هل يوجد ارتباط بين الصاروخ الباليستي الإيراني الجديد وصواريخ كوريا الشمالية ؟
-المركز الديمقراطي العربي
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن إيران تعمل سويا مع كوريا الشمالية، مشددا على أنه لم يتحقق الكثير من الاتفاق الموقع عام 2015 بين إيران والدول الكبرى المتعلق ببرنامج طهران النووي.
وقال ترامب، في تغريدات على تويتر، إن الاختبار الصاروخي الجديد يظهر ضعف اتقاق إيران الذي توصل إليه سلفه، باراك أوباما، مع طهران. وأضاف: “إيران اختبرت للتو صاروخا باليستيا قادرا على الوصول لإسرائيل. إنهم يعملون مع كوريا الشمالية.
واتت تغريدة الرئيس الاميركي بعيد ساعات على اعلان طهران انها اختبرت ب”نجاح” صاروخ “خرمشهر” الجديد الذي يبلغ مداه الفي كلم ويمكن تزويده برؤوس متعددة، في تحد لتحذيرات الولايات المتحدة من أن تطوير الأسلحة البالستية قد يدفعها للانسحاب من الاتفاق النووي.
ولا يحظر الاتفاق النووي نشاطات إيران البالستية الا ان القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي صادق على الاتفاق يطلب من إيران عدم القيام بنشاطات من أجل تطوير صواريخ يمكن تزويدها برؤوس نووية.
في 22 أيلول/سبتمبر، وبعد عام من التكهنات، عرضت إيران أحدث صاروخ باليستي لها في إطار العرض العسكري السنوي “أسبوع الدفاع المقدس”. وقد صاحبت عملية كشف النقاب لقطات فيديو قديمة تُظهر أنه يجري اختبار الصاروخ.
ويحمل الصاروخ الجديد اسم “خرمشهر” – تيمناً بالمدينة الواقعة جنوب غرب إيران التي لطالما كانت رمزاً للمقاومة الوطنية ضد الغزو الأجنبي – وهو ذو مرحلة واحدة ويبلغ طوله 13 متراً، ويصل نطاقه إلى مدى 2,000 كيلومتر ويتمكن من حمل رأس حربي يبلغ وزنه 1,800 كيلوغرام، وينفصل في مرحلة الطيران الأخيرة ويمكن أن يحمل رؤوس حربية ذات توجيه فردي أو متعدد.
ووفقاً لقائد «القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوري» الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده، بات نظام الصواريخ في المراحل الأخيرة من التطوير.
ويقول “فرزين نديمي” يبدو بوضوح أن الصاروخ يتمتع بعرض أكبر من النماذج الإيرانية السابقة، ربما من أجل استيعاب نظام دفع جديد ووقوداً سائلاً بكميات أكبر في هيكل أقصر. وتشير تركيبة الصاروخ الخالية من زعانف التوجيه إلى اعتماد نظام جديد للضبط والتوجيه.
والأهم أنها تتيح لإيران خيار نقل الصاروخ في الصحاري الحارة والمناطق الجبلية الباردة داخل حاويات مناولة، مما يوفر مرونة عملانية متزايدة ويساهم في توفير بيئة مناولة يمكن مراقبتها بشكل أفضل.
وبالتالي، يمكن وضع صاروخ “خرمشهر” على منصات قاذفات إطلاق (TEL) متحركة إلى حدّ أكبر ومتعددة المحاور مشابهة للآليات الصينية الأصل التي تستخدمها كوريا الشمالية.
ولم يعلن الإيرانيون بعد عن إنشاء منصات قاذفات إطلاق جديدة مصممة وفقاً للطلب، لكن من المعروف أنهم طوروا مؤخراً عدة هياكل محلية عالية الأداء يمكن تعديلها لنقل صواريخ باليستية ثقيلة على الطرق الريفية.
وقد تم كشف النقاب عن أهم تصميم، وهي الشاحنة التكتيكية الثقيلة “ذو الجناح” 10×10، في أيار/مايو 2014 وتردّد أن حمولتها قد تصل إلى 30 طناً، على غرار وزن الإطلاق التقديري لصاروخ “هواسونغ -10″، وهو النسخة الكورية الشمالية الأقرب لصاروخ “خرمشهر”.
وحول وجود مؤشرات على تلقي مساعدة من كوريا الشمالية يقول “فرزين نديمي” وهو محلل متخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج ومقره في واشنطن:
كما هو مبين أعلاه، يبدو صاروخ “خرمشهر” مماثلاً لصاروخ “هواسونغ -10″/”موسودان”/” بي أم 25″ الكوري الشمالي من دون رأسه الحربي. ومنذ عام 2005، صدرت عدة تقارير حول تسليم بيونغيانغ عدداً كبيراً من صواريخ “هواسونغ -10” إلى إيران.
