السياسة الاقتصادية للولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفيتي تجاه منطقة القرن الإفريقي: دراسة حالة لإثيوبيا 1945-1991

تأليف : د. احمد ناظم عباس

نسخة “pdf”-

السياسة الاقتصادية للولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفيتي تجاه منطقة القرن الإفريقي دراسة حالة لإثيوبيا 1945-1991

الطبعة الأولى “2022″ –من  كتاب: –  السياسة الاقتصادية للولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفيتي تجاه منطقة القرن الإفريقي: دراسة حالة لإثيوبيا 1945-1991

جميع حقوق الطبع محفوظة #المركز_الديمقراطي_العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .

تقديم:

تقدم هذه الدراسة منظورًا تاريخيًا لمكانة إثيوبيا في نظام المساعدات الخارجية خلال حقبة الحرب الباردة. باستخدام إثيوبيا كدراسة حالة متعمقة لذلك النظام، وتناقش هذه الدراسة العلاقات التاريخية المتبادلة بين مجتمع المانحين الدوليين والحكومتين الإثيوبيتين المتعاقبتين بقيادة هيلا سيلاسي(HaileSelassie 1941-1974) ومينجيستو هايلي مريم Mengistu Haile Mariam) -1974-1991))

وجاء استخدام دولة إثيوبيا كدراسة حالة، وذلك نظرًا لأن التحليل الدقيق لتطور نظام المساعدات الخارجية لا يمكن تطبيقه بشكل أفضل في أي مكان غير إثيوبيا لعدة أسباب منها : ما قدمه نظام المساعدات الخارجية دورًا رئيسيًا في بذل جهود تنموية في إثيوبيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية(ماكفيتي ، 2012 ؛ ميتافريا ، 2009 ؛ زودي ، 1991)؛ وفيما يتعلق بسياستهاالخارجيةفقد تم اعتبار كل من الحكومة الإمبراطورية لإثيوبيا تحت قيادة هيلا سيلاسي, والحكومة الماركسية بقيادة مينجيستوهايليمريمأمثلة واقعية ، و”تحديد مصالح دولتهم بحزم ومتابعتها” (دي وال -De Waal ، 2004 ، ص 182),ومن الناحية التاريخية ، كانت السياسة الخارجية لإثيوبيا متجذرة في المقام الأول في “مبادئ ويستفاليان – Westphalian”, مع تأكيدها على أمن وسلامة أراضي وسيادة الدولة الإثيوبية” (تاديسي – Tadesse ، 2015 ، ص 334), والتي غالبًا ما تم تمثيلها في مفاوضات المساعدة الحكومية الإثيوبية مع مجتمع المانحين الدوليين.

على هذا الاساس فقد صنفت إثيوبيا كواحدة من أكثر الدول اعتمادًا على المساعدات الخارجية في العالم, وذلك خلال فترة الحرب الباردة, وما زالت حتى وقت الدراسة واحدة من أفقر الدول في العالم. (كما ستظهر دراسة الحالة هذه)، من جهة اخرى, أصبحت الحكومة الإثيوبية بقيادة هيلا سيلاسي معتمدة كليًا على لمساعدات الاميركية, اذ أصبحت الولايات المتحدة الأمريكيةأهم مصدر للتمويل الأجنبي فيها ، واعتبرت إثيوبيا بدورها الشريك الاستراتيجي الرئيسي لها في  منطقة القرن الأفريقي(ماكفيتي – McVety ، 2012)، بينما أصبحت الحكومة الماركسية تحت قيادة مينجيستو هيلا مريم معتمدة كليًا على ما قدمه الاتحاد السوفيتي خلال الاعوام  ( 1954 -1974),بعد ان انظم الى سباق المساعدات الخارجية من اجل فرض السلطة والنفوذ في منطقة القرن الأفريقي, منافسا في ذلك الولايات المتحدة الاميركية (لوفيفر – Lefebvre، 1991 ؛ باتمان – Patman ، 1990).

لكن سرعان ما تحولت اثيويبيا الى الاشتركية بشكل تام, بعد ان تولى الحكم مينجيستوهايلي مريم بعد تمكنه من الاطاحة بحكومة سيلاسي، اذ استمر في حكم البلاد حتى عام 1991, وبذلك تحولت إثيوبيا  من حليف التقليدي للولايات المتحدة إلى الاشتراكية الماركسية, وأصبح الاتحاد السوفيتي  يشكل المصدر الرئيسي لتمويلها,على الجهة المقابلة : تحولت الصومال وهي البلد المجاور لإثيوبيا ، والحليف السوفيتي التقليدي ، إلى الولايات المتحدة الاميركية, وتعززت العلاقات بينهما خلال الثمانينيات(لفبفري، 1991؛ باتمان، 1990؛ وستاد – Westad، 2005؛ يوردانوف – Yordanov، 2016).

Dr . Ahmed Nazim Abbas

Abstract

This study provides a historical perspective on Ethiopia’s place in the foreign aid system during the Cold War era. Using Ethiopia as an in-depth case study of that system, this study discusses the historical interrelationships between the international donor community and the two successive Ethiopian governments led by Haile Selassie (1941-1974) and Mengistu Haile Mariam (1974-1991).

The use of the state of Ethiopia as a case study came, because careful analysis of the evolution of the foreign aid system cannot be better applied anywhere but Ethiopia for several reasons, including: What the foreign aid system has played a major role in making development efforts in Ethiopia since the end of World War II (McVite , 2012; Mitavria, 2009; Zodi, 1991); Regarding its foreign policy, both the imperial government of Ethiopia under Haile Selassie and the Marxist government led by Mengistu Haile Mariam have been seen as realistic examples, and “firmly define and pursue the interests of their state” (De Waal, 2004, p. 182), and historically , Ethiopia’s foreign policy was primarily rooted in “Westphalian principles”, with its emphasis on the security, territorial integrity and sovereignty of the Ethiopian state” (Tadesse, 2015, p. 334), which were often represented in Ethiopian government aid negotiations with the community international donors.

On this basis, Ethiopia was classified as one of the countries most dependent on foreign aid in the world during the Cold War period, and it is still, at the time of the study, one of the poorest countries in the world. (As this case study will show), on the other hand, the Ethiopian government, led by Haile Selassie, has become completely dependent on American aid, as the United States of America has become the most important source of foreign funding in it, and Ethiopia in turn is considered its main strategic partner in the Horn of Africa (McVety , 2012), while the Marxist government under the leadership of Mengistu Haile Mariam became completely dependent on what the Soviet Union provided during the years (1954-1974), after it joined the foreign aid race in order to impose power and influence in the Horn of Africa, competing in that with the United States American (Lefebvre, 1991; Batman, 1990).

But soon Ethiopia turned to socialism completely, after Mengistu Haile Mariam took over after he managed to overthrow Selassie’s government, as he continued to rule the country until 1991, thus turning Ethiopia from a traditional ally of the United States to Marxist socialism, and the Soviet Union became the source The main source of its financing, on the opposite side: Somalia, the neighboring country of Ethiopia, and a traditional Soviet ally, turned to the United States of America, and relations between them strengthened during the eighties (Lefebfrey, 1991; Batman, 1990; Westad, 2005; Yordanov, 2016).

• الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية