الدراسات البحثيةالمتخصصة

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ودورها في تأهيل الرأسمال البشري التعليم الاولي بعمالة إقليم سيدي سليمان نموذجا

إعداد : عبد الواحد بلقصري – باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة

  • المركز الديمقراطي العربي

 

السياق التاريخي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية :

خلص  تقرير   الخمسين سنة  من التنمية  البشرية  إلى  كون  مستقبل المغرب   يرتهن بمدى قدرته   على مواجهة  وتخطي   خمسة  بؤرهي المعرفة ، الاقصاء ، التكوين ، الاندماج  والحكامة ،  وفي معرض تحليله  لواقع  الحكامة   بالمغرب   وصل التقرير  الى أن   الحكامة في المغرب   تشكو   من خمس     نقط أساسية  هي:

  • وجود    مركزية   مفركة
  • وجود  لا مركزية    ترابية  لا تتلاءم  مع  ضرورات  التنمية  المحلية
  • وجود وصاية  ترابية  تقوم   مقام    المنتج عوض  دور التنسيق  والرقابة.
  • غياب التكامل بين مختلف  البرامج  القطاعية.
  • ضعف دور المؤسسات العمومية في التنمية.

وسنحاول   من خلال  هذا المبحث   إبراز  السياق   التاريخي  للمبادرة  الوطنية  للتنمية البشرية  مع توضيح  مقومات  برامجها  من خلال  مراحلها  الثلاث:

  • المرحلة   الأولى: 2005-2010
  • المرحلة  الثانية: 2011-2018
  • المرحلة الثالثة : 2019-2023

و انطلاقا من تقرير الخمسينية  وفي إطار  المبادرة  الوطنية  للتنمية  البشرية  التاي تشكل  أرضية عمل مرسخة  جديدة  منبثقة عن  الميادين  المؤسسة  للشراكة  ، الكرامة  ، الثقة ، التضامن   والمشاركة ، وسعيا  وجراء  تحقيق  منجزات   ملموسة  ذات رمزية عالية  تختزل  الارادة  الحقيقية للمغاربة  في محاربة  الفقر والإقصاء والتهميش  بهدف  تحقيق   التنمية البشرية فقد جاء  خطاب  صاحب  الجلالة  الملك  محمد السادس نصره  الله  المؤرخ  في 18  ماي  2005  ”  فإننا نعبر أن التنمية  الفعالة والمستدامة لن تتحقق إلا بسياسات عمومية مندمجة  ضمن عملية  متماسكة ومشروع  شامل  وتعبئة قوية متعددة الجبهات  تتكامل فيها الابعاد السياسية  ( الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية و البيئية).“*2*

وإذا   كانت  التنمية  البشرية   كما عرضتها برنامج  الامم  المتحدة    للإنماء الاقتصادي  والاجتماعي   هي   توسيع  خيارات  الناس  الاقتصادية  والاجتماعية   عبر  مؤشرات  تجمع  بين مؤشر  التعليم  المتمثل  في القراءة  والكتابة   ومؤشر  العمر  المتوقع   عند   الميلاد  ومؤشر   الدخل  حيث  نجد  أن  التقرير  الاول  للتنمية  البشرية    لسنة 1990   هي  توسيع   الخيارات  المتاحة  أمام  الناس ليعيشوا حياة  مديدة ملئها  الصحة  ويكتسبوا  المعرفة ويعيشوا حياة كريمة.

وإذا  كانت  أطروحة  التنمية تعتبر الناس هم  ثروتها المجتمعية وتركز  على خيارات الناس  لكن  هاته  الخيارات  ليست  شاسعة ومتعددة ، منها ما هو  اقتصادي   الى مؤشر الدخل  و نصيب الفرد  من النتاج  القومي  الاجمالي ومنها  ما هو  اجتماعي  متعلق بالصحة  ومجالاتها   (   ومنها   اكتساب  المعرفة   وتقنيات  البحث    والتطوير والمعلومات ) .*3*

ما يهمنا   مما سبق  هو ابراز أهمية المؤشرات  التي  كانت  مخيبة للآمال  حيث   أمه   منذ صدور   اول تقرير  للتنمية  البشرية  سنة 1990  مايبن  120 و 130  ورقم 15 عربيا ، حيث  أنه في سنة 2004   احتل المغرب  146  من  بين 227  على  الصعيد العالمي  فيما  يخص الناتج الوطني  الخام  والمرتبة 15 على مستوى دليل التنمية  البشرية  ضمن 20  دولة  عربية  كما  أن تقرير  التنمية   البشرية   للعام 2005  الذي وضع  المغرب في  الرتبة  124 من أصل   177 دولة على المستوى  العالمي  وهي  مراتب  تضع  المغرب في   خانة الدول  ذات   النسب الفقيرة، وقد أشار  تقرير البنك  الدولي  لذلك  سنة 2006  حيث أكد على  أنه بالرغم من المجهودات  والأوراش   الكبرى  والبرامج*4*  الاجتماعية  فإن  مراتب  المغرب  غير  مشرفة.ذ   وقد انعكس   هذا  العجز   الاجتماعي  على المستويات   التالية:

  • على مستوى نسبة  الفقر :  هناك  نسبة  14,2%  من  السكان  يعيشون  تحت   عتبة  الفقر  بنسبة  22%       بالعالم  القروي   و7,9%   بالعالم   الحضري.
  • ب- على مستوى    التعليم  : انتقل  معدل   التمدرس  ما بين    سنتي 2000 و2004 من 79  إلى  92,2%       غير  أن    ذلك  لا ينعكس  على مستوى  جودة العملية   التربوية   وبقيت  أرقام   الانقطاع  المدرسي  (    الهدر المدرسي   مرتفعة)[1]
  • ت- على  المستوى الصحي: رغم  المجهودات  الكبيرة   المبذولة  آنذاك   إلا أن   كما بينت مؤشرات  وفيات الأطفال    والأمهات    بقيت مرتفعة  بالإضافة   الى  أن نسبة   التأطير  الطبي   وشبه الطبي  بقيت ضعيفة  جدا.

بالإضافة   الى ذلك    بقيت   أرقام  البطالة    والإقصاء  الاجتماعي مرتفعة   ،  لا فيما يخص الاحياء  غير القانونية  و الاحياء الصفيحية  والأحياء  الشبه الحضرية ، كل  هاته الأسباب  التي   ذكرنا ها  سابقا  عجلت  بإعلان  المبادرة  الوطنية  للتنمية البشرية  كمشروع  استراتيجي   كبير في تاريخ  المغرب  الحديث  ،   من  منطلق  دوافعها  والأهداف  التي  سطرتها  هذه المبادرة   استجابت لتحديات  كثيرة   كانت    مطروحة    حينها  وعلى قائمتها  .*5*

  • الفقر المتفشي عند نسب مهمة من الساكنة في المدن والبوادي
  • الهشاشة  الاجتماعية   وعدم الاستقرار.
  • النسبة المرتفعة  للامية.

– عزلة  بعض   المناطق  النائية   وعدم    تمكنها   من الاستفادة  من ضروريات  العيش  من قبيل (المرافق  الصحية   المؤسسات  التربوية  …….)   حيث  أنها   تندرج   ضمن   مشروع  سوسيو  اقتصادي   وطني    وإقليمي  و دولي*6* أملته الضرورة   الملحة  على المغرب عبر التدخل   النوعي السريع  الذي من شأنه  تحسين  المستوى  المعيش  الصحي   والتعليمي   للأفراد  والفئات   المهمشة  وتأهيل  المناطق  المعزولة   والبعيدة   .

ويتمثل  التوجه  العام  للمبادرة  الوطنية  للتنمية  البشرية   استراتيجية   كما ذكرنا سابقا  في  ما يلي:

  • تقسيم   ترابي  متماسك
  • تنمية البنيات التحتية
  • التمكين  الاقتصادي  للمرأة.
  • خلق التقائية  بين   الفاعلين  المحليين   لبناء سياسات  عمومية  محلية   معقلنة.*7*
  • تقوية  دولة  الحق  والقانون [2].
  • بناء  دولة المؤسسات.

وبالإضافة  الى هاته  العناصر  الاساسية   هناك  محاور  فرعية  تستند عليها  هاته  المقومات  ولعل أهمها  نجد.

أ-  التصدي  للعجز  الاجتماعي  الذي تعرفه  مختلف  الجماعات   الترابية  المهشمة   والجماعات الحضرية   الفقيرة ، عن طريق  استفادتها  من  المرفق  ( الخدمات  والتجهيزات  الاجتماعية).

ب- تشجيع  الانشطة   المدرة للدخل  والمنتجة  لفرص الشغل  عبر الإدماج  الاقتصادي  للشباب.*8*

ت-  بناء  الرأسمال    البشري   عبر  الاهتمام  بالطفولة  المبكرة   وصحة  الام والطفل    وتقوية  دعائم   الصحة   المدرسية

هـ – تجويد   العملية     التربوية   .

عبر تدعيم  المنظومة  التربوية  بمختلف  برامج   الدعم الاجتماعي   والتربوي  ، بناءا  على المنظومة  المعلوماتية   مساروالتوجيه المدرسي  لخلق  مدرسة عمومية   منفتحة على محيطها الاقتصادي  والاجتماعي  بالإضافة  إلى دعم المحيط المدرسي  وخلق  دور الطالب  والطالبات  بالعالم القروي  من أجل  محاربة   الهدر المدرسي.*9*

ويمكن تقسيم  برامج  المبادرة  حيث كل  مرحلة   من المراحل   الثلاثة    التالية  وهي:

المرحلة   الاولى   الممتدة   من سنة 2005   الى سنة  2010*10*

ببرامج   تتشكل من كل:

  • برامج  محاربة    الفقر  بالعلم  القروي*11*
  • برنامج محاربة  الاقصاء  الاجتماعي   بالوسط الحضري.
  • برنامج  محاربة   الهشاشة  .
  • البرنامج  الافقي.

المرحلة  الثانية  الممتدة  من سنة  2005  الى سنة  2018   بنفس البرنامج  مع إضافة  برنامج  التأهيل    التربي.

المرحلة الثالثة  الممتدة  من سنة  2019  الى سنة   2023  بأربعة  برامج  وهي  كالتالي:

عدد المشاريع عدد المستفيدين  فرص العمل المستحدثة

 

الاستثمار الاجتماعي
22000 50200.000 4000 14 مليار درهم

 

بالإضافة  الى هذه   الانجازات   الرقمية  مكنت  المبادرة   من تحقيق   مكتسبات    أهرى   لا تقل أهمية  ، على مستوى    تكريس  منظومة  القيم  والمبادئ ،الكرامة، الثقة، المشاركات  الحكامة  الجيدة   والاستمرارية.

2-1المرحلة الثانية2011-2018 :

  فقد ازداد الغلاف  المالي  الذي  شكل 17  مليار  درهم  ، حيث  أن التعاون الدولي شكل 6%   والمؤسسات  العمومية   6%والميزانية  العامة  للدولة  55%    ب 9.4  مليار درهم  والجماعات المحلية  ب 5,6     مليار  درهم   درهم   بنسبة33%.

وقد  شكل  برنامج  محاربة  الفقر  في المجال   القروي20%  وبرنامج  محاربة   الاقصاء  الاجتماعي  في المجال  الحضري*14*    بسنة 21%     والتأهيل الترابي  ب 32%    وبرنامج  محاربة   الهشاشة   سنة  9%.

وقد  كانت  حصيلة    المرحلة   الثانية   على الشكل  التالي:

وقد كانت حصيلة المرحلة الثانية على الشكل التالي :

  1. برنامج محاربة الفقر  702  جماعة.
  2. برنامج محاربة  الاقصاء   بالوسط  الحضري  532  حي  .

3 . برنامج  محاربة   الهشاشة  10 فئات  ذات  أولية .*15*

4 .  الف  مشروع  ب 43 مليار  درهم  ساهمت  فيه   المبادرة   ب 28  مليار  درهم .

قبل  الدخول  الى محاور  الكبرى  للمرحلة    التالية  لا بد من تعريف  برامج  المبادرة   للمرحلة   الاولى والثانية.

   تعريف   لكل برنامج  من:

3-1 برنامج  محاربة  الفقر  بالوسط  القروي

يهدف  هذا  البرنامج   الى   تحسين    مستوى  العيش  لدى  الساكنة  القروية  [3] وذلك  عبر     العناصر التالية:

العنصر  الأول:  تحسين  مستوى الولوج   للخدمات  الاجتماعية.*16*

العنصر  الثاني:   تعزيز مقاربة النوع.

العنصر  الثالث:  تعزيز  الانشطة     المذرة  للدخل.

العنصر الرابع:   تعزيز  التنمية   المستدامة  المحلية.

العنصر  الخامس:  تعزيز  الحكامة المحلية.

وشهد  من هذا  البرنامج الجماعات القروية  التي تبلغ  معدل الفقر  فيها 14%   كل مستوى   مرجعي  وفي السياق   ترسخ المرحلة  الاولى  من المبادرة تم استهداف  403  جماعة قروية   تضم  4  أنواع.*17*

النوع الأول : الجماعات  القروية  حيث  معدل  الفقر  14%  .

  • الجماعات القروية    التي   سبق استهدافها  في المرحلة  الاولى  التي تبلغ % 20  ويقوم برنامج  محاربة  الفقر  بالمشاريع  والإجراءات   المرتبطة   بما يلي:*18*
  •  دعم  الحصول  على الخدمات  الاجتماعية والبنية التحتية والعرض الصحي والتعليم الأساسي والثقافة   والرياضة.
  • التنشيط الاجتماعي   والثقافي  والرياضي.
  • الأنشطة  المدرة  للدخل  والمنتجة   لفرص  الشغل.*19*
  • أنشطة   التكوين  والتواصل.
  • 4-1 برنامج  محاربة  الاقصاء  بالوسط  القروي:

يهدف  من هذا  البرنامج إلى محاربة  الاقصاء[4] الاجتماعي   وتحسين  شروط  ونوعية  مستوى  العيش   لدى الساكنة وذلك   عبر تحسين  الوصول   الى  البنية التحتية   الاساسية عن قرب  (التعليم   والصحة)   وضمان   الاندماج  الاجتماعي    والثقافي   والرياضة   وزيادة  مشاركة   المرأة    و الشباب   وقد استهدف   هذا  البرنامج 530  حي حضري  . واستمدت معايير  الاستهداف  لدعم  من  المندوبية  السامية  للتخطيط   ومكاتب  الدراسات    المهنية   الى الاحياء  التي تضم  معدلات  البطالة  مرتفعة   فيما يخص  البطالة   والهدر   المدرسي    وإقصاء كبير  لدى النساء والشباب  وعدم   توفرها  على مراكز  اجتماعية  وقد مر هذا  البرنامج   مشاريع  نموذجية   تهم   الشباب  عبر  التنشيط الاجتماعي   والرياضي   والثقافي     والانشطة   المذرة   للدخل   ودعم  الحصول  على الخدمات  الاجتماعية   ( البنية  التحتية   والتجهيزات   الاساسية  ،    الصرف الصحي  ، التعليم  الاساسي…)*20*

5-1 برنامج  محاربة  الهشاشة:

يهدف هذا  البرنامج  الى تحسين  جودة  بالنسبة   للاشخاص  في  وضعية   هشة  ودعم  السكان  في وضعية صعبة  كما سيعى  الى تحسين  الرعاية  الاجتماعية   وتشجيع  الاندماج  الاسري   والاجتماعي   للسكان    المستهدفين  . عبر  تحسين  مراكز  الاستقبال  ودعم الفاعلين  والجمعيات العاملة  في مجال  الخدمات ،  وتستهدف   هذا  البرنامج  10  فئات  من الناس  في  وضعية [5].

  • – النساء  في وضعية  هشاشة  كبيرة .
  •  – الشباب  بدون  مأوى
  • –  المعتقلين السابقين بدون دخل.
  • -الأطفال   المتخلى عنهم.
  • –  المسنين  الفقراء.
  • –    المختلون عقليا  بدون مأوى.
  •  – المتسولون والمشرودن.
  •   – مرضى    الايدز   من  دون موارد  .
  • – المدمنون المعوزون.
  • –  الاشخاص  المعاقون  من دون موارد.
  • وقد  قام  هذا  البرنامج  بمشاريع  وإجراءات  نموذجية  تخص   هاته  الفئات  السالفة  الذكر.

6-1 – البرنامج الأفقي:

يهدف  البرنامج  الافقي إلى دعم  المبادرات ذات  الوقع  القوي  على التنمية  البشرية  على مستوى   كل الجماعت  القروية  والحضرية   التي  لم تستهدف  كما  يهدف  بشكل  خاص  الى ما يلي:

  • تعزيز    الهندسة   الاجتماعية   للتكوين[6]  وتقوية   القدرات.
  • مواكبة حاملي  المشاريع  بالدراسات  والمشورة   والتوجيه  والاشراف.*21*
  • إدماج  المرأة  والشباب  في   النسيج  الاقتصادي  والاجتماعي.
  • ويركز  هذا  البرنامج  على  المحاور  التالية:

المحور  الاول:   المواكبة

المحور  الثاني :  الانشطة  المذرة  للدخل.

ويستهدف  هذا  البرنامج  الشباب  العاطل    والنساء  في وضعية  هشة  والأشخاص   المعاقون  وكبار  السن     .. الذين  يتوفرون  على قوة العمل  والأشخاص   المتوفرون  على مبادرات  جيدة  لتطوير  المنتجات  المحلية    وحاملي  المشاريع    المنظمون في تعاونيات .*23*

وقد ساهم  هذا  البرنامج   في العديد  من الأنشطة  تهم  الفئات   المستهدفة   السالفة الذكر  ، تهم   تدابير  الرامية    لتطوير   الزراعة  والثروة   الحيوانية  والحرف  اليدوية  وقطاعي    السياحة   والصيد  البحري   بالاضافة  الى   تطوير  تكنولوجيا  المعلوميات    مثل  مقاهي   الانترنيت.

  • 7-1 برنامج  التأهيل  الترابي:

يروم هذا  البرنامج  الذي  برمج خلال  المرحلة الثانية  من المبادرة  بغلاف   مالي   يناهز  5  مليار   درهم  حيث  استفاد  منه 3300  دوار   تابعين   ل 22  اقليم ، ويهدف إلى  تحسين ظروف  عيش  ساكنة بعض المناطق  الجبلية   التي تعاني   من  العزلة    وتقليص الفوارق   في مجال  الولوج  إلى   البنيات  الاساسية  والتجهيزات  وخدمات   القرب( مسالك  طرقية  ، صحة   ، تعليم  ، كهرباء  ، ماء صالح   للشرب…)  كان  مجال تدخل   هذا  البرنامج  عبر النقاط  التالية:*24*

  •  النقطة الاول:   تدعيم الصحة.
  •  النقطة  الثانية :  تمكين  البوادي  من الكهرباء
  •  النقطة  الثالثة: تمكين  البوادي  من الماء  الصالح للشرب.
  •  النقطة  الرابعة:   فك  العزلة عبر   ارساء  شبكة  طرقية   وممرات  بالبوادي.
  •  النقطة  الخامسة:  دعم  التربية  والتكوين.*25*

مما سبق  نستنتج   أن برامج  المبادرة  الوطنية  للتنمية  البشرية  في مرحاتها  الاولى  والثانية   خلقت  دينامية  مهمة  ساهمت  من خلال    إجراءاتها   ومشاريعها   النموذجية  في  خلق اقتصاد  محلي   بالإضافة  الى مجال    تدخلها  في المجال   الاجتماعي  عبر  التأسيس  لمجموعة  من المراكز  الاجتماعية  مثل  مراكز  الرعاية  الاجتماعية  ، ومدارس  جما عاتية  وبنيات   تحتية ، لكن بالرغم  من ذلك  كانت  هناك  مجموعة  من   النواقص    نجد ها  من جهة  أولى  أن العديد من  المصالح الخارجية  اعتبرت  أن المبادرة سياسة  عمومية  تحل محل  القطاعات  وليست  رافعة  وهو  على العكس  من ذلك  المبادرة  هي مشروع  اجتماعي يروم   تحقيق  الالتقائية  ويعتبر  رافعة   لتحقيق  التنمية  المحلية  والرفع  من مؤشرات  التنمية  بالمغرب  وتحسين   مرتبة  المغرب   في هذا المجال  ومن  جهة ثانية   بالرغم  من العدد الاجمالي  الكبير  للمشاريع  التي  أنجزت   إلا أن  ضعف   المواكبة  والتعتيم   أثرت  على سير   وتدبير  هاته  المشاريع.

ومن جهة ثالثة   اعتبر  ضعف  التكوين  والتواصل  لدى  الفاعلين  المحليين  وكذا تسييس  العديد من المشاريع  حيث  نجد باعتبار ان رئيس   اللجنة المحلية   في   أجهزة  الحكامة  على المستوى  المحلي  كان هو  رئيس  الجماعة ، حيث   أن شرعية  الانجاز  كانت  ذات  نظرة    سياسية  وليست  نظرة  تنموية  مما أثر   على   السير العادي  للمبادرة  ، فهل   الساهرين  على المبادرة   أخذو بعين  الاعتبار هاته الملاحظات  عند  وضع  المرحلة الثالثة  .*26*

هذا ما سنوضحه   في  النقطة   الخاصة   بالمرحلة  الثالثة  التي   يصعب  علينا  تقييمها لكون  عمرها  لم يتجاوز  السنتين

8-1 المرحة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2019/2023

كما ذكرنا  سابقا  لقد  حقق  ورش  المبادرة  الوطنية  للتنمية البشرية   العديد من الانجازات  كان لها  وقع  إيجابي  على ظروف   عيش الساكنة  المستهدفة، وتأتي  المرجلة  الثالثة  من المبادرة  الوطنية للتنمية  البشرية الذي أعطى صاحب  الجلالة  الملك  محمد  السادس  نصره الله  انطلاقتها  يوم 19  شتنبر 2018، حيث  أشار الى  أن  هذه المرحلة  ترتكز  على مقاربةإرادوية  متجددة  تهدف  إلى  تحيصين  وتعزيز   المكتسبات  مع اعادة  توجيه  البرامج سعيا  للنهوض   بالرأسمال  البشري   والعناية   بالأجيال  الصاعدة    ودعم    الفئات  الهشة   بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات   المذرة  للدخل   والمجددة لفرص الشغل.

ولتفعيل هاته  المرجلة  تم وضع   أربعة  برامج  وهي  على الشكل التالي :

1 -1-8البرنامج  الاول: برنامج  تدارك الخصاص  على مستوى  البنيات  التحتية  الاساسية   بالمجالات   الترابية  الأقل تجهيزا.

ويهدف هذا  البرنامج الى  مواصلة  تنفيذ   النسق  المتعلق  بالمبادرة في اطار  برنامج  تقليص   الفوارق  الاجتماعية والترابية والمجالية  بالعالم  القروي  مع  العمل  على تدعيم  الولوج للبنيات التحتية  والخدمات الأساسية بالمراكز  القروية  الأقل تجهيزا.*27*

1 -2-8البرنامج  الثاني  مواكبة  الاشخاص  في وضعية  هشاشة :

يهدف  هذا البرنامج  إلى  محاربة  الهشاشة وتحسين ظروف   التكفل لفائدة    أحد عشر  فئة بدون موارد  وذلك  عبردعم   الادماج  السوسيو  اقتصادي وحماية  الطفولة  والشباب.

1 -3-8  البرنامج الثالث  تحسين  الدخل والاندماج  الاقتصادي  للشباب:

يسعى  هذا البرنامج  الى  تعزيز  فرص  الشغل  لفائدة  الشباب  وذلك  عبر  إنعاش  الحس   المقاولاتي  الحس  المقاولاتي  إضافة  الى اعتماد  جيل جديد  من المشاريع  التي  تساهم  في تثمين  الامكانيات  والمؤهلات  المحلية  وذلك عبر مقاربة  سلاسل  الانتاج.

1-1 4-الدفع  بالتنمية البشرية  للاجيال  الصاعدة:

يسعى  هذا البرنامج الى الاستثمار  في الرأسمال البشري  وذلك  بالتركيز على المحاور التالية:

المحور الاول:  تنمية الطفولة  المبكرة  عبر تقوية   نظام  صحة  الام  والأطفال  والمساهمة في محاربة  سوء  التغذية  لدى الاطفال  ودعم  تعميم  التعليم الاولي.

المحور الثاني:  مواكبة  الطفولة   والشباب  وذلك عبر تقوية  الدعم  المدرسي والنهوض  بالصحة  المدرسية .

وتدعيم  الانشطة   الفنية  والثقافية   والرياضية  وتحسين  المحيط  المدرسي  وظروف    التمدرس  عبر   فضاءات  الايواء   والمطاعم  المدرسية  والنقل  المدرسي.*28*

وقد  أكدت المذكرة  التوجيهية  للمبادرة  على  أن نجاح  المبادرة   سيتم بشراكة مع  جمعيات  متخصصة   ولها  تجارب  احترافية  في هاته  المجالات  التي حددناها سابقا . واعتبر  العديد من  الخبراء  في مجال  التنمية  البشرية  على أن  المرحلة الثالثة اشارت  بوضوح من خلال   محاورها  إلى  عمق  المشاكل   التنموية  التي يعاني  منها  التنمية البشرية  بالمغرب  ومن شأن ذلك التحسين  من مؤشرات  النتائج و بالتالي  سيكون له  وقع وأثر  اجتماعي كبير وذلك عبر  تحسين  مؤشرات  التنمية  البشرية  بالمغرب وقد  رصدت لهاته  المرحلة الموارد التالية :

  •  البرنامج الأول:  تعبئة   المليار درهم  على   مدى 5 سنوات.
  •  البرنامج  الثاني:  4 مليار  درهم  على مدى   خمس سنوات.
  •  البرنامج  الثالث: 4 مليار درهم  على مدى 5 سنوات.
  •  البرنامج  الرابع:  6 مليار  درهم  على مدى 5 سنوات

نستنتج مما سبق   أن المبادرة الوطنية للتنمية  البشرية  من خلال  برامجها  وأجهزة   حكامتها  استطاعت خلق  نوعا   من التلقائية  ، حيث  نجد  أن أجهزة  الحكامة على المستوى  المجلس  يشارك  فيها  جميع الفاعلين  المحليين  من مصالح  خارجية  ومجتمع  مدني   ومنتخبين وفاعلين   اقتصاديين،  على الاقل   إنها نموذج  حي في الالتقائية  التي كانت  غائبة  في جميع  البرامج   الحكومية  الماضية  ،بالاضافة  إلى  ذلك  أن المشاريع  والاجراءات  التي جاءت بها برامج  المبادرة  خلقت نوعا   من إعادة  رد الاعتبار   للاقتصاد المحلي   وللشبكات الجمعوية  ، حيث ان العديد من مشاريع هاته البرامج بالرغم من نواقصها ، فإنها خلقت لنا   ثقافة للمبادرة   والتنمية ، حيث  أن كلما كانت  لدينا ثقافة للمبادرة مبنية على أسس قوية كلما  كان  إسهام المواطن  في التمية المحلية فاعلا  .

  • الرأسمال البشري :

يتألف الرأسمال البشري من المعارف والمهارات والقدرات الصحية التي يستثمر فيها الناس وتتراكم لدى الأشخاص على مدار حياتهم بما يمكنهم من استغلال إمكانياتهم كأفراد منتجين في المجتمع ،ويساعد الاستثمار في البشر من خلال توفير التغذية والرعاية الصحية والتعليم الجيد والوظائف والمهارات على تنمية الرأسمال البشري وهو أمر أساسي لإنهاء الفقر المدقع وبناء مجتمعات أكثر شمولا ،وقد  أكد تقرير التنمية البشرية لسنة 2019 تحت عنوان الطبيعة المتغيرة للعمل على أنه مالم يتم تقوية الرأسمال البشري فلن يتسنى للبلدان مواصلة نموها الاقتصادي المستدام والشامل ولن تكون لديها قوة عاملة مؤهلة لشغل الوظائف التي تتطلب مستوى رفيعا في المهارة والكفاءة في المستقبل ولن تناقش بقوة في الاقتصاد العالمي ،وقد أكد التقرير على ان التنمية البشرية حققت مكاسب غير مسبوقة على مدى السنواتالخمسة والعشرون السابقة الماضية لكن ما تزال هناك تحديات خطيرة لاسيما بالنسبة للبلدان النامية من أهمها أن العديد  من الأطفال يعانون من نقص التغذية وهناك أزمة في التعليم تعوق تقدم العديد من البلدان ،وتظهر البيانات أن سنوات التعلم التي تحصل عليها الأطفال في بعض البلدان كثيرة عن بلدان أخرى رغم استمرارهم في الدراسة لنفس المدة الزمنية ،دون أن ننسى أن جائحة كورونا أثرت بشكل كبير ،حيث أن توقف أكثر من مليار طفل عن الذهاب إلى المدرسة بسبب الجائحة وحدوث اضطرابات كبيرة في الخدمات الصحية الاساسية مثل التنطعيمات الروتينية والرعاية الصحية للأطفال ،كل هذا ساهم بشكل كبير في نقص المهارات والفرص ، وقد أطلق البنك الدولي مشروع رأس المال البشري وذلك لتوفير المجال السياسي لقادة الدول لتحديد أولويات الاستثمارات التي من شأنها إحداث تغييرات في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية وقد ارتكز المشروع على محاربة الفجوات في رأس المال بين البلدان ،ومن جوانب الابتكار المهمة التي يتسم بها هذا المشروع أنه يقيس مدى إسهام الصحة والتعليم في إنتاجية الأفراد والبلدان بناءا على دراسات مناسبة دقيقة على مستوى الاقتصاد الجزئي .

3-التعليم الاولي  بعمالة إقليم سيدي سليمان 

ودوره في بناء الرأسمال البشري

يعتبر المغرب من البلدان الرائدة التي راهنت على الاستثمار في الرأسمال البشري باعتبار ان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي يمولها البنك الدولي والتي يعتبرها إحدى أهم المبادرات المبتكرة في العالم .

و تعد  المرجلة  الثالثة  من المبادرة  الوطنية للتنمية  البشرية الذي أعطى صاحب  الجلالة  الملك  محمد  السادس  نصره الله  انطلاقتها  يوم 19  شتنبر 2018، حيث  أشار الى  أن  هذه المرحلة  ترتكز  على مقاربةإرادوية  متجددة  تهدف  إلى  تحيصين  وتعزيز   المكتسبات  مع إعادة توجيه  البرامج سعيا  للنهوض   بالرأسمال  البشري   والعناية   بالأجيال  الصاعدة    ودعم    الفئات  الهشة   بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات   المذرة  للدخل   والمجددة لفرص الشغل.ومن بين البرامج المهمة والمبتكرة التي جائت به هاته المرحلة نجد البرنامج رقم 4 الذي يعنى بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة ويسعى  هذا البرنامج إلى الاستثمار  في الرأسمال البشري  وذلك  بالتركيز على المحاور التالية:

المحور الاول:  تنمــــــــــــــية الطفولة  المبكرة  عبر تقوية   نظام  صحة  الام  والأطفال  والمساهمة في محاربة  سوء  التغذية  لدى الاطفال  ودعم  تعميم  التعليم الاولي.

المحور الثاني:  مواكبة  الطفولة   والشباب  وذلك عبر تقوية  الدعم  المدرسي والنهوض  بالصحة  المدرسية .

وتدعيم  الانشطة   الفنية  والثقافية   والرياضية  وتحسين  المحــــــــيط  المدرسي  وظروف    التمدرس  عبر   فضاءات  الإيواء   والمطاعم  المدرسية  والنقل  المدرسي.

وقد انجزت في إطار هذا البرنامج العديد من المشاريع سواءا منها المتعلقة بالتعليم الاولي أو الدعم المدرسي أو الصحة المدرسية أو التوجيه المدرسي .وسوف نتطرق إلى الأثر الاجتماعي لهاته المشاريع في مقالات قادمة إن شاء الله  .

ويشكل النهوض بالتعليم الأولي من أولويات إصلاح المنظومة التعليمية والتربوية بالمملكة، اعتبارا للإمكانيات التي يوفرها للأطفال في اكتساب كفاءات ذاتية وقدرات معرفية تمكنهم من النجاح في مسارهم الدراسي، وتجنبهم آفة الهدر المدرسي.

كما أن التعليم الأولي يساهم في تحقيق تكافؤ الفرص بين الأطفال، خصوصا في الوسط القروي، حيث يشكل عدم استفادة هؤلاء من التعليم الأولي في سن مبكر، عاملا سلبيا يعوق مسارهم الدراسي ويحرمهم من إمكانات تنافسية هامة مقارنة مع الأطفال الذين سبق لهم أن استفادوا من التعليم الأولي.

و تتضمن الهيكلة التربوية الجديدة كلا من التعليم الأولي والابتـــــــــــــــــــدائي والإعدادي والثانوي والتعليم العالي، على أساس الجذوع المشتركة والتخـــــصص التدريجي والجسور  على جميع المستويات؛وعندما يكون تعميم التعليم الإلزامي قد حقق تقدما بينا، ستحدد الروابط التالية، على مستويين البيداغوجي والإداري:

– دمج التعليم الأولي والتعليم الابتدائي لتشكيل سيرورة تربوية منسجمة تســـمى “الابتدائي”، مدتها ثمان سنوات وتتكون من سلكين: السلك الأساسي الذي سيشمل التعليم الأولي، والسلك الأول من الابتدائي، من جهة، والسلك المتوسط الذي سيتكون من السلك الثاني للابتدائي، من جهة ثانية ؛
و يرمي التعليم الأولي والابتدائي إلى تحقيق الأهداف العامة الآتية :

أ   –  ضمان  أقصى حد من تكافؤ الفرص لجميع الأطفال المغاربة, منذ سن مبكرة، للنجاح في مسارهم الدراسي وبعد ذلك في الحياة المهنية, بما في ذلك إدماج المرحلة المتقدمة من التعليم الأولي ؛
 اكتساب المــــعارف والمــــهارات الـــــتي تمكن من إدراك  اللـغة العـربية والتـــعبير مع الاستئناس في البداية – إن اقتضى الأمر ذلك – باللغات واللهجات المحلية؛
 التواصل الوظيفي بلغة أجنبية أولى ثم لغة أجنبية ثانية وفق محتوى الدعامة التاسعة الخاصة باللغات؛
 استيعاب المعارف الأساسية, والكفايات التي تنمي استقلالية المتعلم؛
 التمكن من المفاهيم ومناهج التفكير والتعبير والتواصل والفعل والتكيف, مما يجعل من الناشئة أشخاصا نافعين, قادرين على التطور والاستمرار في التعلم طيلة حياتهم بتلاؤم تام مع محيطهم المحلي والوطني والعالمي؛
 اكتساب مهارات تقنية و رياضية و فنية أساسية, مرتبطة مباشرة بالمحيط الاجتماعي والاقتصادي للمدرسة.

و يلتحق بالتعليم الأولي, الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين أربع سنوات كاملة وست سنوات، وتهدف هذه الدراسة خلال عامين إلى تيسير التفتح البدني والعقلي والوجداني للطفل وتحقيق استقلاليته وتنشئته الاجتماعية وذلك من خلال:

 تنمية مهاراته الحسية الحركية والمكانية والزمانية والرمزية والتخيلية والتعبيرية؛
 تعلم القيم الدينية والخلقية والوطنية الأساسية؛
 التمرن على الأنشطة العملية والفنية (كالرسم والتلوين والتشكيل، ولعـــــب الأدوار والإنشاد والموسيقى).
 الأنشطة التحضيرية للقراءة والكتابة باللغة العربية خاصة من خلال إتقان التعبير الشفوي, مع الاستئناس باللغة الأم لتيسير  الشروع في القراءة والكتابة باللغة العربية.

وقد أكد المجلس الأعلى للتعليم مجموعة من الاعتبارات كما هو مـــــــــــحدد في الاستراتيجية الوطنية لمنظمومة التربية والتكوين تجعل من التعليم الاولي رافعة لنجاح منظومة التربية والتكوين :

-أن التعليم الاولي عماد تحسين الثروة البشرية عبر زيادة متوسط عدد سنوات الدراسة وامد الحياة.

– أن البلدان التي استطاعت تعميم التعليم الأولي تمكنت من بناء منظومة تعليمية ناجعة ونموذج تنموي تنافسي .

– أن البلـدان التـي لديهـا مسـتوى ضعيـف فـي التعليم الاولي ، تعانــي مــن فــوارق كبــرى فـي تعلـم تالمذتهـا المتراوحـة أعمارهـم بيـن 18 ســنة، بنســبة 20 .%ممــا يســهم فــي 15و اتسـاع الهـوة بيـن األغنيـاء والفقـراء كلمـا تـم التقــدم فــي المراحــل اللاحقة من تعليم اجيال الغد.

– أن الاطفال ألطفــال المتراوحــة أعمارهــم بيــن أربــع سـنوات إلى حدود اسـتيفاء خمس سـنوات، هم الأكثر حاجــة لـــتنمية بنياتهــم الذهنية-العصبيــة، والتـــــــــعلــم بطــرق معرفيــة وتربويــة تركــز علــى المهــارات، وصقــل إدراكاتهــم الحســية-الحركية، وإبداعاتهــم، وتفتحهــم، وذكائهــم، وحســهم المجتمعــي، وشـــــخصيتهم، وأنمــاط ســلوكاتهم وقدراتهــم المعرفيــة والعاطفيــة والنفســية.

وقد وضع المجلس الأعلى للتربية والتكوين منظور بقطائـع نوعيـة، يضمـن ولـوج كافـة االأطفال المتراوحـة أعمارهـم بيــن أربــع ســنوات إلــى حــدود اســـــتيفاء الســنة الخامســة مــن العمــر، دون أي تمييــز، إلــى التعليــم الاولي، عصـــري وذي جــودة وجــذاب، وذلــك فــي أفــق العشــر ســنوات المقبلــة،وتمكيــن الطفــل مــن ولــوج الطــور االبتدائــي وهــو يمتلــك كافــــــــة الشــروط المؤهلــة للإدماج والنجــاح،وقد حقق إقليم سيدي سليمان استفادة 11920طفلا حسب احصاء 2023للخريطة المدرسية الاقليمية التي تقوم به المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة بسيدي سليمان وسوف نقدم لكم المبيان التالي الذي يشير بدقة الى عدد اقسام التعليم الاولي وتوقعات إحصاء سنة 2023 .*29*

و يبلغ عدد الاقسام التي أنجزت لحد الان ما مجموعه 407 حجرة ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بما مجموعه 170حجرة والجدول التالي يبين لنا عـــــــــــــدد الحجرات التي تم انجازها بالإقليم .*30*

ويتوزع الاطفال المسجلين بالتعليم الاولي حسب  الجماعات الترابية  *31*

نخلص في الاخير إلى الخلاصات التالية :

الخلاصة الأولى : أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لعبت دورا كبيرا في المساهمة في تعميم التعليم الأولي بجودة عالية وأداء بيداغوجي لشــــــــركاء متخصـــــصين في الموضوع ،وكان لإحداث وحدات التعليم الأولي أثر كبير على جودة العمـــــلية التربوية وعلى محاربة الهدر المدرسي و على الإدمـــــاج السلس للأطفال في منظومة التربية والتكوين .

الخلاصة الثانية :أن التعليم الأولي أصبح خيارا لا محيد عنه للرفع من أداء جودة العملية التربوية بالرغم مع أن مسالة الجودة لها مؤشرات أخرى مرتبــــــــــطة بالتقويمات والكفايات والمناهج الدراسية .

الخلاصة الثالثة :  أن تنمية الرأسمال البشري تتطلب الرفع من الأداء البيداغوجي للمربيين والمربيات وبناء قدراتهم المعرفية من أجل بيئة اجتماعية سلمية تبني لنا مواطنة فاعلة وحقيقية.

الخلاصة الرابعة :أن ماسسة التعليم الاولي وجعله ضمن اهتمامات السياسات العمومية المرتبطة لوزارة التربية الوطنية سوف يكون  أثر كبير على الاجيال الصاعدة وسوف يساهم في  بناء راسمال بشري حقيقي .

الخلاصة الخامسة : أنه ايلاء الاهتمام بالراسمال البشري في المرحلة الثالثة سيكون له أثر كبير على الرفع من مؤشرات التنمية البشرية في المغرب .

لائحة المراجع والهوامش :

انظر تقرير 50 سنة من التنمية  البشرية وآفاق  سنة 2025.

2-        انظر www.rdh50.ma

3-        مرجع سابق

4-        انظر تقرير التنمية الانسانية للعام 2002/2003/2004

5-        انظر  سلسة عالم  المعرفة  العدد 303  ماي 2004 ص 9.

6-        مرجع سابق ص 21

7-        انظر  رسالة: لنيل   شهادة  الماستر في الحقوق  تحت عنوان ” الالتقائية في الحكامة المحلية”       المبادرة  الوطنية للتتمية  البشرية. نموذجا.

8-        مرجع سابق  ص 38

9-        مرجع سابق ص 39

10-      مرجع سابق ص43

11-      مرجع سابق ص46

12-      مرجع سابق ص47

13-      انظر موقع www.ind.ma

14-      انظرأرضية  المرحلة الثانية  من المبادرة الوطنية  للتنمةي   البشرية.

15-      12 انظر موقع www.ind.ma

16-      مرجع سابق ص43

17-      مرجع  سابق  ص 46

18-      مرجع  سابق  ص 47

19-      انظر موقع www.ind.ma

20-      أرضية المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

21-     انظر موقع www.ind.maبرنامج محاربة  الفقر  بالوسط   القروي

22-      انظر موقع www.ind.ma

برنامج   محاربة الاقصاء  بالوسط الحضري

23-      انظر موقع برنامج محاربة الهشاشةwww.ind.ma

24  –    انظر موقع www.ind.ma

25 –     انظر موقع www.ind.maبرنامج التأهيل الترابي

26  –    انظر موقع www.ind.maأرضية المرحلة الثالثة  للمبادرة  الوطنية للتنمية البشرية 2019-2023

27- مرجع  سابق ص10

28- مرجع  سابق ص 13

29-انظر تقرير حول وضعية التعليم الاولي بعمالة اقليم سيدي سليمـــــان الذي انجزته المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة بسيدي سليمان .

30- نفسه

31-نفسه

5/5 - (2 صوتين)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى