الصراع العرقي في الصين : دراسة حالة مسلمي الإيغور بإقليم شينجيانغ ١٩٤٥ – ٢٠٢٥
Ethnic Conflict in China: A Case Study of the Uyghur Muslims in the Xinjiang Region 1945 - 2025

اعداد الباحثة : شهد مصطفى عبد الرازق – المركز الديمقراطي العربي
–
مُستخلص:
تعد الصراعات العرقية من أبرز المشكلات السياسية التي يعاصرها عالمنا الحالي، وتشهد جمهورية الصين الشعبية تعددًا عرقيًا، ومن أبرز الجماعات العرقية الصينية هي جماعة مسلمو الإيغور في إقليم شينجيانغ الصيني، والتي يمثل وجودها حالة من التهديد للأمن القومي الصيني؛ ولهذا نجد الحكومة الصينية تتبع سياسات للتعامل معها، وتمثل هذه السياسات تهديدًا من الناحية الأخرى لجماعة الإيغور التي تهدف إلى الانفصال عن الأراضي الصينية، وقد تباينت أراء الجماعة الدولية حول هذا الصراع وموقف كلًا الطرفين.
Abstract
Ethnic conflicts are among the most prominent political problems facing our contemporary world. The People’s Republic of China witnesses ethnic diversity, and one of the most prominent Chinese ethnic groups is the Uyghur Muslim community in the Xinjiang Uyghur Autonomous Region of China. Their existence represents a threat to China’s national security. Consequently, the Chinese government pursues policies to deal with them, and these policies, on the other hand, pose a threat to the Uyghur community, which aims to secede from Chinese territories. The international community has varied opinions regarding this conflict and the stance of both parties.
مقدمة
يعد الإنسان كائن اجتماعي تتسم بعلاقاته، في أحيان كثيرة، بطبيعة صراعية، وتتفاوت درجة هذا الصراع، أسبابه وآليات حله، وفي أغلب الحالات ينشأ الصراع نتيجة لتضارب المصالح وتعارضها بين الفاعلين المختلفين، ومن أمثلة الصراعات التي يكون الإنسان أو الفرد طرفًا فيها هي الصراعات العرقية والتي تعد من أبرز المشكلات السياسية المهددة للسلام والأمن الدوليان، كما تسبب حالة من عدم الاستقرار والاضطراب، وتؤثر على كافة الأصعدة سواء داخل الدولة محل الصراع، أو النطاق الإقليمي حيث الدول المحيطة بالدولة محل الصراع بالإضافة إلي التأثير على النطاق الدولي ككل، ويحدث الصراع العرقي عادة لعدة أسباب: فقد يكون بسبب طبيعة مجموعة من السكان المختلفة أو الغير متماثلة وعدم قدرة هؤلاء المواطنين على الانسجام في بنية الدولة الموطن، هؤلاء المواطنين نطلق عليهم “الجماعات العرقية” وتعرف الجماعة العرقية على أنها مجموعة من البشر يتميز أفرادها بمجموعة من الخصائص، وتربطهم روابط معينة قد تكون روابط فيزيقية جسمانية، بالإضافة إلى الروابط الثقافي كاللغة، الدين والعادات إلى أخره.
تلعب أيضًا السياسات التي تمارسها الدولة تجاه تلك الجماعات العرقية دورًا مهمًا في تشكيل وإدارة الصراع العرقي، ففي معظم حالات الصراعات العرقية يكون من أبرز أسباب تأجيجه وجود حالة من غياب العدالة والمساواة في الحقوق بين كافة مواطنين الدولة وتميز جماعات دون الأخرى، وقد يزداد الأمر تعقدًا في حالة ممارسة الدولة ممارسات عنيفة مضطهدة بها تلك الجماعات العرقية، كما كان للاستعمار أثرًا واضحًا في تعزيز الصراعات العرقية في مستعمراتها القديمة خلال عمليات ترسيم الحدود التي لم تراعِ مسألة الوحدة العرقية، وما إلى ذلك من الأسباب، كان هذا بشأن أسباب الصراعات العرقية، ومما سبق يتبين لنا مدى تعقد الصراعات العرقية من حيث أسبابها ونضيف إلى ذلك تعقد أساليب حلها، كما قد تهدف بعض الدول إلى إثارة ودعم الصراعات العرقية في دول أخرى لتحقق مأرب شخصية.
ونسلط الضوء في دراستنا هذه على الصراعات العرقية في الصين، حيث نتناول تفاعل الدولة الصينية مع جماعة مسلمي الإيغور في إقليم شينجيانغ في الفترة من ١٩٤٥ حتى ٢٠٢٥؛ لنفهم أكثر طبيعة هذا الصراع العرقي خلال تناولنا للمحة تاريخية عن نشأة الصراع، الوقوف على أسباب الصراع والتعرف على أطرافه المباشرة والغير مباشرة ومصالحها المختلفة، وخطورته على الدولة الصينية، وأبرز الآليات التي اتبعتها في محاولاتها لتدارك وتحجيم هذا الصراع العرقي والحد من آثاره السلبية على استقرار الدولة، الموقف الدولي من هذا الصراع، كما نستعرض الوضع الراهن للصراع؛ لما لهذا الصراع العرقي من أهمية تمس الشعوب المسلمة، وأهمية فهم التهديدات التي تواجهها دولة مرشحة وبقوة كأحد أقطاب النسق الدولي الحالي وكيفية تعاملها معه، وعلاقته بعلاقاتها الدولية الأخرى.
أولًا: أهمية الدراسة:
الأهمية العلمية:
تتمثل الأهمية العلمية للدراسة في أنها تعد إضافة للأدبيات العربية المعنية بعالم السياسة الدولي وذلك من خلال تناول الدراسة لطبيعة الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني وأثر وجود مسلمي الإيغور بالمنطقة.
الأهمية العملية:
تتمثل الأهمية العملية فيما تقدمه الدراسة من رؤية لطبيعة الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني وأثر وجود مسلمي الإيغور بالمنطقة، حيث توفر الدراسة رؤية لصانع القرار حول الصراع، من حيث أسبابه لتلافي حدوثها، والمواقف المختلفة للفاعلين الدوليين، وأبرز الآليات المُستخدمة لمحاولة حل الصراع.
ثانيًا: مشكلة البحث:
شهدت الدولة الصينية تواجدًا للعديد من الجماعات العرقية المتباينة من ضمنها جماعة مسلمي الإيغور في إقليم شينجيانغ، الجماعة التي قد يمثل وجودها تهديدًا للأمن القومي الصيني ومصالحه في إقليم شينجيانغ وما إلى ذلك؛ بسبب حالة الصراع العرقي التي يشهدها الإقليم، فتعين علينا محاولة فهم طبيعة هذا الصراع خلال دراستنا التي تتمحور مشكلتها البحثية حول التساؤل الرئيسي التالي: ما طبيعة الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ؟
وينبثق عن هذا التساؤل الرئيسي مجموعة من التساؤلات الفرعية، وهي:
- ما الجذور التاريخية للصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني؟
- ما أسباب الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني؟
- ما الأطراف المباشرة في الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني؟
- ما الأطراف غير المباشرة في الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني؟
- ما الموقف الدولي من الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني؟
- ما أبرز السياسات المتبعة من الدولة الصينية في الصراع العرقي بالإقليم؟
ثالثًا: هدف الدراسة:
تتمثل أهداف الدراسة في محاولة الإجابة عن تساؤلات مشكلة البحث من أجل التعرف على طبيعة الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ وتتمثل أبرز هذه الأهداف في:
- التعرف على الجذور التاريخية للصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني.
- بيان أسباب الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني.
- التعريف بالأطراف المباشرة في الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني.
- التعريف بالأطراف غير المباشرة في الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني.
- تحليل الموقف الدولي من الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني.
- التعرف على أبرز السياسات المتبعة من الدولة الصينية في الصراع العرقي بالإقليم.
رابعًا: منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة على استخدام المنهج الاستقرائي والذي قوامه اختبار الواقع المحدد زمانًا ومكانًا ووصف الواقع في ضوء المعلومات المتاحة وتتبع الأحداث بغيه الوصول إلى نتائج موضوعية وذلك من خلال دراسة واقع العلاقات الروسية الصينية وأثرها على التحول في بنيه النسق الدولي، كما تم الاستناد إلى منهج دراسة الحالة الذي يركز تلى دراسة حالة بعينها، وتناول كافة المتغيرات اللصيقة بها للتمكن من وصفها وتحليلها، بالإضافة إلى استخدام اقتراب المصلحة القومية والذي يركز على دراسة القرارات والتصرفات التي تتخذها الدولة استنادًا إلى تحقيق المصلحة القومية، ويتم استخدام هذا الاقتراب في دراسة مصالح الفاعلين الدوليين المختلفة من الصراع في إقليم شينجيانغ الصيني.
خامسًا نطاق الدراسة:
الإطار الزمني:
تتناول الدراسة حالة وطبيعة الصراع في إقليم شينجيانغ الصيني في الفترة من ١٩٤٥؛ فقد شَهد هذا العام ضم الحكومة الصينية آنذاك لإقليم تركستان الشرقية إلى أراضيها وتسميتها بمسمها الحالي، وحتى العام ٢٠٢٥ للوقوف على الوضع الراهن للصراع، وتستند إلى بعض الأحداث التاريخية لفهم جذور الصراع.
الإطار المكاني:
يشمل الإطار المكاني للدراسة بطبيعة الحالة الدولة الصينية لاحتوائها إقليم شينجيانغ محل الصراع العرقي مع جماعة مسلمي الإيغور، والدول المتاخمة للصين بالصراع والأطراف الفاعلة بالصراع.
سادسًا: تقسيم الدراسة:
تنقسم الدراسة إلى مبحثين مباحث وخاتمة
المبحث الأول: مبحث تمهيدي:
المطلب الأول: التعريف بالصراع العرقي وماهية جماعة مسلمي الإيغور.
المطلب الثاني: نبذة تاريخية عن الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني.
المبحث الثاني: الأطراف الفاعلة في الصراع والموقف الدولي:
المطلب الأول: الأطراف المباشرة في الصراع.
المطلب الثاني: الموقف الدولي من الصراع.
المبحث الأول: مبحث تمهيدي
يتضمن المبحث التمهيدي مطلبين، يتناول المطلب الأول التعريف بالصراع العرقي وجوانبه المختلفة لما لأهمية هذا المفهوم لدراستنا، وخلاله أيضًا نتعرف على أصول وماهية جماعة مسلمي الإيغور؛ لنتبين ما يميز تلك الجماعة عن سائر المجتمع الصيني، أما بالنسبة للمطلب الثاني فيشمل نبذة تاريخية عن الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني بين الحكومة الصينية وجماعة مسلمي الإيغور؛ محاولين فهم أصول الصراع التاريخية.
المطلب الأول: التعريف بالصراع العرقي وأصول جماعة مسلمي الإيغور:
أولًا: التعريف بالصراع العرقي:
تعدد التعريفات واختلفت وجهات نظر العلماء حول تحديد مفهوم واضح للصراع، ويمكننا التميز بين اتجاهين رئيسيين لتعريف هذا المفهوم وهما: الاتجاه الاول: الذي يعتبر الصراع ظاهرة طبيعية نتيجة تنافر وتضارب المصالح بين القوى المتفاعلة وسعي كل قوة لتحقيق مصلحتها على حساب الأخرى، أما الاتجاه الثاني: يرى الصراعات حالة مرضية يمكننا حلها بواسطة أدوات وآليات إدارة الصراع.[1]
وتعرف الجماعة العرقية وفقًا (لماكس فيبر) على “أنها تلك الجماعات البشرية التي تتمتع باعتقاد ذاتي بصدد أصلها المشترك بسب تشابهات بين أعضائها في الملامح الفيزيقية الجسمانية أو في العادات أو في كليهما، أو بسبب ذكريات الهجرة أو الاستعمار، وهذا الاعتقاد لابد أن يكون ذا أهمية في تكوين الجماعات وبصرف النظر عن وجود رابطة الدم بين أعضاء هذه الجماعات أو عدم وجودها”[2] وتعتبر الأقلية: هي الجماعة العرقية صاحبة العدد القليل بالنسبة للجماعات الأخرى بالمجتمع، و في الغالب تكون الأقلية في وضع غير مسيطر، وقد تتعرض للعنف والاضطهاد أيضًا.
ويمكن مما سبق تعريف الصراعات العرقية على أنها نزاع أو صراع بين الجماعات المتمايزة عرقيًا على مراكز القوة، ويأخذ الصراع العرقي أشكالًا مختلفة، فقد ينشأ بين الجماعات العرقية وبعضها البعض أو بين الجماعة العرقية والحكومة كالصراع محل الدراسة بين جماعة مسلمي الإيغور والحكومة الصينية في إقليم شينجيانغ الصيني.
ويجدر بنا الإشارة إلى أن مجرد وجود جماعة عرقية في المجتمع لا يعني بالضرورة حدوث صراع عرقي، فقد ينشأ الصراع العرقي لعدة أسباب منها: شعور الجماعة العرقية بالتهديد والاضطهاد وعدم المساواة، ورغبة الجماعة العرقية في الانفصال عن إقليم الدولة التابعة له.
ثانيًا: ماهية جماعة مسلمي الإيغور:
تعني كلمة الإيغور أو الأويغور، كما تطلق عليها الدكتورة سعاد هادي في كتابها، في اللغة التركية الارتباط والتعاون أو بمعنٍ أخر اتحاد الجماعات أو المعاهدة والمُرابطة، ويرى البعض إنها تعني الإقامة والتجمع والعيش في وئام[3]
تعد جماعة الإيغور جماعة في آسيا الوسطى من جنس الأتراك، كانت قبائل رحالة قبل هجرتها واستقرارها في إقليم تركستان الشرقية، وقد اختلط جنسهم بالفرس والعرب والصينين، وتعددت الانتماءات الدينية لجماعة الإيغور قبل استقرار غالبية أفرادها على اعتناق الإسلام، حيث شهد عام ٦٥١ دخول الإسلام في الدولة الصينية، وذلك على يد عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، لتكون بمثابة وصول الإسلام إلى منطقة آسيا الوسطى، وبمرور السنوات تزايد عدد المسلمين في الصين وكان من أبرز الجماعات التي انضمت للإسلام هي جماعة الإيغور، وكانت تعتبر جماعة الإيغور ضمن نطاق حكم السلطة المنغولية، حيث انقسمت وسط آسيا إلى تركستان الغربية، وتركستان الشرقية ونالت استقلالها وتأسست دولتها المستقلة في ١٨٨٤ على أساس الدولة الإسلامية[4].
ويعرف أن للقبائل الإيغورية تراثًا ثقافيًا مميزًا؛ حيث تأثروا بالثقافات المحيطة والثقافات التي احتكوا بها في تاريخ معاملاتهم، كالثقافة الصينية، الهندية، الفارسية والعربية[5]، كما يتحدون اللغة الإيغورية وهي أحد اللغات المتفرعة عن اللغة التركية وتكتب بحروف عربية.[6]
يقطن سكان جماعة مسلمي الإيغور في الجزء الشمالي الغربي من الصين بإقليم شينجيانغ الصيني وتعني شينجيانغ باللغة الصينية المستعمرة الجديدة والذي كان يسمى سابقًا بتركستان الشرقية وتعني تركستان أرض الترك قبل سيطرة الدولة الصينية عليها، ويعد الإقليم من أكبر المقاطعات الصينية.
المطلب الثاني: نبذة تاريخية عن الصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني وأسبابه:
تعددت المواقف التاريخية السابقة لفترة الدراسة بين جماعة الإيغور وبين الإمبراطوريات الصينية، بين الدعم والتأييد المتبادل والتقدير من قِبل الأباطرة الصينين للثقافة الإيغورية، كما شهدت العلاقات بينهم بطبيعة الحال حالة من التوتر والاختلاف، ففي بعض المواقف دعمت جماعة الإيغور الأباطرة الصينين وتارة أخرى دعم الأباطرة جماعة الإيغور وشجعوهم على التعبير عن ثقافتهم المميزة.
يمكننا تفسير حالة الصراع العرقي التي يشهدها إقليم شينجيانغ الصيني خلال فهم أيدولوجية النظام الحاكم وتوجهاته المؤثرة في سياساته المُتبعة تجاه الصراع، فيمكننا أن نعتبر أن بداية الصراع العرقي الحقيقي في الإقليم كانت في ظل حكم الرئيس الشيوعي (ماو تسي تونج)، فبالنظر إلى أيدولوجيته الشيوعية المستوحاة من الأفكار اللينينية، نجد أنه قام بمحاكاة لما قام به (لينين) لمواجهة مشاكل شعوب الأقليات في روسيا، فعندما خاف لينين من محاولات شعوب الأقليات الانفصالية؛ قام بنشر بيان عن حق شعوب الأقليات في تحقيق مصيرها؛ ليضمن جذب تلك الجماعات العرقية إلى جانبه، ولكن بعد سيطرة (لينين) على مقاليد الحكم اعتبر بيان حق تقرير المصير كأن لم يكن وأخذ يشن الهجوم على تلك الجماعات العرقية.
سار (ماو تسي تونج) على خطى (لينين) عند تعامله مع جماعة مسلمي الإيغور في إقليم تركستان الشرقية، ففي ظل الوضع الصيني المضطرب وافق (ماو تسي تونج) على قرار منح سلطة داخلية للجماعات العرقية بالصبن وأعترف بحقوقها وأهمية في إقامة دولة مستقلة في النص الدستور الشيوعي الصيني المؤقت لسنة ١٩٣١: ” إن شعوب منغوليا والتبت شينجيانغ (تركستان الشرقية) لها الحق في الانفصال عن دولة الصين إذا أرادوا، وتأسيس دولة مستقلة لهم، أو أن يظلوا دولًا حاكمة مرتبطة باتحاد جمهورية الصين الشعبية[7]“.
وحاول ماو استقطاب الجماعات العرقية المختلفة لصالح الحكومة الصينية الشيوعية ضد الحكومة القومية، بزعمه أنه إذا كان الحكم للشيوعين فسيمنحون لتلك الجماعات العرقية حق تقرير المصير، وبطبيعة الحال فكما فعل ليلين فعل ماو عندما تمكن من السيطرة على إقليم تركستان الشرقية، أنكر الوعود السابقة ولكن بعد العديد من المباحثات والمطالبات من الجانب الإيغوري استطاعت الوصول لحالة من الحكم الذاتي في ظل التبعية السياسية لجهورية الصين الشعبية، وتحت مسمى (شينجيانغ) والذي يعني كما ذكرنا آنفًا المستعمرة الجديدة في ظل الاستنكار الواسع من جماعة الإيغور، وفي ١٩٥٥صدر القرار أطلق على منطقة تركستان الشرقية مسمى منطقة شينجيانغ الإيغورية واعتبرها ذاتية الحكم.
قولبت سياسات ماو برفض من جماعة الإيغور؛ مما دفعهم للاحتجاج عليها والقيام بثروات متعددة لمجابهاتها، والمطالبة بحقوقها الطبيعية، وكما هو متوقع من حكومة ماو الشيوعية قامت بكبت هذه التظاهرات خلال إجراءات تعسفية مستندة إلى القوة.
المبحث الثاني: الأطراف الفاعلة في الصراع وأسبابه:
يتناول المبحث الثاني التعريف بأطراف الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني، بداية في المطلب الأول نستعرض الأطراف المباشرة كالدولة الصينية والتعرف أهمية الإقليم بالنسبة لها والسياسات التي اتبعتها في مواجهة تهديدات وجود جماعة الإيغور ومن ثم نتعرض لدور جماعة الإيغور في الصراع وأهدافها، ونتناول أسباب الصراع بصورة أوضح بعدما تعرفنا على جذوره التاريخية في المبحث السابق. وتعرفنا على أطرافه، ونتطرق في المطلب الثاني إلى التعريف بمواقف الفاعلين الدوليين المختلفة ومصالحها المتشابكة، ولعل من أبرز تلك الدول هي الولايات المتحدة الأمريكية، ونتبين الموقف الدولي من الصراع، سواء كان من الدول الإسلامية أو غيرها من الأطراف.
المطلب الأول: الأطراف المباشرة في الصراع:
أولًا: الحكومة الصينية كطرف من أطراف الصراع:
تعد جمهورية الصين الشعبية من أبرز الدول على الساحة الدولية في عصرنا الحالي؛ فهي تعتبر ضمن أكبر اقتصاديات العالم، كما إنها رائدة في المجالات التكنولوجية والعلمية، وتمتلك أيضًا قوى سياسية وعسكرية لا يستهان بها، ويلاحظ في الفترة الراهنة اتجاهها للمنافسة كقوة قطبية، ويمكننا القول أن الصين الآن تسعى بخطوات هادئة نحو مكانتها الدولية الجديدة، وترغب في تأمين مصالحها شتى من سائر التهديدات سواء كانت داخلية أم خارجية، ويشكل الصراع في إقليم شينجيانغ تهديدًا لها في صورتين أساسيتين: الحد من استغلال إقليم الصراع وتنميته، وحالة الاضطراب وعدم الاستقرار.
أهمية إقليم شينجيانغ للدولة الصينية[8]:
- الأهمية الجيوسياسية:
يعتبر إقليم شينجيانغ من أكبر الأقاليم الصينية من حيث المساحة، وتبلغ مساحته ما يناهز المليون ونصف كيلو متر مربع، ويتميز بموقعه المتوسط لآسيا، كما يهد منطقة عازلة بين الصين والدول المجاورة.
- الأهمية الاقتصادية:
تبرز الأهمية الاقتصادية للإقليم فيما يحتويه من ثروات ومعادن متنوعة كالبترول، الغز الطبيعي، الذهب واليورانيوم، كما وفقًا لموقعه الجغرافي يعد من أبرز مسارات عبور مصادر الطاقة، كما يقع على خريطة طريق الحزام والطريق، تلك المبادرة المحورية بالنسبة للمصالح الصينية.
يتمثل تهديد جماعة مسلمي الإيغور فيما يترتب على وجودها من حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار في الداخل الصيني، ومطالبة الإيغور بالانفصال، مما قد يمثل ثغرة تستغلها القوى الدولية الأخرى للحد وعرقلة الخطوات الصينية، وفيما يلي نستعرض أبرز السياسات المُتبعة من قِبل الحكومة الصينية لمواجهة الخطر الذي تمثله جماعة مسلمي الإيغور من وجهة نظرها وخلال سيطرة أفكارها الشيوعية على قراراتها.
سياسات الصين تجاه جماعة الإيغور:
تعد السياسات المتبعة، من قِبل الحكومة بداية منذ عهد ماو تسي تونج الشيوعية وحتى وقت الدراسة، تجاه جماعة مسلمي الإيغور من أبرز العوامل والأسباب المتأصلة في جذور الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني؛ حيث كانت تستهدف طمس هوية جماعة الإيغور المتمايزة عن الهوية الصينية وفرض الثقافة الصينية عليها، وزعزعة الوحدة بين أعضاء جماعة الإيغور نفسهم ونستعرض في النقاط التالية أبرز السياسات المتبعة[9] [10]:
- تحريف اللغة الإيغورية: كما ذكرنا سلفًا فلل إيغور لغتهم الخاصة المنبثقة عن اللغة التركية، لكن الحكومة الصينية باتت تحرص على صبغها بالصبغة الصينية، فبعد نجاح محاولاتها العديدة للتوصل إلى أبجدية أقرب إلى الصوتيات الصينية، أخذت تفرضها على سكان الإقليم بوسائل القمع والتهديد، وقامت حتى بتصيين التعليم في مراحله المختلفة، فلا توجد مدارس تستخدم لغات مختلفة، فمن يريد التعلم عليه بتعلم الصينية.
- تقييد الحريات الدينية: فقامت الحكومة الصينية في ظل الثورة الثقافية، بمنع جماعة الإيغور من ممارسة شعائرها الدينية، كالاحتفال بالأعياد، وجمعت الكتب الدينية وأهانت علماء الدين.
- طمس تاريخ وثقافة الإيغور وغرس الأفكار الشيوعية: فقد قامت الصين الشيوعية بإحراق العديد من الكتب إبان الثورة الصناعية، ومنع إصدار الكتب ذات الموضوعات التاريخية والدينية ذات الصلة بجماعة الإيغور، وركزت الحكومة الصينية من الجانب الآخر على طباعة مؤلفات وكتب تتضمن الأفكار الشيوعية.
- خلق حالة من الانقسام في الداخل الإيغوري: خلال إجراءات الإصلاح الزراعي في عهد ماو وما يعرف بنظام (الضريبة المرجَّحة)، التي تهدف لتقسيم سكان إقليم شينجيانغ إلى طبقة غنية وطبقة فقيرة؛ لتخلق حالة من الصراع والعداء بينهم، وغير ذلك من الأساليب.
- تهجير السكان من عرق (الهان) إلى إقليم شينجيانغ: يشكل السكان من عرق الهان الغالبية العظمى من السكان الصينين؛ ولذلك ففي إطار سياسات الحكومة الصينية التي تهدف لدمج سكان الإقليم قامت بتهجير جماعة من سكان عرق الهان إلى إقليم شينجيانغ وتهجير عدد من الإيغور، مستندة إلى العديد من الحجج والمبررات منها: حاجة الإقليم لعدد كبير من السكان لإصلاحه واستغلال موارده.
- وصف جماعة الإيغور بالإرهابية:
- استغلت الحكومة الصينية أحداث الحادي عشر من سبتمبر ومكافحة الولايات المتحدة الأمريكية للإرهاب؛ وغيرت في استراتيجيتها من التكتم على أحداث الصراع إلى الإعلان، ووصفت مسلمي الإيغور بالإرهابين وأن لهم صلات بتنظيم القاعدة.
- الإجراءات الأمنية قمعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية[11]:
تذكر تقارير المنظمات الحقوقية العالمية من أبرزها ما شهدته أحداث العام ٢٠١٧ لما اتبعته الحكومة الصينية من سلسلة الاعتقالات والاحتجاز التعسفي واستخدام أساليب التعذيب المختلفة، وسياسات العمل القسري.
يجدر بنا الإشارة إلى أن سياسات الحكومة الصينية لم تتسم على الدوام، فقد كانت تخف حدة السياسات العنيفة بين الحين والآخر، فقد شهدت فترة الانفتاح في الصين في السبعينيات والثمانينيات انخفاض في وتيرة الصراع؛ مما ساهم في ازدهار الحياة الدينية الإسلامية في الإقليم، لكن الصين عادت مرة أخرى لسياسات التقييد.
ثانيًا: موقف جماعة الإيغور من الصراع:
تناولنا في المبحث السابق التعريف بجماعة الإيغور وأصلها التاريخي، ونتناول هنا أبرز المواقف التي تبنتها جماعة الإيغور كردة فعل على السياسات الصينية التي تضمنت المطالبة بالانفصال عن الصين وتشكيل إقليم ذاتي الحكم، ويمكن توضيح صور موقف جماعة الإيغور كالتالي:
- التظاهرات وأعمال العنف:
عبرت جماعة الإيغور عن رفضها لسياسات الحكومة الصينية خلال التظاهرات فعلى سبيل المثال: المظاهرات في مطلع الثمانينيات التي نادت بانفصال الإقليم، ورفض سياسات الحزب الشيوعي وانتهاكها لموارد الإقليم والتجارب النووية المُقامة من قِبل الحكومة الصينية، شهدت أيضًا أولومبيات بكين ٢٠٠٨ أحداث عنف واضطرابات بين جماعة الإيغور وقوات الأمن الصيني، كما برزت أعمال العنف بصورة متكررة في الأعوام ٢٠١١ و٢٠١٤ و٢٠١٧ خلال الاحتجاجات وغيرها من الأحداث التي أسفرت عن مقتل أعداد ليست بالهينة من جماعة الإيغور[12].
- تشكيل الحركات العرقية:
شكلت جماعة الإيغور العديد من الحركات والتنظيمات بهدف مواجهة سياسة الحكومة الصينية كحركة (نار البراري) التي كان لها دور في قيادة التظاهرات في مطلع الثمانينيات، بالإضافة إلى حركات أخرى لعل من أبرزها (حركة تركستان الشرقية الإسلامية- ETIM)، وهي أحد أكثر الحركات تطرفًا في إقليم شينجيانغ الصيني، واختلفت الآراء حول كونها حركة إرهابية أو عدمه خاصة مع انتشار مزاعم عن علاقتها بتنظيم القاعدة، لكن اعترفت الصين، بطبيعة الحال بكونها جماعة إرهابية[13].
- الجهود الدولية:
امتدت جهود جماعة الإيغور لتشمل التحركات على المستوى الدولي؛ حتى تنشر الوعي بقضيتها، على سبيل المثال ما يقوم به (المؤتمر العالمي للإيغور- WUC)، ومن خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة وعقد الندوات والمؤتمرات الدولية والتواصل مع منظمات حقوق الإنسان المختلفة.[14]
نتوصل مما ذكرناه سابقًا من السياسات الصينية المتعبة تجاه جماعة الإيغور أن أسباب الصراع تتعد، ويكمن أهمها في الآتي:
- سياسة التهجير المُتبعة من قِبل الحكومة الصينية.
- التمييز في مختلف المجالات بين المجتمع الصيني وسكان الإقليم من جماعة الإيغور.
- الاعتقالات والإجراءات الأمنية المشددة بالإقليم ضد جماعة الإيغور.
- تصنيف جماعة مسلمي الإيغور وحركاتها المختلفة بالإرهابية.
- أهمية الإقليم الجيوسياسية والاقتصادية بالنسبة للصين.
- رغبة الحكومة الصينية في رأب الثغرة التي يشكلها تهديد وجود جماعة عرقية بها.
كل هذه الأسباب والملابسات أكدت رغبة جماعة مسلمي الإيغور في إقليم شينجيانغ الصيني للرغبة في الانفصال، وتشكيل جمهورية تركستان الشرقية المستقلة، ودفعتها لاستخدام كافة الوسائل لتحقيق أهدافها وحماية حقوقها.
المطلب الثاني: الموقف الدولي من الصراع:
تتعد المواقف الدولية من الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني، وتتشابك المصالح الدولية للدول، لكننا سنتناول أهمها المتمثلة في موقف الولايات المتحدة الأمريكية؛ لما لها من مصالح في إثارة حالة من عدم الاستقرار في الداخل الصيني؛ لمواجهة خطر المنافسة القطبية المحتملة في بنية النسق الدولي.
موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الصراع:
ذكرنا آنفًا أنه من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أن تزرع الفتنة وتقلقل الأوضاع السياسية في الداخل الصيني، لتضمن تشويه سمعة الدولة الصينية عالميًا، وعرقلة مساعيها نحو تحقيق مكانة منافسة للولايات المتحدة الأمريكية؛ لتضمن هيمنتها على النسق الدولي منفردة، بالإضافة إلى أهمية دورها في الحفاظ على حقوق الإنسان، أبرز أهداف سياستها الخارجية المعلنة، في المناطق المختلفة خاصة حقوق الأقليات[15]، حيث برزت تلك الجهود في كثافة التقارير المُصدرة عن المنظمات الحقوقية المختلفة حول الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الحكومة الصينية على سبيل المثال تقارير Human Rights Watch ومنظمة العفو الدولية، كما ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية في إنشاء ورعاية منظمات متخصصة للدفاع عن حقوق جماعة الإيغور والتعبير عن مطالبها على سبيل المثال: مشروع حقوق الإنسان للإيغور- UHRP والرابطة الإيغورية الأمريكية- [16]UAA وتحالف إنهاء العمل القسري بالإيغور.
فرضت الولايات عقوبات على مسؤولين صينين كانت في مجملها عقوبات اقتصادية؛ معلنة أنها بسبب الانتهاكات ضد جماعة الإيغور، كما أيدت حكومة الأمريكية بداية موقف الحكومة الصينية تجاه حركة تركستان الشرقية على اعتبارها حركة إرهابية لكنها تراجعت ورفعتها من قائمة المنظمات الإرهابية خاصتها وذلك في العام ٢٠٢٠ [17]ويمكننا ملاحظة ما شهدته تلك الفترة من تنافس شديد اللهجة بين الدولتين.
موقف دول الغرب من الصراع:
تشابه موقف دول الغرب بصورة كبيرة مع موقف الولايات المتحدة الأمريكية، فقد اتخذت الدول الغربية والمنظمات الإقليمية والدولية التابعة لها إجراءات ضد ما وصفته بالجرائم الصينية ضد الإنسانية، فقد فرض الاتحاد الاوروبي وبريطانيا وكندا عقوبات على مسؤولين صينين، وسعى الاتحاد الأوروبي لمنع تداول المنتجات الصينية المنتجة بالعمالة القصرية داخل دوله، كما أدانت الأمم المتحدة ما فعلته الصين من إجراءات تعسفية مضادة لحقوق الإنسان، ويجدر بنا الإشارة إلى اختلاف الدول الغربية حول وصف حركة تركستان الشرقية الإسلامية بالإرهابية، حيث نجد بريطانيا تعترف بها كجماعة إرهابية في سبيل تحقيقي تقارب مع الصين[18].
موقف الدول الإسلامية من الصراع:
أثارت سياسات الحكومة الصينية تجاه جماعة الإيغور وما وصفته وسائل الإعلام العالمية المختلفة من جرائم ضد الإنسانية غض المسلمين حول العالم، لكن هذا لم ينعكس بصورة كاملة على سائر السياسات الرسمية للدول الإسلامية؛ فقد اختلفت وفقًا لاختلاف المصالح الاقتصادية والسياسية مع الحكومة الصينية وخاصة المصالح المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق فقد امتنعت بعض الدول والمؤسسات المعنية بحقوق المسلمين عن التعليق خوفًا على مصالحها، فيما أدانت الأخرى، كمنظمة التعاون الإسلامي التي نددت بالسياسات الصينية تجاه جماعة مسلمي الإيغور[19].
خاتمة
تناولت الدراسة مشكلة سياسية بارزة وهي مشكلة الصراعات العرقية في الصين المتمثلة في الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني وأطرافه الحكومة الصينية وجماعة مسلمي الإيغور، حيث تناولنا بداية في التمهيد مفهوم الصراع بصورة عامة ومن ثم مفهوم الصراعات العرقية، واستطعنا التعرف على جماعة الإيغور والأصول التاريخية للصراع في الإقليم، كما تبينا أبرز الاطراف المباشرة في الصراع المتمثلة في الحكومة الصينية وجماعة الإيغور ومصالحهما المختلفة والسياسات المُتبعة لتحقيقها؛ حيث تأكد لنا المبدأ القائل بأن أساس الصراع هو تضارب المصالح وهذا ما تمت ملاحظته في إطار الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني، حيث تضاربت مساعي الحكومة الصينية الرامية إلى تحقيق الاستقرار الداخلي بالدولة والحفاظ على وحدتها القومية الصينية بعيدة عن تهديدات وجود الجماعات العرقية والاستفادة من الأهمية الجيوسياسية والاقتصادية للإقليم وما اتخذته من سياسات تعارض من مصالح ومطالب جماعة مسلمي الإيغور التي شعرت بالاضطهاد والتهميش؛ ما زاد حرصها ورغبتها في الانفصال عن الدولة الصينية وإقامة كيان مستقل تحت مسمى تركستان الشرقية، كما تبينا أسباب الصراع ووجدنا أن أغلبها كانت نتيجة وردة فعل على السياسات الصينية المُتمثلة في سلسلة من الأحداث منذ بداية الصراع خلفت أغلبها سلسلة من الاضطرابات وعدم الاستقرار بالمنطقة، كما تعرفنا على الموقف الدولي من الصراع العرقي بإقليم شينجيانغ الصيني ومصالحها المختلفة التي تحركها لتبني مواقفها وتغيرها.
يزال الوضع الراهن للصراع العرقي في إقليم شينجيانغ الصيني غير مستقر ولم يتم التوصل بعد لحل نهائي لتلك المشكلة السياسية الدولية المعقدة، لكن علينا أن ننتبه دومًا وألا ننساق وراء ما قد تصوره أطراف الصراع عن الصراع وطبيعته، علينا أن نفهم مصلحة كل من الأطراف وغايتها؛ لنتبين الحقيقة كاملة ونستطيع اتخاذ القرارات والمواقف سواء المؤيدة أو المعارضة لأي من أطراف الصراع على حساب الأخر أو ما كنا سنتبنى موقفًا محايدًا منه.
ويبقى السؤال هل ستستطيع الحكومة الصينية مواجهة تلك التهديدات النابعة من وجود جماعة عرقية كالإيغور وغيرها؟ وهل من الممكن أن تغير الحكومة الصينية الشيوعية وجهة نظرها في السياسات التي تتصف بالعنف وعدم مراعاة حقوق الإنسان؟ تلك السياسات التي ربما لم تؤتِ أكلها حتى الآن، وتستخدم سياسات أقل حدة؟ أم ستظل تنظر لجماعة الإيغور كجماعة إرهابية وتترك منافسيها يستغلونها كأداة ضغط عليها؟، ربما نرشح أن تتيع الحكومة الصينية سياسات مختلفة في محاولة لتهدئة الأوضاع، لكن هل ستنسى جماعة الإيغور ما ارتكبته الحكومة الصينية بحقها؟ على كل حال ستظل الصراعات العرقية تعكر صفو الاستقرار الصيني، وستظل أيضًا الصراعات العرقية من أبرز المشكلات السياسية التي تواجه. عالمنا المعاصر.
قائمة المراجع:
أولًا: مراجع باللغة العربية:
أ-الكتب:
١. أركين آليتكين، أتراك الأويغور. ترجمة محمد السيد، وقف تركستان الشرقية، ٢٠١٢
٢. أحمد وهبان، تحليل إدارة الصراع الدولي. الطبعة الأولى، الجمعية السعودية للعلوم السياسية، الرياض،٢٠١٤
٣. سعاد هادي، الأويغور: دراسة في أصولهم التاريخية وأحوالهم العامة (١٢٧-٦٥٦ه /٧٤٤-١٢٥٧م). الطبعة الثانية، دار ومكتبة عدنان، ٢٠١٦،
ب-الدراسات العلمية:
١. غزلان محمود، الحركات الانفصالية في إقليم سينجيانج: دراسة الصين تجاه مسلمي الإيغور، مجلة كلية اقتصاد وعلوم سياسة. مجلد ١٩، العدد ١، ٢٠١٨
٢. وليد حسن، المداخل المفسرة للصراعات العرقية: دراسة تحليلية تقويمية، المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية، مجلد٢، عدد٣، ٢٠١٧
ج- المواقع الإلكترونية:
١. حنان حسن، “مشكلة الإيغور وأبعادها الجيوبولتيكية من المنظور الصيني”، المركز الديمقراطي العربي، ١٢ ديسمبر ٢٠٢٠، https://democraticac.de/?p=67829 ، تم الاطلاع عليه في إبريل ٢٠٢٥
٢. الشرق الأوسط. “واشنطن ترفع ‘حركة تركستان الشرقية’ من قائمة الإرهاب.” الشرق الأوسط، 6 نوفمبر 2020. https://aawsat.com/home/article/2610056/وا تم الاطلاع عليه. في إبريل ٢٠٢٥
ثانيًا: المصادر باللغة الإنجليزية:
- المواقع الإلكترونية:
- Bryson, Jennifer. “Why Americans Should Care About the Uyghurs.” Hudson Institute, September 5, 2018. https://www.hudson.org/human-rights/why-americans-should-care-about-the-uyghurs.
- 2. Breaking the Silence: Organization of Islamic Cooperation and the Xinjiang Question in the Muslim World. CEIAS Insights, January 10, 2019. https://ceias.eu/breaking-the-silence-organization-of-islamic-cooperation-and-the-xinjiang-question-in-the-muslim-world-2
- 3. Human Rights Watch. Break Their Lineage, Break Their Roots: China’s Crimes Against Humanity Targeting Uyghurs and Other Turkic Muslims. Report, April 19, 2021. https://www.hrw.org/report/2021/04/19/break-their-lineage-break-their-roots/chinas-crimes-against-humanity-targeting
- 4. Joshua Kurlantzick, “The East Turkestan Islamic Movement (ETIM),” Council on Foreign Relations, March 20, 2015, https://www.cfr.org/backgrounder/east-turkestan-islamic-movement-etim
- 5. The Editors of Encyclopedia Britannica. “Uyghur.” Encyclopedia Britannica. Last modified April 11, 2025. https://www.britannica.com/topic/Uyghur.
- 6. Uyghur American Association, Uyghur American Association, accessed April 2025, https://www.uyghuraa.org/.
- 7. Uyghur Human Rights Project. “International Responses to the Uyghur Crisis.” Last modified April 16, 2025. https://uhrp.org/responses/.
- 8. World Uyghur Congress, “Home,” accessed April 16, 2025, https://ar.uyghurcongress.org/.
[1] أحمد وهبان، تحليل إدارة الصراع الدولي. الطبعة الأولى، الجمعية السعودية للعلوم السياسية، الرياض،٢٠١٤، ص ١٢،١١
[2] وليد حسن، المداخل المفسرة للصراعات العرقية: دراسة تحليلية تقويمية، المجلة العلمية لكلية الدراسات الاقتصادية و العلوم السياسية،مجلد٢،
عدد٣، ٢٠١٧، ص٥٦،٥٥
[3] سعاد هادي، الأويغور: دراسة في أصولهم التاريخية وأحوالهم العامة (١٢٧-٦٥٦ه /٧٤٤-١٢٥٧م). الطبعة الثانية، دار ومكتبة عدنان، ٢٠١٦، ص٢٢،٢٣،٣١
[4] غزلان محمود، الحركات الانفصالية في إقليم سينجيانج: دراسة الصين تجاه مسلمي الإيغور، مجلة كلية اقتصاد وعلوم سياسة. مجلد ١٩، العدد ١، ٢٠١٨ ،ص١٧٢،١٧١
[5] سعاد هادي، المرجع سبق ذكره، ص ٤٥٥،٤٥٤،٤٥٠، ٤٥٦
[6] The Editors of Encyclopedia Britannica. “Uyghur.” Encyclopedia Britannica. Last modified April 11, 2025. https://www.britannica.com/topic/Uyghur.
[7] أركين آليتكين، أتراك الأويغور. ترجمة محمد السيد، وقف تركستان الشرقية، ٢٠١٢، ص ١٤١،١٣٩،١٣٨
[8] حنان حسن، “مشكلة الإيغور وأبعادها الجيوبولتيكية من المنظور الصيني”، المركز الديمقراطي العربي، ١٢ ديسمبر ٢٠٢٠، https://democraticac.de/?p=67829، تم الاطلاع عليه في إبريل ٢٠٢٥
[9] أركين آليتكين، المرجع السابق ص١٤٦-١٦٩
[10] غزلان محمود، سبق ذكره ص ١٧٨-١٨٠
[11] Human Rights Watch. Break Their Lineage, Break Their Roots: China’s Crimes Against Humanity Targeting Uyghurs and Other Turkic Muslims. Report, April 19, 2021. https://www.hrw.org/report/2021/04/19/break-their-lineage-break-their-roots/chinas-crimes-against-humanity-targeting
[12] غزلان محمود، سبق ذكره، ص١٨٤،١٨٦
[13] Joshua Kurlantzick, “The East Turkestan Islamic Movement (ETIM),” Council on Foreign Relations, March 20, 2015, https://www.cfr.org/backgrounder/east-turkestan-islamic-movement-etim
[14] World Uyghur Congress, “Home,” accessed April 16, 2025, https://ar.uyghurcongress.org/.
[15] Bryson, Jennifer. “Why Americans Should Care About the Uyghurs.” Hudson Institute, September 5, 2018. https://www.hudson.org/human-rights/why-americans-should-care-about-the-uyghurs.
[16] Uyghur American Association, Uyghur American Association, accessed April , 2025, https://www.uyghuraa.org/.
[17] الشرق الأوسط. “واشنطن ترفع ‘حركة تركستان الشرقية’ من قائمة الإرهاب.” الشرق الأوسط، 6 نوفمبر 2020. https://aawsat.com/home/article/2610056/وا.
[18] Uyghur Human Rights Project. “International Responses to the Uyghur Crisis.” Last modified April 16, 2025. https://uhrp.org/responses/.
[19] CEIAS. Breaking the Silence: Organization of Islamic Cooperation and the Xinjiang Question in the Muslim World. CEIAS Insights, January 10, 2019. https://ceias.eu/breaking-the-silence-organization-of-islamic-cooperation-and-the-xinjiang-question-in-the-muslim-world-2/.