الشرق الأوسطتقدير الموقفعاجل

أبعاد التصعيد الحذر فى الموقف الإيرانى من الحرب على غزة

اعداد : أ.د.حنان أبوسكين – أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، مصر

  • المركز الديمقراطي العربي

 

مازال دعم إيران لحركة حماس وعداءها طويل الأمد تجاه إسرائيل موضع تركيز حاد بعد مرور نحو ستة أشهر على عملية ” طوفان الأقصى” فى 7 أكتوبر2023 التى شنتها حركة حماس ضد الاحتلال، وما تبعها من تصعيد غير مسبوق والعداون الاسرائيلى الوحشى على قطاع غزة. وتعددت التوقعات مابين اكتفاء إيران بالتحركات المحسوبة أو الدخول فى مواجهة إقليمية مفتوحة. لقد وضعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس إيران والمليشيات الموالية لها أمام معضلة حقيقية، فعلى خلاف الجولات السابقة من التصعيد، بدا لأول مرة أن إيران حريصة على تأكيد أنها ليست معنية بالانخراط في النزاع، أو بمعنى أدق ليست معنية بدخول الحرب بشكل مباشر.

تجدر الإشارة إلى أن طهران اتجهت نحو موقف معارض أيديولوجيًا ضد إسرائيل منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وكان الزعيم الثوري الإيراني آية الله الخميني ينظر إلى إسرائيل باعتبارها قوة احتلال ومشروعًا استعماريًا للغرب يقوض السيادة الفلسطينية والسيادة الإسلامية الأوسع. وبعد أن أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى كانت هناك تقارير متضاربة حول مدى تورط إيران ادعت بعض الصحف الغربية أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط لهجوم حماس المفاجئ و”أعطوا الضوء الأخضر للهجوم”، لكن المسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة وإيران، فضلاً عن قيادة حماس نفسها أنكروا تلك الادعاءات والمزاعم ولا يوجد حتى الآن أدلة عليها.

أولاً: تصعيد الفاعلين المرتبطين بإيران واستهداف إسرائيل

إن أهداف طهران الإقليمية مدفوعة قبل كل شيء بسعيها إلى تحقيق أمن النظام، والذي شكلته تجربتها في الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) وتكبدت خسائر فادحة مما جعلها للاعتماد على الوكلاء منذ ذلك الحين. قد استغرق بناء شبكتها بعض الوقت، حيث قامت إيران بإبرام صفقات انتهازية، وتوفير الدعم المنتظم وتطوير شبكات عبر الحدود في الدول التى مرت بمراحل ضعف مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن والأراضي الفلسطينية. وبدأ دعم إيران للجماعات التي تقاتل إسرائيل أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان في أوائل الثمانينيات عندما أصبح حزب الله، الشريك الأقرب لإيران، أول جهة من بين العديد من الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تتلقى التمويل والتدريب وبناء القدرات والأسلحة الإيرانية.

وبمرور الوقت، تطورت العلاقة بين حزب الله وإيران إلى أكثر من مجرد شراكة، وكان قائد فيلق القدس المؤثر قاسم سليماني – الذي اغتيل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في عام 2020 – هو المهندس والمدير الرئيسي لمحور المقاومة الإيراني وبعد وفاته أصبحت طهران تعتمد على حزب الله لإدارة وتنسيق الوحدة بين وكلائها . أما على الساحة الفلسطينية – والتى لها أهمية كبرى فى إلحاق الخسائر بإسرائيل-  فقد نما دعم إيران لحماس وجماعات المقاومة الفلسطينية الأخرى بشكل في التسعينيات، ورغم اختلاف الانتماءات الدينية مابين  جماعة الإخوان المسلمين والشيعة إلا أن الأرضية الأيديولوجية المشتركة تتلخص في معارضة إسرائيل والولايات المتحدة .

لمحور المقاومة أيضًا جذور قوية في العراق، تم تطويرها ورعايتها منذ الغزو الأمريكي عام 2003. كانت الميليشيات المدعومة من إيران، والمعروفة باسم قوات الحشد الشعبي، وراء الهجمات على القوات الأمريكية لكنها تعاونت بعد ذلك مع الولايات المتحدة في القتال ضد داعش. وبمرور الوقت، طوروا أيضًا قواعد سياسية واقتصادية مهمة للسلطة منحت إيران نفوذًا كبيرًا داخل الدولة العراقية. وأخيرا وليس آخرا الحوثيون في اليمن وأصبحت الجماعة قوة وازنة خلال احتجاجات عام 2012 التي أطاحت بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد لفترة طويلة. واستطاع الحوثيون بدعم منخفض التكلفة من طهران توسيع سلطتهم في شمال اليمن، وسيطروا على صنعاء وأثبتوا قدرتهم على الصمود في مواجهة التحالف الذي قادته السعودية” عاصفة الحزم” وسيطروا على صنعاء وبعض المحافظات اليمنية منذ 2015  .

تشير الأحداث إلى تصيعد الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط ضد إسرائيل لمساندة غزة وتخفيف الضغط عليها، بما في ذلك حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والجماعات في سوريا والعراق، مما يشير إلى احتمالات الانضمام إلى قتال عابر للحدود الوطنية. ورفع مخاطر الحرب الإسرائيلية. وإدراكاً لتلك المخاطر سارع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى نشر حاملتي طائرات في شرق البحر الأبيض المتوسط وقوات خاصة في المنطقة، وهو يرد على الهجمات ضد القوات الأميركية بضربات في سوريا فى ظل احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع . ومن جانب آخر صرح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فى خطابه الذى ألقاه بعد مقتل القيادى الحمساوى صالح العارورى فى بيروت”حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات لكن إذا فكر العدو أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف لسنا خائفين من الحرب ونحن مستعدون لها الحرب معنا ستكون مكلفة للغاية. فإذا شُنت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط”  .

وبإلقاء الضوء على  حزب الله، يتبين أنه منذ بداية عملية” طوفان الأقصى” عبرت مواقف الحزب وبياناته عن رؤيته أن العملية “هي رسالة إلي العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأسره وخاصة أولئك الساعين إلي التطبيع مع هذا العدو أن قضية فلسطين قضية حية لا تموت حتى النصر والتحرير”، ولوح بإمكانية دخول الحزب مباشرة علي خط المعركة من خلال تنفيذ عمليات أو شن حرب عبر الحدود اللبنانية مع إسرائيل. وأكد الحزب أن قيادة المقاومة الإسلامية بلبنان تتابع عن كثب الأوضاع الميدانية باهتمام بالغ، وهي علي اتصال مباشر مع قيادة المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج وتجري معها تقييماً متواصلاً للأحداث وسير العمليات.

لقد اطلق حزب الله صواريخ موجهة وقذائف مدفعية على المواقع التي تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا، وتوالت الضربات والمناوشات اليومية  المتبادلة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وظل الإشتباك محصوراً في المناطق الحدودية لعدة أشهر وهو ما يعرف بقواعد الإشتباك ولكن ما لبثت أن تعمقت الإستهدافات لاحقاً، بغارات إسرائيلية محدودة وقليلة وصلت إلى بعلبك وبيروت والنبطية وضواحي كل من صور وصيدا، كما ووصلت الرشقات الصاروخية التي أطلقها الحزب إلى صفد وقاعدة ميرون الجوية في الداخل الإسرائيلي، إضافة إلى كريات شمونة والجولان. شملت تلك المناوشات أيضاً عمليات اغتيال وقصف منازل وتدمير آليات وإسقاط طائرات مسيرة، كما وشملت محاولات توغل برى. ويهدف حزب الله من تلك الضربات أن يكون بمثابة جبهة إسناد ومؤازرة للمقاومة في غزة   وتخفيف الضغط على قطاع  غزة.

بناء على ذلك ، يمكن القول أن حزب الله  تعاطى بحذر مع دعوة قائد كتاب القسام لمساندة المقاومة في فلسطين”أخواتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين” وذلك انطلاقا من نظرية وحدة الساحات التي تحولت لعقيدة مركزية في أدبيات محور المقاومة . لم يغلق الحزب تماماً باب إمكانية انضمامه إلى المعركة إنما أبقاه موارباً بحسب المتغيرات والمستجدات وهو ما يعبر عن الرغبة فى اختيار البديل الأنسب للحزب وفق حساباته الدقيقة داخلياً وإقليمياً وليس إندفاعاً وتورطاً عن طريق الزج به فى معركة غير مأمونة التداعيات خاصة وأن الرد الإسرائيلى الانتقامى والعدوان الوحشى الدموى فى غزة المدعوم أمريكياً فاق توقعات الخبراء والمحللين، علاوة على التأنى فى التحقق من مآلات الحرب على غزة ونتائجها وما إذا كانت حماس ستصمد وتكبد إسرائيل الخسائر بما يحبرها على أن تبقى طرفاً فاعلاً فى ترتيبات اليوم التالى للحرب أو تهزم بما يعنى ذلك تقويض قدرات محور المقاومة. وربما يأخذ حزب الله فى الاعتبار الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية التي يعيشها لبنان من فرغ رئاسى وأزمة اقتصادية محكمة لا قدرة لها على تحمل تكلفة الحرب وخسائرها المادية والبشرية .

فى السياق ذاته، لايمكن إغفال العلاقة بين  ملف الغاز وميل حزب الله لتجنب فتح الجبهة الشمالية على مصراعيها من خلال حرب مفتوحة مع إسرائيل حتى لا تتعطل مكاسبه والعوائد الاقتصادية الكبيرة المترتبة على استخراج الغاز من حقل كاريش المجاور للبنان. فقد استطاع الحزب في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أن يعزز موقفه ويؤكد أن هذه المعادلة أثبتت جدواها فلولا المقاومة وتهديداتها لما استطاع لبنان أن يفرض شروطه. حزب الله لم يقف عند فرض معادلة جديدة، بل وضع نفسه في موقع الضامن لحقوق لبنان النفطية، فهو سوف يتدخل في حال أخلت إسرائيل بالاتفاق وسيستهدف منصات النفط إذا مُنع لبنان من استخراج الغاز.فقد وصف بنيامين نتنياهو نفسه الاتفاق بأنه رضوخ لتهديدات حزب الله بعد تنازل إسرائيل عن مطلبها بخط رقم واحد. وهكذا، تمكّن حزب الله أن يفرض معادلة جديدة في ملف اقتصادي حيوي ومحوري لإسرائيل .

إن الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مستمرة، لكن يوجد دائما خطر انهيار عملية التوازن تلك، سواء بسبب سوء التقدير أو القرار المتعمد، حيث من الممكن أن تتصاعد الأحداث”. فقد أعادت الحرب على غزة تنشيط خطاب المقاومة لكن ما يزال حجم المكاسب التي ستجنيها إيران من تفاقم الصراع ضبابياً، خاصة أن حزب الله فى الجبهة اللبنانية يمثل رصيدًا مهمًا لها ولا تريد إضعافه. فثمة رغبة إيرانية لإبقاء مشاركة حزب الله بشكل موسع في الحرب كورقة للمساومة يتم التهديد بها وليس تنفيذها بالفعل، وهو ما يعني ادخار وزنه الاستراتيجي كي تستخدمه حماس للمساومة عند التفاوض حول التهدئة وإرساء قواعد جديدة في التفاوض مع إسرائيل، وفي ذلك اتساق ( من وجهة النظر الإيرانية) مع مبدأ “وحدة الساحات” الذي سبق ولوح به حسن نصرالله من قبل.

أما إذا انتقلنا إلى البحر الأحمر فهو يكتسب أهمية استراتيجية هائلة إذ يُعد بمثابة شريان الحياة للاقتصاد العالمي، ويعبر هذه المياه عن طريق قناة السويس نحو 12% من البضائع المنقولة بحراً سنوياً مما يسهل شحن غالبية التجارة بين آسيا وأوروبا. وقد ارتبط تصاعد الأعمال العدائية في جنوب البحر الأحمر، بقيام جماعة الحوثيين في اليمن في 19 نوفمبر 2023 بالاستيلاء على سفينة تحمل سيارات، معلنة عزمها استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في غزة. كما شهدت الأسابيع التالية هجمات صاروخية على السفن التجارية، مما دفع خطوط الشحن الرئيسية إلى إعادة توجيه سفنها حول جنوب إفريقيا، مما تسبب في تأخير وزيادة تكاليف البضائع المتبادلة بين آسيا وأوروبا .

لم يكن استهداف السفن عملاً جديداً فقد استهدف الحوثيون بشكل متقطع السفن في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، غير أن الهجمات قد تكثفت في الأيام الأخيرة عبر استخدام طائرات بدون طياروصواريخ مضادة للسفن لمهاجمة السفن في البحر الأحمر، وفي إحدى الحالات استخدموا طائرة مروحية للاستيلاء على سفينة مملوكة لإسرائيليين وطاقمها، في تصعيد خطير كانت له تداعياته الفورية على التجارة العالمية، بشكل بات يهدد بتوسع نطاق الحرب في غزة، ويثير المخاوف بشأن تأثير ذلك على تدفُّق النفط والحبوب والسلع الاستهلاكية عبر قناة السويس بصفته شرياناً تجارياً عالمياً رئيسياً يربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط .

رداً على تلك التهديدات أطلقت الولايات المتحدة عملية “حارس الازدهار” في يوم 19 ديسمبر 2023، وهي مبادرة أمنية متعددة الجنسيات، تضم 10 دول؛ منها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبحرين وسيشيل، بغية تهدئة الوضع وحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر؛ وهي بمثابة دوريات بحرية مكونة من عشر دول تدافع عن السفن التجارية وتنخرط في أعمال عسكرية ضد هجمات الحوثيين. مما اعتبرته ميليشيا الحوثي سعياً من الولايات المتحدة نحو عسكرة البحر الأحمر، بما يتناقض مع القانون الدولي .

وأخذ الصراع منحى تصاعدياً بحلول يناير 2024 عندما شنت القوات الجوية الأمريكية والبريطانية غارات ضد مواقع عسكرية حوثية مرتبطة بهجمات السفن في البحر الأحمر وتكررت تلك الغارات وشملت أهدافا متعددة للحوثيين استهدفت مراكز قيادة وسيطرة ومواقع رادار ومرافق تخزين أسلحة تحت الأرض. ومن وجهة نظر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الضربات تهدف لتعطيل قدرات الحوثيين على شن هجماتهم “المتهورة” ضد السفن الأميركية والدولية . وترى كاتبة تلك السطور أن الحوثيين وكلاء إيران الذين صنفتهم الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية عالمية في 17 يناير 2024 بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224  سيواصلون عملياتهم العسكرية دون أن تردعهم الغارات الجوية المستمرة والعقوبات الدولية فالهدف المعلن للحرب من جانب الولايات المتحدة وحلفائها وهو إعادة الهدوء إلى المياه الدولية والقضاء على التهديدات وعدم تهديد أمن إسرائيل، لن يتحقق بخوض الحرب ضد الحوثيين، بل بإزالة أسباب هذه التوترات وهي الحرب الدائرة في غزة والتي تؤدي باستمرارها لاتساع دائرة الصراع بشكل يهدد استقرار المنطقة والعالم .

ثانياً: دوافع الحذر الإيرانى

تردد بوسائل الإعلام  فى بداية الحرب تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ” على إسرائيل أن توقف فورا جرائم الحرب التي ترتكبها في غزة لأن الأوان يكون قد فات خلال ساعات قليلة”،  وبعد لقائه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ذكر أن “حزب الله أعد عدة سيناريوهات تصعيدية من شأنها إحداث زلزال في إسرائيل سيغير ذلك خارطة الأراضي المحتلة” . واستمرت التهديدات الإيرانية بخروج الوضع في الشرق الأوسط عن السيطرة في حال تمادي إسرائيل في استهداف المدنيين الأبرياء والحديث عن إمكانية فتح جبهات جديدة لنصرة غزة . وبعدها بأشهر صرح قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ، إن طهران “لا تسعى للحرب”، في إشارة على ما يبدو إلى أنها لن تصعد التوترات مع الولايات المتحدة. لكنه حذر أيضا من أن إيران مستعدة للرد إذا تعرضت لهجوم. وجاءت هذه التعليقات بعد أن أعرب الرئيس جو بايدن يوم الثلاثاء عن قراره بالرد الأمريكي على هجوم بطائرة بدون طيار أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة أكثر من 40 آخرين في موقع عسكري في الأردن الذى نفذته أحدى الميليشيات المدعومة من إيران .  وهناك بعض الأسباب التى تفسر موقف إيران ، كما فى التالى:

  • الانحياز الأمريكى وتقديم الدعم المطلق للإسرائيل

يرى الكثير من المتخصصين أن إيران دولة إقليمية كبيرة ومؤثرة ويمكنها خوض حروب مع قوى إقليمية مماثلة لها، غير أن تحرك حاملات الطائرات العملاقة الأمريكية يعني تصميم القوى الغربية على حماية وكيلتها في المنطقة وهي إسرائيل، وتحويل أي صراع محتمل إلى صراع دولي لن تكون إيران قادرة على تحمل تبعاته منفردة . ويجب استخلاص الدروس بالعودة إلى فترة الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينيات. فمنذ ذلك الوقت، تغيّرت عقيدة إيران الدفاعية لتجنب دخولها في حرب مباشرة مع أى طرف أقوى منها، أو مساوٍ لها في القوة، فخاضت، عوضًا عن ذلك، حروبًا بالوكالة.

  • غض الطرف عن استهداف المصالح الإيرانية الحيوية

رغم المدى الذي وصل إليه التصعيد العسكري الإسرائيلي بعد عملية حماس، كان لافتاً أنه لم يمس أهدافاً ومصالح إيرانية حيوية. وتحرص إيران على عدم الانخراط المباشر في الحرب الحالية، كما تحرص إسرائيل على عدم رفع مستوى استهداف مصالح طهران، الأمر الذي يمثل مؤشراً لالتزام الطرفين، حتى الآن، بقواعد الاشتباك المتعارف عليها، فما دامت إسرائيل لم توجه ضربات إلى عمق إيران أو إلى أهداف إيرانية حيوية في الخارج، وتجنبت رفع منسوب التصعيد مع حزب الله، فإنها بذلك قد يشجع إيران على عدم التدخل .

وتعتقد إيران أن الانزلاق إلى الحرب المباشرة مع الولايات المتحدة سينهي كل مكتسباتها بالهيمنة والتمدد في المنطقة، وكذلك تعتقد الولايات المتحدة أن سقوط النظام في إيران سيكون له انعكاسات استراتيجية لا تصب في صالحها، لذلك يحرص الطرفان على المراعاة الدقيقة لقواعد الاشتباك وضبط إيقاع الاحتكاك بعدة قواعد مثل ألا يتم قتل جنود أمريكان أثناء استهداف القواعد الأمريكية وإذا حدث يكون غالباً عن طريق الخطأ أو فى أضيق الحدود كالهجوم على قاعدة البرج فى الأردن في يوم 28 يناير 2024 وقتل 3 جنود أمريكيين وجرح 34 بعد هجوم بطائرات من دون طيار . ومن تلك القواعد أيضاً أن الرد الأمريكي على إيران في الغالب هو ضرب الوكلاء والميليشيات المرتبطة بها بدون استهداف مباشر للحرس الثوري الإيراني وما فعلته إدارة ترامب من استهداف قاسم سليماني عام 2020 شكل خروجاً عن قواعد الاشتباك ولم يتكرر بعدها  .

  • تقدم مكانة حزب الله على حماس من حيث ترتيب أهمية الوكلاء:

يمكن القول إن إحدى تداعيات الحرب في قطاع غزة، أنها كشفت عن توازنات القوى داخل خريطة الفاعلين المواليين لإيران، وأظهرت أن موقع حركة حماس، وربما الفصائل الفلسطينية بشكل عام في هذه التوازنات أحد المتغيرات التي دفعت إيران إلى الإيعاز لحلفائها بضبط حدود التصعيد مع إسرائيل. تأتي الفصائل الفلسطينية في مرتبة متأخرة ضمن تراتبية المليشيات التي تدعمها إيران في المنطقة، إذ أنها مثلا لا تحظى بالأهمية التي يحظى بها حزب الله اللبناني الذي يمثل الوكيل الرئيسي لإيران في المنطقة، والذي يمارس دوراً رئيسياً في دعم نفوذ إيران في سوريا، وتعزيز القدرات والخبرات العسكرية للوكلاء الآخرين، وهذا لا ينطبق على حماس ولا غيرها من الفصائل الفلسطينية .

  • الموازنة بين الخسائر التي قد تتكبدها إيران من الحرب في غزة والمكاسب التى تحققت لها

أحد المكاسب هو أن الحرب جمدت عملية التطبيع السعودية – الإسرائيلية، التي تشكل في نظر إيران تهديدًا استراتيجيًا. كما أن الحرب انعكست سلباً على مسار اتفاقيات السلام مع إسرائيل والتعاون مع معها، نظرا إلى الحجم المذهل للموت والدمار في غزة والوضع الإنساني المتدهور بما يشكل مأساة فلسطينية . يضاف إلى ذلك أن  النفوذ الإيراني عبر الوكلاء “عزز قوة طهران فى المنطقة.

لقد جلب تصاعد العنف مكاسب أيضًا لوكلاء إيران، وكذلك لمؤيديهم في طهران. وارتفعت شعبية تلك الجماعات ، واستطاعوا إنقاذ أنفسهم إلى حد كبير في شارع عربي وإسلامي ناقد لسلوكهم بعد أن كانوا غارقين في  تجاذبات السياسة الداخلية ومتهمين بالفساد لسنوات. على سبيل المثال، غير البعض نظرته للحوثيين من جماعة إرهابية مدعومة من إيران تدمر اليمن إلى قوة عسكرية فعالة تلحق الألم بالولايات المتحدة دعماً للفلسطينيين. وفى لبنان فر الغالبية العظمى من سكان المناطق الحدودية شمال إسرائيل بفعل صواريخ حزب الله المتلاحقة ، وهو ما يمنح حزب الله  مكانة أكبر للضغط من أجل التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض تهدف إلى استعادة أجزاء من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل والتي يطالب بها لبنان. أما في العراق، دفعت الهجمات المتجددة على القوات الأمريكية – والضربات الأمريكية الانتقامية على الجماعات المدعومة من إيران – الحكومة إلى تجديد مساعيها لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، وهي خطوة من شأنها إرضاء قادة النظام الإيراني .

تردد بعض المصادر أن المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن تمضي على قدم وساق منذ الأيام الأولى من اندلاع الحرب على غزة عبر وسطاء إقليميين، وعمل الجانب الأميركي في رسائله على طمأنة طهران بأنه لا يريد توسعة الحرب، ولن يسمح للحكومة الإسرائيلية بتجاوز الخطوط الحمراء في غزة منها القضاء على حركتي حماس والجهاد الإسلامية، وطالب بعدم انخراط طهران في المعركة فى المقابل اشترطت إيران وقف العدوان خروج القوات الإسرائيلية من غزة ورفع الحصار عن القطاع لمطالبة حلفائها الإقليميين بضبط النفس وعدم مهاجمة الأهداف الأميركية ، أما إسرائيل فترى في معركة غزة الجارية فرصة للقضاء على أي تقارب محتمل بين إيران والولايات المتحدة ( قد يفضى فيما بعد للعودة للاتفاق النووى مع إيران)، بل تسعى من أجل توريط واشنطن في حرب مع طهران.

أما إذا نجحت إسرائيل في مهمتها الهادفة إلى تغيير النظام في غزة، فسيشكل ذلك ضربة كبيرة لإيران لأنها ستخسر حليفًا رئيسًا، أي حركة حماس ولن يكون لديها فرصة سانحة للانخراط في القضية الفلسطينية. والأهم من ذلك، أنه إذا نجحت إسرائيل في غزة، فسيكون حزب الله الهدف التالي، لأنه يشكل تهديدًا أكبر على إسرائيل من حماس مما يشكل ضربة أكبر لإيران قد تدفعها لتغيير موقفها.

فى الأخير على الأرجح أن إيران تضغط على إسرائيل عبر وكلائها ليس فقط لأسباب تتعلق بالقضية الفسطينية بل أيضاً من أجل التفاوض على توسيع دورها الإقليمي . وهو ما يفسر التصعيد الإيراني المحسوب فى لبنان والعراق وسوريا والبحر الأحمر وزيادة التوتر خارج نطاق حرب غزة ستستمر الاشتباكات مما يمنح طهران نفوذًا أكبر، فتلك رسائل إيرانية واضحة أن ضمان عدم توسع نطاق الحرب خارج غزة لن يكون بلا مقابل، وإذا ما أرادت الولايات المتحدة الحفاظ على قواعد الاشتباك وألا تنزلق المنطقة لحرب إقليمية فعليها أن تقدم شيئاً ربما يكون العودة للاتفاق النووى.

المصادر :

Dr Sanam Vakil , Iran’s regional strategy is raising the stakes of Hamas-Israel war, Chatham House, 10 November 2023

https://www.chathamhouse.org/2023/11/irans-regional-strategy-raising-stakes-hamas-israel-war

– خطاب الـ90 دقيقة هل جاء حديث حسن نصر الله “دون التوقعات”؟،سكاي نيوز عربية،4 يناير 2024

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1682629-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%8090-%D8%AF%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%AC%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%86%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D8%9F

– Giorgio Cafiero ,Iran’s Stakes in the Hamas-Israel Conflict, Carnegie Endowment for International Peace.  October 26, 2023

https://carnegieendowment.org/sada/90847

– حمدي عبدالرحمن، دبلوماسية الزوارق الحربية ومقاربات أمن البحر الأحمر، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 5 فبراير 2024

https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/9017/%D9%85%D8%B9%D8%B6%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%AC%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%B1

– تأثير التوترات في البحر الأحمر على حركة التجارة العالمية، إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية، 25 ديسمبر 2023

https://www.interregional.com/article/%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D8%AA%20%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9:/2134/Ar

– غارات أميركية بريطانية عنيفة على أهداف باليمن من بينها صنعاء، الجزيرة نت، 25 فبراير 2024

https://www.ajnet.me/news/2024/2/25/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D9%86%D8%B0-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%88%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D9%82%D8%B5%D9%81-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A

– لماذا صنفت واشنطن الحوثيين ضمن الكيانات وليس المنظمات الإرهابية؟، الشرق، 18 يناير 2024

https://asharq.com/politics/77586/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B5%D9%86%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/

– تقرير إسرائيلي يطرح 7 أسباب لعدم مشاركة مصر في مواجهة الحوثيين ضمن التحالف الأمريكي، روسيا اليوم، 29 ديسمبر 2024

https://arabic.rt.com/middle_east/1525472-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%B7%D8%B1%D8%AD-7-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86/

– حسام البقيعي، إلى أي درجة يصل تصعيد “حزب الله” ضد إسرائيل؟، مركز رع للدراسات الاستراتيجية ، 14 أكتوبر 2023

إلى أي درجة يصل تصعيد “حزب الله” ضد إسرائيل؟

– عباس عاصي، موقف حزب الله من اتفاقية الحدود البحرية، مؤسسة كارنيغي، 10 يناير 2023

https://carnegieendowment.org/sada/88767

– إيران تستغل حرب غزة لتعزيز نفوذها الإقليمي، الحرة، 5 مارس 2024

https://www.alhurra.com/iran/2024/03/05/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%84-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B0%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A

– رابحة سيف علام، أين يقف حزب الله من طوفان الأقصى، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، 8 أكتوبر 2024

https://acpss.ahram.org.eg/News/21018.aspx

– المحددات الراهنة لسياسة إيران تجاه حرب غزة، المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، 23 نوفمبر 2023

https://icss.ae/articles/view/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%86%D8%A9-%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9

– إيران: إذا لم تنته الحرب على غزة خلال ساعات فإن زلزالا سيدمر إسرائيل وسيغير خارطتها، روسيا اليوم، 14 أكتوبر 2023

https://arabic.rt.com/middle_east/1503813-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%AA%D9%86%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D8%A5%D9%86-%D8%B2%D9%84%D8%B2%D8%A7%D9%84%D8%A7-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%85%D8%B1-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%B7%D8%AA%D9%87%D8%A7/

– رسول آل حائي، دبلوماسية الرسائل هل تتمكن طهران وواشنطن من احتواء توتر الحرب على غزة؟، الجزيرة نت، 17 نوفمبر 2023

https://www.ajnet.me/politics/2023/11/17/%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86

– Widening Mideast Crisis Iran Says It Doesn’t Want War as U.S. Weighs Response to Lethal Drone Strike, New York Times  ,Jan. 31, 2024

https://www.nytimes.com/live/2024/01/31/world/israel-hamas-war-gaza-news

– العلاقات الإيرانية الأمريكية نطاق التخادم وحدود الاشتباك، مركز كاندل، 10 فبراير 2024

https://candlegrup.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84/

– د. محمد أبو النور، لماذا لم تدخل إيران الحرب بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟، المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب” ، 5 نوفمبر 2023

لماذا لم تدخل إيران الحرب بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟

– إيران تستغل حرب غزة لتعزيز نفوذها الإقليمي، الحرة، 5 مارس 2024

https://www.alhurra.com/iran/2024/03/05/%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%84-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D9%86%D9%81%D9%88%D8%B0%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A

– Tamara Qiblawi, A wider war doesn’t suit Iran, even as it benefits from rising tensions, CNN, January 13, 2024

https://edition.cnn.com/2024/01/13/middleeast/houthis-iran-us-strikes-war-intl/index.html

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى