الشرق الأوسطتحليلاتعاجل

الأهمية الاستراتيجية لجزيرة سقطرى وعبد الكوري وتواجد القوة البحرية الخليجية

اعداد الباحث :  محمد على احمد حمران، متخصص في الجيوبولوتيكس والتخطيط البحري الاستراتيجي، اتحاد الأكاديميين العرب، اليمن.

  • المركز الديمقراطي العربي

 

تشكل أرخبيل جزر سقطرى احد اهم الجزر اليمنية و تقع ضمن أراضي إقليم الجزر اليمنية في المحيط الهندي, وتشكل أهمية جيواستراتيجية على المستوى المحلي و الإقليمي و الدولي نظرا للتراكم الجواستراتيجى في عناصر الموقع , المناخ , المساحة و الحجم , المجال البحري والتنوع الحيوي, وبالقرب من التكتلات والتحالفات العسكرية , السياسية , والاقتصادية و يضم احد اكير التكتلات السياسية و البحرية في منضمة الدول المطلة على المحيط الهندي , كما تقع ضمن نطاق المسؤولية في قيادة المنطقة العسكرية الامريكية الوسطى في الشرق الأوسط, ومن عناصر القوة الوطنية  الجيوستراتيجي للجزيرة وقوعها بالقرب من اهم الخطوط الملاحية البحرية الدولية و تتحكم بخطوط نقل ومصادر الطاقة واهم مناطق انتاج ومصادر الطاقة والتحالفات السياسية و الاقتصادية في مجلس التعاون الخليجي وبالقرب من الساحل الشرقي الافريقي ,وتبعد الجزيرة عن اقرب نقطة في الساحل اليمني حوالي 380كم وعن ميناء عدن حوالي 900كم [1], وتضم جزر أرخبيل سقطرى، عبد الكوري , سمحة , ودرسة , إضافة الى جزير صغيرة هما كعل فرعون , صيال وصابونية .

يشكل الموقع الفلكي للجزيرة أهمية وتقع  بين خطي طول (53,19◦- 54,33) شرق خط جرينتش , ودائرتي عرض (12,18-12,42)  شمال خط الاستواء, تأتي أهمية الجزيرة الجيوستراتيجي من خلال موقعها الفلكي بالقرب من خط الاستواء يؤثر على مناخ الجزيرة بصفته المدارية , مما شكل عامل مهم في التنوع الحيوي و الإنتاج الاقتصادي في الجزيرة من خلال الأنشطة السكانية و الاقتصادية , الغطاء النباتي المتنوع  الذي يعد مصدر مهم للدخل واحد الموارد الطبيعية الزراعية الحيوانية و الزراعية والتي تشتهر بها الجزيرة من خلال تنوع الثروة الحيوانية ومنها الماعز, والتنوع في الغطاء النباتي النادر المتمثل في شجرة الاخوين التي تتميز بها جزيرة سقطرى.

,كما شكلت الخصائص الطبيعية والبشرية للجزيرة أهمية جيواستراتيجية من خلال الموقع المتميز في المحيط الهندي والذي اكسب اليمن فاعل دولي على المستوى الإقليمي نظرا لتحكم الجزيرة في خطوط الملاحة الدولية، إضافة الى ان موقع الجزيرة اكسب اليمن أهمية في امتداد المجال البحري الجغرافي والذي انعكس على زيادة حجم المياه الاقتصادية الخالصة وتوضح الخريطة (3-13) الموقع الفلكي للجزيرة سقطرى.

يشكل أرخبيل جزر سقطرى  أهمية جيواستراتيجية في السياسة الخارجية الصينية , الهندية , الامريكية  في تامين حرية الحركة والأنشطة الاقتصادية في ومنطقة الخليج العربي و العالم العربي والإسلامي ومنطقة شمال  غرب المحيط الهندي وتقع الجزيرة ضمن مناطق وتقاطع الاهتمامات ونطاق المسئولية في منطقة قيادة المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطى وتقع بالقرب من منطقة القيادة الامريكية في افريقيا (افريكوم),و قربها من قيادة المنطقة العسكرية الامريكية في المحيط الهادي والهندي كما انها تشكل احد منطق الاهتمام في الاستراتيجية الدفاعية الأمنية والامن الداخلي الامريكي [2], حيث تركز الاستراتيجية البحرية الامريكية في منقطة الشرق الأوسط على إعطاء جزيرة سقطرى والمناطق البحرية اليمنية أولوية في التخطيط الاستراتيجي البحري العسكري, وانطلاقا من النظريات الامريكية في القوى البحرية ونظرية الفريد ماهان الخبير الجيواستراتيجي في البحرية الامريكية , على انه من يسيطر و يهيمن على السيادة البحرية في المحيط الهندي يكون لاعبا رئيسيا في شكل النظام العالمي , ومن يسيطر على المحيط الهندي يسيطر على اسيا [3].

ومن خلال التحيل تؤكد الدراسة وانطلاقا النظريات البحرية المذكرة انه من يسيطر على جزيرة سقطرى والمناطق البحرية المجاورة  يمكنه ان يسيطر على بحر العرب و خليج عدن والمناطق الجنوبية للبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي , كما يمكنه ان يسيطر جنوب شبة الجزيرة العربية و جنوب شرق افريقيا و القرن الافريقي و تكمن  الأهمية الجيوستراتيجية العسكرية في الاستراتيجية البحرية اليمنية  في ان تكون راس جسر بحري استراتيجي يمكنه السيطرة والسيادة على شمال غرب  المحيط الهندي, كما تعد احد العناصر الرئيسية في القوة البحرية اليمنية الشاملة , تشكل خط الدفاع الأمني والعسكري ونقطة متقدمة لحماية الامن القومي العربي في المحيط الهندي و بحر العرب  الموضح في الخريطة (3-14) من خلال الابعاد والمسافات للحدود البحرية حول جزيرة سقطرى والتي تصل اقص مسافة في الحدود البحرية اليمنية في المحيط الهندي و بحر العرب حوالي 1532كم من المركز .

كما انها تشكل محل أطماع للقوى الغربية حيث حاول قائد المنطقة العسكرية الامريكية في الشرق الأوسط الجنرال ديفيد باتريسون عقد صفقة لاستئجار الجزيرة أيام فترة حكم الرئيس الأسبق على عبداللة صالح في 20يناير 2010م , حيث تهدف الاستراتيجية البحرية الامريكية في تحييد القوة الروسية من خلال انشاء قاعدة بحرية و جوية عسكرية في الجزيرة كذلك الى اضعاف التواجد الصيني في المنطقة , ولكن بعد احداث 2011م في اليمن شكلت نقطة تحول في الاستراتيجية البحرية اليمنية وشن الحرب على اليمن عام 2015م من قبل التحالف العربي وشكلت اضعاف القوة السياسية والبحرية اليمنية , مما سهل على التحالف الاماراتي والسعودي وبدعم امريكي التواجد في جزيرة سقطرى تحت مظلة المجلس الانتقالي , وبحجة حماية الممرات البحرية الدولية و التي بسبب الحرب التي فرضت على اليمن من اجل تحقيق الأهداف وزعم المنطقة غير مستقرة و امنة ,يوضح الخريطة(3-12) و (3-15)  أهمية موقع الجزيرة بالنسبة للمرات الدولية والموضحة باللون الأحمر , أضافة الى أهمية جزيرة عبد الكوري وقربها من الخط التجاري في طريق الحرير الصيني الموضح باللون الأحمر و البعض يستغرب لماذا قامت الامارات باحتلال الجزيرة وبناء قاعدة عسكرية في جزيرة عبد الكوري اليمنية و احد الأهداف تعاون صيني اماراتي صهيوني امريكي وسعودي ,  كما توضح الخريطة(3-15) اللون الغامق البني حول الجزيرة ومنطقة الدراسة باعتبارها منطقة عدم استقرار ساهم في تواجد السفن الحربية الموضحة في الخريطة , كما توضح النقط المناطق الحرجة في باب المندب و مشيق هرمز , وكذلك علم الامارات الذي يرمز الى توجد القوة العسكرية جزيرة سقطرى والجزر اليمنية في منطقة الدراسة الى المجال البحري الحيوي في القرن الافريقي في الصومال وبالتي يتضح هدف الحرب والعدوان على اليمن بحجة الشرعية وايران ولكن الهدف استراتيجي بريطاني امريكي لاحتلال الجزر ونهب الثروات في المنطقة والهيمنة على منطقة الدارسة و شمال غرب المحيط الهندي من اجل تحقيق اهداف الاستراتيجية البحرية الامريكية و تلافيا لردود الفعل في نهج الاستراتيجية البريطانية في السيطرة على عدن وجنوب البحر الأحمر في الحرب العالمية الثانية وحجة تحييد تركيا , نفس السناريو تقوم به أمريكا و ظهور أدوات من المنطقة هما السعودية والامارات وعدد من الدول العربية , إضافة الى دخول منافسين هما الصين و السعودية والاتفاقية بينهما بتشغيل ميناء الملك عبد العزيز في جدة وخطة محمد بن سلمان 2030 م مقابل قيام السعودية بتحقيق مصالح للصين في طريق الحرير و الخاسر الشعب اليمني من سياسية السعودية والتي تدعي انها من اجل اليمن و الشعب اليمني و انها تقدم دعم عبر الملك سلمان ومعونة ولكن الحقيقة اكبر مما نتصور , ممكن نقول تحالف عسكري وامني و اقتصادية سعودي , امريكي , صيني , بريطاني , مصري من اجل تقاسم ثورات خيرات اليمن وتحيد اليمن من استغلال مواردة الطبيعية وظهر جليا في سياسة الامارات والسعودية في استبعاد بن عديو , جباري و غيرهم [4].

, وبالتي تشكل جزيرة سقطرى اليمنية أهمية جيواستراتيجية في مختلف المستويات في الوقت الراهن ومستقبل وتزداد أهميتها من خلال الاستقرار السياسي في الجمهورية اليمنية وتطور الاستراتيجية البحرية اليمنية الشاملة والتحول الاستراتيجي التنموي من خلال إعطائها الأولوية اثناء اجراء التخطيط البحري المكاني في الجمهورية اليمنية 2021-2031م.

تشكل الجزر البحرية امتداد طبيعي لليابسة لأراضي الدولة حول العالم مما يترتب عليها العمل على حياتهم أي عدوان خارجي والذي يشكل انتهاك للسيادة مهما كان حجم الجزيرة او بعدها عن مركز الدولة ومثال على ذلك ما قامت به الحكومة البريطانية من قطع الاف الاميال البحرية من اجل حماية واسترداد جزيرة الفوكلاند عام 1982م، الذي أدى الى صراع مسلح وعمليات بحرية عسكرية بين بريطانيا والارجنتين تمكنت الحكومة البريطانية من تحقيق النصر واستعادة السيادة على الجزيرة. للعلم ان جزيرة الفوكلاند لا تبعد سوى بضعة اميال بحرية من ساحل الارجنتين.

[1] المركز الوطني للمعلومات، الجمهورية اليمنية، للعام 2022م , https://yemen-nic.info/contents/Brief/socotra.php

[2] – Sharp. l Walter, Homeland Defense, US,2007, page35.

[3] — دسوقي ,عيسى  السيد عيسى , بحث بعنوان التحيل الجيوبولتيكيا لموقع جزيرة سقطرى اليمنية , دراسة في تحليل دلائل القوة , مجلة كلية الآداب , بوسعيد , العدد السابع عشر , مصر , 2021م  ,  ص659, 660

[4] المصدر، Eleonora, ardemagne, Gulf Power: maritime rivalry in the western Indian ocean , analysis , ispi, 2018, NATO defense college , page10-15>

3/5 - (2 صوتين)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى