https://bbc.in/3aQ8Jz1

[16]  https://bit.ly/3hnCiKF

[17]  https://bit.ly/2Ehoz9K

[18]  https://bit.ly/32oRa56

[19]  https://bit.ly/32wHAgu

[20]  https://bit.ly/2ErZ5GU

[21]  https://bit.ly/3aRwG8Z

[22]  https://bit.ly/3llKayM

[23]  https://bit.ly/2EFQobW

[24] https://bit.ly/2YCv120

[25] https://bit.ly/3hCBj9t

[26] https://www.lebanonfiles.com/news/542305/

[27] https://bit.ly/3b1Fqt7

[28] https://bit.ly/34EuDUw

[29]  https://bit.ly/3lopZ31

[30] https://bit.ly/3gzaoKr

[31] Will Fulton, Lebanon-Iran Foreign Relations, CT, july2010, access on https://www.criticalthreats.org/analysis/lebanon-iran-foreign-relations

[32] أسوشيتد برس، إيران تعرض على لبنان مساعدة عسكرية.. وبيروت لا ترغب، العربية، تاريخ النشر مايو 2020، متاح على https://bit.ly/2YCIHKo

[33] بولا أسطيح، الحرس الثوري يتعهد زيادة دعم الحوثيين، الشرق الأوسط، تاريخ النشر نوفمبر 2017، متاح على https://aawsat.com/home/article/1093351/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D9%8A%C2%BB-%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86

[34] حنين غدار و ماثيو ليفيت، مصانع صواريخ حزب الله في المناطق الحضرية تعرض المديين للخطر، معهد وشنطن، تاريخ النشر أكتوبر 2018، متاح على https://bit.ly/32A4dAT

[35] سبوتنك عربي، بلومبرغ تكشف الدعم السنوي من إيران لحزب الله, تاريخ النشر إبريل 2019، متاح على https://bit.ly/2D56Emh

[36]  https://bit.ly/32GwiX0

[37]  https://bit.ly/34OW7XI

[38]  https://bit.ly/3gGEUSO

[39]  https://bit.ly/3b6O8qc

[40]  https://bit.ly/3b8vjCW

[41]  https://bit.ly/31FFXxM

[42]  https://bit.ly/3hJwN95

5/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى