دور الاعلام الرياضي في تسوية المنازعات الرياضية في العراق
The role of sports media in settling sports disputes in Iraq
اعداد : د. علي كاظم الظالمي – استاذ باحث في الشؤون القانونية والرياضية
- المركز الديمقراطي العربي
الملخص :
تعتبر المنازعات الرياضية و ما تحصل من مشاكل في عموم الرياضة مادة ثرية لوسائل الاعلام المختلفة وتحظى بتغطية اعلامية واسعة خصوصا العاملة في النشاط الرياضي , كما تعددت وتنوعت اشكال واساليب الازمات والمشاكل الرياضية يعود ذلك الى التقدم الكبير للرياضة عطفا على التقدم العلمي والتكنولوجي وكذلك دخول معظم الرياضات المختلفة الى عالم الاحتراف وارتباط الرياضة بالاقتصاد والسياسة , علاوة على قيام الكثير بالعمل في مجال النشاط الرياضي بدون مؤهلات علمية وخبرات فنية ولعل من اسباب ذلك سماح القوانين الرياضية النافذة بذلك مما يؤدي الى ظهور الكثير من الاخطاء التي تساعد على وقوع المنازعات الرياضية , فقد عملنا في دراستنا هذه التطرق الى دور الاعلام الرياضي وبكافة وسائله المرئية والمكتوبة والالكترونية نجح في بعض الاحيان في تسوية المنازعات الرياضية وخصوصا برامجه المتلفزة و صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
Summary :
Sports disputes and the problems that arise in general sports are considered a rich material for the various media and have wide media coverage, especially those working in sports activity. There are also multiple and varied forms and methods of crises and sports problems due to the great progress of sport, a sympathy for scientific and technological progress as well as entry to most different sports To the world of professionalism and the connection of sport to economics and politics, in addition to doing a lot of work in the field of sporting activity without scientific qualifications and technical expertise. Perhaps one of the reasons for this is the application of the sporting laws in effect, which leads to the emergence of many mistakes T helps the occurrence of sports disputes, we have worked in this study touched on the role of sports media and all visual and written, electronic and liquid succeeded sometimes in the settlement of disputes
المقدمة :
بعد التطور الكبير الذي شهدته الرياضة وخاصة منذ ثمانينات القرن المنصرم حيث شهدت هذه الفترة توسعاً وزيادة في عدد الأندية والإتحادات الرياضية وزيادة في عدد الشركات المنتجة للتجهيزات الرياضية و ظهور ما يسمى بالاحتراف الرياضي وما نتج عنه من عقود (عقود الاحتراف) وقد أدى هذا التطور إلى تنوع وزيادة النزاعات المتعلقة بالرياضة سواء العقدية منها ، كعقد الاحتراف أو غير العقدية ، كالمتعلقة بالمنشطات وغيرها ، ونتيجة لذلك ولعدم وجود قضاء رياضي متخصص بالبت في مثل هذه المنازعات أصبح من الضروري إيجاد مؤسسة أو هيئة تتولى الفصل في تلك المنازعات من هنا برزت فكرة إنشاء محكمة تحكيم رياضية ، وتم ذلك فعلاً ففي عام 1983 صادقت اللجنة الأولمبية الدولية رسمياً على الأنظمة الأساسية للمحكمة وأصبحت هذه الأنظمة نافذة المفعول في 30/6/1984 ، وسميت بمحكمة التحكيم الرياضية ويكون مقرها في لوزان في سويسرا وتختص هذه المحكمة بتسوية المنازعات الرياضية
و يعد تناول المواضيع والاحداث و المشاكل والمنازعات الخاصة بالرياضة , احد اهم الادوار التي يقوم بها الاعلام الرياضي وبوسائله المختلفة كافة , الا ان هناك سؤال يثور في حالة المنازعات الرياضية على وجه التحديد ما هو الدور الذي يلعبه الاعلام الرياضي ومن خلال وسائله المرئية والمكتوبة والالكترونية , ولهذا ارتأى الباحث ان يتناول هذا الموضوع للتعرف على دور وسائل الاعلام في تسوية المنازعات الرياضية التي تحصل للرياضيين عموما في العراق سواء أكانت النزاعات فيما بينهم او مع مؤسساتهم الرياضية التي يرتبطون بها بحكم نشاطهم , او المنازعات الناشئة لهذه المؤسسات الرياضية فيما بينها
اهداف البحث :
- التعرف على ماهية المنازعات وانواعها .
- اليات ووسائل فض المنازعات الرياضية .
- دور الاعلام الرياضي في تسوية المنازعات .
اهمية الدراسة :
لم يكن اختيار هذا الموضوع من قبيل الترف الفكري بل كانت هناك عدة أسباب دعت إلى اختياره منها :
- قلة المؤلفات الفقهية الأجنبية والعربية في هذا المجال
- في ظل وجود قضاء خاص مختص في الفصل في المنازعات القانونية المتعلقة بالرياضة الا انه يعاني في صعوبة اجراءات التقاضي وطول مدتها بالاضافة الى عدم تخصص قضاتها في المجال الرياضي .
- التزايد المستمر في عدد المنازعات الرياضية وتنوعها .
- الاعلام الرياضي مارس دوره وبقوة الا انه الدراسات لم تلتفت اليه وتعضده وتصحح مساره في بعض الاحيان
منهجية البحث :
اعتمد الباحث أسلوب البحث القانوني التحليلي حيث بينت الأحكام التي جاءت بها كافة القوانين المتعلقة بالرياضة والتي اعتمدت عليها في البحث عن طريق تحليل نصوص هذا القانون كما لم يألُ الباحث جهداً في البحث عما يتعلق بموضوعه من قرارات لمحكمة التحكيم الرياضية التي يمكن أن تعد تطبيقات عملية لتحكيمها .
هيكلية البحث :
سيتم تناول هذا البحث من خلال مبحثين سنفرد اولهما للتطرق الى وسائل تسوية المنازعات وسيقسم الى ثلاث مطالب يكون اولهما لتناول تسوية المنازعات من خلال القضاء العادي , وفي ثانيهما لتناول تسوية المنازعات من خلال اللجان المختصة في الاتحاد الرياضي , وثالثهما لتناول تسوية المنازعات لدى محكمة التحكيم الرياضية , اما المبحث الثاني سيتم تناول دو الاعلام الرياضي في تسوية المنازعات وسيتم تقسيمه الى مبحثين سنفرد اولهما الى مفهوم الاعلام الرياضي وثانيهما الى تأثير الاعلام الرياضي على المنازعات الرياضية , وسننتهي الى نتائج وتوصيات .
المبحث الاول : وسائل تسوية المنازعات الرياضية
سيتم تناول هذا المبحث من خلال تقسيمه الى ثلاث مطالب نفرد اولهما الى تسوية المنازعات الرياضية من خلال القضاء العادي , اما المطلب الثاني نتناول فيه تسوية المنازعات من خلال اللجان المختصة في الاتحاد الرياضي , اما المطلب الثالث نتناول فيه تسوية المنازعات الرياضية في محكمة التحكيم الرياضية وكما يأتي :
المطلب الاول / تسوية المنازعات الرياضية من خلال القضاء العادي
ما هو معروف عرفا ان الجهة القانونية المختصة بفض اي منازعة عقدية تنشا بين الافراد هي السلطة القضائية , حيث ان حق التقاضي مكفول دستوريا لكل فرد عراقي حيث نص على ان : ( التقاضي حق مصون ومكفول للجميع ) [1] , الا ان الاشكالية في طبيعة بعض النزاعات التي لا تجيز جميع الانظمة الرياضية ولوائحها وقراراتها الاحتكام الى القضاء الوطني والمعروف بالقضاء العادي لفض تلك المنازعات الرياضية , بالرغم من ظهور محاكم رياضية متخصصة في العراق , وهذه لا تسمى قضاءا عاديا مثل محاكم البداءة ومحاكم العمل وغيرها
ان شرط عدم اللجوء الى القضاء و اناطة مهمة فض المنازعات الرياضية الى احدى اللجان الرياضية في نصوص النظام الداخلي للاتحاد العراقي لكرة القدم هو شرط باطل لمخالفته للنظام العام , كون حق التقاضي مكفول دستوريا كما ذكرنا انفا , ولا يجوز لاطراف النزاع الرياضي الاتفاق مسبقا على سلخ ولاية القضاء , وبالنتيجة يصح العقد ويبطل الشرط بموجب المادة (139) من القانون المدني العراقي النافذ [2]
بعد ان كثرت وتعددت النزاعات الرياضية التي تنشئ من خلال تفسير عقود الاحتراف الرياضي والتي اصبحت لها خصوصية واهمية كبيرة خصوصا في العراق لا تقل اهميتها عن العقود التجارية وعقد البيع وعقد الوكالة وعقد النقل وغيرها , بالرغم من وجود قواعد مشتركة بين هذه العقود , ولذلك فان حل المنازعات الرياضية ومشاكل العقود الرياضية تحتاج الى قضاء متخصص ومحكمة رياضية لفصل المنازعات مكونة من قضاة ومتخصصين في علمي الرياضة الاحتراف , وقد جاءت مبادرة من مجلس القضاء الاعلي العراقي و هو اعلى سلطة قضائية في جمهورية العراق عندما قرر تأسيس محكمة رياضية في العراق لاول مرة حيث تعتبر هذه خطوة مهمة وضرورية لكثرة المنازعات الرياضية [3] , وهذه تحتاج الى محكمة متخصصة وفعلا تم صدور بيان مجلس القضاء الاعلى بتشكيل محكمة متخصصة بالنظر في النزاعات الرياضية لعام 2014 وقد نص البيان في البند اولا منها على ( تقرر تشكيل محكمة متخصصة بالنظر في المنازعات الرياضية بين المؤسسات الرياضية ومنتسبيها او من غير منتسبيها , يكون مقر المحكمة في بغداد – مجمع المحاكم في الكرخ – الزوراء – رئاسة استئناف بغداد / الكرخ الاتحادية ) [4]
ان هذه المحكمة وبالرغم من كونها تشكلت لغرض حل مشاكل ونزاعات كثيرة عانت منها الرياضة العراقية في التقصير الخاطئ لبعض النصوص في القوانين والانظمة والتعليمات واللوائح الرياضية الا انها تعاني من فقدان البعد الدولي لتنفيذ قراراتها كون ان المؤسسات الرياضية التي ينتمي اليها الرياضيون وبالذات الاتحادات الوطنية لجميع الالعاب الرياضية تابعة فنيا الى اتحادات دولية غير حكومية , لذلك لا تخضع الى التعاون القضائي بين العراق والدول الاخرى ووفقا للاتفاقات الدولية التي صادق عليها العراق بالانضمام اليها سابقا , لذلك تحتاج هذه المحكمة وعن طريق مجلس القضاء الاعلى الى ابرام اتفاقية مع مجلس التحكيم الدولي التابع للجنة الدولية الاولمبية وكذلك محكمة التحكيم الدولية CAS [5]
الا ان بالرغم مما سبق الا ان المحكمة الرياضية العراقية المختصة بالنزاعات الرياضية قد حسمت العديد من الدعاوى المهمة في الرياضة العراقية وقد سجلت في عام 2016 بحدود (100) مائة دعوى قضائية رياضية تدور اغلب القرارات حول ( حل ادارات الاندية الرياضية من قبل وزارة الشباب والرياضة العراقية , وكذلك الاشكالية في تطبيق قانون منح الرياضيين الابطال والرواد رقم (6) لسنة 2013 , وعدد من دعاوى تتعلق بقرارات عقود الاحتراف الرياضي , وبخصوص الاحتراف الرياضي فقد اصدرت المحكمة القرار المرقم (16/محكمة رياضية/ 2015) في 3/1/2015 والذي يتعلق باقامة دعوى من قبل المدعي (م.ف.ن) ضد نادي نفط الجنوب , و قضى القرار ( الحكم بالزام المدعى عليه رئيس الهيئة الادارية لنادي نفط الجنوب اضافة لوظيفته بتاديته مبلغا مقداره (45000000) خمسة واربعون مليون دينار عراقي عن المتبقي من مستحقاته المالية المترتبة بموجب عقد الاحتراف لاعب كرة قدم المؤرخ في 15/9/2014 وتحميل المدعى عليه المصاريف القضائية واتعاب المحاماة )
ان المحكمة الرياضية المختصة بنظر النزاعات الرياضية في العراق قد واجهت تحديات كثيرة عندما طعن الاتحاد العراقي لكرة القدم بشرعيتها رغم كون الاتحاد انف الذكر هو من عرض على مجلس القضاء الاعلى على تشكيلها بناءا على كثرة النزاعات الرياضية وخصوصا في رياضة كرة القدم , وكان الطعن ينصب في ان هذه المحكمة ليست المقصودة في المادة (65) من النظام الاساسي لاتحاد العراقي لكرة القدم لعام 2010 والتي نصت على ( على الاتحاد تشكيل محكمة رياضية تنظر في النزاعات الداخلية بين الاتحاد واعضائه ولاعبيه ومسؤوليه ووكلاء لاعبيه ومبارياته والتي لا تكون ضمن صلاحيات هيئاته القضائية ….. وعلى مجلس الاتحاد اصدار تعليمات خاصة بتشكيل هذه المحكمة وصلاحياتها واجراءاتها )
ويبدو ان المحكمة فعلا ليست هي المحكمة المقصودة في ذلك على اعتبار ان من يشكلها الاتحاد العراقي لكرة القدم وليس مجلس القضاء الاعلى , الا ان الاشكالية تثور حول لماذا عرض الاتحاد العراقي لكرة القدم على مجلس القضاء الاعلى تشكيل هذه المحكمة ؟ , كما ان هذه المحكمة لا تنظر فقط النزاعات الخاصة بلعبة كرة القدم فحسب وانما تنظر جميع المنازعات الرياضية لباقي الالعاب , فلما هذا الاعتراض عليها علما ان الطعن جرى على خلفية قرار محكمة التحكيم الرياضية بشان الطعن بانتخابات الاتحاد الفرعي لكرة القدم في ميسان في الدعوى المقامة من قبل المدعي ( ع , ع , ك ) ضد الاتحاد العراقي لكرة القدم , حيث اصدرت المحكمة الرياضية المختصة بالنزاعات الرياضية العراقية قرارها المرقم (25/محكمة رياضية / 2016) والقاضي ( الحكم بإبطال لائحة التعليمات التي جرت الانتخابات وفقا لها , بإلغاء نتائج انتخابات الاتحاد المذكور واعادة الانتخابات للاتحاد الفرعي لكرة القدم في ميسان , وتحميل المدعى عليه (الاتحاد العراقي لكرة القدم المصاريف ……) [6]
من ناحية اخرى فان الاتحادات الدولية و خصوصا الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تصدر عقوبات بحق الاتحادات الوطنية لكرة القدم حال تدخل حكوماتها السياسية بحل الاتحادات الوطنية , وفي حالات اخرى وخصوصا فيما يتعلق بالانتخابات فانها تعتبره شانا داخليا حيث لا وجود علاقة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالانتخابات كون ذلك لا يدخل ضمن صلاحياتها وسلطاتها مطلقا , وبهذا الخصوص اصدرت محكمة الرياضية المتخصصة بالنظر في الشؤون والمنازعات الرياضية العراقية قرارها المرقم (25/محكمة رياضية/ 2016) والذي قضى (( في الفقرة (4) من اجراءات المحكمة على انه استناد الاتحاد العراقي لكرة القدم في حال جرت الانتخابات وفق قانون (16) لسنة 1986 , وعدم اجرائها وفق اللوائح المعدة من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم , فلا صحة لها كون الدائرة القانونية في الفيفا سبق وان بينت بان الانتخابات شأن داخلي لا تدخل ضمن صلاحيات وسلطات الفيفا , وان اللجوء الى هذه المحكمة ليست مدعاة لفرض العقوبات , بل ان العقوبات تفرض عند قيام الحكومات بحل الاتحاد وتشكيل اخر بطرق غير قانونية , وان ادعاء هذه الدعوى ينصب على انتخابات اتحاد فرعي وليس اتحادا وطنيا )) [7]
المطلب الثاني / تسوية المنازعات من خلال اللجان المختصة في الاتحاد الرياضي
ان تسوية النزاع الرياضي بواسطة الاتحاد الرياضي الوطني يجب ان تكون بواسطة لجان متخصصة في هذا الشان , ونظرا لما تقتضيه طبيعة النشاط الرياضي فقد ألزمت اللوائح المنظمة للعبة كرة القدم حل النزاع على الجهات المختصة لدى الاتحاد الرياضي لايجاد حل مناسب للنزاع المعروض , وبالتالي يبدو ان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يوجه كافة الاتحادات الوطنية الاعضاء في العالم ان تقوم بتشكيل لجان متخصصة خاضعة للاتحاد الوطني نفسه تكون مهمتها النظر في المنازعات الرياضية الناشئة عن الاحتراف الرياضي وعن غيره
اما النظام الاساسي للاتحاد العراقي لكرة القدم لعام 2017 فقد ألزم الاتحاد العراقي بان ينشأ هيئة او لجنة مختصة في النظر بالمنازعات الرياضية الخاصة بالاشخاص الرياضيين العراقيين والعاملين ضمن الاتحاد العراقي لكرة القدم [8] , و الالتزام بذلك وعدم الرجوع الى المحاكم العادية للنظر في نزاعاتهم وحلها , كون ذلك يخالف بنود النظام الاساسي لاتحاد كرة القدم العراقي [9] , وكذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم , و يتبين لنا ان الاطراف الرياضية المتنازعة في العراق لا يمكن لهم فض نزاعهم امام المحاكم العادية او الرياضية داخل العراق , و في حال عدم الامتثال لذلك تتعرض الكرة العراقية الى عقوبات انضباطية , وهذا غير دقيق كونه يخالف الدستور حيث يرى الباحث ان القضاء له الدور بالنظر في الدعاوى المختلفة بموجب الدستور والذي يعتبر القانون الاسمى في العراق , وهذا يظهر جليا عندما نظر الدعوى المقامة من قبل مدرب المنتخب العراقي (حكيم شاكر ) ضد المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم السابق والذي كسب المدرب فيها حكما بإلزام الاتحاد العراقي بتأديته له مبلغا وقدره مليار واربعة وثلاثون مليون دينار [10]
ان سبب لجوء الكثير الى المحاكم القضائية وترك اللجان المختصة في الاتحاد الكروي هو لعدم فاعلية اللجان الاخيرة , ويرى الاستاذ صالح المالكي بان لجنة شؤون اللاعبين لم تكن فعالة للحصول على حقوق اللاعبين من خلال الطلبات التي قدمت اليها , كونها غالبا ما تستخدم الاسلوب (الودي) واذا لم ينفع ذلك فلا وجود الى اجراءات ملزمة ورادعة للحصول على حقوق الرياضيين سواء اكانوا لاعبين او مدربين , و قد تكون نظرة الاتحاد العراقي لكرة القدم لهذا الموضوع ترجع للحصول على اصوات الاندية في الانتخابات , ولذلك تستخدم اسلوب ( التوافقات ) في اصلاح ذات البين فقط وهذه تعتبر نقطة سلبية يجب الانتباه اليها من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم من تطبيق القانون فقط وفرض شخصيته المعنوية [11]
اما لائحة الاتحاد العراقي لوضعية وانتقال اللاعبين لعام 2017 فقد عالجت موضوع تسوية النزاعات الخاصة بوضعية وانتقال اللاعبين من خلال اختصاص الاتحاد العراقي بشكل حصري في النظر وتسوية المنازعات الناشئة بين ( اللاعبين مع انديتهم ) و (المدربين مع الاندية او الاتحادات ) [12]
اما في خصوص لجنة شؤون اللاعبين فتختص هذه اللجنة في النظر و فض المنازعات المذكورة في الفقرتين (ب و ث) من المادة (23) من هذه اللائحة وايضا بجميع المنازعات التي تنشأ عن تطبيقات هذه اللائحة والتي لا تكون من اختصاص غرفة تسوية اللاعبين [13] .
اما فيما يخص غرفة تسوية المنازعات فقد نصت لائحة وضعية وانتقال اللاعبين على 1- تختص غرفة تسوية المنازعات في النظر و فض المنازعات المذكورة في الفقرتين (أ و ت) من المادة (23) من هذه اللائحة .
2- تحكم غرفة فض المنازعات في القضايا المقدمة اليها بحضور ثلاثة من اعضاؤها بضمنهم اما رئيس او معاون رئيس الغرفة الا في الحالات التي تكون نتيجة وطبيعة ظروفها يمكن تقريرها بواسطة عضو غرفة واحد [14] .
اما بخصوص لائحة الاتحاد العراقي لأجراءات لجنة شؤون اللاعبين وغرفة تسوية المنازعات لعام 2017 , فقد حدد نطاق تطبيقها من خلال النص على ( 1- هذه اللائحة تسري على اجراءات المنازعات التي تنظر بها لجنة شؤون اللاعبين وغرفة تسوية المنازعات . , 2- اي نص في النظام الاساسي واللوائح الاخرى للاتحاد العراقي لكرة القدم ينحرف عن احكام هذه اللائحة , تكون له الاسبقية في التطبيق )[15] فمن خلال هذا النص يتبين لنا ان هذه اللائحة تحدد الاجراءات التي ستتبعها لجنة شؤون اللاعبين وغرفة تسوية المنازعات وتنظم عملهما , اما في البند الثاني ولكون اللائحة تتبع النظام الاساسي فاعطته الاولوية والاسبقية في تطبيق نصوصه الخاصة بتسوية المنازعات في حال انحرف مسار بنوده عن هذه اللائحة .
اما بخصوص القوانين الواجبة التطبيق ولعدم حصول تنازع في القوانين عند النظر في المنازعات المعروضة امام لجنة شؤون اللاعبين وغرفة تسوية المنازعات فقد نصت اللائحة في المادة (2) منها على ( تفض المنازعات المقدمة الى لجنة شؤون اللاعبين وغرفة تسوية المنازعات طبقا لانظمة ولوائح الاتحاد العراقي والتشريعات العراقية ذات الصلة ) , اي ان هذا النص اوجب على لجنة شؤون اللاعبين وغرفة تسوية المنازعات ان تطبق اللوائح الانظمة الخاصة بالاتحاد كما تلتزم بتطبيق القوانين العراقية المختصة بهذا الشأن لكي لا يكون هناك لبس او تنازع بالقوانين والانظمة واللوائح .
اما بخصوص تكوين اللجنة وهيكلتها فقد نصت اللائحة على ( تقوم اللجنة التنفيذية للاتحاد العراقي لكرة القدم بتعيين رئيس ومعاون رئيس واعضاء لجنة شؤون اللاعبين , كذلك تقوم اللجنة التنفيذية للاتحاد العراقي بالتشاور مع رابطة اللاعبين ومجلس الاندية بتعيين رئيس ومعاون رئيس واعضاء غرفة تسوية المنازعات . ) [16] من خلال هذه المادة فان للجنة التنفيذية للاتحاد العراقي حصرا تكوين لجنة شؤون اللاعبين وغرفة تسوية المنازعات .
المطلب الثالث / تسوية المنازعات الرياضية عن طريق محكمة التحكيم الرياضية
ان كل ما ينشئ من منازعة رياضية مهما كان سبب نشوئها يجب ان تعرض على الاتحاد الدولي لكرة القدم ضمن اطار اختصاص الاتحاد الدولي لكرة القدم بالفصل في مثل تلك المنازعات الرياضية الدولية ويمتلك الاتحاد الدولي لجانا متخصصة لحل مثل هذه المنازعات والتي تعد كل واحدة منها بمثابة محكمة خاصة وهما لجنة اوضاع اللاعبين و لجنة فض المنازعات , واذا لم تتمكن لجان الاتحاد الدولي لانهاء النزاع او قام احد الاطراف بالتظلم من قرار اللجنة التي تنظر النزاع او ان يكون الاتحاد الدولي طرفا في النزاع فان لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم تلزم الاتحادات الوطنية باللجوء الى محكمة التحكيم الرياضية (CAS) التي تعتبر محكمة رياضية خاصة ومستقلة تنظر بشان اي منازعة تجمع الاتحاد الدولي والاتحادات الوطنية واعضاء الاتحاد الدولي والعاملين في مجال الرياضة , وتختص هيئة التحكيم دون غيرها بالفصل في الطعون التي تقدم ضد اي قرار صادر بصفة نهائية من اي سلطة قضائية تابعة للفيفا , و بهذا ينص النظام الاساسي للفيفا على ( تقر الفيفا باستقلالية محكمة التحكيم الرياضية ومقرها(لوزان) سويسرا , لفض النزاعات بين الفيفا والاعضاء والاتحادات القارية والروابط والاندية واللاعبين والمسؤولين ووكلاء المباريات المعتمدين ووسطاء اللاعبين ) [17]
تعد محكمة التحكيم الرياضية التي نظمها قانون التحكيم المتعلق بالرياضة النافذ عام 1994 , اعلى محكمة رياضية في العالم الا ان انشاء هذه المحكمة كان سابق لنفاذ القانون حيث في عام 1983 قامت اللجنة الاولمبية الدولية للمصادقة رسميا على الانظمة الاساسية لمحكمة التحكيم الرياضية واصبحت نافذة في 30/6/1984 , حيث شكلت المحكمة في لوزان في سويسرا وانضمت اليها ( 87 ) سبع وثمانون دولة , وتختص بالنظر في الدعاوى التي ترفع في شان النزاعات الرياضية , وتشكل باكثر من ثلاثمائة قاضي او محكم من مختلف دول العالم , وتطبق النظام الاساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) , اضافة الى القانون السويسري وقوانين دول العالم وقراراتها ملزمة على جميع المؤسسات الرياضية [18] , وهي مؤسسة مستقلة عن اي منظمة رياضية من خلال التحكيم او الوساطة عن طريق قواعد اجرائية طبقا لحاجات العالم الرياضي , وقد وضعت المحكمة بعد الاصلاحات التي شهدتها عام 1994 , تحت السلطة الادارية والمالية للمجلس الدولي للتحكيم في الرياضة
اما تشكيلها فتعد محكمة التحكيم الرياضية مؤسسة تحكيمية تكمن مهمتها بالبت في المنازعات ذات الطبيعة القانونية الرياضية عن طريق الوساطة او التحكيم وذلك بتكليف الوسطاء او المحكمين بواجب الوساطة او اصدار القرار التحكيمي فيها
وتضم المحكمة قسمين للتحكيم : اولهما قسم التحكيم الاعتيادي , وثانيهما قسم التحكيم الاستئنافي , وكلا القسمين يكون تحت مسؤولية رئيس قسم , ومنذ انشاؤها تطورت بشكل مستمر واليوم تعد مؤسسة راسخة الجذور في عالم الرياضة , كما اعترفت بذلك المحكمة الفيدرالية السويسرية عام 1993 بوصفها اعلى هيئة قضائية في سويسرا , فهي تعد محكمة تحكيم حقيقية توفر الضمانات الكافية باستقلالية وموضوعية لتكون قراراتها نهائية وملزمة , كذلك فان القرارات الصادرة من المحكمة لها نفس قوة الاحكام القضائية الصادرة من المحاكم العادية [19]
توزع ملفات المنازعات الرياضية على القسمين كلا حسب طبيعة النزاع القائم بين الاطراف , حيث يباشر قسم التحكيم الاعتيادي عمله بواسطة هيئات واجبها حل جميع المنازعات الخاضعة لاجراءات التحكيم الاعتيادية , اما قسم التحكيم الاستئنافي فيباشر عمله بواسطة هيئات واجبها حل المنازعات الخاضعة لاجراءات التحكيم الاستئنافي , و ان مصطلح هيئات يقصد به محكم او مجموعة من المحكمين يهتمون باصدار قرار التحكيم
وتاييدا لما سبق فان المادة الثالثة من قانون التحكيم في الرياضة تنص على ( محكمة التحكيم الرياضية التي لها قائمة محكمين تتوصل الى الحل التحكيمي للمنازعات الناشئة في مجال الرياضة من خلال وسيط التحكيم الذي يتكون من هيئات تتالف من محكم واحد او ثلاثة محكمين , وتضم المحكمة ايضا قسم التحكيم الاعتيادي وقسم التحكيم الاستئنافي , وتستطيع المحكمة ايضا ان تتوصل الى حل المنازعات المتعلقة بالرياضة عن طريق الوساطة , وتحكم اجراء الوساطة قواعد منفصلة ) [20]
المبحث الثاني : تأثير الاعلام الرياضي في تسوية المنازعات الرياضية
يشكل الاعلام الرياضي عنصرا اساسيا من عناصر اي مجتمع رياضي مهما كانت درجة تطوره ولذلك فهو يدرس على انه ظاهرة رياضية اجتماعية , لذا فان النظرة الاكثر شمولية وعمقا للرياضة والمستندة الى المعطيات وضعت الاعلام امام مسؤوليات عدة , حيث اصبح الاعلام الرياضي جزء من مسيرة الامم وسجل حافل بالانجازات والمكاسب الرياضية للبلدان والشعوب من خلال المشاركة في الانشطة الرياضية , لذا سنتناول هذا المبحث من خلال مطلبين نفرد اولهما لمعرفة مفهوم الاعلام الرياضي , وثانيهما لتاثير الاعلام الرياضي في المنازعات الرياضية بغية تسويتها وكما يلي :
المطلب الاول / مفهوم الاعلام الرياضي
- الفرع الاول / التعريف اللغوي
الاعلام ( علم ) (اعلام المحاكم ) في اصلاح المحاكم , وهو صورة الحكم الذي يصدره الحاكم واعلمه ابلغه بالمعلومة [1] ,
يعرف اصطلاحا بانه نشر معلومة صحيحة ووقائع محددة باستخدام الوسائل الموثقة مع ذكر مصادرها لخدمة الصالح العام .
كما يعرف ايضا بانه تزويد الناس بالاخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق التي تساعد على تكوين راي صائب في واقعة من وقائع عدة او مشكلة من المشكلات بحيث يعتبر هذا تعبيرا موضوعيا في عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم بمعنى ان الغاية الوحيدة للاعلام هي نقل المعلومات والحقائق والارقام والاحصاءات ونحو ذلك [22]
ان الاعلام الرياضي هو فرع من الاعلام ككل حيث يقوم بتناول الاحداث الرياضية والسياسة المتبعة في البلدان , وبالامكان من خلال هذا الاعلام التوجه نحو الاراء التي تريد توجيهها الى الجمهور و يمكن لاي قطاع من قطاعات الدولة او المجتمع المدني او غيرهما ان يتقدم دون ان يتواكب معه النفس الاعلامي , ويعرف الاعلام الرياضي بانه (عملية نشر الاحداث والمعلومات والحقائق وشرح القواعد والقوانين الخاصة بالالعاب والانشطة الرياضية ونشر الثقافة الرياضية بين افراد المجتمع وتنمية وعيه الرياضي وهو جزء من الاعلام الخاص لكونه يهتم بقضايا واخبار الرياضة والرياضيين) [23] , كما يعد الاعلام في المجال الرياضي بانه تلك المنظومة التي تهتم بنشر الاخبار والمعلومات المرتبطة بالرياضة و بعرض وتفسير القواعد والقوانين والمبادئ التي تنظم الرياضات والالعاب المختلفة وتحكم المنافسات الرياضية , والتي تهتم بتوضيح الرؤى العلمية والرياضية وذلك من خلال وسائل الاتصال والاعلام الجماهيرية بغرض نشر الثقافة المرتبطة بهذا المجال لدى المواطنين وتنمية اتجاهاتهم الايجابية نحو ممارسة اوجه النشاط البدنية والحركية و توجيههم نحو استثمار اوقات الفراغ في متابعة الاحداث الرياضية [24]
ان ظهور وسائل الاعلام السمعي البصري الجديد ومنه ظهور الاعلام الرياضي والبث المباشر لمختلف الاحداث الرياضية زاد بشكل كبير كما ساهمت الاقمار الصناعية الى حد كبير الى عولمة الرياضة وتفعيل دور الاعلام الرياضي بشكل كبير وهذا ما ساهم في نشر ثقافة بيع وشراء الحقوق الرياضية لشركات التلفزيون العالمية المختلفة .
الفرع الثاني / التطور التاريخي لوسائل الاعلام
لقد مرت وسائل الاعلام بمراحل كثيرة عبر التاريخ حتى وصلت الى الصورة التي هي عليها الان في وقتنا الحاضر وهذا يرجع الى تغيير هذه الوسائل وتطورها من عصر الى عصر اخر
فقد كانت وسائل الاعلام في الازمنة القديمة طبولا تسمع في ادغال افريقيا , ودخان يصعد في بلاد الهند , ونيران تسطع في صحراء العرب وحمائم تطلق في عهود الخلفاء والسلاطين , وخيولا تسبق الريح في توصيل الانباء الهامة من بلد الى اخر , ومعنى ذلك ان وسائل نقل الاخبار كانت كثيرة ومتنوعة في العصور القديمة , كما كان القائمون بنقل الاخبار كثيرون , ثم خضعت هذه الوسائل الاعلامية لاطوار متعددة بعد ذلك حتى عرفت بانواعها الموجودة حاليا [25]
وبعد قيام الثورة الصناعية وما صاحبها من عدة امور منها الاكتشافات والاختراعات التي خدمت الانسانية بشكل كبير لا سيما اختراع المطبعة ومستلزماتها , اتخذت وسائل الاعلام صورة جديدة ثم حدثت الثورة الثالثة في مجالات الاعلام بظهور الاختراعات الحديثة كالراديو والتلفزيون والسينما , ومع ظهور شبكة الانترنت حدثت الثورة الرابعة في مجال الاعلام حيث نقلت العالم نقلة حضارية كبيرة في المجال الاعلامي , خصوصا بعد ظهور الاذاعة والتلفزيون .
الفرع الثالث / عناصر الاعلام الرياضي
للاعلام الرياضي اربعة عناصر هي :
- المرسل / هو صاحب الرسالة الاعلامية او الجهة التي تصدر عنها هذه الرسالة سواء كانت هذه الجهة الاتحاد الكروي او النادي او اللاعب او المدرب ……الخ .
- المستقبل / هو من توجه اليه الرسالة الاعلامية سواء اكان فردا او جماعة .
- الاداة او الوسيلة / هي ما تؤدى به الرسالة الاعلامية سواء اكانت صحيفة او اذاعة او تلفزيون ….. الخ [26]
- الرسالة او المضمون / هي ما تحمله وسيلة الاعلام الرياضية لتبليغه او توصيله الى المستقبل ويعتمد الاعلام الرياضي في بلوغ اهدافه على الرسالة او المضمون الذي تقدمه هذه الرسائل ومدى اعتماده على الحقائق والارقام ومسايرته لروح العصر والشكل الفني الملائم ومناسبته لمستوى المستقبلين من الجمهور من حيث اعمارهم و حاجاتهم , ويتم نقد الاعلام الرياضي وتقويمه ايجابا او سلبا في ضوء توفر هذه الشروط والمعايير التي ان تحققت تجعل تاثيرها في الناس اكبر وتحوز على ثقتهم , وعلى هذه عناصر الاعلام بنيت نظرية الاتصال وتفسيراتها لسيكلوجية الاعلام الرياضي
الفرع الرابع / اهمية الاعلام الرياضي
تبرز اهمية الاعلام الرياضي في تاثيرها على كل من الجمهور والعاملين في الرياضة حيث ان وسائل الاعلام وخصوصا الرياضية منها اصبحت تتمتع باهمية كبيرة في الوقت الحاضر , فقد اصبحت هناك حاجة ملحة لمتابعة الاحداث والاخبار الرياضية في كل دول العالم , ويعود هذا الفضل الى انتشار وسائل الاعلام من ناحية والتطور الصناعي من ناحية اخرى , حيث انتشر استخدام الراديو والتلفزيون والمحطات الفضائية والانترنت ووسائ التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات باختلاف انواعها الورية منها والالكترونية مما ادى الى سرعة انتقال المعلومة الرياضية
للاعلام الرياضي دور متشعب في المجتمع ظهر بجلاء بعد انتشاره على نطاق واسع في القرن العشرين ولذلك اتخذت الحكومات باختلاف سياساتها الفكرية تخصص لها الصحف والقنوات الاذاعية والتلفزيونية وتوجهها نحو تحقيق اهدافها الداخلية من حيث رفع مستوى الثقافة الرياضية للجمهور وزيادة الوعي الرياضي لهم وتعريفهم باهمية دور الرياضة في حياتهم العامة والخاصة
واستخدامها ايضا للوصول الى اهدافها الخارجية من حيث تعريف العالم بحضارة شعوبها الرياضية والذي يعكس بدور رقي هذه الدول وتقدمها في شتى المجالات وفي ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الكبير والسريع في المجال الرياضي تبرز اهمية دور الاعلام الرياضي وضرورة احاطة الافراد بالمجتمع علما بل ما يدور من احداث وتطورات في هذ المجال و بالتالي صعوبة الاتصال المباشر بمصادر المعلومات واخبار الرياضيين
من هنا تتضح اهمية الاعلام الرياضي في القيام بواجبه هذا بالاضافة الى زيادة تدفق المعلومات الرياضية وزيادة مصادرها وتشابك المجال الرياضي بالمجالات الاخرى سواء اقتصادية او اجتماعية او سياسية وعدم قدرة الفرد نفي ملاحقة ومتابعة هذا التدفق والذي يعد امرا صعبا فاقل ما يوصف به هذا العصر هو عصر المعلومات نتيجة التقدم الذي يحق بالحاسوب والاقمار الصناعية وظهور شبكة الانترنت , ومن هنا تبرز الحاجة الضرورية والملحة في قيام الاعلام الرياضي في التغلب على هذه الصعوبات بما يساعد جمهور الرياضة على استيعاب كل ماهو جديد في المجال الرياضي والتجاوب معه
والانسان في نظر رجال الاعلام نفس اعلامية تتغذى على الخبر وتنمو بالفكر وتتعافى باللحن ومن هنا تبدو اهمية الاعلام الرياضي ايضا في السيطرة على جمهور الرياضة وتوجيه مشاعرهم بالوجهة التي يريدها الموجه , فان وضعت في الخير كانت وسيلة لا تضاهى في البناء ان وضعت في غير ذلك كانت شرا [27]
ومن خلال ما تم ذكره اعلاه يمكن القول بان الاعلام الرياضي بانواعه المختلفة من صحافة رياضية وبرامج رياضية اذاعي او تلفزيونية يؤثر تاثيرا كبيرا في وقتنا الحاضر ويشكل جوانب خطيرة من النمو السلوكي والقيمي لافراد المجتمع في المجال الرياضي .
الفرع الخامس / اهداف الاعلام الرياضي
هناك عدة اهداف للاعلام الرياضي [28] منه :
- نشر الثقافة الرياضية من خلال تعريف الجمهور بالقواعد والقوانين الخاصة بالالعاب والانشطة المختلفة والتعديلات التي تطرأ عليها .
- تثبيت القيم والمبادئ والاتجاهات الرياضية والمحافظة عليها , حيث ان لكل مجتمع سلوكيات خاصة به من الرياضة متفقة مع تلك القيم والمبادئ فيكون التوافق من سمات المجتمع .
- نشر الاخبار والمعلومات والحقائق المتعلقة بالقضايا والمشكلات الرياضية المعاصرة ومحاولة تفسيرها والتعليق عليها لكي تكون امام الراي العام في المجال الرياضي واعطائه الفرصة لاتخاذ ما يراه من قرارات تجاه القضايا او تلك المشكلات , وهذه اوضح اهداف الاعلام الرياضي التي ترمي الى توعية الجمهور رياضيا من خلال امدادهم بالمعلومات التي تستجد في حياتهم على المستويين المحلي او الدولي .
- الترويح عن الجمهور وتسليته بالاشكال والطرق التي تخفف عنه صعوبات الحياة اليومية [29] .
الفرع السادس / وظائف الاعلام الرياضي
تختلف وظائف الاعلام الرياضي باختلاف الظروف الرياضية والاجتماعية والسياسية لكل مجتمع كما تختلف وظائف وسائل الاعلام من فترة زمنية الى اخرى في ذات المجتمع , ولكن يمكن تحديد اهم هذه الوظائف فيما يلي :
الاخبار والاعلام : وذلك بتغطية الاخبار الرياضية بشكل دقيق وصحيح وشامل بما يعطيها معناها الحقيقي ولا يكفي ان تعلم الصحيفة قرائها بالاحداث بل عليها ايضا ان تثير اهتمامها
الشرح والتفسير والتحليل : وتعني تقديم الكثير من التفاصيل والتوضيحات للاحداث الرياضية المختلفة وللمواضيع والقضايا الرياضية المثارة في المجتمع , وهذا يتم من خلال وضع الموضوع او الحدث الرياضي في التسلسل العام للاحداث وباشكال صحفية مختلفة , حيث تقوم هذه الوظيفة على اساس التحليل النفسي والدخول الى اعماق الحقائق وتقديم الخلفيات التاريخية والوثائق لهذه الحقائق او الاحداث , وبالنتيجة لا بد للصحافة الرياضية والاعلام الرياضي من ان تقدم لمتابعيها او جماهيرها تفسيرا للاحداث الرياضية وتوضيحا لمسبباتها واسبابها
الارشاد والتوجيه : ان الصحافة الرياضية والاعلام الرياضي بعد ان قامت بالشرح والتفسير والتوضيح والتحليل والنقد والتعليق وطرح الراي والراي الاخر , لا بد لها ان ترشد ووجه الى الطريق حتى تكون مهمتها ايجابية وانصبت في رقي رياضة البلد .
التثقيف : ان الاعلام الرياضي والصحافة الرياضية يقوم بتقديم الثقافة الرياضية الى الجماهير الرياضية كما يقوم بنقل التراث الثقافي الرياضي من جيل لاخر , وتعريف الاجيال المختلفة بالتاريخ الرياضي والمشكلات التي حدثت سابقا .
التوثيق والتاريخ : حيث يقوم الاعلام الرياضي والصحافة الرياضية بتسجيل وقائع الحياة الرياضية ورصد الوقائع التاريخية المتلاحقة ومتابعتها وتتوقف امكانية اعتبار اي وسيلة اعلامية وثيقة تاريخية خصوصا في المجال الرياضي , وقد اصبحت الصحافة الرياضية والاعلام الرياضي مرجعا وثائقيا لا يمكن الاستغناء عنه
النقد والتعليق وطرح الراي : يتوقف دور الاعلام الرياضي في ذلك على مدى تمتعه بالحرية في التعبير عن الاراء المختلفة , حيث ان الصورة المثالية هو ان يقوم الاعلام الرياضي بطرح كافة الاراء التي تعكس مختلف الاتجاهات والتيارات في المجتمع وتناقش كافة القضايا والمشاكل في المجال الرياضي في المجتمع [30] .
التنقيب عن الفساد وكشف الانحراف : يقوم الاعلام الرياضي في المجتمعات التي يسودها الحكم الديمقراطي بدور الرقيب على المؤسسات الرياضية المختلفة مثل وزارة ومديريات الشباب , لجنة اولمبية وطنية , اتحادات او اندية رياضية , والكشف عن انحرافات في مسارها الصحيح , حيث يقوم الاعلام الرياضي بالتحري عن القضايا والامور التي تحدث في المجتمع الرياضي والتي يسودها لبس معين و ترتقي لان تكون احد جوانب الفساد , ما يساعد الاعلام الرياضي للوصول الى هذه المرحلة هو ما يتمتع به من حرية وما يوفره القانون له في هذه المجتمعات من حماية لتصديه لقضايا الانحراف والفساد وتقديمه الى المتلقي [31] .
الفرع السابع / خصائص الاعلام الرياضي
يتضمن الاعلام الرياضي جانب كبير من الاختيار حيث انه يختار الجمهور الذي يقوم بمخاطبته او يروم الوصول اليه , فمثلا برنامج اذاعي يخاطب جمهور كرة اليد , او برنامج تلفزيوني موجه الى جمهور كرة القدم وهكذا
كما ان الاعلام الرياضي يتميز بانه جماهيري له القدرة على تغطية مساحات واسعة ويخاطب قطاعات كبيرة من الجماهير
كذلك ان الاعلام الرياضي في سعيه لاجتذاب عدد كبير من الجمهور يتجه الى نقطة متوسطة افتراضية يتجمع حولها اكبر عدد من الناس باستثناء ما يوجه الى قطاعات محددة من الناس كالبرامج الرياضية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة
وايضا ان الاعلام الرياضي وبكافة وسائله المختلفة مؤسسة اجتماعية يستجيب الى البيئة التي يعمل فيها بسبب التفاعل بينه وبين المجتمع , وحتى يمكن فهمه لهذا المجتمع لا بد له اولا من وسائل اعلامية رياضية تتلائم مع القيم والعادات السائدة في المجتمع , فان الاعلام الرياضي بمثابة المرآة التي تعكس صورة وفلسفة هذا المجتمع [32] .
الفرع الثامن / نظريات الاعلام الرياضي
تقسم نظريات الاعلام الرياضي الى اربعة نظريات وهي كما يلي :
اولا : نظرية التأثير المباشر ( قصير المدى )
وترى هذه النظرية ان علاقة الفرد بما تتضمنه المواد الاعلامية للاعلام الرياضي هي علاقة تأثير مباشر ويعبر عنها بالتلقائي ايضا , حيث ان الانسان الذي يتعرض الى مادة اعلامية في الاعلام الرياضي صحفية كانت او تلفزيونية او اذاعية سيتأثر بمضمونها مباشرة وخلال فترة قصيرة
ثانيا : نظرية التأثير على المدى الطويل ( التراكمي )
ويرى هذا الاتجاه ان تأثير ما يتضمنه وسائل الاعلام في المجال الرياضي من محتوى على الجمهور يحتاج الى خبرة طويلة حتى تظهر آثاره من خلال عملية تراكمية ممتدة زمنيا , تقوم على تغيير المواقف والمعتقدات والقناعات الرياضية وليس على التغيير المباشر في سلوك الفرد , كما ان الانسان يحتاج الى مدة طويلة من الزمن حتى يتغير نمط تفكيره واسلوب حياته وطريقة تعامله مع الاشياء الموجودة في البيئة المحيطة به , واستمرار تعرضه عبر وسائل الاعلام الرياضي الى افكار و مبادئ رياضية تختلف واسلوب حياته التي اعتاد عليها , ويؤدي به الى ان يتبنى بعض تلك الافكار او المبادئ والقيم الرياضية ويغير اسلوب حياته متأثرا بما عرض عليه , وبدرجة تختلف من فرد الى اخر حسب تركيبة شخصيته وحالته البيئية والاجتماعية التي يعيش فيها ومستوى تحصيله الدراسي , وكذلك نوع الوسيلة الاعلامية التي يتعرض لها ومضمون اهدافها وسياسة كل منها [33] .
ثالثا : نظرية التطعيم والتلقيح
ان اسم هذه النظرية وفكرتها اشتق من الفكرة نفسها التي يقوم على اساسها التطعيم ضد الامراض , حيث ان الجرعات المتتالية من المفاهيم والقيم الرياضية التي نتلقاها من الاعلام الرياضي تشبه الامصال التي نحقن بها لكي تقل تنعدم قدرة الجراثيم على التأثير على اجسامنا , فاستمرار تعرض الجمهور لمشاهدة العنف والجريمة التي تحدث في الملاعب الرياضية مثلا , ينشئ لديهم نوع من اللامبالاة نحوها وعدم النفور منها , فالرياضة اسمى من ان تكون ساحة للقتال او النزال بين المتنافسين , وانما هي تعمل على خلق المواطن اللائق اجتماعيا ونفسيا وبدنيا وعقليا وانفعاليا
وخلاصه هذه النظرية ان الرسالة الاعلامية مهما كان نوعها تؤثر في الملتقي لها تأثيرا مباشرا كما لو انه حقن بأبرة [34]
رابعا : نظرية التاثير على مرحلتين
ويقصد بها انتقال المعلومة على مرحلتين حيث ترى هذه النظرية ان تأثير وسائل الاعلام الرياضي على الجمهور يتم بشكل غير مباشر ويمر بمرحلتين :
المرحلة الاولى / هي ما تبثه او تنشره وسائل الاعلام في المجال الرياضي للجمهور , فما يتلقفه المتابع مباشرة من وسائل الاعلام قد لا يؤثر بل قد لا يتم الاهتمام بها او الاهتمام بالرسائل التي تبثها وسائل الاعلام عند التلقي لها من المتابع وبتلقي هذه المعلومات تنتهي المرحلة الاولى
المرحلة الثانية / هذه المرحلة تخص وبالدرجة الاساس ما يعبر عنهم قادة الرأي او ذوي الشأن او الاصدقاء في المجتمع , وهم كل الاشخاص البارزين داخل التجمعات الصغيرة في المجتمع الواحد , كالزملاء في النادي او اصدقائهم , او في الفريق او الاقارب , وهؤلاء الاشخاص قد شاهدو ما شاهده غيرهم من المتابعين او قرأوا نفس ما قرأه غيرهم , الا انهم يقوموا بالحديث عن ذات الموضوع بطريقة تنبه المتابع الاخر تنبهه الى اشياء لم يفطن لها وبأسلوب مغاير اكثر اقناعا من الطريقة التي عرضته وسائل الاعلام , وقائد الرأي قد يكون ممن لديهم النفوذ المالي او المعنوي او كليهما ما يجعل المتابع الاخر يقبل تفسيره ورؤيته الخاصة لمضمون الرسالة الاعلامية مما يؤثر في المتابع بكل جزء من مضمون الرسالة الاعلامية [35]
الفرع التاسع / انواع الاعلام الرياضي وتأثيراته
لقد تعددت انواع الاعلام الرياضي وتعددت اشكاله ويمكن تصنيف هذه الانواع كالتالي :
- الاعلام الرياضي المقروء : وهو الذي يعتمد على الكلمة المكتوبة مثل الصحف والكتب والمجلات والنشرات والملصقات .
- الاعلام الرياضي المسموع : وهو الذي يعتمد على ما يسمعه الانسان مثل الراديو واشرطة التسجيل ووكالات الانباء .
- الاعلام الرياضي المرئي : وهو الذي يعتمد على بصر الانسان مثل السينما والفيديو وشبكة الانترنت واحيانا يطلق عليه تسمية ( الاعلام الرياضي المرئي المسموع ) لانه يعتمد على حاستي السمع والبصر في ان واحد
- الاعلام الرياضي الثابت : وهو الذي يتوجه اليه الناس للاطلاع على عليه مثل المعارض والمؤتمرات والمسارح .
الفرع العاشر / انواع وشروط تأثير الاعلام الرياضي
هناك انواع متعددة من التأثيرات يمكن ان يحدثها الاعلام الرياضي في الجمهور و كما يلي :
- تغيير الموقف او الاتجاه الرياضي / تشكيل موقف جمهور نادي ضد نادي اخر مستغلا في ذلك مثلا انتقال احد اللاعبين ويقصد بالموقف رؤية الانسان لقضيته او لشخص ما وشعوره تجاهه , وبناءا على هذا الموقف يبني الانسان حكمه على الاشخاص الذين يصادفهم , والقضايا التي يتعرض لها , وهذا الموقف قد يتغير سلبا او ايجابا , رفضا او قبولا , حبا او كرها , وذلك بناءا على المعلومات المقدمة الى الانسان [36]
والاعلام الرياضي يمتلك القدرة على تغيير النظرة الضيقة من جانب البعض للرياضة بناءا على ما يبثه من معلومات , حيث يعتبرها البعض مضيعة للوقت من خلال قدرته على تغيير مواقفهم تجاه بعض الاشخاص الرياضيين , والقضايا الرياضية المعاصرة , فيتغير بالتالي حكمهم على هؤلاء الاشخاص وعلى تلك القضايا , وعلى سبيل المثال عندما يقوم الاعلام بنشر عشرات الاحداث والمواقف عن احد الاندية الرياضية وما يصدر من احد اعضاؤها من عنف داخل ارضية الملعب كالاعتراض على قرارات الحكام او الاعتداء على لاعبي الفريق الاخر او غير ذلك من مظاهر العنف [37]
كما ان تغيير الاتجاهات او المواقف لا يقتصر على الافراد والقضايا الرياضية فقط بل يشمل بعض القيم والعادات وانماط السلوك الرياضية , فهناك الكثير ما قبله الناس من سلوك كانوا يرفضونه ويشمئزون منه , وكثيرا ما تخلى الناس عن قيم كانت راسخة واستبدلوها بقيم دخيلة كانت موضع استهجان سابقا
ويبدو للباحث ضرورة الا يعتمد الفرد على مصدر واحد لمعلوماته حتى لا يرى الامور من وجهة نظر واحدة , لانها قد تكون منقوصة او انحازت لطرف على حساب اخر .
- تغيير المعرفة الرياضية / ان المعرفة الرياضية تعرف بانها مجموع كل المعلومات الرياضية التي لدى الفرد وتشمل القيم والمعتقدات والمواقف والاراء التي تخص المجال الرياضي وايضا السلوك الرياضي , وبالتالي فهي أعم وأشمل من الموقف او الاتجاه , كما ان التغيير في المواقف او الاتجاه طارئ وعارض سرعان ما يزول عند زوال المؤثر , اما التغيير المعرفي فهو بعيد الجذور حيث يمر بعملية تحول بطيئة تستغرق زمنا طويلا , فالاعلام الرياضي يؤثر في تكوين المعرفة الرياضية للافراد من خلال عملية التعرض طويلة المدى له , باعتباره مصدر من مصادر المعلومات الرياضية , حيث يقوم بإبدال الاصول المعرفية لقصة رياضية او موضوع رياضي او مجموعة من القضايا او المواضيع الرياضية لدى الافراد , واحلال محلها اصول معرفية رياضية جديدة بدلا منها
ان تاثير الاعلام الرياضي في طريقة تفكير المتلقي واسلوب تقييمه للاشياء من خلال ما يتلقاه منه من معلومات رياضية يؤدي الى تحول في قناعات ومعتقدات المتلقي الرياضية , فالعقائد الرياضية حصيلة المعرفة الرياضية المتلقاة مما يطرحه الاعلام الرياضي [38]
- التنشئة الاجتماعية في المجال الرياضي / في كل مجتمع توجد هنالك مؤسسات معينة تقوم بتنشئة الافراد , حيث تقوم بتثقيفهم رياضيا وتعلمهم السلوك الاجتماعي والرياضي المقبول , بالاضافة الى تلقينهم بالمعارف الرياضية التي تشكل بيئتهم الثقافية والحضارية نحو الرياضة , ومن هذه المؤسسات هي ( المنزل , المدرسة او الجامعة , المراكز الدينية او الثقافية , ….الخ ) بالاضافة الى المؤسسات الرياضية كالاندية , مراكز الشباب المنتديات العلمية , الساحات الشعبية …….الخ .
وبعد مجيئ عصر الاعلام الرياضي والذي اصبح عاملا هاما ومؤثرا في عملية التنشئة , كونه دخل لكل بيت و خاطب الناشئة والشباب والكبار ودخل لكل ميادين الرياضة المختلفة , مرورا بالثقافة الى الترويح الرياضي , و قد كثرت الرسائل الاعلامية للاعلام الرياضي والتي استخدمت اعظم ما توصل اليه العقل البشري من تقنيات حديثة وتكنولوجيا في مجال الاتصال والاعلام , والتي استهدفت بأسلوب جذاب العقل والوجدان
غالبا ما يتعامل الناس مع الاعلام الرياضي على انه مجرد اداة ترفيه او مصدر للاخبار الرياضية ليس اكثر , وتعتبر هذه النظرة ضيقة خصوصا وان ليس هناك كل ترفيه برئ ولا اخبار محايدة , وان كل ما نسمعه او نراه او نقرأه في الاعلام الرياضي لا يخرج عن ازالة قيمة من القيم السلبية في المجال الرياضي وتثبيت اخرى ايجابية محلها او ترسيخ شئ قائم والتصدي لاخر قادم وهذا هو المقصود بالتنشئة الاجتماعية في المجال الرياضي [39] .
- الاثارة الجماعية / ان من خصائص الاعلام الرياضي قدرته على الوصول الى قطاع كبير من الجمهور , هذا يمثل وجها من الاوجه الرياضية للاعلام الرياضي الا ان الوجه السلبي له يتمثل في استخدام ذلك , ففي البطولات الرياضية الدولية يقوم الاعلام الرياضي بمهمة الحشد الجماهيري لضمان مؤازرة فرقها الوطنية , حيث يعمل على استنهاض الحس الوطني او الشعور الوطني للجماهير , لدفعها الى الالتفات حول فريقها من اجل تحقيق الفوز وهذا ما يسمى بالاثارة الجماعية
وعملية الاثارة الجماعية التي يقوم بها الاعلام الرياضي يمكن ان تحدث في اي وقت , لكنها انجح ما تكون في وقت الازمات , كالسخط الجماهيري الذي يحدث نتيجة هزيمة بعض الفرق وخاصة الفرق القوية وخروجها من احدى البطولات الدولية كالتصفيات النهائية لكأس العالم لكرة القدم , الذي كان يعد بمثابة الحلم لكل الجماهير , نتيجة التقصير في اداء اللاعبين , او الاخطاء الفادحة في التشكيلة , في ذات الوقت هم كانو الاقرب الى الفوز من الفرق الاخرى المنافسة
خصوصا وان كانت هذه البطولة مقامة في ارضه ووسط جمهوره [40]
ان يتم حسن التصرف في اوقات الازمات والقدرة على التعامل مع معطيات وظروف تلك الازمة يسمى ذلك فن ادارة الازمات , كما يدخل في هذا الفن توظيف الاعلام الرياضي للتأثير في الجماهير ودفعهم في الاتجاه الذي يراد للازمة ان تسير فيه , اي تحريك الجماهير واثارتهم لتكيفهم مع الازمة , ولكي يتم تجنب مثل هذه الازمات , يجب على الاعلام الرياضي ان يتميز بالموضوعية في تقديمه للمادة الاعلامية , كما عليه ان يضع الامور كلا في نصابه الصحيح من خلال عدم المغالاة والمبالغة فيها , وان يعمل على تهيئة الجماهير لمثل هذه الازمات على اساس ان الرياضة فوز وهزيمة , فالرياضة مجال للتنافس الشريف تدعو لبذل الجهد , اما النتيجة فيكون التوفيق له دور كبير فيها , وهذا هو الهدف الاسمى للرياضة عموما
- الاستثارة العاطفية / يتنازع الانسان في موقفه من المؤثرات الحسية او المنبهات الذهنية التي يواجهها هو امران : المشاعر والعواطف او المنطق والعقل , ويمكن الحديث عن منطق وعقل واحد وعدة مشاعر وعدد من العواطف , حيث هناك الحب والكراهية , والحزن والسعادة , والرضا والغضب , وغيرها من المشاعر
ان العقل هو عدم استجابة الانسان لما يتعرض له من مثيرات , واستجابة لمؤثر معين يخضع السلوك الانساني الى حسابات دقيقة يقدر فيها الربح والخسارة , والعواطف الكامنة داخل الفرد يتم استثارتها في الوقت الذي يفقد العقل او المنطق دوره في السيطرة عليها , وكثيرا ما يحدث ذلك , ومهما بلغ الانسان من جهد لا يستطيع دائما السيطرة على عواطفه من خلال تحكيم عقله , فلو كان باستطاعته ضبط مشاعر الغضب فانه لا يستطيع ان يتحكم في مشاعر الحزن او الكراهية او الحب على سبيل المثال لا الحصر
والاعلام الرياضي يتمتع بقدرة كبيرة على التعامل مع عواطف الانسان من خلال استخدامه لاساليب العرض والتي تمتلك الامكانات الكبيرة لمخاطبة الفكر والوجدان , فمثلا يستطيع الاعلام الرياضي ان يجعل المتلقي يتعاطف مع الضحية , ويجعله يبكي حينما يعرض مشاهد المعانات التي تعرض لها , كأعتداء الجماهير على اللاعبين او الحكام , او معاناة احد اللاعبين عند كبر سنه وقد اخذ المرض مأخذا منه في ظل عدم الاعتناء به من قبل الجهات المختصة
- الضبط الاجتماعي في المجال الرياضي / وتمثل عملية الضبط الاجتماعي الى جانب المؤسسات الامنية والاجتماعية عنصرا مهما في المحافظة على النظام والاستقرار داخل الملاعب الرياضية , مما يتيح الفرصة للاعبين من التنافس الشريف واظهار قدراتهم وابداعهم الرياضي , ويقصد بالضبط الاجتماعي في المجال الرياضي هو السلطة الغير مرئية التي يحسب الفرد حسابها سواء اكان لاعبا او مدربا او مشاهدا او غير ذلك , اثناء اجراء المنافسة الرياضية فتجده يتصرف بطريقة مثقفة مع النظام القائم , ملم بقواعد وقوانين اللعبة , بغض النظر عن قناعته بذلك , في ظل عدم رؤية رؤية الحكم اذا كان لاعبا او مدربا , او في ظل غياب الامن بالنسبة للجمهور وهكذا .
- صياغة الواقع / حيث يقوم الاعلام الرياضي بصياغة الواقع الرياضي ويقدمه للجمهور كما هو ويقصد بالواقع هو : ذلك الجزء الذي يعرضه او ينشره الاعلام الرياضي حول الاحداث والقضايا والموضوعات الرياضية المعاصرة داخل المجتمع الرياضي حيث يبدو كانه واقعي وعبر عن الحقيقة , وهذا ما يجب ان يكون عليه الاعلام الرياضي , الا انه في احيان اخرى قد يتجاهل الاعلام الرياضي صياغة هذا الواقع , فمثلا قد يكون عدم اهتمام الناس بنوع من الرياضة هو السمة السائدة في مجتمع ما ولكن الاعلام الرياضي من خلال تركيزه على جزء صغير من المجتمع يهتم بهذا النوع من الرياضة يعطي انطباعا مختلفا عن الواقع الحقيقي السائد في المجتمع ومثل هذا النوع من السياسة الاعلامية للاعلام الرياضي تكون عواقبه وخيمة [41]
والخلاصة ان الاعلام الرياضي بما يقدمه لنا من معلومات يجعلنا نحب او نكره , نشجب ونستنكر او نتضامن , ندين او نؤيد .
الفرع الحادي عشر / شروط تأثير الاعلام الرياضي
ان الانسان ليس حالة سلبية يتأثر بتلقائية ساذجة بكل الرسائل الاعلامية التي يتعرض لها , وانما تأثره تتدخل فيه متغيرات كثيرة بعضها نفسي له علاقة بشخصية انسان وبعضها اجتماعي له علاقة ببيئته الاجتماعية وبعضها رياضي يتعلق بالفترة الزمنية التي قضاها الانسان في الملاعب الرياضية سواء كان ممارسا للرياضة او مشاهدا لها وما صاحب ذلك من خبرات متنوعة , هذه التغيرات هي الشروط التي يجب توافرها لحدوث التأثير وهي كالتالي :
اولا : الشروط التي تتعلق بمصدر الرسالة الاعلامية :
- خبرة المصدر / حيث تضيف الخبرة التي يتمتع بها مصدر الرسالة الاعلامية الرياضية قدرة مؤثرة على رسالته والخبرة التي يقصدها مدى معرفة صاحب الرسالة بالموضوع الذي يتحدث عنه فكلما كن الشخص ملما بموضوع الرسالة الاعلامية كان تأثره تبعا لضعف هذه الثقة او مصداقية الى ان قد تتلاشى تماما .
- المصداقية / حيث تزداد قوة تأثير المصدر كلما استحوذ هذا المصدر على ثقة الجمور بمصداقية معهم ويقل هذا التأثير تبعا لضعف هذه الثقة او مصداقيته .
- وسيلة الاعلام الرياضية / تتفاوت وسائل الاعلام الرياضية في درجة تأثيرها على الجمهور بفعل عوامل كثيرة وطبقا لقدرات وامكانيات كل وسيلة منها فوسائل التواصل الاجتماعي في ( الفيسبوك ) غير الاذاعة و غير التلفزيون وغير الصحيفة
- احتكار وسيلة الاعلام الرياضية / حيث يؤدي احتكار وسيلة الاعلام الرياضية الى احادية او انفرادية في المصدر المتلقي , وهذه الانفرادية تؤثر في الفرد من حيث تلقي التنوع في الاراء والافكار ووجهات النظر الرياضية والذي على اساسه يستطيع الفرد ان يشكل تصورا محايدا من خلال اختيار عدة فصائل .
ثانيا : الشروط التي تتعلق بالمحيط الاجتماعي :
ان البيئة التي يعيش بها الانسان تمثل عاملا مساعدا للاعلام الرياضي لكي يحدث التأثير المتوقع فيه وذلك عن طريق ما يلي :
- قادة الرأي واصحاب النفوذ الاجتماعي في المجال الرياضي / حيث ان معظم الناس في محيطهم الاجتماعي يقيمون اعتبارا للراي لبعض الافراد الذين يتمتعون بمكانة خاصة في المجتمع الرياضي او شهرتهم كلاعبي كرة القدم .
- الحالة التي عليها المجتمع / حيث تؤثر حالة المجتمع الرياضية في قدرة الاعلام الرياضي على التاثير في الجمهور لان مضمون الرسالة الاعلامية الرياضية لكي يؤثر لا بد ان يعكس الواقع للمجتمع بشكل او باخر , فالرسالة الاعلامية هي انعكاس لواقع هذه الجماهير وتعبر عن اهتماماتهم [42] .
ثالثا : الشروط التي تتعلق بمضمون الرسالة الاعلامية الرياضية :
يتاثر الجمهور بنسب متفاوتة بمضمون الرسالة الاعلامية الرياضية اذا ما توفرت العوامل التالية :
- ان يكون مضمون الرسالة الاعلامية الرياضية يتعلق بقضية رياضية تشغل الراي العام الرياضي : فالقضايا الرياضية التي يعيشها الجمهور في حياته اليومية هي التي تشد انتباهه ويتفاعلون معها .
- تكرار عرض الرسالة الاعلامية : تكرار عرض الانسان للرسالة الاعلامية لمرات عديدة تجعله ينتبه اليها وبعد مرورها بالمراحل التالية ( تعرف , تفسير , حفظ , الاسترجاع ) يحسبها كمعلومة ومن ثم يمكن ان يتاثر بها .
- طرقة عرض الرسالة الاعلامية : نتيجة التطور الهائل في الاعلام الرياضي ودخوله المجال التكنولوجي الحديث تضاعفت لمرات عديدة التاثيرات التي تحدثها تلك الرسالة في الجمهور فلم يعد الفرد يتعامل مع الرسالة الاعلامية الرياضية المجردة وبشكل مباشر , فالرسالة اصبحت تاتيه محفوفة بكثير من المؤثرات النفسية والسمعية والبصرية واصبح الاخراج من الفنون القائمة بذاتها وله مجالاته العلمية والفنية والاكاديمية وله اقسام خاصة تدرس في المعاهد الفنية المختلفة .
- طريقة صياغة الرسالة الاعلامية الرياضية : الصياغة هي الطريقة التي من خلالها الفكرة التي تقوم عليها الرسالة نفسها او القالب الذي تصاغ فيه افكار الرسالة من خلال الاستخدام الذكي للغة والترتيب المنطقي للوقائع والاحداث , ويطلق عليه في الصحافة الرياضية بالاسلوب , وفي البرامج الرياضية الاعلامية باسم السيناريو [43]
رابعا : الشروط المتعلقة بالجمهور المستقبل :
ان الجمهور هو خليط متباين من الافراد يختلف كل فرد عن الاخر بكيفية استقباله للمعلومة من وسيلة الاعلام الرياضي وهناك عوامل لها علاقة بالجمهور يجب توافرها حتى يتحقق التاثير المتوقع من الاعلام وهذه العوامل هي :
- نوع الجمهور / نوع الجمهور هو عامل جوهري في عملية التاثير لان الرسالة الاعلامية مختلفة فيما يصلح لهم لا يصلح لغيرهم , والرسائل التي تخاطب النساء لا تناسب النساء ومخاطبة المختصين في المجال الرياضي تختلف عن مخاطبة الرجل العادي وهكذا .
- مكانة الفرد الاجتماعية / تتأثر المكانة الاجتماعية للفرد داخل مجتمعه على درجة تخيله وتفاعله مع الرسالة الاعلامية التي يقدمها الاعلام الرياضي هذا التاثير ياتي من كون ان الاعلام الرياضي يعد مؤسسة اجتماعية لها الدور المميز داخل المجتمع
- ادراك المتلقي للرسالة / يختلف الافراد فيما بينهم في ادراك وفهم الافكار والقضايا والمشكلات الرياضية التي تقدم لهم من خلال الرسائل الاعلامية الرياضية باعتبارها احد المؤثرات الذهنية التي يتعرض لها الانسان فيستجيب لها ويتفاعل معها بطريقة تختلف عن الاخرين , هذا التباين يحدث نتيجة لوجود الكثير من المتغيرات النفسية والفسيولوجية والتي تميز كل مرحلة عن الاخرى , وكذلك التكوين الثقافي ووسائل التربية التي يمر بها وبالتالي يختلف حكمهم عليها اختلافا واضحا [44]
المطلب الثاني / دور الاعلام الرياضي في المنازعات الرياضية
يعتبر الاعلام الرياضي احد اهم العوامل المؤثرة في الرياضة عموما وبالتالي له الاثر الكبير في المنازعات الرياضية من حيث وجودها وفضها وذلك من خلال ما يطلع عليه الناس بوسائل الاعلام المختلفة لا سيما البرامج الرياضية التلفزيونية والتي تعرض يوميا ولاكثر من ساعة , او من خلال صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالرياضة , حيث تكون هي الرابط بين الشخص المتلقي للمعلومة وبين الحدث في اي منطقة في العالم وذلك مع تطور وسائل الاعلام والاتصالات , لذلك جاءت القوانين مهتمة بالاعلام بصفة عامة وذلك حتى يكون ما يقدمه الاعلام صحيحا ومنطقيا وفقا لاحكام القانون
وقد عرفنا الاعلام الرياضي سابقا بانه الاعلام المختص بنقل وقائع المنافسات الرياضية ونقل اخبار الاندية الرياضية والمؤسسات الرياضية الاخرى , واخبار الاجهزة الفنية وغيرها من الاخبار ذات الصلة , والحياة الرياضية بصورة عامة لم تكن في بساطتها الاولى , حيث اصبحت الرياضة تجسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية للمجتمع [45]
اصبحت الرياضة على الصعيد الاجتماعي من اهم الفعاليات الهامة التي تجسد مجمل الخصائص النفسية والفكرية والثقافية للمجتمع , كما يظهر من خلال الرياضة المزاج الاجتماعي والوعي الثقافي للفرد , كما تتصارع الرؤى والافكار , وتتابع الصحافة الرياضية والاعلام الرياضي الساحة الرياضية بناءا على هذه الافكار والاعتبارات
اما على الصعيد الفردي قثد اصبح اللاعب الرياضي النجم مشروعا متكاملا له جوانبه المادية والنفسية والتربوية والصحية والاجتماعية والمزاجية , حيث اصبح لللاعلام الرياضي والصحافة الرياضية دراستها وادراكها بعمق كحقائق قبل ان تغطي وتعالج حياة او نشاط اولئك الرياضيين ومستواهم [46]
كما جذبت الرياضة اهتمام شرائح واسعة ومتنوعة من افراد المجتمع , وتزداد هذه الشرائح اتساعا وتنوعا حيث اصبحت الرياضة من الاهتمامات المؤثرة في حياة الفرد والتاييد المقصود في حياة الجمهور الرياضي قارئا ومستمعا ومشاهدا , واصبحت الصحافة الرياضة مطالبة بمستوى جديد من الفن الصحفي لمواجهة حاجات ومتطلبات هذا الجمهور الجديد , هذا كون ان الرياضة اصبحت حياة كاملة , وعلى المستوى العربي فان الاهتمام الاعلامي بالرياضة ركز على المنشئات والمباريات والعمل الى جانب الفرد المتابع للرياضة , الامر الذي يستدعي لفت النظر والانتباه للفرد باعتباره ركن مهم لان الرياضة مفهوم متكامل
وتستتر خلف الاروقة الرياضية عند تنظيم البطولات الرياضية الدولية او الالعاب الاولمبية خصوصا , الكثير من الشركات الاقتصادية التي انخرطت في الميدان الرياضي تحت مسميات عديدة منها وسائل الاعلام الرياضي , والنقل التلفزيوني , وتحسين الانتاج للتجهيزات الرياضية , وكان سبب هذه الاعمال هو الدخل الكبير التي تحققه هذه الشركات وايضا المدن المنظمة للبطولات وشركات البث التلفزيوني , حيث وصل مجموع دخل الدورة الاولمبية في سيدني (12) مليار دولار وهو مبلغ يفوق الكثير من ميزانيات بعض الدول [47]
ونتيجة المبالغة في اضافة الطابع التجاري من وسائل الاعلام على الرياضة ادى ذلك الى التركيز على رياضة البطولات والمباريات والاحتراف , وبالمقابل اهمال الرياضات الاخرى , واصبح التركيز الاعلامي على الالعاب المعتبرة كالتركيز على كرة القدم [48]
النتائج :
- ان العراق لم يهتم كثيرا في رياضة كرة القدم حيث غلبت عليها المنازعات الرياضية , وانما اهتمت الحكومة العراقية متمثلة بوزارة الشباب والرياضة في بناء الملاعب الدولية
- الكثير من المنازعات الرياضية لا تجد حلا لها في طرق تسويتها محليا وانما يلجا اطراف النزاع الى حلها خارجيا بسبب طول المدة وصعوبة الاجراءات في المحاكم او في حال لجوءهم الى الاتحاد المختص فان شكواهم تسوف ولا تجد اذانا صاغية
- بعض الاعلام الرياضي نجح في تسوية العديد من المنازعات الرياضية الا انه لم يستطع حلها جميعا
- بعض الاعلام الرياضي لم يقم بدوره الاساسي بمسؤوليته في تطوير رياضة كرة القدم وتجنب المنازعات الرياضية , وانما تقوقع في جانب وترك الجانب الاخر
- ان الرياضيين النجوم لم ياخذو دورهم الحقيقي ولم تتاح لهم الفرصة الكافية في تطوير لعبتهم او الدخول في لجان اعداد القوانين الخاصة برياضة كرة القدم وانما همش دورهم
- قبل فترة وجيزة اقر مجلس النواب العراقي قانون اللجنة الاولمبية الوطنية , وهذا القانون معطل ولا يمكن تطبيقة لكون ان اللجنة وبموجب قرار قضائي تعتبر كيانا منحلا وبالتالي لا فائدة من وجود القانون .
التوصيات :
- مراعاة تعديل القوانين الرياضية بما يتلائم والتطور الحاصل في الرياضة عموما وكذلك بما يتفق والقوانين والمواثيق الرياضية الدولية وعدم تعارضها وتعريض رياضتنا الى المسائلة القانونية او العقوبات والحرمان .
- تفعيل دور الاعلام الرياضي بشكل اكبر واوسع وذلك لاهميته في تطوير الرياضة , كما على الاعلام الرياضي ممارسة دوره وبمسؤولية تامة من خلال الابتعاد عن العنف الرياضي وكل ما يؤثر على الرياضة سلبا مثل ازمة التزوير الاخيرة وغيرها .
- تضمين بنود القوانين الدولية في القوانين الوطنية للرياضة لمراعاة عدم التعارض .
- انشاء مجلس التحكيم الرياضي وتفعيله و باسرع وقت بعد اقراره في احد بنود قانون اللجنة الاولمبية الوطنية الجديد , ليتسنى له فض العديد من المنازعات الرياضية .
المصادر والمراجع :
- علي عبد الزهرة الهاشمي , بحث مقدم من قبله الى مجلة التربية الرياضية , المجلد الثاني عشر , العدد الاول , 2003 , كلية التربية الرياضية , جامعة بغداد .
- اديب خضور , الاعلام الياضي, دراسة علمية لتحديد الرياضي في الاذاعة والصحافة والتلفزيون , سوريا .
- محمد عبد الرحمن الضيف , تاثير وسائل الاعلام , دراسة في النظريات والاساليب , مكتبة العبيكان , الرياض , 1994 .
- احمد عكاشة , الطب النفسي المعاص , القاهرة , دار المعارف , 1976 .
- خير الدين علي عويس و عطا حسن عبد الرحمن , الاعلام الرياضي , ط 1 , مركز الكتاب للنشر , ج 1 , القاهرة , 1998 .
- ياسين فضل ياسين , الاعلام الرياضي , ط 1 , عمان , دار اسامة للنشر والتوزيع , 2011 .
- صابر راجحي , تاثير الاعلام الرياضي المرئي في تنمية الثقافة الرياضية , رسالة ماجستير , 2012 .
- المنجد الابجدي , المؤسسة الوطنية للكتاب , دار الشروق , ط 6 , بيروت , 1998 .
- دانية عبد الحميد , واقع احتراف كرة القدم الدولية وتفسيراتها القانونية , ط1 , القاهرة , 2009 .
- احمد زكي صالح , علم النفس في ادارة الصناعة , دار النهضة الحديثة , القاهرة , 1979 .
- محمد جمال محمد طاهر , تسوية المنازعات الرياضية بالتحكيم , رسالة ماجستير , كلية القانون , جامعة الموصل , 2005 .
- لائحة الاتحاد العراقي لأجراءات لجنة شؤون اللاعبين وغرفة تسوية المنازعات لعام 2017 .
- لائحة الاتحاد العراقي لوضعية وانتقال اللاعبين لعام 2017 .
- علي كاظم الظالمي , وسائل تسوية المنازعات الرياضية – الاعلام الرياضي انموذجا , ط1, النجف الاشرف , 2020 .
- النظام الاساسي لاتحاد كرة القدم العراقي لعام 2017 .
- النظام الاساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا .
- . منذر الفضل , القانون والقضاء الرياضي في العراق , بحث منشور على الموقع الالكتروني (vitaminedz.com) .
- صالح المالكي , القواعد القانونية المنظمة لعقد الاحتراف الرياضي – كرة القدم انموذجا , رسالة ماجستير مقدمة الى معهد العلمين للدراسات العليا , 2017 .
- الدستور العراقي النافذ لعام 2005 .
- القانون المدني العراقي المرقم 40 لسنة 1951 .
- جريدة الوقائع العراقية بالعدد (4310) في 17/2/2014 . ومن الله التوفيق .
[1] نص البند (ثالثا) من المادة (19) من الدستور العراقي لعام 2005 النافذ .
[2] حيث نصت المادة (139) من القانون المدني العراقي على ( اذا كان العقد في شق منه باطلا فهذا الشق وحده هو الذي يبطل , اما الباقي من العقد فيضل صحيحا باعتباره عقدا مستقلا الا اذا تبين ان العقد ما كان ليتم بغير الشق الذي وقع باطلا ) .
[3] د. منذر الفضل , القانون والقضاء الرياضي في العراق , بحث منشور على الموقع الالكتروني (www.vitaminedz.com) .
[4] ينظر : بيان مجلس القضاء الاعلى بخصوص تشكيل المحكمة الرياضية المختصة بالنزاعات الرياضية لعام 2014 المنشور في جريدة الوقائع العراقية بالعدد (4310) في 17/2/2014 .
[5] صالح المالكي , القواعد القانونية المنظمة لعقد الاحتراف الرياضي – كرة القدم انموذجا , رسالة ماجستير مقدمة الى معهد العلمين للدراسات العليا , 2017, ص 122 .
[6] صالح المالكي , مرجع سابق , هامش (1) , ص 124 .
[7] صالح المالكي , مرجع سابق , ص 117- 118 .
[8] المادة (4) من النظام الاساسي لاتحاد كرة القدم العراقي .
[9] المادة (62) من النظام نفسه .
[10] ينظر القرار المرقم 1408/س1/2018 بتاريخ 5/2/2020 .
[11] ينظر مؤلفنا ( وسائل تسوية المنازعات الرياضية – الاعلام الرياضي انموذجا), ط1, النجف الاشرف , 2020 , ص 61-62
[12] ينظر : نص المادة (23) من لائحة الاتحاد العراقي لوضعية وانتقال اللاعبين لعام 2017 .
[13] ينظر : البند (1) من المادة (24) من اللائحة نفسها .
[14] ينظر : المادة (25) من اللائحة نفسها .
[15] ينظر : المادة (1) من لائحة الاتحاد العراقي لأجراءات لجنة شؤون اللاعبين وغرفة تسوية المنازعات لعام 2017 .
[16] ينظر : المادة (4) من اللائحة نفسها .
[17] ينظر : الفقرة (1) من المادة (60) من النظام الاساسي للفيفا .
[18] محمد جمال محمد طاهر , تسوية المنازعات الرياضية بالتحكيم , رسالة ماجستير , كلية القانون , جامعة الموصل , 2005 , ص 66 .
[19] صالح المالكي , مرجع سابق , ص 119 .
[20] محمد جمال محمد طاهر , مرجع سابق , ص 67 .
[21] المنجد الابجدي , المؤسسة الوطنية للكتاب , دار الشروق , ط 6 , بيروت , 1998 , ص 108 .
[22] دانية عبد الحميد , واقع احتراف كرة القدم الدولية وتفسيراتها القانونية , ط1 , القاهرة , 2009 , ص 22 .
[23] احمد زكي صالح , علم النفس في ادارة الصناعة , دار النهضة الحديثة , القاهرة , 1979 , ص 137 .
[24] صابر راجحي , تاثير الاعلام الرياضي المرئي في تنمية الثقافة الرياضية , رسالة ماجستير , 2012 , ص 21 .
[25] خير الدين علي عويس و عطا حسن عبد الرحمن , الاعلام الرياضي , ط 1 , مركز الكتاب للنشر , ج 1 , القاهرة , 1998 , ص 15 .
[26] ياسين فضل ياسين , الاعلام الرياضي , ط 1 , عمان , دار اسامة للنشر والتوزيع , 2011 , ص 46 .
[27] خير الدين عويس و عطا حسن عبد الرحمن , مرجع سابق , ص 24 .
[28] ياسين فضل ياسين , مرجع سابق , ص 45 .
[29] خير الدين عويس و عطا حسن عبد الرحمن , مرجع سابق , ص 24 .
[30] خير الدين علي عويس واخر , مرجع سابق , ص 15 .
[31] حسني محمد نصر و سناء عبد الرحمن , 2005 , ص 65 .
[32] خير الدين عويس و اخر , مرجع سابق , ص 24-25 .
[33] خير الدين عويس , المرجع نفسه , ص 80 .
[34] خير الدين عويس واخر , المرجع السابق , ص 24 و ص 31 .
[35] خير الدين عويس واخر, المرجع نفسه , ص 33 .
[36] محمد عبد الرحمن الضيف , تأثير وسائل الاعلام , دراسة في النظريات والاساليب , مكتبة العبيكان , الرياض , 1994 , ص 30- 35 .
[37] خير الدين عويس واخر , مرجع سابق , ص 44
[38] احمد عكاشة , الطب النفسي المعاص , القاهرة , دار المعارف , 1976 , ص 32-33 .
[39] خير الدين علي عويس واخر , مرجع سابق , ص 46
[40] خير الدين عويس المرجع نفسه , ص 48 .
[41] خير الدين علي عويس واخر , مرجع سابق , ص 52 .
[42] محمد عبد الرحمن الضيف , تاثير وسائل الاعلام , دراسة في النظريات والاساليب , مكتبة العبيكان , الرياض , 1994 ,
ص 41 .
[43] محمد عبد الرحمن الضيف , المرجع نفسه , ص 53 .
[44] محمد عبد الرحمن الضيف , مرجع سابق , ص 62 .
[45] اديب خضور , الاعلام الياضي, دراسة علمية لتحديد الرياضي في الاذاعة والصحافة والتلفزيون , سوريا, ص 34 .
[46] اديب خضور , مرجع سابق , ص 3 .
[47] علي عبد الزهرة الهاشمي , بحث مقدم من قبله الى مجلة التربية الرياضية , المجلد الثاني عشر , العدد الاول , 2003 , كلية التربية الرياضية , جامعة بغداد , ص 74 .
[48] علي عبد الزهرة الهاشمي , المرجع نفسه , ص 74 .