الايرانيةالدراسات البحثية

التحركات الناعمة الأمريكية تجاه إيران

American soft moves towards Iran

اعداد :  منير على محمد بوحمالة – طالب بإدارة الدراسات الدقيقة- قسم العلوم السياسية- الأكاديمية الليبية للدراسات العليا

المركز الديمقراطي العربي : –

  • مجلة مدارات إيرانية : العدد الثاني والعشرون كانون الأول – ديسمبر 2023 المجلد 6, دورية علمية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي  ألمانيا –برلين” .تعنى بالشأن الإيراني داخليا واقليميا ودوليا.
  • فصلنامه مدارات إيرانية فصلنامه  أي علمي از طرف مركز دمكراسي عربي برلن منتشر مي شود.
Nationales ISSN-Zentrum für Deutschland
ISSN  2626-4927
Journal of Iranian orbits

 

للأطلاع على البحث “pdf” من خلال الرابط المرفق :-

https://democraticac.de/wp-content/uploads/2023/12/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-%E2%80%93-%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1-2023.pdf

ملخص :

إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ( كانت كوميض برق في أمسية صيفية أظهرت مشهداً متغيرًا, ثم بقينا نتحسس في الظلام ونتساءل كيف نجد طريقنا خلاله) بهذا الكلمات يصف منظر القوة الناعمة البروفيسور “جوزيف س ناي”هول الصدمة وعمق التغيير الذي أحدثته أحداث 11/9 على (الإدراك والمدرك الأمريكي) وحجم الاختلاف خاصة فيما يتعلق باستخدام القوة الصلبة والقوة الناعمة بعد هذه الأحداث ([1] )

ففي حين استقطبت إستراتيجية الأمن القومي التي أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش في سبتمبر 2002م أطرافاً مؤيدة في الداخل وخارج الولايات المتحدة وقيامها بضربات وقائية، واستخدام القوة الصلبة تجاه كلا من أفغانستان والعراق، فالقوة الصلبة دحرت حركة طالبان، ولكنها اعتقلت أقل من ربع أعضاء تنظيم القاعدة، فهي شبكة عالمية منتشرة في أكثر من ستين دولة في العالم ([2])  لذا يرى بعض المهتمين السياسيين بأن الإستراتيجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط بشكل عام لم تكن وليدة أحداث11سبتمبر, فهي إستراتيجية محكمة وتبلورت منذ عقود، وحتى وإن تغيرت الوسائل الأمريكية، فالثوابت الأمريكية لم تتغير ([3])

من هنا فإن الولايات المتحدة بدأت في انتهاج إستراتيجية جديدة نسبيًا تقوم على توظيف قوتها الناعمة تجاه إيران  للحد من مد نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط, سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا, خاصة وأن هذه الإستراتيجية تأتي بعد تطور العلاقات الأمريكية مع إيران بشكل كبير,  خاصة بعد وضع إيران ضمن دول محور الشر, بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م وفشلت إستراتيجيتها الشرق أوسطية في عملية عزلها وزيادة أزماتها (**).

لذا تسعى هذه الدراسة إلى تطبيق (منهج دراسة الحالة) وذلك لبيان كيفية تحويل وسائل القوة الناعمة إلى قوة ملموسة ودورها في تنفيذ السياسة الأمريكية تجاه إيران كأداة من أدوات السياسة الخارجية  خاصة وان الخيار الأمريكي في اعتماد قوتها الناعمة, بمعنى (انتقالها من الميدان العسكري إلى الميدان الناعم) كان محاط بجملة من الأسباب جعل الإدارة الأمريكية تعيد حساباتها في تعاملها مع  الملف الإيراني .

Abstract

The events of September 11 (it was like a flash of lightning on a summer evening that showed a changing landscape, and then we were left fumbling in the dark and wondering how to find our way through it). With these words, soft power theorist Professor Joseph S. Nye describes the horror of the shock and the depth of change brought about by the events of 9/11. On (American perception and perception) and the size of the difference, especially with regard to the use of hard power and soft power after these events .

    While the National Security Strategy announced by US President George Bush in September 2002 attracted supportive parties inside and outside the United States and it carried out preventive strikes and used hard power against both Afghanistan and Iraq. Hard power defeated the Taliban, but it arrested less than a quarter of Al-Qaeda members. It is a global network spread in more than sixty countries in the world, so some political enthusiasts believe that the American strategy towards the Middle East region in general was not the result of the events of September 11. It is a solid strategy that crystallized decades ago, and even if American methods have changed, American constants have not changed .

      Hence, the United States has begun to pursue a relatively new strategy based on employing its soft power towards Iran to limit its influence in the Middle East region, politically, economically, and militarily, especially since this strategy comes after the significant development of American relations with Iran, especially after placing Iran among the countries The Axis of Evil, after the events of September 11, 2001 AD, and its Middle Eastern strategy failed in the process of isolating it and increasing its crises .

    Therefore, this study seeks to apply (the case study approach) in order to demonstrate how to transform the means of soft power into tangible power and its role in implementing the American policy towards Iran as a tool of foreign policy, especially since the American choice in adopting its soft power, meaning                  (its transition from the military field to the field Al-Naam) was surrounded by a number of reasons that made the American administration reconsider its dealings with the Iranian file

1: مقدمة .

على الرغم من أن القوة الناعمة فكرة, موجودة منذ القدم، سواءً عند الفلاسفة الصينيون الذين نادوا بأهمية استخدام القوة الناعمة, لتعزيز السلطة السياسية ومنهم “لا وتسزي”(*) في القرن السابع قبل الميلاد عندما  قال: بأنه لا يوجد في الكون مادة أنعم وأضعف من الماء، ولكنه قادر على تفتيت أكثر المواد صلابة.

 أو راجع استخدام المصطلح إلى بداية الاهتمام بالثقافة والدبلوماسية الشعبية والرأي العام في العلاقات الدولية منذ الحرب الباردة، حيث كانت هناك اجتهادات من قبل بعض العلماء للتركيز على القوة الناعمة من ذلك الإسهام الخاص بستيفن لوكس ((Locks Steven الذي يعتبر أن ممارسة السلطة لا تتم فقط في الحالات التي يكون فيها الصراع واضحًا للعيان وحيث تكون عملية اتخاذ القرار عملية واعية، بل يعتبر أن أهم طرق ممارسة السلطة تكون من خلال التحكم في وعي الطرف المنازع ودفعه إلى عدم الاحتجاج وعدم الانتباه إلى الخطر الذي يتهدده ([4])

إلا أنه يمكن القول بأن البروفسور (جوزيف س ناي) هو من طور مصطلح القوة الناعمة وقدم مفهوما ربما يكون أكثر تعقيدًا مما سبق للقوة، حيث اهتم بعناصر القوة غير المادية مثل الثقافة والقيم من خلال مفهوم القوة الناعمة الذي طرحه حيث يعرفها:

” بأنها القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلا من الإرغام أو دفع الأموال” التي تنشأ بحسب رأيه من جاذبية ثقافة بلد ما ومثله السياسة وبأن سياسة بلده عندما تبدو مشروعة في عيون الآخريـن تتسـع قوتهم الناعمة, ويضيف ناي, لقد كان لدي أمريكا الكثير من القوة الناعمة منذ زمن طويل وعلينا التفكير في تأثير الحريات الأربع التي تبناها الرئيس “فرانلكين روزفلت” في أوربا عند نهاية الحرب العالمية الثانية .

وبأن علينا التفكير بحسب ناي, في الشباب الذين كانوا خلف الستار الحديدي(*) وهم يستمعون إلى الموسيقي الأمريكية ونشرات أخبار إذاعة أوربا الحرة (**)  ([5] )

والطلبة الصينيين وهم يرمزون في احتجاجاتهم في ساحة نيا نامين(***) مطالبين بنسخة من تمثال الحرية والأفغان المتحررين في عام 2001م، وهم يطالبون بنسخة من لائحة الحقوق(****)   والطلبة الإيرانيون، وهم يتفرجون خلسة على أشرطة الفيديو الأمريكية وما تذيعه الأقمار الصناعية من برامج.

هذا كله بحسب “جوزيف س ناي” أمثلة عن قوة أمريكا الناعمة، وأضاف بأنه عندما نتمكن من جعل الآخرين يعجبون بمثلك ويريدون ما تريد، فإنك لن تضطر إلى الإنفاق كثيرًا على العصا والجزرات، ويقصد بها الكاتب (عوامل الإرغام والإغراء) لتحريكهم في اتجاهك, فالإغراء بحسب قوله أكثر فاعلية من الإرغام على الدوام .

وتأسيسآ على ما تقدم سوف تتناول الدراسة التحركات الناعمة الأمريكية وقدرتها              في تنفيذ سياستها الخارجية تجاه إيران  في عهد كلا من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين ” حورج بوش (الابن)”  “وبارك أوباما”  “ودونالد جون ترامب ” .

1.1: مشكلة الدراسة.

تركز هذه الدراسة على مسار العلاقات الأمريكية الإيرانية في الفترة التي تعنى بها الدراسة والتي تبدأ من 2001-2019م, وهذه الفترة يدخل فيها ثلاث رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية بوش الابن ,أوباما, ترامب” , حيث غلب على هذه المرحلة تغير ملموس في السياسة الأمريكية في إدارة النزاع مع الجمهورية الإيرانية .

وهو ما يطرح تساؤل رئيسي مفاده :

–   هل فشلت سياسة الاحتواء التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إيران وعزلها      ولم تأت بأية نتائج وما انعكاس ذلك على مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية      في منطقة الشرق الأوسط ؟

     وفي ضوء ذلك يمكن إن نطرح التساؤلات التالية :

– إن استخدام الأدوات والوسائل الناعمة الأمريكية لإحداث التغيير المطلوب في سلوك الجمهورية الإيرانية تجاه عدد من الملفات العالقة مابين البلدين, يعكس تحولا في مفهوم القوة من مفهوم تقليدي إلى مفهوم أخر جديد.

–  لماذا استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية هذا ألأسلوب تجاه إيران، وما الذي تسعى لتحقيقه وهل سيمثل ذلك إستراتيجية جديدة لها تجاه المنطقة بشكل عام وتجاه إيران بشكل خاص.

2.1 : أهمية الدراسة.

تبرز أهمية هذه الدراسة كونها تتبع المراحل التي مرت بها العلاقات مابين البلدين خلال الفترة التي تعنى بها الدراسة حيث إن حالة عدم الاستقرار كان لها اثر بالغ على مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية,سياسيا وامنيا ودينيا, نظرا للأهمية التي تحضي بها منطقة الشرق الأوسط والتي طالما كانت محط اهتمام القوى الكبرى .

– الأهمية العلمية :  كما تكمن الأهمية العلمية لهذه الدراسة في كونها تطرح بالدراسة والتحليل القوة التأثيرية للقوة الناعمة في مجال العلاقات الدولية وخطورتها ,كأحد أهم الأدوات الحديثة المستخدمة في السياسة الخارجية  .

3.1 : هدف الدراسة .

تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على أدوات ووسائل القوة الناعمة وكيفية استخدامها في مسار العلاقات الأمريكية الإيرانية وما الذي يميزها عن القوة العسكرية , إضافة إلى إبراز قدرة الإدارة الأمريكية في استخدام القوة الناعمة في تنفيذ سياستها الخارجية وكيفية توظيفها في إدارة الصراع مع إيران وما الآثار والنتائج المترتبة على ذلك .

4.1: منهج الدراسة .

–  منهج دراسة الحالة : تعتمد هذه الدراسة على البحث والاطلاع على الكتب والرسائل العلمية والدوريات ثم سنستخدم منهج دراسة الحالة على التركيز على حالة واحدة مما سيعطى صورة واضحة وشاملة عن موضوع الدراسة (القوة الناعمة ) بقصد التركيز على دورها في تنفيذ السياسة الأمريكية تجاه إيران، كأداة من أدوات السياسة الخارجية, بهدف التعمق وتحليل بغية الوصول إلى كل المعلومات والحقائق التفصيلية عنها.

5.1: حدود الدراسة .

الحدود الزمنية :

إن الإستراتيجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط تعود لفترات بعيدة نسبيًا, ولكن العلاقات الأمريكية الإيرانية، والتي تعني بها الدراسة من عام 2001 وحتى 2019م “هذه الفترة تبدأ مباشرة من تحول السياسة الأمريكية تجاه إيران من منظور القوة الناعمة بشكل محدد.

الحدود المكانية :

الدراسة محددة مكانيًا بإيران أحد دول منطقة الشرق الأوسط، فهي عملية تتبع لإستراتيجية توظيف القوة الناعمة الأمريكية, وأثرها على جميع الدول بالمنطقة بوجه عام، واتجاه إيران بشكل خاص.

الجزء الثاني ( التحركات الناعمة الأمريكية تجاه إيران )

( يذهب اشد أنصار القوة الناعمة إلى القول نعم؛ كون إدراك دور القوة الناعمة يندرج في سياق فهم قواعد الهيمنة الدولية في عالم اليوم المتغير، فقبل أن تحكم من صاحب الأوراق الرابحة فإنك بحاجة إلى معرفة ما هي اللعبة التي تلعبها، وكيف يمكن أن تتغير  قيمة الأوراق)  ([6])

ففي أدبيات التغير في السياسة الخارجية للحكومات أو متى تغير الحكومات من سياستها يقودنا الكاتب “تشارلز هيرمان” إلى عدة أنماط من التغير في سياسات الدول، وتشمل هذه الأنماط التي حددها “هيرمان ([7])

  • أ‌- التغيير في الوسائل والأهداف.
  • ب‌- تغيير في الأهداف والإبقاء على الوسائل.
  • ت‌- تغيير في برامج السياسة الخارجية بمعني اللجوء إلى التفاوض بدلاً من استعمال القوة في ظل ثبات الأهداف مع سياسات التغيير والتكييف، ويقصد بذلك بقاء الوسائل والأهداف دون تغيير والتركيز على مستويات معينة نحو قضايا محددة.

من هنا يمكن القول بأن سياسة الولايات المتحدة غيرت من الأهداف وأعادت استخدام الوسائل التي سبق استخدامها تجاه الاتحاد السوفيتي سابقاً أثناء الحرب الباردة، وذلك للحد من الايدولوجيا الشيوعية، والوقوف ضده بكل الوسائل والإمكانيات وتقليص نفوذه وزعزعة أمنه واستقراره بحسب رأي بعض المراقبين، وركزت في الوقت الحاضر على مناطق جديدة وقضايا محددة على رأسها منطقة الشرق الأوسط وبخاصة إيران.

عليه وظفت القوة الناعمة بمواردها الحديثة في تحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية وهو ما أشار إليه منظر القوة الناعمة “جوزيف ناي” حول أهمية القوة الناعمة بقوله :

( بصفتي نائب سابق لوزير الدفاع الأميركي لا يمكن لأحد أن يشك في مدى معرفتي واقتناعي بأهمية القوة العسكرية الصلبة، ولكننا لن ننجح بالسيف وحده)

ولقد نجحنا بمواجهة الإتحاد السوفيتي ليس بالقوة العسكرية والردع العسكري فحسب، وليس من خلال عمليات الحرب الباردة، بل بسبب القوة الناعمة التي قدر لها أن تساعد في تحويل الكتلة السوفيتية من الداخل ولو استغرق ذلك عشرات السنين)  ([8])

وفي نفس السياق يرى بعض المهتمين السياسيين بأن الولايات المتحدة كانت تقوم في السابق بتمويل وكالات غير حكومية موجهة تجاه الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة كمكتب التنسيق السياسي (OPC) المسئول عن إنشاء الشبكات المعادية للشيوعية تحت قيادة “فرانك وينسر” وإدارة المنظمات الدولية ” IOD”التابعة “CIA” والمتخصصة في تمويل النشاطات المخصصة للتأثير في أهل الفكر والعمال والطلاب الأوربيون، وذلك حتى فترة عهد الرئيس الأمريكي “جونسن” (1963-1969م) الذي قام بقطع التمويل عنها نتيجة لاكتشاف تورطها بعمليات لصالح CIA””، إلى أن طرح الكونجرس الأمريكي في عهد ولاية الرئيس الأمريكي “رونالد ريغان” عام 1983م مقترح آخر لإعادة ذلك التمويل وإنشاء مؤسسات أخرى بديلة عنها على غرار المؤسسات السابقة  ([9])

حيث نشرت مؤسسة “راند الأمريكية” دراسة تحت عنوان ( بناء شبكات الإسلاميين المعتدلين) حدد القائمين على هذه الدراسة بأن المطلوب من الإدارات الأمريكية استنباط واستنتاج دروس من تجربة الحرب الباردة وتحديد قابلية تطبيقها في العالم الإسلامي اليوم مع ضرورة تحديد خارطة طريق، وإنشاء شبكات جديدة موجهه إلى منطقة الشرق الأوسط على غرار الشبكات السابقة.   هذه المطالبة ليست جديدة بل سبقهم إليها الباحث “روبرت ساتلوف” (*) في كتابه                  ( حرب الأفكار في الحرب ضد الإرهاب)، والباحث “ديرك كيناني” في أحد مقالته وقوله:      “بأن الطريقة المناسبة لمواجهة المسلمين المعارضين هي بناء برنامج دولي على غرار المنظمات المعارضة للشيوعية والتي تم تأسيسها إثناء الحرب الباردة” ([10])

جدول رقم (1)

أوجه المقارنة بين الحرب الباردة في المعسكر الشيوعي ومنطقة الشرق الأوسط حالياً

 

المعسكر الشيوعي قديما

 

منطقة الشرق الأوسط حالياً

دور المجتمع المدني فيها قوى من الناحية التاريخية.

الروابط الفكرية والتاريخية ما بين الولايات المتحدة والدول الأوربية قوية.

أيدلوجية العداء (دنيوية).

طبيعة الشبكات المعارضة علمانية يتم التحكم فيها مركزياً.

التحديات السياسية اقل تعقيداً.

دور المجتمع المدني فيها ضعيف من الناحية   التاريخية.

الروابط الفكرية والتاريخية ما بين الولايات المتحدة ودول المنطقة ضعيفة.

أيدلوجية العداء (دينية).

طبيعة الشبكات المعارضة لديها مراكز سيطرة    إقليمية.

التحديات السياسية معقدة.

 

المصدر: أنجيل راباسا وآخرون, بناء شبكات المسلمين المعتدلين, موقع مركز دراسة الصراعات,pm 11.00, 1/8/2013م، متوفر على: https://raedelhamed.wordpress.com

من هنا فإن إقامة مؤسسات تعمل على توظيف القوة الناعمة أصبحت جزءاً رئيساً من الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وخاصة بعد إقرارها رسميا من قبل الكونجرس الأمريكي في عام 2008م التي كشف تفاصيلها الصحفي الأمريكي “سيمور هرش” بعد تسربها من أرشيف المخابرات الأمريكية ونشرت على موقع “ويكيليكس”، والتي توضح الترابط في الاستراتيجيات والسياسات واليات التخطيط لدى الأجهزة التي عهد إليها مباشرة الحرب الناعمة ضد إيران .

هو ما أوضحته “كلينتون” بدعوتها إلى ضرورة فتح قنوات الاتصال السياسي والدبلوماسي مع الحركات الإسلامية الرسمية، بهدف استدراجها وبالحد الأدنى توريطها وتلطيخ سمعتها في الشارع الإيراني ورسم الشكوك حولها ([11])  .

بالتالي يمكن التطرق للتحركات الناعمة الأمريكية تجاه إيران منذ عام 2011م على          النحو التالي :

1.2– القوة الناعمة الأمريكية تجاه إيران في عهد الرئيس (بوش الابن) .

( إن المصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية هي التي تحكم سياستها الخارجية ووفقاً لمتطلبات تحقيق مصالحها فهي لا تتردد في إجراء أية تغييرات جذرية في صميم تحالفاتها      أو سياساتها أو الانتقال من حالة إلى حالة أخرى تجاه علاقتها بالدول الأخرى فليس من الضرورة إن يكون حليف الأمس مثلا هو نفسه حليف الغد كما أن عدو الأمس ليس بالضرورة هو عدو اليوم فقد يكون حليف الغد أو يعود عدواً كما كان) ([12])                                                          لذا بلورت لجنة تخطيط السياسات في الخارجية الأمريكية بالتنسيق مع الجهات الأخرى في الإدارة الأمريكية سياسات جديدة تم وضعها قيد التطبيق منذ سنوات في إطار مشروعين اثنين في إطار توظيف قوتها الناعمة :

أولا : مشروع” Century statecraft st21″ صناعة الدول في القرن الحادي والعشرين بهدف إحداث تغيرات في البنى السياسية لبعض الدول وخاصة المناوئة لأمريكا من خلال توظيف تكنولوجيا الاتصالات والإعلام عبر تشكيل قوة سياسية ومدنية وشبابية في ساحة الخصم تؤمن بالأفكار والقيم والسياسات الأمريكية ويتم التواصل معها عبر الإنترنت ووسائل الإعلام، ويمكن ترميز هذا المشروع بما أطلق عليها إعلاميا بثورة الديمقراطيات الرقمية.

ثانيا: “مشروع” Diverting The Radicalization Track  ويقوم على إعادة توجيه مضمار التطرف، ويعني الاتصال بالبيئة السياسية للجماعات والمنظمات المتطرفة والمعادية وفتح حوارات معها عبر جهات ثالثة أو من خلال واجهات مدنية والسعي لتوجيه زخمها وامتصاص عنفها وتحويل حراكها وإشراكها في إطار اللعبة الديمقراطية بما يخدم المشروع الأمريكي، وقد ساعد على إرساء وتصميم هذه المشاريع والسياسات شخص مغمور في الإدارة الأمريكية، وهو الرجل الأصغر سنا في الإدارة الأمريكية والأكثر ابتكاراً للأفكار والسياسات، وهو مدير قسم غوغل للأفكار Google Idea ورئيس قسم تخطيط السياسات في الخارجية الأمريكية جاردكوهين Jard Cohen *

من هنا فإن الولايات المتحدة ترى في علاقتها بإيران بأن من الحكمة تشجيع العناصر والجهات الأكثر تماشيًا مع طموحاتها وإستراتجيتها، سواءً كان ذلك بمنطقة الشرق الأوسط المنقسمة على نفسها، والتي تعاني من انقسامات وصراعات داخلية وخارجية أو بالداخل الإيراني, مما جعل من الولايات المتحدة تبذل جهداً متزايداً لفهم طبيعة هذه الصراعات داخل إيران، ومحاولة التأثير فيها من خلال سياستها الناعمة ([13])

على اعتبار أن هذا النوع من القوة (القوة الناعمة) قوة افتراضية، وشكلاً من أشكال القوة المؤثرة في العلاقات بين القوى على مستوى السياسة الدولية, بالتالي فاستخدام القوة الناعمة تجاه إيران جزء من حرب حقيقية 100%، وحلقة من مخطط ثلاثي الأبعاد يعمل على توزيع الأدوار على عدة مستويات تتمثل في الأتي : ([14])

–  القوة الصلبة العسكرية في إطار الحرب النفسية والاحتواء والردع.

–  القوة الاقتصادية والحصار والعقوبات الاقتصادية لإضعاف مواردها وإمكاناتها وشل قدراتها.

–  القوة الناعمة لتدمير موارد إيران الناعمة وضرب امتداداتها وتأثيراتها.

فالولايات المتحدة تسعى بلا شك إلى تدمير القوة الناعمة الإيرانية التي تستخدمها الأخيرة بشكل منظم ومضاد لإستراتيجية للولايات الأمريكية المتحدة وتتبع إيران في ذلك أسلوب مختلف لتحقيق أهدافها, فقد تلجا إلي توظيف الثقافة والدين عند توجيه قوتها الناعمة إلى محيطها الإسلامي, عند الحديث عن المصالح المشتركة لحل القضية الفلسطينية  كما قد تلجا إلي التركيز علي القيم المشتركة في إطار محيطها الدولي عندما توجه قوتها الناعمة نحو دول أمريكا أللاتينية أو الدول الإفريقية عند الحديث عن الهيمنة الأمريكية على موارد واقتصاديات دول العالم الثالث .

تسخر إيران لتحقيق ذلك آلة إعلامية تعتبر الأولى في الشرق الأوسط عبر وكاله بث الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتبع مبدأ تصدير النموذج الإيراني للخارج ودعم الدبلوماسية العامة الإيرانية من خلال إشراف هذه الوكالة على 45 مكتباً في الخارج وتبث محتواها ب 30 لغة مختلفة و30 تلفزيونا محلياً و6 خارجية و4 إخبارية دولية, ولكن القوة الناعمة الإيرانية وارتباطها بالغزو الثقافي والتشيع وهو ما يتعارض مع سياسية الكثير من الدول العربية والإسلامية مما جعلها محل انتقاد ورفض من قبل الكثير من الدول وهدفا للمخطط الأمريكي بغيه تدميرها وضرب امتداداته   ([15])

لذلك فإن الولايات المتحدة ومنذ الثورة الإيرانية تعمل على تغيير النظام الإيراني بتقديم الدعم اللازم للجماعات المناهضة للنظام الإيراني وفهم طبيعة الصراعات بالداخل الإيراني، ومحاولة التأثير فيها من خلال سياستها الناعمة ويأتي ذلك بعد موافقة أداره الرئيس الأمريكي “كلينتون” في عام 1995م على تضمين مبلغ يقدر بـ20 مليون دولار لتمويل عمليات سرية ضد نظام الحكم في إيران ([16])

و في عهد الرئيس الأمريكي “بوش الابن” أصبح للولايات المتحدة,  تأثير واضح في الأحداث والمظاهرات التي شهدتها إيران في عام 2002م(*)؛ إذ خصصت الإدارة الأمريكية مبلغ وقدرة 500 مليون دولار لصالح المتظاهرين الإيرانيين وحثهم على القيام بالفوضى وهذا ما تجسد في تعبير “بوش” عن مدى سعادته بهذه المظاهرات التي رأى فيها خطوة باتجاه السير نحو الحرية والانفتاح ([17]).

بدأت بذلك إدارة الرئيس “بوش الابن” بضخ الأموال لدعم الديمقراطية في إيران في إطار ميزانية عام 2004م, كما وقع الرئيس الأمريكي في سبتمبر 2006م على “قانون دعم حرية إيران”(**) الذي قام الكونجرس بسنه وخصص كذلك مساعدات مالية وسياسية للأشخاص والمنظمات والكيانات المحلية والخارجية التي تعمل من أجل دعم وتعزيز الديمقراطية في إيران ورصدت الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا مبلغ “مليون دولار” لتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان في إيران كما قامت الإدارة الأمريكية بزيادة تواجد الدبلوماسيين الأمريكيين المتحدثين بالفارسية في البعثات الدبلوماسية الأمريكية المتواجدة في الدول المجاورة، أو التي يوجد بها جاليات إيرانية كبيرة ([18]) .

 بالتالي فإن إدارة الرئيس الأمريكي “دبليو بوش”عملت كثيراً علي إسقاط النظام في إيران وعقدت الاجتماعات ووضعت الاستراتيجيات داخل أروقة الإدارة الأمريكية لتنفيذ تلك الإرادة وطرحت العديد من الخطط والمشاريع الأمريكية لتحقيق هذا الهدف، من بينها العمل على تغيير ملامح الشرق الأوسط برمته، من خلال إستراتيجية قصيرة ومتوسطة الأمد تهدف إلى إحداث تقسيم طائفي ومذهبي وعرقي يشمل خريطة جديدة للمنطقة وخاصة بعد غزو العراق             في عام 2003م.

لذا كان للمحافظين الجدد دوراً محورياً داخل الإدارة الأمريكية وتوزيعهم للأدوار كان يتضمن عمليات مخفية وغير قانونية مشابهة لعملية “إيران- كونترا ” في الثمانينات من خلال تأسيس مكتب الاستخبارات الخاص والذي يسمى(*)(OSP)  حيث كان لهذا المكتب دور بارز في عقد اللقاءات السرية داخل واشنطن وفي عواصم أخرى، مثل روما وباريس بحضور كبار المستشارين السياسيين من أمثال (لاري فرانكلين, هارولد رود, ومايكل ليدن)(**) وضباط إسرائيليين وايطاليين ومعارضين إيرانيين على رأسهم تاجر السلاح المغترب (منشور غور بانيفار)  ([19]  )               .

فالإدارة الأمريكية في تلك الفترة كانت تهدف إلى إقامة دويلة شيعية في جنوب العراق موالية للولايات المتحدة, وتمتد حدودها إلى الجزء الشرقي من المملكة السعودية والأجزاء الغربية من إيران الذي يعرف بعرب الأهواز(***). ويمكن القول أن هذه الدولة سيكون على عاتقها الوقوف في وجه إيران وقادرة على سحب البساط من تحت إقدام النزعة الثورية في إيران وتحول دون الحلم الإيراني إن يصبح قبلة لكل الشيعة في العالم .

2.2 : القوة الناعمة الأمريكية تجاه إيران في عهد الرئيس (باراك أوباما)

يرى بعض المهتمين السياسيين بأن الولايات المتحدة لعبت دوراً مؤيداً ومسانداً لأغلب المظاهرات التي شهدتها إيران سواءً مظاهرات عام 1999م التي كانت نتيجة إغلاق صحيفة “سلام” الإصلاحية، ومظاهرات عام 2009م التي عرفت بالثورة الخضراء، ومظاهرات عام 2017م التي شهدتها مدينة مشهد الإيرانية التي طالب فيها المتظاهرين بإصلاحات اقتصادية بعد زيادة أسعار عدد من المواد الاستهلاكية، أو مظاهرات 2019م بعد قيام الشركة الوطنية للنفط في إيران برفع أسعار الوقود بنسبة 50%

وفي هذا السياق يقول “بول روبرتس”(*) منظر المؤامرة الأمريكية بقوله: “إننا نعلم أن الولايات المتحدة تمول منظمات إرهابية داخل إيران مسؤولة عن التفجيرات وأعمال العنف من المرجح أن تكون تلك المنظمات هي المسؤولة عن حرق الحافلات، وأعمال العنف التي حدثت أثناء المظاهرات التي شهدتها إيران في عام 2009م اعتراضاً على نجاح الرئيس “أحمدي نجاد” في الانتخابات الإيرانية” ([20]) .

يضيف “روبرتس” إلى أن واحداً من أبرز رموز المحافظين الجدد المعادين لإيران وهو “جون بولتون”(**) المندوب الأمريكي السابق لدي الأمم المتحدة أوضح الإستراتيجية الأمريكية بشأن إيران بقوله: “أولاً نحاول زعزعة استقرار إيران وفي حالة الفشل نقوم بقصفهم عسكرياً، أما “كينث تميرمان”(*) فإنه كشف بأن “مير حسين موسوي”(**) الذي خسر الانتخابات الإيرانية أمام “محمود أحمدي نجاد” تستخدمه منظمات ممولة من الولايات المتحدة، وأن هناك تنظيماً مسبقاً للمظاهرات قبل إعلان النتائج.

وأن تلك المظاهرات مُعدة سلفاً للادعاء أنها تجري احتجاجاً على سرقة الانتخابات لمصلحة “نجاد”، وبأن الوقفية لنشر الديمقراطية (الصندوق الوطني للديمقراطية NED) التابعة للإدارة الأمريكية، والتي تعمل على نشر الديمقراطية في إيران, مولت منظمات حكومية خارج إيران ترتبط بعلاقات قوية مع مجموعات “مير موسوي ([21])

في تصريح للرئيس الأمريكي “باراك أوباما” بشأن المظاهرات الإيرانية في عام 2009م      قال بأنه: “لا يتدخل في الانتخابات الإيرانية”، وأضاف أوباما قائلاً: “لا اختلاف بين المرشحين وأن واشنطن ستتعامل مع نظام معاد سواءً كان نجاد أو موسوي رئيساً .

فالرئيس الأمريكي السابق “أوباما” عمد إلى إنتاج أسلوب الآليات الناعمة على الصعيد الخارجي منذ فوزه على خصمه “جون ماكين” في عام 2008م ([22])

حيث يرتكز أسلوب الآليات الناعمة على عملية التسويق الاستراتيجي للعالم وسعت الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس “أوباما” من خلاله إلى إحداث نقلة نوعية في تعاملها مع الملف الإيراني حسب النقاط الآتية  ([23]) :

– تقديم الدعم المعنوي للثورة الخضراء والقائمين عليها في حال تجددها.                       –  فعل ما بالإمكان لزيادة التواصل داخل إيران ومابين إيران والعالم الخارجي, فقد نجحت  حركات المعارضة في  تبادل المعلومات ونشرها ولذا يجب دعم الإعلام الإيراني الخاص بدءاً من الفضائيات الموجهة وانتهاء برسائل الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي

–  مساعدة الإيرانيين على الحصول على التكنولوجيا اللازمة للتغلب على محاولة النظام الإيراني حجبها أو مراقبتها .

–  شن حملات إعلامية لدحض الافتراضات الأربعة إلى تروجها البروباغندا (*) الإيرانية وهذه الافتراضات هي :

  • إن الإصلاحيون لا يمثلون الشعب وغير وطنيين.
  • إن أمريكا تعاني من حالة انحطاط .
  • إن البرنامج النووي الإيراني سيؤدي إلى تقدم البلاد.
  • إن الاعتراض العالمي على هذا البرنامج ما هو إلا مؤامرة غربية لتبقى إيران في حالة الفقر والتخلف.

بالتالي فإن التسويق الاستراتيجي الذي اعتمدته إدارة “أوباما” يعتمد كثيرًا على مفردات(**)    القوة الناعمة الأمريكية وهو ما أعطاهم سبقًا على غيرهم من الأمم الأخرى, الطابع الانسيابي الخفي للثقافة والقيم الأمريكية المتزاوجة مع رأسمالية ضخمة نشطة، وهي ثقافة تختلط فيها الحقائق في الأوهام, فلم يعد يهم الأمريكيين كثيرًا ما تعتقد أو لا تعتقده، بل الأهم أن تعتقد وتؤمن وتتصرف على الطريقة الأمريكية.

فكما ساهمت القوة الناعمة الأمريكية في توهين المنظومة الشيوعية السابقة وتصفيتها من مخلفات النفوذ الروسي في العديد من دول البلقان(***) والبلطيق(****) فكذلك هو الأمر اليوم يمكن استخدام النموذج نفسه في مواجهه الفاشية الإسلامية (*([24])

في ضوء ذلك جندت أمريكا مئات الناشطين والإعلاميين وعشرات المؤسسات الإعلامية وشركات الانترنت وخاصة twitter”” الأكثر انتشاراً في إيران, خاصة إن ترتيب المدونين الإيرانيين على الانترنت يأتي في الدرجة الثالثة بعد الصين وأمريكا, كما أصدرت الولايات المتحدة قانوناً لتمويل ودعم حرب الانترنت ضد إيران تحت عنوان حماية ضحايا الرقابة على الانترنت في إيران”، وكذلك تدريب الشباب على كيفية تأسيس وتحريك مواقع الانترنت بعيداً عن أعين الرقابة الإيرانية تحت عنوان “تحالف المنظمات والتجمعات الشبابية”.

حيث أنشأ لذلك لجنة برئاسة “إليك روس” مستشار الخارجية الأمريكية لشؤون الابتكار والمعلومات, كما شملت مواد الدعم إنشاء محطات تلفزيونية أمريكية تبث بالفارسية منها “صوت أمريكا”, وهي معطيات لخصها “جايمس غلاسمان” وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الدبلوماسية بقوله: (بأنه يستطيع مخاطبة ربع الشعب الإيراني على الانترنت)     ([25])

من هنا فإن تفعيل القوة الناعمة على حساب القوة الصلبة في عهد الرئيس “أوباما” يُعد جزءاً من تكتيك مرحلي يخدم الأهداف الأمريكية، ألا وهو إعادة تأهيل القوة الأمريكية ومعالجة أثر نفقات الحروب الباهظة، وإطالة سقف المديونية الأمريكية لإعادة توظيفها بشكل محكم لاستمرار الهيمنة الأمريكية.

بالتالي كانت إدارة الرئيس “أوباما” الإدارة الأولى منذ عام 1979م التي تقدم التهنئة بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة في بيان مدته ثلاث دقائق موظفًا مصطلحات بناءة وذكية للتأثير في الطرف الأخر من خلال (الاقتناع والترغيب بدلاً من القسر والإكراه)  ([26])

3.2:  القوة الناعمة الأمريكية تجاه إيران في عهد الرئيس (دونالد ترامب) .

إن الرئيس الأمريكي روزفلت، أصابه مرض منعه من ممارسة مهامه الرئاسية، فاجتمع وزير المالية بزملائه من الوزراء، فارضاً عليهم سياسة تختلف عن سياسة الرئيس، وعندما شُفي روزفلت كان أول قرار وقعه إقالة وزير المالية وهذه الإقالة تعني أنه في أمريكا لا صوت يعلو على صوت الرئيس بشأن اختصاصات وصلاحيات السلطة التنفيذية وعلى ذلك فلا يذهبن أحد إلى حد بعيد في حرية الرئيس الأمريكي، في صناعة وممارسة السياسة الخارجية؛ لأن هذه الحرية مقيدة بعدة قيود(*)  ([27])

بالتالي فإن سياسة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لا تختلف كثيرًا عن سياسة سابقيه، بالرغم من كثرة الانتقادات(**) الموجهة لهذه الإدارة, فالسياسة الأمريكية في العموم انتقلت من الميدان العسكري إلى الميدان الناعم وبدلاً من الضغط من أعلى, أي الضغط على الحكومات والأنظمة والجيوش, يتم الضغط من أسفل, أي عن طريق منظمات المجتمع المدني وشبكات الناشطين   و بدلاً من الضغط من السفارات والتصريحات الرسمية, تمّ الانتقال إلى الميادين والشوارع وبدلاً من إهدار الجهود في بناء التحالفات مع الأحزاب التقليدية واستقطاب النخب السياسية  تمّ استقطاب وتدريب آلاف الناشطين وفق أحدث التقنيات التكنولوجيا الأمريكية، وتمّ إنشاء آلاف المنظمات الشبابية وتوجيه آلاف منظمات المجتمع المدني وناشطي شبكات الانترنت في شتى أصقاع العالم  ([28]).

لذلك يمكن القول بأن الولايات المتحدة عملت على توظيف قوتها الناعمة تجاه إيران       من خلال العمل على خطط منسجمة ومتوازية طول العقود الماضية تهدف إلى دعم الشبكات الشبابية والإعلامية والافتراضية على الانترنت، بغية تشويه النظام ورموزه ودعم التيارات والشخصيات الإيرانية المعارضة من داخل النظام نفسه، بهدف كسر ثقة النظام بنفسه ودعم الجماعات المسلحة الخارجة عن سلطة النظام الإيراني مثل (منظمة جند الله البلوشية ومجاهدي خلق وجماعة بيجاك الكردية وجماعة عرب الأهواز) ([29]).

حيث كتب الباحث والصحفي الاستقصائي البريطاني “نفيز أحمد”(*) تقريراً في موقع “Insurge Intelligence”   يقول فيه، أن وزارة الخارجية الأمريكية الحالية أنفقت ما لا يقل عن مليون دولار لاستغلال أعمال الشغب في إيران .

 في جانب آخر من تقريره ناقش “نفيز أحمد” الميزانيات المتعلقة بمؤسسات الحرب الناعمة الأمريكية كـ ممثلية الولايات المتحدة الأمريكية للتنمية الدولية “USAID”(**)، ويقول الباحث أن: وثائق “USAID” وزارة الخارجية الأمريكية تكشف أن حكومة الرئيس السابق ” دونالد ترامب” قد دعمت منذ عام 2016م حتى منتصف 2017م الجهات المعارضة داخل إيران بما لا يقل عن (1146196) دولار ([30])

لذلك فإن إدارة الرئيس “ترامب” تعمل كغيرها من الإدارات السابقة على نقل المعركة إلى الداخل الإيراني؛ وذلك لأن تأثير العقوبات القصوى على إيران قد يحتاج إلى وقت طويل حتى تخضع إيران للمطالب الأمريكية وتتراجع عن خططها في المنطقة وقيامها بعمليات مختلفة كتهريب النفط أو استبداله بالذهب قد يؤجل التأثير المميت على حكام طهران وتحقيق نتائج أفضل هو نقل المعركة إلى داخل إيران، مما سيضيف وجع على اذرع إيران في الخارج  ([31]) .     

هو الأمر الذي أشار إليه حاكم مدينة نيويورك “رودي جولياني” (1994-2001م)          في مشاركته مع وفد أمريكي في مؤتمر المعارضة الإيرانية المنعقد في مدينة باريس في عام 2018م، والذي تنظمه “منظمة مجاهدي خلق”(*) حيث تحدث جولياني عن قرب إسقاط النظام الإيراني، وأكد في كلمته بان حكومة “ترامب ” تدعم المقاومة الإيرانية وانسحبت من الاتفاق النووي وختم أن بلاده ستوقف التعامل التجاري مع من يتعامل مع إيران.

أما الموقف الرسمي لإدارة الرئيس الأمريكي “ترامب”، فقد أعلنه وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” الذي أكد فيه أن الولايات المتحدة تساند أية حركات سلمية ديمقراطية تهدف إلى التغيير في إيران ([32]) .

في وسط هذا التصعيد بين الدولتين قامت وزارة الأمن الإيرانية بعرض فلم وثائقي في عام 2019م تحت عنوان “صيد الجواسيس” بشأن تفكيك شبكة تجسس أمريكية, وإشارات الوزارة بأن وبالتزامن مع مجيء صقور جدد إلى السلطة في عهد الرئيس الأمريكي “ترامب” من أمثال “مايك بومبيو وجون بولتون”, حيث تم تكليف الاستخبارات الأمريكية بالقيام بعمليات داخل إيران وأوضحت أن الوكالة رصدت حينها ميزانية باهظة خدمة لتمرير هذا المخطط من خلال تجنيد عملاء جدد داخل إيران وتدريبهم بشكل محترف، ويعرض الفيلم الذي عرضته وزارة الأمن الإيرانية اعترافات وشهادات عن التحركات التي قامت بها عناصر الشبكة واتصالاتهم وأنشطتهم داخل إيران ([33])

وأخيرًا فإن للقوة الناعمة مدخلات ومخرجات, فمدخلاتها الناعمة هي المصادر           والموارد / مشاريع/ منظمات غير حكومية/ تدريب ناشطين/ برامج وسائل الإعلام والاتصال والرسائل والمواضيع الثقافية وغيرها.

أما مخرجاتها فهي السلوكيات المرغوبة أمريكيا وعلى رأسها إسقاط النظام الإيراني وتغيير سياساته ومابين المدخلات والمخرجات، هناك منظومة تقود وتشغل المدخلات لتحقيق المخرجات، فهي منظومة متشابكة ومتفاعلة تشتغل على الميادين والمحاور العسكرية والنفسية والسياسية والثقافية والاقتصادية والأمنية والإعلامية والتربوية في إطار لعبة شطرنج واحدة ([34]).

استنتاجات البحث .

إن استخدام القوة الناعمة بات من المواضيع ذات الأهمية البالغة في الأوساط الدولية فأسلوب التهديد واستخدام الأسلحة التقليدية في الحروب بدأ يواجه انتقادات لأسباب عدة، أهمها التكلفة التي تتكبدها الدول جراء الحروب عالية جداً هذا من جانب  وعدم قدرتها على حل العديد من القضايا المعاصرة, لاسيما أن القوة الناعمة من الممكن أن تؤدي نفس الدور أو التأثير المطلوب فيما يتعلق بتغيير سياسة دولة ما لصالح دولة أخرى  عبر القيام بعمليات هادئة و تدريجية تهدف إلى تغيير الأفكار والسلوك وفي النهاية تغيير النظام السياسي في البلد المستهدف .

–  توصلت الدراسة بأن الولايات المتحدة تعمل بجد ضد إيران, من خلال اُستخدام القوة الناعمة التي سبق وأن استخدمتها ضد الاتحاد السوفيتي إثناء الحرب الباردة وساهمت في توهين المنظومة الشيوعية وتصفيتها, فكذلك الأمر يمكن القول بأن الولايات المتحدة قد غيرت من الأهداف وأعادت استخدام نفس الوسائل السابقة في مواجهه الجمهورية الإيرانية .

– عملت الولايات المتحدة على توظيف قوتها الناعمة تجاه إيران، من خلال العمل على خطط منسجمة ومتوازية طول العقود الماضية تهدف إلى دعم الشبكات الشبابية والإعلامية والافتراضية على الانترنت، بغية تشويه النظام ورموزه ودعم التيارات والشخصيات الإيرانية المعارضة من داخل النظام نفسه، بهدف كسر ثقة النظام بنفسه وإصدار العقوبات والقوانين ودعم المتظاهرين في إيران المطالبين بالتغيير بغية الحد من نفوذها وإضعاف نظامها السياسي وزيادة أزماته والعمل على خنق إيران وعزلها سياسياً واقتصادياً

أولا:اجهة جهود النظام الإيراني وقدراته في تصدير أيديولوجيته الثقافية والدينية وقد تبدي استعدادها في دعم الحركات المسلحة في إيران مثل (البلوشية ومجاهدي خلق وجماعة بيجاك الكردية ومنظمة جند الله وعرب الأهواز)

– ان الخيار الأمريكي في اعتماد القوة الناعمة في سياستها الخارجية تجاه إيران, بمعنى      (انتقالها من الميدان العسكري إلى الميدان الناعم) كان محاط بجملة من الأسباب جعل الإدارة الأمريكية تعيد حساباتها في تعاملها مع إيران ومنها :

  • إيران تتمتع بأهمية جيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وأحد اكبر الدول المصدرة للنفط
  • صاحبة مشروع يستند على المذهب الشيعي وتصدير الثورة للخارج مما جعلها طرفاً في الكثير من الأزمات بالمنطقة .
  • أصبحت إيران تشكل خطراً حقيقياً على المصالح الأمريكية بالمنطقة وحليفتها إسرائيل في ظل تطور برنامجها النووي .
  • محاولة تدمير القوة الناعمة الإيرانية التي تستخدمها الأخيرة بشكل منظم ومضاد لإستراتيجية للولايات الأمريكية المتحدة وتتبع إيران في ذلك أسلوب مختلف لتحقيق أهدافها كتوظيف الثقافة والدين عند توجيه قوتها الناعمة إلى محيطها الإسلامي  أو التركيز علي القيم المشتركة في إطار محيطها الدولي عندما توجه قوتها الناعمة نحو دول أمريكا اللاتينية أو الدول الإفريقية عند الحديث عن الهيمنة الأمريكية على موارد واقتصاديا دول العالم الثالث.

– بناء على الاستنتاجات السابقة توصل البحث إلى التوصية الآتية :

–  إن الخيار الذي يمكن أن تتبناه أية دولة في تعاملها مع الملف الإيراني هو من خلال العمل مع باقي الدول بمنطقة الشرق الأوسط وبالطرق السلمية بغية الحد من تدخلات إيران في شؤون المنطقة وحتى لا تستخدم إيران هذه التدخلات كورقة ضغط وهو ما سيؤدي إلى إشعال الطائفية في العديد من الدول العربية الأمر الذي سيخلق حالة من عدم الأمن والاستقرار والانقسام.

–  أن شن حرب أمريكية على إيران سيؤدي إلى كارثة إنسانية واقتصادية نظراً لحساسية وأهمية المنطقة لأغلب اقتصاديات العالم, لذا وجب اعتبار إيران جزء من النظام الأمني بالمنطقة والعمل على محاولة تصحيح سياستها الخارجية واستخدام برنامجها النووي في الأغراض السلمية.

قائمة المراجع

أولا : الكتب العربية .

  • القيسي, محمد وائل, الأداء الاستراتيجي الأمريكي بعد العام 2008م, السعودية, الناشر المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية, 2018م.
  • عبد الحي, سماح عبد الصبور, القوة الذكية في السياسة الخارجية, الطبعة الأولى, مصر, دار البشير للثقافة والعلوم القاهرة, 2014م.
  • عبد السلام, رفيق, الولايات المتحدة الأمريكية بين القوة الصلبة والقوة الناعمة,الطبعة الرابعة, لبنان  مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث, 2015م.
  • الحاج, على محمد, الحرب الناعمة الأسس النظرية والتطبيقية, مصر, المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية,2018م.
  • مركز الحرب الناعمة للدراسات, مدخل إلي الحرب الناعمة, الطبعة الأولى, لبنان, مركز الحرب الناعمة للدراسات, 2014م.
  • ناي, جوزيف س, الوالمجلات.ة وسيلة النجاح في السياسة الدولية, محمد البحريمي (ترجمة)، الطبعة الأولى، السعودية، مكتبة العبيكان, 2007

ثانيا: الدوريات والمجلات .

  • هواري, بالحاج, التهديدات الأمريكية للمملكة العربية السعودية وإيران بعد أحداث 11 سبتمبر, مجلة أفاق للعلوم, الجزائر(المجلد1، العدد 3،

ثالثا: مواقع شبكة المعلومات الدولية.

  • العزازي, سعد, الفهم الصحيح للدبلوماسية مابين القوة الصلبة والناعمة والذكية, المركز الديمقراطي العربي,30, 4/5/2016م متوفر على https://www.democraticac.de.
  • الشكيلي, سالم, السياسة الأمريكية في عهد ترامب, موقع الأثير, 00, 10/9/2018م متوفر على https://www.atheer.com.
  • العرداوي, خالد عليوي جياد, دور القوة الناعمة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط, موقع شبكة النبأ المعلوماتية 11.30 26/8/2018م, متوفر على https://annabaa.org
  • الحكايمة, محمد خليل, أسطورة الوهم: كشف القناع عن الاستخبارات الأمريكية,
    موقع مكتبة نور,50 ,9/3/2008م ص88,متوفر على www.noor-book .com.
  • النعيمي, أحمد نوري, السياسة الخارجية الإيرانية 1979-2011م, موقع كتب,
    pm 6.40,1/1/2012م، ص188.متوفر على books,google.com.ly.
  • القبج, سامح رشيد, إستراتيجية توظيف القوة الناعمة الأمريكية في إدارة الصراع مع إيران(2008-2012م), مجلة جامعة الاستقلال للأبحاث,30 , 2015م متوفر على https://alistiqlal.edu.ps.
  • الحراثي, ميلاد مفتاح, تأثير العامل الخارجي على سياسات الدول, المركز الديمقراطي العربي,00,19/11/2018م، متوفر على: https://www.democraticac.de.
  • برنارد, شيريل, إستراتيجية دعم الاتجاه الصوفي ضد الأصوليين, أحمد قعلول (ترجمة)، موقع مركز دراسة الصراعات, pm .1.30, 1/8/2013م متوفر على https://raedelhamed.wordpress.com.
  • دن, أوباما يعرض على إيران صفحة جديدة, موقع البيان, 00, 21/9/2009م، متوفر على www.albayan.ae .
  • د ن, إدارة ترامب أنفقت مليون دولار لاستغلال أعمال الشغب في إيران, موقع وكالة تنسيم الدولية للأنباء,22, 20/1/2018م، متوفر على: www.irankhana.com.
  • حميد, صالح, شخصيات أمريكية تكشف تفاصيل إستراتيجية واشنطن حيال إيران, موقع قناة العربية,33,19/6/2020م متوفر على www.alarabiya.not.
  • حامد, رائد, العلاقات الأمريكية الإيرانية, موقع مركز دراسة الصراعات, pm 1.00, 9/7/2015م، متوفر على https://raedelhamed.wordpress.com.
  • راباسا, أنجيل وآخرون, بناء شبكات المسلمين المعتدلين, موقع مركز دراسة الصراعات, 00, 1/8/2013م متوفر على https://raedelhamed.wordpress.com.
  • عبد المنعم, أحمد محمد, السياسة الخارجية الأمريكية تجاه تصاعد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط, المركز الديمقراطي العربي, 40, 18/8/216م، متوفر على: .https://democraticac.de
  • عدنان, عماد, إيران تكشف شبكة تجسس أمريكية, موقع نون بوست, 30, 23/7/2019م، متوفر على www.noonpost.com.
  • عبد الله, حارث قحطان, الإستراتيجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط, موقع العراقية, 15,2010م، متوفر على: isaj.net https://.
  • قعلول, أحمد, الديمقراطية من منظور أمريكي, موقع مجلة القلم, 30 AM, 19/1/2019م، متوفر على Aqlam online .com. www.
  • قباص هود محمد,المعهد الديمقراطي الأمريكي, المعهد الدولي للدراسات,pm 9.40, 22/3/2017م، متوفر على https://eipss-eg.org.
  • سمير, أيمن, إيران والإستراتيجية الأمريكية الجديدة, موقع البيان, 00, 25/9/2019م، متوفر على www.albayan.ae.

[1] – جوزيف س ,ناي, , القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية, محمد البحريمي (ترجمة)، الطبعة الأولى، السعودية، مكتبة العبيكان 2007م,ص193.

[2] – مرجع سبق ذكره.ص192.

[3] – حارث قحطان عبد الله, الإستراتيجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط, موقع العراقية, pm12.15,2010م، متوفر على: isaj.net https://.

(**) المشروع الشرق أوسطي أمريكي: يقصد بالمشروع الشرق أوسطي, مجموعة من الترتيبات السياسية والاقتصادي في منطقة جغرافية معينة تضم دولاً في منطقة الشرق الأوسط, ويسعى المشروع من التقليل من النفوذ الإيراني وتشكيل المنطقة من النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية على نحو يخدم المصالح الأمريكية.

(*) لاو تزه أو لآو تسي فيلسوف صيني قديم ولد 604 ق.م, وقد عاش في القرن السادس قبل الميلاد, وينسب إليه كتابه الأهم (تأو تي تشينغ), ولكن بعض المؤرخين يقولون انه شخصية خيالية نتيجة جمع عدة شخصيات أو أنه عاش في القرن الرابع قبل الميلاد.

[4] – أحمد قعلول,الديمقراطية من منظور أمريكي, موقع مجلة القلم, 10.30 AM, 19/1/2019م، متوفر على Aqlam online .com. www.

(*) الستار الحديدي عبارة استخدامها رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل, وكانت العبارة تشير إلى سياسة العزلة التي انتهجها الاتحاد السوفيتي السابق بعد الحرب العالمية الثانية، إذ أقام حواجز تجارية ورقابة صارمة، عزلت البلاد ودول أوروبا الشرقية التي كانت تسير في فلكه عن بقية العالم. في الأربعينات من القرن الماضي .

(**) إذاعة أوربا الحرة مؤسسة غير ربحية تتكون من شبكتين للراديو وللإرسال الإذاعي لشرق وسط وأوربا ومنطقة البلقان والقوقاز ووسط أسيا والشرق الأوسط, وتذيع برامجها بثلاثين لغة يتحدث بها سكان هذه المناطق.

[5] – جوزيف س, ناي, , القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية, مرجع سبق ذكره.ص12.

(***) ساحة تيان إن من أو ميدان السماء, ساحة تقع في وسط بكين عاصمة الصين, مساحة الميدان تصل إلى 440 ألف متر مربع، مما يجعلها أكبر ميدان من حيث المساحة في العالم.

(****) يمكن أن تكون إشارة من الكاتب, إلى أن نقل الصلاحيات في انتخابات أفغانستان عام 2004م، أوجد مناخًا من الضبابية في مجالات مثل حقوق الإنسان, فكثير من الأفغان وبخاصة النساء, يخشون أن تتعرض للخطر الانجازات التي تحققت في حماية حقوق الإنسان وتعزيزها منذ عام 2001م.

[6] -خالد عليوي جياد العرداوي, دور القوة الناعمة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط, موقع شبكة النبأ المعلوماتية 11.30AM. 26/8/2018م, متوفر على https://annabaa.org

[7]– ميلاد مفتاح الحراثي, تأثير العامل الخارجي على سياسات الدول, المركز الديمقراطي العربي,pm8.00,19/11/2018م، متوفر على: https://www.democraticac.de.

[8] – سعد العزازي, الفهم الصحيح للدبلوماسية مابين القوة الصلبة والناعمة والذكية, المركز الديمقراطي العربي,pm11.30, 4/5/2016م متوفر على https://www.democraticac.de.

[9] – هود محمد قباص,المعهد الديمقراطي الأمريكي, المعهد الدولي للدراسات,pm 9.40, 22/3/2017م، متوفر على https://eipss-eg.org.

(*) خبير أمريكي في لسياسة العربية والإسلامية وشغل المدير التنفيذي لمعهد واشنطن من عام 1993م، وهو من أكثر المطالبين بضرورة تغير الدبلوماسية العامة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي.

[10] – راباسا, أنجيل وآخرون, بناء شبكات المسلمين المعتدلين, موقع مركز دراسة الصراعات, pm11.00, 1/8/2013م متوفر على https://raedelhamed.wordpress.com.

[11] – سامح رشيد القبج, إستراتيجية توظيف القوة الناعمة الأمريكية في إدارة الصراع مع إيران(2008-2012م), مجلة جامعة الاستقلال للأبحاث,pm7.30 , 2015م ,ص326, متوفر على https://alistiqlal.edu.ps

[12] – رائد حامد , العلاقات الأمريكية الإيرانية, موقع مركز دراسة الصراعات, pm 1.00, 9/7/2015م، متوفر على https://raedelhamed.wordpress.com.

* Jared Cohen(born November 24, 1981) is a public policy professional and social media advisor. He is

the founder and Director of Google Ideas, an Adjunct Senior Fellow at the Council on Foreign Relations, an

author, and an artist, Previously he served as a member of the Secretary of State.s Policy Planning Staff anda close adviser to both Condoleezza Rice and later Hillary Clinton.

[13] – برنارد, شيريل, إستراتيجية دعم الاتجاه الصوفي ضد الأصوليين, أحمد قعلول (ترجمة)، موقع مركز دراسة الصراعات, pm .1.30, 1/8/2013م متوفر على https://raedelhamed.wordpress.com.

[14] – سامح رشيد القبج, إستراتيجية توظيف القوة الناعمة الأمريكية في إدارة الصراع مع إيران(2008-2012م), مجلة جامعة الاستقلال للأبحاث,pm7.30 , 2015م ,ص327, متوفر على https://alistiqlal.edu.ps

[15] – سماح عبد الصبور عبد الحي, القوة الذكية في السياسة الخارجية, الطبعة الأولى, مصر, دار البشير للثقافة والعلوم القاهرة, 2014م,ص ص 135-143.

[16] – أحمد محمد عبد المنعم, السياسة الخارجية الأمريكية تجاه تصاعد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط, المركز الديمقراطي العربي, pm1.40, 18/8/216م، متوفر على: .https://democraticac.de

(*) مظاهره طلابية شارك فيها حوالي ثلاثة آلاف من الطلبة كانوا يحتجون تعبيرًا عما وصفوه بغياب حرية التعبير وتحولت إلى أحداث شغب، وجاءت المظاهرة بعد سماح السلطات للطلاب بالتجمع بمناسبة “يوم الطالب الوطني”.

[17] – هواري, بالحاج, التهديدات الأمريكية للملكة العربية السعودية وإيران بعد أحداث 11 سبتمبر, مجلة أفاق للعلوم, الجزائر(المجلد1، العدد 3، 2016م,ص198).

(**) هو قانون صادر من الكونجرس الأمريكي في عام 2006م خصص له 10 ملايين دولار، وأمر رئيس الولايات المتحدة بإنفاق هذه الأموال لدعم الجماعات المؤيدة للديمقراطية والمعارضة للحكومة الإيرانية.

[18] – أحمد محمد عبد المنعم, السياسة الخارجية الأمريكية تجاه تصاعد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط, المركز الديمقراطي العربي, pm1.40, 18/8/216م، متوفر على: .https://democraticac.de

(*) أسس في عهد الرئيس “بوش الابن “المؤسس نائب وزير الدفاع الأمريكي (بول وولفوتز فيث).

(**) عمل المذكورون في فبركة قضية حرب العراق واتهم فرانلكين في عام 2005م من قبل مكتب التحقيق الفدرالي بالتجسس لصالح إسرائيل.

[19]– محمد خليل الحكايمة, أسطورة الوهم: كشف القناع عن الاستخبارات الأمريكية,
موقع مكتبة نور,pm1.50 ,9/3/2008م ص88,متوفر على www.noor-book .com.

(***) هم المجتمع العربي في إيران القاطن في محافظة خوزستان في جنوب غرب إيران على الحدود العراقية.

(*) بول كريغ روبرتس, من مواليد 1939م، ولد في جورجيا وهو عالم اقتصاد, تولى في عام 1981م منصب معاون وزير مالية الولايات لمتحدة الأمريكية.

[20]– أحمد نوري النعيمي, السياسة الخارجية الإيرانية 1979-2011م, موقع كتب,
pm 6.40,1/1/2012م، ص188.متوفر على www.books,google.com.ly.

(**) محام أمريكي من مواليد 1948م، خدم في عدة إدارات جمهورية وعمل سفيرًا للولايات المتحدة في الأمم المتحدة 2005 – 2006م.

(*) هو كاتب أمريكي بصحيفة  نيويورك تايمز الأمريكية ومؤلف كتاب “العد العكسي للازمة النووية مع إيران”.

(**) سياسي إصلاحي ومهندس معماري من مواليد 1942م، شغل منصب رئيس الوزراء طيلة الحرب العراقية الإيرانية.

[21] – أحمد نوري النعيمي, السياسة الخارجية الإيرانية 1979-2011م, مرجع سبق ذكره.

[22] – محمد وائل القيسي, الأداء الاستراتيجي الأمريكي بعد العام 2008م, السعودية, الناشر المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية, 2018م,ص185.

[23] – مرجع سبق ذكره , ص245.

(*) الدعاية – الترويج التبشير كلمة تعني نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور وتوجيه مجموعة مركزة من الرسائ, ص208دف التأثير على أكبر عدد من الأشخاص.

(**) (وهي الثقافة والقيم والسياسة الخارجية).

(***) منطقة ثقافيه وجغرافية تقع في الجزء الجنوبي من قارة أوربا في شرق شبه الجزيرة الايطالية وانتقلت كلمة البلقان من اللغة التركية إلى باقي اللغات الأخرى.

(****) وهي إحدى دول الاتحاد الأوربي وتضم كلاً من: لاتفيا وليتوانيا وإستونيا.

(*) الفاشية الإسلامية, اسم كتاب للكاتب المصري, حامد عبد الصمد, وترجم إلى عدة لغات، وكان من ضمن الكتب الأكثر مبيعاً، ويقارن فيه الباحث فكرة الإسلام الأصولي بالإيديولوجية الفاشية, لا لكونهما ينبعان من المعين الزمان مكاني نفسه, ولكن من حيث تشابه شروط التجنيد والولاء وبيئة العمل.

[24] – رفيق عبد السلام, , الولايات المتحدة الأمريكية بين القوة الصلبة والقوة الناعمة,الطبعة الرابعة, لبنان, مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث, 2015م ص,85.

[25] – مركز الحرب الناعمة للدراسات, مدخل إلي الحرب الناعمة, الطبعة الأولى, لبنان, مركز الحرب الناعمة للدراسات, 2014م,ص208.

[26] – دن, أوباما يعرض على إيران صفحة جديدة, موقع البيان, pm10.00, 21/9/2009م، متوفر على www.albayan.ae .

(*) بنيوياً تتوزع أعباء السياسة الخارجية الأمريكية على أربعة مواقع رسمية –الرئيس ووزارة الخارجية – ووزارة الدفاع – ومجلس الأمن القومي, إضافة إلى جهات أخرى غير رسمية مثل مركز الأبحاث وقوى الضغط ومجموعات المصالح.

[27] – سالم الشكيلي, السياسة الأمريكية في عهد ترامب, موقع الأثير, pm12.00, 10/9/2018م متوفر على https://www.atheer.com.

(**) في استطلاع رأي نشرته مؤسسة “غالوب” المتخصصة في تقديم الاستشارات الإدارية  يفيد بأن صورة الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب انخفضت 20 نقطةً عن صورتها تحت إدارة أوباما.

[28] – مركز الحرب الناعمة للدراسات, مدخل إلي الحرب الناعمة, الطبعة الأولى, لبنان, مركز الحرب الناعمة للدراسات, 2014م,ص20.

[29] – سامح رشيد القبج, إستراتيجية توظيف القوة الناعمة الأمريكية في إدارة الصراع مع إيران(2008-2012م), مجلة جامعة الاستقلال للأبحاث,pm7.30 , 2015م ,ص329, متوفر على https://alistiqlal.edu.ps

(*) هو مؤسس ورئيس تحرير مجلة INSURGE intelligence يعمل منذ 16 عاماً في مجال الصحافة الاستقصائية، ولديه دراسات في مجلة الغار ديان حول الجيوسياسية في الأزمات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وأحرز لمرتين جائزة Project Censored”” عن كتابة تقارير استقصائية، وأدرج اسمه لمرتين في قائمة مجلة “ايونينغ استاندارد”، للأشخاص الأكثر تأثيرا بين سكان لندن.

(**) الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ذراع وزارة الخارجية الأمريكية، ولها عدة فروع بمنطقة الشرق الأوسط منها “لبنان” وتديرها مباشرة السفارات الأمريكية، وتقوم بالعديد من البرامج التنموية التي تمول من خلالها العديد من المؤسسات العامة، إضافة إلى المنظمات غير الحكومية فضلاً عن برامج المنح الدراسية.

[30] – د ن, إدارة ترامب أنفقت مليون دولار لاستغلال أعمال الشغب في إيران, موقع وكالة تنسيم الدولية للأنباء,pm6.22, 20/1/2018م، متوفر على: www.irankhana.com.

[31] – أيمن سمير, إيران والإستراتيجية الأمريكية الجديدة, موقع البيان, pm6.00, 25/9/2019م، متوفر على www.albayan.ae.

(*) منظمة مجاهدي خلق كانت غير محبذه في عهد الرئيس أوباما، وكانت مصنفة على قائمة الإرهاب حتى عام 2012م، ولكن اليوم تفتح إمامها المنابر تحت شعار التغيير في إيران.

[32] – صالح حميد, , شخصيات أمريكية تكشف تفاصيل إستراتيجية واشنطن حيال إيران, موقع قناة العربية,pm7.33,19/6/2020م متوفر على www.alarabiya.not.

[33] – عماد عدنان, إيران تكشف شبكة تجسس أمريكية, موقع نون بوست, pm7.30, 23/7/2019م، متوفر على www.noonpost.com.

[34] – على محمد الحاج,الحرب الناعمة الأسس النظرية والتطبيقية, مصر, المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية,2018م ص 156.

5/5 - (2 صوتين)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى