أمريكا تعتبر ان زعيم طالبان كان يشكل “تهديدا وشيكا” لقواتها وقوات التحالف في افغانستان
أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين مقتل الملا أختر منصور زعيم حركة طالبان الأفغانية في غارة جوية أمريكية في هجوم يرجح أن يؤدي إلى نزاع على السلطة داخل الحركة التي تعاني بالفعل من انقسامات داخلية.
اعلنت وزارة الدفاع الاميركية الاثنين ان قرار قتل زعيم حركة طالبان الافغانية الملا اختر منصور بطائرات من دون طيار اتخذ لانه كان يشكل “تهديدا وشيكا” للقوات الاميركية وقوات التحالف في افغانستان.
وقال الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم البنتاغون “كنا نعرف انه كان يستعد للقيام باعمال كانت ستهدد مباشرة القوات الاميركية وقوات التحالف”.
وأكد أوباما الذي بدأ يوم الاثنين زيارة لفيتنام تستمر ثلاثة أيام دعم الولايات المتحدة للحكومة ولقوات الأمن الأفغانية ودعا طالبان للانضمام لمحادثات السلام.
ومنح الرئيس أوباما الإذن بتنفيذ الضربة التي نفذتها طائرة بدون طيار وقتلت منصور في منطقة نائية تقع على الجانب الباكستاني من الحدود مع أفغانستان يوم السبت وأعلنت السلطات الأفغانية نجاح المهمة.
لكن المسؤولين الأمريكيين لم يؤكدوا على الفور مقتله لحين تقييم المعلومات المتاحة.
وقال أوباما بعد أن وصف مقتله بأنه “إنجاز مهم” إن منصور رفض محادثات السلام و “استمر في التآمر وشن الهجمات ضد قوات التحالف والقوات الأمريكية.”
وأضاف “يجب على طالبان استغلال الفرصة لانتهاج الطريق الحقيقي الوحيد لإنهاء هذا الصراع الطويل.. وهو الانضمام إلى الحكومة الأفغانية في عملية مصالحة تؤدي إلى سلام واستقرار دائمين.”
لكنه شدد على أن العملية ضد منصور لا تمثل تغييرا في الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان أو العودة للاشتراك النشط في القتال عقب انتهاء المهمة القتالية الرئيسية للتحالف الدولي في 2014.
وعلى الرغم من نقل تصريحات عن أعضاء من طالبان في تقارير إعلامية تقول إن منصور قتل فإن قيادة الجماعة التي تدرك الحاجة للحد من الانقسامات لم تصدر بعد تأكيدها لمقتله.
وقال مسؤول من طالبان في إقليم نانجارهار في شرق البلاد “القيادة حذرة جدا لأن خطوة واحدة خاطئة قد تقسم الجماعة لعدة فصائل مثل ما حدث للمجاهدين السابقين” في إشارة لقادة جماعة مسلحة حاربت السوفيت في الثمانينيات قبل انقسامها لفصائل متقاتلة.
وبدأ مجلس للشورى من قادة الحركة بالفعل اجتماعا لاختيار خلف لمنصور وهي مهمة ضرورية للحفاظ على وحدة الحركة.
وقال عضو بارز في مجلس شورى الحركة ومقره مدينة كويتا في غرب باكستان إن اختيار الزعيم القادم ينحصر فيما يبدو بين نائب منصور سراج الدين حقاني أو عضو من عائلة الملا عمر مثل ابنه الملا محمد يعقوب.
اجتمع كبار زعماء حركة طالبان الأفغانية يوم الاثنين للاتفاق على خليفة الملا أختر منصور زعيم الحركة الذي أكدمقتله في ضربة جوية أمريكية في مطلع الأسبوع.
ولم تصدر طالبان بيانا رسميا حتى الآن بشأن مصير منصور الذي تولى قيادة الحركة في العام الماضي فقط.
لكن أعضاء بارزين أكدوا أن مجلس شورى الحركة اجتمع لمناقشة مسألة خلافة منصور من أجل منع حدوث انشقاقات في الحركة بسبب خلافات بين فصائلها.
وكانت الولايات المتحدة مع قوات الحلف الاطلسي اعلنت رسميا انهاء العمليات القتالية ضد طالبان منذ كانون الاول/ديسمبر 2014.، الا ان قواتها تبقى قادرة على القيام بضربات “دفاعية” ضد طالبان عندما يكون هناك تهديد مباشر للجنود الاميركيين او لجنود التحالف الدولي.
ولا يزال للقوات الاميركية نحو 9800 جندي في افغانستان يعمل غالبيتهم في التدريب ودعم القوات الافغانية بمواجهة طالبان.
المصدر: وكالات