الخليجيةالدراسات البحثيةالعلاقات الدولية

الصراع السعودي – الايراني وأثره على اليمن

العدد الثاني مارس لسنة “2017 ” من مجلة العلوم السياسية والقانون

احدى اصدارات المركز الديمقراطي العربي

 

اعداد  الباحث : أحمد عردوم

 

ملخص:

دخل الصراع السعودي الايراني في اليمن منعطفا خطيرا منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 21سبتمبر 2014م، حيث اتخذ الصراع طابعا عسكريا مباشرا بعد ان كان الصراع يدار من خلال الوكلاء، ويعتبر الصراع السعودي الايراني أحد الاسباب في عدم الاستقرار السياسي في اليمن وذلك نظرا الى الاثر الذي تركة الصراع على اليمن ،حيث كان اليمن هو الخاسر الاكبر منذلك الصراع فاليمن تأثر على جميع المستويات ابتداء من تدني الوضع الاقتصاد يوالانساني الى الازمة السياسية وتفتيت النسيج الاجتماعي اليمني وقد تناول تهذه الدراسة الصراع السعودي الايراني واثره على اليمن ،وبالتركيز على الفترة من 21 سبتمبر  2014م. وهو الحدث الذي شهد تحول في طبيعة الصراع السعودي الايراني الى 3يناير 2016م. وهو تاريخ قطع السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع ايران ,واستعرضت الدراسة لتاريخ وطبيعة الصراع السعودي الايراني وتداعيات الصراع واثره على اليمن من خلال الدراسة لطبيعة المجتمع اليمني وواقع ذلك المجتمع بعد دخول الصراع مرحلة جديدة من التوتر تمثلت بالتدخل العسكري السعودي على راس تحالف عربي وذلك عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء والتوسع في بعض المحافظات.

الكلمات المفتاحية:

الصراع السعودي الايراني, اليمن, السعودية, ايران

The Impact of The Saudi-Iranian Conflict on Yemen

Abstract:

The Saudi-Iranian conflict in Yemen entered a critical  juncture since the Houthis dominated the capital city of Yemen, Sana’a in September 21, 2014. The conflict  took a direct  militarily character after it was managed by the agents. The Saudi-Iranian conflict is being considered as one of many reasons in the political instability in Yemen because of the gigantic impact that the conflict had on the country itself, whereas Yemen was the biggest loser from the most circumstances and sides commencing from low economic and humanitarian situation into the political crisis and the fragmentation of the Yemeni social fabric.

This study dealt with the Saudi-Iran conflict and its impact on Yemen, and by concentrating on the period from September 21, 2014, which is the event  that witnessed the transformation in the  nature of the Saudi-Iranian conflict , until the third of January, 2014, which was the date of that Saudi Arabia  disconnected diplomatic relations with Iran. This study displayed the prehistory and the nature of the Saudi-Iranian conflict as well as the repercussions and its impact on the Yemen conflict through the study of the nature of Yemeni society and the reality of that community after entering a new phase of conflict and tension marked by the Saudi military intervention on the head of an Arabian coalition which was followed by the control of rebels on the capital, Sana’a and the expansion in some provinces

Key words: The Impact of The Saudi-Iranian , yemen , Saudi , iran

مقدمة:

على امتداد تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية تباينت هذه العلاقات بين التعاون والصراع وفقا للأحداث الداخلية لهاتين الدولتين ,والإحداث الإقليمية المحيطة, و كانت العلاقة بالولايات المتحدة تحدد نوع العلاقة بين هاتين الدولتين  ,غير إن نجاح الثورة الخمينية الشيعية في إيران عام 1979م أدى إلى عملية تحول في العلاقات واتخذت طابعا صراعيا طائفيا باعتبار إيران دولة شيعية وتسعى إلى تصدير ثورتها إلى باقي دول العالم العربي والإسلامي والذي أثار مخاوف بعض الدول كالعراق ودول الخليج وخاصة السعودية وكان النتائج حرب إيرانية عراقية استمرت لثمان سنوات ,أيضا قامت دول الخليج بإنشاء مجلس التعاون الخليجي في 1982م ,ومع انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي وبعدها زادت حدة الصراع مع تباين مواقف كلا الدولتين من هذه الثورات ,وسعت كلا منها لاحتوائها سواء من خلال دعم ومعاونة النظام أو المعارضة ,وفي ما يتعلق بالثورة اليمنية في 2011م فقد كانت السعودية حاضرة وبقوة ومن خلال المبادرة الخليجية ,إذ كانت السعودية قوة فاعلة وقادرة على التأثير في القرار اليمني منذ أمد بعيد من خلال علاقاتها بمشايخ القبائل اليمنية والشخصيات المؤثرة على الساحة اليمنية وذلك بفعل التقارب الجغرافي والقومي والتاريخ والثقافة والأعراف المشتركة ,أما إيران فكان حضورها ضعيف ويقتصر على دعم الحوثيين الذين كانوا آنذاك خارج السلطة ويمثلون نسبة صغيرة في المجتمع ,غير إن وصول الحوثيين إلى السلطة في 21سبتمبر 2014م بفعل الاحتجاجات والإعمال التي قاموا بها في صنعاء وبعض المحافظات  وانتقال الرئيس هادي إلى عدن وتفرد الحوثيين بالسلطة في صنعاء هو الحدث الذي قلب الموازين ,وزاد من وتيرة الصراع بين السعودية وإيران الذي انعكس سلبا على المجتمع اليمني واخذ الصراع يتخذ شكل الصراع العسكري بعد إن كان الصراع يدار بالوكالة ما يعني حرب باردة بين الدولتين ,فالسعودية التي تعتبر الحوثيين اليد الطول لإيران شعرت بالقلق واتخذت قرار التدخل العسكري في اليمن في ما أسمته عاصفة الحزم في26مارس2015م ,إما إيران التي أخذت على عاتقها الدفاع عن حلفائها الحوثيين من خلال تأييدها لثورتهم وتحركاتهم بل ودعمهم إعلاميا ورفض التدخل العسكري السعودي في اليمن ,وإمام هذا الصراع والذي يدار على الساحة اليمنية لحساب تلك الأطراف الإقليمية كان المتأثر والخاسر الأكبر هو اليمن من خلال تفتيت نسيجه الاجتماعي بعد أن دخلت الطائفية في الصراع والتي تعمق ذلك الصراع بل ان اليمن تأثر على كافة المستويات المادية والبشرية

مشكلة الدراسة:

ما تأثير الصراع السعودي الإيراني على اليمن؟

وهناك تساؤلات فرعية كالاتي:

1ـ ما هي طبيعة الصراع السعودي الإيراني باليمن ؟

2ـ ما أهداف ودوافع إيران والسعودية في اليمن؟

3ـ لماذا تعتبر اليمن ساحة لذلك الصراع ومن الخاسر والرابح من ذلك الصراع؟

أهمية الدراسة:

ويمكن تلخيص أهمية هذه الدراسة في الأتي :

بناء قاعدة معرفية في موضوع الدراسة بشكل خاص وفي مجال الدراسة بشكل عام.

أثرا فضول الباحث والباحثين الآخرين  في هذا الموضوع.

تنبع من كونها من الموضوعات الحيوية ذات العلاقة بالمنطقة العربية وبالجمهورية اليمنية خاصة ,وكون هذه الدراسة تمد الدارسين بالمعرفة الكافية عن خلفية الصراع وأثره على اليمن.

توتر العلاقات بين السعودية وإيران والذي وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية وتأثير هذا التوتر على  اليمن وهذا ما جعل الموضوع محل الاهتمام والدراسة .

أهداف الدراسة:

التعرف على تأثير الصراع السعودي الإيراني على اليمن.

معرفة طبيعة الصراع السعودي الإيراني ودوافع وأهداف طرفي الصراع .

معرفة الخاسر والرابح من الصراع السعودي الإيراني ولما تعتبر اليمن ساحة لذلك الصراع.

فرضيات الدراسة:

كلما اشتد الصراع السعودي الإيراني كان له اثر سلبي بالغ في اليمن.

توجد علاقة طردية بين الصراع السعودي الإيراني وعدم الاستقرار في اليمن .

كلما زاد التقارب الأمريكي الإيراني زاد الصراع السعودي الإيراني.

هناك علاقة بين الصراع السعودي الإيراني وتدهور الاقتصاد اليمني.

توجد علاقة بين الصراع السعودي الإيراني وضعف النسيج الاجتماعي اليمني.

منهج الدراسة:

وقد حاولت الدراسة الاقتراب من بعض مقولات منهج النظم كمقولة أن النظام السياسي لا يحيا في فراغ وإنما يعيش في بيئة أو محيط يتفاعل معه أخذ وعطاء ,ومقولة إن التفاعل بين النظام ومحيطة يصل إلى درجة الاعتماد المتبادل وان التغير في البيئة يؤثر على النظام والعكس.

حدود الدراسة:

الحدود الموضوعية: الصراع السعودي الإيراني وأثره على اليمن وهذا الموضوع ينتمي إلى فرع العلاقات الدولية.

الحدود الزمانية:التركيز على الفترة منذ دخول الحوثيين صنعاء في 21سبتمبر 2014م وهو الحدث الذي لعب دور في تحول الصراع من حرب بالوكالة إلى صراع مباشر متمثل بالتدخل العسكري السعودي, إلى 3يناير2016م والذي قطعت فيه السعودية علاقاتها الدبلوماسية بإيران.

أدوات جمع المعلومات:

وقد اعتمد الباحث على الكتب والمواقع الالكترونية ومراكز البحوث والملاحظة من قبل الباحث

الدراسات السابقة:

نظرا لحداثة وجدية هذه الدراسة لا يوجد دراسات مشابهه لهذه الدراسة ولذلك سيعتمد الباحث على الدراسات المقاربة لهذه الدراسة ومن هذه الدراسات الأتي:

*دراسة رنده عبدالرحمن بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير(العلاقات الإيرانية السعودية1997 ـ2000م)

يخلص البحث في خاتمته إلى أن العلاقات بين الدولتين شهدت عدة تقاطعات خلافية وتفاعلات تعاونية، وان السياسة الخارجية السعودية تجاه إيران قائمة على رد الفعل وأن تفاقم التوتر والصراع لا يؤمن مصالح الدولتين فحسب بل  أنها فرصة لزوال الإمكانات الطيبة في علاقات دول المنطقة فضلا عن استمرار الوجود الأجنبي في المنطقةعليه فإنحلا لقضايا الخلافية يأتي عن طريق تفعيل الدور التعاوني,يهدف هذا البحث إلى دراسة العلاقات الإيرانيالسعودية في الفترة (1990-2000)والتي تتحكم فيه روابط تاريخية جيواستراتيجية،ومصالح وتحديات مشتركة.

*دراسة مخلد مبيضين بعنوان (العلاقات الخليجية الإيرانية 1997م-2006)

وتهدف الدراسة إلى توضيح عناصر التقارب والتباعد في العلاقات الخليجية الإيرانية عامة والسعودية الإيرانية خاصة, حيث تنتهي الدراسة إلى إن العلاقات الخليجية الإيرانية شهدت في عهد خاتمي(1997-2006)تطبيع هذه العلاقات في مجالات مختلفة وتوصلت الدراسة إلى إن مستقبل التقارب مرهون بالتحركات السعودية الإيرانية

*تقريران صدرا عن مركز الجزيرة للدراسات وهما كالتالي:

أ- أمل عالم الصراع السعودي الإيراني في اليمن

وتبحث هذه الورقة قضية الصراع السعودي الإيراني في اليمن وما ترتب عليه من تطورات وتبعات ذلك الصراع على الداخل اليمني

ب- د- حسن احمديان -الموقف الإيراني في تطورات اليمن

وتعرض هذه الورقة لموقف إيران من الحالة اليمنية وتناقش المراحل التي مر بها الموقف السياسي الإيراني من القضية اليمنية وبموازاة ذلك العلاقة بين إيران والسعودية .

نقاط التشابه والاختلاف :

ركزت الدراسات التي تم استعراضها على متغير واحد وهو العلاقات السعودية الإيرانية وأهملت المتغير الآخر وركزت على قضية العلاقات بين الدولتين ولم تركز بشكل كبير على الجانب الصراعي ماعدا التقريران الصادران عن مركز الجزيرة اللذان اقتربا من دراسة الباحث لكنهما لم يثريا الموضوع بالشكل المطلوب وركزت هذه الدراسات على العلاقات السعودية الإيرانية بشكل عام ولم تركز على الصراع والعلاقات وتأثيرها على اليمن , وتتشابه هذه الدراسات مع دراسة الباحث في استعراضها التاريخي للعلاقات السعودية الإيرانية

مفاهيم الدراسة:

الصراع:فالصراع في مفهوم كوزر يتبلور في ضوء القيم والأهداف التي تمثل الإطار المرجعي لأطراف الموقف الصراعى ,أما في بعده السياسي، فإن الصراع يشير إلى موقف تنافسي خاص، يكون طرفاه أو أطرافه، على دراية بعدم التوافق في المواقف المستقبلية المحتملة، والتي يكون كل منهما أو منهم، مضطراً فيها إلى تبنى أو اتخاذ موقف لا يتوافق مع المصالح المحتملة للطرف الثاني أو الأطراف الأخرى[1]

صعوبات الدراسة:

لا تخلو إي دراسة من صعوبات وعوائق تواجه الباحث ومن أهمها شحة المراجع والمصادر وفي موضوع الدراسة الصراع السعودي الإيراني وأثره على اليمن واجه الباحث شحة في الدراسات التي تناولت الموضوع بسبب حداثة هذا الموضوع

المبحث الأول:أسباب وتداعيات الصراع السعودي الإيراني

ينبع الصراع بين الدول أساسا من خلاف حول موقف معين يراه الطرفان بصورة مختلفة فحياه الدول عبارة عن صراع متصل من أجل الحفاظ على بقائها والدفاع عن مصالحها القومية ,ولا يوجد منطق ثابت للصراع يحكم ظاهرة الصراع الدولي,”[2] إذ يعود الصراع السعودي الإيراني إلى الكثير من العوامل , والتي اختلفت من مرحلة إلى أخر من تاريخ ذلك الصراع فتارة يتخذ الصراع طابعا طائفيا وأخرى طابعا سياسيا وأحيانا تجتمع هذه العوامل في أطار واحد ,ومن الجدير ذكره أن هذا الصراع يدار بالوكالة بين الدولتين على ساحات دول كسوريا والعراق واليمن وهذه الأخير تطور الصراع فيها إلى أن اتخذ شكل المواجهة المباشرة بعد أن كان يدار الصراع بالوكالة وبما يشبه الحرب الباردة غير انه منذ دخول الحوثيين صنعاء في 21سبتمبر 2014م والذي أثار مخاوف المملكة العربية السعودية مما جعلها تتخذ القرار بالتدخل العسكري في اليمن ,وهناك تداعيات كثيرة لهذا الصراع على المستوى الإقليمي بشكل عام واليمن بشكل خاص وسيتم تقسيم هذا المبحث بالشكل التالي.

أولا :جذور الصراع

أتسمت العلاقات السعودية الإيرانية تارة بالصراع وأخرى بالتعاون منذ بدء العلاقات بين الدولتين ،حيث “يعتبر عام 1926م بداية العلاقات السعودية الإيرانية وذلك عندما شاركت إيران في المؤتمر الإسلامي الذي عقده عبدا لعزيز بن سعود في مكة المكرمة ,”[3]وأخذت العلاقات طابع التقارب في عهد محمد رضا بهلوي على عكس ما كانت في عهد الشاه رضا بهلوي,”[4] ويرجع تحسن واستقرار العلاقات بين الطرفين في تلك الفترة إلى إلى علاقتهما بأمريكا والمعسكر الغربي والذي “سعى إلى الحد من النفوذ السوفيتي والحركات اليسارية في الخليج العربي,”[5] من خلال تمتين العلاقات مع أبرز الفاعلين في الخليج وهما السعودية وإيران ,ومع التسليم بوجود تقارب في العلاقات بين السعودية وإيران إلا “أن التنافس على تحقيق مكاسب إستراتيجية في المنطقة عن طريق ملء الفراغ الذي تركته بريطانيا في بداية السبعينات من القرن العشرين ,”[6] كان حاضرا ووصل القمة عندما سيطرت إيران على الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى.

استمرت تلك العلاقات حتى سقوط الشاه ونجاح الثورة الإيرانية الخمينية عام 1979م,حيث تغير منحى العلاقات بين الدولتين وأخذ في التغير بل أتخذ طابعا طائفيا فقد سعت إيران إلى تصدير الثورة الخمينية إلى بلدان العالم العربي والإسلامي والذي أدى إلى حرب عراقية إيرانية استمرت لمدة ثمان سنوات ,وقد أثارت الثورة الإيرانية مخاوف دول الخليج وخاصة السعودية والتي دعمت العراق في حربة ضد إيران وسارعت إلى توحيد دول الخليج من خلال  إنشاء مجلس التعاون الخليجي في عام 1981م ,لقد “كان وصول التيار الإصلاحي في إيران عام 1997م برئاسة خاتمي بمثابة تحسن بل انفتاح في العلاقات مع الدول العربية ومنها المملكة العربية السعودية.[7]

وفي سنة 2005م وباعتلاء محمود أحمد نجاد سدة الحكم في إيران اكتملت لإيران العوامل المحفزة لبلورة مشروع للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط,”[8] ومما أتاح لإيران التوسع في الشرق الأوسط الحرب الأمريكية على العراق وما تركته من فراغ بعد خروج أمريكا  في 2011م وهذا ما قاد إلى التوتر في العلاقات بين السعودية وإيران إذ يمثل أحمد نجاد التيار المحافظ في إيران والمقرب من السلطة الدينية الشيعية والذي سعى إلى استئناف تخصيب اليورانيوم ورفض الحوار بشان البرنامج النووي .

ومع انطلاق شرارة ثورات الربيع العربي زادت حدة الصراع بين السعودية وإيران واختلفت مواقف الدولتين من الثورات بين التأيد والرفض وفقا لمصالحها ,أما فيما يخص جذور الصراع في اليمن فيمكن القول أن الصراع يمتد إلى أمد بعيد ولكنه يختلف حاليا عما كان عليه في السابق ,حيث كان الصراع في السابق يدار بشكل غير مباشر أو ما يشبه الحرب الباردة أما اليوم ومنذ دخول الحوثيين صنعاء في 21سبتمبر2014م فقد ازدادت حدة الصراع وبلغ أوجهه عندما اتخذت السعودية على رأس تحالف عربي قرار التدخل العسكري في اليمن في 26مارس 2015م في ما أسمته بعاصفة الحزم وذلك لمنع التمدد الإيراني في اليمن

ثانيا:أهداف ودوافع السعودية في اليمن

تختلف وتتنوع أهداف السياسة الخارجية لأي دولة تجاه الدول الأخرى وذلك نظرا للاختلاف في تركيبة الدولة سواء من حيث موقع الدولة أو قدراتها أو ايديلوجيتها وتنطلق السياسة السعودية تجاه الجمهورية اليمنية من مجموعة من المحددات التي تشكل توجهات ومنطلقات للسياسة السعودية في اليمن,إذ تمثل اليمن بالنسبة للمملكة العربية السعودية العمق الاستراتيجي نظرا للتقارب الجغرافي بين الدولتين التي ترتبط بشريط حدودي بري طويل وثلاثة منافذ رئيسية ونظرا للتقارب الجغرافي والثقافي والامتداد التاريخي بين اليمن والسعودية وما تمثله اليمن من أهمية إستراتيجية بالنسبة للسعودية فان الأخيرة تنطلق في توجهاتها تجاه اليمن من مقولة أن أمن اليمن من أمن المملكة وأن تطور الأحداث في الساحة اليمنية ينعكس وبشكل مباشر على السعودية,ومن هذه المنطلقات تسعى المملكة العربية السعودية إلى التأثير في القرار اليمني بما يتلاءم مع سياستها وبما يخدم مصالحها لذلك فإنها تسعى بكل ما أوتيت من قوة لان تأثر في القرار اليمني وباستخدام كافة الوسائل الممكنة وكان أخر هذه الوسائل هي الأداة العسكرية ,حيث كانت في السابق تستخدم التغلغل داخل النظام السياسي اليمني من خلال الارتباط ببعض الشخصيات القبلية والتنظيمات السياسية والدينية سواء داخل السلطة أو المعارضة “ويعود الاهتمام السعودي باليمن لعده أسباب أهمها أن اليمن يعتبر الفناء الخلفي للسعودية لذلك من الطبيعي أن تتأثر السعودية بالإحداث الداخلية وعدم الاستقرار فيه نتيجة القرب الجغرافي بين البلدين .

لا يمثل اليمن مجرد جار عربي للسعودية ,ولكن الاعتبارات السكانية والحدودية تجعله الجار الأكثر حساسية للمملكة ,”[9] فالسعودية تتعامل مع اليمن من خلال تلك الاعتبارات السكانية والحدودية حيث تعتمد اليمن على العمالة اليمنية بنسبة كبيرة ولا تستطيع التخلي عن تلك العمالة لأنها تعرف نتائج ذلك القرار وانطلاقا من تلك الاعتبارات فان المملكة العربية السعودية تنطلق في سياستها في اليمن من المقولة الشائعة التي يرجعها الكثير إلي مؤسس الدولة السعودية وهي أن لا تبقى اليمن قوية ولا ضعيفة بحيث أنها في الحالتين تؤثر على المملكة كما يرى ذلك صناع القرار في السعودية ,وتمتلك السعودية أهداف كثيرة أكثر من أي دولة أخرى وإجمالا فهي تسعى إلى أن يكون لها اليد الطولا في اليمن من خلال التأثير في صنع القرار اليمني ومحاولتها أن من يصل إلى السلطة يكون تحت نفوذها وقد عبرت عن ذلك في ما قامت به من تدخل عسكري بهدف إعادة شرعية الرئيس هادي كما تزعم

ثالثا:أهداف ودوافع إيران في اليمن

تسترجع الماضي للتمكن في المستقبل فإيران بوصفها دولة لها عمقها التاريخي البعيد إمبراطورية فارس لا تزال تستدعي ماضيها وتحاول ما أمكنها بسط نفوذها للحصول على الزعامة على العالم الإسلامي ,وأتاحت لها الفرصة السانحة أبان نجاح الثورة الخمينية 1979م حيث سعت إيران إلى تصدير ثورتها إلى بلدان العالم العربي والإسلامي بل كان تصدير الثورة احد أهداف السياسة الخارجية الإيرانية ومن هذه البلدان اليمن غير أن تمايز الحالة الإيرانية عن اليمنية من حيث طبيعة المجتمع المذهبية والاجتماعية قد أعاق نجاح الثورة في اليمن مع أن إيران اعتبرت ما قام به الحوثيين في 21سبتمبر2014م بأنها ثورة مستلهمة وامتداد لثورتها المباركة ,وتتحرك إيران في توجهاتها تجاه الجمهورية اليمنية من عده منطلقات وأهداف تسعى إلى تحقيقها وذلك تحقيقا لأهدافها الكبرى على المستوى الإقليمي ,فإيران التي تدرك أهمية الموقع الجغرافي اليمني والذي يمثل مكسب بالنسبة لها من عده جوانب,الأول من حيث كون اليمن تملك موقع يجعلها تتحكم بالملاحة البحرية الدولية من خلال أطلالها على البحرين العربي والأحمر وسيطرتها على باب المندب ذات الأهمية الإستراتيجية بالنسبة للسياسات الدولية والذي تسعى إيران لان يكون لها موطئ قدم في البحر الأحمر وخاصة في باب المندب للسيطرة على المضايق الإستراتيجية ولكي يكون لها تواجد تحسبا لأي حرب ,والثاني أن اليمن تمثل العمق الاستراتيجي بالنسبة للسعودية العدو اللدود لإيران وبالتالي فان تواجد إيران في الناحية الجنوبية للسعودية عن طريق حلفائها الحوثيين يمثل مكسب لإيران تظل تهدد وتستفز به المملكة وقد تساوم به للتواجد في منطقة أخرى .

فإيران ترى في اليمن مجالا حيويا لنظام الولي الفقيه ,وسلوكها قائم على رؤى جيواستراتيجية ,وتاريخ اليمن ارتبط بالتشيع لآل البيت وأغلب الدول التي نشأت في التاريخ  الإسلامي كانت تؤسس شرعيتها على فقه التشيع ,”[10] فإيران كغيرها من الدول التوسعية تتذكر ماضيها الاستعماري والقيادي فهي تسعى بكل الوسائل لتحقيق أهدافها وزيادة نفوذها وبروزها كقوة إقليمية ,وفي اليمن فان إيران حاضرة وتستخدم وسائلها المتعددة الخفية والظاهرة فهي تحاول استمالة واستعطاف بعض فئات الشعب اليمن بأنها تقف إلى جانبها في حروبها التي تخوضها لتحقيق سيادتها واستقلالها ,ومن خلال وسائلها الإعلامية التي تسعى من خلالها إلى تحسين صورها حلفائها ومناصريها وتشويه ما دونهم ,وليس بخاف العلاقة بين إيران وبعض التيارات والشخصيات اليمنية والذين يعملون على تطبيق المشروع الإيراني سواء بوعي أو بغير وعي فإيران تمتلك مشروع استراتيجي تجاه منطقة الشرق الأوسط وما اليمن إلا جزء من ذلك المشروع فالعراق وسوريا ولبنان لخير دليل على مساعيها ,كل هذا وإيران كانت محاطة بعقوبات دولية أما ألان وبعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الست والذي بموجبه تم رفع الحضر على إيران فان مجال تحركها قد يتعاظم مما يثير مخاوف ندها الكبير في الشرق الأوسط وهو السعودية

رابعا:طبيعة الصراع السعودي الإيراني

يثار الكثير من الجدل بين الباحثين والمتخصصين في مجال العلاقات الدولية حول طبيعة الصراع السعودي الإيراني  فالبعض يرى انه صراع طائفي على اعتبار أن المملكة العربية السعودية تمثل أهل السنة وإيران تمثل الشيعة ,وآخرون يعتبرونه صراع سياسي من أجل زيادة النفوذ والسيطرة والظهور كقوة إقليمية فيما البعض ينظر إليها باعتباره صراع قومي بين العرب والفرس أو إقليمي  بين قطبين إقليمين لصالح قطبين دوليين وهما أمريكا والى جانبها الغرب وحلفائهما وروسيا والصين وحلفائهما وفي الحقيقة وفي نظر الباحث أن طبيعة الصراع قد اختلفت من مرحلة تاريخية إلى أخر وفقا للإحداث الداخلية لكلا الدولتين والإحداث الإقليمية والدولية المحيطة وسيتم تناول طبيعة الصراع السعودي الإيراني في الأتي:

1-الصراع الطائفي

كان الصراع السعودي الإيراني قبل 1979م يتخذ إشكالا أخرى غير الشكل الطائفي كالصراع السياسي لتحقيق النفوذ في منطقة الخليج العربي ,أيضا كان الصراع يتخذ الطابع القومي ولم يتبلور الصراع الدولي والطائفي إلا بعد الثورة الخمينية  حيث كانت هاتين الدولتين في تقارب وتحسن في العلاقات بسبب ارتباطهما بقطب دولي واحد وهو المعسكر الغربي وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية ,غير انه ومنذ نجاح الثورة الخمينية في إيران عام 1979م اتخذ الصراع طابعا طائفيا باعتبار الحكومة الجديدة في إيران حكومة شيعية أو بالأحرى دولة شيعية وتسعى إلى تصدير نموذجها الثوري إلى دول الجوار العربي والإسلامي والذي مثل الهاجس الكبير بالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تعتبر نفسها الناطق باسم أهل السنة ويتضح الصراع الطائفي من خلال النظر إلى مذهبية السلطة الدينية في كلا الدولتين ,أيضا من خلال تحول منحى الصراع بعد الثورة الشيعية في إيران ,وفي الحقيقة فان كلا الدولتين تمثل تيار راديكالي وبعبارة أخرى فان السعودية الوهابية تمثل الجانب المتطرف من أهل السنة وإيران الاثناعشرية الجانب المتطرف في الشيعة وبالتالي فان التطرف يقابل بتطرف مضاد في الاتجاه مساوي له في المقدار ,وينعكس الصراع بشكله العام على الصراع في الجمهورية اليمنية إذ انه منذ دخول الحوثيين حلفاء إيران إلى صنعاء في 21سبتمبر 2014م اخذ الصراع يشتد ويتخذ الطابع الطائفي من خلال دعم السعودية لبعض التنظيمات الدينية السنية الشافعية ودعم إيران وتأيدها البعض الأخر من التنظيمات الدينية الشيعية الزيدية غير أن الصراع الطائفي اليمني لم يتبلور بشكل واضح بسبب الطبيعة الخاصة والمتداخلة للمجتمع اليمني فهو مجتمع قبلي ويتصل بروابط تاريخية واجتماعية لا يمكن الفصل بينها والمذهبية في المجتمع اليمني تتمايز عن ما هو موجود في السعودية وإيران ولو أن المذهبية السعودية والإيرانية قد أثرت على المذهبية اليمنية فظهرت السلفية والاخوانية الجهادية في أهل السنة وظهرت الحوثية الجهادية في الشيعة

2-صراع سياسي

تتضح طبيعة الصراع من طبيعة التحركات والمواقف لكلا من السعودية وإيران تجاه الكثير من الأحداث والقضايا الإقليمية المحيطة ,فما يحرك هاتين الدولتين هو دافع سياسي لزيادة النفوذ والسيطرة وأخذ مركز القيادة في النظام الإقليمي الإسلامي في الشرق الأوسط فكما يقول احمد جويد مدير مركز أدم للدفاع عن الحقوق والحريات “انه صراع نفوذ وهو صراع للحفاظ على نظام الحكم ولو كان نظام الحكم في السعودية وإيران نظام ديمقراطي لما حصل هذا الصراع ,وأوضح أن كيفية الحفاظ على الحكم في السعودية هي التي دفعتها للدفاع عن نظامها وجبهتها الداخلية وهمهم بقاء أل  سعود في الحكم ,والإيرانيون أيضا يريدون الحفاظ على نظامهم واستخدام الطائفية اده للشحن فقط ,فالمحرك الأساسي للصراع بين تلك الدولتين هو الهاجس السياسي للحفاظ على أنظمة الحكم وبقاء الشرعية ,”[11]  وكذلك من أجل تحقيق القوة للبقاء والظهور والسيطرة وأخذ مركز القيادة في الشرق الأوسط فالسعودية دولة ذات نظام حكم ملكي استبدادي وإيران ذات نظام حكم جمهوري ديكتاتوري وبالتالي فان محاولة هاتين الدولتين دعم بعض الحركات والتيارات بل أحيانا الدول في العالم العربي ليس من باب دعم الحريات والحقوق والشرعية وحماية الأقليات والتيارات المذهبية وإنما تعمل ذلك لأجل كسب مزيدا من السيطرة والنفوذ والظهور كقوة منافسة ولو على حساب تلك الدول التي تمثل ساحة للصراع ومطامع لذلك الصراع ويتضح ذلك من خلال تأيد السعودية لشرعية الرئيس هادي وعبد الفتاح والسيسي وشرعية الثورة السورية ورفض شرعية الرئيس مرسي وبشار الأسد  ,ومن خلال تأيد إيران لشرعية الرئيس بشار الأسد وثورة الحوثيين ورفض الثورة السورية وشرعية الرئيس هادي وهذا يدل على أن السعودية وإيران تتعامل مع كل ما يجري في المنطقة من منطلق مصالحها ,”فليس صحيحا أن الاختلاف المذهبي له دوره في أحداث التقاطع بين إيران وبين بعض الدول العربية ,ولكن الخلاف السياسي هو جوهر المشكلة ,وهو الذي يستدعي الخلاف المذهبي ليكون احد أساليب التراشق وساحات النزال.[12]

3-الصراع القومي

يعتبر البعد القومي احد إبعاد الصراع السعودي الإيراني ,فإيران تتمايز عن السعودية في أن الأولى دولة لها لغتها وثقافتها وتاريخها وحضارتها الخاصة والثانية لها نفس الخصوصيات والخصائص فهي تعتبر نفسها دولة عربية وتستدعي عروبتها عند المواجه مع إيران ذات القومية الفارسية والتي تسعى إلى العودة إلى الزعامة واخذ مركز الريادة ولو على حساب إسلاميتها “فإسلامية إيران تخترقها بطريقة من الطرق قوميتها ,”[13] إذا فالمواجهة بين عرب وفرس ويتضح ذلك من الحرب العراقية الإيرانية والتي وجد العرب أنفسهم أمام مواجهه مع الفرس وكان للمملكة العربية السعودية دور كبير في دعم العراق ,وفي اليمن فقد قامت السعودية بحملة عسكرية على رأس تحالف عربي لضرب ومنع التمدد الإيراني الفارسي في اليمن ويضيف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية عمان أن “التحركات السعودية ساعدت في تقليص تدخل إيران ونفوذها الإقليمي في اليمن ودول أخرى .[14]

4-الصراع الدولي

يعتبر الصراع السعودي الإيراني ذات بعد دولي وذلك منذ مرحلة ما بعد الثورة الإيرانية في إيران والتي خرجت إيران حينها من تحت العباءة الغربية  إذ كانت إيران قبل تلك المرحلة هي شرطي الغرب في الشرق الأوسط أما اليوم فإنها ترتبط مع روسيا بشبكة عريضة من العلاقات وحيثما وجدت مصالح روسيا وجدت إيران وتلتقي مصالحهما في كثير من القضايا والمواقف والمناطق وخير دليل ما يحدث اليوم في سوريا واليمن ,أما السعودية فتمثل الحليف الأبرز للقطب الغربي وخاصة أمريكا بل أن مصالح أمريكا يتم القيام بها بواسطة المملكة العربية السعودية والتي ترتبط معها بعلاقات وطيدة وتعتبر حارس المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ,وفي اليمن فان الصراع اليوم يتخذ طابع دولي بحيث انه لايمكن القيام بأي حل دون مراعاة مصالح القوى الإقليمية والتي تعتبر امتداد لمصالح القوى الدولية

خامسا:تداعيات الصراع السعودي الإيراني

لقد كانت آخر تداعيات الصراع السعودي الإيراني ما قامت به المملكة العربية السعودية من قطع للعلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد حادثة إحراق السفارة السعودية في طهران بسبب إعدام السعودية لرجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر ,وهذا الحدث زاد من وتيرة الصراع بين البلدين غير أن ساحات الصراع كانت دول عربية كسوريا والعراق واليمن والتي عانت من ويلات وتبعات ذلك الصراع المرير “فقد تسبب الصراع السعودي الإيراني في المنطقة في تأثيرات كبيرة في المنطقة وشهد الصراع الطائفي تصعيدا مستمرا ,وتزداد مختلف دول الشرق تمزقا سياسيا .[15]

وإذا ما اعتبرنا الحرب التي تقودها المملكة العربية السعودية في اليمن لمنع التمدد الإيراني في اليمن كما تعبر بذلك السعودية فان “الحرب السعودية في اليمن لها تأثير كبير على هذا البلد ,حيث جعلت اليمن أمام عاصفة من التداعيات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية .[16]

ويمكن القول أن الصراع لسعودي الإيراني قد زادت وتيرته وبحده شديدة وكان أخر تداعيات هذا الصراع هو قطع العلاقات الدبلوماسية والتي هي حالة من القطيعة بين الدولتين ,غير أن ذلك التوتر في العلاقات ينعكس على الصراع الداخلي في الكثير من البلدان العربية ومنها اليمن وسوريا ,”فهذا التوتر ربما سيدفع إيران إلى تنسيق أكثر مع روسيا لمزيد من التعقيد في المشهد السوري، حيث يدعم البلدان نظام الرئيس بشار الأسد بمواجهة المعارضة المدعومة من دول عدة بينها السعوديةكما يمكن أن يذهب الأمر إلى إطالة أمد الصراع في اليمن وتحويله إلى استنزاف للسعودية، لا سيما مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط الذي ينعكس سلبيا على إيران أيضا.[17]

المبحث الثاني: طبيعة المجتمع اليمني

اليمن كما تعرفه الكثير من المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث مجتمع تقليدي دخل مسار التحديث متأخرا، تبرز فيه القبيلة والعشيرة كبنى اجتماعية فاعلة ومقررة وليست مجرد  تشكيلات تنتمي إلى الماضي. فبنية القبيلة الاجتماعية تشكل السمة المميزة للتركيب الاجتماعي، وفاعليتها لا ترتبط بالسلوك الفردي فحسب بل بالسلوك الجمعي أيضا وضمن مجالات الفعل السياسي والاجتماعي. وتعد الأسرة الممتدة هي القاعدة العريضة التي تتكون منها القبيلة، وتشكل الرابطة القبلية العامل الرئيس والأكثر أهميه في البناء القبلي خاصة في مناطق الشمال والشمال الشرقي من البلاد,”[18] حيث يختلف الدور الذي تلعبه القبيلة كنظام اجتماعي من منطقة إلى أخرى فالمناطق الشمالية ما زالت القبيلة فيها ذات تأثير كبير ويصل تأثيرها إلى جهاز الدولة إذ أن ابرز الشخصيات السياسية في تلك المناطق هي من شيوخ القبائل ,أما في المناطق الجنوبية فقد تم تحجيم دور القبيلة ولم تعد ذات تأثير ,”وشهدت اليمن منذ القدم ترابطا وثيقا بين البنية القبلية والحياة السياسية ,إذ كانت القبيلة القوية تتحالف مع القبائل الأخرى وتنشئ دولة القبيلة الغالبة ,فدول معين وسبأ وحمير وقتبان واوسان كانت تمثل تجمعات قبلية أصبح زعماؤها ملوكا ,وحين جاء الإسلام تعامل مع القبائل العربية واعترف بوجودها كنظام اجتماعي ,واستمرت القبيلة تمارس نشاطها السياسي في عهد الإمامة الزبدية في الحدود التي رسمها الأئمة حينها ,”[19]ويتضح ان هناك علاقة بين البنية القبلية والبنية المذهبية وذلك في بعض المناطق وفي بعض المراحل مثل مرحلة حكم الأئمة ويمكن القول إن اليمن تتميز ببنية مذهبية فريدة هي (شوافع زيود) والتي شهدت استقرار ولم يحدث صراع داخل تلك البنية بل شهدت تعايش وانسجام وتداخل بين الشوافع والزيود  وقد ظلت اليمن على تلك الثنائية حتى زمن قريب بعد دخول الأفكار الدخيلة على هذين المذهبين والتي قادت إلى إثارة الطائفية

عامة يمكن القول إن المجتمع اليمنى يتصف بتعدد البنى القبلية والعصبوية الفاعلة التي تناقض نظام الدولة وضوابطها المدنية، في حين نجد أن شكل نظام الحكم ونصوصه الدستورية والقانونية لا تتحكم أو توجه العقل السياسي للمجتمع اليمني، بل لا يزال هذا العقل محكوما بقوة الموروث الاجتماعي وثقافته واللافت أن تعدد البنى القبلية يتقاطع مع التصنيف المذهبي والتواجد الجغرافي إلى حد كبير، فهناك ثلاثة اتحادات قبلية (حاشد وبكيل ومذحج) تمثل الكيانات القبلية الكبيرة في اليمن، أبرزها قبيلة حاشد”[20] وقد تم تقسيم هذا المبحث بالشكل الأتي:

أولا:التقسيم الاجتماعي والمذهبي

يمكن القول إن المجتمع اليمني من أكثر المجتمعات العربية تجانساً، حيث لا يوجد في اليمن أقليات عرقية أو دينية أو لغوية يمكن أن تنشئ تنوعاً يقلل من تماسك المجتمع، ورغم أن القبيلة اليمنية ما زالت المكون الأساس للمجتمع اليمني، ومن أهم المتغيرات التفسيرية للواقع المجتمعي اليمني، إلا أن القبيلة اليمنية تتميز بخصوصية مفهومها، فهي قبائل مستقرة، كما أنه رغم وجود تعددية قبلية في اليمن، إذ توسم بأنها بلد القبائل والعصبيات الكثيرة.”[21]

ورث الشعب اليمني تقاليد وعادات اجتماعية قديمة للغاية تعود إلى عصور ما قبل الميلاد، تتعلق الأمر بالأنماط الاجتماعية وأدوارها،فاليمنيين القدماء كانوا ينظرون إلى المكاربة أو الكهاننظرة تبجيلواحترام، كونهم من يمثل السلطة الدينية للمجتمع، فضلاً عن أن وحدة التعامل في المجتمع القبلي هي العائلة لا الفرد، فقد احتل السادةالهاشميونمكانة اجتماعية عالية في القبائل التي ارتبطوا بها، وقد كانت وظيفتهم الأساسية هي الوساطةبين القبائل، إضافة إلى عرف قبلي يحتم على القبيلي حماية الجار، فالسيدلا يقاتل ولا يحمل السلاح وكانوا يعيشون تحت حماية القبائل تليهم طبقة المشايخ أو القضاة وهؤلاء من أصول قبلية، لكنهم لا يحملون السلاح في الغالب، ثم القبيلي وهو في العادة من يحمل السلاح، وقد يعمل بأعمال زراعيةإلا أنهم ينفرون عن الأعمال اليدوية والحرفية، والحقيقة أن القبيلي هي أعلى طبقة إجتماعية وما مركز السادة والقضاة إلا برضا وإقتناع القبليينوكان هناك طبقات تحتل مكانة اجتماعية متدنية، منها طبقة الحرفيين والصناع وهناك المزاين .”[22]

رغم الاختلاف إلا أن الغالبية العظمى من السكان متجانسة دينيا ولغويا ,فهي تعتنق الإسلام دينا وتأخذ بالعربية لغة,بيد أن هذا التجانس لم يحل دون وجود نوع من التمايز المذهبي ,اذ يتوزع السكان إلى سنة (شوافع وأحناف),وشيعة (زيود وإسماعيلية) ويمثل الشوافع جوالي ثلثي عدد السكان ,ويقطنون السهول الساحلية لتهامة والمناطق الوسطى والجنوبية ,ويشكل الزيود الثلث الأخير ويتمركزون في مناطق المرتفعات الشمالية والشمالية الشرقية .”[23]

واليمن بلد شبه متجانس مذهبيا، حيث يسود فيها مذهبان اثنان تقاربا تاريخيا في الكثير من رؤاهما الدينية وتعايشا دون صراعات عدا فترات محدودة، وعامة لا توجد مشكلات بين أفراد المجتمع على أساس خلفيتهم القبلية والمذهبية إلا في أوقات الأزمات، حيث تبرز بعض العصبيات لدى البعض استنادا إلى مرجعياتهم، كما هو الحال مع الأزمات السياسية والاقتصادية الراهنة، حيث شاعت أحاديث مع تفشي البطالة والفقر عن الوساطة والمحسوبية وتوفير فرص العمل وفق العلاقات القبلية والمذهبية، دون النظر إلى المؤهلات والكفاءة وقد بدأت علامات التبرم تظهر على بعض أبناء القبائل من استحواذ قبيلة حاشد على النصيب الأكبر من السلطة والثروة، ودفع ذلك بأبناء قبيلة بكيل لتأسيس تجمع قبلي لهم ضمن إطار تنظيمي رفعوا فيه شعار المساواة مع قبيلة حاشد، كما ظهرت في الوقت نفسه دعوات لإعادة التجمعات القبلية في بعض مناطق الجنوب وهذا فضلا عن تحدث أبناء الجنوب عن إقصائهم من فرص العمل ومن المناصب السياسية.”[24]

ثانيا:البنية القبلية

تعتبر القبيلة اليمنية عبر تاريخ الدولة الحديثةوقبلها، ذات أهمية سياسية في بناء الدولة، وهي تشكل جزءًا من سلطتها، وتلعب دوراً رئيسياً في صناعة القرار السياسي، مع أنها لا تمتلك رؤية للتحول الاجتماعي إلا أنها تمتلك تأثيرا في معارضة أو وقف كل قرار يتعارض مع مصالحها، كما أن أتساع وفاعلية الدور القبلي في اليمن عمل على تعزيز البنى القبلية، والالتزام بثقافة الخصوصية وعلاقات المواطنة غير المتساوية، التي ظلت من أهم القضايا التي يدور حولها صراع بين قوى التحديث والقوى التقليدية، وهذا الوضع يضعف دور المجتمع المدني ويجعله غير قادر على المساهمة في عملية التحول الديمقراطي كون القوى التقليدية تعتبر قوى اجتماعية محافظة مقاومة للتغير وتمثل القبيلة مكوناً أساسياً من مكونات رأس المال الاجتماعي، وقوة اقتصادية حية تمتد تأثيراتها على العلاقة بين الدولة والقبيلة، وبالتالي تحدد مستوى مأسسة الدولة وقدرتها على توجيه وصناعة القرار، ومدى إعمال سيادة القانون.”[25]

على رغم كل مظاهر التحديث التي دخلت على المجتمع اليمني فإن القبيلة لا تزال تمثل الظاهرة الاجتماعية الأبرز في البلاد، وهي تنقسم إلى ثلاثة مستويات، الأول هو النظم التي تتوزع فيها القوى السياسية وفقاً لمعايير السن والمكانة، وهي نظم شبه أبوية يميل بناء القوة فيها نحو المساواة. والثاني يتعلق بالنظم التي يقوم بناء القوة فيها على معايير عسكرية قتالية كالقبائل النائية عن العمران، الموغلة في البدائية. أما الثالث فيتمثل في النظم التي يقوم بناء القوة فيها على معايير الوضع الاقتصادي والعصبية والمكانة الاجتماعية والسياسية. وتتوزع هذه النظم الاجتماعية الثلاثة على نمطين أساسيين، فهي إما أن تكون نظم سياسية قبلية منعزلة ومغلقة على نفسها، يختفي أثرها في بناء القوة الرسمي للدولة المركزية، وإما أن تكون نظماً سياسية قبلية منفتحة نسبياً تفرض نفسها على بناء القوة الرسمي، عبر وجهائها ومشايخها، ولكنها لا تفقد صلتها بالعصبية، ولا تخرج عن الصيغة التقليدية للتركيب الاجتماعي، القائم على تراتب فئوي أو شرائحيويحتل «شيوخ المشايخ» قمة الهرم الاجتماعي في البنية القبلية، ويشكلون فئة متقاربة الخصائص، متماثلة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً ,”[26] فالقبيلة في اليمن ذات تأثير لا يمكن إغفاله في الحياة السياسية ,وتشير التقديرات إلى أن عدد القبائل في اليمن يتجاوز المائتين ,وتنضوي هذه القبائل في ثلاث تكوينات قبلية هي حمير ومدحج وهمدان ويتفرع من همدان حاشد وبكيل “[27]

المبحث الثالث: انعكاسات الصراع على المجتمع اليمني

أينما وجدت السعودية وإيران وجدت الطائفية وزادت حدة الصراعات السياسية الداخلية فعندما يكون هناك تواجد لهاتين الدولتين وبشكل متوازن فان ذلك يطيل أمد الصراعات الداخلية للدول التي تعتبر ساحة للصراع السعودي الإيراني ,ومن البديهي أن هاتين الدولتين لم تتسابقا على دعم مشاريع التنمية وإنما على دعم مشاريع التبعية بغرض النفوذ والهيمنة ومحاولة تبؤ المركز القيادي ,غير أن توازن القوى بين تلك الدولتين قد منع التفوق لأي منها على الأخرى  وان حدث التفوق في منطقة أو قضية معينة لأي دولة فان الأخرى تحاول التفوق في مناطق أخرى لتعويض خسارتها أو المساومة لإعادة التوازن , فالسعودية وإيران لكلا منها مشاريع تسعى لتحقيقها بكل الوسائل الممكنة فعندما تلتقي تلك الدولتين في أي المناطق فان مشاريعها تتناقض وتتصادم مما يثير الخلاف بينها فتسعى كل منها إلى دعم حلفائها ,ومن المسلم به أن هناك صراعات سياسية داخلية لأسباب محلية في معظم الدول العربية ومنها اليمن ,حيث انه ومنذ أمد طويل كان هناك تنافس بين القوى اليمنية على السلطة والثروة غير أن ذلك الصراع لم يكن له نتائج كبيرة على استقرار ومستقبل اليمن ,إلا انه مع دخول العامل الخارجي في الصراع الداخلي وأقلمة الصراع كانت النتائج كبيرة ومستمرة إلى اليوم,فحشر الصراع اليمني اليمني في الصراع السعودي الإيراني أطال أمد الصراع ونتج عنه وضع سياسي غير مستقر وتصدع اجتماعي وتدهور اقتصادي ,وسيتم توضيح انعكاس الصراع على المجتمع اليمني كالتالي:

أولا:تأثير الصراع على الاستقرار السياسي في اليمن

أن حالة عدم الاستقرار السياسي والانتكاس الأمني الذي تشهده بلدان الشرق الأوسط هو نتيجة الصراع السعودي الإيراني المتفاقم وذلك بدعم أطراف متنافسة في حروب وصراعات سياسية في المنطقة,”[28]فقد شهدت الجمهورية اليمنية منذ بداية الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م إلى اليوم حالات من عدم الاستقرار السياسي ؛وذلك يرجع إلى عاملين أساسيين هما العامل الداخلي والخارجي (الإقليمي) وهذا الأخير كان له دور كبير في اليمن فقد انعكست الأحداث الإقليمية على اليمن ومنها الثورة الإيرانية والحرب العراقية الإيرانية وحرب العراق على الكويت ومع انطلاق الثورة اليمنية في 2011م بدءت المواقف الإيرانية والسعودية تجاه هذه الثورة وحاولت كلا الدولتين احتوائها لصالحها من خلال دعم ومناصرة حلفائها في النظام والمعارضة فموقف إيران تمثل ” بمناصرتها السياسية والإعلامية للثورة اليمنية ضد الحكم الفردي لعلي عبد الله صالح واستمرت هذه المناصرة حتى بلورت السعودية أهدافها اليمنية في أطار مبادرة مجلس التعاون لحل أزمة اليمن”[29]بدءت التوترات بين السعودية وإيران تشتد بسبب موقف إيران من المبادرة الخليجية “فقد تحفظ إيران على المبادرة باعتبارها محاولة تسويق للمشروع السعودي على حساب الثورة اليمنية وإخراج الشعب اليمني من المعادلة “[30] فقد رفض الحوثيين المشاركة في انتخابات الرئيس هادي والذي أتى وفقا للمبادرة الخليجية ,وشهدت فترة الرئيس هادي المدعوم سعوديا بل دوليا حالة من عدم الاستقرار ,فحروبا في دماج وعمران واغتيالات وانفجارات في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات ,على مستوى الاستقرار الحكومي شهد اليمن في فترة الرئيس هادي عدم استقرار حكومي تمثل في تغير حكومة الوفاق التي أتت بها المبادرة الخليجية والكثير من التعديلات الوزارية والتعيينات المستمرة في المناصب القيادية ,وتدنى الوضع الاقتصادي وارتفعت مع ذلك أسعار المشتقات النفطية وانتهت إلى جرعة سعريه جديدة ,وفي تلك الفترة نشط الحوثيين المدعومين إيرانيا بشكل كبير واستغلوا قضية الجرعة وطالبوا بتغير حكومة الوفاق الوطني وتنفيذ مخرجات الحوار ,وفي تلك الفترة كان هناك نظام رسمي يمني ممثلا بالرئيس هادي يطالب إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن “فمنذ توليه السلطة في(فبراير2012م) دعا إيران لعدم التدخل في اليمن قرابة(7مرات) ,”[31] أيضا كان هناك جماعة الحوثيين تطالب بعدم التدخلات السعودية في شؤون اليمن ,والحقيقة أن التدخلات السعودية والإيرانية كانت موجودة وأثرت على سير العملية السياسية اليمنية من خلال الصراع على السلطة بين حلفاء السعودية وإيران

إجمالا يمكن القول أن الصراع السعودي الإيراني قد عمق الأزمة السياسية اليمنية  وخلق الكثير من الهويات الجزئية داخل اليمن ؛فظهر الولاء للطائفة والمنطقة والقبيلة والحزب والفرد بل ظهر الولاء للخارج والذي اثر على الهوية اليمنية الجامعة لكل الهويات ,ويمكن القول أن أقلمة الصراع في اليمن قد أعاق أي حلول سياسية ممكنة فقد فشلت المفاوضات التي عقدت (جنيف1,جنيف2) ,”فقد أضحت اليمن مسرحا للصراع السعودي الإيراني هذا الصراع الذي أعاق التحولات الديمقراطية التي كانت اليمن قد بدأتها في العقد الأخير من القرن العشرين حينما توحد الجنوب مع الشمال,”[32] وخلق الصراع انقسام على مستوى التنظيمات السياسية والنخب السياسية والثقافية بل ترك اليمن أمام حكومتين ,حكومة في عدن مدعومة سعوديا وأخرى في صنعاء مدعومة إيرانيا وتكمن الخطورة في ذلك انه قد يمهد لقضية الانفصال بين الشمال والجنوب ,ويزيد من حدة الصراع الداخلي مما يسبب في إطالة أمد الصراع الذي يترك اليمن أمام الفوضى ويجعله أرض خصبة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة والمليشيا المسلحة

ثانيا:تأثير الصراع على  التركيب الاجتماعي والوضع الاقتصادي

يتسم المجتمع اليمني بتركيبة اجتماعية متداخلة ,فلم يشهد الفرز الطبقي أو ألمناطقي أو المذهبي وإنما شهد اندماج وتداخل بين الزيدي والشافعي والشمالي والجنوبي والهاشمي والقبيلي ,فالتعايش بين المذاهب له تاريخ طويل ولم تسجل حقبة صراع على أساس مذهبي أو عرقي أو مناطقي سواء فترات معينة كانت توظف لإغراض سياسية كحرب صيف 1994م والحرب التي ظهرت بعد ثورة 26سبتمبر وما يحدث من حروب في هذه المرحلة والتي كانت صراعات سياسية وان غلفت بالمذهبية أو المناطقية فإنها في النهاية ذات طابع سياسي ,غير أن الأحداث الإقليمية تؤثر في المجتمع اليمني والعكس صحيح ,فالصراع السعودي الإيراني ابتداء من الثورة الخمينية اتخذ طابعا طائفيا والذي انعكس على ساحات الصراع بين هاتين الدولتين ومنها اليمن ,وصل الصراع السعودي الإيراني قمة الهرم عندما اتخذت السعودية على رأس تحالف عربي قرار الحرب في اليمن وذلك للتصدي للنفوذ الإيراني في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات,وقد أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير “أن التحركات السعودية ساعدت في تقليص تدخل إيران ونفوذها الإقليمي في اليمن “[33] حيث أخذت السعودية تروج ومن خلال وسائلها الإعلامية بأنها تواجه التمدد الشيعي الصفوي الإيراني في اليمن وراحت تحشد الأطراف المناوئة للحوثيين وتحاول تصوير حربها على أنها حرب مقدسة وان الجهاد فيها واجب ,بدورها إيران هي الأخرى عملت على دعم تحركات الحوثيين وتأيد ثورتهم ودعمهم إعلاميا في حربهم ضد السعودية وحلفائها في الداخل وتصوير حربهم تلك بالجهاد المقدس ,على هذا يكون المجتمع اليمني بين قطبين إقليميين متناقضين مذهبيا وهما السعودية وإيران اللذان استخدما الطائفية للحشد والتجيش وهذا يزيد الحرب حدتا وأمدا “فالقطبية على أسس مذهبية تؤدي إلى تزايد الصراع حدتا واتساعا ؛إذ تصبح خطوط التقسيم واضحة ويجري تخوين من لا يلتزم بهذه الخطوط في داخل أي من القطبيين,”[34] ففي اليمن أما أن تكون مؤيد السعودية فتكون داعشي تكفيري أو مؤيد إيران فتكون رافضي مجوسي وبالتالي من ليس معي فهو ضدي وهو نفس التراشق بين السعودية وإيران ,غير أن الطائفية في اليمن لم تتبلور بسبب الطبيعة الخاصة للمجتمع اليمني غير أنها تنبت شيئا فشيئا نتيجة تغذيتها سعوديا وإيرانيا ,لقد ظهر التخوين بين طرفي الصراع في اليمن وظهرت المناطقية فقد ظهرت مناطق وكأنها تابعة للسعودية  وأخرى تابعة لإيران وما بين هذه المناطق صدام وتوتر,فالحرب التي تقودها السعودية في اليمن تحت ما يسمى بمواجه التمدد الإيراني خاصة الداخلية منها قد “أحدثت شروخا اجتماعية في إرجاء البلد وتركت اليمن تنقسم على أسس مذهبية وجغرافية ,فقد أدى الاقتتال في جنوب البلاد إلى تعميق التوترات المتزايدة منذ فترة طويلة بين شمال البلاد وجنوبها المستقل سابقا وهو الأمر الذي يضعف من إمكانية استمرار وحدة اليمن .[35]

إجمالا يمكن القول أن الصراع السعودي الإيراني في اليمن قد اكسب الصراع الداخلي حلة جديدة حيث تسبب الصراع في إضعاف النسيج الاجتماعي “لسببين الأول دخول الطائفية لأول مرة في تاريخ النزاعات والحروب الأهلية في اليمن كسبب من أسباب الاقتتال الداخلي ,بعد أن كان التعايش سمة من سمات المجتمع اليمني ,والثاني تعميق الحرب التي شنها الحوثيين على محافظتي تعز وعدن للخلافات المناطقية.[36]

وكان للحرب التي تقودها السعودية في اليمن تأثيرا كبيرا في تعميق الصراع بل أن هذه الحرب قد عملت على إنهاء البنية التحتية اليمنية وأنهكت المؤسسة العسكرية ,وزادت من المعاناة الإنسانية بسبب حالات النزوح والتشريد وانتشار الإمراض والقتل والجرائم التي ترتكب بحق المدنيين حيث “جعلت اليمن أمام عاصفة من التداعيات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية ,كانت الارتدادات الإنسانية هي الأسوأ في ذلك كما أوقفت الحرب بشكل شبه كامل عمليات التبادل التجاري الداخلية والخارجية, وطرق الشحن والتوزيع أيضا ,والذي أدى إلى انعدام الغذاء والوقود مخلفا بذلك احتياج ما يقارب 80%من سكان اليمن للمساعدات الإنسانية .[37]

أنعكس الصراع السعودي الإيراني في اليمن على العديد من القطاعات ومنها القطاع الاقتصادي والذي شهد تدهورا كبيرا خلال فترة أواخر 2014م إلى اليوم ؛”حيث صنفت اليمن وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي لعام 2015م من اسواء اقتصاديات نامية وجاءت اليمن في المرتبة الأولى كأسوأ اقتصاد بعد تراجع الناتج المحلي الإجمالي فيها بنسبة 28%,”[38] وتلك هي الفترة التي اشتدت فيها العلاقات السعودية الإيرانية والتي وصلت إلى قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية بإيران فقد “دخل الاقتصاد اليمني في مواجهه مع مشكلات عديدة منذ إسقاط الحوثيين للعاصمة صنعاء منها فرار رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية وتوقف المشاريع الاستثمارية وارتفاع معدل التهرب الضريبي ,وتجميد بعض الدول المانحة لمساعداتها المالية بسبب عدم ثقتها بالحوثيين ,بالإضافة إلى إغلاق أبواب سفاراتها بسبب الأوضاع الأمنية,”[39]

خاتمة:

تناولت الدراسة الصراع السعودي الإيراني وأثره على اليمن وبالتركيز على الفترة من 21سبتمبر 2014م إلى تاريخ قطع السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 3يناير 2016م ,حيث كشفت الدراسة بأن العلاقات السعودية الإيرانية على طول تاريخها تنوعت بين الصراع والتعاون,وان الصراع برز بشكل كبير مع الثورة الخمينية واتخذ طابعا طائفيا ,واستعرضت الدراسة لطبيعة ذلك الصراع والذي اختلف من مرحلة إلى أخرى وفقا للإحداث المحيطة والقضايا المستجدة ,وتناولت الدراسة تداعيات الصراع وأثره على اليمن من خلال الدراسة لطبيعة المجتمع اليمني وواقع ذلك المجتمع بعد دخول الصراع مرحلة جديدة من التوتر تمثلت بالتدخل العسكري السعودي في اليمن عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء والتوسع في بعض المحافظات بعد أن كان الصراع يدار بالوكالة بواسطة الحلفاء,ومن خلال التحقق من صحة الافتراضات والتي ساقها الباحث في بداية الدراسة ,واختبار مدى صحة أو خطأ تلك الافتراضات, والإجابة على تساؤلات الدراسة فقد توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج وهي كالتالي:

  • أن اليمن باعتبارها ساحة من ساحات الصراع السعودي الإيراني تتأثر سلبا بتوترات الصراع ,حيث تسعى هاتين الدولتين لتعزيز نفوذهما داخل اليمن والعمل على تقوية حلفائها لكسب مركز القيادة .
  • أن ارتفاع حدة الصراع السعودي الإيراني في لبنان والعراق وسوريا وغيرها من المناطق والقضايا ينعكس على اليمن لتعظيم مكاسب احد طرفي الصراع في حال خسارته في منطقة أخرى.
  • أن الصراع السعودي الإيراني في اليمن كان أحد الأسباب في عدم الاستقرار السياسي باليمن ,والذي أدى إلى دخول اليمن في أزمة سياسية وحالة من الانقسام بين النخب والقوى السياسية ,وخلق حكومتين أحداهما في عدن والأخرى في صنعاء,وعثر التحولات الديمقراطية والحلول السلمية للصراع اليمني.
  • انه ونظرا لموقع اليمن الاستراتيجي ذات الأهمية في السياسات الدولية تسعى كلا من السعودية وإيران إلى السيطرة علية من خلا تمكين حلفائها أو من خلال تدخلاتها المباشرة .
  • أن المستفيد من ذلك الصراع طرفان الأول على المستوى المحلى فقد تنامى دور قوى التطرف والإرهاب وبرزت المليشيا المسلحة التي حلت محل الدولة .والثاني على المستوى الإقليمي والدولي حيث إن الرابح الوحيد هو الكيان الصهيوني والدول المصدرة للسلاح وان الخاسر الوحيد هم طرفي الصراع والدول التي يدار عليها الصراع كاليمن.
  • انعكاس التقارب الأمريكي الإيراني على العلاقات السعودية الإيرانية فاقتراب إيران من أمريكا والغرب شبرا يعني ابتعادها من السعودية ذراعا ,فبعد رفع العقوبات الدولية والأمريكية الاقتصادية على إيران زادت مخاوف السعودية من تنامي الدور الإيراني في الشرق الأوسط ,فقد عملت السعودية على تشكيل تحالف إسلامي وعربي وقامت بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر وذلك لإثبات مكانتها .
  • أدى الصراع السعودي الإيراني إلى إضعاف النسيج الاجتماعي اليمني إذ دخلت الطائفية المناطقية لأول مرة في التاريخ الصراع الداخلي اليمني, وأثر ذلك الصراع على وضع الاقتصاد اليمني وجعل اليمن تعيش اسواء الأوضاع حيث انخفض الإنتاج المحلي وسبب في ارتفاع الأسعار .
  • أن الصراع الداخلي اليمني كان له دور في كل ما سبق ولا ينبغي تحميل الدور كامل على الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران غير أن هذا الأخير قد تنامي دورة بشكل كبير بعد أن تم أقلمة الصراع في اليمن.

قائمة المراجع :

الكتب:

  • د.جلال فقيرة,السياسة الخارجية اليمنية,(صنعاء:مركز أياد للخدمات الطلابية,2014م)
  • فهمي هويدي ,إيران من الداخل ,(القاهرة:دار الشروق الأولى ,2011م)
  • نيفنمسعده ,معضلة العلاقات العربية _الإيرانية,كتابpdf ,(مجلة الدراسات الفلسطينية,المجلد19,العدد74_75, 2008م ,ص32)
  • رنده عبدالرحمن ,”العلاقات الإيرانية السعودية (1990_2000) “pdf,(رسالة ماجستير,جامعة الخرطوم,2004م)

المواقع الالكترونية:

  • انتصار السعداوي, حلقة نقاش حول الصراع السعودي الإيراني وتأثيراته ,منشورة على موقع النبأ على الرابط annaba.org,(تاريخ الدخول 30ديسمبر2015م الساعة 08:05مساء)
  • أمل عالم ,الصراع السعودي الإيراني على اليمن ,تقرير صادر عن مركز الجزيرة للدراسات ,25يونيو2015م,(تاريخ الدخول 5فبراير /شباط2011م)
  • تقدير موقف ,موازين مختلفة مكاسب إيران وتحديات السعودية ,على موقع مركز الجزيرة للدراسات على الرابط net ,(تاريخ الدخول 8فبراير 2016م الساعة 10:00صباحا)
  • تقرير صندوق النقد الدولي منشور على موقع الفجر اليمني على الرابط yemen7.com, (تاريخ دخول 27يناير 2016م الساعة10:47صباحا)
  • تيان وين لين , حرب باردة إقليمية بين إيران والسعودية ,مقال منشور على موقع المنتصف نت على الرابط almontsaf.net(تاريخ الدخول 31ديسمبر 2015م الساعة 08:30مساء)
  • -حسن احمديان ,الموقف الإيراني من تطورات اليمن :وجهة نظر إيرانية,تقرير منشور على مركز الجزيرة للدراسات على الرابط studies-aljazeera.net ,(أخر دخول 30ديسمبر 2015م الساعة 04:22)
  • قبائل اليمن-ويكيبيديا الموسوعة الحرة ,(أخر تعديل يوم 30يناير 2016م الساعة 23:15) على الموقع wikipedia.org
  • كمال عبيد ,الصراع السعودي الإيراني يؤجج الفتنة الطائفية في الشرق الأوسط ,حلقة نقاش منشورة على موقع النبأ على الرابط annaba.org,(تاريخ الدخول 30ديسمبر2015م الساعة 08:05مساء)
  • ماجد المذحجي,أسيلأحمد,فارعالمسلمي,أدوار الفاعلين الإقليمين في اليمن وفرص صناعة السلام,ورقة سياسات منشورة على مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية على الرابط org/ar/publications/ite,(تاريخ الدخول1يناير 2016م الساعة 04:00مساء
  • محجوب الزويري,تداعيات تطور الصراع السعودي الإيراني على المنطقة ,على موقع الحدث على الرابط com,(تاريخ الدخول 10فبراير 2016م الساعة 11:34صباحا)
  • د.محمد الظاهري,حقوق الإنسان في اليمن دراسة للخطاب الرئاسي بين المنطوق به والمسكوت عنه)منشور على موقع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على الرابط nhrc-ja-org/ar/, (تاريخ الدخول 7فبراير 2016م الساعة 09:43صباحا)
  • عدنان هاشم تفكيك الدور الإيراني اليمن..أوجهةالتدخل..أهداف إيران ,منشور على موقع شبكة رصد الإخبارية على الرابط ,(أخر دخول 24يناير 2016م الساعة 04:11مساء)
  • د.عمارحسن,المجتمع اليمني…القبائل والطوائف,10ابريل 2015م ,منشور على موقع جريدة الاتحاد على الرابط al ittihadnewspaper

[1]– د.منيربدوي,مفهوم الصراع دراسة في الأصول النظرية الأسباب والأنواع,مركز دراسات المستقبل العدد الثالث يوليو 1997م

[2] ) د.أحمدالزنداني,السياسات الدولية ,(صنعاء:مكتبة الأمين للخدمات الطلابية ,2014م) ص21

[3] ) رندة عبد الرحمن , “العلاقات الإيرانية السعودية(1990-2000)”pdf,(رسالة ماجستير,جامعة الخرطوم,2004م),ص7

[4] ) أمل عالم ,الصراع السعودي الإيراني على اليمن,تقرير صادر عن مركز الجزيرة للدراسات 25يونيو2015 على الرابط studies_aljzeera.net,(تاريخ الدخول 5فبراير 2016م الساعة 10:30صباحا)

[5] ) المرجع نفسه,ص1

[6] ) رنده عبدالرحمن ,مرجع سبق ذكره,ص6

[7] ) أمل عالم ,مرجع سبق ذكره,ص6

[8] ) نيفنمسعده ,معضلة العلاقات العربية _الإيرانية pdf ,(مجلة الدراسات الفلسطينية,المجلد19,العدد74_75, 2008م) ,ص32

[9] ) تقدير موقف ,موازين مختلفة مكاسب إيران وتحديات السعودية ,على موقع مركز الجزيرة للدراسات على الرابط studies_aljzeera.net ,(تاريخ الدخول 8فبراير 2016م الساعة 10:00صباحا)

[10] ) عادل الشجاع , الصراع السعودي الإيراني وأثره على اليمن ,قراءة منشورة على موقع عربي21 على الرابط www.arabi21.com  ,(تاريخ الدخول 30ديسمبر 2015م الساعة 08:36مساء)

[11] ) انتصار السعداوي, حلقة نقاش حول الصراع السعودي الإيراني وتأثيراته ,منشورة على موقع النبأ على الرابط www.annaba.org,(تاريخ الدخول 30ديسمبر2015م الساعة 08:05مساء)

[12] ) فهمي هويدي ,إيران من الداخل ,(القاهرة:دار الشروق الأولى ,2011م),ص10

[13] ) عادل الشجاع ,مرجع سبق ذكره,ص9

[14] ) كمال عبيد ,الصراع السعودي الإيراني يؤجج الفتنة الطائفية في الشرق الأوسط ,حلقة نقاش منشورة على موقع النبأ على الرابط www.annaba.org,(تاريخ الدخول 30ديسمبر2015م الساعة 08:05مساء)

[15] ) تيان وين لين , حرب باردة إقليمية بين إيران والسعودية ,مقال منشور على موقع المنتصف نت على الرابط www.almontsaf.net(تاريخ الدخول 31ديسمبر 2015م الساعة 08:30مساء)

[16] ) ماجد المذحجي,أسيلأحمد,فارعالمسلمي,أدوار الفاعلين الإقليمين في اليمن وفرص صناعة السلام,ورقة سياسات منشورة على مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية على الرابط sanaacenter.org/ar/publications/item,(تاريخ الدخول1يناير 2016م الساعة 04:00مساء

[17] ) محجوب الزويري,تداعيات تطور الصراع السعودي الإيراني على المنطقة ,على موقع الحدث على الرابطalhadassonline.com,(تاريخ الدخول 10فبراير 2016م الساعة 11:34صباحا)

[18] )د.فؤادالصلاحي,المجتمع والنظام السياسي في اليمن,تقرير منشور على مركز الجزيرة للدراسات على الموقع studies-aljazeera.net,(تاريخ الدخول 11فبراير 2016م الساعة 05:44مساء)

[19] )د.جلالفقيرة,السياسة الخارجية اليمنية,(صنعاء:مركز أياد للخدمات الطلابية,2014م),ص

[20] ) د.فؤادالصلاحي,مرجع سبق ذكره,ص14

[21] ) د.محمدالظاهري,حقوق الإنسان في اليمن دراسة للخطاب الرئاسي بين المنطوق به والمسكوت عنه)منشور على موقع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان على الرابط www.nhrc-ja-org/ar, (تاريخ الدخول 7فبراير 2016م الساعة 09:43صباحا)

[22] ) قبائل اليمن-ويكيبيديا الموسوعة الحرة ,(أخر تعديل يوم 30يناير 2016م الساعة 23:15) على الموقع www.wikipedia.org

[23] ) د.جلال فقيرة ,مرجع سبق ذكره,ص14

[24] ) د.فؤادالصلاحي,مرجع سبق ذكره,ص14

[25] ) قبائل اليمن-ويكيبيديا الموسوعة الحرة,مرجع سبق ذكره,ص15

[26] ) د.عمارحسن,المجتمع اليمني…القبائل والطوائف,10ابريل 2015م ,منشور على موقع جريدة الاتحاد على الرابط al ittihadnewspaper

[27] ) د.جلال فقيرة ,مرجع سبق ذكره,ص14

[28] ) كمالعبيد,مرجعسبقذكره,ص12

[29] ) حسن احمديان ,الموقف الإيراني من تطورات اليمن :وجهة نظر إيرانية,تقرير منشور على مركز الجزيرة للدراسات على الرابط studies-aljazeera.net ,(أخر دخول 30ديسمبر 2015م الساعة 04:22)

[30] ) -حسن أحمديان,المرجع نفسه

[31] ) عدنان هاشم تفكيك الدور الإيراني اليمن..أوجهةالتدخل..أهداف إيران ,منشور على موقع شبكة رصد الإخبارية على الرابط ,(أخر دخول 24يناير 2016م الساعة 04:11مساء)

[32] ) عادل الشجاع,مرجع سبق ذكره,ص9

[33] ) كمال عبيد,مرجع سبق ذكره,ص12

[34] ) حسن أحمديان,المرجع نفسه ,ص18

[35] ) ماجد المذحجي,أسيلأحمد,فارعالمسلمي,مرجع سبق ذكره,ص13

[36] ) أمل عالم,مرجع سبق ذكره ,ص6

[37] ) ماجد المذحجي,أسيلأحمد,فارعالمسلمي,مرجع سبق ذكره,ص13

[38] ) تقرير صندوق النقد الدولي منشور على موقع الفجر اليمني على الرابط www.yemen7.com, (تاريخ الدخول 27يناير 2016م الساعة10:47صباحا

[39] ) أمل عالم,مرجع سبق ذكره ,ص6

3/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى