السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط دراسة حالة ( الحوثيين )

اعداد : محمد عادل محمد – باحث في العلاقات الدولية
- المركز الديمقراطي العربي
المستخلص:
شكلت جماعة الحوثي في اليمن نموذج بارز لتأثير الفاعلين من غير الدول على الأمن الإقليمي والدولي، خاصةً في ظل تصاعد نفوذها العسكري والسياسي منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء عام 2014. وقد مثلت هجمات الجماعة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بدءًا من نوفمبر 2023، تحديًا مباشرًا للمصالح الأمريكية والإقليمية، مما دفع واشنطن إلى تبني استراتيجيات متعددة لمواجهة هذا التهديد، بدءًا من التحالفات العسكرية مثل “حارس الازدهار” حتى إلى العقوبات الدبلوماسية.
لذا تستكشف هذه الدراسة كيفية توظيف الولايات المتحدة لسياستها الخارجية تجاه الحوثيين منذ 2021 مع تحليل التطورات الرئيسية في التعامل الأمريكي تحت إدارة جو بايدن، وانعكاسات الهجمات الحوثية على الأمن البحري والتجارة العالمية. كما تتناول الدراسة إشكالية فشل الردع الأمريكي رغم التفوق العسكري، وتبحث في العوامل التي تمنح الحوثيين مرونة استراتيجية، مثل الدعم الإيراني والقدرة على التكيف مع الضغوط الدولية.
وتكمن أهمية الدراسة من خلال تسليطها الضوء على تداعيات الأزمة اليمنية على الاستقرار الإقليمي، بالإضافة الى تحليل السياسة الخارجية للولايات المتحدة كقوة عظمى في مواجهة فاعل غير دولي يمتلك أدوات غير تقليدية، كما تساهم في فهم أوسع لديناميكيات الصراع في الشرق الأوسط، حيث تتداخل المصالح الجيوسياسية مع الصراعات بالوكالة والأزمات الإنسانية.
Abstract
The Houthi group in Yemen has been a prominent example of the influence of non-state actors on regional and international security, particularly given their growing military and political influence since their takeover of the capital, Sana’a, in 2014. The group’s attacks on international shipping in the Red Sea, beginning in November 2023, posed a direct challenge to American and regional interests, prompting Washington to adopt multiple strategies to counter this threat, ranging from military alliances such as “Prosperity Guardian” to diplomatic sanctions. This study explores how the United States has employed its foreign policy toward the Houthis since 2021, analyzing key developments in American engagement under the Joe Biden administration and the implications of Houthi attacks for maritime security and global trade. It also addresses the problem of the failure of American deterrence despite its military superiority and examines the factors that give the Houthis strategic flexibility, such as Iranian support and the ability to adapt to international pressure. The study’s importance lies in its shedding light on the repercussions of the Yemeni crisis on regional stability, in addition to analyzing US foreign policy as a superpower in the face of a non-state actor with unconventional tools. It also contributes to a broader understanding of conflict dynamics in the Middle East, where geopolitical interests intertwine with proxy conflicts and humanitarian crises.
اولا: المقدمة
تعد السياسة الخارجية الأمريكية تجاه اليمن بشكل عام وتجاه جماعة الحوثي بشكل خاص، من أحد أبرز الملفات المهمة في الشرق الاوسط منذ اشتعال الصراع اليمني. حيث أن في العقود الأخيرة شهدت الساحة الدولية بشكل واضح صعود الفاعلين من غير الدول، وتأثيراتها العابرة للحدود التي لا تقتصر على منطقة بعينها، وذلك في ظل نظام عالمي يتسم بالعولمة وتأثر المجتمع الدولي بأي صراع يحدث حتى وإن كان في جنوب البحر الاحمر، فإن آثاره تتمدد لتصل الى شمال الاطلنطي. ومع تصاعد الأحداث الإقليمية والدولية، أصبحت جماعة الحوثي اليمنية تمثل اهتمام بالغ لدى السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة وأن تصاعد دور الحوثيين على الساحة الدولية جاء في ظل مساعي أمريكية لإعادة تقييم دورها في منطقة الشرق الأوسط، وفي محاولاتها نحو السعي لإنهاء الصراعات الطويلة التي تستنزف الموارد وتفاقم الأزمات الإنسانية.
فمنذ بداية وصول جماعة الحوثي الى العاصمة اليمنية ” صنعاء” والسيطرة عليها في سبتمبر 2014، بالاضافة الى وقوع معظم المحافظات اليمنية ال21 تحت سلطتهم،[1] ودعوة السعودية المجتمع الدولي لمساعدة الدولة اليمنية ومجابهة هذا التمرد، والعمل على رأس تحالف عربي يضم عدة دول، إضافة الى دعم غربي منها الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة باراك أوباما الذي عمل على تواجد فريق للولايات المتحدة الأمريكية في غرفة عمليات التحالف العربي وبدء العمليات العسكرية، والإشراف على الغارات الجوية التي تنفذ ضد الحوثيين في اليمن.
والجدير بالذكر أنه في عهد أوباما كانت الخارجية الأمريكية في تواصل مستمر مع الحوثيين، وهو عكس نهج الرئيس ترامب بعده؛ الذي اتخذ منهجا مغايرا من خلال نظرته الى الصراع اليمني وربطه بالسياسات الإيرانية، واعتبار الحوثيين أداة إيرانية وقطع التواصل الدبلوماسي مع الجماعة الحوثيه، ثم أتى جو بايدن الذي سلك طريقا مغايرا عن سابقه ترامب، الذي عمل على إنهاء الدعم العسكري للعمليات الهجومية في اليمن، وسيادة المسار الدبلوماسي في العلاقات، ومن ثم العمل على إزالة الحوثيين من على قوائم الإرهاب الذي تم وضعه في عهد ترامب، وهذا يعكس توجه إدارة بايدن نحو إخماد الدور الأمريكي في المنطقة. وإعتبار أن منطقة الشرق الأوسط ليست من مناطق الاهتمام الأولى للإدارة الأمريكية.
ومنذ عام 2021، اتسمت السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الحوثيين بمزيج من الضغوطات العسكرية والدبلوماسية، حيث سعت الإدارة الأمريكية الى الحد من تصاعد نفوذ جماعة الحوثي في المنطقة، والتي تعتبر حليفاً إستراتيجياً لإيران كونها تسيطر على ممر مضيق باب المندب، مما يمنحهم القدرة على إحداث شلل للتجارة العالمية في حال إغلاق البحر الاحمر، لذا تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للحد من نفوذ الجماعة الحوثيه، مع العمل في نفس الوقت على الدفع بعملية سلام تحقق الاستقرار في اليمن، وعلى الرغم من المحاولات الأمريكية لردع جماعة الحوثي ومنعهم من استهداف السفن المارة في البحر الأحمر، حيث لا تؤثر هجمات الحوثيين على التجارة الإقليمية فقط، بل تمتد تداعياتُها على المستوى العالمي وينتج عنها تعرض المصالح الأمريكية لأضرار جسيمة.
ثانيا: إشكالية الدراسة
تمثل جماعة الحوثي اهتماما بالغاً للإدارة الأمريكية، خاصة في ظل تصاعد دور الجماعة على الساحة الدولية، في وقت تسعى الولايات المتحدة الأمريكية الى إعادة تقييم دورها في منطقة الشرق الأوسط، وفي محاولاتها لإنهاء الصراعات الطويلة التي تستنزف الموارد وتفاقم الأزمة الإنسانية، وفي ظل سعي الولايات المتحدة الأمريكية للحد من نفوذ جماعة الحوثي وإيقاف هجماتها على السفن المارة بالبحر الأحمر، بما يعرض المصالح الأمريكية للخطر ويؤثر على التجارة العالمية، مما ينتج عنه غضب البيئة الدولية والإقليمية من السلوك الحوثي، في ظل خوف من تحول جماعة الحوثيين الى قوة إقليمية مؤثرة في المجتمع الدولي، لذا تركز هذه الدراسة على محددات وأسس السياسة الخارجية الأمريكية تجاه اليمن وتجاه جماعة الحوثي المسلحة، وانعكاسات الهجمات الحوثيه على المجتمع الدولي. كل ذلك يدفع الى طرح الإشكالية التالية:
- كيف وظفت الولايات المتحدة الأمريكية سياستها الخارجية تجاه جماعة الحوثي منذ 2021؟
ويندرج تحت هذه الإشكالية عدة تساؤلات فرعية:
- كيف تعاملت إدارة جو بايدن مع تصاعد التهديدات الحوثيه؟
- كيف تعاملت الأطراف الدولية مع الهجمات الحوثيه على السفن في البحر الاحمر؟
- كيف أثرت الهجمات الحوثيه على التجارة العالمية؟
- لماذا فشل الردع الامريكي لجماعة الحوثي؟
ثالثا: أهمية الدراسة
- الأهمية العملية: تكمن أهمية الدراسة من كونها تمثل محورا هاما من حيث التركيز على حماية الممرات البحرية، كون اليمن تطل على مضيق باب المندب الذي يعد من أهم الممرات البحرية العالمية، حيث يحتل مضيق باب المندب المركز الثالث عالميا من حيث حجم تجارة الطاقة التي تمر عبره[2]، كما أنها تسلط الضوء على حماية المصالح الاقتصادية للدول، وتأثير الهجمات الحوثيه في البحر الاحمر على الاقتصاد العالمي، بالاضافة الى فهم السياسة الخارجية الأمريكية وكيف تعاملت واشنطن مع تهديدات الحوثي للسفن التجارية، بما يعزز آليات التعاون الاقليمي والدولي لمواجهة هذه الهجمات.
- الأهمية العلمية: تبرز الأهمية العلمية للدراسة في معرفة كيفية تعامل السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين، بما يوفر حالة دراسية لفهم كيفية تعامل القوى العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية مع الفاعلين غير الدوليين كجماعة الحوثي، كون جماعة الحوثي تمثل نموذجا لفاعل غير دولي يؤثر على الأمن الاقليمي والدولي، بالاضافة الى فهم وتقييم مدى فعالية الأدوات الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية في تحقيق أهدافها.
رابعا: الدراسات السابقة
استعانت الدراسة بالعديد من الدراسات السابقة للوقوف على أهم النتائج التي توصلت إليها الأدبيات السابقة، ومحاولة فهم الأخطاء التي تضمنتها الدراسات السابقة وتجنبها، لذا حاول الباحث الإتيان بالعديد من الأدبيات السابقة من اللغة العربية والأجنبية.
تم تقسيم الدراسات السابقة الى محورين رئيسيين:
- المحور الأول: الدراسات المؤيدة للسياسة الخارجية الأمريكية
- المحور الثاني: دراسات معارضة للسياسة الخارجية الأمريكية
- المحور الأول: الدراسات المؤيدة للسياسة الخارجية الأمريكية
- أسماء أمينه قاسم، (2015).[3]
تتناول هذه الدراسة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران، وانعكاساتها على دول منطقة الشرق الأوسط، ودراسة العوامل الذاتية والموضوعية المحركة لهذه السياسة، حيث اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي التاريخي من خلال تتبع تطور السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في الفترة المحددة، بالإضافة الى تحليل العوامل الذاتية (كالأيديولوجيا والمصالح القومية) والموضوعية (كالتغيرات الإقليمية والدولية) التي شكلت هذه السياسة. كما استخدمت منهج دراسة الحالة لتحليل البرنامج النووي الإيراني كحالة محورية في العلاقات الأمريكية-الإيرانية.
وتوصلت الدراسة الى أن السياسة الخارجية الأمريكية اتسمت بالراغماتيه، حيث تعددت أدواتها بداية من الضغط الاقتصادي، مرورا بالتحالفات الإقليمية، حتى المفاوضات وذلك وفقا للمصالح الأمريكية. أما السياسة الإيرانية فلقد اتسمت بالجمع بين الدوافع الثيوقراطية ( الأيديولوجيا الدينية) والمصالح القومية، مع التركيز على مشروع الردع النووي كأداة للهيمنة.
- Aaron Michael Richards, (2015).[4]
تتناول هذه الرسالة البرنامج الإيراني النووي وسياستها الخارجية والدفاعية وأثرها على منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بالولايات المتحدة وحلفائها، حيث أن برنامج إيران النووي المتقدم لا يمثل سوى هدف ضئيل مقارنة بهدفها الوصول الى الهيمنة الإقليمية في الشرق الأوسط. كما أن إيران تسعى توطيد نفسها كقوة مهيمنة في المنطقة من خلال توظيف أدواتها الغير عسكرية مثل الترويج للشيعة والإيديولوجيا الإيرانية ودعم الساسة العرب وغير العرب ودعم الجماعات الموالية لها، لذا تشعر الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من القوى الدولية بالخوف نحو تحويل مسار برنامج التخصيب الإيراني لتطوير أسلحة نووية، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي للتركيز على وصف وتحليل التهديدات متعددة الأبعاد التي تشكلها إيران (النووية، العسكرية، الإيديولوجية) وانعكاساتها على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، كما استخدمت منهج تحليل السياسات لتقييم استراتيجيات الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة هذه التهديدات.
وتوصلت الدراسة الى أن البرنامج النووي الإيراني كأداة للهيمنة، يمثل جزءا من استراتيجية إيران لتعزيز نفوذها الإقليمي، وليس مجرد مسعى أمني ذاتي، كما أنه قد يزيد عدم الاستقرار الإقليمي نتيجة المخاوف الدولية من تحويل التخصيب النووي الى أسلحة.
- Muhammad Ilham Razak, (2020).[5]
تعتبر الدراسة أن التهديد النووي الإيراني من أكثر القضايا إلحاحاً على مدار تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية، حيث شكلت إيران وأنشطتها العدائية تهديداً كبيراً لمصالح الولايات المتحدة الأمنية وكانت السياسة الخارجية للولايات المتحدة ثابتة في وضع التهديد النووي الإيراني كتهديد أمني رئيسي لها ومع انسحاب الولايات المتحدة في فترة ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة وفر هذا الامر تناقضاً في السياسة الخارجية للولايات المتحدة مع إدارتها السابقة. ولقد شهدت السياسة الخارجية الامريكية تغييرات واستمرارية منذ بيل كلينتون وإدارة ترامب وواجهت كل إدارة بيئتها الاستراتيجية الفريدة على المستويين الداخلي والدولي، وقد كان لجماعات الضغط ولا سيما الجماعات الإسرائيلية تأثير كبير على السياسة الخارجية الأمريكية، حيث حاولت الولايات المتحدة الحفاظ على التزامها بحماية حلفائها الرئيسيين في الشرق الاوسط كإسرائيل ودول الخليج ولكن في الوقت نفسه شجعها المجتمع الدولي لوقف التهديد النووي الإيراني بطريقة دبلوماسية. واعتمدت الدراسة على المنهج النوعي باستخدام تحليل الموضوعات (Thematic Analysis) وفقًا لإطار Braun and Clarke. حيث تم تحليل العوامل الداخلية (كالسياسات الداخلية وجماعات الضغط)، بالإضافة الى العوامل الخارجية (كالبيئة الدولية والتهديدات الإقليمية) التي أثرت على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران خلال الفترات الرئاسية المختلفة.
وأبرز النتائج التي توصلت إليها أنه على الرغم من تغير الإدارات الأمريكية، فلقد ظل التهديد النووي الإيراني تهديدًا رئيسيًا للأمن القومي الأمريكي، بالإضافة الى تأثر السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران بمجموعة من العوامل الداخلية (مثل جماعات الضغط، خاصةً اللوبي الإسرائيلي) والعوامل الخارجية (مثل التغيرات في البيئة الدولية والتهديدات الإقليمية).
- Al-Qadhi, Mohammad Hassan, (2017).[6]
تدور الدراسة حول الدور الايراني ودعمها للحوثيين، الدور الذي كان موجود قبل عام 2011 وتوضح ان التدخل منذ 2011 زاد تعزيزها ودعمها للحوثيين الذين كانوا يشاركوها في الانتماء الطائفي والأيديولوجي الذي أصبح موجود بشكل كبير؛ والسبب هو حالة الفوضى التي أحدثتها الأزمة اليمنية، كما أن الدراسة توضح أن السبب في تمسك إيران بالتدخل في اليمن هو اهتمامها بالخليج وشبه الجزيرة العربية وايضا اعتقادها بأن اليمن ستسهل عليها الطريق لمواجهة ومنافسة القوى الإقليمية والدولية. واستخدمت الدراسة المنهج التحليلي التاريخي لدراسة تطور الدور الإيراني في اليمن، ومنهج تحليل السياسات لدراسة الدوافع الإستراتيجية الإيرانية، ومنهج تحليل الأثر لمعرفة أثر الدعم الإيراني للحوثيين على موازين القوى الإقليمية.
وتوصلت الدراسة الي ان الدور الايراني كان له تأثير كبير في تغير موازين القوي وذلك نتيجة دعمها لجماعه الحوثيين، بالإضافة الى تحول الدعم من مجرد ارتباط طائفي وأيديولوجي إلى دعم عسكري وسياسي مكثف، وذلك رغبة من إيران في استخدام اليمن كمنصة لمواجهة القوى الإقليمية (السعودية) والدولية (الولايات المتحدة)، والرغبة في تغيير موازين القوى لصالحها في المنطقة.
- فنر عماد خليل، (2016).[7]
تتناول هذه الدراسة السياسة الخارجية الامريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، حيث تعد التحولات السياسية الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ما بعد 2001، أحد ابرز أولويات سياستها في المنطقة، لذلك توضح الدراسة أهمية المنطقة في إدراك صانع القرار الأمريكي في ظل تطلعاتها للهيمنة على المنطقة متذرعة بما سمته ” الإرهاب”، وقد اعتمدت الدراسة على منهج المصلحة القومية لتحديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية من تدخلاتها في الشرق الأوسط، ومنهج دراسة الحالة فيما يخص الشرق الأوسط.
وأبرز ماتوصلت إليه الدراسة هو أنه على الرغم من ما حصدته الولايات المتحدة من خلال سياستها الخارجية تجاه المنطقة مابين فشل وسيطرة فإنه يمكن القول إن أمريكا لن تتخلى عن منطقة الشرق الأوسط؛ نظرا لأهميتها كمنطقة بترولية ومنطقة تتواجد بها إسرائيل وهي المنطقة المرشحة لأن يأتي منها إرهاب مساوي لإرهاب سبتمبر 2001.
- المحور الثاني: دراسات معارضة للسياسة الخارجية الأمريكية
- سيف نصرت توفيق، (2024).[8]
تعرض هذه الدراسة في بدايتها الأهمية الجيو سياسية لمنطقة البحر الاحمر من حيث أنها من أهم الممرات العالمية في التجارة بين الدول، ومن هذا الاعتبار فإن الاستراتيجية الامريكية تجاه منطقة الشرق الاوسط تضع في أولوياتها أمن إسرائيل، حيث تشير الأحداث أنه مابعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، بالاضافة الى هجمات الحوثيين على السفن البحرية الاسرائيلية، كل هذه المؤشرات تشير الى إعادة تقييم الأحداث في المنطقة بسياسة حازمة لهذه التهديدات تبدأ بالعقوبات الاقتصادية لجماعة الحوثي، وإقامة تحالفات إقليمية ودولية لمواجهة هذه التهديدات والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، وتم الاعتماد في هذه الدراسة على ثلاثة منهج، أولهم المنهج الوصفي لوصف أهمية منطقة البحر الاحمر وطبيعة السياسة الامريكية تجاه التهديدات، والثاني هو المنهج التحليلي لتفكيك الأحداث في المنطقة الى اجزائها المتشعبة، ومن ثم إعادة تركيبها لفهم السلوك السياسي للقوى الاقليمية ولفهم كيفية تحديد مسار العمليات العسكرية في منطقة البحر الاحمر، والثالث المنهج الاستشرافي لفهم مخرجات السياسة الامريكية تجاه التهديدات على المدى المباشر والقريب وحتى المتوسط والبعيد؛ لإعطاء المشهد الأقرب والأكثر احتمالية وفق المعطيات التي تعصف بالمنطقة بعد أحداث طوفان الأقصى.
وخلصت الدراسة الى أنه لم تسفر العمليات العسكرية ولا العقوبات الاقتصادية من ضبط الامن والاستقرار في ملاحة البحر الاحمر، بالإضافة الى أنه لا يمكن إنهاء تلك الجماعة الحوثية بشكل جذري نظرا لاعتمادها على العامل القبلي وليس العامل العقائدي وهذا مايزيدها قوة، وعليه فإن الملاحة في البحر الاحمر ستبقى متأرجحة نظرا لصعوبة الضبط الكلي والأمني لمنطقة البحر الاحمر، لذا فشركات النقل والشركات التجارية ستبتعد عن ممر البحر الاحمر.
- طيباوي نور الهدى، (2018)[9]،
توضح هذه الدراسة أن السياسة الخارجية الأمريكية في فترة أوباما تعبر عن بداية جديدة للعلاقات مع المجتمع الدولي بشكل عام وبالاخص مع إيران حيث قامت السياسة الأمريكية مع إيران على التعاون والحوار ولم يستخدم معها لغه التشدد وكان هذا مخالفاً للإدارة السابقة للرئيس أوباما أي فترة الرئيس جورج بوش الابن التي نظرت إلى إيران على أنها دولة راعيه للارهاب. استخدمت الدراسة المنهج المنهج التحليلي-التاريخي لتحليل تحولات السياسة الأمريكية تجاه إيران خلال فترة أوباما، مع التركيز على تحليل الخطابات الرسمية والتركيز على القرارات السياسية، وتقييم تأثير المتغيرات الداخلية مثل الكونغرس الأمريكي، والمتغيرات الخارجية كالدور الإسرائيلي، كما استخدمت منهج دراسة مقارنة بين إدارتي: أوباما الذي ركز على الحوار والمفاوضات في السياسة الخارجية، وإدارة بوش الابن الذي ركز على المواجهة.
كما توصلت الدراسة الى أن هناك تحول جذري في النهج الأمريكي، حيث تبنت إدارة أوباما النهج التفاوضي ولغة الحوار، بينما تبنت إدارة بوش الابن التي اتسمت بلغة التهديد، بالإضافة الى الدور الإسرائيلي الذي مارس ضغوطا على الإدارة الأمريكية لاتخاذ موقف متشدد مما أثر على وتيرة المفاوضات، كما توصلت الى أنه هناك تحد كبير يواجه الإدارة الأمريكية وهو صعوبة التوفيق بين الحوار مع إيران والحفاظ على التحالفات الإقليمية.
- Kenneth Katzman, Kathleen J. McInnis, Clayton Thomas, (2020).[10]
تتناول الدراسة أنه منذ مايو 2019، تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران حتى وصل الأمر لمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني وأحد أهم القادة العسكريين في إيران، خلال غارة جوية نفذتها الولايات المتحدة على بغداد في يناير 2020 ونتج عن ذلك استمرار الهجمات من المدعومين من إيران على قواعد الولايات المتحدة في العراق، وبدات التوترات بين كلا الطرفين نتيجة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران ونتج عن ذلك الأمر هجوم إيران والقوات التابعة لها على السفن التجارية ودمرت بعض البنية التحتية الحيوية في الدول العربية في الخليج، واعتمدت الدراسة على المنهج السياسي التحليلي الوصفي حيث قامت بتحليل الأحداث والتطورات السياسية والعسكرية بين الولايات المتحدة وإيران خلال الفترة من مايو 2019 حتى أوائل 2020.
وتوصلت إلى أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تصاعدت بشكل كبير منذ مايو 2019، خاصة بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA) في عام 2018. كما شهدت الفترة المذكورة سلسلة من الأعمال العدائية، بما في ذلك الهجمات على السفن التجارية، واستهداف البنية التحتية الحيوية في الخليج، والهجمات الصاروخية على منشآت أمريكية في العراق، ، بالإضافة الى أن الولايات المتحدة نفذت غارة جوية أسفرت عن مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، مما أدى إلى تصعيد التوترات بشكل غير مسبوق.
- أمانج علي عثمان، (2021).[11]
تتعرض هذه الدراسة الى فترتي الرئيسين أوباما وترامب، حيث بات التباين في استخدام أدوات السياسة الخارجية أمرا مفروغا منه حينما يتعاقب على حكم البيت الأبيض الجمهوريون والديمقراطيون، حيث نجد أنه هناك جدل واسع وكبير مابين استخدام سياسة صارمة في ظل حكم الجمهوريين، الى التحول لسياسة مرنه مع حكم الديمقراطيين، وهذا ما يمثل تحديا خطيرا أمام الإدارة الأمريكية في تعاملها مع واحدة من أهم القضايا التي تشكل تحديا خطيرا أمام الولايات المتحدة الأمريكية والتي تتمثل بالتعامل مع الملف النووي الإيراني. تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي التاريخي، الذي يساعدها على تقديم صورة مبسطة عن التطورات التاريخية المهمة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران، وما يترتب عليها من فرض وتخفيف للعقوبات الاقتصادية في عهدي أوباما وترامب.
ومن أبرز الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة أنه هناك تباين في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إيران بين إدارتي الرئيس اوباما والرئيس ترامب، فبينما توجه أوباما الى التعامل بدبلوماسية وتفاوض للوصول لاتفاق نووي وتوقيع خطة عمل مشتركة، بينما توجهت إدارة ترامب الى المواجهة مع إيران من خلال انتهاج خطوات تصعيدية حتى تخفض سقف توقعاتها ومن ثم التفاوض معها بشروط تناسب الولايات المتحدة الأمريكية.
- شيرين جابر، (2024).[12]
تتناول الدراسة تداعيات الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة التي طالت البحر الاحمر ومضيق باب المندب، الذي شهد حضور عسكري أمريكي ودولي مكثف، حيث يعد تهديد الملاحة في البحر الاحمر فرصة للولايات المتحدة الامريكية للسيطرة على الملفات المهمة في المنطقة، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي استخدمته في تحديد أبعاد وخصائص الوضع الحالي في البحر الاحمر في ظل هجمات الحوثيين، وقد تم توظيف المنهج في وصف وتحليل مصادر المعرفة المتعلقة بمشاكل الدراسة لوصف وتحليل أبعادها بطريقة علمية موضوعية في ضوء الأهداف التي تسعى الدرسة الى تحقيقها بهدف تحليل قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على تحقيق أمن البحر الاحمر في ظل هجمات الحوثيين.
كما توصلت الدراسة الى أن الحضور العسكري في البحر الاحمر وخطة تكثيفه مستقبلا، قد يدفع نحو عسكرة البحر الاحمر وما يترتب على ذلك من مجموعة من التداعيات على المنطقة، وتعرض هجمات الحوثيين التجارة الاوروبية للخطر، مما يدفع معدلات التضخم في اوروبا للارتفاع مما ينتج عنه أزمات اقتصادية في جميع أنحاء اوروبا.
- سلمان شمسان، (2022).[13]
يتناول الكتاب محددات السياسة الخارجية الامريكية تجاه اليمن، مع الإشارة الى الأدوات المستخدمة من الولايات المتحدة في سياستها مع اليمن، كما يحاول الكتاب فهم محددات الموقف الأمريكي من اليمن، عبر السياسة الخاصة التي انتهجتها الولايات المتحدة تجاه جملعة الحوثي اليمنية، استخدم الكتاب منهج النظرية البنائية في العلاقات الدولية للتركيز على جماعة الحوثي كفاعل من غير الدول يساهم في صنع او تحديد او التأثير على مسار العلاقات الدولية، كما يستعين الكتاب بالمنهج التاريخي بقدر محدود، بالإضافة الى المنهج التحليلي من المدرسة الواقعية عند مقاربة الحوثيين لدورهم في المنظور الأمريكي.
وتوصل الكاتب الى أن إغفال أمريكا الكلي للموقف الشعبي في اليمن من الحوثية وإيران ومن سقوط الجمهورية وانهيار الدولة والمنظومة الديمقراطية؛ سيؤدي الى انتكاس وفشل مدو للسياسة الأمريكية.
- عبدالكريم سعيد السويلمين، (2019).[14]
تتناول الدراسة دور الحوثيين كفاعلين من غير الدول في اليمن، وتسلط الضوء على أصولهم وتاريخهم وتأثيرهم على الساحة اليمنية، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، لوصف وتحليل السياسات والظواهر المرتبطة بالحوثيين، حيث أن موقف الجماعة وقوتها وأيديولوجيتها الخاصة يترتب عليه تفاعلات سياسية محددة من الدول الأخرى، لكن الدراسة لا تتطرق الى تأثير وتأثر السياسة الخارجية الأمريكية.
استنتجت الدراسة أن الحوثيين يمثلون قوة سياسية مؤثرة في اليمن، كما أن لديهم تأثير كبير على الساحة السياسية، بالإضافة الى أن الحوثيين لديهم علاقات معقدة مع القوى السياسية الأخرى في اليمن، بما في ذلك الحكومة اليمنية والتحالف العربي.
- سلطان العامر، (2021).[15]
تتناول هذه الدراسة قرارات الإدارة الأمريكية في فترة الرئيس الأمريكي جو بايدن المتعلقة باليمن، والتي تضمنت الإشارة الى إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية الهجومية في اليمن، ودعم جهود الأمم المتحدة لحل النزاع، بالإضافة الى تعيين مبعوث خاص الى اليمن.
كما توصل الباحث الى مجموعة من النتائج أبرزها، أن قرارات بايدن لا تمثل قطيعة مع الإدارات السابقة، بل هي استمرار لعملية تغير بطيئة بدأت في عهد أوباما وتطورت خلال فترة ترامب، كما أشار الى أن نتائج قرارات بايدن كانت محدودة، وقد تأتي بنتائج عكسية، حيث رد الحوثيون على هذه القرارات بتصعيد هجماتهم على المملكة العربية السعودية.
التعليق على الدراسات السابقة:
تظهر الدراسات السابقة تباينا واضحا في تقييم السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران واليمن، خاصة في ما يتعلق بجماعة الحوثي. فقد ركزت الدراسات المؤيدة على تبرير السلوك الأمريكي باعتباره ردا على التهديدات الإيرانية وسعيا لحماية المصالح القومية، حتى أنها استخدمت أدوات متعددة كالعقوبات الاقتصادية والحالفات الدبلوماسية.
بينما رأت الدراسات المعارضة أن السياسة الامريكية تتسم بالتناقض، كما وتغفل تأثيرها على استقرار اليمن وموقف الشعب اليمني من الحوثيين، بالإضافة الى انتقاد بعضها عسكرة البحر الاحمر وتضخيم التهديدات دون تحقيق نتائج ملموسة.
الفجوة البحثية: تتميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة هو تركيزها الزمني، حيث تتناول الدراسة مرحلة ما بعد 2021، وهي فترة حرجة شهدت تحولات بارزة في السياسة الأمريكية مع تولي إدارة بايدن، مما يجعلها أكثر حداثة وارتباطا بالأوضاع الراهنة مقارنة بدراسات ركزت على فترات أوباما او ترامب فقط.
كما تتميز الدراسة بتركيزها على الحوثيين كفاعل رئيسي في المشهد اليمني، وتحليل الموقف الأمريكي تجاههم من زوايا متعددة: سياسية، أمنية، إنسانية. وذلك بخلاف الدراسات السابقة التي تناولت الحوثيين ضمن إطار التوتر الإيراني-الأمريكي.
خامسا: الإطار النظري
اولا :منهج الدراسة:
تعتمد هذه الدراسة علي منهج تحليل الاحداث ومن أبرز رواده هو إدوارد عازار، حيث وجد إدوارد عازار انه يوجد (١٥) مستوى لتحليل التفاعلات والعلاقات الدولية كما وجد انها منقسمة الى علاقات صراع وتعاون، إذ توجد (٧) مستويات للتعاون من حيث الوصول للأندماج وهي اقصي درجة من درجات التعاون . وأولى هذه المستويات: تبادل رسمي ثانوى من خلال محادثات وتعبير عن السياسة دعم لفظي معتدل، بالإضافة الى مساندة لفظية رسمية للأحداث والقيم والنظام القائم، واتفاق دعم ثقافي وعلمي “غير استراتيجي”، بجانب اتفاق غير عسكرى إقتصادي وتكنولوجي وصناعي ودعم عسكري وإقتصادي وإستراتيجي، وتحالف إستراتيجي رئيسي (إقليمي ودولي)، بجانب الوحدة والاندماج الطوعي في دولة واحدة.
كما توجد سبعة مستويات للصراع بحيث تكون الحرب الشاملة هي اقصي درجاته وأولها: اعمال حرب واسعة النطاق، وأعمال حربية محدودة وأعمال حربية محدودة النطاق، بجانب الأعمال العدائية السياسية والعسكرية، والأعمال العدائية الدبلوماسية والاقتصادية، وأوجه التعبير اللفظية القومية التي تبين العداء في التفاعل، وآخرا أوجه التعبير اللفظي المعتدل الذي يعبر عن تنافر في التفاعل. وتواجد الحياد في المستوى الخامس عشر وهو الحالة التي تفصل التعاون عن الصراع في العلاقات الدولية ” الاعمال المحايدة او غير ذات الاهمية بالنسبة الي الوضع بين الدول”[16].
يطبق المنهج من خلال: تحليل تأثيرات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الحوثيين بداية من التقارب الأمريكي الحوثي، ومرورا بالتغيرات في الموقف الأمريكي نتيجة الهجمات الحوثية، وتأثير التحالفات الإقليمية والدولية على الجماعة، لذا من خلال دراسة الأحداث والسياسات الأمريكية وتقييم فعالية التحركات الأمريكية تجاه الجماعة الحوثية.
تعد النظرية البنائية من أبرز النظريات النقدية في العلاقات الدولية التي أعادت تعريف الفواعل المؤثرة في السياسة العالمية، حيث وفقا لألكسندر وندت تنطلق من فرضية أن الواقع الدولي هو ” مبنى اجتماعيا” وليس معطى موضوعيا. حيث أن المصالح والهوية تبنى عبر التفاعل الاجتماعي، ما يعني أن الفاعلين سواء أكانوا دولا أو غير دول، يكتسبون أدوارهم بناء على السياق الخطابي والمعرفي المحيط بهم، وليس من خلال القوة التي يمتلكونها[17].
وتؤكد مارثا فينيمور وكاثرين سيكينك، أن الفاعلين من غير الدول قد يؤدون دورا محوريا في خلق معايير دولية جديدة أو إعادة تعريف القيم القائمة من خلال آليات الإقناع والخطاب[18]، في حين يرى هانسن أن اللغة والخطاب ليسا فقط وسائل للتواصل، بل أدوات لتشكيل المعاني والشرعية، حيث أنه من خلال تحليل الخطاب يمكن فهم كيف تمنح الجماعات غير الحكومية أو المسلحة شرعية دولية، بينما توصف أخرى بعدم الشرعية أو الإرهاب، رغم تشابهها في الأدوات والأهداف[19].
لذا لم تعد العلاقات الدولية مقتصرة على الدول فحسب، فلقد صارت تتعامل مع مكونات ليست على شكل دول مثل الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات الدولية، حيث أنتجت منطقة مثل الشرق الأوسط جماعات وفاعلين من غير الدول يساهمون في التأثير وصنع العلاقات الدولية، وهو ما ينطبق على جماعة الحوثي التي أصبحت فاعلا دوليا يؤثر في ما يجري من تفاعلات دولية.
ثانيا: مفاهيم الدراسة:
- الردع النووي: يُعرفه برنارد برودي وهو الأب المؤسس لنظرية الردع النووي، حيث يرى برودي أن الردع النووي يعني “منع الحرب من خلال جعل الهجوم غير مجدٍ أو مكلف للخصم”، مع التركيز على حماية القدرة الثانية (Second Strike) كضمان للردع[20].
أما توماس شيلينج فقد عرف الردع أنه “استخدام التهديدات المحتملة لإقناع الخصم بعدم التصرف بطريقة معينة“، مع التأكيد على التواصل والسيطرة على التصعيد[21].
روبرت جيرفيس في دراسته تأثير الثورة النووية على السياسة الدولية، رأى أن الردع يعتمد على “مصداقية التهديد ووضوحه“، مع تحليل العوامل النفسية كالإدراك الخاطئ في تقويض الردع.[22]
- التوازن الاستراتيجي: يرى والتز أن التوازن الاستراتيجي ينشأ تلقائيًا في النظام الدولي نتيجة الطابع الفوضوي للنظام، حيث تسعى الدول لضمان بقائها من خلال موازنة القوة ضد القوى الأخرى، مما يؤدي إلى خلق حالة من التوازن بين الفاعلين الدوليين.[23]
أما هينرى كيسنجر يرى أن التوازن الاستراتيجي لا يعني فقط التعادل في القوة العسكرية، بل يتضمن أيضًا القدرة على إدارة العلاقات بين القوى الكبرى بشكل يمنع الانزلاق نحو المواجهة، ويحقق استقرارًا طويل الأمد من خلال الدبلوماسية والردع[24].
فيما يُعرف مورغنثاو التوازن الاستراتيجي بوصفه آلية طبيعية في السياسة الدولية تَحول دون سيطرة دولة واحدة على النظام الدولي، ويعتبره أداة لتحقيق السلام عبر توازن القوى المتنافِسة[25].
- الحرب بالوكالة: باتريك مورغان في تعريفه للحرب بالوكالة فيعتبرها “أداة للردع الاستراتيجي عبر حروب محدودة لتجنب التصعيد النووي”[26].
فيما تصفها ماري كالدور كجزء من “الحروب الجديدة” التي تهيمن عليها الجماعات غير الحكومية[27].
- الفاعلون من غير الدول(Non State Actors) : الفاعلون بخلاف الدول ذات السيادة الذين يشاركون في العلاقات عبر الوطنية أي التفاعلات عبر الحدود الوطنية والتي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على السياسة العالمية. وتشمل الفاعلين مثل الشركات متعددة الجنسيات، والمنظمات غير الحكومية الدولية، والجماعات الإرهابية، وشبكات الدعوة عبر الوطنية، وكيانات أخرى لا تخضع أنشطتها لسيطرة أي حكومة واحدة[28].
- أي مجموعة منظمة أو غير منظمة ليست ذات سيادة في حد ذاتها وليست جزءا من منظمة ذات سيادة، ومع ذلك تلعب دورا في العلاقات الدولية. وتتراوح هذه الجهات الفاعلة من المؤسسات الدينية مثل ( الكنيسة الكاثوليكية)، والهيئات الإنسانية مثل ( اللجنة الدولية للصليب الأحمر) الى الشركات الحديثة متعددة الجنسيات والشبكات الإرهابية[29].
- حرية الملاحة(Freedom of Navigation): حرية الملاحة هي مبدأ قانوني أساسي بموجب قانون البحار، يضمن لجميع الدول سواء كانت ساحلية أو غير ساحلية الحق في إبحار السفن عبر المياه الدولية دون تدخل من الدول الأخرى، رهنا بالالتزامات بموجب القانون الدولي[30].
- تعتبر حرية الملاحة حجر الزاوية في التعامل الدولي، وهي ضرورية للنقل البحري ومعترف بها على نطاق واسع كقاعدة أساسية في القانون الدولي[31].
- مفهوم القوة : يرى سيد حسين وآخرون، بأنها قدرة الدولة على استخدام كل مواردها المدركة( المحسوسة) وغير المحسوسة والمنظورة ( المعنوية) بطريقة تؤثر على سلوك الدول الأخرى، وتشمل القوة الشاملة للدولة كلا من القوة السياسية والقوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة التكنولوجية والمعرفية[32].
- مفهوم القوة (Comprehensive Power): مجمل القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية في البلد في فترة معينة. إنه يشير إلى مستوى التنمية الشامل للبلاد وهو موقع في النظام الدولي[33].
سادسا: تقسيم الدراسة
تقسم هذه الدراسة الى فصلين، حيث يتناول الفصل الاول التطور التاريخي للحوثيين: بين الجذور الزيدية والدعم الإيراني والتفاعل الأمريكي، حيث تم التطرق فيه الى مبحثين، يتناول المبحث الاول: النشأة والتطور التاريخي للحوثيين: من المذهب الزيدي إلى الميليشيا المدعومة إيرانياً حيث يعرض أبرز تحولات الجماعة الحوثية من جماعة دينية محلية الى قوة مسلحة ذات نفوذ إقليمي كما يعرض الإطار التنظيمي للجماعة ودور الدعم الإيراني في تعزيز قدرات الحوثيين، ويتناول المبحث الثاني: مظاهر التعاون الامريكي مع الحوثيين بداية من رفض الولايات المتحدة الأمريكية بوجود علاقة بين إيران والحوثيين، مرورا بالتغير الاستراتيجي الأمريكي تجاه الحوثيين وبداية العلاقات الرسمية بين الطرفين، وصولا الى التحول في الدور الأمريكي تجاه الحوثيين.
وجاء الفصل الثاني بعنوان السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين في مرحلة ما بعد 2021: بين المواجهة العسكرية والتعقيدات الإقليمية، حيث ينقسم الفصل الى ثلاثة مباحث، المبحث الاول بعنوان استراتيجيات الولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين (2021-2024) يركز المبحث على تحليل ثلاث ركائز أساسية في الاستراتيجية الأمريكية وهم( عمليات حارس الازدهار، عملية أسبيدس الأوروبية، التقلبات في التصنيف الإرهابي للحوثيين)، فيما جاء المبحث الثاني بعنوان: دور القوى الإقليمية والدولية تجاه الهجمات الحوثية في البحر الأحمر ويركز على تحليل أشكال الاستجابة المختلفة للفاعلين الدوليين، مع التركيز على التباين الواضح في الرؤى والاستراتيجيات بين القوى الإقليمية والدولية. ويأتي المبحث الثالث بعنوان: فشل أمريكا وحلفائها في السيطرة على هجمات الحوثيين والتداعيات حيث يركز هذا المبحث على تحليل الأسباب الهيكلية الكامنة وراء عجز الولايات المتحدة وحلفائها عن كبح جماح الحوثيين، مع تقييم التداعيات متعددة المستويات الناتجة عن هذا الفشل.
الفصل الاول: التطور التاريخي للحوثيين: بين الجذور الزيدية والدعم الإيراني والتفاعل الأمريكي
شكّل صعود الحوثيين في اليمن العديد من التحولات السياسية والعسكرية، حيث تحولت هذه الجماعة من حركة دينية محلية منبثقة من المذهب الزيدي إلى قوة مسلحة مؤثرة، قادرة على تغيير المشهد الجيوسياسي في اليمن والمنطقة، وقد مثّل هذا التحول نقطة تحول استراتيجية، ليس فقط على المستوى المحلي اليمني، بل أيضًا على المستوى الإقليمي والدولي، خاصة في ظل التدخلات الإيرانية من جهة، والتفاعلات الأمريكية من جهة أخرى.
لذا يستهدف هذا الفصل تحليل المسار التاريخي لجماعة الحوثيين، بدءًا من جذورها العقائدية المرتبطة بالمذهب الزيدي، ومرورًا بتحولها إلى حركة مسلحة بعد صراعها مع الحكومة اليمنية، وصولًا إلى سيطرتها على مؤسسات الدولة في صنعاء عام 2014. كما يتناول الفصل دور الدعم الإيراني في تعزيز قدرات الجماعة العسكرية والسياسية، وكيفية استفادتها من السياق الإقليمي المضطرب لتعزيز نفوذها.
كما يسلط الفصل الضوء على طبيعة العلاقة بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تباينت بين التنسيق السري والمواجهة العلنية، وذلك وفقًا للمصالح المتغيرة للسياسة الخارجية الأمريكية في اليمن، فمن جهة رأت واشنطن في الحوثيين حليفًا محتملًا في حربها ضد تنظيم القاعدة، ومن ناحية أخرى، تعاملت معهم كتهديد إيراني بالوكالة في منطقة البحر الأحمر.
المبحث الاول: النشأة والتطور التاريخي للحوثيين: من المذهب الزيدي إلى الميليشيا المدعومة إيرانياً
تعد جماعة الحوثيين واحدة من أبرز الظواهر السياسية والعسكرية التي شهدتها اليمن في العقدين الأخيرين، حيث تحوّلت من جماعة دينية محلية ذات خلفية زيدية إلى قوة مسلحة مؤثرة، مدعومة إقليميًا من إيران، وقادرة على تغيير المشهد السياسي والاستراتيجي في اليمن والمنطقة. حيث تعود جذور هذه الحركة إلى المذهب الزيدي، الذي يُعدّ أحد الفروع الإسلامية القريبة من السنة من الناحية الفقهية، لكنه يحمل تاريخيًا روحًا ثورية تميل إلى التمرد على الحكام الذين يُنظر إليهم كظالمين، ومع تطور الأحداث السياسية والاجتماعية في اليمن، خاصة بعد حرب صعدة الأولى عام 2004، تحولت الجماعة من حركة ثقافية ودعوية إلى ميليشيا مسلحة تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد، متبنية خطابًا معاديًا للغرب وإسرائيل، ومتقاربة أيديولوجيًا وسياسيًا مع إيران.
يهدف هذا المبحث إلى تتبع النشأة التاريخية للحوثيين، وتحليل تحولاتهم من حركة زيدية محلية إلى كيان عسكري وسياسي ذي نفوذ إقليمي. كما يتناول الإطار التنظيمي للجماعة، الذي ظلّ مرنًا وغير واضح المعالم في بداياته، ثم تطوّر ليصبح أكثر تماسكًا تحت مسمى “أنصار الله”، مستفيدًا من الفراغ السياسي والأمني الذي أعقب ثورة 2011. بالإضافة إلى ذلك، سيناقش الفصل دور الدعم الإيراني في تعزيز القدرات العسكرية للحوثيين، من خلال تزويدهم بالأسلحة المتطورة والتدريب والمعلومات الاستخباراتية، مما ساهم في تحويلهم إلى لاعب رئيسي في الصراع اليمني والإقليمي.
اولا: الخلفية التاريخية والأيديولوجية
ترجع بداية الحركة الحوثية الى الصراع المسلح مع الحكومة المركزية في اليمن بداية من عام 2004م، لكن جذورها العقائدية تعود الى أصلها كجزء من المذهب الزيدي، وهو أحد امتدادات الإسلام الشيعي، حيث إنه أقرب من الناحية الفقهية الى الإسلام السني[34].
يتصف المذهب الزيدي تاريخيا بطباعه المتمرده على الظلم والذي يعرف وفقا لأدبياته باسم ” الخروج على الحاكم الظالم”، حيث تعود جذوره الى ثورة زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب، في الكوفة، ضد الحكم الأموي في القرن الثامن الميلادي ومقتله على يد والي الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك[35].
ظهرت أطوارها الاولى مع بداية التسعينات مع تشكيل أول حركة باسم ” الشباب المؤمن”، مدفوعة بواقع التهميش الذي تعاني منه مناطق الزيديين والتي تقدر نسبتهم بحوالي 35 الى 40 في المائة من سكان اليمن[36]، حيث اتخذت الحركة في بادئ الأمر طابعا فكريا عبر التركيز على البحث والتدريس تحت إطار المذهب الزيدي.
وجذبت الحركة الأنظار إليها بعد تزايد نشاط الشبان المنخرطين في صفوفها، حيث كانوا يرددون هتافات مثل” الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا، اللعنة على اليهود، النصرة للإسلام”، وذلك خلال صلاة الجمعة في المساجد اليمنية، في ذلك الوقت تعاملت معاهم السلطات اليمنية بغير جدية وليونه، إذ كانت تعتقلهم ثم تطلق سراحهم بعد فترة قصيرة ويعودون الى نشاطهم السابق[37].
ارتبط بدر الدين الحوثي وهو الزعيم الاول للحركة، وهو ابن رجل دين زيدي بارز، إذ بدأ مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم “الحق” ولقد فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993م، حيث شغل حسين أحدهما خلال الفتره ما بين 1993 الى 1997[38].
وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001م، وما تلاها من أحداث كغزو العراق اتبع حسين الحوثي نهج فكر مختلف، حيث جمع بين ” إحياء العقيدة” و “معاداة الإمبريالية” متأثرا بالأفكار العامة للثورة الإسلامية في إيران.
ثم اتسع نشاط حركة الشباب المؤمن الذي كان في بدايته يقتصر على الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم الخدمات التعليمية والاجتماعية، ومن ثم اكتسب طابعا سياسيا أكثر وضوحا وشدة، تمثل في معارضة حكم الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح.
ثانيا: الإطار التنظيمي للحوثيين
لا تمثل جماعة الحوثي كيان تنظيمي دقيق، أو ترتكز على رؤية تنظيمية صارمة يقوم بتنفيذها لها أفرادها، مثل حركات تنظيمية كجماعة الإخوان المسلمين، أو شيعية كحزب االله اللبناني أو حزب الدعوة العراقي، إذ ظهرت منذ بدايتها مرتبطة باسم مؤسسها “حسين بدر الدين الحوثي”، فأصبحت معروفة باسم “جماعة الحوثي”، وعلى الرغم من محاولتها وقبولها الانضمام لمؤتمر الحوار الوطني الذي أجري في اليمن عقب ثورة 2011 مستغلة بذلك التحول من جماعة متمردة إلى كيان شرعي معترف به محليا وإقليميا ودوليا تحت مسمى “أنصار االله”، وذلك في عام 1997 حين تحول منتدى الشباب المؤمن من جمعية ثقافية إلى حركة سياسية باسم تنظيم “أنصار االله”، واتخذت منذ 2002 شعارات “االله أكبر…الموت لأمريكا…المؤت لإسرائيل…اللعنة على اليهود…النصر للإسلام”.
حيث حاول الحوثيون تعميم هذه التسمية الجديدة بقوة، وتشديدهم على أنهم جماعة تحت مسمى “أنصار االله”، في محاولة منهم الخروج من خانة جماعة تابعة لفرد إلى جماعة تمتلك فكرة متكاملة، محاولة بذلك فرض واقع جديد عما قبل قيام ثورة 2011[39].
وبعد اندلاع الثورة اليمنية في 2011 ضد نظام الرئيس السابق علي عبد االله صالح، شارك الحوثيون في العديد من الاحتجاجات والمظاهرات، مما أسهم في خلق توتر وعدم استقرار في اليمن، ومن أيرز مظاهرها[40]:
– التوقيع على مخرجات الحوار الوطني في أواخر 2014، حيث لم تلتزم ببند نزع السلاح ودخلت في صراع مسلح مع القوات الحكومية اليمنية على مدينة عمران الشمالية (معقل بني الأحمر)، وانتهت بالسيطرة عليها في يونيو 2014.
– وفي 21 سبتمبر 2014 سيطرت الجماعة على كامل العاصمة، واستولت على مقر الحكومة والوزارات، بما فيها وزارة الدفاع وغيرها من المقرات الاستراتيجية كالبنك المركزي، حيث استقالت حكومة “محمد سالم باسندوة”، ثم تلتها حكومة “خالد بحاح” تحت ضغط الجماعة.
ثالثا: الحوثيون والدعم الإيراني
بعد نجاح الثورة الخمينية في إيران في ثمانينات القرن العشرين، بدأت إيران تعمل على توسيع نفوذها في بعض الدول العربية الإسلامية، تمحور هذا التوسع في خمسة مناطق، كانت بدايتها الأولى في جنوب لبنان، من خلال تأسيس حزب االله اللبناني، وثانيها في العراق معتمدة على دعم بعض الشيعة العراقيين الذين سعوا لتوسيع النفوذ الإيراني في العراق، وثالثها في سوريا في ظل ثورة الربيع العربي السورية ضد بشار الأسد من خلال الحماية الإيرانية العسكرية، ورابعها من خلال تجنيد أتباعها من الشيعة في البحرين، وانتهت بخامس منطقة وهي اليمن معتمدة على الحوثيين.
ويرجع كل هذا النفوذ والتواجد الإيراني في المنطقة العربية؛ إلى انعدام وغياب وجود استراتيجية عربية واضحة المعالم تجاه الخطر الإيراني، الذي كان حاضرا في اليمن بالنسبة لزيادة قوة ونفوذ الحوثيين، كما أنه وفر حاضنة إقليمية للمشروع الحوثي في مختلف الأبعاد السياسية والعسكرية والإعلامية واللوجستية.
وبالرغم من ارتباط قدرات الحوثيين العسكرية بالدعم العسكري الإيراني، إلا إن جماعة الحوثي تنفي تلقيهم أي دعم عسكري إيراني.
وتتجلى أبرز مجالات الدعم الإيراني للحوثيين في القدرات العسكرية من خلال:
قيام إيران بتزويد ميليشيات الحوثيين بكميات متنوعة من الأسلحة شملت كميات كبيره من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، بالإضافة الى الصواريخ الموجهة المضادة للمدرعات من طراز “كورنت”، التي لـم تكن موجودة ضمن المخزونات اليمنية، وتزويدهم بطائرات بدون طيار إيرانية الصنع من نوع “قاصف- 9″، وأيضاً تزويدهم بطائرات دون طيار من طراز “أبابيل” الإيرانية، والمزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار والتي تستخدم لمهاجمة الأهداف ذات القيمة العالية، مثل منظومات الرادارات وبطاريات صواريخ الدفاع الجوي[41].
وفي عام 2016 أشارت تقارير إلى قيام إيران بتزويد الميليشيات الحوثية بصواريخ إيرانية الصنع من طراز “زلزال 1” و “زلزال 3″، وتزويدهم بصواريخ من نوع “بركان 1” الذي زعمت الميليشيات الحوثية أنها استهدفت به مدينة الطائف في أكتوبر2016م، بالإضافة لتزويدهم بصواريخ من نوع “نيزك 2” الذي يحمل رأسا متفجرا يبلغ مداه 800 كم ويزن نصف طن[42].
وذلك بجانب الدعم المعلوماتي من الجو، الذي تمثل في طائرة “RC- 707” المخصصة لغرض الاستطلاع الإلكتروني، والتي كانت دائمًا تطير في رحلات عبر منطقة الخليج العربي وصولًا للأجواء السورية، والغرض من هذه الطائرة هو اكتشاف مواقع شبكات الدفاع الجوي، ومدى تغطيتها واكتشاف الثغرات اللازمة لرسم مسارات محددة تستطيع أن تطير منها صواريخ الكروز، وطائرات من دون طيار الانتحارية لتصيب الأهداف في هذه المنطقة[43].
بالإضافة الى الدعم المعلوماتي من البحر من خلال سفينة التجسس المثيرة للشكوك “بيهشاد”، وهي سفينة تجارية ذات ترميز مدني يعتقد بأنها مجهزة بمنظومات رصد وتعقب للسفن، بجانب منظومات تنصت استخباراتي لإيضاح الأهداف، وتعمل كغرفة سيطرة وقيادة متقدمة للعمليات، وتساعد الجانب الحوثي بواسطة تمرير الإحداثيات الخاصة بالسفن المراد استهدافها من البحرية الحوثية[44].
لذا يُمكن القول إن جماعة الحوثيين مرت بتحولات كبيره، حيث بدأت من حركة دينية زيدية محلية إلى قوة عسكرية وسياسية مؤثرة في اليمن والمنطقة، مستفيدةً من السياق التاريخي والسياسي المضطرب، والدعم الإيراني المتنامي. إذ نجحت الجماعة في تحويل نفسها من جماعة ثقافية تدافع عن حقوق الطائفة الزيدية إلى ميليشيا مسلحة تسيطر على أجزاء كبيرة من اليمن، مستغلةً الفراغ الأمني بعد ثورة 2011، ومعتمدةً على خطاب يجمع بين الهوية الزيدية والعداء للغرب وإسرائيل.
المبحث الثاني: مظاهر التعاون الامريكي مع الحوثيين
أبرز مظاهر التعاون الأمريكي مع جماعة الحوثي في اليمن:
ظهر التعاون بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي في عدة مظاهر مباشرة وغير مباشرة على مدى السنوات الماضية، ويمكن تلخيص أبرز هذه المظاهر فيما يلي:
أولًا: رفض العلاقة بين جماعة الحوثي وإيران:
خلال سنوات الحروب الست في صعدة منذ عام 2004 وحتى عام 2010، كانت ترفض السفارة الأمريكية في صنعاء بشكل قاطع مزاعم الحكومة اليمنية حول وجود علاقة قوية بين الحوثيين وإيران.
كما أظهرت تقارير مسؤولين في الأمن القومي الأمريكي والاستخبارات والجيش الأمريكي أن الحوثيين يُنظر إليهم كجماعة شيعية محلية، ولا توجد أدلة واضحة على علاقة دينية مباشرة بإيران أو على سيطرة إيرانية على الجماعة أو الحكومة اليمنية أو السعودية في ذلك الوقت. بالإضافة إلى الدور السلبي المشترك لبعض الأحزاب اليمنية في تعزيز هذه الرؤية لدى المعارضة السياسية اليمنية والحكومة على حد سواء[45] .
حيث قدمت الولايات المتحدة ردودًا مماثلة على معلومات السعودية، حيث كانت دائمًا تنكر وجود تنظيم حوثي تابع لإيران في المنطقة بكل جوانبه الاستخباراتية أو التدريبية، وبالرغم من مرور أكثر من ست سنوات على تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، لا تزال القيادات الأمريكية تصر في تصريحاتها على نفي الدور الإيراني الواسع في الصراع اليمني، وتقتصر التصريحات الرسمية على تقديم إيران دعمًا محدودًا من حيث التدريب فقط، مع تأكيد عدم سيطرتها الكاملة على الحوثيين[46] .
مثلت السياسة الأمريكية تجاه السعودية خلال الحرب نوعًا من الضغط غير المباشر، حيث سعت واشنطن إلى دفع السعودية لإقامة علاقات مع الحوثيين، وركزت الرياض على هذا الخيار رغم وجود علاقات أمنية قديمة بين الحوثيين والولايات المتحدة منذ منتصف القرن الماضي. وبحسب وجهة النظر الأمريكية، فإن العلاقة مع الحوثيين لا تكون على حساب العلاقات مع الحكومة اليمنية، بل لموازنة النفوذ الإيراني في المنطقة [47].
ثانيا: بداية العلاقات الرسمية والتغير الاستراتيجي تجاه الحوثيين:
في يناير 2015، كانت بداية رسمية لمحاولات فتح علاقات مباشرة مع الحوثيين كبديل للحكومة اليمنية، حيث سعى مسؤولين امريكيين في البيت الأبيض والبنتاغون لإقامة علاقات جيدة مع الحوثيين عبر وسطاء[48]، وذلك بهدف ضمان استمرار النفوذ الأمريكي في اليمن ومكافحة تنظيم القاعدة، حيث تم اعتبار الحوثيين كحليف محتمل في الحرب على الإرهاب .
ويمكن اعتبار أن الجذور الاولى بين الحوثيين وامريكا بدأت منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية “صنعاء”، ثم تطورت في الأشهر التالية بعد تدخل التحالف العربي في اليمن، حيث كانت اللقاءات تعقد بين المسؤولين الأمريكيين والحوثيون سرا في سلطنة عمان. ويمكن إرجاع تحول السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين الى فقدها الثقة في قدرة الرئيس هادي ودولته على مواجهة تنظيم القاعدة، وتجلى ذلك بوضوح عندما ظهرت سيارات الفورد الأمريكية والعربات المدرعة مع الحوثيين في معاركهم[49]، في ذلك الوقت لم تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية اي إجراء تجاه ذلك الأمر، بل وعلى العكس من ذلك رحبت بسيطرة الحوثيين عليها باعتبارهم حلفاء وقوة وازنة مناهضة للقاعدة يمكن الاعتماد عليهم.
بالإضافة الى شن الحوثيون مجموعة من الهجمات البحرية بالصواريخ على السفن الأمريكية ومجموعة من السفن الأوروبية وعربية في البحر الاحمر، وذلك الهجوم لم يقابله إلا رد أمريكي ضعيف شمل قصف رادارات عسكرية حوثية قديمة لم تصاحبها رسالة أمريكية للحوثيين بوقف تلك الهجمات.
ومع انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما في 2017، ومجئ الرئيس ترامب على رأس السلطة، اتخذت إدارة ترامب مساراً مغايراً ونظرت إلى الصراع اليمني بشكل كلي تقريبًا من خلال عدسة سياستها الخارجية لإيران، واعتبار الحوثيين كأداة بيد إيران، بالإضافة الى قطع إدارة ترامب التواصل الدبلوماسي مع الحوثيين، وتعاملت مع الجماعة عبر دبلوماسيين أوروبيين أو عبر السعودية وسلطنة عمان أو الحكومة اليمنية.
كما أن إدارة ترامب ركزت سياستها تجاه إيران نفسها، وذلك حينما انسحب من الاتفاق النووي في مايو 2018[50]، والجدير بالذكر أن السياسة الأمريكية تجاه إيران لم تؤثر على الحوثيين، فلقد اتبعت الولايات المتحده الأمريكية في عهد ترامب نفس الطريق الذي سلكته في سابقه أوباما من خلال وقف الحملة العسكرية التي قادها التحالف للسيطرة على ميناء الحديده من العام نفسه، حتى أجبرت ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة وبريطانيا التحالف العربي على وقف الحملة العسكرية الذي كان ينوي بها السيطرة على ميناء الحديدة، وبعد أن كانت قوات التحالف وصلت مدينة الحديدة ورابطت على بعد 4 كيلومترات فقط حول ميناء الحديدة.
ومن خلال اتفاق ستوكهولم الذي عقد في السويد يناير 2019، أدى الى تراجع قوات التحالف العربي، مما نتج عنه التغير العسكري الميداني في اليمن لصالح الحوثيين، وهو ما أدى الى وضع حد لمسارات الحرب على الحوثيين في اليمن من خلال منع هزيمتهم أو حتى منع إضعافهم الى حد كبير[51].
أما الجانب السعودي فالذي تغير في اليمن بالنسبة له في فترة حكم ترامب هو ” إبطاء عملية تخفيض الدعم، لكنه لم يوقفها”، كما أن ترامب أعلن في يوليو2017، استمرار نفس منوال إدارة أوباما في اليمن، بالإضافة الى استمرار صفقات الأسلحة للمملكة العربية السعودية، كما أنه وضع ضغوطا هائلة على المملكة العربية السعودية مما أجبرها على رفع الحصار الشامل الذي نفذته على الموانئ اليمنية بعد إطلاق اول صاروخ حوثي تجاه الرياض. كما أن استراتيجية ترامب وضعت هدفا خاصا يشمل حماية الحوثيين من خلال بند يقضي بإنهاء الحرب في اليمن وحماية الأراضي السعودية[52].
وبعد أن انقطعت المفاوضات التي كانت إدارة أوباما تخوضها مع الجماعة الحوثية في اول عامين من عهد ترامب، فلقد ظهرت تصريحات أمريكية قوية في أغسطس 2019، عبر مجموعة من الاقتراحات تمثلت في النقاط التالية[53]:
- وقف الحوثيين إطلاق الصواريخ والمسيرات على السعودية والإمارات .
- يوقف التحالف العربي هجماته وغاراته الجوية على الحوثيين في اليمن.
- عمل منطقة منزوعة السلاح بين السعودية واليمن.
- سحب الأسلحة الكبيرة مثل الصواريخ الباليستية من دولة اليمن
وبعد مضي شهر على المقترحات الأمريكية، في سبتمبر 2019 شن الحوثيون هجمات على أكبر منشأة للنفط في خريص وبقيق في السعودية[54]؛ ما أدى الى رفع سعر النفط عالميا، وذلك الهجوم لم يواجهه اي رد فعل أمريكي، الأمر الذي جعل السعودية في وضعية جديدة تفسيرها أن الاعتماد على الأمريكيين في حماية المصالح النفطية والمنطقة قد انتهى.
كما أدى الامر الى تغير الاستراتيجية السعودية تجاه اليمن بما يتماشى مع تغير استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الصراع في اليمن، حيث بدأت السعودية بتغيير استراتيجية التدخل الصلب الى التدخل الناعم، وذلك في تغير واضح في عملياتها ضد الحوثيين.
ثالثا: التحول في الدور الأمريكي
واجهت الإدارة الأمريكية في عهد “ترامب” انتقادات شديدة مرتبطة بالدور العسكري الأمريكي في حرب اليمن، كما تم وصفها بأنها لا تتعدى أغراض دعم السعودية ” ذات الحكم الشمولي الذي يروج للأصولية الإسلامية” في مواجهة الحوثيين الذين تدعمهم إيران، كما أن إدارة ترامب فضلت المكاسب والأرباح القادمة من صفقات السلاح مع دول الخليج على أرواح المدنيين في اليمن، بالإضافة أن الدعم العسكري الأمريكي للسعودية ليس له علاقة بمحاربة الإرهاب أو حماية حقوق الإنسان، ونتيجة للضغوط الشديدة والانتقادات؛ حدث تغير في الدور الأمريكي تجاه الصراع اليمني مع تولي إدارة “جو بايدن” وتخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن دورها المنخرط في حرب اليمن وتبنت دورا مغايرا تمثل في لعب دور الوسيط السياسي الحذر، حيث استخدمت سياسة متوافقة مع جهود منظمة الأمم المتحدة في إدارة الصراع اليمني سياسيا، الى جانب التنسيق مع الاتحاد الأوروبي بشأن التسوية السياسية للصراع[55].
كما تم إعلان إنهاء دعم الولايات المتحدة الأمريكية العمليات الهجومية في اليمن وفقا لقرار الرئيس “بايدن” المتعلق بشأن سلطات الحرب في فبراير 2021، مع توفير مساعدة للسعودية في الدفاع عن أمنها ضد الصواريخ التي يطلقها الحوثيين، إذ تم نشر قوات عسكرية أمريكية للقيام بعمليات عسكرية ضد تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية وتنظيم داعش مع دعم قوات حكومة “هادى” والقوات الإقليمية الداعمة له، ومع تزايد الصراعات والاشتباكات بين الحوثيين والقوات المناهضة لهم إقليميا وداخليا، تعقدت جهود الولايات المتحدة فى مكافحة الإرهاب داخل اليمن؛ فعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التى لحقت بقوات تنظيم داعش على أيدى القوات المحلية اليمينة المدعومة من قوات التحالف العربى بقيادة الإمارات، والغارات الجوية الأمريكية[56]، وقوات الحوثيين، لذا فإن الحرب الأهلية فى اليمن مستمرة ولا يزال الوضع فى اليمن ينساق نحو مزيد من التعقيد واستمرار فشل وانهيار الدولة اليمنية.
حيث كان التحول في الدور الأمريكي في الصراع اليمني هو مسار التحول الخطير في طريق الصراع، حيث رافق هذا التحول إعلان” جو بايدن” الذي ألغى فيه تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية بعدما تم تصنيفهم من قبل ترامب، بالإضافة الى اعتراف بايدن بهم فصيلا سياسيا وشريكا أساسيا في الحوار الوطني لليمن[57].
ويشير التحول الأمريكي في الصراع اليمني الى تعمد أمريكي لاستمرار حالة الحرب الأهلية في اليمن بما يمكن من استمرار وتوغل الحوثيين في مواجهة المتطرفين والمتشدين، حيث يمكن أن يؤدي تمكنهم من الثروة والسلطة الى انضمامهم لتنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. كما يشير الى أن الدعم العسكري الأمريكي لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، حتى وإن توقف بشكل رسمي بعد ضغوط داخلية أمريكية بعد إعلان ” جو بايدن” بعد وصولة للرئاسة بأنه لا يزال مستمرا ولكنه بشكل غير مباشر يتمثل في دعم دفاعي للعمليات العسكرية السعودية في اليمن لردع النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وضمان أمان إسرائيل[58].
لذا يمكن استنتاج أن الدور الأمريكي في الصراع اليمني محدد بالمصلحة الوطنية الأمريكية ومرتبطا بحربها على الإرهاب، بالإضافة الى أن الصراع اليمني يمثل إحدى الأدوات السياسية والدبلوماسية والأمنية التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية في تعاملها مع إيران وخاصة في الملف النووي الإيراني، وهو ما يوضح مدى تعامد الولايات المتحدة الأمريكية التباطؤ في ملف حرب اليمن، مما ينتج عنه زيادة توغل الحوثيين في اليمن وسيطرتهم على الدولة اليمنية ليمثل تسهيلا لإيران للدخول في الاتفاق النووي، وفي نفس الوقت تستمر في دعمها لقوات التحالف العربي مما يؤدي الى استمرار تفاقم الحرب مع استمرار دعم إيران للحوثيين، وذلك يثير الشكوك حول النوايا الحقيقة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه حرب اليمن.
رابعا: تولي جو بايدن والتهديد الحوثي
- إلغاء تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية: قبل يوم واحد من مغادرة ترامب البيت الأبيض وتحديدا في يناير 2021، صنفت خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الحوثيين كجماعه إرهابية، ثم وصل ” جو بايدن” للرئاسة ولم يكد يمضي سوى عدة أيام على وصولة للحكم إلا وتـــم تعليـــق قـــرار تصنيـــف الحوثييـــن كجماعـــة إرهابيـــة، حتى وإن اعتبرت هـــذه الخطـــوة قـــد نفذت لاعتبـــارات إنســـانية لتســـهيل وصـــول مسـاعدات الإغاثـة إلـى اليمنييـن[59]. وفـي ٤ فبرايـر،٢٠٢١ ألقـــى “بايـــدن” أولـــى كلماتـــه حـــول سياســـته الخارجيــة، وأعلــن فيهــا ثلاثة قــرارات تتعلــق بالصــراع فـــي اليمـــن، أولهـــا إنهـــاء الدعـــم الأمريكـــي لجميـــع العمليــات العســكرية الهجوميــة، وكل مــا يتعلــق بهـــا مـــن صفقـــات تســـليح، والثانـــي دعـــم جهـــود الأمــم المتحــدة لحــل النــزاع، والثالــث تعييــن “تيم ليندر كينج” مبعوث خاص لدولة اليمـــن، ويمكـــن اعتبـــار هـذه القرارات كعـودة لسياسـة “أوبامـا” الـذي عمل “بايـــدن” كنائب لـــه لثمانـــي ســـنوات، والـــذي رأينـــا أنـــه أنهـى ولايتـه بمحاولـة فشلت في الوساطة، وبمعنى آخـر فـإن قـرارات “بايـدن” ليسـت جديـدة، خاصة وأنه قد لوحـــظ فـــي سياســـات “ترامـــب” تجـاه الصـراع أنهـا لـم تخل رغـم انحيازهـا الواضـح للســـعودية مـــن محـــاولات لتهدئـــة الصـــراع ووضـــع نهايـــة لـــه، حيث قـــام المبعـــوث الأمريكـــي لاحقـا بأنشـطة وجـولات بالتنسـيق مـع المبعـوث الأممـــي شـــملت زيـــارة لســـلطنة عمـــان، لدورهـــا المعـــروف فـــي الوســـاطة فـــي الصـــراع، وقيـــل أن هـــذه الزيـــارة تضمنـــت لقـــاء مـــع وفـــد للحوثييـــن، وإن لـــم تســـفر عـــن نتائـــج محـــددة بســـبب تعنتهم في موقفهـــم. كما أن قرار إلغاء تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية بعث برسائل خاطئة للجماعة الحوثية، حيث جــاء القــرار بعــد أيــام مــن إعلان إدارة “جو بايـدن” إنهـاء دعـم العمليـات العسـكرية الهجوميـة للتحالـف العربي الـذي تقـوده السـعودية، فالرسـالة التـي وصلـت إلـى الحوثيـن مفادها أن الأمريكيـون يريـدون الخـروج مـن الحـرب، وحفـظ مـاء وجـه السـعودية[60].
بالإضافة الى استخدام الحوثيين إلغـاء تصنيـفهم مـن قوائـم الإرهـاب بإعتبار مـا يرتكبونـه منـذ 2014م فـي اليمـن لـم يكـن “إرهابـاً” وأن إلغـاء الولايـات المتحـدة للتصنيـف يمثل اعتـراف أمريكـي أنهم يمارسون حقهم فـي الدفـاع عـن وطنهم، وحمايـة أرض اليمن.
كما أنهـــم رفضـــوا خطـــة للمبعـــوث الأمريكـــي لوقـــف الحـــرب، كانت قد قبلتهـــا الســـعودية والحكومـــة اليمنيـــةَ، وأوضح المتحــدث باســم الحوثييــن رفضهــم للخطــة بأنهـا منحازة لوجهـة النظـر السـعودية ولا تتضمـن حل جذري لمشـــكلة الحصـــار الـــذي يفرضـــه التحالـــف العربي علـــى حكومـــة صنعـــاء[61].
- دعم الدفاع عن السعودية: أكـد “بايـدن” أن بـلاده ستسـتمر فـي دعـم المملكة العربية السـعودية فـي الدفـاع عـن أراضيهـا، كمـا أكد أن إدارتة سـتقوم بإعـادة التحالفـات لمواجهــة التحديـات ويجـب الاعتمــاد علـى الدبلوماسـية،مع تأكيد السـعودية أنهـا دخلـت فـي حـرب اليمـن فـي عمليـة دفاعيـة ضـد الحوثييـن ومنـع وجـود نظـام فـي اليمـن يديـن بالـولاء لإيـران، وأن كل عملياتهـم الجويـة والأرضيـة هـي دفاعيـة[62].
كما إن تقديـم المسـاعدة الأمريكيـة الدفاعيـة للسـعودية لا يقتصـر علـى حاجـة السـعودية وحدها فقط، ولكنـه يرتبـط بالمصالـح الأمريكيـة نفسها، فالولايات المتحدة الأمريكية لديهـا آلاف القـوات في البلاد، بالإضافة أن الولايات المتحـدة تريـد زيـادة عـدد القواعـد فـي السـعودية مـع زيـادة التوتـرات مـع إيـران بمـا فـي ذلـك القواعد على ساحل البحر الاحمر وهي الأقرب مـن حيـث الجغرافيـا للحوثييـن[63]، كما أن أمريـكا بـدأت فـي اختبـار مينـاء “ينبـع” وتنـوي اسـتخدام القواعـد الجويـة فـي تبوك والطائف علــى طــول البحــر الأحمــر[64]، وهو الأمر الذي يمنح الجيش الأمريكي مزيدا من الخيارات على طول ممر مائي مهم.
- تفضيل المسار الدبلوماسي: كان تيم ليندر كينج دبلوماسيا كبيرا يتعامل مع الصراع في اليمن، فقام بايدن بترقيته الى مبعوث خاص في اليمن، كما أنه منحه مزيدا من الصلاحيات من أجل التوصل الى صفقه تنهي الحرب، حيث أكد متحدث البيت الأبيض في إدارة بايدن”ســيكون التركيــز الرئيسـي لجهودنـا هـو الجهـد الدبلوماسـي لإنهـاء الحـرب فـي اليمـن مـن خـلال العمليـة التـي تقودهــا الأمــم المتحــدة لفــرض وقــف إطــاق النــار، وفتــح القنــوات الإنســانية، واســتعادة محادثــات السـلام الخاملــة منــذ فتــرة طويلــة”. وأضاف “هدفنــا الأساســي هــو التقريــب بيــن الأطــراف للتوصــل إلــى تســوية تفاوضيــة تنهــي الحــرب ومعانــاة الشــعب اليمنــي”.
وليندركينــغ هــو دبلوماســي مخضــرم مرتبــط بالخليــج والملــف اليمنــي وعمل به لعدة سنوات ويمكــن محاولة تلخيــص فهمــه للحــرب فــي اليمــن من خلال النقاط التالــية:
- يعتقـد أن “جماعة الحوثي تـزداد ضـراوة كلمـا ألقيـت عليهـم مزيـدا مـن القنابـل والصواريـخ، وتزيـد هجماتهـم علـى السعودية، وهـو مـا لا يمكننا قبولـه، كلمـا اسـتمر الصـراع”. حيـث يؤكد أن تقليـل ردة فعـل الحوثييـن تجـاه الريـاض يأتـي مـن خـلال وقـف الحملـة الجويـة ضـد الجماعـة الحوثية.
- كما أنه يعتبـر مـن أشـد المطالبيـن بتسـوية سياسـية ويرغـب بنهايـة سـريعة للحـرب فـي اليمـن، مسـتبعدا خيـار الحـل العسـكري[65].
- بالإضافة أن ليندركينـغ يرى خطـورة الحوثييـن علـى السـعوديين والإماراتييـن وليـس علـى باقـي اليمنييـن من خلال تصريحه: نعتقـد أن هنـاك مسـاحة للحوثييـن فـي تسـوية سياسـية، ونرحـب بذلـك، ولكـن ليـس عندمـا يواصـل الحوثيـون إطـلاق الصواريـخ علـى حليفنـا الرئيسـي مثـل السـعودية بشـكل منتظـم، كمـا يـرى أن هجمـات الحوثييـن علـى السـعودية تظهـر أن الحوثييـن غيـر مهتميـن بالمشـاركة البنـاءة مـن أجـل السـلام[66].
- يوصف ليندركينج الـدور الإيرانـي بأنـه “سـيء للغايـة وأسـهم فـي إطالـة أمـد الحـرب، ويسـاعد الحوثييـن علـى الاسـتمرار فـي تصرفاتهـم السـلبية”، كما يـرى أن وقـف إيـران دعمهـا للحوثييـن ســيدفع الجماعــة اليمنيــة المســلحة إلــى لعــب دور مناســب فــي العمليــة السياســية[67].
الفصل الثاني: السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين في مرحلة ما بعد 2021: بين المواجهة العسكرية والتعقيدات الإقليمية
يشكل التصعيد العسكري الأخير في البحر الأحمر، بقيادة جماعة الحوثيين، أحد أبرز التحديات الأمنية والاستراتيجية التي تواجه النظام الدولي في مرحلة ما بعد 2021. فمنذ نوفمبر 2023، اتخذت هذه الجماعة من الهجمات على السفن التجارية أداةً للضغط السياسي، مستغلةً الأزمة الإنسانية في غزة لتعزيز نفوذها الإقليمي، مما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى تشكيل تحالف “حارس الازدهار” وتبني استراتيجيات متعددة لمواجهة هذا التهديد.
يركز هذا الفصل على تحليل السياسة الأمريكية تجاه الحوثيين في هذه المرحلة المهمة، حيث تتنازع واشنطن بين ضرورة حماية الملاحة الدولية في أحد أهم الممرات المائية عالمياً، وخشيتها من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية أوسع، كما يتتبع الفصل تطور العمليات العسكرية مثل “حارس الازدهار” و”أسبيدس” الأوروبية، ويقيم فاعليتها في ظل تعقيدات الميدان اليمني والقدرات التكيفية غير المتوقعة للحوثيين.
كما يناقش الفصل دور القوى الإقليمية (كالسعودية ومصر) والدولية (مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي) في هذه الأزمة، وكيفية تفاعلها مع الهجمات الحوثية، حيث تباينت المواقف بين الدعم الكامل للتحالف الأمريكي والحياد الحذر أو حتى المعارضة الضمنية، انطلاقاً من حسابات جيوسياسية واقتصادية متضاربة.
المبحث الأول: استراتيجيات الولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين (2021-2024)
يشكل التصعيد العسكري في البحر الأحمر خلال الفترة (2021-2024) منعطفاً حاسماً في السياسة الأمريكية تجاه اليمن، حيث تحول التركيز من مكافحة الإرهاب إلى مواجهة التهديدات المباشرة للأمن البحري الدولي، ويأتي هذا التحول في سياق تصاعد هجمات الحوثيين على السفن التجارية، التي بلغت ذروتها مع إطلاق تحالف “حارس الازدهار” في ديسمبر 2023، كاستجابة أمريكية – دولية لضمان حرية الملاحة في أحد أهم الممرات المائية الاستراتيجية. لذا يركز المبحث على تحليل ثلاث ركائز أساسية في الاستراتيجية الأمريكية وهم ( عمليات حارس الازدهار، عملية أسبيدس الأوروبية، التقلبات في التصنيف الإرهابي للحوثيين).
اولا: عمليات ” حارس الازدهار” والهجمات الحوثية
أعلنت أمريكا عن تشكيل تحالف باسم “حارس الازدهار” وذلك ردًّا على عمليات الميليشيات الحوثية التي هاجمت بعض السفن التجارية المارّة من مضيق باب المندب، حيث أعلن الحوثيون أن هدفهم هو عرقلة السفن التجارية المتّجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، للضغط على الاقتصاد الإسرائيلي، حتى يتم إيقاف الحرب في غزة، مع إعلانها صراحة تأييدها لحركة حماس[68].
قام الحوثيون بالتصعيد العسكري في البحر الأحمر ضد قوات تحالف “حارس الازدهار” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية في 15 يناير2024 عن إسقاط صاروخ كروز أطلقته جماعة الحوثي باتجاه حاملة الطائرات “يو إس إس لابون”، التي كانت تعمل بالقرب من ساحل الحديدة في اليمن[69]. ويعتبر هذا الهجوم الأول من نوعه ضد هدف عسكري أمريكي، وذلك بعد الضربات المكثفة التي شنّها التحالف ضد 60 هدفًا في 16 موقع للحوثيين في 11 و 12 من ذات الشهر، والجدير بالذكر أنه كانت جماعة الحوثي قد هدّدت بردٍّ غير محدّد على الضربات[70]، قد يأخذ في الاعتبار موقفها السياسي في اليمن، وزيادة احتمالية وقوع المزيد من الهجمات من قِبل التحالف الذي تقوده أمريكا.
ومن المرجح أن ينتج عن مثل هذه الهجمات ردود عسكرية بقيادة الولايات المتحدة، كما يحاول التحالف الدولي استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو الأمر الذي يعني أننا سنَشهد قيام نمط من “التراشقات” والتصعيد المتبادلَين والمستمرَّين لفترة زمنية، قد تستمر بين الولايات المتحدة والحوثيين.
- التصعيد الحوثي ودلالاته: بدأ تصاعد هجمات الحوثيين في 19 نوفمبر 2023، وذلك عندما هاجمت عناصر تابعة لجماعة الحوثي السفينة التجارية “غالاكسي ليدر”، التي ترفع علَم جزر البهاما بواسطة مروحية وتم نقْلها إلى ميناء الحديدة اليمني واحتجاز أفراد طاقمها كرهائن. ثم شارك الحوثيون مقطع فيديو يوثق عملية الاختطاف لتعلن مسؤوليتها عنها. ومنذ ذلك الحين، شنّت الجماعة المتمردة ما لا يقلّ عن 18 هجمةً على السفن التجارية العابرة للمنطقة؛ ممّا أدى إلى تعطيل التجارة البحرية بشدّة[71]، وتجاهل الحوثيون التحذيرات الأمريكية وشركائها في عملية ” حارس الازدهار” لإيقاف هجماتهم أو مواجهة العواقب[72]، إذ رد الحوثيون على التحذيرات الأمريكية بقصف أكبر، شمل هذا القصف إطلاق 21 صاروخ وطائرة بدون طيار على جنوب البحر الأحمر؛ مما دفع بإعلان أربع من أكبر خمس شركات شحن حاويات في العالم، منهم شركة ميرسك الدنماركية وشركة Hapang-LIoyd الألمانية وشركة CMA”CGM الفرنسية بالإضافة الى شركة MSC السويسرية، حيث يشكلون معا أكثر من 50% من قدرة شحن الحاويات العالمية، حيث جعلتهم هجمات الحوثيين الى تعليق الشحن عبر البحر الأحمر[73].
- إنشاء حارس الازدهار: أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في 18 ديسمبر2023م، تشكيل عملية “حارس الازدهار”، وهي قوة مهمات أمنية متعدّدة الجنسيات تتألف من 20 دولة؛ وذلك ردا على هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، حيث أنشئ التحالف لضمان العبور الآمن عبر المنطقة، وذلك تحت رعاية فرقة العمل 153 للقوات البحرية المشتركة[74]. وتجاهلت الجماعة الحوثية الأمر، وردّوا على إنشاء التحالف بقصف أكبر، حيث أطلقوا 21 صاروخ وطائرة من دون طيار على جنوب البحر الأحمر، ووصف مسؤولين أمريكيين الهجوم بأنه القشّة الأخيرة، هدد الحوثيون باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل مهما كانت جنسيتها، وحذروا شركات الشحن الدولية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية، كما أطلقوا صواريخ على إسرائيل على بعد أكثر من 1000ميل[75]، مما نتج عنه اتخاذ القرار بالمضيّ قدُمًا في الضربات العسكرية تجاه الحوثيين.
- نتائج ” حارس الازدهار” على الجماعة الحوثية: بعد 11 شهرًا من بدء العمليات العسكرية ضد الحركة الحوثية إثر تهديدها للملاحة في البحر الأحمر، لقد طالت هجمات التحالف قدرات الحوثيين العسكرية، ولكن سرعان ما استعاد الحوثيين قدراتهم الهجومية، بل وتوسعوا في عملية استهداف السفن الحربية. بالإضافة الى تمكنهم من التكيف مع العمليات العسكرية لتحالف “حارس الازدهار”، ففي حين أن الجماعة الحوثية كانت تعتمد في السابق على الصواريخ البدائية والطائرات بدون طيار إلا أنها بدأت في استخدام نماذج أكثر تقدمًا من الصواريخ والمسيرات، بمدى أبعد ودقة أكبر وأكثر فتكًا مثل الصواريخ الفرط صوتية، مما يثير نقاشا حول ما إذا كانت قد تم تطويرها محليًا داخل اليمن أو استيرادها من إيران عبر طرق تهريب لم تتمكن البحرية الأمريكية من إيقافها عبر الاستخبارات المركزية ووحدات حرس السواحل الأمريكي الموجوده في منطقة الخليج والمحيط الهندي بسبب التصميمات البسيطة لهذه الأسلحة مما يسهل تفكيكها لقطع صغيرة ونقلها عبر قوارب الصيد التي يصل عددها بالمئات في هذه المناطق مما يصعب رصدها وتعقبها بشكل مستمر لتصل إلى الحوثيين ومن ثم يبدأ تركيبها واستخدامها.
بالإضافة الى وجود عامل مهم في القدرات العسكرية للجماعة الحوثية يتضمن اللجوء إلى حفر وتجهيز العديد من الأنفاق والكهوف داخل الجبال لإخفاء منصات الصواريخ المحمولة على شاحنات كبيرة، بجانب تخزين الذخائر والصواريخ بمأمن من الضربات الجوية[76].
ومن أبرز أسباب فشل استراتيجية بايدن لمواجهة الحوثيين بسبب عدم مشاركة دول المنطقة في “حارس الإزدهار”، حيث يرى السياسيون في شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط أن إرسال القوات إلى المياه الإقليمية لحماية الاحتلال الإسرائيلي وليس لحماية الملاحة والسفن التجارية.
لذا يتضح أن الحوثيين قد استعادوا قدراتهم العسكرية، بجانب التجهيز لإستكمال العديد من العمليات العسكرية في معارك طويلة الأمد، وعدم الاكتراث بأي خسائر من جانبهم، والتي لن تؤثر بشكل سلبي على قدراتهم التي تم نشرها في أرجاء المناطق المسيطر عليها داخل اليمن.
ثانيا: عملية أسبيدس: تم إطلاقها في فبراير 2024، ويقع مقر عملياتها في اليونان، وتهدف الى تحقيق ثلاثة نقاط رئيسية هي:
- حماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين
- وضمان عبورها الآمن في مضيق باب المندب
- وتعزيز الوعي بالأمن البحري
وتمكنت عملية أسبيدس من مرافقة أكثر من 250 سفينة تجارية في البحر الأحمر، وردع ما لا يقل عن 11 هجوم حوثي في أربعة مناسبات على الأقل، وذلك باستخدام صواريخ بالستية مضادّة للسفن، وظلّت عملية أسبيدس منفصلةً عن الغارات البريطانية والأمريكية التي استهدفت منشآت تخزين الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين، وأصبحت تشكّل حملةً عسكرية واضحة[77].
وعند مقارنة أنه مرت22 ألف سفينة تقريبًا عبر المضيق خلال عام 2023 نجد أن عدد السفن التي تم تأمين عبورها الآمن وهم حوالي 250 سفينة، هو رقم ضئيل جدًّا، وتشير البيانات إلى أن حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب انخفضت بنسبة 55 في المئة في عام 2024 مقارنةً مع العام 2023، وهو ما أدّى إلى تعطيل سلاسل التوريد عبر المضيق، والتي تصل قيمتها إلى 1 تريليون دولار سنوي، لذا تفضل شركات الشحن الكبرى تحويل طريق سفنها باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح، بالإضافة أنه السفن التي تمرّ عبر المضيق تهديدات متعدّدة الأبعاد عمَدت عملية حارس الازدهار وعملية أسبيدس إلى التصدّي لها[78]. فعلى سبيل المثال ساهمت مهمّة أسبيدس في المساهمة لإبعاد حدوث كارثة بيئية من خلال تقديم الإغاثة لسفينة “إم في سونيون” اليونانية التي كانت مُحمَّلة بـ150 طنًّا من النفط الخام، وإنقاذ 27 بحار كانوا على متنها، وذلك بعد تعرضها لهجوم نفّذه الحوثيون[79].
وهدف الاتحاد الأوروبي من إطلاق عملية أسبيدس أنه بعد مرور شهرين على رفض كل من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وضع سفنها تحت قيادة الولايات المتحدةالأمريكية في إطار عملية حارس الازدهار. وتم التوضيح بأن أسباب هذا الانسحاب كانت مخاوف متعلقة بالسيطرة والقيادة، والرغبة في تجنّب العمليات الهجومية، وموقف واشنطن الداعم لإسرائيل، لذا كان الهدف من إطلاق مهمة أسبيدس هو تشكيل قوة بحرية أوروبية مبتعدة عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ولتعزيز الاستقلالية الاستراتيجية وتماسك الاتحاد الأوروبي، بالإضافة الى تجنّب التورط في مواجهة غير متكافئة مع الحوثيين. ولكن لم تحقّق عملية أسبيدس النتائج المرجوّة لا في تغيير سلوك الحوثيين ولا في إعادة حركة الملاحة التجارية عبر البحر الأحمر إلى مستويات ما قبل الأزمة.
ثالثا: بايدن وإعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية: أعادت إدارة “بايدن” تصنيف جماعة “أنصار الله” اليمنية المعروفة بـاسم “الحوثيين” على أنهم كيان “إرهابي دولي مصنف تصنيفًا خاصًا” (SDGT)، وسط استمرار الهجمات التي تشنها الميليشيا المتمركزة في اليمن، وأوضح مسؤولين في إدارة بايدن أن التصنيف بهدف ردع الحوثيين عن عدوانهم المستمر في البحر الأحمر[80]، وهذا التصنيف هو الأحدث في مجموعة من الإجراءات الأمريكية التي تستهدف الجماعة المدعومة من إيران، ويأتي في وقت يلوح فيه شبح حرب إقليمية أوسع في الشرق الأوسط.
والجدير بالذكر أنه كانت إدارة بايدن قد أزالت تصنيف الحوثيين كـ”إرهابيين دوليين مصنفين تصنيفا خاصا، كما ألغت إدراجها كمنظمة إرهابية أجنبية في فبراير2021، وذلك بعد أن صنفتها إدارة ترامب في أسابيعها الأخيرة[81].
ويؤدي كل من التصنيفين الإرهابيين إلى فرض عقوبات اقتصادية، ولكن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية فقط هو الذي يفرض حظر سفر على أعضاء المجموعة ويسمح بفرض عقوبات على أولئك الذين يقدمون “الدعم المادي” لها، وفقًا لوزارة الخارجية. وأضاف مصدر مسؤول في إدارة بايدن: “نعتقد أن تصنيف SDGT هو الأداة المناسبة في الوقت الحالي للضغط على الحوثيين” وأكمل أن هذا التصنيف يسمح “بمرونة أفضل” لاستهداف الحوثيين مع تقليل المخاطر على المساعدات الإنسانية[82].
المبحث الثاني: دور القوى الإقليمية والدولية تجاه الهجمات الحوثية في البحر الأحمر
تشكل الأزمة الحالية في البحر الأحمر نموذج معقد للتفاعلات الجيوسياسية العالمية، حيث تتداخل المصالح الإقليمية مع الاستراتيجيات العالمية في مواجهة التهديدات الأمنية المتمثلة في الهجمات الحوثية. لذا يهدف هذا المبحث إلى تحليل أشكال الاستجابة المختلفة للفاعلين الدوليين، مع التركيز على التباين الواضح في الرؤى والاستراتيجيات بين القوى الإقليمية والدولية.
اولا: دور القوى الإقليمية:
- المملكة العربية السعودية: توجد المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي تتعامل مع اليمن باعتباره يمثل عمقا حيويا مهما لها ولأمنها القومي، وانعكس ذلك في تدخلها المستمر في الشأن اليمني، حيث سيطرت السعودية على المشهد السياسي اليمني لفترات من الزمن وذلك تمثل عبر دعمها المالي لمجموعة من القيادات القبلية والسياسية، ولكن بدأ نفوذها يتضائل منذ عام 2011، عندما تسببت الاحتجاجات في تزعزع التركيبة السياسية في اليمن، وتحول مجموعة من حلفائها نحو قوى إقليمية جديدة[83]، مما صعب الموقف على المملكة العربية السعودية في المحافظة على نظامها التقليدي للولاء في اليمن، وسعت السعودية لاحتواء هذه الاحتجاجات، وتمحورت مخاوف السعودية تجاه ملفات عدة منها المسلحين والإرهاب الى جانب خوفها من انتقال الاحجاجات للداخل السعودي.
ويتمثل أهم دوافع السياسة الخارجية للملكة العربية السعودية تجاه اليمن في الدور الأمني، حيث تخشى السعودية أن يؤدي التمكين السياسي لحلفاء إيران ” الحوثيين” المحسوبون على الطائفة الشيعية، تشجيع الأقلية الشيعية الموجودة في الداخل السعودي، وبناءً على وجهة نظر المملكة العربية السعودية خلال ولاية ترامب الأولى، فإن إدارته الجديدة ستكون بحاجة لتقديم استراتيجية واضحة للتعامل مع النزاع في اليمن وضمان استقرار البحر الأحمر، مع تقديم دعم فعّال من الولايات المتحدة لمواجهة هجمات الحوثيين العابرة للحدود في حال التصعيد الأمريكي ضد الجماعة، بما في ذلك المساعدات العسكرية والاستخباراتية، وضرورة وجود تنسيق مستمر بين السعودية والولايات المتحدة لضمان تحقيق الأهداف المشتركة في المنطقة، وتحقيق التزام طويل الأمد من الإدارة الأمريكية في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
- الدور المصري: تشكل اليمن بحكم موقعها الجغرافي أهمية قصوى للدول المشاطئة ً للبحر الأحمر، ويحتل أهمية خاصة بالنسبة لمصر، نظرا لقربه من مضيق باب المندب، الذي يتحكم بدوره في عملية مرور السفن من خليج عدن والمحيط الهندي إلى البحر الأحمر، ثم قناة السويس التي تعد الرابط البحري الرئيسي بين الشرق والغرب، وتمثل أحد مصادر الدخل القومي بالنسبة لمصر، حرصت مصر قبل اندلاع أزمة الملاحة في البحر الأحمر في نوفمبر2023 ، على تأكيد أهمية وضرورة إنجاح جهود الأمم المتحدة لتسوية الأزمة الداخلية اليمنية، كما نأت بنفسها عن أية حلول عسكرية، التزاما منها بعدة مبادئ حاكمة في السياسة الخارجية المصرية، والتي تعني بالحلول السلمية الشاملة، والحفاظ على مقدرات الدولة من الانهيار، وإعلاء قيم الدولة الوطنية ذات المؤسسات الفاعلة، ورفض قيام اي جماعات مسلحة بتهديد أو السيطرة على مؤسسات الدولة أيا كانت المبررات، في ذات الوقت، شاركت مصر في الجهود الأقليمية والدولية المعنية بحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لا سيما منع القرصنة وتوفير الإغاثة للسفن في حال تعرضها لمخاطر مفاجئة، وتمثل ذلك في المشاركة في دوريات القوة البحرية الدولية 153 المعنية بأمن الملاحة الدولية[84].
وأيدت القاهرة الجهود السياسية الخليجية، والتي تمثلت في الالتزام بالمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، واتفاقية السلم والشراكة الوطنية، وقرارات مجلس الأمن بشأن الأزمة في اليمن. واستمرارا لدعم السلطة الشرعية في اليمن، أغلقت مصر سفارتها في صنعاء، بعد سيطرة جماعة أنصار الله الحوثية في سبتمبر 2014[85]، ونقلها إلى عدن بعد اتخاذ الرئيس السابق منصور هادي المدينة مقرا للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
ومن الجدير بالذكر، أن كلا من مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، لم تشارك في هذه القوة البحرية المستحدثة باسم “حارس االزدهار”؛ نظرا للظروف التي أحاطت بتكوينها، والتي تمثلت في الجهود الأمريكية لحماية المصالح الإسرائيلية بالدرجة الأولى[86]، وليس عموم الملاحة البحرية الدولية، الأمر الذي يمثل حرجا كبيراَ لهذه الدول إن شاركت في تلك المهمة.
لقد أثرت هجمات الحوثيين على السفن المارة في البحر الأحمر على مصر، وقد تجسدت الآثار في تراجع الملاحة الدولية عبر قناة السويس؛ حيث انخفضت عائدت القناة في الفترة من (ديسمبر2023الى منتصف فبراير2024) بنسبة 50 في المائة، ما يشكل ضربة قاسية بالنسبة لموارد مصر من العملات الأجنبية[87].
لذا فإن الجهد المصري بشأن غزة يتعلق في إطاره الموسع بهدف استعادة الهدوء في البحر الأحمر، من أجل إعادة الأمن والسلامة للملاحة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر وقناة السويس.
ثانيا: دور القوى الدولية
- الدول الأوروبية: بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تشكيل قوة “حارس الازدهار” في ديسمبر 2023، حرصت بعض من دول أوروبا على المشاركة بشكل محدود في هذه القوة، حتى لا تحل محل قواتها المتواجدة في سواحل المنطقة، كما وشاركت “بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، وهولندا” في هذه القوة لحماية السفن المارة في البحر الأحمر ومواجهة تهديدات الحوثين لحركة الملاحة.
حيث أرسلت بريطانيا المدمرة ” HMS Diamond” لقوة حارس الازدهار، واليونان أرسلت فرقاطة بحرية للبحر الأحمر، بالإضافة الى عمل الفرقاطة الفرنسية “لانغدوك” في البحر الأحمر، وأرسلت هولندا ضابطي أركان، واكتفت النرويج بإرسال (10) ضباط بحريين لمقر القوات البحرية المشتركة.، وتشارك الفرقاطة الإيطالية البحرية “فيرجينيو فاسان” في عمليات البحر الأحمر، وأرسلت هولندا ضابطي أركان.
كما أطلق الاتحاد الأوروبي في فبراير 2024، عملية “أسبيدس” لحماية السفن العابرة للبحر الأحمر واستعادة حرية الملاحة، وتأمين الشحن البحري التجاري بالبحر الأحمر. وتمكنت البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي، من مرافقة أكثر من (250) سفينة تجارية بالمياه، وتدمير (17) طائرة مسيرة و(4) صواريخ باليستية مضادة للسفن وسفينتين مسيرتين[88].
ورغم أن الاتحاد الأوروبي لا يعتمد سياسة فرض العقوبات على الحوثيين، إلا أنه في مارس 2022، قرر إدراج الحوثيين على القائمة السوداء، وفرض عقوبات على الجماعة الحوثية، حيث تنص العقوبات على تجميد الأصول في الاتحاد الأوروبي وحظر التأشيرات، وأيضا يُحظر دفع أموال وموارد من الاتحاد لهذا الكيان والأفراد المستهدفين[89].
- الدور الروسي: منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 وتوحيد اليمن في 1990، وقتها لم يكن لروسيا أي اهتمام واضح باليمن، حيث بلغت حجم التجارة بين البلدين 250 مليون دولار فقط، وبعد اندلاع الحرب الأهلية في اليمن في عام 2011، اتخذت روسيا موقفا متساويا ولم تتدخل على نحو واضح، وذلك على عكس ما حدث في الأزمتين الليبية والسورية. كما ظلت السياسة الروسية دون تغيير بعد إعلان المملكة العربية السعودية وبعض الدول الاخرى القيام بعملية عسكرية ضد المتمردين الحوثيين في مارس 2015، بل واكتفت موسكو بدعوة جميع الأطراف إلى “وقف أي شكل من أشكال الحرب على الفور”[90].
وبدأ الدور الروسي يتزايد في اليمن نتيجة تنامي الشراكة بين روسيا وإيران، والتي تزداد قوة نتيجة للتعاون العسكري في الحرب الروسية الأوكرانية، فلقد عملت الشراكة بين إيران وروسيا على تقريب موسكو من المتمردين الحوثيين الموالين لإيران، وأكد خبراء من الأمم المتحدة أن هناك محاولات تهريب صواريخ كورنيت الموجهة المضادة للدبابات، وبنادق هجومية من طراز AKS-20U، وأسلحة أخرى إلى اليمن: أي أسلحة بنفس المواصفات الفنية والعلامات التجارية التي تنتجها روسيا، والواضح أن التعاون مع إيران هو الذي دفع الروس إلى المشاركة بشكل أكثر نشاطًا في الصراع اليمني إلى جانب الحوثيين[91]. فبعد أن أصبحت روسيا تعتمد على إمدادات الأسلحة الإيرانية في حربها ضد أوكرانيا، لذا فإنها تنجذب بشكل ملحوظ إلى جانب طهران في الشرق الأوسط، وبالتالي بدأت في دعم أقمار إيران الصناعية في المنطقة، وفي المقابل تحصل روسيا على مباركة لسياساتها من القوى الموالية لإيران في الشرق الأوسط.
ومع أن هجمات الحوثيين كانت عشوائية إلا أن الحوثيين ضمنوا سلامة السفن المرتبطة بروسيا وإيران والصين في البحر الأحمر، في حين تجنبت الهجمات تلك السفن التي تحمل العلم الروسي، لذا فإن السفن التي تحمل شحنات روسية تعرضت للضرب، مما يتضح أن هذه الهجمات تؤكد على الصعوبة التي يواجهها الحوثيون في محاولة فرز عالم الشحن المترابط، ومحدودية الاستخبارات البحرية التي يمتلكونها.
لذا فإن موقف موسكو من الحرب في اليمن لم يستطع أن يحافظ على الخطوط المتساوية من أطراف الصراع المختلفة، ومع ذلك فإن روسيا تسعى للحفاظ على علاقة جيدة ومتوازنة مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات، وفي ذات الوقت باتت لها مصالح هامة مع إيران. بالإضافة الى سعي روسيا لتوسيع مساحات تواجدها سواء في البحر المتوسط أو في البحر الأحمر، مما يمكنها من الدفاع عن محيطها الحيوي وترجيح كفتها في الحرب ضد الغرب في أوكرانيا، لذا فإن السياسة الروسية ستجد نفسها في موقف صعب يوقعها بين أهمية الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية خاصة مع المملكة العربية السعودية، وبين تحالف الضرورة مع إيران من ناحية أخرى. واستغلال الفرص المتاحة أمام الرئيس بوتين لزيادة الضغط على المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعمل على فرض العزلة على روسيا.
- الدور الصيني: ينطلق الموقف الصيني من الضربات الحوثية على البحر الأحمر من منطلق أن “التوترات الحالية في البحر الأحمر أحد مظاهر امتداد آثار الصراع الدائر في غزة”، ومن الملاحظ أن هذا الموقف من جهةقريب جداً من موقف الحوثيين، ولكن لا يعني ذلك أنها توافق على ما يقوم به الحوثيون، حيث أنها دعتهم إلى الالتزام بأحكام قرار مجلس الأمن والتوقف الفوري عن تعطيل السفن المدنية، واحترام حرية الملاحة لجميع الدول في البحر الأحمر[92].
ومن جهة أخرى، فإن الموقف الصيني يتعارض مع الموقف الأمريكي الذي يذهب إلى أنه لا رابط بين ما يجري في غزة وبين ما يقوم به الحوثيون، حيث أن الولايات المتحدة وقفت بالمرصاد لمحاولات الربط الواضح تلك في قرار مجلس الأمن رقم 2722 الصادر في العاشر من يناير 2024، ومن ثم فقد جاءت الصياغة عامة دون تحديد لما يجري في غزة، حيث شدد القرار على “ضرورة معالجة الأسباب الجذرية بما في ذلك النزاعات التي تسهم في التوترات الإقليمية والإخلال بالأمن البحري”. وهو الأمر الذي جعل الصين تنضم إلى روسيا في موقفها المتمثل في الامتناع عن التصويت على القرار، حيث صدر القرار بأغلبية 11 صوت وامتناع أربعة، ومن ثم كان الموقف الصيني المتطابق مع الموقف الروسي أيضاً من حيث مخالفة الضربات الأمريكية البريطانية على اليمن لقرار مجلس الأمن[93].
والصين تؤكد بأن البحر الأحمر طريق تجاري مهم ليس فقط لنقل البضائع، وإنما أيضاً لمصادر الطاقة، وتمثل الصين بحكم كونها صاحبة تجارة ضخمة وصلت في العام 2023 إلى 5.87 تريليون دولار بين صادرات وواردات فإن من مصلحتها استمرار تدفق التجارة عبر هذا الممر الحيوي للتجارة العالمية.[94]
كما أنه لا يمكن إغفال ما تمتلكه الصين من استثمارات في منطقة البحر الأحمر، بالإضافة الى أهمية البحر الأحمر والمنطقة كلها في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهو الأمر الذي يجعل الصين أشد حرصاً على استمرار تدفق سلاسل الإنتاج والإمداد العالمية بسلاسة.
كما أن الصين تأتي على رأس الدول التي تحوز طلبيات لبناء السفن في العالم، بالإضافة الى أن بحارتها يتواجدون بكثرة على ظهر السفن التي تجوب البحار والمحيطات، والكثير من السفن التي تمر بالبحر الأحمر وخليج عدن في هذه الظروف تعلن عند القيام بإجراءات التعريف أن كل بحارتها من الصينيين، وهنا يجدر الإشارة إلى ما تتمتع به السفن الصينية أو تلك التي عليها بحارة صينيون من معاملة خاصة من قبل الحوثيين، ولكن الحوثيون يؤكدون على موقفهم من حيث نوعية السفن التي يقصدونها.
وتؤكد بكين على أن المناداة بعدم انتشار التوتر في المنطقة في ظل استمرار الصراع في غزة يدخل في باب الأمنيات، وأنه لا يمكن فهم المطالبة بعدم انتشار الصراع وفي نفس الوقت تكون هناك مواجهات عسكرية، فيما أسمته بكين صباً للزيت على النار في إشارة إلى الضربات العسكرية ضد اليمن. لذا فالصين تطالب بالهدوء ودعوة كل الأطراف الى ضبط النفس، وانتهاج الطرق الدبلوماسية للتعامل مع الاختلافات من أجل تسوية الأمور عبر الحوار، وتظل الصين تؤكد على الاستعداد للعمل مع جميع الأطراف من أجل تحقيق تلك الأهداف.
المبحث الثالث: فشل أمريكا وحلفائها في السيطرة على هجمات الحوثيين والتداعيات
عبر التصعيد العسكري في البحر الأحمر عن مثال لفشل الاستراتيجيات التقليدية في مواجهة التهديدات غير النظامية، حيث تكشف الأحداث عن محدودية القدرات العسكرية للتحالف الغربي برغم تفوقه التكنولوجي الساحق. لذا يهدف هذا المبحث إلى تحليل الأسباب الهيكلية الكامنة وراء عجز الولايات المتحدة وحلفائها عن كبح جماح الحوثيين، مع تقييم التداعيات متعددة المستويات الناتجة عن هذا الفشل.
اولا: فشل الولايات المتحدة الأمريكية
هناك عدد من المعوقات المتعلقة بتعامل واشنطن والدول الحليفة لها مع الحوثيين مما أدى إلى عدم القدرة على السيطرة على هجمات الحوثيين فى البحر الأحمر، ويمكن إرجاع ذلك إلى مجموعة من الأسباب أهمها:
- قدرة الحوثيون على تدبير الأسلحة: حيث يعتمد الحوثيون فى تسليحهم بشكل أساسى على الأسلحة المهربة من إيران، حيث قالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية سابريناسينغ، فى مؤتمر صحفى: نعلم أن الحوثيون يحتفظون بترسانة كبيرة، ولديه أسلحة متطورة، وذلك لأنهم يحصلون عليها من إيران، كما تعتمد بشكل رئيسى، بالإضافة الى الجبايات والضرائب المحلية التى تفرضها فى مناطق سيطرتها كأحد مصادر التمويل لشراء الأسلحة[95]، بالإضافة الى إمتلاكها قدرات مالية وتقنية تمكنها من امتلاك أسلحة متطورة، وذلك مع امتلاكها علاقات كبيرة مع التنظيمات والميليشيات المسلحة.
- زيادة شعبية الحوثيين فى المنطقة: قد تدعم الهجمات الغربية من شعبية الحوثيين داخل اليمن، وحتى فى الشرق الأوسط، خاصة وأن الحوثيين يركزون هجماتهم ضد سفن مرتبطة بإسرائيل لتعزيز نفوذهم المحلى والإقليمى، ولإظهار أنفسهم كلاعب رئيسي ومؤثر فى المنطقة، مستغلة فى ذلك التعاطف الداعم للفلسطينيين فى المنطقة، وهو ما تجلى في المظاهرات الحاشدة في اليمن عقب الضربات الغربية ضد الحوثيين، حيث سار عشرات الآلاف من الأشخاص فى المدن الرئيسية فى البلاد اعتراضا على الضربات، ويدعم غالبية اليمنيين أعمال الحوثيين الداعمة لفلسطين، حتى لو كانوا غير راضين عن حكم الحوثيون[96].
- عدم تحديد مناطق استهداف الحوثيين: يمثل الحوثيون أقلية من المجتمع اليمنى، ولكن أغلبهم متمركزون في صعدة، حيث يوجد أغلب المنتمين إليهم، لذا فيجب توجيه الهجمات على مدينة صَعدة. ولكن الهجمات تركز على مدن أخرى مثل الحَديدة وتِعز، وبالتالى لم تصب الهجمات الأمريكية الحوثيين بالكفاءة المطلوبة، حيث إن الضربات لم تستهدف القيادات السياسية للحوثيين، بل استهدفت أسلحتهم فقط، وحتى لو أرادت الولايات المتحدة الأمريكية ضرب الحوثيون، فقد تجد صعوبة فى العثور على أهداف لإلحاق أضرار كبيرة بهم[97].
- اختلاف بين الأجندات الأمنية لمختلف الدول: إن الفشل فى التصدى لهجمات الحوثيين يرجع إلى حد كبير فى عدم إظهار الالتزام الدولى تجاه أمن الملاحة البحرية، وهو ما ظهر فى غياب رد فعل موحد للمجتمع الدولى تجاه حرية العبور فى الممرات المائية وفق المبادئ المنصوص عليها فى قانون البحار والتشريعات الدولية ذات الصلة، وهو واقع يشير إلى وجود انفصال بين الأجندات الأمنية لمختلف الدول والإطار العام للأمن الجماعى، كما يعكس نسبية مفهوم الأمن الكبرى منها. والتوجه نحو مواءمته مع الموقف التنافسى للدول، وتحديدا الكبرى منها.
- زيادة الاقتراب من إيران: تدفع الضغوط الأمريكية الحوثيين الذين كانوا يحظون بهامش استقلال نسبي عن إيران مقارنة بباقي التنظيمات التي تدور في فلكها بالمنطقة، مما يزيد فرصة الاقتراب منها والاعتماد عليها بشكل أكبر، كما ستجد إيران من الأحداث فرصة لزيادة تأثيرها على الجماعة ولدفعها لتبني توجهات أكثر تشددا[98].
ثانيا: التداعيات
تزداد حدة الهجمات الحوثية في البحر الاحمر كلما زادت وتيرة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث تشكل الهجمات الحوثية تهديدا عسكريا مباشرا للملاحة الدولية في البحر الأحمر الذي تمر عبره 12% من حركة التجارة العالمية المحمولة بحرا من حيث الحجم، وتمثل نحو 30% من حركة الحاويات العالمية، مما دفع بالعديد من شركات الشحن العالمية وشركات النفط الى إيقاف عملياتها البحرية عبر قناة السويس والبحر الأحمر مؤقتا، ولجوء بعض الشركات الى طريق رأس الرجاء الصالح كممر بديل، ويمكن توضيح أبرز تداعيات الهجمات الحوثية على البحر الأحمر في النقاط التاليه:
- إيقاف كبرى الشركات رحلاتها عبر البحر الأحمر: حيث نظرا للهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون، أوقفت شركة هاباج لويد وشركة ميرسك رحلاتهما في البحر الأحمر في ديسمبر 2023، وذلك خوفا على سفنهما من تلك الصواريخ، وتم تحويل مسارات بعض السفن حول طريق رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، ثم انضمت لهم شركات أخرى مثل شركة الشحن الفرنسية CMA GGM وشركة البحر الأبيض المتوسط للشحن، وغيرهما من شركات الشحن. والجدير بالذكر أن الشركات الأربع الكبرى المذكورة تسيطر بشكل جماعي على نصف سوق شحن الحاويات العالمية تقريبا، بالإضافة الى إعلان شركة إيفر جرين التايوانية عن توقف قبولها للبضائع الإسرائيلية مؤقتا، كما وأصدرت تعليمات لسفنها بتجنب المرور في البحر الأحمر حتى إشعار آخر ووجهتها الى الالتفاف حول طريق رأس الرجاء الصالح.
- زيادة شركات الشحن رسوم التأمين: تضاعفت رسوم التأمين لشركات الشحن التي تمر عبر البحر الأحمر، مما يضيف مزيدا من الأعباء المالية لتكاليف رحلات السفن، بالإضافة لارتفاع أسعار تأمين السفن الإسرائيلية خاصة بدرجة كبيرة لتصل الى نسبة 250%.
- زيادة التوتر العسكري في البحر الأحمر: ظهر ذلك بوضوح في عدم قدرة صناعة الشحن البحري في تجنب التورط في التوترات الجيوسياسية الناتجة عن الحرب بين إسرائيل وحماس، وخاصة بعد تعهد الحوثيين بمواصلة الضربات ضد إسرائيل والسفن المتجهه إليها حتى تتوقف الحرب في قطاع غزة، مما نتج عنه زيادة التوتر العسكري في المنطقة.
- زيادة أسعار النفط : نظرا لإيقاف شركات النفط الكبرى، مثل شركة بريتيش بتروليوم العبور مؤقتا من البحر الاحمر والتخوف من تأثير زيادة التوترات في منطقة البحر الاحمر على سوق النفط العالمية، لذلك فلقد شهدت أسعار النفط في 2023، زيادة ملحوظه بالتوازي مع ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت الى 79.38 دولارا للبرميل الواحد، بنسبة 1.8% وارتفاع العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي الى 73.98 دولار بنسبة 2.1%.
- تهديد البضائع ذات المدة الصلاحية القصيرة: حيث مع تحول شركات الشحن الى طرق النقل البديلة الأطول، فإن ذلك سوف يعد أكثر خطورة على نقل البضائع ذات مدة الصلاحية القصيرة، بالإضافة الى شحنات السلع القابلة للتلف، ومنها منتجات الألبان، والتي لا تقوى على تحمل الطرق الأطول، مما يترتب عليه انخفاض حجم الصادرات من تلك السلع.
- التأثير على الجهود الإنسانية في اليمن: ينتج عن الحركات التصعيدية الأمريكية تجاه الحوثيين تداعيات سلبية على المدى القريب من حيث جهود الإغاثة في اليمن، وهو ما اتضح في رد الفعل الحوثي في يناير 2024، عندما أمهل قادة الميليشيا الأمريكيين والبريطانيين العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في مناطق سيطرتهم في اليمن شهرا لمغادرة البلاد[99]، حيث يبدو أنها محاولة من الجماعة الحوثية للضغط على واشنطن ولندن عبر الملف الإنساني.
وعلى الرغم من أن الضربات الأمريكية تجاه الحوثيين أسهمت في إضعاف قدرات الحوثيين العسكرية على المدى القصير، ومع ذلك لم تنجح في إنهاء نفوذ الجماعة أو تقليص الدعم الإيراني لها بشكل حاسم، بل على العكس، لقد عززت هذه العمليات من مواقف الحوثيين داخليا، حيث استغل الحوثيين الهجمات الأمريكية كذريعة لحشد مزيد من الدعم الشعبي وتبرير هجماتهم العسكرية[100].
سابعا: النتائج
- قد يؤدى تصعيد الصراع فى البحر الأحمر إلى حرب إقليمية أوسع نطاقا ذات عواقب مدمرة على الاقتصاد؛ وما يترتب على ذلك من آثار محتملة على السكان الفقراء والمهمشين. فالهجمات على السفن التجارية وتصاعد التوترات يمكن أن يعوق جهود المساعدات الإنسانية ويؤدى إلى تفاقم معاناة المجتمعات المتضررة.
- ينعكس الوضع المضطرب فى البحر الأحمر بصورة سلبية على مستقبل اليمن، خاصة على العملية السياسية التى تهدف إلى حل الأزمة اليمنية، حيث يحاول الحوثيون تحقيق شرعية وشعبية محلية تتيح لهم قوة تفاوضية أو تسهيل إثارة السخط الشعبى عن ضعف موقف الحكومة اليمنية تجاه الحرب في غزة، بالإضافة الى توسيع مناطق سيطرتهم عسكريا، فضلا عن تصنيفهم كجماعة إرهابية.
- عرضت هجمات الحوثيين التجارة الأوروبية للخطر، حيث إن %40 من التجارة الأوروبية خاصة الأوروبية الآسيوية التى تمر عبر مضيق باب المندب، وهى منطقة رئيسية لإمدادات النفط الأوروبية، ومع تصاعد التوتر فى مياه البحر الأحمر وزيادة الهجمات الحوثية ترتفع معدلات التضخم فى أوروبا، مما ينتج عنه أزمات اقتصادية فى جميع أنحاء أوروبا التى تواجه بالفعل تداعيات اقتصادية سلبية منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
- نتيجة تزايد عدد الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، مما يؤدي الى تغيير مسار الشحن حول إفريقيا الى خلق المزيد من القرصنة والإتجار غير المشروع حيث يتعين على السفن الإبحار بالقرب من الساحل نتيجة المخاطر التي تواجهها في العمق البحري الإفريقي.
- بالإضافة الى انعكاس الحضور العسكرى الغربى المكثف فى البحر الأحمر على التنافس الصينى الأمريكى، حيث تنظر بكين إلى أن الصراعات تعمل على تعزيز نفوذ الولايات المتحدة على حساب التمدد الناعم للصين المعتمد على الاستقرار والجوانب الاقتصادية، كما تنظر الصين بقلق لأنها تعتقد أن الولايات المتحدة تسعى لتأجيج التوترات في البحر الأحمر بهدف محاصرة مبادرتها المعروفة باسم “الحزام والطريق” والتى تتخذ من البحر الأحمر نقطة التقاء الممر البرى بطريق الحرير البحرى، والتضييق على قاعدتها العسكرية الموجودة فى جيبوتى.
ثامنا: الخاتمة
تمثل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه جماعة الحوثي في اليمن نموذجًا معقدًا للتفاعل بين الفاعلين من غير الدول والقوى العظمى في النظام الدولي المعاصر. فمنذ عام 2021، اتسمت استراتيجية الولايات المتحدة بمزيج من الضغوط العسكرية والدبلوماسية، في محاولة لموازنة مصالحها الأمنية والاقتصادية مع التحديات الإقليمية المتمثلة في النفوذ الإيراني والأزمات الإنسانية في اليمن. ومع ذلك، فإن فشل واشنطن في تحقيق أهدافها المعلنة – سواء في ردع الحوثيين أو حماية الملاحة الدولية – يكشف عن محدودية الأدوات التقليدية في مواجهة التهديدات غير المتماثلة التي تتبناها الجماعات المسلحة.
فعلى الرغم من قيام الولايات المتحدة الأمريكية بعمليات عسكرية مثل “حارس الازدهار” و”أسبيدس”، ولكنها لم تنجح هي وحلفاؤها في وقف هجمات الحوثيين، بل عززت هذه العمليات من شرعية الجماعة داخليًا كمدافعة عن القضية الفلسطينية، وزادت من اعتمادها على إيران. وكلما زادت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أدى ذلك إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية، وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وتوجيه حركة التجارة عبر طرق أطول مثل رأس الرجاء الصالح، مما زاد من الضغوط التضخمية على الاقتصادات الأوروبية والآسيوية.
لذا يجب على واشنطن تبني مقاربة شاملة تجمع بين الضغوط العسكرية المحدودة والحوافز السياسية، مثل رفع بعض العقوبات مقابل وقف الهجمات على الملاحة الدولية، بالإضافة الى تعزيز التعاون الإقليمي من خلال العمل مع دول الجوار السعودية وعمان لبناء تحالفات أكثر فعالية، أو سلك الحل السياسي من خلال الاعتراف السياسي بالحوثيين داخل اليمن، خاصة وأن الحوثيين يسيطرون بالفعل على غالبية اليمن مما قد يؤدي بالحوثيين الى إيقاف هجماتهم والاهتمام بالداخل اليمني.
قائمة المراجع:
اولا: المراجع باللغة العربية
- الكتب
– البكيري، نبيل، “جماعات الزيدية السياسية: الحوثيون”، موسوعة الحركات الإسلامية في الوطن العربي، ج2، ط1، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ص2385.
– سلمان، شمسان، (2022)، “السياسة الخارجية الأمريكية تجاه جماعة الحوثي في اليمن”، المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، إسطنبول.
2- الرسائل
- خليل، فنر عماد، (2016)، “تحولات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ما بعد 2001″، كلية العلوم السياسية، جامعة الموصل.
- قاسم، أسماء أمينة، (2015)، “التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران وانعكاساتها على دول المنطقة 2003-2014″، رسالة ماجستير، جامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة، كلية الحقوق والعلوم السياسية.
- نور الهدى، طيباوي، (2018)، “السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران في فترة باراك أوباما 2009-2015″، رسالة ماجستير، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة محمد بوضياف بالمسيلة، الجزائر.
3– المقالات والدوريات
– أبوطالب، حسن، (2024)، “الموقف المصري إزاء تسوية الأزمة اليمنية والتصعيد في البحر الأحمر”، الأزمة اليمنية.. تطورات الصراع وآفاق التسوية، الملف المصري، (مصر، عدد 114)، ص16.
– أحلام، عابد، (2022)، “جماعة الحوثي في اليمن: محاولة البحث في قوتها العسكرية ومصادر دعمها”، مجلة الحقوق والعلوم السياسية، جامعة محمد لمين دباغين سطيف، العدد 1، الجزائر، ص ص 1290-1291.
– أحمد، يوسف أحمد، (2022)، “السياسة الأمريكية تجاه الصراع في اليمن: هل من دور فاعل لحله؟”، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، مجلة آفاق استراتيجية، عدد 5، ص15.
– توفيق، سيف نصرت، (2024)، “السياسة الأمريكية تجاه التهديدات الأمنية في منطقة البحر الأحمر (تحالف حارس الازدهار نموذجًا)”، العراق، جامعة تكريت، عدد 76، ص39
– جابر، شيرين، (2024)، “قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على تحقيق أمن البحر الأحمر في ظل هجمات الحوثيين”، مجلة الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، العدد الرابع.
– جلال، إبراهيم، (2024)، “مهمة أسبيدس الأوروبية ومخاطر التوقعات المتدنية في اليمن”، مركز مالكوم كير-كارنيغي الشرق الأوسط، رابط: https://surl.lu/oxyemm](https://surl.lu/oxyemm .
– حسين، محمد علي، (2017)، “من هم الحوثيون؟”، رابط: (https://www.elwatannews.com/news/details/2791494 .
– سلطان، أحمد، (2024)، “التصعيد في مضيق باب المندب: تداعيات خطيرة على إمدادات الطاقة العالمية”، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، القاهرة، رابط: https://ecss.com.eg/47695/](https://ecss.com.eg/47695/ .
– السويلمين، عبدالكريم سعيد، (2019)، “الحوثيون كفواعل من دون الدول”، مجلة اتجاهات، العدد الثامن، ص17.
– صالح، هادي محمد، (2016)، “عاصفة الحزم”، ط1، الجنادرية للنشر والتوزيع.
– عادل، مينا، (2024)، “الهجمات الحوثية بين الدعم الإيراني والتحديات الأمريكية”، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، القاهرة، رابط: https://ecss.com.eg/43028/](https://ecss.com.eg/43028/ .
– عابدين، السيد صدقي، (2024)، “كيف تتعامل الصين مع التصعيد في البحر الأحمر؟”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، رابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/21114.aspx](https://acpss.ahram.org.eg/News/21114.aspx . – عثمان، أمانج علي، (2021)، “السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران بين إدارة أوباما وترامب”، مجلة جامعة جيهان-أربيل للعلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد الخامس (2).
– العامر، سلطان، (2021)، “بايـدن وحرب اليمن: السياق الطويل لتحولات الموقف الأمريكي”، مركز كارنيغي، رابط: https://carnegieendowment.org/sada/8422 .
– فتحي، محمد، (2015)، “السلوك السياسي الخارجي بين الروتينية والأحداث”، المجلة الجزائرية للسياسات العامة، جامعة مولود معمري، ع6، ص ص15-17.
– فوزي، محمد، (2024)، “هل استعادت الولايات المتحدة الردع المفقود تجاه الحوثيين؟”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، رابط: https://acpss.ahram.org/News/21111.aspx .
– محمد، فتحي، (2015)، “السلوك السياسي الخارجي بين الروتينية والأحداث”، المجلة الجزائرية للسياسات العامة، جامعة مولود معمري، عدد6.
– مينا، عادل، (2024)، “الهجمات الحوثية بين الدعم الإيراني والتحديات الأمريكية”، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، القاهرة، رابط: https://ecss.com.eg/43028/ .
– النيسي، إسكندر، (2015)، “صعود الحوثيين ومآلات الوضع في اليمن”، مجلة السياسة الدولية، القاهرة، رابط: https://www.siyassa.org.eg/News/5128.aspx .
– يحيى، معين يحيى، (2024)، “علاقات اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران”، الأزمة اليمنية.. تطورات الصراع وآفاق التسوية، الملف المصري، (مصر، عدد114)، ص28.
4 – المواقع الالكترونية:
- اليمن تحت سيطرة الحوثيين، 2014، مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، https://rawabetcenter.com/archives/2220 .
- أمن دولي، (2025)، “انعكاسات تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر على أمن الخليج وأوروبا”، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، على رابط: https://www.europarabct.com/?p=102560
- هل يمكن أن يكون الحوثيون حزب الله القادم؟، مؤسسة راند، https://marsad.ecsstudies.com/36732 .
- باربارا أ. ليف، ألن ديلوجر، (2019)، حان الوقت لبلورة قناة خلفية لإجراء محادثات جدية بين السعودية والحوثيين، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
- تحالف حارس الازدهار: التحديات والمستقبل، تريندز للبحوث والاستشارات، يناير 2024، (https://surl.lu/ftjphd.
- صاروخ حوثي أُطلق نحو سفينة بالبحر الأحمر.. ومقاتلة أمريكية أسقطته، (العربية، 15 يناير 2024)، https://shorturl.at/0ZHdv .
- طالت 60 هدفًا في 16 موقعًا.. كل ما يهمك معرفته عن الضربات الأمريكية-البريطانية على الحوثيين في اليمن، (12 يناير 2024)، سي إن إن بالعربية، https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/01/12/us-uk-strikes-response-houthis-yemen-escalation](https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/01/12/us-uk-strikes-response-houthis-yemen-escalation .
- بيان مشترك لـ12 دولة، بينها أمريكا، يحذّر الحوثيين من استمرار استهداف السفن في البحر الأحمر، (يمن ديلي نيوز، 3 يناير 2024، https://ydn.news/?p=25018
- حارس الازدهار.. تعرف على العملية الأمنية لحماية البحر الأحمر، سكاي نيوز عربية، ديسمبر 2023، https://surl.li/cjvkpp](https://surl.li/cjvkpp
- . إدارة بايدن تُعيد تصنيف الحوثيين ككيان “إرهابي دولي مصنف تصنيفًا خاصًا”.. ماذا يعني ذلك وما الهدف؟ (2024)، CNN العربية، https://surl.li/qdhxjx
- الحوثيون يمهلون موظفي المنظمات الدولية الأمريكيين والبريطانيين شهرًا لمغادرة اليمن، (2024)، الشرق الأوسط، https://2u.pw/3Hvmadk .
ثانيا: المراجع الأجنبية
- Articles and Periodicals
Aaron Micheal Craig Richards, (2015), Iran as a Strategic Threat to the U.S in the Middle East and Its Impact on U.S Policy in the Region, A Masters Thesis, Missouri State University.
– Al-Qadhi, Mohammad Hassan, (2017), The Iranian Role in Yemen and Its Implications on the Regional Security.
– Bandow, Doug, (2020), The Trump Administration Kills Coldly In Yemen, Putting Jobs Before Lives, CATO Institute.
– Brodie, B., (1946), The Absolute Weapon: Atomic Power and World Order, Harcourt, Brace & Co.
– Bull, H.,(1977), The Anarchical Society: A Study of Order in World Politics, London, UK: Macmillan.
– Deputy Pentagon Press Secretary Sabrina Singh Holds a Press Briefing, (2024), U.S. Department of Defense, Access From: https://www.defense.gov/News/Transcript/Article/3682022/Deputy-pentagon-press-secretary-sabrina-singh-holds-a-press-briefing.
– England, Andrew, (2024), Who Are the Houthis?, Financial Times, Access From: https://www.ft.com/content/8e9eb52c-cf78-4052-8c28-2c2cef8f9372
– Finnemore, M., & Sikkink, K., (1998), International Norm Dynamics and Political Change, International Organization, 52(4).
– Harting, Luke, and Oona A. Hathaway, (2022), Still War: The United States In Yemen, Access From: https://www.justsecurity.org/80806/still-at-war-the-united-states-in-yemen
– Hoffmann, A. J., (2011), “Navigation, Freedom of, In R. Wolfrum (Ed.), Max Planck Encyclopedia of Public International Law, Oxford University, Access From: https://opil.ouplaw.com/abstract/10.1093/law:epil/9780199231690/law-9780199231690-e1199
– Jervis, R., (1989), The Meaning of the Nuclear Revolution, Cornell University Press.
– Kaldor, M., (2012), New and Old Wars: Organized Violence in a Global Era, Polity Press.
– Kenneth Katzman, Kathleen J. McInnis, Clayton Thomas, (2020), U.S.-Iran Conflict and Implications for U.S. Policy, Congressional Research Service.
– Keohane, R. O., & Nye, J. S., (1971), Transnational Relations and World Politics, Boston, MA: Little, Brown.
– Kissinger, H., (1994), Diplomacy, New York, NY: Simon & Schuster.
– Lackner, Helen, (2024), Houthi Attacks Underscore Failures of Biden Red Sea Strategy*, Responsible Statecraft, Access From: https://ResponsibleStatecraft.org/Houthi-lethal-attack
– Lapidoth, R., (1994), Freedom of Navigation and the New Law of the Sea, Israel Law Review. Access From: https://doi.org/10.1017/S0021223700014910
– Morgenthau, H. J., (1948), Politics Among Nations: The Struggle for Power and Peace, New York, NY: Alfred A. Knopf.
– Muhammad Ilham Razak, Anak Agung Banyu Perwita, (2020), U.S. Foreign Policy Towards Iranian Nuclear Threat from Bill Clinton to Donald Trump Administration, Insignia Journal of International Relations.
– Nadimi, Farzin, (2020, February), The UN-exposed Houthi Reliance on Iranian Weapons*, Washington: Institute for Near East Policy.
– Reuters Staff, (2021), New U.S Yemen Envoy Meets Yemen President Amid Fresh Efforts to End War, Reuters, Access From: https://www.reuters.com/article/usa-saudi-envoy-int-idUSKBN2AB1RC
– Risse-Kappen, T., (1995), *Bringing Transnational Relations Back in: Introduction, In T. Risse-Kappen (Ed.), Bringing Transnational Relations Back In: Non-state Actors, Domestic Structures and International Institutions, Cambridge University Press.
– Schelling, T., (1966), Arms and Influence, Yale University Press.
– Sehrish, Q., Syed, S. H., & Soherwordi, S., (2021), Analysis of Resilience Policy Plan, Strategic Studies, 41(3).
– Waltz, K. N., (1979), *Theory of International Politics, Reading, MA: Addison-Wesley.
– Ward, Alex, (2021), Biden’s Announcement on Ending US Support for the War in Yemen, Explained: The US Isn’t Totally Out of the War. It’s Just Shifting Into a New, Less Destructive Posture, Access From: https://www.vox.com/22268082/biden-yemen-war-saudi-state-speech
– Wendt, A., (1999), *Social Theory of International Politics*, Cambridge University Press.
– Zheng, Y., (1998), Comprehensive National Power: Conceptualization and Measurement.
2- Websites
– What Western Strikes on the Houthis Mean for Yemen and the Region (Rane Worldview, 12 January 2024), Access From: https://worldview.stratfor.com/article/what-western-strikes-houthis-mean-yemen-and-region
– In the Red Sea, Houthi Attacks Force the U.S. to Mull a Tougher Response (Rane Worldview, 18 December 2023), Access From: https://worldview.stratfor.com/article/red-sea-houthi-attacks-force-us-mull-tougher-response
[1] اليمن تحت سيطرة الحوثيين، 2014، مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، على رابط: https://rawabetcenter.com/archives/2220 تم الدخول: 1مايو2025.
[2] سلطان، أحمد، 2024، التصعيد في مضيق باب المندب: تداعيات خطيرة على إمدادات الطاقة العالمية، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، القاهرة: https://ecss.com.eg/47695/ تاريخ الدخول: 3مايو 2025.
[3]قاسم، أسماء أمينه، (2015)، التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران وانعكاساتها على دول المنطقة 2003-2014، رسالة ماجستير، جامعه الجيلاني بونعامة خميس مليانة: كلية الحقوق والعلوم السياسية.
[4] Aaron micheal craig Richards, (2015), IRAN AS A STRATEGIC THREAT TO THE U.S IN THE MIDDLE EAST AND ITS IMPACT ON U.S POLICY IN THE REGION, A Masters Thesis, Missouri state University.
[5] Muhammad Ilham Razak, Anak Agung Banyu Perwita,(2020). U.S. Foreign Policy Towards Iranian Nuclear Threat from Bill Clinton to Donald Trump Administration, Insignia Journal of International Relations.
[6] Al-Qadhi, Mohammad Hassan (2017): The Iranian role in Yemen and its Implications on the Regional Security”.
[7] خليل، فنر عماد، (2016)، ” تحولات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ما بعد 2001“، كلية العلوم السياسية، جامعة الموصل.
[8] توفيق،سيف نصرت، (2024)، ” السياسة الامريكية تجاه التهديدات الأمنية في منطقة البحر الأحمر (تحالف حارس الازدهار نموذجا)”. العراق، جامعة تكريت، عدد76، ص39.
[9] نور الهدى، طيباوي، (2018)، السياسة الخارجية الامريكية تجاه إيران في فترة باراك أوباما 2009- 2015، رسالة ماجستير، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة محمد بوضياف بالمسيلة، الجزائر.
[10] Kenneth Katzman, Kathleen J. McInnis, Clayton Thomas, (2020), U.S.-Iran Conflict and Implications for U.S.policy, Congressional Research Service.
[11] عثمان، أمانج علي، (2021)، ” السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران بين إدارة أوباما وترامب“، مجلة جامعة جيهان-أربيل للعلوم الانسانية والاجتماعيه: العدد الخامس (2).
[12] جابر، شيرين، (2024)، ” قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على تحقيق أمن البحر الاحمر في ظل هجمات الحوثيين”، مجلة الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية: العدد الرابع، ص24.
[13] شمسان، سلمان، (2022)، السياسة الخارجية الأمريكية تجاه جماعة الحوثي في اليمن. إسطنبول: المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية. إسطنبول.
[14] السويلمين، عبدالكريم سعيد، (2019)، ” الحوثيون كفواعل من دون الدول”، مجلة اتجاهات، العدد الثامن، ص17.
[15]العامر، سلطان، (2021)، ” بايدن وحرب اليمن: السياق الطويل لتحولات الموقف الأمريكي”، مركز كارنيجي. https://carnegieendowment.org/sada/84227 تم الدخول بتاريخ: 15 April 2025.
[16] محمد، فتحي، ٢٠١٥، (السلوك السياسي الخارجي بين الروتينية والاحدث )المجلة الجزائرية للسياسات العامة، (الجزائر، جامعة مولود معمرى ) ، ع ٦، ص ص (١٧ : ١٥ ).
[17] Wendt, A. (1999). Social Theory of International Politics. Cambridge University Press.
[18] Finnemore, M.,&Sikkink, K. (1998). International Norm Dynamics and Political Change. International Organization, 52(4), 887-917.
[19] Risse–Kappen, T. (1995). Bringing Transnational Relations Back in: Introduction. In T. Risse-Kappen (Ed.), Bringing Transnational Relations Back In: Non-state Actors, Domestic Structures and International Institutions (pp.3-33). Cambridge University Press.
[20] Brodie, B. (1946). The Absolute Weapon: Atomic Power and World Order. Harcourt, Brace & Co.
[21] Schelling, T. (1966). Arms and Influence. Yale University Press.
[22] Jervis, R. (1989). The Meaning of the Nuclear Revolution. Cornell University Press.
[23] Waltz, K. N. (1979). Theory of International Politics. Reading, MA: Addison-Wesley.
[24] Kissinger, H. (1994). Diplomacy. New York, NY: Simon & Schuster.
[25] Morgenthau, H. J. (1948). Politics Among Nations: The Struggle for Power and Peace. New York, NY: Alfred A. Knopf.
[26] Morgan, P. M. (1977). “Deterrence: A Conceptual Analysis”. SAGE Publications.
[27] Kaldor, M. (2012). “New and Old Wars: Organized Violence in a Global Era”. Polity Press.
[28] Keohane, R. O., & Nye, J. S. (1971). Transnational Relations and World Politics. Boston, MA: Little, Brown.
[29] Bull, H. (1977). The Anarchical Society: A Study of Order in World Politics. London, UK: Macmillan.
[30] Hoffmann, A. J. (2011). Navigation, Freedom of. In R. Wolfrum (Ed.), Max Planck Encyclopedia of Public International Law. Oxford University. Access From: https://opil.ouplaw.com/abstract/10.1093/law:epil/9780199231690/law-9780199231690-e1199 Access on: 21 April 2025.
[31] Lapidoth, R. (1994). Freedom of Navigation and the New Law of the Sea. Israel Law Review, 28, 207–225. Access From: https://doi.org/10.1017/S0021223700014910 Access On: 21 April 2025.
[32] Sehrish, Q., Syed, S. H., & Soherwordi, S. (2021). Analysis of resilience policy plan. Strategic Studies, 41(3), 37.
[33] Zheng, Y. (1998). Comprehensive national power: Conceptualization and measurement (pp. 192–196).
[34] البكيري، نبيل، جماعات الزيدية السياسية: الحوثيون، موسوعة الحركات الإسلامية في الوطن العربي، ج،2 ط،1 مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ص2385.
[35] المرجع السابق، ص2385.
[36] حسين، محمد علي، 2017، من هم الحوثيين؟، رابط: https://www.elwatannews.com/news/details/2791494 تاريخ الدخول: 3مايو 2025.
[37] البكيري، نبيل، مرجع سابق ص 2387.
[38] صالح، هادي محمد، 2016، عاصفة الحزم، ط1، الجنادرية للنشر والتوزيع.
[39] أحلام، عابد، 2022، جماعة الحوثي في اليمن: محاولة البحث في قوتها العسكرية ومصادر دعمها، مجلة الحقوق والعلوم السياسية، جامعة محمد لمين دباغين سطيف، العدد1، الجزائر.ص ص 1290-1291.
[40] النيسي، إسكندر، 2015، صعود الحوثيين ومآلات الوضع في اليمن، مجلة السياسة الدولية، القاهرة: https://www.siyassa.org.eg/News/5128.aspx تاريخ الدخول: 3مايو2025.
[41] Nadimi, Farzin, (2020, February ). The UN-exposed Houthi reliance on Iranian weapons, Washington: Institute for Near East Policy.
[42] Idem
[43] عادل، مينا، (2024)، الهجمات الحوثية بين الدعم الإيراني والتحديات الأمريكية، المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، القاهرة: https://ecss.com.eg/43028/ تاريخ الدخول: 3مايو 2025.
[44] المرجع السابق.
[45] ما هي الرؤية الأمريكية لحرب صعدة وهل هناك دور إيراني في الجنوب، المصدر اونلاين، على رابط: https://almasdaronline.com/articles/57654 تاريخ الدخول: 8 مايو 2025.
[46] هل يمكن أن يكون الحوثيون حزب الله القادم، مؤسسة راند، https://marsad.ecsstudies./com/36732.
[47] باربارا أ. ليف، ألن ديلوجر، 2019، حان الوقت لبلورة قناة خلفية لإجراء محادثات جدية بين السعودية والحوثيين، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى .
[48] شمسان، سلمان، 2022، السياسة الخارجية الأمريكية تجاه جماعة الحوثي في اليمن، المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية، ص93.
[49] عدن، علي، 2020، سيارات أممية في عهدة المسلحين الحوثيين تثير غضب الشارع اليمني، جريدة الشرق الأوسط، على رابط: https://shorturl.at/mvGeF تم الدخول: 11مايو2025.
[50] شمسان، سلمان، مرجع سابق ص100.
[51] المرجع السابق، ص 102.
[52] العامر، سلطان، بايدن وحرب اليمن: السياق الطوبل لتحولات الموقف الأمريكي، مركز كارنيغي، https://carnegieendowment.org/sada/84227
[53] لعبة أمريكا الخطرة بين الحوثيين والسعودية، مركز أبعاد للدراسات والبحوث، على رابط:https://abaadstudies.org/news.php?id=59820 تم الدخول: 8مايو2025.
[54] شمسان، سلمان، مرجع سابق، ص103.
[55] Bandow, Doug, (2020), “ The Trump Administration Kills coldly In Yemen, Putting Jobs Before Lives”, CATO Institute.
[56] Harting, Luke, and Oona A. Hathaway, (2022), “ Still War: The United States In Yemen”, Access From: https://www.justsecurity.org/80806/still-at-war-the-united-states-in-yemen Access On: 9 May 2025.
[57] Reuters Staff, (2021), “ New U.S Yemen envoy meets Yemen president amid fresh efforts to end war”, Reuters, Access From: https://www.reuters.com/article/usa-saudi-envoy-int-idUSKBN2AB1RC Access On: 9 May2025.
[58] Ward, Alex, (2021), “ Biden’s Announcement on ending US support for the war in Yemen, explained: The US isn’t totally out of the war. It’s just shifting into a new, less destructive posture”, Access From: https://www.vox.com/22268082/biden-yemen-war-saudi-state-speech Access On: 9 May 2025.
[59] احمد، يوسف احمد، (2022)، السياسة الأمريكية تجاه الصراع في اليمن: هل من دور فاعل لحله؟، مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، مجلة آفاق استراتيجية، عدد 5، ص15.
[60] المرجع السابق.
[61] احمد، يوسف احمد، مرجع سابق ص16.
[62] ايمونـز، اليكـس، 2021، فـي تحـول جـذري فـي السياسـة ، بايـدن يسـحب دعـم الواليـات المتحـدة لــ “العمليـات الهجوميـة” الســعودية فــي اليمــن، علــى رابــط: https://theintercept./com/2021/02/04/biden-saudi-yemen-arms تم الدخول: 9 مايو 2025.
[63] جـون، جامبريل، 2021، الولايـات المتحـدة تستكشـف قواعـد جديـدة فـي السـعودية وسـط التوتـرات الإيرانيـة، اسوشـيتد بــرس، على رابط: https://apnews.com/article/dubai-iran-saudi-arabia-united-arab-emirates-persian-gulf-tensions-247314c18d4160ead28fcf6358a95dcA تم الدخول: 9 مايو 2025.
[64] احمد، يوسف احمد، مرجع سابق، ص 10.
[65] كرم، جويس، 2021، تيـم ليندركينـغ مبعوثـا للولايـات المتحـدة إلـى اليمـن، ذا ناشـيونال، على رابط: https://www.thenationalnews.com/world/the-americas/exclusive-tim-lenderking-to-be-us-envoy-for-yemen-1.1159963 تم الدخول بتاريخ: 9 مايو 2025.
[66] لقـاء صحفـي مـع نائـب مسـاعد وزيـر الخارجيـة لشـؤون شـبه الجزيـرة العربيـة تيموثي ليندركينـغ (الخارجيـة الأمريكية)، تاريخ النشر 10 سبتمبر 2020 على رابط: https://2017-2021.state.gov/press-briefing-with-deputy-assistant-secretary-of-state-for-arabian-gulf-affairs-timothy-lenderking/index.html تاريخ الدخول: 9 مايو 2025.
[67] المرجع السابق.
[68] تحالف حارس الازدهار: التحديات والمستقبل، تريندز للبحوث والاستشارات، يناير 2024، على رابط:https://surl.lu/ftjphd تم الدخول : 9 مايو 2025.
[69] صاروخ حوثي أُطلق نحو سفينة بالبحر الأحمر.. ومقاتلة أمريكية أسقطته، (العربية، 15 يناير 2024)، على رابط: shorturl.at/0ZHdv تم الدخول: 9مايو2025.
[70] طالت 60 هدفًا في 16 موقعًا.. كل ما يهمك معرفته عن الضربات الأمريكية-البريطانية على الحوثيين في اليمن، (12 يناير 2024) سي إن إن بالعربية، على رابط: https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/01/12/us-uk-strikes-response-houthis-yemen-escalation تم الدخول: 10مايو2025.
[71] What Western Strikes on the Houthis Mean for Yemen and the Region, (Rane Worldview, 12 January 2024(, Access From: : https://worldview.stratfor.com/article/what-western-strikes-houthis-mean-yemen-and-region Access On:10 May2025
[72] بيان مشترك لـ12 دولة، بينها أمريكا، يحذّر الحوثيين من استمرار استهداف السفن في البحر الأحمر، ( يمن ديلي نيوز، 3 يناير 2024)، على رابط: https://ydn.news/?p=25018 تم الدخول: 10 مايو 2025.
[73] In the Red Sea, Houthi Attacks Force the U.S. to Mull a Tougher Response, (Rane Worldview, 18 December 2023), Access From: : https://worldview.stratfor.com/article/red-sea-houthi-attacks-force-us-mull-tougher-response Access On: 10May 2025.
[74] تحالف حارس الازدهار: التحديات والمستقبل، مرجع سابق.
[75] حارس الازدهار.. تعرف على العملية الأمنية لحماية البحر الأحمر، سكاي نيوز عربية، ديسمبر 2023، على رابط: https://surl.li/cjvkpp تم الدخول: 9 مايو 2025
[76] تحالف حارس الازدهار: التحديات والمستقبل، مرجع سابق.
[77] جلال، ابراهيم، 2024، مهمة أسبيدس الأوروبية ومخاطر التوقعات المتدنية في اليمن، مركز مالكوم كير- كارنيجي الشرق الأوسط، على رابط: https://surl.lu/oxyemm تم الدخول: 9 مايو 2025.
[78] المرجع السابق.
[79] جلال، ابراهيم، مرجع سابق.
[80] إدارة بايدن تُعيد تصنيف الحوثيين ككيان “إرهابي دولي مصنف تصنيفًا خاصًا”.. ماذا يعني ذلك وما الهدف؟، 2024، CNN العربية، على رابط: https://surl.li/qdhxjx تم الدخول: 10 مايو 2025.
[81] المرجع السابق.
[82] إدارة بايدن تُعيد تصنيف الحوثيين ككيان “إرهابي دولي مصنف تصنيفًا خاصًا”.. ماذا يعني ذلك وما الهدف؟، مرجع سابق.
[83] يحيى، معين يحيى، 2024، علاقات اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، الأزمة اليمنية.. تطورات الصراع وآفاق التسوية، الملف المصري، (مصر، عدد114)، ص28.
[84] ابوطالب، حسن، 2024، الموقف المصري إزاء تسوية الأزمة اليمنية والتصعيد في البحر الاحمر، الأزمة اليمنية.. تطورات الصراع وآفاق التسوية، الملف المصري، ( مصر، عدد114)، ص16.
[85] ابوطالب، حسن، مرجع سابق، ص16.
[86] المرجع السابق.
[87] ابوطالب، حسن، مرجع سابق، ص19.
[88] أمن دولي، 2025، انعكاسات تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر على أمن الخليج وأوروبا، المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، على رابط: https://www.europarabct.com/?p=102560 تم الدخول:9مايو2025.
[89] المرجع السابق.
[90] ابراهيم، مصطفى عيد، 2024، حدود انخراط روسيا في صراع البحر الاحمر، مركز رع للدراسات الاستراتيجية، على رابط: https://rcssegypt.com/19145 تم الدخول: 10مايو 2025.
[91] المرجع السابق.
[92] عابدين، السيد صدقي، 2024، كيف تتعامل الصين مع التصعيد في البحر الاحمر؟، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على رابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/21114.aspx تم الدخول: 10مايو2025.
[93] المرجع السابق.
[94] عابدين، السيد صدقي، مرجع سابق.
[95] Deputy Pentagon Press Secretary Sabrina Singh Holds a press Briefing, (2024), U.S, Department of Defense, Access From: https://www.defense.gov/News/Transcript/Article/3682022/Deputy-pentagon-press-secretary-sabrina-singh-holds-a-press-briefing/ Access On: 10 May 2025.
[96] Lackner, Helen, (2024), Houthi attacks underscore failures of Biden Red sea Strategy, Responsible Statecraft, Access From: https://ResponsibleStatecraft.org/Houthi-lethal-attacks Access On: 10 May 2025.
[97] England, Andrew, (2024), ? “ Who are the Houthis?”, Financial Times, Access From: https://www.ft.com/content/8e9eb52c-cf78-4052-8c28-2c2cef8f9372 Access On: 10May 2025.
[98] فوزي، محمد، 2024، هل استعادت الولايات المتحدة الردع المفقود تجاه الحوثيين؟، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على رابط: https://acpss.ahram.org/News/21111.aspx تم الدخول: 11مايو 2025.
[99] الحوثيون يمهلون موظفي المنظمات الدولية الأمريكيين والبريطانيين شهرا لمغادرة اليمن، 2024، الشرق الأوسط، على رابط: https://2u.pw/3Hvmadk تم الدخول: 9 مايو2025.
[100] الشيمي، محمد عبدالعظيم، 2025، الضربات الأمريكية ضد الحوثيين بين الأهداف والتداعيات، مجلة السياسة الدولية،