ووفقاً لوثيقة “ويكيليكس” من عام 2010، اشتبهت مصادر المخابرات الأمريكية بأن طهران استوردت الصاروخ من أجل وضع يدها على نظام دفع عالي الأداء، على الرغم من أنه لم يكن قد تم بعد اختبار صاروخ “هواسونغ -10” في ذلك الوقت.
وعندما كشفت كوريا الشمالية النقاب عن الصاروخ في عام 2010، كان يُعتقد أن طوله يبلغ حوالي 12 متراً وعرضه 1.5 متراً. وعندما أجري الإطلاق التجريبي للصاروخ في عام 2016، قُدِّر أن حمولته تتراوح بين 1,000 و1,250 كيلوغرام ومداه الأقصى يتراوح بين2,500 و 4,000 كم، مما يجعله صاروخ باليستي متوسط المدى.
وفي 11 تموز/يوليو 2016، أجرت إيران أول اختبار تجريبي لصاروخها من طراز “خرمشهر”، ويبدو أنه سقط بعد وقت قصير من انطلاقه من المنصة. وقد تمّ مجدداً اختبار الصاروخ في 29 كانون الثاني/يناير 2017، وأفادت بعض التقارير أنه اجتاز مسافة1,000 كيلومتر.
وإذا كان صاروخ “خرمشهر” بالفعل نسخة معدلة عن صاروخ “هواسونغ -10″، فقد يكون هذا الأمر مثيراً للقلق نظراً إلى التقارير التي أفادت بأن الصاروخ الكوري الشمالي يستخدم نفس المحرك الموجود في الصواريخ الحالية الباليستية العابرة للقارات التي تمتلكها كوريا الشمالية.
ومن غير المعروف ما إذا كان الصاروخ الذي اختُبر في لقطات الفيديو الإيرانية التي عُرضت الأسبوع الماضي عندما تم كشف النقاب عنه، ينقل أي حمولة، ولكن إذا كان فعلاً قادراً على حمل رأس حربي يصل وزنه إلى1,800 كيلوغرام، فسيتيح ذلك لطهران نظرياً تطوير حمولة نووية كبيرة نسبياً تلائم نظام الصواريخ.
وعلى الرغم من أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 يحظر على إيران تطوير صواريخ ذات قدرة نووية، يبدو أن صاروخ “خرمشهر” يتطابق مع ذلك الوصف، بالإضافة إلى كونه خطوة واضحة نحو اكتساب قدرة موثوقة على تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات أحادية الجانب على إيران قائلة إن تجاربها الخاصة بالصواريخ الباليستية تنتهك قرار الأمم المتحدة الذي صدق على الاتفاق النووي ودعا طهران إلى عدم القيام بأنشطة تتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية. وتقول إيران إنها ليس لديها مثل هذه الخطط.
وعلى الرغم من التأكيدات بأن الولايات المتحدة سوف “تفرض العقوبات بقوة ضد الأنشطة الإيرانية التي تتم خارج نطاق «خطة العمل المشتركة الشاملة»، من بينها تلك المتعلقة بدعم إيران للإرهاب، وزعزعة الاستقرار الإقليمي، وانتهاكات حقوق الإنسان، وبرنامج الصواريخ الباليستية”، إلا أن واشنطن لم تتخذ الإجراءات ضد هذه التحركات سوى ثلاث مرات منذ “يوم التنفيذ” في 16 كانون الثاني/ يناير، وما مجموعه ست مرات خلال العام الماضي.
ويقول “مايكل سينغ” إنّ الاتفاق الّذي توصّلت إليه القوى العالمية الستّ مع إيران في شهر تموز/يوليو الماضي دقيقٌ في وصف القيود المفروضة على أنشطة طهران النووية على مدى العقد القادم كخطوات طوعيّة متوافقة مع خطّة إيران الخاصة. والأمر الذي ساعد النظام الإيراني على ما يبدو، على حفظ ماء الوجه هو عدم وضع الأمور في إطار قيودٍ فرضتها القوى الخارجية.
وسيعتمد فرض أي عقوبات مجددة على القيادة السياسية الأمريكية والأوروبية، وذلك عامل غير مؤكّد، كما قد يواجه معارضة قوية من أصحابالأعمال التجارية التّي عادت إلى إيران. وتستطيع إيران أن تستفيد من هذا الوقت لتطوير قدراتها العسكرية التقليدية بشكلٍ أفضل لردع أي هجوم – تلك القدرات المتاحة لها من تخفيف العقوبات المفروضة على أسلحتها وصواريخها.