الدراسات البحثيةالمتخصصة

مستقبل العلاقات العربية التركية بعد فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية 2023

اعداد : سامية أحمد – باحثة في العلوم السياسية

  • المركز الديمقراطي العربي 

 

المقدمة:

شهدت المنطقة العربية في الأونة الأخيرة إعادة تشكيل في السياسة الخارجية ، وتحول كبير في شكل التحالفات الدولية والإقليمية خاصة بعد تغيير أجندة أولويات السياسة الخارجية للعديد من الدول العربية وتغيير المصالح والأهداف التي تسعي الدول العربية إلي تحقيقيها، وذلك مع ظهور متغيرات سياسية، واقتصادية، وعسكرية جديدة في المنطقة العربية تفرض علي الدول بشكل مستمر تغيير تحالفاتها وأولويات سياساتها الخارجية ، بجانب وجود متغيرات محلية داخل الدول العربية والدول المحيطة ، تدفع هذه الدول بشكل مستمر نحو تغيير سياساتها وشكل تحالفاتها، وتعد من أهم التغيرات التي شهدتها الدول العربية ولاسيما في الأخيرة إعادة تشكيل السياسة الخارجية إيزاء تركيا، فبعد فترة كبير من التوترات العربية التركية، بدأت الدول العربية وتركيا اتباع سياسة تقوم علي تحقيق التعاون، وتعظيم المصالح المشتركة، وتقليل الصراعات والتوترات العربية التركية[1].

وقد شهدت السياسة الخارجية التركية تحولات كبيرة في الفترة الأخيرة ولاسيما تجاه دول المنطقة العربية ، فبعد فترة طويلة من توتر العلاقات العربية التركية خاصة مع دول مثل مصر والسعودية بسبب اختلاف السياسة الخارجية لأردوغان عن معظم الدول العربية ، بدأ أردوغان يعمل علي تغيير سياساته تجاه الدول العربية وينتهج سياسة تقوم علي تقليل التوتر مع الدول العربية، بهدف تحقيق التوافق التركي العربي علي جميع المستويات خاصة السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، وبدأ يطبق الشعار الأبرز لتركيا في سياساتها الخارجية ” زيادة عدد الأصدقاء وتقليل عدد الخصوم” بشكل فعلي علي أرض الوقع[2]،  وذلك بعد أن أدرك أردوغان حجم الخسائر السياسية والاقتصادية التي عانت منها تركيا نتيجة توتر علاقات تركيا بالدول العربية ولاسيما علي المستوي الاقتصادي بعد تدهور الاقتصاد التركي، وانخفاض قيمة الليرة التركية، فقبل فوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة عمل علي استعادة وتطبيع علاقاته بالدول العربية بشكل كامل ولاسيما مع دول مثل مصر وذلك بالرغم من أن العلاقات المصرية التركية كانت تسير ببطئ، علي عكس العلاقات التركية مع السعودية، والإمارات، والتي جرت محاولات ومباحثات استعادتها بشكل أسرع ولاسيما علي المستوي التجاري والاقتصادي، كما سعت تركيا استعادة علاقاتها المتوترة مع سوريا برعاية روسية إيرانية، من خلال مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بمواجهة الجماعات المسلحة في سوريا، ومناقشة أزمة اللاجئين السوريين[3]، وعلي مستوي العلاقات مع ليبيا سعت تركيا إلي تحسين علاقاتها مع كافة الأطراف المعنية في ليبيا بعد سنوات من دعم حكومة طرابلس وتجلي ذلك بشكل واضح في استضافة أنقرة للمفاوضات بين رئيس البرلمان عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد الشمري، لعقد مباحثات حول الاختلافات المتعلقة بالقاعدة الدستورية الانتخابية في ليبيا، ولاسيما المتعلقة بالإستحقاق الرئاسي[4].

وفي إطار سعي أردوغان لإستعادة العلاقات العربية التركية بشكل كامل خلال الأونة الأخيرة، وفي إطار تغيير تركيا لسياساتها الخارجية تجاه الدول العربية، وسعيها لتحقيق تحالفات سياسية واقتصادية ، وعسكرية مع دول المنطقة العربية ولاسيما بعد التحديات والأزمات التي واجهها الاقتصاد التركي خلال توتر العلاقات العربية التركية خاصة بعد خسارة تركيا للإستثمارات الخليجية تركز هذه الدراسة علي “مستقبل العلاقات العربية التركية مع فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة خلال الانتخابات الرئاسية التركية والتي تم عقدها خلال2023″، وفي هذا الصدد يمكن تناول مستقبل العلاقات العربية التركية بناء علي سياسة أردوغان إيزاء الدول العربية خلال الأونة الأخيرة وقبل فوزة بولاية رئاسية جديدة خلال 2023 كالتالي:

أولا: العلاقات المصرية التركية:

علي مستوي العلاقات المصرية التركية ، بدأت العلاقات بين البلدين في التحسن بشكل كبير قبل عقد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وقبل فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة وظهر ذلك بشكل واضح من خلال المشاورات التي تم عقدها علي مستوي وزارء الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، ولاسيما خلال زيارة وزير الخارجية التركي إلي مصر وترحيب الجانب المصري بهذه الزيارة لبدء المشاورات المتعلقة بأستئناف عودة العلاقات المصرية التركية وتطبيع العلاقات بشكل كامل بين البلدين وتمثيل الجانبين علي مستوي السفراء[5]، فعلي مستوي تحسين العلاقات الدبلوماسية المصرية التركية قبل فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة، وبعد فترة طويلة من التوترات والمشاحنات التي شهدتها العلاقات المصرية التركية، شهدت العلاقات المصرية التركية أجواء إيجابية، ومساعي لإستعادة العلاقات، وظهر ذلك من خلال  إعلان أنقرة عن سعيها لعودة العلاقات مع مصر، وفي إطار ذلك أتخذت أنقرة العديد من الإجراءات التي تؤكد علي سعيها لتحسين العلاقات مع مصر، مثل اتخاذ العديد من الإجراءات فيما يخص جماعة الأخوان المسلمين ووسائل الإعلام التابعة لها، حيث قامت تركيا بإغلاق العديد من وسائل الإعلام الخاصة بالإخوان، وقامت بترحيل العديد من الإعلاميين المنتمين للتنظيم، وفي السياق المصري قام وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارة تركيا خلال 27 فبراير بهدف تقديم مساعدات إغاثية إلي تركيا عقب الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا خلال شهر فبراير 2023[6].

وخلال يوم السبت الموافق 18 مارس 2023، وصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلي القاهرة، في زيارة تهدف إلي تحسين واستعادة العلاقات بين مصر وتركيا، كما كانت تعد بداية لمناقشة كافة جوانب العلاقات الثنائية بين الدولتين، والقضايا الدولية والإقليمية محل الإهتمام المشترك للدولتين، كما استهدفت الزيارة إجراء مباحثات حول القضايا الخلافية بين الدولتين للوصول إلي تفاهم مشترك يحقق مصالح الدولتين لإعادة تطبيع العلاقات بين الدولتين بشكل كامل[7].

وكانت زيارة وزير الخارجية التركي ولقائه مع وزير الخارجية المصري، تعتبر بداية للتحضير لقمة بين الرئيس التركي والمصري، لإنهاء القطيعة، واستعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركية بشكل كامل، خاصة أن وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد أن المباحثات مع نظيره التركي كانت متعمقة، وشفافة، وصريحة، كما تعد أرضية صلبة لاستعادة العلاقات بين الدولتين، كما أكد علي وجود إرادة سياسية لدي البلدين للوصول إلي التطبيع الكامل للعلاقات.

وعلي الجانب الاخر أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن من أهم محاور زيارته للقاهرة تحسين العلاقات الثنائية مع مصر، وتم التباحث حول استعادة العلاقات بين البلدين علي مستوي السفراء، وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية التركي  أن تركيا سترفع علاقاتها مع مصر إلي مستوي السفراء في اقرب وقت ممكن، وأكد أن تركيا ستبذل قصاري جهدها حتي لا تنقطع العلاقات مرة أخري في المستقبل، خاصة أنه تم الأتفاق مع الجانب المصر علي إنهاء التوترات، واتخاذ إجراءات لعودة العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا في أقرب وقت ممكن.

كما أن المحادثات الثنائية بين وزير الخارجية المصري والتركي، ركزت علي تناول القضايا والإقليمية الثنائية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، كما تم تناول قضايا تتعلق بدول مثل ليبيا ،سوريا ،العراق، الصومال، وإيران، وتم التباحث حول تحقيق التعاون الاقتصادي بين الولتين، وفي هذا السياق من المحتمل أن يزداد التعاون الاقتصادي بين الدولتين، خاصة أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد علي وجود استثمارات كبري مشتركة مع مصر، كما أكد علي رغبة تركيا في زيادة التعاون الاقتصادي، ومضاعفة الاستثمارات في المجال الاقتصادي بين البلدين[8].

كما تناولت المباحثات كافة قضايا العلاقات الثنائية والاوضاع الإقليمية والتحديات التي تواجه كلا البلدين، كما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري علي التطلع لاستمرار التواصل والتنسيق مع نظيره التركي، وتحقيق التواصل بين الاجهزة الحكومية في البلدين، كما تم تناول الوسائل والسياسات والخطوات الإيجابية التي يمكن من خلالها استعادة العلاقات بشكل كامل بين البلدين، وفي هذا الإطار تم التأكيد علي أنه سيكون هناك لقاءات ومشاورات علي مستوي الوزارات والهيئات الحكومية، كما سيكون هناك تعاون علي المستوي المحلي وعلي مستوي المنطقة، كما تم عقد مباحثات بين البلدين حول كيفية تنمية قطاع الطاقة بين البلدين، وتحقيق التعاون في كافة المجالات من السياسة إلي التعليم والسياحة، كما أكد وزير الخارجية التركي علي أهمية تحقيق التعاون بين البلدين علي المستوي التجاري والبرلماني[9].

وفي إطار كل هذه الجهود والمساعي الدبلوماسية التركية المصرية،كان من المتوقع  يتم استعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين مصر وأنقرة، وأن يتحقق تعاون بين مصر وتركيا في كافة المجالات خاصة المجالات الاقتصادية، خاصة أن مسار استعادة العلاقات بين مصر وتركيا بدأ قبل زيارة وزيرة الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلي مصر، منذ المصافحة التي تمت بين الرئيس المصري والتركي علي هامش حضورهما افتتاح كاس العالم  في قطر خلال نوفمبر 2023، كما برز بشكل واضح أن تركيا تعود  لسياساتها السابقة تجاه مصر قبل عام 2013، والتي كانت تقوم علي التعاون والتقارب مع الدول المجاورة خاصة الدول العربية في كافة المجالات، وكانت تخلو من التوترات والمشكلات، خاصة ان الموقف التركي أصبح إيجابيا وواضحا، تجاه مصر وعدد من الدول العربية مثل السعودية والإمارات، كما أن مصر في نفس الوقت لم تتخذ أي إجراءات ضد تركيا خلال سنوات التوتر بين البلدين، واستمرت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حتي أنها وصلت خلال عام 2022 إلي 7 مليارات دولار[10].

ومع دخول أردوغان في فترة رئاسية جديدة بعد فوزه بالأنتخابات الرئاسية الأخيرة من المتوقع أن تشهد العلاقات المصرية والتركية المزيد من التحسن، ولاسيما علي المستويات السياسية والاقتصادية، والعسكرية، ويظهر ذلك من تتبع العلاقات المصرية التركية خلال فترة توتر العلاقات بين البلدين فالبرغم أن العلاقات التركية المصرية كانت متوترة منذ سقوط نظام محمد مرسي وحكم الأخوان ودخول مصر في مرحلة جديدة بعد ثورة 30 يونيو ، وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، وذلك بسبب دعم الرئيس اردوغان للإخوان المسلمين، وعدم وجود توافق في أولويات السياسية الخارجية التركية التي كان يتبعها أردوغان مع اولويات السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي خاصة مع وجود خلافات سياسية تتعلق بدعم اردوغان لجماعة الأخوان المسلمين، وذلك بالرغم من أن مصر أعلنت جماعة الأخوان كجماعة إرهابية حيث كانت تركيا بمثابة الملاذ الأمن والداعم الأكبر لجماعة الأخوان المسلمين وأعضاء تنظيمها البارزين، بجانب وجو خلافات سياسية تتعلق بالملف الليبيي وكيفية إدارة الجانب التركي لذلك الملف وعدم وجود توافق في أولويات الأجندة السياسية المصرية التركية، بشأن إدارة الملف الليبي وظهر ذلك بشكل واضح من خلال دعم مصر لخليفة حفتر، وفي المقابل كانت تركيا تدعم حكومة السراج بالمال والسلاح، بجانب عدم وجود توافق اقتصادي وسياسي بين الجانب المصري والتركي بشأن ملف الغاز في شرق المتوسط[11]، ولكن بالرغم من خلافات سياسية بين الجانب المصري والتركي قبل محاولة البلدين تحسين العلاقات بينهم نحد ان العلاقات المصرية التركية علي المستوي الاقتصادي، والتجاري لم تتأثر، ويظهر ذلك من استمرار العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين رغم الخلافات والتوترات التي كانت قائمة بين الدولتين، فعلي المستوي التجاري زادت التبادلات بين البلدين من 4.4 مليار دولار من 2007 إلي 11.1 مليار دولار في عام 2020، كما أن أنقرة كانت أول مستورد للمنتجات المصرية خلال عام 2022 بقيمة 4 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تزدهر العلاقات المصرية التركية علي المستوي الاقتصادي والتجاري ففي مجال التعاون التجاري بين البلدين تعهدت شركات تركية خلال فبراير 2023 بضخ استثمارات جديدة في مصر بقيمة 500 مليون دولار[12].

ومع فوز أردوغان بفترة رئاسية جديد فمن الواضح أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستشهد مزيد من التحسن خاصة أن تركيا تدرك بشكل كبير حجم الاستفادة التي ستحققها من ذلك خاصة فيما يتعلق بملف غاز شرق المتوسط ولاسيما أن مصر تتمتع بعلاقات طيبة مع اليونان وبالتالي سيساعد ذلك تركيا في تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية المتعلقة بملف غاز شرق المتوسط وسيساهم بشكل كبير في تقلقي حدة الخلاف والتوتر بين الجانب التركي واليوناني ليس علي المستوي الاقتصادي فقط ولكن علي المستوي السياسي كذلك، وفي إطار عودة العلاقات بين مصر وتركيا، من المحتمل أن تتوصل تركيا ومصر إلي  وضع حلول تحقق مصالح الدولتين وتقلل الخلافات والتوترات بين البلدين  بشان عدد من القضايا الإقليمية الخلافية ذات الإهتمام المشترك للدولتين مثل الخلافات بين الدولتين بشأن ملف ليبيا، وملف سوريا، وملف غاز شرق المتوسط، وملف جماعة الإخوان المسلمين، ومن المتوقع أن تهدأ التوترات بين البلدين بشأن ملف غاز شرق المتوسط بشكل خاص، خاصة أن تركيا ترغب في إحراز تقدم في ترسيم الحدود في مياه شرق المتوسط، بالإضافة إلي الانضمام إلي منتدي الغاز والذي يقع مقره في مصر، وعلي مستوي الملف الليبي، طالبت مصر من أنقرة دعم الانتخابات في ليبيا، وبشأن ملف جماعة الإخوان المسلمين فقد طالبت مصر من تركيا إنهاء ملف استضافة عناصر جماعة الإخوان المسلمين[13]

وفي إطار تحسن العلاقات التركية المصرية، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاج السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفع مستوي العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء وذلك خلال مايو 2023 بعد فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية بشكل مباشر[14]، وفي هذا الإطار قامت أنقرة بتعيين “صالح موتلو شن” كسفير لها في القاهرة، بينما قامت القاهرة بتعيين “عمر الحمامي” كسفير لها في انقرة، ويرجع تغيير تركيا لسياساتها تجاه مصر، إلي إدراك تركيا بأهمية العلاقات مع مصر خاصة العلاقات الاقتصادية، كما أن تركيا أدركت أن الحفاظ علي العلاقات مع مصر أهم من تنظيم جماعة الإجوان المسلمين الذي كانت تركيا تؤيده وتدعمه، بجانب أن المعارضة في تركيا تؤيد وتتفق بالإجماع علي أهمية استعادة العلاقات مع مصر[15].

ثانيا: العلاقات التركية الخليجية:

1- العلاقات التركية السعودية:

لقد حرص أردوغان علي تحسين علاقته بالسعودية وبدأ حقبة جديدة مع السعودية تقوم علي التعاون، والمصالح المشتركة بهدف تطبيع العلاقات بشكل كامل مع السعودية وذلك قبل أن يتولي فترة رئاسية جديدة، فعلي مستوي تطبيع العلاقات التركية السعودية والتي تدهورت منذ عام 2013 ظهر بشكل واضح  أن العلاقات التركية السعودية تتطور بشكل كبير علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، فعلي مستويات العلاقات السياسية والسياسة الخارجية يوجد تشابه في المسار السياسي الحالي الذي تتبعه تركيا والسعودية ، و توجد مصالح مشتركة بين تركيا والسعودية في العديد من القضايا التي تضعها تركيا والسعودية علي أجندة أولويات سياساتها الخارجية مثل الأزمة السودانية وعلي المستوي الاقتصاد تشهد العلاقات التركية السعودية تحسن كبير ومن الواضح أن هذا التسحن سيستمر خاصة أن اردوغان يسعي لتحقيق التنمية الاقتصادية بعد أن شهد الاقتصاد التركي تراجع بشكل كبير في الأونة الأخيرة ويدرك بشكل كبير بأن تحسين العلاقات الاقتصادية مع السعودية سيساعد في تحسين الاقتصاد التركي وخفض معدل التضخم الذي تشهده تركيا[16]، وفي إطار تحسين العلاقات الثنائية التركية السعودية التقي وزير الخارجية التركي بنظيره السعودي خلال مارس 2022 في العاصمة الباكستانية إسلام اباد علي هامش أعمال الاجتماع 48 لمجلس وزراء خارجية التعاون الإسلامي،  لبحث سبل تحسين العلاقات الثنائية بين الدولتين، ومناقشة القضايا المطروحة علي الساحة الإقليمية والدولية، والموضوعات والقضايا المطروحة علي جدولة أعمال الدورة 48 لمجلس وزراء خارجية التعاون الإسلامي[17].

خلال أبريل 2022 قام أردوغان بزيارة إلي المملكة العربية السعودية بدعوة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقد استغرقت هذه الزيارة يومين، وتعد هذه الزيارة بمثابة الزيارة الأولي من نوعها منذ توتر العلاقات السعودية التركية ، حيث كانت أخر زيارة قام بها أردوغان إلي السعودية منذ خمس سنوات خلال عام 2017 ، بعد توتر العلاقات بين البلدين بسبب عدد من القضايا التي كانت محل خلاف بين البلدين وكان من أبرزها دعم تركيا لجماعة الأخوان المسلمين، ودعم تركيا لقطر والذي قامت عدد من الدول العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها وكان من أبرز تلك الدول السعودية، بالإضافة إلي اتهام تركيا للسعودية بإغتيال جمال خاشفجي داخل القنصلية السعودية بتركيا لمعارضته لسياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان[18]،  وقد أعتبر أردوغان أن تلك الزيارة بمثابة مرحلة جديدة لتعزيز العلاقات السعودية التركية، وقد ركزت تلك الزيارة علي تناول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك للبلدين، وتبادل وجهات النظر حولها، ويمكن القول أن هذه الزيارة تشكل أهمية كبير لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين السعودية وتركيا، حيث تم خلال هذه الزيارة الاتفاق علي تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانب التركي والسعودي، من خلال تحقيق تعاون بين المستثمرين السعوديين والمستثمرين التركيين، واستعادة العلاقات التجارية، والتعاون الاقتصادي بين الدولتين مرة أخري من خلال إزالة العقبات الجمركية، ودعم المشاريع التي يمكن أن يقوم بها المقاولون الاترك بالسعودية، بجانب تحقيق التعاون في الصناعات الدفاعية، وإزالة العقبات أمام الشركات التركية في السعودية، كما أكد أردوغان أن تركيا تدعم إقامة معرض أكسبو 2030 الدولي في السعودية، كما أكد أردوغان خلال زيارته للسعودية بأن تركيا تدعم أمن السعودية ودول الخليج كإشارة علي سعيه لتحسن علاقته بدول الخليج وليس السعودية فقط، ويبدو أن أردوغان خلال زيارته للسعودية حرص علي تحقيق مخرجات من هذه الزيارة لتطبيع العلاقات السعودية التركية بشكل كامل حيث أكد بأن الدولتين تسعي لتحقيق التعاون علي كافة المستويات السياسية، والعسكرية ،والاقتصادية كبداية لحقبة جديدة للعلاقات السعودية التركية تقوم علي التعاون[19].

وفي إطار تحسين العلاقات التركية السعودية وتطبيعها بشكل كامل قام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال يونيو 2022 بأول زيارة رسمية لتركيا منذ تدهور العلاقات السعودية التركية، وخلال تلك الزيارة أكد الجانب السعودي والتركي بأن هذه الزيارة تهدف إلي تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات علي المستوي السياسي، والاقتصادي، والعسكري، والأمني ، والثقافي، بجانب تعزيز التعاون في مجال الطاقة بما يعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وخلال تلك الزيارة أصدر الرئيس التركي ونظيره السعودي محمد بن سلمان بيان مشترك أكدوا فيه أن العلاقات السعودية التركية دخلت حقبة جديدة تقوم علي التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، ولم يقتصر الأمر علي إصدار بيان يؤكد علي اهمية تعزيزالعلاقات السعودية التركية الثنائية في كافة المجالات بل اتفق الطرفان علي تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما في مجال التعاون بما يحقق الأمن والأستقرار في المنطقة[20].

وعلي مستوي العلاقات الاقتصادية السعودية التركية خلال عام 2022 وصل حجم التبادل التجاري التركي السعودي لي 6.5 مليارات دولار، كما تصاعد حجم ذلك التبادل ليصل خلال النصف الأول من عام 2023 ليصل إلي 3.4 مليارات دولار، وخلال منتدي الأعمال التركي السعودي الذي عقد بمقر مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي بإسطنبول خلال عام 2023 قبل زيارة الرئيس التركي للسعودية، تم توقيع 16 اتفاقية تعاون بين تركيا والسعودية في عدة مجالات مختلفة، وفي إطار ذلك من المتوقع أن تتطور العلاقات الاقتصادية التركية السعودية[21]، وفي إطار جولة أردوغان الخليجية والتي تهدف إلي تعزيز العلاقات التركية الخليجية، بدأ أردوغان جولته الخليجية بزيارة السعودية، وتعد بمثابة أول  زيارة لأردوغان للسعودية منذ المصالحة السعودية التركية 2022، وخلال مباحثات رسمية سعودية تركية تم عقدها خلال 18 يوليو 2023، وقعت تركيا والسعودية اتفاقية تعاون مجالات استثمارية ودفاعية، لتعزيز التعاون في مجال الطاقة والاستثمار، والصناعات الدفاعية، وكان من أبرز تلك الاتفاقيات شراء السعودية طائرات مسيرة تركية، كما تم مناقشة سبل تعزيز العلاقات السعودية التركية، كما شارك أردوغان خلال زيارته للسعودية في منتدي الأعمال التركي السعودي، والذي تم خلاله توقيع تسع اتفاقيات في قطاعات أبرزها العقار، والإعلام، ومن هنا يظهر أن أردوغان يركز علي تعزيز التعاون الاقتصادي السعودي التركي بشكل أكبر، ولاسيما بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأخيرة وقد ظهر ذلك بشكل واضح خلال زيارته الأخيرة للسعودية والتي ركزت علي تعزيز علي التعاون الاقتصادي التركي السعودي، [22].

وكل ذلك يظهر أن العلاقات السعودية التركية كانت في طريقها للعودة والتطبيع بشكل كامل حتي من قبل فوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة خلال الانتخابات الرئاسية التركية 2023،ويظهر ذلك من التطور الهائل في العلاقات القائمة بين البلدين علي كافة الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، وهذا ما أكده وزير الخارجية التركي “مولود جاويش اوغلو”، حيث أكد علي أن العلاقات بين السعودىة وتركيا تم تطبيعها بشكل سريع ولاسيما عودة علاقات التعاون في مجال الصناعات الدفاعية من خلال تعاون الجانب التركي والسعودي في صناعة الطائرات المسيرة[23].

 2- العلاقات الإماراتية التركية:

علي مستوي العلاقات التركية الإماراتية من المتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين مزيد من التطور والتحسن ولاسيما أن العلاقات التركية الإماراتية شهدت تحسن كبير منذ زيارة ولي العهد الإماراتي محمد ين زايد ال نهيان لتركيا خلال عام 2021[24] ، وقد كانت هذه الزيارة بمثابة المحطة الأبرز لتعزيز العلاقات التركية الإماراتية، حيث كانت هذه الزيارة بدعوة من أردوغان في إطار سعيه لتحسين العلاقات مع دولة الإمارات، وتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين، ويبدو أن أردوغان يدرك بشكل أو بأخر أن تعاونه مع الإمارات سيكون بمثابة دعم غير مباشر لحكمه وذلك لأن الإمارات لها ثقل اقتصادي وسياسي ولاسيما في المنطقة العربية والذي يسعي أردوغان إلي تعزيز وجوده فيه، خاصة بعد تدهور العلاقات التركية بالعديد من الدول العربية، كما أن الاستثمارات الإماراتية التي ضختها الإمارات في تركيا بمثابة دعم أساسي لحكومة أردوغان ولاسيما بعد تدهور الوضع الاقتصادي في تركيا، وفي إطار المكاسب الاقتصادية التركية من تحالفها مع دولة الإمارات تم الاتفاق بين الجانب التركي والإماراتي علي تأسيس صندوق استثماري في تركيا وصلته قيمته إلي 10 مليارات دولارات مما يعد دفعة كبيرة للاقتصاد التركي الذي تدهو خلال الفترة الاخيرة، ويبدو أن تحسين العلاقات الاقتصادية التركية الاماراتية هي الركيزة الأساسية في طار تحسين العلاقات بين البلدين ففي إطار التعاون الاقتصادي بين البلدين بلغت قيمة التجارة بين البلدين خلال النصف الأول من عام 2021 أكثر من 26.4 مليارات درهم، كما تعد الإمارات بمثابة الشريك التجاري الأكبر لتركيا علي مستوي دول الخليج[25].

وفي إطار تعزيز التعاون التركي الإماراتي قام وزيز الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” بزيارة الإمارات خلال عام 2022 لحضور منتدي “صير بني ياس”، وكانت كانت هذه الزيارة استجابة وزير الخارجية والتعاوني الدولي لدولة الإمارات “عبد الله بن زايد ال نهيان”، لمناقشة كافة القضايا الثنائية والإقليمية خاصة المتعلقة بالسلام والامن في الشرق الأوسط[26]،  كما ينظر أردوغان إلي التعاون وتحسن العلاقات بين تركيا والإمارات علي أنه وسيلة لتحقيق الأمن والاستقرار في دول الخليج، وهذا ما أكده قبل زيارته للإمارات فبعد ثلاثة أشهر من زيارة ولي العهد الماراتي محمد بن زايد ال نهيان، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوان بزيارة إمارة دبي علي رأس وفد تركي كبير مكون من عدد من الوزراء علي راسهم وزير الخارجية “مولود جاويش أوغلو، ووزير الداخلية سليمان صويلو، ووزير المالية نورالدين نباتي، ووزير التجارة محمد موش”، وقد كانت هذه الزيارة كجزء من تعزيز العلاقات الإماراتية التركية، وخلال تلك الاتفاقية وقعت تركيا والإمارات 13 اتفاقية في مجال أبرزها الاستثمار، والصناعة، والدفاع والنقل، كما وقع الجانبان علي بيان مشترك يتعلق بأستئناف مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين تركيا والإمارات[27].

ويبدو أن أردوغان يركز في الوقت الحالي علي تحقيق تعاون اقتصادي مع دولة الإمارات ويظهر ذلك من وجود عمل مكثف بين الوفود الإماراتية والتركية منذ أواخر شهر يونيو 2023 من أجل رسم خطة عمل لزيارة أردوغان لدولة الإمارات والتوقيع علي عدد من الاتفاقيات الثنائية المشتركة بين الجانب التركي والإماراتي[28]، وفي هذا السياق قام وفد تركي مكون من نائب الرئيس التركي “جودت يلماز” ووزير المالية التركي “محمد شيمشك” بزيارة الإمارات خلال يونيو2023، بهدف مناقشة فرص التعاون الاقتصادي بين الإمارات وتركيا، وفي سياق التعاون الاقتصادي الإماراتي التركي وقعت تركيا والإمارات اتفاقية تجارة حرة تهدف إلي زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين إلي 40 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلي توقيع صفقة مقايضة عملات بقيمة 5 مليارات دولار مع الإمارات خلال 2022 لدعم العملة التركية،[29].

وعلي صعيد أخر قام الرئيس الرئيس الإماراتي محمد بن زايد ال نهيان بزيارة لتركيا خلال 2023، بهدف تعزيز العلاقات الأستراتيجية  والشراكة الاقتصادية التركية الإماراتية، وخلال تلك الزيارة قام الرئيس الإماراتي والرئيس التركي بأستعراض ما حققته الدولتين من من تقدم في التعاون في مختلف المجالات ولاسيما المتعلقة بالاقتصاد، والطاقة خاصة أن العلاقات التركية الإماراتية تطورت بشكل كبير ولاسيما في مجال التعاون الاقتصادي حتي أنه تم توقيع شراكة اقتصادية كاملة خلال مارس 2023، كما تناول الجانبان سبل مواجهة كافة التحديات والأزمات علي الصعيد الدولي والإقليمي، وأكد الرئيسان أن العلاقات التركية الإماراتية تقوم علي تعزيز التعاون، ودعم جهود السلام والاستقرار، وقد قام الرئيس الإماراتي خلال هذه الزياره بتهنئة الرئيس التركي لفوزه بولاية رئاسية جديدة[30].

3- العلاقات القطرية التركية:

في الوقت التي كانت فيه علاقة تركيا متوتر بمعظم العربية ، وفي ظل وجود صراعات وخلافات، وعدم توافق في توجهات السياسة الخارجية بين تركيا وعدد من الدول العربية أبرزها مصر، والسعودية، والإمارات، وسوريا، كانت قطر بمثابة الحليف الأبرز لتركيا في الخليج، حيث حافظت تركيا وقطر علي علاقات وثقية ، ومتنامية علي كافة المستويات حتي أصبحت العلاقات التركية القطرية بمثابة علاقة استراتيجية قوية، فتركيا وقطر تتشاركان نفس المصالح، ونفس المواقف ولاسيما تلك المواقف التي كانت تتعلق بدعم جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة العربية،ومن أجل تعزيز العلاقات بين الدولتين قامت تركيا وقطر بإنشاء لجنة استراتيجية عليا بين البلدين بهدف تعزيز العلاقات الثنائية علي المستوي الدبلوماسي، والسياسي، والاقتصادي، وقد استمرت تركيا وقطر في دعم بعضهما البعض في مختلف القضايا، فخلال الانقلاب الذي حدث في تركيا للإطاحة بحكم أردوغان كانت قطر من أبرز الدول الداعمة لأردوغان ضد الأنقلاب[31]،

خلال الأزمة الخليجية التي كانت قائمة بين قطر والدول الخليجية وخلال مقاطعة عدد من الدول العربية من بينها مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين  لقطر بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، واتباعها سياسات كانت بمثابة تهديد لاستقرار الدول العربية، كانت تركيا الداعم الأكبر لسياسة لقطر والحليف الأكبر لها، فخلال فرض مصر والإمارات والسعودية والبحرين حصار جوي وبري علي قطر في الفترة من 2017 وحتي عام 2021[32]، وفي ظل إرسال هذه الدول شروط لقطر خلال 2017 لإنهاء المقاطعة المفروضة عليها كان من بينها إغلاق قاعدة تركيا في قطر لخروج تركيا من الأراضي الخليجية، والتوقف عن دعم جماعة الإخوان المسلمين، وإغلاق قناة الجزيزة، وفي ظل رفض قطر لهذه الشروط لإنهاء المقاطعة المفروضة عليها، قامت تركيا بدعم قطر، وأكدت أن هذه الشروط بمثابة تعدي علي السيادة القطرية، وقامت بإرسال سفينة محملة بالمواد الغذائية إلي قطر بعد نفاذها من المحلات التجارية في قطر، كما تم إرسال العديد من الجنود الأتراك إلي القاعدة التركية في قطر بعد موافقة البرلمان التركي علي ذلك[33].

خلال يناير 2021 عادت قطر إلي الدبلوماسية الخليجية من جديدة، حيث تم عقد قمة العلا في السعودية بين قطر ودول الحصار أي “مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، لتكون 2021 بداية لمصالحة خليجية وعودة قطر للدبلوماسية الخليجية مرة أخري بعد سنوات من الخلافات والقطيعة، وقد كانت تركيا من أبرز الدول التي أكدت دعمها للمصالحة القطرية الخليجية، ويمكن أن القول أن المصالحة الخليجية القطرية مهدت لتحسين وعودة العلاقات الخليجية التركية ولاسيما أن قطر الحليف الأبرز لتركيا بدأت في تحسين علاقاتها مع جيرانها من دول الخليج[34].

في ظل توتر علاقة تركيا بمعظم دول المنطقة العربية وفي ظل تاثر الاقتصاد التركي كنتجية لذلك، كانت قطر من أهم الدول الداعمة للاقتصاد التركي، ويظهر ذلك بوضوح من خلال تقديم قطر لتركيا استثمارات لدعم الاقتصاد التركي ، فخلال 2021 وقعت تركيا وقطر علي تمديد صفقة تبادل للعملات وصلتها قيمتها لي 15 مليار دولار بهدف دعم الليرة التركية والمساعدة في استقرارها، بجانب المساعدة في زيادة احتياطي تركيا من العملات الاجنية، خاصة في ظل تراجع قيمة الليرة التركية مع انخفاض معدل نمو الاقتصاد التركي[35]، وخلال 2022 وقعت تركيا وقطر العديد من الاتفاقيات التي تهدف لي تعزيزن التعاون بين البلدين وكان من أبرز تلك الاتفاقيات توقيع مذكرة بين رئيس البرلمان التركي، ورئيس مجلس الشوري القطري لزيادة التعاون البرلماني، بجانب إجراء العديد من المباحثات لتعزيز التعاون العسكري، والثقافي والاقتصادي، والسياسي، والإنساني بين البلدين[36].

من المتوقع أن يزداد التعاون الثنائي التركي القطري علي كافة الاصعدة ولاسيما الصعيد الاقتصادي في ظل فوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة وذلك في إطار قيامة بجولة خليجية تهدف إلي تعزيزالتعاون الاقتصادي مع عدد من دول الخليج أبرزها قطر، وفي إطار تلك الجولة قام نائب الرئيس التركي، ووزير المالية بزيارة قطر لبحث سبل التعاون الاقتصادي وتعزيز العلاقات التركية القطرية، وذلك قبل قيام بالجولة الخليجية والمقرر عقدها خلال الفترة من 17 لي 19 يوليو2023.[37]

4- الجولة الخليجية لأردغاون لتعزيز العلاقات الاقتصادية التركية الخليجية ودلالاتها:

مما يؤكد توجه العلاقات التركية الخليجية لمزيد من التطور والتحسن مع فوز أردوغان بفترة رئيس جديدة عزم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان علي القيام بجولة خليجية للسعودية والإمارات وقطر ، ويهدف أردوغان من تلك الجولة تحسين العلاقات التركية الخليجية علي المستوي الاقتصادي من خلال عقد العديد من الاتفاقيات الاقتصادية وجذب الاستثمارات الخليجية إلي تركيا، حيث سيكون ذلك بمثابة خطوة مهمة ستساهم في تحقيق قفزة سريعة ومرتفعة للأقتصاد التركي الذي شهد معدلات تضخم مرتفعة في الأونة الأخيرة ، وتظهر هذه الجولة بشكل واضح حرص اردوغان علي تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الخليجية خاصة السعودية والإمارات والتي تعد من أهم وأبرز الدول الفاعلة في المنطقة العربية وتتمتع بأقتصاد قوي وعلاقات جيدة مع معظم الدول الأوروبية بجانب تمتعها بعلاقات جيدة مع مصر، وذلك لأن أردوغان يدرك بشكل واضح أن توتر العلاقات السياسية والاقتصادي مع الدول الخليجية كان له أثر كبير في ارتفاع معدل تضخم الاقتصاد التركي وتدهوره، كما يدرك أن تحسين العلاقات الاقتصادية سياساهم في إنعاش الاقتصاد التركي من جديد مع عقد اتفاقيات تعاون اقتصادي مع الدول الخليجية وجذب الاستثمارات الخليجية لتركيا وهو ما سيساهم بدوره في القضاء علي معدلات البطالة التي ارتفعت في الأونه الاخيرة في تركيا، وقيام العديد من المشروعات الاقتصادية الخليجية في تركيا سيساهم بدوره في تنمية وانعاش الاقتصاد التركي وعودته إلي قوته[38].

ويعد قيام أردوغان بجولة للدول الخليجية لتحقيق تعاون اقتصادي وقبول الدول الخليجة بهذا التعاون بشكل إيجابي بمثاية دليل واضح أن العلاقات الاقتصادية التركية الخليجية بمثابة الأساس والأولوية في تحسين العلاقات بين الطرفين، ويعد قيام أردوغان بزيارة للدول الخليجية تركز علي زيارة السعودية والإمارات وقطر دليل واضح علي إدراك أردوغان بحجم النفوذ السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به الدول الثلاث، وبمثابة خطوة ذكية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وذلك لأن الدول الثلاث يتمتعوا باقتصاد من أقوي الاقتصاديات في المنطقة العربية، ولديهم تأثير واضح في تشكيل العملية السياسية في المنطقة العربية، كما أن تمتع أردوغان بعلاقات اقتصادية قوية مع دول مثل الإمارات والسعودية وقطر سيساعده في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بمصر، والدول الأوروبية التي تتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية قوية مع الدول الثلاث، وسيساهم في تحقيق الأجندة الاقتصادية التركية التي تهدف إلي تحقيق قفزة سريعة في الاقتصاد التركي وجذب استثمارات من الدول الخليجية تصل إلي 25 مليار دولار، وتحسين العلاقات التركية الخليجية علي كافة المستويات الاقتصادية في قطاعات الصناعة والنقل والطاقة، ويبدو أن أردوغان يرغب في تحسين العلاقات التركية الخليجية علي المستوي الاقتصادي بشكل سريع عقب فوزه بولاية رئاسية جديدة حيث ستكون الجولة الخليجية التي تركز علي التعاون الاقتصادي الخليجي التركي خلال الفترة من 17 إلي 19 يوليو[39]، ويبدو أن أردوغان يركز علي الاستثمارات والبعد المالي كمرتكز أساسي في إطار تعزيز علاقته بدول الخليج فتركيا قامت بعقد محادثات مع مجلس التعاون الخليجي خلال مايو 2023 بهدف التوقيع علي اتفاق تجارة حر، كما أن البعد الاقتصادي والاستثماري يعد مرتكز أساسي لجولة أردوغان الخليجية والتي تستهدف قطر والسعودية والإمارات، ولاسيما أن تحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التركية مع دول مثل السعودية الإمارات منذ عام 2021 ساهم بشكل كبير في تحسين الاقتصاد التركي، وفي هذا الإطار تتوقع تركيا بأن تضخ السعودية والإمارات وقطر عقب زيارة أردوغان لدول الخليج استثمارات مباشرة بقيمة 10 مليارات دولارات كبداية، و30 مليار دولار كإجمالي في قطاعات الطاقة والبنية التحيتة، كما تهدف تركيا من هذه الزيارة توقيع اتفاقيات في مختلف القطاعات مثل السياحة، والصحة، والنقل، والتمويل، والزراعة[40].

ثالثا: العلاقات السورية التركية:

يبدو ان العلاقات السورية التركية في طريقها إلي التطبيع والعودة مرة أخري ، حيث عقدت سوريا وتركيا العديد من المباحثات والاجتماعات التي تهدف إلي عودة العلاقات بين البلدين مرة أخري، وكان من أبرز مظاهر ذلك اجتماع وزير دفاع سوريا وتركيا في روسيا خلال 28 ديسمبر 2022، ويعد هذا الاجتماع بمثابة الأجتماع الأبرز لعقد مباحثات عودة العلاقات السورية التركية وذلك لأنه يعد أول لقاء رسمي بين تركيا وسوريا منذ توتر العلاقات السورية التركية وتدهور الأوضاع في سوريا عام 2011، وكان هذا الإجتماع بحضور وزير الدفاع الروسي بجانب وزير الدفاع السوري والتركي، وقد بحث هذا الاجتماع الثلاثي الذي ضم وزاء دفاع روسيا وسوريا وتركيا العديد من القضايا المحورية المتعلقة بملف عودة العلاقات السورية التركية وكان من أبرز تلك القضايا بحث الازمة السورية، وقضية اللاجئين والجماعات المسلحة في سوريا، وقد سبق ذلك الاجتماع عقد وزير خارجية تركيا وسوريا مباحثات غير رسمية خلال قمة إقليمية تم عقدها خلال عام 2021[41].

ويظهر بشكل واضح أن العلاقات التركية السورية في طريقها إلي التحسن من عقد سوريا، وتركيا العديد من الإجتماعات تهدف إلي وضع خارطة لإستئناف العلاقات السورية التركية، وكان من أبرز تلك الاجتماعات الاجتماع الذي عقد بموسكو خلال 10 مايو 2023، وخلال هذا الاجتماع اتفق وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا وتركيا علي وضع خارطة طريق لعودة العلاقات السورية التركية، وتحسين العلاقات السورية التركية المتدهورة منذ اكثر من عشر سنوات ، ويبدو أن عودة العلاقات السورية التركية تتم برعاية روسية حيث أن روسيا من أبرز الدول الداعمة لعودة العلاقات السورية التركية ، ويظهر ذلك بشكل واضح من دعوة روسيا لسوريا وتركيا لحل الخلافات ، والقيام بمحاولات تهدف إلي إصلاح العلاقات بين الدولتين، ولم يقتصر الأمر علي استضافة روسيا لوزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران لعقد مباحثات لحل الأزمة السورية التركية، أو الدعوة إلي حل الخلافات بين الدولتين حيث قامت روسيا بإقتراح مسودة لخارطة طريق هدفها عودة العلاقات السورية التركية، ووضع مبادئ وإطار زمني لتنفيذها[42].

خلال يونيو 2023 عقد المؤتمر الدولي حول سوريا ” الجولة ال 20 من أستانا” في مدينة نور سلطان عاصمة كازاخستان، بمشاركة عدد من الدول الضامنة والتي تمثلت في روسيا وتركيا وإيران، وعدد من الدول الأخري من أبرزها الأردن ولبنان والعراق كمراقبين بجانب ممثلين عن الأمم المتحدة كام من أبرزهم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلي سوريا “جاير بيدرسون”، وممثلين عن المعارضة السورية وخلال ذلك المؤتمرة أصدرت روسيا، وتركيا، وإيران بيان مشترك تناول قضية اللاجئين السوريين، وأكدت فيه الدول الثلاث علي دعمها لعودة اللاجئين والنازحيين السوريين بأمان، وتقديم الدعم لهم، كما خاطبت الدول الثلاث المجتمع الدولي بضرورة تقديم الدعم والمساعدة للأجئين السوريين، كما أكدت روسيا ، وإيران، وتركيا في ذلك الصدد علي استعدادها للتعاون مع كافة الأطراف، والمنظمات الدولية الفاعلة في أزمة اللاجئين والنازحين السوريين مثل مفوضية الأمم المتحدة، كما أكدت الدول الثلاث علي أهمية استعادة الحياة الكريمة للسوريين، واستعدادها للإفراج المتبادل عن المعتقلين والرهائن والبحث عن المفقودين ونقل جثث الموتي كوسيلة لكسب ثقة السوريين، وعلي الجانب السوري أكد رئيس الوفد السوري المشارك في المحادثات “أيمن سوسان” أن انسحاب تركيا من سوريا يعد بمثابة الحل الوحيد لإستعادة وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، ويبدو ان سوريا كانت حازمة في ذلك الموقف وهذا ما اكدته صحيفة الوطن السورية بأن سوريا لا تريد مجرد شعارات أو إعادة تاكيد مواقف سابقة، ويبدو أن إيران وروسيا تنظر بشكل إيجابي وداعم لعودة العلاقات السورية التركية ويظهر ذلك من من دعم الدولتين” للجولة ال 20 من مؤتمر اساتانا” علي غرار دعمهم للمؤتمر الذي عقد في موسكو خلال 10 مايو 2023، وفي إطار مؤتمر اساتانا وخلال اجتماع وزير الخارجية الإيراني للشئون السياسية والذي يرأس الوفد الإيراني “علي أصغر حاجي” خلال اجتماعه بالوفد السوري بأن إيران تدعم وحدة الأراضي السورية، كما أكد وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغداف” والذي يرأس الوفد الروسي خلال اجتماعه بالوفد السوري علي غرار نظيره الإيراني بأن روسيا تدعم تطبيع وعودة العلاقات السورية التركية[43].

رابعا: العلاقات التركية الليبية:

تعتبر ليبيا بمثابة بوابة تركيا لتعزيز نفوذها ومصالحها ولاسيما المصالح الاقتصادية في شمال أفريقيا والمتوسط، وقبل فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي تم عقدها خلال عام 2023 عمل علي القيام بالعديد من الإجراءات التي من شأنها أن تعزز نفوذ تركيا في ليبيا، وتدعم المصالح الاستراتيجية التركية في شمال أفريقيا، وكان من أهم هذه الإجراءات توقيع تركيا وليبيا عدد من الاتفاقيات العسكرية والأمنية، بجانب توقيع تركيا وليبيا اتفاقا بحريا خلال عام 2019 لإعادة ترسيم المياه الإقليمية الليبية التركية في المتوسط، وتعزيز التعاون في التنقيب عن الغاز الطبيعي ولاسيما أن ليبيا تعد بمثابة مصدر غني بالطاقة لتركيا التي تهدف إلي تخفيض واردتها من الطاقة، كما تشهد العلاقات الاقتصادية الليبيبة تطور واضح منذ عام 2020 من خلال منح حكومة طرابلس عقود تعاون للشركات التركية[44].

كما أن أردغاون من أبرز الداعمين لحكومة طرابلس في ليبيا في النزاع القائم بينها وبين الجيش الوطني الليبي يقيادة خليفة حفتر في المنطقة الشرقية من خلال المساعدات العسكرية التي كان يقدمها لحكومة طرابلس، وتعد تهنئة الرئيس الليبي “محمد المنفي” ورئيس وزرائه “عبد الحميد الدبيبة” لأردوغان لفوزه بالانتخابات التركية بمثابة مؤشر واضح علي أن العلاقات الليبية التركية ستتطور بشكل أكبر ولاسيما بعد فوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة، ويعد فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة بمثابة انتصار واضح لحكومة طرابلس خاصة أن فوز أردوغان سيضمن لحكومة طرابلس استمرار الحصول علي المساعدات العسكرية الذي قدمها لها أردوغان ، والتي كانت ستفقدها بكل تاكيد في حالة فوز مرشح المعارضة ومنافس أردوغان في الأنتخابات الرئاسية الأخيرة “كمال كليجدار أو غلو” وهذا ما أكده أحد مستشارين كليجدار بأن حكومة كليجدار قد تتوقف عن تقديم الدعم العسكري لحكومة طرابلس في حالة فوزه بالأنتخابات الرئاسية، ويظهر اهتمام أردوغان بتحسين علاقاته بليبيا منذ فوزه بالأنتخابات الرئاسية الأخيرة من خلال وضع مسؤولية الملف الليبي لشخصيات لها خبرة كبيرة في الملف الليبي ، وكان من أبرز تلك الشخصيات “هاكان فيدان”، والذي قام أردوغان بتعيينه كوزير للخارجية، وقد قام فيدان بزيارة لي ليبيا خلال يناير 2023، وقد اجتمع خلال هذه الزيارة بالدبيبة لمناقشة عدد من القضايا الهامة[45].

وفي ظل مساعي تركيا لحل الأزمة السياسية الموجودة في ليبيا في ظل وجود حكومتين متصارعتين علي السلطة، من المتوقع أن العلاقات التركية الليبية ستتحسن بشكل كبير مع تولي أرغادون فترة رئاسية جديدة ولاسيما أن أردوغان يحاول تدعيم النفوذ التركي في ليبيا من خلال التعاون مع كافة الأطراف الليبية وليس حكومة طرابلس فقط حيث يسعي أردوغان إلي تحسين العلاقات التركية مع الحكومة في شرق ليبيا، ويظهر ذلك من اجتماع أردوغان في أنقرة خلال أغسطس 2022 مع نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي “عبد الله اللافي” ورئيس مجلس النواب في طبرق “عقيلة صالح” وهو من أبرز الداعمين لحفتر، وخلال تلك المباحثات تم التوافق علي اتخاد إجراءات من شأنها تعجيل إجراء العملية الانتخابية في ليبيا من خلال إصدار تشريعات تعزز من إجراء الانتخابات الليبية، وبالتالي دعمت تركيا المباحثات بين مجلس النواب الليبي في طبرق والمجلس الأعلي للدولة والمتعلقة بتشكيل القاعدة الدستورية في ليبيا، وكل ذلك يظهر بشكل واضح أن أردوغان خلال فترته الرئاسية الجديدة سيحاول تعزيزالعلاقات الليبيبة التركية مع خلال تحقيق تعاون مع كافة الأطراف في ليبيا، ولن يركز علي دعم العلاقات الليبية التركية من خلال التعاون مع حكومة طرابلس فقط كما كان يجري خلال الفترة الماضية خلال الفترة الماضية، بل إنه سيحاول دعم علاقاته مع الحكومة الليبية في بنغازي، كجزء من تحقيق المصالح مع مصر والإمارات الداعمين لحكومة بنغازي في ليبيا[46].

الخاتمة:

يتضح مما سبق أنه من المتوقع أن تتحسن العلاقات العربية التركية بشكل كبير بعد فوز أردوغان في الانتخابات التركية الأخيرة والتي تم عقدها خلال 2023، ويظهر ذلك بشكل واضح من خلال محاولات أردوغان المستمرة لتحسين علاقة تركيا بالدول العربية علي كافة المستويات السياسية، والاقتصادية، والدفاعية، والعسكرية، من خلال اتباع سياسة خارجية تقوم علي تحقيق التعاون، وتقليل التوترات مع الدول العربية ولاسيما مصر، والسعودية، والإمارات، وتعظيم التعاون والمصالح المشتركة مع قطر الحليف الأبرز لتركيا، ولاسيما في ظل توافق توجهات السياسة الخارجية لقطر وتركيا، وفي ظل هذا السياق فإن العلاقات العربية التركية تمضي قدما في ظل تولي أردوغان فترة رئاسية جديدة، خاصة أن أردوغان لا يسعي إلي تحسين علاقاته بمصر أو دول الخليج فقط، بل يسعي لتحسين علاقة تركيا بالدول التي تتواجد بها تركيا عسكريا مثل سوريا وليبيا، حيث حقق أردوغان تقدم كبير في الملف السوري قد يؤدي إلي تطبيع كامل في العلاقات السورية التركية المتوترة منذ سنوات برعاية عدد من الدول من أبرزها روسيا وإيران، وفي ليبيا يركز أردوغان علي تحقيق تعاون مع كافة الأطراف في ليبيا لتحقيق أكبر عدد من المصالح لتركيا خاصة أن ليبيا تعد بوابة تركيا في شمال أفريقيا والمتوسط.

يظهر لنا بشكل واضح أن هدف أردوغان من تحسين وتعزيز علاقاته بالدول الخليجية يتعلق بكونه اقتصادي أكثر من كونه سياسي ولاسيما في ظل الضغوطات التي يعاني منها الاقتصاد التركي خاصة في الأونة الاخيرة نتيجة توتر علاقات تركيا بعدد من الدول العربية وأبرزها الدول الخليجية مما حرم تركيا لسنوات عديدة من الاستثمارات الخليجية ، ولذلك يعمل أردوغان بشكل مكثف علي استعادة العلاقات الاقتصادية الخليجية التركية، والاستفادة من الدعم المالي الذي يمكن أن يحصل عليه من الدول الخليجية لأنه ذلك سيساعده في توطيد حكمه ومعالجة الاقتصاد التركي الذي يعاني من ارتفاع معدل التضخم وانخفاض قيمة الليرة التركية ، ولذلك من المتوقع أن تتحسن العلاقات الاقتصادية التركية الخليجية في ظل فوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة وهذا سيكون له دور كبير في تدعيم العلاقات السياسية الخليجية التركية فالتعاون الاقتصاد سيؤدي بالتأكيد إلي تعاون سياسي ودبلوماسي، كما أن أردوغان حريص بشكل واضح علي تحسين العلاقات التركية الخليجية علي كافة الأصعدة من خلال القيام بجولة خليجية تركز علي تحقيق التعاون الاقتصادي مع الدول الخليجية بعد فوزه بولاية رئاسية جديدة.

ومن خلال كل ذلك القول بأن جهود أردوغان لتحسين علاقته مع الدول العربية ولاسيما مصر، والسعودية، والإمارات، وسوريا، وليبيا، تأتي كمحاولة من أردوغان لمواجهة العزلة الدبلوماسية التي فرضت علي تركيا والتي أثرت بشكل كبير عليها، ولاسيما من الناحية السياسية، والاقتصادية، ويظهر بشكل واضح أن التحولات التي شهدتها المنطقة العربية علي صعيد تحسين العلاقات مع تركيا والتي كان من أبرزها المصالحة التركية السعودية، وإنهاء الأزمة الخليجية القطرية، والمصالحة التركية الإماراتية، والمفاوضات المصرية التركية لتطبيع العلاقات بشكل كامل والتي كان أبرز نتائجها رفع العلاقات التركية المصرية إلي مستوي تبادل السفراء بعد فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية بشكل مباشر، بجانب علاقات أردوغان القوية بقطر والتي كانت الحليف الخليجي الأبرز لأردوغان في المنطقة العربية في أثناء توتر علاقاته بالدول العربية الاخري، بالإضافة إلي الجولة الخليجية لأردوغان للسعودية، والإمارات، وقطروالتي تركز علي تحقيق التعاون علي المستوي الاقتصادي، وتعزيز العلاقات التركية الخليجية، بمثابة أرضية جيدة يمكن القول من خلالها أن العلاقات العربية التركية مع فوز أردوغان بولاية رئاسية جديدة ستدخل في عهد جديد يقوم علي التعاون، وتعزيز التحالفات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، بالإضافة إلي اتباع نهج يقوم علي تحقيق الأستقرار والسلام في العلاقات العربية التركية.

[1] في تحولات التحالفات.. الاقتصاد والدولة الوطنية أولا، الجزيرة، ديسمبر 2021، https://tinyurl.com/496scctd

[2]  مستقبل العلاقات العربية-التركية بعد انتخابات الرئاسة.. خبراء يوضحون الفارق بين فوز أردوغان وكليجدار، سبوتينك، مايو 2023، https://tinyurl.com/55ds5ve3

[3] داخليا وخارجيا.. ماذا سيتغير في سياسة تركيا بعد فوز أردوغان بالانتخابات؟، الجزيرة، يونيو 2023، https://tinyurl.com/2v6f8ky7

[4] الأطراف الليبية تجهز لجولة مفاوضات جديدة في تركيا، اندبندنت عربية، نوفمبر 2022، https://tinyurl.com/mr3hxdtt

[5] مصر وتركيا: ماذا وراء عودة العلاقات بين البلدين عقب فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة؟، بي بي سي نيوز، مايو2023،  https://www.bbc.com/arabic/world-65709218

[6]  مصر: زيارة وزير خارجية تركيا تدشين لاستعادة العلاقات، مارس2023،  https://tinyurl.com/5ckydx5k

[7]  للمرة الأولي منذ 11 عاما.. وزير الخارجية التركي يزور القاهرة السبت، الجزير، مارس 2023، https://tinyurl.com/4rc3unw5

[8] ماذا بعد زيارة وزير الخارجية التركي إلي القاهرة؟، اندبندنت عربية، مارس2023

https://tinyurl.com/ydbpvnfz

[9] مباحثات مصرية تركية بالقاهرة لتطبيع العلاقات بين البلدين.. شكرى: نتطلع لاستمرار التواصل والتنسيق وفتح قنوات التواصل بين الأجهزة الحكومية..وزير خارجية تركيا يكشف عن ترتيبات لعقد لقاء بين الرئيسين السيسي وأردوغان، اليوم السابع، مارس 2023،

https://tinyurl.com/2s3exx8d

[10]  ماذا بعد زيارة وزير الخارجية التركي إلي القاهرة؟، المرجع السابق .

[11] أكاديمي تركي يشرح تبعات رفع مستوى العلاقات بين مصر وتركيا، العربية، مايو 2023، https://tinyurl.com/yeyeprfv

[12]  ماذا بعد زيارة وزير الخارجية التركي إلي القاهرة؟، المرجع السابق .

[13] أكاديمي تركي يشرح تبعات رفع مستوى العلاقات بين مصر وتركيا، المرجع السابق.

[14] أردوغان والسيسي يتفقان على رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية وتبادل السفراء، فرنسا24، مايو2023، https://tinyurl.com/2e95fzcu

[15]  ماذا بعد زيارة وزير الخارجية التركي إلي القاهرة؟، اندبندنت عربية، مارس 2023،

https://tinyurl.com/ydbpvnfz

[16] تركيا والخليج.. باحثون يتوقعون خط سير العلاقات مع ولاية أردوغان الجديدة، الجليج الجديد، الخليج نيوز،  https://tinyurl.com/22s9tcha

[17] وزير خارجية تركيا يغرد عن العلاقات مع السعودية، سي ان ان بالعربية، مارس2022، https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2022/03/23/turkey-saudi-arabia

[18]  هل تدشن زيارة أردوغان إلى السعودية مرحلة جديدة في العلاقات بين أنقرة والرياض؟، فرنسا24، أبريل2022، https://tinyurl.com/2xe2xbvu

[19]  أردوغان يعلن عن نتائج زيارته إلى السعودية: تمت مراجعة العلاقات، سي ان ان بالعربية، ابريل 2022، https://tinyurl.com/4zfvanpt

[20]    ” تطبيع كامل” يلوح في الأفق.. أردوغان يلتقي بن سلمان في أنقرة، يونيو2022، https://tinyurl.com/3yj222a5

[21]   هل العلاقات التركية الخليجية على أعتاب مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بعد إعادة انتخاب أردوغان؟، سوريا المستقبل، 17 يوليو 2023، https://tinyurl.com/32fe4tmm

[22] السعودية وتركيا توقعان اتفاقيات استثمارية ودفاعية أثناء زيارة إردوغان، فرنسا24، يوليو 2023، https://tinyurl.com/5n6bth5r

[23]  وزير الخارجية التركي: تطبيع العلاقات مع السعودية جرى بسرعة.. والتباطؤ مع مصر لسنا مصدره، ديسمبر 2023، سي ان ان بالعربية، https://tinyurl.com/2dcffsjz

[24]  الإمارات وتركيا.. علاقات استراتيجية متنامية، سكاي نيوز عربية، فبراير 2022، https://tinyurl.com/yz6e45ew

[25] الإمارات وتركيا.. علاقات استراتيجية مدفوعة بتعاون اقتصادي، سكاي نيوز عربية، فبراير 2022، https://tinyurl.com/3py82388

[26] وزير الخارجية التركي يزور الإمارات، سبوتنيك، نوفمبر 2022، https://tinyurl.com/3kcumf5a

[27]  زيارة أردوغان لأبو ظبي.. تركيا والإمارات توقعان 13 اتفاقية وبيانا بشأن شراكة اقتصادية شاملة، الجزيرة، فبراير 2022، https://tinyurl.com/hxpmy3fw

[28]   أردوغان يخطط لجولة خليجية.. ما رهانات تركيا الاقتصادية؟، عربي21، يوليو2023، https://tinyurl.com/yc8cskxs

[29] بحثاً عن فرص استثمارية.. نائب أردوغان ووزير المالية يزوران الإمارات، سوريا اليوم، يونيو 2023، https://tinyurl.com/4h67ujet

[30] محمد بن زايد يبحث مع أردوغان تعزيز العلاقات الاستراتيجية، سكاي نيوز عربية، يوليو2023، https://tinyurl.com/yc4eeymv

[31]  العلاقات التركية القطرية.. خيار إستراتيجي و شراكة مستدامة، الجزيرة، أكتوبر2022، https://tinyurl.com/2r2nja6p

[32]  في ظل علاقات معقدة.. ما المتوقع من جولة أردوغان الخليجية؟، دي دبيو، يوليو 2023، https://tinyurl.com/56vs322w

[33]  ما هي دوافع الدعم التركي للدوحة في الأزمة الخليجية؟، فرنسا24، يونيو2017، https://tinyurl.com/yuenwkwk

[34]  تركيا والمصالحة الخليجية | الموقف والانعكاسات، الجزيرة، يناير2021، https://tinyurl.com/y78zaew5

[35]  الدبلوماسية القطرية تلعب دورا فاعلا في الأمن العالمي، معهد دول الخليج العربي في واشنطن، مايو 2022، https://tinyurl.com/2m654bs9

[36]  تركيا وقطر.. علاقات قائمة على مبدأ الأخوة والتعاون والشراكة الاستراتيجية (تقرير)، وكالة أنباء تركيا، مايو2022، https://tr.agency/news-155082

[37] تركيا وقطر تبحثان “التعاون الاقتصادي” قبل زيارة أردوغان، القاهرة الإخبارية، يوليو 2023، https://tinyurl.com/4cw856tk

[38] في ظل علاقات معقدة.. ما المتوقع من جولة أردوغان الخليجية؟، المرجع السابق.

[39]   أردوغان يخطط لجولة خليجية.. ما رهانات تركيا الاقتصادية؟، المرجع السابق.

[40] أردوغان يستفتح جولة خليجية بعقود الطاقة والمسيرات في السعودية، اندبندنت عربية، يوليو2023، https://tinyurl.com/39et3724

[41]  وزيرا دفاع تركيا وسوريا يلتقيان في موسكو لأول مرة منذ 2011، دي دبيو، ديسمبر 2022، https://tinyurl.com/2xpr3tc7

[42] لعودة العلاقات بين تركيا والأسد.. خارطة طريق روسية جاهزة، العربية، يونيو2023، https://tinyurl.com/s5cbabru

[43] الجولة الـ20 من “أستانا”.. ضرورة العودة الآمنة للاجئين السوريين، العربية، يونيو2023، https://tinyurl.com/e8kv2xaz

[44]  العلاقات التركية- الليبية: تقييم مرحلة ما بعد الانتخابات، صدي، يونيو 2023، https://tinyurl.com/bddfwaer

[45]  العلاقات التركية- الليبية: تقييم مرحلة ما بعد الانتخابات،المرجع السابق.

[46] تركيا مجددا بليبيا.. ماذا في جعبتها وهل تنجح بتوحيد الفرقاء؟، الجزيرة، نوفمبر 2022، https://tinyurl.com/muccwykx

3.5/5 - (2 صوتين)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى