مقالات

قتلى حزب الله في سوريا تتوالى

كتب : ياسر بن متروك – المركز الديمقراطي العربي

لم يكن لما يسمى بحزب الله أن يدخل في الصراع السوري طواعيتاً أو أن يخرج منه متى ما رأى أن استمراره هو قرار خاطئ يكون أثره سلبي على الحزب فالحزب وأمينه العام هم منفذون لأوامر من قام أساساً بإنشاء الحزب ومن قام بدعمه لوجستياً وعسكريا وهو الأسد ووالده.

لذلك لم يكن الدخول إلا أمراً ولم يكن الأمين العام للحزب إلا صورياً وليس قائداً يأمر ويخطط ويقرر فهذه الصفات الموجودة لدى القائد لم يمتلكها يوماً حسن نصر الله فهو يشاهد توابيت أعضاء الحزب بالعشرات تدخل الضاحية ويتوقع أن يكون هو يوماً قتيلاً من قتلى الحزب إذا ما خالف الأوامر والتعليمات من أسياده الإيرانيين أو من بشار وحاشيته.

زج الحزب أعضائه في الصفوف الأولى للقتال في سوريا وكأن بشار يقول له هذا واجبك فلقد قمنا بدعمك سنوات عديدة في لبنان حتى أصبحت ذو نفوذ فاليوم أنت وجنودك يجب أن تدافعوا عني ضد شعب سوريا المتطلع للحرية والإستقرار.

فأصبح أعضاء الحزب بين نارين إماالإنتحار أمام شعب يدافع عن عرضه وأرضه وهم يقاتلون بقوة وشجاعة وليسوا كما الحزب محتلين غازين أو رفض أوامر بشار والتي عقابها التصفية الجسدية فبشار طالما خطط مع أعضاء الحزب للإغتيال في لبنان وقتل الكثير من السياسيين اللبنانيين بتنفيذ من حزب الله فهو اليوم يريد تصفية كل من شارك معه في التخطيط.

في بداية الأزمة السورية كان حزب الله يجعل إسرائيل شماعة في رمي اللوم عليها في تصفية قادته لكن الأجواء السورية أصبحت تحت قيادة روسيا وأصبح اللعب مكشوف بأن إسرائيل لم تعد شماعة يمكن تصديقها بعد مصطفى بدر الدين الذي لقى مصرعه بتفجير بعد خروج وفد إيراني وسوري من مكان الإجتماع مما يدل على خلاف نشب بينهم وأتهم الحزب أن المعارضة السورية قصفت المكان القريب من مطار دمشق والذي نفته المعارضة.

خسر الحزب كذلك فوزي أيوب وجهاد مغنية ومحمد أحمد عيسى وغسان فقية وعلى خليل عليان وفادي الجزار وحسن علي جفال وحسن حسين الحاج وسمير القنطار وكل هؤولاء القتلى هم قادة وليسوا جنود مقاتلين مما يدل على أن هنالك عمليات تصفية تحدث في سوريا أما لمعلومات يمتلكها هؤولاء أو لخلافات لتنفيذ أوامر.

لكن السؤال هل يظل أهالي الضاحية صامتين على حزب الله يزج أبنائهم في جحيم سوريا وهم يشاهدون القتلى يومياً هل يعقل أن يدافع الشخص عن قضية لا تعنيه وليس له فيها مكان وهل حزب الله تحول من محاربة إسرائيل كما يزعم إلى حماية حكومات مستبده طاغية متى يفوق أهالي الضاحية من سباتهم قبل أن يخسروا جميع أبنائهم في حرب ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل.

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى