الأثر السياسي للغزو الصليبي على بلاد الشام
The Political Impact of the Crusader Invasion on the Levant

اعداد : الباحثة نادره هيلان يعقوب يوسف/العراق جامعة تكريت كلية التربية للبنات – اشراف:ا.د.اركان طه عبد المشهداني
المركز الديمقراطي العربي : –
- مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة : العدد التاسع عشر أيار – مايو 2025 , مجلد 6 , دورية علمية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي “ألمانيا –برلين” .
-
تعنى بنشر دراسات وأبحاث حول قضايا التطرف والإيديولوجيات المتطرفة والجماعات المسلحة في مختلف مناطق العالم. تهتم المجلة بتحليل وتفسير تنامي التطرف والجماعات المتشددة – بغض النظر عن خلفياتها – التي تعتمد على العنف المسلح كأسلوب في نشاطها وتحقيق غاياتها. وتهتم المجلة كذلك بالتيارات السياسية المتطرفة التي تشارك في العملية السياسية ولا تستخدم العنف المسلح، لكنها تتبنى خطابا شعبويا أو إقصائيا أو عنصريا بهدف الوصول إلى السلطة.
للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-
الملخص :
تعرَّض جزء من المشرق الإسلامي خلال القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي لغزو صليبي من قبل الغرب الأوربي، لم يشهد لها مثيل في تاريخ الحروب، حيث اتخذت من الدين ستاراً لإخفاء ما انطوت عليه من مطامع وأهداف غير نبيلة لحروب الإفرنج الصليبيين. إنَّ نجاح الإفرنج (الصليبيين) في بداية هذه الحروب لم يكن بسبب كثرة أعدادهم وقوتهم، وما تلقوه من مساعدات، بل يرجع أساساً إلى تفرق كلمة المسلمين، ونشوب الفتن الداخلية، واضطراب الأمن، وما أنتجه الإفرنج الصليبيون من غدر وخيانة للعملاء، والسكان المحليين على الرغم من كل ما قدموه لهم من مساعدات,وكان تأثير الحركة الصليبية أكثر حدَّة في بلاد الشام مقارنة بالمناطق العربية الأخرى، ولاسيَّما التداعيات السياسية، حيث استمر الاستيطان الصليبي في هذه المنطقة لما يقارب من مائتي عام، منذ أواخر القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، والتي انتهت بطرد الصليبيين من بلاد الشام بأكملها على أيدي المماليك في عهد السلطان الأشرف خليل بن السلطان المنصور قلاوون عام (690ه/1291م) ، إذ تقدَّم الإفرنج نحو الشرق، وهم يحملون روح العداء والبغضاء للمسلمين لما سمعوه من رجال الدين المسيحي من قيام المسلمين بالاعتداء على إخوانهم المسيحيين في الشرق.
لم تكن الذرائع التي أشاعها دعاة الحرب الصليبية في غرب أوربا لحركتهم عن وصف من مؤرخ نصراني منصف قد أشار بصورة واضحة أن المسيحيين كانوا تحت رعاية السلاجقة، وأن هؤلاء المسيحيين كانوا في حال أفضل من إخوانهم الذين عاشوا في كنف الإمبراطورية البيزنطية، وإن ما أصابهم في بلاد الشام وأسيا الصغرى من متاعب إنَّما نتج عن القتال بين السلاجقة والبيزنطيين, وركزت هذا البحث على الكشف عن معرفة الدور السياسي للعزو الصليبي على اطراف بلاد الشام.
Abstract
During the fifth century AH/eleventh century AD, a part of the Islamic East was subjected to a Crusader invasion by Western Europe, unprecedented in the history of warfare. Religion was used as a cover to conceal the ambitions and unworthy goals of the Frankish Crusader wars. The success of the Franks (Crusaders) at the beginning of these wars was not due to their large numbers, their strength, or the aid they received. Rather, it was primarily due to the division of the Muslim community, the outbreak of internal strife, the disruption of security, and the treachery and betrayal of the Frankish Crusaders toward their agents and the local population, despite all the assistance they provided. The impact of the Crusader movement was more severe in the Levant than in other Arab regions, especially its political repercussions.
Crusader settlement in this region continued for nearly two hundred years, beginning in the late fifth century AH/eleventh century AD. This period ended with the expulsion of the Crusaders from the entire Levant at the hands of the Mamluks during the reign of Sultan Al-Ashraf Khalil bin Sultan Al-Mansur Qalawun in 690 AH/1291 AD. The Franks advanced eastward, harboring a spirit of hostility and hatred toward Muslims, based on what they had heard from Christian clerics about Muslims attacking their Christian brothers in the East. The pretexts propagated by the Crusaders in Western Europe for their movement were not based on a description by a fair-minded Christian historian who clearly indicated that Christians were under Seljuk patronage, that these Christians were in a better situation than their brethren living under the Byzantine Empire, and that the hardships they suffered in the Levant and Asia Minor resulted from the fighting between the Seljuks and the Byzantines. This research focused on uncovering the political role of the Crusader invasion on the outskirts of the Levant.



