الدراسات البحثيةالمتخصصة

مشكلة الإيغور وابعادها الجيوبولتيكية من المنظور الصيني

اعداد : حنان صبحي عبد الباقي حسن – باحثة بكلية الدراسات العليا الافريقية – مصر

  • المركز الديمقراطي العربي

 

المستخلص:

الصين هي من دول العالم التي تتميز بالتعددية العرقية والاثنية وكفالة حرية الاعتناق الديني الذي يتم حمايته من خلال الدستور الذي يضمن للمواطنين الصينيين التمتع بحرية الاعتقاد الديني، وبالرغم من وجود دستور يفصل بين الأديان التي توجد في الصين، الا ان تعرضت الصين في الآونة الاخيرة الى عدد من الاضطرابات العرقية من قبل جماعة الإيغور المسلمين.  وعليه، فإن هذه الدراسة تبحث عن أبعاد مشكلة الإيغور في الصين ومعرفة الأسباب التي دفعت جماعة الأويغور الى انتهاج أعمال العنف في البلاد التي كان من شأنها، وفي إطار ما شهدته الصين في الأونة الأخيرة من أعمال عنف وشغب طائفي من قبل جماعة الإيغور المسلمة، وأسباب هذه التوترات وأعمال الشغب التي شهدتها البلاد، وتحليل السياسات التي اتبعتها حكومة بكين إزاء عربياتها المتباينة مع التركيز على جماعة الإيغور. وأيضا موقف حكومة بكين من جماعة الإيغور. وأهم السياسات التي اتبعتها في إقليم تركستان الشرقية. تهديد الأمن المجتمعي الصيني، والتعرف على السياسات العرقية التي تنتهجها الصين.

Abstract:

China is one of the countries in the world that is characterized by racial and ethnic pluralism, and its freedom of religious conversion, which is protected through the constitution, which guarantees the citizens of the country the enjoyment of freedom of religious belief, Although there is a constitution separating the religions that exist in China, However, China has recently been subjected to a number of ethnic unrest by the Muslim Uighur group. Accordingly, this study looks at the dimensions of the Uighur problem in China and the reasons that led the Uighur group to pursue violence in the country that would have, In the context of the recent sectarian violence and riots in China by the Muslim Uighurs, The reasons for these tensions and riots in the country, and an analysis of the policies adopted by the Beijing government towards its different ethnicities, with a focus on the Uighurs.  Moreover, the position of the Beijing government on the Uighurs. The most important policies that I followed in the East Turkestan region. Threatening Chinese social security and learning about the ethnic policies pursued by China.

المقدمة:

ان المشاكل الداخلية لأي دولة من دول العالم التي تؤدي إلى تفكك وانفصال جزء من الأقاليم التي تحتويها الدولة، كون من أخطر المشكلات التي تواجهها دول العالم اليوم، ففي الوقت التي تحول الصين فيه الهيمنة على العالم باقتصادها المنتشر حول العالم ، والسعي وراء التكتلات الإقليمية من أجل تأسيس المصالح المشتركة و والتجارة الحرة. وفي هذه الدراسة نرصد المشكلات التي توجد في الصين من قبل جماعة الإيغور التي توجد في إقليم تركستان الشرقية او كما يطلق عليها الصينيون اسم (سينكيانج)، ويتمتع تلك الإقليم بمزايا جيوبولتيكية عديدة منها الموقع الاستراتيجي فقد كان يمر به طريق التحرير الذي يربط بين الصين وبلاد العالم القديم والدولة البيزنطية، اما في ذاك الوقت يعتبر منطقة عبور للأنابيب التي تنقل النفط الصيني الى الخارج، بالإضافة الى أن الأقاليم يختزن  العديد من الموارد الاقتصادية كالنفط والغاز الطبيعي والفحم واليورانيوم، حتى عدة الخبراء عصب الاقتصاد الصيني وعصب صناعتها الثقيلة والعسكرية وأيضا مخزون للصواريخ البالستية النووية الصينية. ورغم مميزات الإقليم إلا أن في الآونة الأخيرة شهدت الصين عدد من أعمال العنف والتوترات التي وصفتها بكين بأنها أعمال إرهابية، ونشوب المواجهات المسلحة بين جماعة الإيغور وجماعة الهان من جانب الإيغور وقوات الجيش الصيني من الجانب الآخر.

مشكلة الدراسة:

من منطلق المشكلة التي تثيرها الدراسة، يأتي التساؤل الرئيسي والذي يدور حول ماهية الأسباب والدوافع التي أدت بجماعة الإيغور للجوء إلى أعمال العنف الطائفي والمطالبة بالانفصال عن الصين؟ يتفرع من هذا التساؤل الرئيسي عدد من الأسئلة الفرعية المتمثلة في:

  • التعرف على جماعة الإيغور وأين توجد وما هي الأسباب التي أدت بها الى تلك الأعمال العنيفة
  • التعرف على إقليم سينكيانج واهم ما يميزه وكيف أن جماعة الإيغور التي توجد به تؤثر على تهديد الأمن القومي الصيني.
  • معرفة السياسات التي انتهجتها الصين تجاه جماعة الإيغور
  • التعرف على التأثيرات التي تهدد الأمن القومي الصين من خلال انتشار جماعة الإيغور في إقليم سينكيانج.

منهج الدراسة:

تعتمد هذه الدراسة في المقام الأول على منهج دراسة الحالة ، لكي يتم وصف مشكلة الإيغور للتوصل إلى أسباب المشكلة ، وكذلك تم استخدام المنهج التاريخي في معرفة نشأة إقليم سينكيانج ومدى أهميته بالنسبة للصين وتم ترصد أهم الأحداث والابعاد التي مرت بها جماعة الايغور ومدي العنف والانتهاكات التي تعرضوا

حيث انه هذه المناهج قد ساعدت على فهم حالة جماعة “الإيغور” المسلمة، والتعرف على عدد من الأسباب التي انتهجها الحزب الشيوعي الصيني إزاء هذه الجماعة، وكافة العوامل التي أثرت في تشكيل العلاقة بين الإيغور وبكين، والتي ترتب عليها المطالبة بالانفصال عن الدولة.

المبحث الأول: الإطار النظري حول مفهوم الجيوبولتيكية

مفهوم الجيوبولتيكية:

‏عرفها المؤرخ السياسي السويدي رودلف كلين، كأول استعمال لمصطلح جيوبولتيك (Geopolitics‏) على الرغم من أن الجذور التاريخية للجيوبولتيك ترجع إلى الحضارات القديمة, ويتكون هذا المصطلح من مقطعين هما (Geo) وتعني الأرض, و (politic) وتعني السياسة, وعلى هذا الأساس فقد تم ترجمة هذا المصطلح بأنه علم سياسة الأرض, إلا أن التفسير الصحيح هو الدراسة التي تجمع بين الحقائق الجغرافية وعلم السياسة التطبيقي[1].

‏فإن علم الجيوبولتيكس يهدف إلى تحليل قوة الدولة أو تقييم القوة السياسية والوزن السياسي للدولة عن طريق تحليل تركيبها وتكوينها وخصائصها ومعطياتها طبيعياً وبشرياً ودراسة مواردها وإنتاجها، وهذا في الحقيقة ما تقوم به الجغرافية السياسية أيضا[2]. ولكن هدف الجيوبولتيك من هذه الدراسة هو تجميع المعلومات الجغرافية لمعرفة مدى تأثير هذا الإقليم من مساحة هذه الأرض على التوسع الإقليمي و الدول الأخرى، في حين تهدف الجغرافية السياسية من وراء ذلك دراسة مدى تأثير إقليم شينجيانج على الصين[3].

‏يعد “فريدريك راتزل” من أكبر مفكري الجيوبولتيكس حتى وإن لم يستعمل هذا المصطلح، وقد آمن “راتزل” بفكرة الدولة الحيوية، أي أن الدولة كائن عضوي حي يمر بمدة الولادة والنضوج وشباب وكهولة.

‏أما الذي قام بتطوير مفهوم الجيوبولتيكا وساعد على نشر هذا العلم فهو مدير مركز ميونخ للدراسات الجيوبولتيكية “كارل هاوسهوفر” , وقد سخر”هاوسهوفر” الجغرافية لجمع المعلومات الحيوية عن أعداد كبيرة من الدول لإظهار مواطن القوة والضعف فيها وتقديم هذه المعلومات للسلطة العسكرية.

‏وتعد دراسة تحليل مساحة من أرض ‏الدولة او إقليم مثل دراستنا فهي تكون من الدراسات الحيوية في حقل الجغرافية ‏السياسية, ويقوم هذا المنهج على تحليل العوامل الجغرافية بوصفه طرفاً مهماً في معادلة القوة واستنادا إلى ذلك يقوم هذا المنهج الذي استحدثه “كوهن وروزنثال”  كما ذكر في كتاب (تايلور وكولين) على تحليل العامل الجغرافي ويشتمل هذا العامل على أربعة عناصر جغرافية مؤثرة في قوة الدولة وهما (البيئة الجغرافية، والسكان, والمقومات الاقتصادية, والسلوك السياسي), إن إتباع هذا المنهج في دراسة إقليم من الدولة يوضح بشكل دقيق مواطن القوة والضعف في الدولة, وعليه فإن الجغرافيين يحاولون أن يقدموا لصناع القرار صورة واضحة عن الدولة حتى يتمكنوا من معالجة مواطن الضعف فيها[4].

‏يقوم التحليل الجيوبولتيكي على موضوعين أساسيين:

  • وصف الوضع الجغرافي وحقائقه كما يبدو مرتبطاً بالقوى السياسية المختلفة.
  • وضع ورسم الإطار المكاني الذي يحتويه على القوى السياسية (الدول) المتفاعلة والمتضارعة[5].

‏ ففي نهاية القرن التاسع عشر كانت المحاولات الجيوبولتيكية ممكنة في الماضي، وكانت القوى الدولية عبارة عن ارتباطات الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية، في مركز هذه القوى كان محدداً بمنطقة ضيقة في أوروبا ودول البحر المتوسط البحرية، وفي خلال ثلاثة آلاف عام كانت مراكز القوى العالمية عبارة عن (قلوب) صغيرة تنقلت من مكان إلى آخر في الشرق الأوسط وأوروبا، وتلك المراكز السياسية قد تزامنت أو تلاحقت الواحدة تلو الأخرى بعد صراع زمني.

‏ونرى إن هدف الجيوبولتيكية الأول هو دراسة الأوضاع العامة الكتل القارية وإعطائها أهميتها السياسية لموضوع واحد وجوهري هو السيادة العالمية، وبذلك فإن الجيوبولتيكية علم سياسي أساسا يستمد جذوره من الجغرافيا السياسية وحقائقها، ويعمل على الاستفادة منه لخدمة خطط سياسية معينة في غالبية الأحوال[6]، ولهذا فإن هناك فروقا كثيرة بين الجيوبولتيكية والجغرافية السياسية يمكن أن نوضحها فيما يلي:

  • الجيوبولتيكية ترسم خطة لما ‏يجب أن تكون عليه الدولة بينما تدرس الجغرافية السياسية كيان الدولة الجغرافي. تضع الجيوبولتيكية تصورا لحالة الدولة في المستقبل بينما تضع الجغرافية السياسية رسم صورة الماضي والحاضر.
  • الجيوبولتيكية تتسم بالتطور والحركة بينما تميل الجغرافية السياسية الى الثبات.
  • تحاول الجيوبولتيكية أن تجعل الجغرافية وحقائقها في خدمة الدولة، بينما ‏الجغرافية السياسية ليست سوى صورة للدولة[7].

تعريف كلمة شينجيانغ: تعني في اللغة الصينية “الحُدود الجديدة” وهذه ترجمة حرفية للكلمة، والاسم القديم لها تركستان الشرقية، أما عن كلمة “أويغور” وتعني باللغة الأويغورية “الاتحاد والتضامن”.

تعريف الأويغور: هم شعوب ذوو أصول تركية، يتحدثون “اللغة الأويغورية” وهي اللغة الأم، واللغة الثانية هي اللغة الصينية، ويعتنقون الدين الإسلامي، ويسكنون إقليم “شينجيانغ” بحكم ذاتي. وتمثل هذه القومية إحدى القوميات الصينية البالغ عددها 56 قومية[8]، وهي واحدة من عشر قوميات مُسلمة في الصين، هذه القوميات العشر المُسلمة هي “الأويغور، القازاق، الأوزبك، والطاجيك، والتتار، الهوي، سالار، دونج شيانغ، باوآن، القيرغيز”، وتحتل الأويغور المرتبة الثانية بين القوميات المُسلمة من حيث عدد السُكّان [9].

تعريف تركستان:  هو مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين هما (ترك) و (ستان) أي أرض الترك وتنقسم تاريخنا على تركستان الغربية أو أسيا الوسطى وتركستان الشرقية الذي أصبح يعرف تحت الحكم الصيني ب (سينكيانج) وهذا المصطلح يتكون أيضا من مقطعين هما (شين SHIN) تعني جديد (جائج JANG) ويعني إقليم أو قطر[10]، ومعنى المصطلح الإقليم الجديد وهو الإقليم الذي يتواجد به جماعة الإيغور التي هي تكون موضوع الدراسة.

 المبحث الثاني: الإيغور ووجودهم في منطقة الجيوبولتيكية.

  • أولا: الجذور التاريخية للايغور في إقليم شينجيانغ

قد تطور تعرف سينكيانج فقد كان يعرف بتركستان الشرقية، وكان يحكم التركستان عام (1000 ق م) الإمبراطور التركي (ساكا) في القرن الثامن ق.م أصبحت جزءا من إمبراطورية أتراك الهون حتى عام 334 ق.م عندما استولى الإسكندر المقدوني على القسم الغربي من التركستان في الوقت الذي حافظت التركستان الشرقية على حيويتها على شكل حانيات مستقلة حتى قام الصينيون عام 93 ق[11].م بعدة هجمات للاستيلاء عليها إلا أن احتلالهم لها لم يدم ثلاثون عاما، وفي عام (555م) انضمت التركستان الشرقية إلى إمبراطورية (كوك تركلر) التي كانت في حرب دائمة مع الصين[12].

وكانت جماعة الايغور من السكان الذين كانوا تحت السلطة المنغولية التي سيطرت على وسط آسيا عام 1220، وفي ظل هذا الحكم المنغولي انقسمت وسط آسيا إلى تركستان الغربية المعروفة اليوم بـ قيرغيزستان وطاجيكستان، وتركستان الشرقية المعروف بإقليم شينجيانج، وقد نالت مملكة شرق تركستان استقلالها عن هذا الحكم المنغولي بعد ثماني سنوات من غزو امبراطورية “مانشو” وأسست تركستان الشرقية في 18 نوفمبر 1884 وذلك يعنى ان تركستان هي “أرض الترك” وهو ما يعني إسلامية الإقليم[13].

وبذلك ففي أعقاب تاريخ تأسيس إقليم تركستان الشرقية، بدأت تتأسس وتتشكل فكرة القومية الإيغورية التي كان للإسلام الدور الأكبر في تأسيسها، بل والدور المحوري في الحفاظ على موروثهم الثقافي وعاداتهم التاريخية. فقد كان الإيغور يعتنقون عدداً من الديانات على غرار البوذية و المسيحية النسطورية والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي ثم دخلوا في الإسلام و يتوزعون اليوم على أغلبية سنية حنفية وأقلية شيعية. وقد أثرى الإيغور التراث الثقافي الصيني بعدد من المؤلفات والكتب والموسيقى والفنون لعل أبرزها الألعاب البهلوانية التي برع فيها الصينيون[14] .

وقد دخل الإقليم الإسلام في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (86هـ- 705م) وتم فتحها على يد القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي عام (96هـ) (715م)[15] ومنذ ذلك التاريخ أصبحت جزءا من أرض الإسلام[16]. وفي القرن الرابع الهجري أصبحت أحد مراكز الحضارة والثقافة الإسلامية وذلك بمؤسساتها العملية ومكتباتها الغنية وصار مسلمون تركستان يتصدرون مجالس الإفتاء والتدريس والقضاء فقد ظهر منهم مشاهير العلم النبوي الشريف وعلم الحضارة الإسلامية المختلفة مثال (البخاري،  والترمذي، والبيهقي، والفارابي، والخوارزمي، والبيروني، والكاشغري، وغيرهم من أعلامها الكبار)، لكن بعد إن جاءت أسرة المانشو إلى الحكم في الصين عام 1644م ومنذ ذلك بدأت حملة من الاضطهاد ضد المسلمين  وهو الأمر الذي دفعهم إلى مواجهة السلطات برفع السلاح لأول مرة عام 1648م، وبعد ذلك  استولى الصينيون على الإقليم  في عام 1760 م بعد أن ضعف أمر المسلمين واتبعوا سياسة “تصيين الإقليم” وعلى آثر ذلك قام المسلمون بثورات عنيفة، مثل ثورة “جنقخ” التي كانت عام 1825 واستمرت سنتين[17].

وبعد ذلك تلتها ثورة “يعقوب بك” عام 1845 التي استمرت عشرون عاما تمكن بعدها المسلمون من تحرير الإقليم عام [18]1865، إلا أنه لم يلقى الاعتراف الدولي، وبسبب الصراع الذي دار بين بريطانيا وروسيا خلال القرن التاسع عشر للسيطرة آسيا الوسطى وهو ما عرف وقتها باللعبة الكبرى وتخوف بريطانيا من أن تنجح روسيا في ضم تركستان الشرقية إلى أراضيها بعد أن نجحت في ضم معظم تركستان الغربية (دول آسيا الوسطى) فقامت بريطانيا بمساندة الصين ودعمها للسيطرة على الإقليم وبالفعل استطاعت الصين بقيادة الجنرال “زوزونغ تانغ” من السيطرة على الإقليم مرة أخرى عام 1876 ومنذ ذلك التاريخ سمي الإقليم بـ سينكيانغ[19].

و في عام 1931 قد قامت ثورة علامة في الإقليم كان ورائها قيام الحاكم الصيني بتقسيم الإقليم إلى وحدات إدارية تبعتها ثورة أخرى عام 1933 وتشكلت على أثرها في الإقليم جمهورية إسلامية، إلا أنها لم تلبث وإن انهارت بعدما تحالفت الصين مع روسيا مقابل حصول الأخيرة على حق التنقيب عن الثروات المعدنية وإشغال الروس بعض المواقع الخدمية في الإقليم، الأمر الذي دعا سكان الإقليم إلى  قيام ثورة أخرى في الإقليم عام 1944 بقيادة “علي خان” إلا أن تحالف الصين وروسيا مرة أخرى قد أدى إلى إجهاض الثورة وإرغام سكان الإقليم إلى الصلح مع الصين مقابل الاعتراف بحقوقهم في إقامة حكومة تمثلهم وفعلا حصل الإقليم على الاستقلال عام 1946 وتم تعيين “مسعود صبري” رئيسا للحكومة، إلا إنه وعلى إثر قيام الثورة الصينية عام 1949 احتاجت القوات الصينية الإقليم بعد قتال عنيف مع السكان وبدأت الصين تطبيق سياسة مشددة حلت في ظلها تعاليم “ماوتسي تونغ” محل التعاليم الإسلامية[20].  ومنذ ذلك التاريخ لحد الآن أصبحت هناك حالة دائما من الصراعات وعدم الاستقرار هي السائدة في الإقليم.

وهذه الخريطة توضح موقع جماعة الإيغور في إقليم شينجيانغ  والذي كان يطلق عليه سابقا تركستان الشرقية

المصدر: حسين سرمك حسن، كيف أوصلت الولايات المتحدة الامريكية الإرهاب الى الصين، حزب الحركة القومية، 2018.

ومما يظهر  لنا أن إقليم سينكيانج هو إقليم إسلامي  في الأصل ، لأنه كان جزءا من العالم الإسلامي لمدة تزيد على ثلاثة عشر قرنا وهو الآن يخضع تحت السيادة الصينية في ظل سياسة متشددة ضد سكان الإقليم من المسلمين وهو ما خلق مشكلة في جماعة الإيغور[21]، ولا يمكن الوقوف على أسباب وحيثيات تلك المشكلة دون إدراك القاعدة الجغرافية له وهي من ضروريات الدراسات الجغرافية السياسية التي سنتناولها فيما يلي:

  • المقومات الطبيعية للإقليم الذي يوجد به جماعة الإيغور.

تهتم الجغرافية السياسية بدراسة الظاهرة السياسية وعلاقتها بخصائص المكان في ضوء ظروفه الجغرافية (الطبيعية والسكانية والاقتصادية) كون أن هناك علاقات وتأثير متبادل بينهما سواء كانت إيجابيا أم سلبيا، ذلك يحتم علينا الإحاطة بالقاعدة الجغرافية التي تعتمد عليها الدولة أو الإقليم[22].

وبالرغم من أن المنهج المورفولوجي لم يعد مسيطرا على الجغرافية السياسية إلا أنه لا يمنعنا من توظيفه في دراسة الوحدات السياسية فلا زالت بعض العناصر الجغرافية الطبيعة تمارس دور كبيرا في تقييم الوحدة السياسية بل تؤثر في قيمة الدولة سياسيا لتكسبها مميزات معينة إذا ما توافرت لتسهم في قوة أو ضعف الوحدة السياسية وتوجيه سياستها[23].

  • خصائص الموقع وأهميته

يعد الموقع الجغرافي من أبرز جوانب تحليل قوة الدولة في الجغرافية السياسية كونه يؤثر في توجهات السكان والسلوك السياسي لحكومته وعلاقاتها الداخلية والخارجية. وبالنسبة لجماعة الإيغور وابعادها الجيوبولتيكية  الذي يمكن دراسة موقعها على النحو الآتي:

  • الموقع الفلكي Astronomical location

أي دراسة الموقع بالنسبة لخطوط الطول ودوائر العرض، ودوائر العرض أهم بكثير من خطوط الطول كونها ذات علاقة بالمناخ وبالتالي تأثيرها على الزراعة ونشاطات السكان وانتشارهم وتوزيعهم الجغرافي.

يقع إقليم سينكيانج الذي يحتوي على جماعة الإيغور بين خطي طول 75: 98 ودائرتي عرض 36: 48 شمالا أي أنه يمتد على (23) خط طول وهذا يعني أن فارق الوقت بين شرقها وغربها حوالي (92) دقيقة، كما أنها تمتد على (12) دائر عرض، وهذا الامتداد له تأثيراته على الأوضاع المناخية بالدرجة الأساس[24].

  • الموقع النسبي

في هذه النوع من المواقع توصف الوحدة السياسية من حيث كونها بحرية أم قارية (مقفلة) وما يجاور ها من الدول، ولهذا الموقع أهمية كبيرة في الدراسات الجغرافية السياسية لما لها من علاقة بقولة الدولة وأنشطتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية لاسيما في محيطها الإقليمي.

وتوجد جماعة الإيغور في أقصى الغرب الصيني من إقليم شينجيانج ، وتلك الإقليم يكون مغلق تحيط به اليابسة من جميع الجهات ومن الشمال تحدها جمهورية روسيا الاتحادية ومن الغرب جمهوريات كازاخستان، قير غيزستان، طاجكستان، أفغانستان وباكستان وجزء من قليم كشمير الهندي ومن الجنوب إقليم التبت الصيني ومن الجنوب الشرقي إقليمي (كينغاي وغانسوم) الصينيين ومن الشرق تحدها جمهورية منغوليا[25]. كما يتم النظر إلى الخريطة التالية.

تبرز الأهمية الاستراتيجية لموقع جماعة الايغور في  كونها تتمتع قديما بأهميته كبيرة في التجارة العالمية حيث كان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية، أما في الوقت الحاضر فإن أهمية هذا الموقع تأتي من كونه معبرا لمرور نفط الصين بواسطة الأنابيب، وعن طريقه أيضا تستطيع الصين استيراد الثروات النفطية من جمهوريات آسيا الوسطى المجاورة للإقليم التي توجد به جماعة الايغور، ومن ثم فإن سيطرة الصين على الإقليم يمثل بعدا استراتيجيا خطيرا فمن المؤكد أن تتعرض القوة الصناعية الصينية إلى الشلل إذا ما تعرضت تلك الأنابيب للخطر[26].

ويمثل هذا الموقع كونه المنطقة العازلة بين الصين من جهة وروسيا والدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي السابق (كازاخستان، قير قيرغستان، طاجكستان) بحدود يبلغ طولها نحو 2683كم، فضلا عن ذلك فإن تلك الموقع له أهمية استراتيجية كبرى من الناحية العسكرية، فالصين تنشر فيه إحدى الفرق العسكرية الكبرى كما أن معظم الصواريخ النووية الباليستية الصينية تتمركز فيه.

وتوضح الخريطة التالية الموقع الجغرافي إقليم شينجيانغ، من بين الأقاليم الأخرى التي توجد في الصين، ومدى أهميته الاستراتيجية.

المصدر: تركستان تايمز، ماذا تعرف عن: إقليم “شينجيانغ” الصيني، تركستان الشرقية سابقا.

يتضح لنا مما تقدم إن امتداد تلك الموقع الذي يقع ضمن الإقليم لنحو (12) دائرة عرض يمنح الإقليم تنوعا مناخيا ينعكس أثره على الواقع الزراعي إذا ما توافرت له الظروف الأخرى، كما أن القيمة الاستراتيجية

للإقليم سواء من الناحية الاقتصادية أم العسكرية جعلته يمثل مكانة واهتماما كبيرا في المنظور الصين، فالصين تعتبر تلك المواقع بوابتها الغربية التي تطل منها على القارة الأسيوية باعتبارها سوقا تجاريا رائجا كما اتخذته الصين خلال التاريخ منطق عازلة تقيا الأخطار الخارجية فجعلته منطقة عسكرية شبه مغلقة وهذا يفسر لنا واحدة من أسباب تمسك الصين بذلك الإقليم.

  • المساحة والحدود Area and Boundaries

لا شك أن حدود الدولة من حيث المساحة التي تشغلها الدولة أثرا كبيرا في قيمتها السياسية فهي الحيز المادي للأرض التي تقوم على ترابها الدولة شريطة أن تكون تلك المساحة غنية بالموارد الطبيعية المتنوعة وأن تكون مأهولة بالسكان.

يعد موقع جماعة الإيغور والتي توجد في إقليم سينكيانج الذي هو من أكبر الأقاليم الصينية حيث بلغ مساحته نحو 1.660 مليون كم2 شكل نحو 17% من مساحة الصين. فتلك المساحة تساوي مساحة إيران تقريبا وأكبر من مساحة مصر بمرة ونصف وثلاث أضعاف مساحة فرنسا كأكبر الدول الأوربية مساحة،  ويأتي في المرتبة التاسعة عشر من حيث المساحة إذا ما قورن مع أحجام الدول الكبيرة جدا التي تتراوح مساحتها بين (1.250 -2.500) مليون كم2 على وفق تصنيف “باوندز “Norman J.G  pounds، وتمتد حدوده على طول (5600) كم مجاورا لـ (8). وبالنظر الى الحدود السياسية على أنها الأرض التي تمارس فيها الدولة سياستها ويخضع لسلطانها يكون لها حق الانتفاع بها واستغلالها عند الأخذ بأطوال الحدود الموزعة على الدول المجاورة وتقسيمها وفق منهج تحليل القوة في الجغرافية السياسية نجد أن أطوال الحدود البرية إلى مساحة الإقليم تبلغ (290.3) كم2 لكل (1) كم من طول الحدود وهذا يعني أن هناك مساحة واسعة لكل (1) كم من الحدود وهو ما يمنح الإقليم صف “الدفاع في العمق Defense in Depth”[27].

أما وفقا للتحليل الجغرافي فأنا شكل الإقليم الذي تنتمي اليه جماعة الايغور والذي ينظر له وفق التحليل الجغرافي السياسي على أنه إحدى محددات وحدة وتماسك الدولة وقوتها حيث إن الشكل الملتئم والمحتشد هو المثال الذي يضيف معه نوعا من التماسك الداخلي، في الإقليم يخرج برقعة سياسية مدمجة ملمومة تخلو نوعا من الزوائد والأطراف أو الجيوب الهامشية بحيث يكاد الشكل الجغرافي للإقليم يكون مثاليا وهو منتظم للغاية وهذا ما يعطي للإقليم أحد المميزات الإيجابية عند التقييم الجغرافي السياسي له.

وتبعد جماعة الايغور نحو (3270كم) غرب العاصمة الصينية بكين وهي مسافة كبيرة لها مردودها السلبي وفق التحليل الجغرافي السياسي ويمكن ذلك في الصعوبة التي تواجهها الحكومة المركزية وفي قدرتها على السيطرة على هذه الأطراف المترامية وعاصمة إقليم الايغور هي أورومجي وتعني باللغة المنغولية “لمرعي الجميل” وكان اسمها سابقا قبل خمسينيات القرن الماضي “تيهوا” وتقع على السفوح الشمالية من القسم الأوسط جبال تيان شان وبما أن موقع العاصمة المثالي يرتبط بالمساحة والشكل ارتباطا وثيقا من حيث مركزيتها التي يترتب على ذلك أن تكون من أكثر المواقع أمنا وحماية من هنا يأتي دورها السياسي والإداري وتهديدها في موضعها الدفاعي[28].

ويكون تلك الموقع المميز الذي يسكن في الإيغور من أكبر مدينة “كاشغر” وهي مدينة تاريخية وثقافية وسياحية مشهورة ومهد القومية الايغورية تقع غرب حوض تاريم في جنوب إقليم شينجيانج على رافد نهر صغير لنهر تاريم وكانت تسمى قبل ذلك بـ “شوفو” مدينة كاشغر تقع عند ملتقى الفرعين الشمالي والجنوبي لطريق الحرير وبذلك عدت مراكز مهما للمواصلات في وسط غرب آسيا.

لقد استطاعت الصين استغلال تلك المساحة الكبيرة من الإقليم وقد منحتها صفة الدفاع في العمق فاتخذت منه منطقة عازلة تقيها الأخطار الخارجية فضلا عنا تخزنه تلك المساحة في الموارد المعدنية المتنوعة من أهمها النفط، ولعل هذه الصفات في مساحة الإقليم تركت آثارا وشكلت عنصرا مهما من عناصر القوة الجيوبولتيكية مقابل ذلك حملت مساحة الإقليم العديد من سمات الضعف الجيوبولتيكية[29].

  • الأهمية الإقليمية بإقليم شينجيانغ.

يمثل هذا الإقليم  الحكم الذاتي، وهو يأخذ من مساحة الصين حوالي 6/1 مساحة الصين، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.5 من جملة سكان البلاد. ويعتبر الإقليم من الأقاليم الحيوية بالنسبة للصين، حيث تتركز أهميته في أهمية استراتيجية وأخرى اقتصادية[30].

يقع  هذا الإقليم في تركستان الشرقية، في الشمال الغربي للصين حيث وسط آسيا، ويطلق عليه “مركز البر الآسيوي أوروبي” في نقطة مركزية تبدأ من شبه جزيرة كامتشاتكا بالطرف الشرقي لآسيا إلى شبه جزيرة “إيبيريا” بالجبهة الغربية لأوروبا، ومن جزيرتي “سومطرة وبورنيو” في الجنوب من آسيا، إلى جزيرة “سبت سبرجن” الواقعة في النهاية الشمالية لأوروبا. وهو بذلك يحتل مكانة متميزة تربط الصين وأوراسيا ودول العالم شرقه وغربه.

ومن خلال تميز موقعه الجغرافي الذي تميزت به تركستان الشرقية، ادى ذلك الى دفع الصين على مر العصور للسيطرة عليه من منطلق الدفاع عن منغوليا الداخلية التي يمثل الدفاع عنها أهمية لحماية بكين. كما ويعد السيطرة على هذا الإقليم سيطرة على طرق الاتصال الهامة بين الصين وأوراسيا والشرق الأوسط، والتي كان يمر بها مايسمى طريق الحرير القديم الذي كانت تعبره الجيوش من وسط آسيا إلى الصين، ويعتبر من أهم الطرق لنقل البضائع التجارية[31].

وتبلغ مساحة الإقليم حوالي 1.710.45 كيلو متر مربع، وهذا الوضع الجغرافي والسكاني بالإضافة إلى الثروات المعدنية التي جعلت منها مكانة هامة بالنسبة للصين خاصةً في برنامجها النووي، إذ تستخلص اليورانيوم في عدد من المعامل التي أنشأتها في هذا الإقليم . بالإضافة إلى ان الإقليم يعتبر مكاناً حيوياً لإجراء التجارب النووية الصينية في صحراء “تاكلامكان” والتي تكون بعيدة عن التجمعات السكانية.

وترجع أيضاً أهمية الإقليم في كونه منطقة وقائية من الأخطار الخارجية. بمعنى ان الصين بسيطرتها على هذا الإقليم إنما توجد مجالاً عسكرياً محاذً لكل من (أفغانستان، باكستان، كازخستان، منغوليا، قيرغيزستان، طاجكستان، وروسيا) . ترجع الاهمية الاقتصادية للإقليم، من حيث التنوع الكبير في الموارد والثروات، ويعتبر هذا التنوع والوفرة أحد أهم الأسباب التي تدفع الصين إلى التمسك به من ضمن حدودها الجغرافية. حيث يتمتع الإقليم بالموارد المعدنية الطبيعية من اليورانيوم، الذهب، والبترول. كما يعتبر من أكبر الأقاليم المنتجة للغاز الطبيعي في الصين وثالث أكبر منتجي النفط في المنطقة. فهذا الإقليم يحتوي على ما يقرب من 6 مناجم يورانيوم، احتياطي نفطي يقدر 8.2 تريليون طن  تزداد أهمية الإقليم في مجال إنتاج النفط والاحتياطات الخاصة به، ويمثل أكثر مسارات العبور أهمية للنفط والغاز. بمعنى أن السيطرة على هذا الإقليم يمثل أمراً ضرورياً لأمن الصين[32].

  • ثانيا: السياق الاجتماعي والتاريخي لجماعة الإيغور.

يتميز المجتمع الصيني بالتنوع العرقي الذي يعقبه تنوع إثني، حيث تتكون الصين من 56 قومية، وتعتبر قومية “هان Han” أكثر القوميات الصينية تعداداً وأكبرها عدداً، تمثل حوالي 92% من إجمالي عدد السكان، وتسمى القوميات أو الأقليات الأخرى[33]، ويتم توزيعها في ثلاث مجموعات تتمثل فيما يلي:

المجموعة الأولى: عدد 18 قومية يتجاوز عدد سكان كل منها المليون نسمة، وتشمل هذه القوميات،

تشوانغ وهي تعتبر أكبرهم عدداً، حيث تصل إلى 16 مليون نسمة. ثم تليها بعد ذلك القوميات التالية المانتشو، الهوي، مياو، الإيغور، توجيا، منغولين، التبت، بويي، وياو، الكوريين، وباي، وهاني، ولي، والقازاق وداي.

المجموعة الثانية: وتتكون من 17 قومية يتراوح عدد سكان كل منها بين 100 ألف نسمة إلى مليون نسمة، وتشكل تلك القوميات (شه، ليسو، قلاو، لاهو، ودونشغيانغ، شوي، ناشي، تشيانغ، تو، شيبوه، مولاو، القيرغيز، داوور، جينغبوه سالار، ماونان).

المجموعة الثالثة: وتمثل 20 قومية يتراوح عدد سكان كل منها بين أقل من 10 آلاف إلى 100 ألف نسمة، وتشمل ( بولانغ، الطاجيك، بومي، آتشانغ، نو، أوينك، جينغ، جينوه، دآنغ، الأوزبك،، الروس، يويقو، باوآن، نبا، ألونتشون، دولونغ، التتار، ختشه، قاوشان). وتعتبر قومية لوبا هي  من القوميات الأقل تعداداً ويبلغ عدد سكانها 2965 نسمة فقط.

في عام 651  كذلك العام هو بداية دخول الإسلام في الصين ، وذلك عندما بعث ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه، مبعوثاً إلى مدينة تشانغان “عاصمة الصين آنذاك”، حيث التقى المبعوث الإمبراطور الصيني، وشمله بأحوال دولة الخلافة وأحوال الإسلام وعادات المسلمين. ومن هنا كانت بداية وصول الإسلام إلى الصين من بلاد آسيا الوسطى ومن خلال التجار العرب والدبلوماسيين الذين أقاموا في أماكن مختلفة بالصين، وأطلق عليهم “المقيمون في تانغ” [34].

ومع مرور السنوات تزايد أعداد المسلمين في الصين بشكل كبير، وما تبعه من انتشار الإسلام في مختلف أنحاء الصين. ففي عهد أسرة “يوان”، والذي يقع بين عامي (1206- 1368)، وهي الأسرة التي أسسها قوبلاي خان حفيد جنكيز خان، ازداد عدد مسلمي الصين بسرعة، وشهد الاسلام تطوراً سريعاً في البلاد بسبب مكانتهم الرفيعة. وفي الفترة (1368-1644) أثناء حكم أسرة “مينغ” شهد الإسلام في الصين تطوراً مستمراً، وزيادة في أعداد المسلمين أيضاً[35].

وقد كان من بين الجماعات التي اعتنقت الإسلام في هذه الفترة  جماعة الإيغور التي كانت تعيش في منغوليا، وقد وصلوا إلى من منطقة تسمى “تركستان الشرقية” في الشمال الغربي للصين والتي أطلق عليها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في عام 1955 إسم إقليم “شينجيانج”، وهو الإقليم الذي يقع بين منغوليا وكازخستان، وأجزائه الجنوبية تتصل مع كل من (قيرغستان، طاجكستان، أفغانستان، باكستان، والهند)[36] لذلك فإن هذا الإقليم يعتبر هو يعتبر بوابة الصين لوسط آسيا. ويعتبر هذا الإقليم أكبر وحدة إدارية في الصين ويمثل سدس إجمالي مساحة الدولة. ويضم الإقليم أكثر من 40 جماعة عرقية، وتعتبر جماعة الإيغور هي الأكبر بين هذه الجماعات، تليها جماعة الهان المسلمة الصينية، بالإضافة إلى جماعة “هوي” Hui الصينية المسلمة أيضاً.

وتبلغ مساحة الإقليم بحوالي 1.65 مليون كم2، ويبلغ عدد سكانها 21.81 مليون نسمة، والمسلمون بهذا الإقليم يتجاوز عددهم 13 مليون نسمة أغلبيتهم من الإيغور الذين يشكلون من المساحة الإجمالية للإقليم 9 مليون نسمة. بالإضافة إلى  بعض جماعات مثل (الكازاك، القرغيز، التتار، والأوزبك)[37].

اللغة المستعملة لدى الإيغور هي اللغة الإيغورية التي تنحدر من اللغة التركية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها. وقد كان لدى الإيغور مملكة منغوليا عام 744، غير أنها تفككت مع الغزو القيرغيزيإلى قسمين شرقي متمثل في مملكة “كانشو” Kanchow والتي تعرف اليوم بإقليم “جانسو” Gansu. أما بالنسبة للقسم الغربي وهو المعروف بإسم مملكة “كاراكوجا” Karakhoja والمعروف اليوم بإقليم Turpan أو إقليم شينجيانج[38].

 المبحث الثالث: مشكلة الإيغور وأبعادها الجيوبولتيكية.

لم يعرف تاريخ الايغور سواء كان قديما أم حديثا الاستقرار قط، فقد يكون سبب ذلك راجعا إلى الاعتبارات الجيوستراتيجية للإقليم التي نعتقد أنها أدت دورا كبيرا في تحديد العلاقات وتحديد مساراتها واتجاهاتها وأهدافها، في العلاقات الدولية غالبا ما تكون انعكاسا لمتطلبات الواقع  الجغرافي السياسي والاقتصادي للدولة (الإقليم) وغالبا ما تفرض تلك المتطلبات نفسها على طبيعة السلوك السياسي في علاقتها مع الأطراف الأخرى، وعند تطبيق ما تقدم من قول على منطقة الدراسة نرى إن مشكلة إقليم سينكيانج قفزت في السنوات الأخيرة إلى قمة الاهتمامات الإقليمية والدولية لعوامل يمكن أن يكون سببها بالأساس نتيجة لموقع الإقليم الاستراتيجي وإلى ثقله النفطي أو احتواءه على معدن اليورانيوم أو كونه يعد ترسانة الصين من الأسلحة البالستية النووية، لكن هذه الأسباب قد لا تكون كافية في إشعال أزمة في الإقليم الذي يقبع تحت السيطرة الصينية منذ نحو خمسة قرون وما تحللها من اضطرابات بين آونة وأخرى فهل لم تستطع تلك السنين الطويلة من صهر الإقليم ضمن البوتقة الصينية، والضرورات الدراسة يمكن تصنيفها إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية ساهمن معا في أزمة الإقليم وتعقيدها.

أولا: أسباب الأزمة الداخلية.

هناك عدة عوامل الداخلية أو المحلية لها أثرا كبيرا في أزمة إقليم سينكيانج، فتاريخ الإقليم حافل بالثروات المناهضة للهيمنة الصينية وكان آخرها سلسلة الاضطرابات العنيفة عام 1997، في الحكومة الصينية اعتمدت سياسة تصين الإقليم ويقصد بها تغير التركيبة السكانية “الاثنية” للإقليم، في المصادر تشير إلى إن نسبة المسلمين في الإقليم قد انخفضت في عام 1940 من 95% إلى 60% من بداية القرن الحالي، وذلك عبر زج ملايين الصينيين للاستيطان في الإقليم وسط حوافز اقتصادية مغرية منها منحهم إعفاءات ضريبية شاملة مع توفير المساكن والأراضي التي تمت مصادرتها من الايغوريين المسلمين بعد أن تم طردهم إلى أطراف القرى والأراضي القاحلة. واعتماد الصين سياسة النفي والإبعاد والعقوبات الجماعية والعمل القسري الشاق في المعسكرات الحزبية للذكور والإناث أو عبر التلاعب ديموغرافية الأيغور البيولوجية على مختلف المستويات من منع الحمل والإجهاض والتعقيم وتحدي النسل والتحكم بالنمو السكاني في تلك المنطقة[39].

فقي عام 1996 اتخذ المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني قرارا سريا للغاية في معالجة قضية الإقليم عرفت بالوثيقة وقد تضمنت تلك الوثيقة تطبيق عشرة إجراءات صارمة  وسوف نتناولها فيما يلي:

  • حظر التعليم الإسلامي
  • منع النشاط الديني واستعمال القمع والاغتيال.
  • الإعدام لمن يعارض الحزب الشيوعي أو يدعو إلى استقلال أو انفصال الإقليم عن الصين.
  • قيام الصين بنقل الآلاف من نساء الايغور عنوة للعمل في مصانع خارج الإقليم وإكراهها على الزواج من غير المسلمين ومنعهن من ارتداء الحجاب.
  • التضييق على السكان المسلمين في المساجد وأماكن العمل والإجراءات الأمنية المشددة التي تنال من الحرية الدينية.
  • منعت الحكومة الصينية الكتابة العربية التي يستخدمها سكان الإقليم منذ نحو ألف سنة وأتلفت نحو 730
  • ألف كتاب باللغة العربية بما في ذلك نسخ من القرآن الكريم تحت شعار محاربة مخلفات الماضي.
  • عملت الصين على إجبار الايغوريين على تعلم المبادئ المأوية الصينية.
  • لم ينجو سكان الإقليم من الايغور من سياسة الإهمال التعليمي المعتمد.
  • أصبح التعليم في مستوى المدارس والجامعات أقل من نظيراتها في ولايات الصين الأخرى[40].

ورغم هذه الأسباب التي عملت على وجود الازمة، فإن تلك السياسة لم تنتهي التذويب السكاني للإقليم من خلال تشجيع السكان من قومية الهان إلى الهجرة إلى الإقليم فإن سلوك وعادات سكان هذه القومية تختلف عن سلوك وعادات قومية الايغور المسلمة سواء من حيث الطعام أو الشراب أو السلوك الاجتماعي ذلك أدى إلى حساسيات بين الطرفين ليس فقط مع الايغور بل مع القوميات المسلمة الأخرى الأقل عددا فضلا عن إن الإقليم مثل غيره من أقاليم الصين الغربية  والشمالية أقل تطورا من أقاليم الشرق والجنوب الصيني التي كانت أسبق في الانفتاح الاقتصادي بحكم وقوعها على البحار مقارنة بالأقاليم الداخلية المتصلة بقبل آسيا[41].

من كل ما تقدم يظهر أن الأسباب الداخلية  قد ساهمت بشكل أو بأخر في تعقيد الوضع في الإقليم الذي بات فيه سكان الإقليم الأصليين من قومية الإيغور ينتابهم القلق والخوف من سياسة الحكومة الصينية الأسلوب القمعي الذي تنتهجه في التعامل مع قضية الإقليم حتى أصبح فيه سكان الإقليم من الايغور يعاملون وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية الأمر الذي دفعهم إلى الوقوف بموجع مخططات الصين ومطالبتهم بالحكم الذاتي أو الانفصال والاستقلال بالإقليم ذلك لا يعني أن الاساب الداخلية وحدها كانت سببا لما ألت إليه الأوضاع في تلك المنطقة فلا بد من وجود أسباب أخرى خارجية أو دولية سوف نتناولها أيضا[42].

ثانيا: الأسباب الخارجية أو الدولية

شمل إقليم سينكيانج حدودا واسعة، والتي تبلغ نحو 5600 كم، والتي يكون له أهمية استراتيجية قصوى بالنسبة للصين، في الاقليم يتجاوز نحو 8 دول تمثل  تلك الدول كلا منها مشكلة بالنسبة للصين ومن الغرب يحدها خمس دول إسلامية وهي كل من (كازاختسان،  وطاجاكستان، وقيرغيرستان ، وأفغانستان،  وباكستان) وتلك الدول تمثل خطرا داهما على الصين كونها تضم إعداد كبيرة من المسلمين يطلق عليهم البعض بـ الإرهابيين ، لذلك تنظر الصين على الإقليم على أنه عبارة عن جدار صلد يمنع دخول هؤلاء إلى الصين، كما تجاوز الإقليم دولتين خطيرتين على الصين كونهما من الدول النووية هما روسيا الاتحادية والهند ذلك يفسر سر تركز الصواريخ البالستية الصينية في الإقليم، أما الدولة الثامنة فهي منغوليا وهذه أيضا لها مشاكل قديمة مع الصين في تبادل الاحتلال بين الدولتين حقيقة تاريخية واضحة ولم تبين الصين سورها العظيم إلا لتوفير الحماية لها من منغوليا فجميع حدود الإقليم ساخنة، الأمر الذي جعل الصين تشعر بالقلق من عامل الجواز هذا وشعورها بالقلق يتأتى من الإسلام الذي بدأ يتنامى على أرضها والدول المجاورة لها يوما بعد يوم.

 وفي عام 1996م تأسست منظمة شنغهاي للتعاون عام، و تم توقيع معاهدة في ذات العام مع كل من روسيا وكازاخستان وقيرغيرستان وطاجكستان حيث تضمنت بنودها على ما يلي:

  • تأمين الحدود بينها.
  • الضغط على الأقليات من الإيغور في دول آسيا الوسطى لمنعها من تقديم أية تسهيلات للايغور الثائرين في الصين ضد الحكومة المركزية الصينية.

وقد نجحت الصين من خلال استغلال الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية في هذه الدول الحديثة الاستقلال في فرض إملاءات السياسي الخاصة بالإقليم لتمارس في ظل تلك الأوضاع إجراءات القمع والتنكيل ضد مسلمي الإقليم.

المبحث الخامس: الأبعاد التي اتبعتها الصين تجاه الإيغور

وقد مثلت الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية به الإقليم كونه عاملاً مؤثراً في اهتمام الصين بهذا الإقليم، واتباع الحزب الشيوعي الحاكم عدد من السياسات تجاه الأقلية الإيغورية المسلمة فيه للسيطرة عليه. كان من بين نتائج هذه السياسات نشوب عدد من أعمال العنف الطائفي التي تطورت ووصلت إلى مطالبة جماعة الإيغور بالانفصال عن الدولة.

ومما لاشك فيه من وجود علاقة ارتباطية بين سياسات الدولة في إدارة التعدد العرقي وأعمال العنف الطائفي التي قد تصدر من هذه العرقيات. فكلما وضعت الدولة سياسات استيعابية ونجحت في تعبئة الموارد العامة واستخدامها في حفظ الاستقرار، كلما استطاعت تجنب نشوب الصراعات وأعمال العنف الطائفي التي قد تتطور لتصل لدرجة المطالبة بالانفصال عن الدولة الأم نفسها. وفي إطار إدارة التعددية العرقية، تتباين أساليب الدول مابين وضع استراتيجيات إدارة التعدد العرقي، ووضع سياسات لإزالة أسباب الخلافات والصراعات العرقية.

وفيما يلي توضح الباحثة عدد من هذه الأساليب بصفة عامة، ثم تنتقل إلى عدد من الاستراتيجيات التي تبنتها بكين إزاء جماعة الإيغور.

  • السياسات العنيفة التي اتبعتها بكين تجاه جماعة الإيغور:

في 1944 اندلاع ثورة في منطقة وادي إيلي بشمال تركستان الشرقية، أعلن على أثرها قيام الجمهورية، غير أنه نتيجة للضغوط السوفيتية أضطر زعماء الثورة للدخول في مفاوضات مع حكومة الصين، أسفرت تلك المفاوضات عن تشكيل حكومة ائتلافية تضم ممثلين عن جمهورية تركستان وممثلين عن حكومة الصين منحت على أثره تركستان حكماً ذاتياً كان مقابل تنازل زعماء الثورة عن إعلان الاستقلال عن الصين مع سيطرة الحكومة المركزية للصين على الشئون العسكرية والخارجية.

بالإضافة الى سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على مقاليد السلطة في البلاد عام 1949 وحتى مجيئه إلى سدة الحكم وقد تبنى عدد من الرؤى للتعامل مع مسألة الأقليات وأيضا في عام 1930 تم اصدار قرار أثناء المؤتمر الأول لعموم الصين السوفيتية ونص القرار على منح الحق في تقرير المصير أو الانفصال عن الصين أو الالتحاق بالاتحاد السوفيتي أو تشكيل منطقة حكم ذاتي داخل الصين ولكنها تحتوي على مناطق ذات الأغلبية السكانية من غير الصينيين كما في منغوليا التبت تركستان الشرقية[43].

ورغم هذا القرار الذي تم، فقد عمل الحزب الشيوعي الصيني على لسان رئيسه “ماوتسي تونج”  أنه تم الإعلان في عام 1945 عن ضرورة المطالبة بمعاملة أفضل للأقليات، وأن هذه الأقليات لها من الحق ما يمنحها لتشكيل اتحاد مع الصينيين من عرق “الهان”، ولم يتطرق إلى فكرة تقرير المصير التي كان قد أعلن عنها من قبل[44].

وهكذا، بقيت هناك تغيرت بدرجة أكبر في سياسات الحزب الشيوعي الحاكم تجاه الأقليات تحديداً وبالأخص جماعة الإيغور السكان الأصليين لتركستان الشرقية (سينجيانج) وتم الإعلان في عام 1947 عن تبنيه لسياسة الحكم الذاتي المحلي داخل الصين الموحدة. ويرجع السبب وراء تغير سياسة “ماو” تجاه حق تقرير المصير ثم منح الحكم الذاتي داخل الصين الموحدة، هو محاولته كسب تعاطف وتأييد الأقليات في حربه ضد الغزو الياباني. و لكن في أعقاب انتهاء التهديد الياباني، رجع “ماو” عن وعوده السابقة مستخدماً بذلك أسلوب وفكر “لينين” الذي أتخذه لكسب التأييد للثورة البلشفية بالإعلان عن منح حق تقرير المصير للمستعمرات داخل الامبراطورية الروسية دون نية الوفاء بهذه الوعود[45].

وقد أجاز “المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في عام 1949 بال  ” البرنامج المشترك The Common Program Promulgated ” وهو ما كان يمثل دستور مؤقت لجمهورية الصين والذي أكد فيه على أن الحكم الذاتي الإقليمي القومي هو مبدأ وسياسة أساسية للصين. كما وضع هذا البرنامج  عدداً من الحقوق للأقليات والتي جاءت في المواد (50-51-53).

وفي عام 1955 تم منح الحكم الذاتي للإقليم بعد مرور 6سنوات من سيطرة الحزب الشيوعي على مقاليد البلاد. وتأسست منطقة “سينجيانج الإيغورية ذات الحكم الذاتي القومي Xinjiang Uyghur Autonomous Region”، وكان أول مرة يطلق على تركستان الشرقية اسم شينجيانغ عام 1881 في أعقاب انهيار حكم يعقوب بك في تركستان الشرقية. شينجيانغ تعني باللغة الصينية “الأرض الجديدة”.

في عام 1954 ومع صدور الدستور الأول لجمهورية الصين الشعبية، تم الإعلان في مادته الثالثة، أن جمهورية الصين الشعبية دولة متعددة القوميات وأن الحكم الذاتي يطبق في مناطق تمركز الأقليات القومية[46].

  • سياسة تهجير السكان من عرق “الهان” لسكن إقليم تركستان الشرقية:

وفي إطار مفهوم ورؤية الحزب الشيوعي الصيني لمفهوم القومية والدولة الحضارية واعتبار أي مجموعة عرقية لا تنتمي إلى أغلبية “الهان” تصنف على أنها “أقلية عرقية National Minority”، وأن كافة الأقليات القومية والعرقية داخل الصين يعتبرون أعضاء في الشعب الصيني وليسوا غرباء عنه، حتى الشعوب الأجنبية التي حكمت الصين خلال فترات التاريخ يتم النظر إليهم على أنهم أقليات قومية يتكون منها الشعب الصيني. هذه رؤية الحزب الشيوعي الصيني الذي تنطلق من نظرة بكين للدولة الصينية على أنها حضارة وليست أمة، تطورت هذه الفكرة وترسخت في الفكر الثقافي الصيني وساعدت في وضع عدد من السياسات الإستيعابية للهويات المحلية ومحاولة دمجها في الهوية الصينية، وهو ماعكس بصورة جلية السياسة الإمبريالية المتعدة الصينية إقليم تركستان الشرقية[47].

كان من بين تلك السياسات الإمبريالية التي اتبعها الحزب الشيوعي الحاكم ضد الأقليات بصفة عامة، وجماعة الإيغور من سكان تركستان الشرقية بصفة خاصة، سياسة تهجير جماعة “الهان” لسكن مدن تركستان الشرقية وخفض نسب الإيغور فيها. وقد لجأ الحزب الشيوعي لوجود عدد من المبررات والدوافع لاتباع هذه السياسة.

بالإضافة الى لما يتمتع به الإقليم من ثروات طبيعية بكميات كبيرة، فإن عدد السكان المحليين غير كافية لاستخراج هذه الثروات وهناك احتياج لمهاجرين يساعدون في اكتشاف واستخراج هذه الثروات للاستفادة منها، بالإضافة إلى احتياج الإقليم لعدد من الفنيين المهرة من عرق “الهان” للعمل في البناء والصناعات واستصلاح الأراضي. فقد عملت الصين على بعض الإجراءات لكي تقلل نسبة سكان جماعة الايغور في الإقليم سوف نتناولها فيما يلي:

  • قامت الصين بتخفيف العبء السكاني في المناطق المزدحمة ونقلهم إلى المناطق الأقل كثافة.
  • دمج الأقليات من جماعة الإيغور داخل المجتمع الصيني وثقافة الهان.
  • زيادة أعداد الصينيين من عرق “الهان” مقارنة بأعداد الإيغور ذوي الأصول التركية.
  • التأمين العسكري لمناطق الحدود من منطلق عدم التأكد الصيني من ولاء هذه الأقليات العرقية، وبالتالي يكون زيادة أعداد السكان من عرق “الهان” في الإقليم سيأمن من إمكانية مواجهة أية تهديدات ونزعات للانفصال.

هذه الدوافع والمبررات لاتباع سياسات التهجير عرق الهان، إنما تمثل أهدافاً دفاعية واقتصادية وسياسية للحزب الشيوعي الصيني واستيعابهم في الإقليم، كان من بين هذه الوسائل ما يلي:

  • توفير المساكن والأراضي للمهاجرين الجدد.
  • توفير فرص عمل لهم.
  • منحهم الأولوية في التوظيف.
  • تطوير وسائل النقل ومد خطوط السكك الحديدية داخل الإقليم.

بالإضافة الى ذلك، فقد أسس الحزب الشيوعي ما يسمى فرق الإنتاج والبناء في إقليم شينجيانج “،  ويطلق عليها أيضاً “بنجتوان Bintuan” وترجع بداية تأسسها إلى عام 1954 والتي خصصت من خلالها الحكومة أكثر من 100.000من العسكريين لاستصلاح وزراعة المناطق الحدودية، وبالتالي تحويلهم من قوة عسكرية إلى قوة مدنية. وهي بذلك تحقق هدفين في آن واحد، هدف التواجد العسكري وتحقيق الأمن للإقليم، وهدف اقتصادي في تنميته مع إحكام السيطرة عليه.

وقد شكلت “البنجتوان” العنصر الثالث في السيطرة وإدارة إقليم تركستان الشرقية “شينجيانج” مع كلاً من سلطة إدارة المقاطعة وجيش التحرير الشعبي. حيث تقوم هذه الفرق بجانب عمليات الإنتاج، بتخطيط وتنفيذ عمليات تهجير الصينيين “الهان” وتوفير فرص عمل لهم، كما تقوم بتدريبهم على فنون القتال[48].

هذا، وبالإضافة إلى هذه السياسات القسرية التي اتبعها الحزب الشيوعي تجاه جماعة الإيغور من سكان إقليم تركستان الشرقية، فقد اتخذ الحزب الشيوعي عددا من الإجراءات التعسفية ضدهم خاصةً بعد فترة الثورة الثقافية (1966- 1976) وتلك الفترة قد امتازت ببعض الجوانب التي اتبعها الحزب الشيوعي ضد جماعة الإيغور وسوف نتناولها فيما يلي:

  • اهانة العلماء والتعرض للرموز الدينية من رجال الدين مع إجبارهم على الإدلاء بتصريحات تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية مع اعتقال الكثير منهم.
  • تفتيش البيوت وجمع الكتب الدينية منها.
  • إلغاء الأعياد الإسلامية وإجازة يوم الجمعة.
  • منع الأهالي من أداء سائر الشعائر الدينية[49].

غير ذلك أنه في أعقاب انتهاء الثورة الثقافية، وابان فترة السبعينيات والثمانينيات ودخول الصين فترة الانفتاح، فقد خفت حدة الضغوط والانتهاكات الدينية التي مورست ضد مسلمي الإيغور[50]، وتم السماح لهم بممارسة الشعائر الدينية وإعادة بناء عدد من المساجد التي هدمت بعد الثورة الثقافية، وهو ما ترتب عليه  من ظهور صحوة دينية في الإقليم خلال فترة التسعينيات دفعت بالسلطات الصينية إلى ممارسة سياسة فعملت على تقييد الأنشطة الدينية من خلال ما يلي:

  • قامت بإغلاق عدد من المساجد.
  • حظرت على موظفي الدوائر الحكومية من ممارسة الشعائر الدينية
  • أغلقت أعداد كبيرة من المدارس الدينية ومدارس تحفيظ القرآن[51].

وتلك الممارسات التي اتبعتها الصين كانت خشية من أن الإسلام يصبح مصدراً لدعم تطلعات الإيغور في المطالبة بالانفصال[52]. وهو ما أشارت إليه “منظمة مراقبة حقوق الإنسان” في عام 2002 أن السلطات الصينية تتبنى سياسات رقابية على عادات المسلمين التركستانيين في أمورهم الحياتية[53].

  • إطلاق مسمى “الجماعات الإرهابية” على جماعات الإيغور

في الحادي عشر من سبتمبر 2001  كانت علامة فارقة في ملامح وأسلوب تناول الصين لأعمال المقاومة التي صدرت عن جماعة الإيغور. فبعد أن كانت تتبنى بكين أسلوب التعتيم والكتمان على أعمال العنف الطائفي بين جماعة الإيغور الصينيين من عرق “الهان”، أصبحت وسائل الإعلام تتناول هذه الموضوعات بصراحة وعلنية أكبر من ذي قبل. واستغلت بكين الحرب العالمية على الإرهاب والدعم الأمريكي للدول التي تحارب الإرهاب، وأعلنت نفسها تواجه الارهاب بالمثل كما الولايات المتحدة الأمريكية، ثم أطلقت أسلوب مسمى العمليات الارهابية على أي من أعمال العنف والشغب التي قد تحدث في الإقليم. وفي إطار ذلك عام 2001 وما ترتب على هذه الأحداث، فقد أعلنت أن جماعات الإيغور هي جماعات إرهابية  في ذاك الوقت وان لها صلات مع عدة تنظيم القاعدة، بل ويحصل أفراد مسلمين من هذه الجماعة على تدريبات عسكرية في أفغانستان. ولم تكتفي بكين الى ذلك فقد اتبعت سياسات تعسفية مع مسلمي الإيغور تمثلت في منع ممارسة أي من الشعائر الدينية منع الصيام في شهر رمضان وغلق المساجد[54].

بالإضافة الى ذلك، فقد أعادت الصين إطلاق مصطلحات جديدة على ما كانت تسميهم “القوميين الإيغوريين” ، و”مواجهة الثوريين بمصطلحات جديدة المتطرفين الدينيين والإرهابيين ، وذلك لتطويع هذه الجماعات بصبغة التطرف الديني أكثر من كونها حركات قومية، وهذا ما ترتب عليه مزيد من العنف والتطرف من قبل هذه الجماعات[55].

أصدر المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة في عام 2002  وثيقة تعتبر من أهم الوثائق الرسمية التي تصدر عن الحكومة، وقد أطلقت على هذه الوثيقة مسمى “قوات جماعة شرق تركستان الارهابية لن تستطيع الفرار من العقاب،  وترجع أهمية الوثيقة لما أعلنت فيه الصين عن حجم أعمال العنف التي تواجهها في إقليم شينجيانج من قبل جماعة الإيغور، بالإضافة إلى أنها تمثل المرة الأولى التي تنشر فيها حكومة بكين إعلان رسمي عن عمليات العنف والشغب التي تواجهها، كما أن الوثيقة تحمل فيها بكين جماعة شرق تركستان المسئولية عن أعمال العنف. بالإضافة إلى احتواء الوثيقة على أكثر من 200 حادث عنف شهدتها البلاد خلال فترة التسعينيات،  وكان مصطلح العمليات الإرهابية او مرة يطلق في هذه الوثيقة على عمليات عنف لم تكن تطلق عليها من قبل هذا المصطلح[56].

ومن خلال الخريطة التالية، يتبين أن إقليم شينجيانغ الذي تسكنه  جماعات الإيغور المسلمة  تشهد بعض العنف والتدهور التي تحدث في الإقليم . وقد دأبت السلطات الصينية على تحميل متطرفين مسؤولية اعمال العنف، فيما يلقي جماعة الايغور باللائمة على السيطرة الصينية المشددة[57].

المصدر: بي بي سي، مقتل 12 شخصا في أعمال عنف في إقليم شينجيانغ بالصين، يناير 2014

  • اتباع سياسات تنموية تجاه إقليم شينجيانج.

حرصت حكومة بكين على إستغلال الموارد الطبيعية التي يتمتع بها إقليم شينجيانج، والاستثمار في مصادر التعدين وسد الفجوة في المستوى الاقتصادي بين سكان الإقليم وغيره من المدن الشرقية الأخرى. ذلك من خلال وضع عدد من الخطط التنموية يمكن تناولها فيما يلي:

  • قامت الصين بتحقيق التنمية في إقليم شينجيانج من خلال وضع عدد من المشروعات التي كان من بينها مشروع التنمية الغربي.
  • قد تم الإعلان عن عدد من المشروعات من قبل الحكومة في يونيو 1999 والذي يشتمل على إنشاء شبكة طرق ومطارات وعدد من أنابيب الغاز الطبيعي التي تربط الإقليم بإقليم شنغهاي، حيث تصل المسافة إلى حوالي 500 ميل.
  • تم طرح عدد من فرص العمل غير أن السكان من عرق الهان هم المسيطرون عليه وهو ما يخلق مزيد من التوتر بين الهان و الإيغور.

عمل الحزب الشيوعي الحاكم على تقديم عدد من المنح والميزات لجماعة الهان المسلمة الصينية على حساب جماعة الإيغور، تمثلت هذه الميزات في الحصول على فرص العمل وفرص الوصول إلى المناصب السياسية في الإقليم، في مقابل إهمال الحكومة لجماعة الإيغور وعدم تمكينهم من تقلد المناصب السياسية أو الاقتصادية في الإقليم من خلال وضع عدد من العراقيل والقيود عليهم لتقلد المناصب السياسية، وهو ما شجع جماعة الإيغور إلى تقديم عدد من الشكاوى وتنظيم عدد من المظاهرات داخل الإقليم.

هذه السياسات التي انتهجتها حكومة بكين منذ خمسينيات القرن المنصرم ازاء جماعة الإيغور والتي كانت تحاول من خلالها تحقيق أمنها الاقتصادي والثقافي على حساب جماعة الإيغور، إنما أدت إلى توليد عدد من أعمال العنف والتخريب المدني والسياسي الذي هدد من أمن الدولة نفسها. بتخوف حكومة بكين من تزايد التواجد الإيغوري في الإقليم ودفعها لانتهاج سياسة إحلال عرق الهان محل عرق الإيغور هو أدى  إلى نشوب التوترات بين الهان و الإيغور. بالعنف يتغذى على الانتهاكات التي تعرض لها الشعب الإيغوري، وبالتالي تحولت الشكاوى والمظاهرات من داخل الإقليم إلى أعمال شغب انتشرت في البلاد متخذة أشكال جهادية من خلال العمليات الانتحارية والقتل العشوائي للمدنيين[58].

ساعد على زيادة حدة التوترات وأعمال العنف في البلاد من قبل جماعة الإيغور، ما قامت به حكومة بكين من تجارب لأنشطة نووية في الإقليم في صحراء “تكلامكان”  وكان ذلك في نوفمبر 1985.

ووصلت نتيجة هذه الاحداث الى حدة العنف والتطرف في البلاد إلى أحداث عام 2009 والتي راح ضحيتها أكثر من 200 شخص، فضلا إلى عدد من المصابين والجرحى، وكانت هذه الأحداث ماهي إلا نتاج لسياسات حكومة بكين التي تبنتها تجاه جماعة الإيغور.

  • التضييق على الممارسات الدينية والثقافية لغير الهان.

لحقت بجماعة الايغور بعض الملاحقات الأمنية من سجن واعتقالات ومداهمات لمنازل الإيغور بصفة شبه دورية بالأخص في المدن الكبرى كأورومتشجي العاصمة، وكاشغر.

أدت تلك الأوضاع التي يواجهها جماعة الإيغور الى تدني الأوضاع الاقتصادية لسكان الإقليم من الأتراك المسلمين رغم غنى الإقليم بالثروات، في حين يتمتع الهان بأغلب وأفضل فرص العمل. كما تستنزف ثرواته وموارده بإفراط وتوجه لداخل الصين دون عائد يذكر على مسلمي تركستان. بالإضافة الى تدهور الأوضاع البيئية والصحية وانتشار الأمراض الخطيرة وتعاطي المخدرات.

استمرار عمليات التدمير لمساكن الإيغور والأماكن التاريخية بمدينة كاشغر بحجة تطوير المدينة وإقامة مساكن حديثة يسكن فيها الهان المهاجرين من داخل الصين إلى الإقليم، و رغم اعتراض سكان المدينة الأتراك. بالإضافة إلى أن هذه السياسات التي اتبعها الحزب الشيوعي الصيني إزاء جماعة الإيغور، وفي إطار مواجهته لما سماه ” حركات التطرف الديني والإرهاب” من قبل جماعة الإيغور[59]، فقد منحت بكين عدد من الصلاحيات الواسعة لقوات جيش التحرير الوطني إزاء أي من أعمال العنف أو التهديد التي قد تصدر من قبل جماعة الإيغور.

ونتيجة لهذا التدهور التي لحقت بالإقليم وأثرت على السكان المدنيين في الصين،  فقد عملت بكين في أغسطس 2009 من إصدار قانون لمواجهة أعمال الشغب والعنف والإرهاب، يتكون هذا القانون من 7 فصول يحتوي على 38 مادة تشمل تلك المواد الموضوعات المتعلقة بالأحكام العامة والواجبات الرسمية والالتزامات والحقوق والضمانات والرقابة[60].

الخاتمة:

تبين من خلال الدراسة أن موقع جماعة الأويغور التي توجد في إقليم سينكيانج  يتمتع بمكانة جيوبولتيكية ستراتيجية مهمة سواء كان ذلك قديما عند معبر طريق الحرير أم حديثا في كون الصين تعتبره بوابتها الغربية التي تطل منه نحو قارة آسيا. وتلك الموقع الجيوبولتيكي للإقليم فقد اتخذت منه الصين منطقة عازلة تتقي بها من الاخطار الخارجية فجعلته منطقة عسكرية مغلقة ترتكز فيها الأسلحة البالستية النووية. ولهذا الإقليم مقومات اقتصادية هامه للغاية في انه يمتلك مساحات زراعية وتعتبر أراضي هذا الإقليم من أجود أنواع الأراضي الزراعية.

وأيضا يتضح لنا من خلال أهمية تلك الإقليم بالنسبة للصين، أن السياسات التعسفية والقسرية التي اتبعها الحزب الشيوعي الصيني الحاكم تجاه جماعة الإيغور منذ وصول هذا الحزب الى سدة الحكم، قد اتبعت ذلك الحزب عدد من السياسات ذات التوجهات الامبريالية تجاه جماعة الإيغور، ولاسيما في أنها سياسات غير متوازنة نتج عنها أعمال عنف وشغب وصلت في النهاية الى مطالبة جماعة الإيغور بالانفصال عن حكومة بكين.

وقد ترتب على تلك السياسات التعسفية التي اتبعها الحزب الشيوعي عددا من أعمال العنف والاضطرابات العرقية بين جماعة الإيغور، وعرق الهان، وذلك يمثل تهديد للأمن القومي العراقي بل وقد تطورت اعمال العنف الى ان وصلت الى قتل المدنيين وتهديد وحدة الدولة من خلال المطالبة بالانفصال. الحزب الشيوعي أيضا سياسات عنيفة تجاه جماعة الايغور في انه وعدها بمنح حق تقرير المصير للايغور، ثم بعد ذلك منحهم حقوق متساوية مع عرق الهان، ثم بعد ذلك قام بإنهاء رفض فكرة منح حق تقرير المصير ومنحهم حكما ذاتيا داخل الأراضي الصينية من منطلق الإيمان بفكرة الدولة الحضارية.

ونستنتج مما سبق أنه من الصعب جدا انفصال إقليم سينكيانج لانه له أهمية اقتصادية وجيو بلوتيكا استراتيجية، لان موقعه في الشمال الغربي للبلاد ويعتبر بوابة الصين الغريبة لدول وسط آسيا، ويتمتع بالعديد من الثروات يتركز فيه النفط والحديد والفحم والغاز واليورانيوم…إلخ وتجري الصين فيه العديد من التجارب النووية

وتوصي الباحثة بعدة توصيات أهمها:

  • أن يقوم الحزب الشيوعي الصيني باحترام العادات والتقاليد الدينية لجماعة الإيغور.
  • أن يتم تداول اللغة الايغورية بين أفراد الإقليم مثلما كانت سابقا.
  • ان يتخلى الحزب الشيوعي عن السياسات التعسفية الاضطهادية المتبعة ضد جماعة الإيغور.
  • تساوي جميع الحقوق و الواجبات بين مختلف القوميات التي توجد في الصين.

قائمة المراجع:

  • مثني مشعان المزروعي، محاضرات في الجغرافية السياسية، بغداد، الجامعة المستنصرية، كلية التربية، 2014.
  • الحياني، سلام داود غريل، الأهمية الجيوبولتيكية للمعادن الاستراتيجية في دول مجلس التعاون الخليجي، مجلة العلوم التربوية والنفسية، العدد92، الجمعية العراقية للعلوم التربوية والنفسية، 2012.
  • سعيد، إبراهيم احمد، الأهمية الجيوبولتيكية والجيواستراتيجية للجولان وخيارات تحريره، مجلة الفكر السياسي، السلسلة 20، العدد71، 2019، ص13.
  • عبدال، أعياد عبد الرضا، الابعاد الجيوبولتيكية لمشكلة التسلح في الشرق الأوسط: دراسة في الجغرافيا السياسية، المجلد45، حوليات اداب عين شمس، جامعة عين شمس، كلية الاداب، مارس2017، ص219.
  • محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، رسالة ماجستير، الخرطوم، جامعة الخرطوم، كلية الاداب، يونيو 2006، ص100.
  • تركستان تايمز، ماذا تعرف عن : إقليم “شينجيانغ” الصيني، تركستان الشرقية سابقا” ،2018، ص10.
  • الظرافي، احمد، تركستان الشرقية: قضية إسلامية لا عرقية، العدد359، البيان، المنتدي الإسلامي، ابريل 2017، ص61.
  • ليندابينسون Linda Benson، مترجم (عايدة سيف الدولة)، تركستان الشرقية من منتصف القررن الثامن عشر الى أواخر القرن العشرين، 2017، ص216،217.
  • حميد شهاب احمد، التنافس الإقليمي والدولي في المنطقة الجمهورية الإسلامية لاسيا الوسطي، مجلة دراسات دولية، كلية العلوم السياسية- جامعة بغداد، العدد 28، ص3،4.
  • جميل، صبحي محمد، المسمون في الصين، مجلة الاداب، العدد65، جامعة بغداد، كلية أداب، 2004، ص225.
  • محمود قمر، تاريخ انتشار الإسلام في أسيا، مكتبة الرشد، الطبعة الاولي، مجلد1، يناير 2006، ص15.
  • أحمد، جعفر كرار، دراسة حول الإسلام والمسلمين في ظل الدولة المغولية في الصين، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد2، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية- عمادة البحث العلمي، 2007، ص18،19، 21.
  • زينب شاكر السماك، من هم الايغور؟: اقلية مسلمة خلف جدار الحقوق في الصين، النبأ شبكة المعلوماتية، أكتوبر 2017، ص1.
  • عبد المنعم الحفني، موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية، القاهرة، مكتبة مدبولي، الطبعة الثالثة، 2005، ص ، 355.
  • الظرافي، احمد، تركستان الشرقية: قضية إسلامية لا عرقية، العدد359، البيان، المنتدي الإسلامي، ابريل 2017، ص60،61.
  • السيد عبد العالي، الحكاية الشعبية والحكاية الخرافية في منطقة خشلة جمع ودراسة وظائفية وفق منهج فلاديمير بروب، رسالة ماجستير، الجزائر، جامعة العربي التبسي- تبسة، 2011، ص60.
  • شيماء محمد جواد، الخصائص الطبيعية للصين، مجلة كلية التربية الأساسية، المجلد 22، العدد93، الجامعة المستنصرية، كلية التربية الأساسية، 2016، ص284.
  • صوت تركستان HUYGUR MEDIA، أندلس جديدة بين فكي التنين الصيني، عدد مارس 2018، ص2.
  • البابطين، هيا بنت عبد المحسن محمد، أحوال الأقلية المسلمة في الصين فب القرن العشرين وموقف المسلمين منهم، المجلد 6، العدد 43، حولية كلية اللغة العربية بالزقازيق، جامعة الازهر- كلية اللغة العربية بالزقازيق، 2014، ص4984.
  • سليمان، حسن سيد، دور الصين في السياسة الدولية تجاه الشرق الأوسط للفترة من 1988-2011م، رسالة دكتوراه، الخرطوم، جامعة أم درمان الإسلامية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2014، ص348.
  • عمرو، احمد، مشافي الصين لعلاج المسلمين من مرض الإسلام، العدد 379، البيان، المنتدي الإسلامي، ديسمبر 2018، ص77.
  • جميل، صبحي محمد، المسمون في الصين، مجلة الاداب، العدد65، جامعة بغداد، كلية أداب، 2004، ص200.
  • الدوسري، سعود عبدالعزيز، واقع الأقليات الإسلامية والدعوة في الصين: دراسة عن الأحوال السياسية والاجتماعية والدينية، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، مجلد25، العدد 81، جامعة الكويت – مجلس النشر العلمي، يونيو 2010، ص448.
  • الصقار، سامي، لمحة عن أحوال المسلمين في الصين، المجلد 55، العدد8، هدي الإسلام، وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية، 2011، ص136.
  • شوشة، نجاح: الأيغور مليون معتقل ومحاكم تفتيش رقمية، العدد386، البيان، المنتدي الإسلامي، يونيو2019، ص30.
  • ماتشنغ، يونس عبدالله، الأمين الحيوية في تبصرة المسلمين في الصين، سلسلة رقم 54، العدد 617، الوعي الإسلامي، وزارة الاوفاق والشؤون الإسلامية، أنوفمبر 2016، ص78.
  • زهره، عبد الغني عبد الفتاح، أحوال الأقلية المسلمة في الصين وموقف المسلمين منهم، المؤتمر الدولي الرابع حول العلاقات العربية الصينية التاريخ والحضارة، جامعة قناة السويس، كلية التجارة، مارس2012، ص134.
  • تقرير من شبكة الصين، تقرير مقدم الى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، بكين، أكتوبر 2017، ص5،6.
  • الصقار، سامي، لمحة عن أحوال المسلمين في الصين، المجلد 55، العدد8، هدي الإسلام، وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية، 2011، ص134.
  • عمرو، احمد، مشافي الصين لعلاج المسلمين من مرض الإسلام، العدد 379، البيان، المنتدي الإسلامي، ديسمبر 2018، ص77.
  • محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، رسالة ماجستير، الخرطوم، جامعة الخرطوم، كلية الاداب، يونيو 2006، ص33.
  • البابطين، هيا بنت عبد المحسن محمد، أحوال الأقلية المسلمة في الصين فب القرن العشرين وموقف المسلمين منهم، المجلد 6، العدد 43، حولية كلية اللغة العربية بالزقازيق، جامعة الازهر- كلية اللغة العربية بالزقازيق، 2014، ص4966.
  • عز الدين الورداني، حقيقة السياسية الصينية لاستيعاب الاويغور، تركستان تايمز، 2016، ص1،3.
  • الدوسري، سعود عبد العزيز، واقع الأقليات الإسلامية والدعوة في الصين: دراسة عن الأحوال السياسية والاجتماعية والدينية، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، مجلد 25، العدد81، جامعة الكويت – مجلس النشر العلمي، يونيو 2010، ص 459.
  • بي بي سي، مقتل 12 شخصا في اعمال عنف في اقليم شينجيانغ بالصين، يناير 2014.
  • زينب شاكر السماك، من هم الايغور؟: اقلية مسلمة خلف جدار الحقوق في الصين، النبأ شبكة المعلوماتية، أكتوبر 2017، ص3.
  • حسين سرمك حسن، كيف أوصلت الولايات المتحدة الامريكية الإرهاب الى الصين، حزب الحركة القومية، 2018.
  • بي بي سي، مقتل 12 شخصا في اعمال عنف في اقليم شينجيانغ بالصين، يناير 2014.

[1]() مثني مشعان المزروعي، محاضرات في الجغرافية السياسية، بغداد، الجامعة المستنصرية، كلية التربية، 2014، ص1،2.

[2]() مثني مشعان المزروعي، محاضرات في الجغرافية السياسية، نفس المرجع السابق، ص3.

[3]() مثني مشعان المزروعي، محاضرات في الجغرافية السياسية، نفس المرجع السابق، ص5.

[4]() الحياني، سلام داود غريل، الأهمية الجيوبولتيكية للمعادن الاستراتيجية في دول مجلس التعاون الخليجي، مجلة العلوم التربوية والنفسية، العدد92، الجمعية العراقية للعلوم التربوية والنفسية، 2012، ص621.

[5]() سعيد، إبراهيم احمد، الأهمية الجيوبولتيكية والجيواستراتيجية للجولان وخيارات تحريره، مجلة الفكر السياسي،  السلسلة 20، العدد71، 2019، ص13.

[6]() عبدال، أعياد عبد الرضا، الابعاد الجيوبولتيكية لمشكلة التسلح في الشرق الأوسط: دراسة في الجغرافيا السياسية، المجلد45، حوليات اداب عين شمس، جامعة عين شمس، كلية الاداب، مارس2017، ص219.

[7]() الحياني، سلام داود غريل، الأهمية الجيوبولتيكية للمعادن الاستراتيجية في دول مجلس التعاون الخليجي، مرجع سابق، ص162.

[8]() محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، رسالة ماجستير،  الخرطوم، جامعة الخرطوم، كلية الاداب، يونيو 2006، ص100.

[9]()  تركستان تايمز، ماذا تعرف عن : إقليم “شينجيانغ” الصيني، تركستان الشرقية سابقا”.

http://turkistantimes.com/ar/news-1961.html

[10]() محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، رسالة ماجستير،  الخرطوم، جامعة الخرطوم، كلية الاداب، يونيو 2006، ص178.

[11]() الظرافي، احمد، تركستان الشرقية: قضية إسلامية لا عرقية، العدد359، البيان، المنتدي الإسلامي، ابريل 2017، ص61.

[12]()  ليندابينسون Linda Benson، مترجم (عايدة سيف الدولة)، تركستان الشرقية من منتصف القررن الثامن عشر الى أواخر القرن العشرين، 2017، ص216،217.

[13]() حميد شهاب احمد، التنافس الإقليمي والدولي في المنطقة الجمهورية الإسلامية لاسيا الوسطي، مجلة دراسات دولية، كلية العلوم السياسية- جامعة بغداد، العدد 28، ص3،4.

[14]() جميل، صبحي محمد، المسمون في الصين، مجلة الاداب، العدد65، جامعة بغداد، كلية أداب، 2004، ص225.

[15]()محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، مرجع سابق، ص181.

[16]() محمود قمر، تاريخ انتشار الإسلام في أسيا، مكتبة الرشد، الطبعة الاولي، مجلد1، يناير 2006، ص15.

[17] ()الظرافي، احمد، تركستان الشرقية: قضية إسلامية لا عرقية، مرجع سابق ص62.

[18]() أحمد، جعفر كرار، دراسة حول الإسلام والمسلمين في ظل الدولة المغولية في الصين، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية،  العدد2، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية- عمادة البحث العلمي، 2007، ص18،19، 21.

[19]() جميل، صبحي محمد، المسمون في الصين، مرجع سابق، ص236.

[20]() زينب شاكر السماك، من هم الايغور؟: اقلية مسلمة خلف جدار الحقوق في الصين، النبأ شبكة المعلوماتية، أكتوبر 2017، ص1.

[21]() عبد المنعم الحفني، موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والأحزاب والحركات الإسلامية، القاهرة، مكتبة مدبولي،  الطبعة الثالثة، 2005، ص ، 355.

[22]() الظرافي، احمد، تركستان الشرقية: قضية إسلامية لا عرقية، العدد359، البيان، المنتدي الإسلامي، ابريل 2017، ص60،61.

[23]() السيد عبد العالي، الحكاية الشعبية والحكاية الخرافية في منطقة خشلة جمع ودراسة وظائفية وفق منهج فلاديمير بروب، رسالة ماجستير،  الجزائر، جامعة العربي التبسي- تبسة، 2011، ص60.

[24]() شيماء محمد جواد، الخصائص الطبيعية للصين، مجلة كلية التربية الأساسية، المجلد 22، العدد93، الجامعة المستنصرية، كلية التربية الأساسية، 2016، ص284.

[25]() صوت تركستان HUYGUR MEDIA، أندلس جديدة بين فكي التنين الصيني، عدد مارس 2018، ص2.

[26]() ( ) البابطين، هيا بنت عبد المحسن محمد، أحوال الأقلية المسلمة في الصين فب القرن العشرين وموقف المسلمين منهم، المجلد 6، العدد 43، حولية كلية اللغة العربية بالزقازيق، جامعة الازهر- كلية اللغة العربية بالزقازيق، 2014، ص4984.

[27]() شيماء محمد جواد، الخصائص الطبيعية للصين، مرجع سابق، ص286

[28]()الظرافي، احمد، تركستان الشرقية: قضية إسلامية لا عرقية، مرجع سابق، ص12.

[29]()سليمان، حسن سيد، دور الصين في السياسة الدولية تجاه الشرق الأوسط للفترة من 1988-2011م، رسالة دكتوراه، الخرطوم، جامعة أم درمان الإسلامية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2014، ص348.

[30]() عمرو، احمد، مشافي الصين لعلاج المسلمين من مرض الإسلام، العدد 379، البيان، المنتدي الإسلامي، ديسمبر 2018، ص77.

[31]() شيماء محمد جواد، الخصائص الطبيعية للصين، مرجع سابق، ص289

[32]() سليمان، حسن سيد، دور الصين في السياسة الدولية تجاه الشرق الأوسط للفترة من 1988-2011م، رسالة دكتوراه، الخرطوم، جامعة أم درمان الإسلامية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 2014، ص332.

[33]() محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، مرجع سابق، ص104.

[34]() جميل، صبحي محمد، المسمون في الصين، مجلة الاداب، العدد65، جامعة بغداد، كلية أداب، 2004، ص200.

[35]() الدوسري، سعود عبدالعزيز، واقع الأقليات الإسلامية والدعوة في الصين: دراسة عن الأحوال السياسية والاجتماعية والدينية، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، مجلد25، العدد 81، جامعة الكويت – مجلس النشر العلمي، يونيو 2010، ص448.

[36]()الدوسري، سعود عبدالعزيز، واقع الأقليات الإسلامية والدعوة في الصين: دراسة عن الأحوال السياسية والاجتماعية والدينية، مرجع سابق، ص458.

[37]() الصقار، سامي، لمحة عن أحوال المسلمين في الصين، المجلد 55، العدد8، هدي الإسلام، وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية، 2011، ص136.

[38]() محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، مرجع سابق، ص111،112.

[39]() شوشة، نجاح: الأيغور مليون معتقل ومحاكم تفتيش رقمية، العدد386، البيان، المنتدي الإسلامي، يونيو2019، ص30.

[40]() ماتشنغ، يونس عبدالله، الأمين الحيوية في تبصرة المسلمين في الصين، سلسلة رقم 54، العدد 617، الوعي الإسلامي، وزارة الاوفاق والشؤون الإسلامية، أنوفمبر 2016، ص78.

[41]() زهره، عبد الغني عبد الفتاح، أحوال الأقلية المسلمة في الصين وموقف المسلمين منهم، المؤتمر الدولي الرابع حول العلاقات العربية الصينية التاريخ والحضارة، جامعة قناة السويس، كلية التجارة، مارس2012، ص134.

[42]() تقرير من شبكة الصين، تقرير مقدم الى المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، بكين، أكتوبر 2017، ص5،6.

[43]() الصقار، سامي، لمحة عن أحوال المسلمين في الصين، المجلد 55، العدد8، هدي الإسلام، وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية، 2011، ص134.

[44]() عمرو، احمد، مشافي الصين لعلاج المسلمين من مرض الإسلام، العدد 379، البيان، المنتدي الإسلامي، ديسمبر 2018، ص77.

[45]() ( ) زهره، عبد الغني عبد الفتاح، أحوال الأقلية المسلمة في الصين وموقف المسلمين منهم، مرجع سابق، ص137.

[46]() محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، رسالة ماجستير،  الخرطوم، جامعة الخرطوم، كلية الاداب، يونيو 2006، ص33.

[47]() البابطين، هيا بنت عبد المحسن محمد، أحوال الأقلية المسلمة في الصين فب القرن العشرين وموقف المسلمين منهم، المجلد 6، العدد 43، حولية كلية اللغة العربية بالزقازيق، جامعة الازهر- كلية اللغة العربية بالزقازيق، 2014، ص4966.

[48]() عز الدين الورداني، حقيقة السياسية الصينية لاستيعاب الاويغور، تركستان تايمز، 2016، ص1،3.

[49]() محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، مرجع سابق، ص112.

[50]()  الدوسري، سعود عبد العزيز، واقع الأقليات الإسلامية والدعوة في الصين: دراسة عن الأحوال السياسية والاجتماعية والدينية، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، مجلد 25، العدد81، جامعة الكويت – مجلس النشر العلمي، يونيو 2010، ص 459.

[51]() البابطين، هيا بنت عبد المحسن محمد، أحوال الأقلية المسلمة في الصين فب القرن العشرين وموقف المسلمين منهم، مرجع سابق، ص4970.

[52]() الدوسري، سعود عبدالعزيز، واقع الأقليات الإسلامية والدعوة في الصين: دراسة عن الأحوال السياسية والاجتماعية والدينية، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، مجلد25، العدد 81، جامعة الكويت – مجلس النشر العلمي، يونيو 2010، ص455.

[53]() البابطين، هيا بنت عبد المحسن محمد، أحوال الأقلية المسلمة في الصين فب القرن العشرين وموقف المسلمين منهم، مرجع سابق، ص4974.

[54]() عمرو، احمد، مشافي الصين لعلاج المسلمين من مرض الإسلام، مرجع سابق ، ص76.

[55]() شوشة، نجاح: الأيغور مليون معتقل ومحاكم تفتيش رقمية، مرجع سابق ، ص27.

[56]() ( ) زهره، عبد الغني عبد الفتاح، أحوال الأقلية المسلمة في الصين وموقف المسلمين منهممرجع سابق،ص138.

[57]() بي بي سي، مقتل 12 شخصا في اعمال عنف في اقليم شينجيانغ بالصين، يناير 2014.

https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2014/01/140126_china_xinjiang_violence

[58]() محمد حسن محمد حمد، الإسلام في الصين، مرجع سابق، ص182.

[59]() زينب شاكر السماك، من هم الايغور؟: اقلية مسلمة خلف جدار الحقوق في الصين، النبأ شبكة المعلوماتية، أكتوبر 2017، ص3.

[60]() زينب شاكر السماك، من هم الايغور؟: اقلية مسلمة خلف جدار الحقوق في الصين، نفس المرجع السابق، ص4.

4.2/5 - (5 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى