الاجتماعية والثقافيةالدراسات البحثية

منصات التواصل الإجتماعي كقوى ناعمة في عصر الذكاء الإصطناعي: التأثيرات، التحديات والفرص

Social Media Platforms as Soft Power in the Age of Artificial Intelligence: Impacts, Challenges, and Opportunities

اعداد : د.شروق محمد عبدالهادي العكل – جامعة الاناضول-تركيا

المركز الديمقراطي العربي : –

  • مجلة المؤتمرات العلمية الدولية : العدد السابع والعشرون تشرين الثاني – نوفمبر 2025– المجلد 6 – وهي مجلة دولية محكمة تصدر عن #المركز_الديمقراطي_العربي المانيا- برلين.
  •  تُعنى بنشر الأبحاث ضمن جميع التخصصات الأكاديمية  ضمن مجالات التخصص العلوم التطبيقية مع التركيز على ( هندسة ,طب ) وايضا العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية كما تُعنى بنشر الأبحاث من وقائع المؤتمرات العلمية في جميع التخصصات التي تنظم من قبل المراكز الجامعية والمخابر البحثية من مختلف الجامعات في الوطن العربي ضمن التخصصات الأكاديمية .
Nationales ISSN-Zentrum für Deutschland
ISSN  2701-3995
International Journal of Scientific Confrences

 

للأطلاع على البحث من خلال الرابط المرفق : –

https://democraticac.de/wp-content/uploads/2025/11/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-%E2%80%93-%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1-2025.pdf

المستخلص

تتناول هذه الورقة دور الذكاء الإصطناعي في تعظيم تأثير منصات التواصل الإجتماعي بوصفها أداة للقوى الناعمة على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد، من خلال تقنيات متقدمة كالتوصيات الذكية والتحليل التنبؤي. كما تسلط الضوء على التحديات الأخلاقية المرتبطة بإستخدام هذه التقنيات، مثل الخصوصية وتضليل الرأي العام، وتؤكد على ضرورة وضع أطر مهنية لضمان الإستخدام المسؤول، مع تقديم تصور مستقبلي لدور الإعلاميين في البيئة الرقمية المتغيرة.

Abstract

This paper examines the role of artificial intelligence in enhancing the influence of social media platforms as instruments of soft power at the levels of states, institutions, and individuals, through advanced techniques such as smart recommendations and predictive analytics. It also highlights the ethical challenges associated with the use of these technologies, including privacy concerns and public opinion manipulation, and emphasizes the need for professional frameworks to ensure responsible use. Furthermore, the study provides a forward-looking perspective on the role of media professionals in the evolving digital environment.

المقدمة :

شهدت منصات التواصل الإجتماعي خلال العقدين الأخيرين تحوّلًا جذريًا من أدوات للتفاعل الإجتماعي إلى أدوات فعالة للقوى الناعمة، تلعب دورًا بارزًا في تشكيل الرأي العام والتأثير في الاتجاهات محليًا وعالميًا. ويُعزى هذا التحول إلى الدمج المتزايد لتقنيات الذكاء الإصطناعي، التي مكّنت من تحليل سلوك المستخدمين، تخصيص المحتوى، وإدارة التفاعل بذكاء وسرعة فائقة.تعد هذه المنصات امتدادًا لمفهوم القوى الناعمة، الذي يقوم على الجذب الثقافي والإعلامي بدلاً من القوى الصلبة، حيث توفّر فضاءات تفاعلية لبناء سرديات عابرة للحدود. ومع ذلك، يرافق هذا التطور تحديات متنامية تتعلق بإنتهاك الخصوصية، تحيّز الخوارزميات، وخلق بيئات مغلقة تحد من التعددية الفكرية، مما يفرض الحاجة إلى آليات حوكمة رقمية فعالة تضمن العدالة والشفافية. ومن هنا تستلزم دراسة منصات التواصل الاجتماعي كأدوات للقوى الناعمة في عصر الذكاء الإصطناعي فهماً عميقاً لتقاطع التكنولوجيا مع آليات التأثير الإجتماعي والسياسي، عبر تحليل متوازن للفرص التي توفرها هذه المنصات، والتحديات الأخلاقية والتنظيمية التي تفرضها.وهذا ما تسعى إليه هذه الورقة من خلال استكشاف الأبعاد المختلفة لهذا التفاعل المعقد بين التكنولوجيا والمجتمع.

1- منصات التواصل الإجتماعي: المفهوم والتطور

بدأ تطور الإنترنت في التسعينيات من خلال مواقع تقدم محتوىً للمستخدمين، ثم تطور دور المتصفحات ليشمل إرسال واستقبال البيانات، مما مهد لظهور تطبيقات البريد الإلكتروني والدردشة والمنتديات، وصولًا إلى تطبيقات أكثر تطورًا مثل ويكيبيديا. كانت هذه المرحلة بداية لما يُعرف بـ”الويب 2.0 “.منذ ظهورها، لعبت وسائل التواصل الإجتماعي دورًا فاعلًا في الحياة الإجتماعية، حيث بات الناس يشاركون تفاصيل حياتهم ويتفاعلون إفتراضيًا، مما جعلها أداة لتكوين العلاقات، والبحث عن عمل، والتسوق، ونشر الأخبار وغيرها.

ورغم بداياتها البسيطة أواخر القرن العشرين، فإن وسائل التواصل الإجتماعي اكتسبت حضورًا مؤثرًا في بدايات القرن الحادي والعشرين، حيث أصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، وغيّرت أسلوب التفاعل الإجتماعي بشكل كبير، خاصة مع إتساع استخدامها عبر الحواسيب والهواتف الذكية في النصف الثاني من العقد الأول للقرن الحالي.

لا يوجد تعريف موحد لوسائل التواصل الإجتماعي، لكنها تُعرّف عمومًا على أنها مواقع إلكترونية تتيح التفاعل بين المستخدمين من خلال النشر والتعليق والمشاركة (Couldry, 2016: 17). يرى  Baudrillard   أن هذه الوسائل نقلت الممارسات الإجتماعية إلى بيئة افتراضية، مما أفرغ الحياة الإجتماعية من واقعيتها.

وقد عرّفها Kaplan وHaenlein  بأنها أدوات تُنشأ بمحتوى المستخدمين أنفسهم، بينما وصفها Safko وBrake  بأنها ممارسات ويب متعددة الوسائط قابلة للنشر بسهولة. أما Fuchs فاعتبرها مظلة تجمع المدونات الصغيرة وشبكات التواصل، في حين شدد Singh و Siddiqui  على تنوع مضامينها وتعدد أشكالها.

بناءً على كل هذه التعريفات، تُعد وسائل التواصل الاجتماعي منصات رقمية تفاعلية تُمكّن المستخدمين من إنتاج المحتوى وتبادله والتفاعل مع الآخرين بإستخدام النصوص، الصور، الفيديو، أو البث المباشر، متجاوزة الزمان والمكان، وتساهم في تشكيل الرأي العام وبناء المجتمعات الإفتراضية.

2- مفهوم القوى الناعمة في السياق الإعلامي

يرمز المثلان : قول غوته  “العيش في الجنة بمفردك عقوبة”، والمثل العربي “الجنة بدون ناس ما بتنداس”، إلى حاجة الإنسان الفطرية للتفاعل الإجتماعي. ومن هذا الميل الإنساني نشأت مفاهيم القوى غير المادية، وأهمها القوى الناعمة. ظهر مفهوم القوى الناعمة على يد Joseph Nye عام 1990، ويعني قدرة الدولة على التأثير في الآخرين وجذبهم إلى تبني قيمها ونموذجها الإجتماعي والسياسي والإقتصادي طوعًا، دون استخدام القوى أو الإغراء، وذلك من خلال الثقافة، والفنون، والسمعة، والتفاعل الدولي الإيجابي. وقد لخّصه “ناي” بقوله: “أن تجعل الآخرين يريدون ما تريده أنت، طوعًا”.

تستثمر الدول في أدواتها الإعلامية لتعزيز حضورها الخارجي، لا سيما عبر وسائل الإعلام الدولية ووسائل التواصل الإجتماعي، التي أصبحت وسيلة مركزية للتأثير في الرأي العام وصورة الدولة عالميًا. وقد استخدمت قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا الإعلام كأداة ناعمة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، رغم ادعاءات الحياد (Nye, 1990: 171). مع التحولات الرقمية في القرن الحادي والعشرين، ازداد اعتماد الدول على الإعلام كجزء من الدبلوماسية العامة، نظرًا لدوره في تشكيل التصورات الجماعية. وأكد Nye أن النصر لا يتحقق فقط عسكريًا، بل يتطلب كسب سردية الحرب إعلاميًا. فالتصور الإعلامي قد يطغى على الحقيقة الواقعية، كما في القول الشائع: “التصور هو الواقع” (Snow, 2020: 10). يرى Ramsden أن التغطية الإعلامية تؤثر في الرأي العام وتشكيل المواقف، ويجمع الباحثون على أن الإعلام أداة فعالة في بناء السلوكيات والدوافع، وقد ثبت أن القوة الناعمة غالبًا ما تكون أكثر فاعلية وأقل تكلفة من القوة الصلبة، خصوصًا مع بروز وسائل إعلام رقمية تُروج لمفاهيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان في سياقات التأثير (McCombs & Shaw, 1972: 176). تطرح هذه التطورات سؤالًا أساسيًا: إلى أي مدى تُستخدم القوة الناعمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير في الرأي العام؟

في السياق الرقمي المعاصر، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي من أهم أدوات القوة الناعمة. فهي تتيح بناء السرديات وتشكيل الاتجاهات وتعزيز الصور الذهنية بطرق غير مباشرة، متجاوزة الزمان والمكان، وهو ما يتماشى مع تعريف Nye  للقوة الناعمة بأنها “القدرة على الحصول على ما تريده من الآخرين عبر الجذب بدلاً من الإكراه”. توفر هذه المنصات أدوات مثل القصص المصورة والبث الحي والمحتوى التفاعلي، تُستخدم في الدبلوماسية العامة لتعزيز الحضور الرقمي للدول.

ووفقًا ل ـGilboa ، باتت وسائل الإعلام الرقمية جزءًا من “ترسانة ناعمة”، توجّه من خلالها الدول تصورات الشعوب وتخدم مصالحها الاستراتيجية عبر خوارزميات المشاركة والتفاعل.

3- الذكاء الإصطناعي ووسائل التواصل الإجتماعي: إعادة تشكيل الاتصال في العصر الرقمي

شهد العصر الرقمي تحولات كبيرة في أنماط الاتصال مع تزايد التداخل بين الذكاء الاصطناعي (AI) ومنصات التواصل الإجتماعي، التي تطورت لتصبح بيئات ذكية تُدار بخوارزميات قادرة على تحليل سلوك المستخدمين وتخصيص المحتوى وإدارة التفاعل في الوقت الحقيقي، مما وسّع تأثير الدول والمؤسسات والأفراد في الفضاء الرقمي، لكن ذلك يثير تساؤلات أخلاقية حول الخصوصية وحيادية المعلومات.

بالرغم من أن كثيرين غير مطلعين على مفهوم الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يُعرّف عمومًا كعلم يركز على تطوير آلات قادرة على أداء مهام تتطلب ذكاءً بشريًا مثل الإدراك والاستدلال (Mitchell, 2019:4) .وقد عرّفه Kaplan & Haenlein (2019) بأنه قدرة النظام على تفسير البيانات والتعلم منها لإنجاز مهام محددة، بينما وصفه Minsky (1967) بأنه فرع علمي يهتم بابتكار آلات تحاكي التفكير البشري دون وعي حقيقي. تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتجلى في خوارزميات التواصل الاجتماعي لترشيح المحتوى، البحث، الإعلانات الرقمية، والمساعدات الصوتية .(Shukla & Vijay, 2013)

في السياق العربي، أشارت دراسة سالم (2021) إلى أن الذكاء الإصطناعي يحسن جودة الخدمات الرقمية ومحتوى التواصل الإجتماعي، مما يعزز تجربة المستخدم وفعالية الإتصال .تعتمد منصات التواصل الإجتماعي الكبرى على الذكاء الإصطناعي في وظائف متعددة؛ مثلاً إنستغرام يقترح الصور عبر الذكاء الإصطناعي، سناب شات يستخدم الرؤية الحاسوبية لتطبيق الفلاتر على الوجوه، ولينكدإن يقترح جهات اتصال ووظائف بناءً على الإهتمامات الشخصية مع الفوائد الكبيرة، يطرح الذكاء الإصطناعي تحديات عدة مثل الحاجة إلى كميات ضخمة من البيانات، ونقص الكفاءات المتخصصة، ومخاوف الخصوصية المتعلقة بالوصول غير المصرح به للبيانات، مما يستدعي وضع أطر تنظيمية توازن بين الفعالية التقنية والإعتبارات الأخلاقية.

3.1 ابتكارات الذكاء الاصطناعي و تأثيرها على التفاعل في وسائل التواصل الإجتماعي

أحدث دمج الذكاء الإصطناعي ثورة في عمل منصات التواصل الإجتماعي وتفاعلها مع المستخدمين، حيث حسّن تجربة المستخدم عبر تخصيص المحتوى، وتحسين التفاعل، واستراتيجيات الإعلان، مع تبسيط خدمة العملاء وفهم أعمق للسلوك (Pavlíček, 2024). رغم الفوائد، تبرز تحديات أخلاقية، تتعلق بالخصوصية والامن، أبرزها:

  • التحليلات التنبؤية: تحليل البيانات للتوقع بسلوك المستخدمين وانتشار المحتوى، ودعم القرارات الإستراتيجية.
  • تقنية التزييف العميق (Deepfake): إنشاء فيديوهات وصور مزيفة تشكل تهديدًا للمعلومات والخصوصية.
  • استهداف الإعلانات: خوارزميات تقدم إعلانات موجهة تزيد من فعالية الإنفاق ونتائج الشراء.
  • أنظمة الإشراف الآلي: أدوات ذكاء اصطناعي تزيل المحتوى الضار مثل خطاب الكراهية والعُري والعنف تلقائيًا.
  • تحديد وتحليل المؤثرين: تحليل دقيق للمؤثرين لدعم الشراكات التجارية الفعالة.
  • ترجمة المحتوى: ترجمة فورية مدعومة بالذكاء الإصطناعي تزيد من التفاعل و شمولية المنصات.

3.2 تحديات وقيود الذكاء الإصطناعي في وسائل التواصل الإجتماعي

رغم الفرص الكبيرة التي يوفرها الذكاء الإصطناعي في وسائل التواصل الإجتماعي، تظهر تحديات ملحة، أبرزها التحيز الخوارزمي، حيث قد تعزز الأنظمة الذكية التمييز المجتمعي عبر تكرار التحيزات القائمة أو تهميش أصوات معينة (Ferreira, 2023؛ Vinuesa, 2020). يؤدي هذا إلى خلق “غرف صدى” و”فقاعات تصفية” تقلل من تنوع وجهات النظر المتاحة للمستخدمين،كما تزيد الطبيعة المعقدة والغامضة لخوارزميات الذكاء الإصطناعي من صعوبة فهم عمليات اتخاذ القرار، مما يعيق الشفافية (هيشام وآخرون، 2023). في ظل نقص آليات الرقابة، يرتفع خطر التمييز والتلاعب بتجارب المستخدمين،بالإضافة لذلك، يثير جمع وتحليل البيانات الشخصية الواسع مخاوف كبيرة بشأن الخصوصية، إذ يمكن استغلال هذه البيانات أو الوصول إليها دون إذن، مما يضعف ثقة المستخدم واستقلاليته.

  • الذكاء الإصطناعي والتحول في دور القائم بالإتصال الإعلامي

يمثل الذكاء الإصطناعي حقبة جديدة في الإعلام معتمدًا على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتحليل البيانات الضخمة، وشبكات الاتصال السريعة، والأدوات الحديثة في التصوير والمونتاج. وقد أدى ذلك إلى ظهور كيانات إعلامية جديدة يبرز فيها دور الأفراد بدلًا من المؤسسات الضخمة، مع نمو كبير في إنتاج المعلومات وتحليلها، وتوظيف الذكاء الإصطناعي في مجالات متعددة منها تحرير الأخبار وكتابة المحتوى (Davenport et al., 2019: 95). يثير هذا التحول تساؤلات حول مستقبل دور القائم بالإتصال التقليدي، الذي كان حلقة الوصل الإنسانية بين الحدث والجمهور، والمسؤول عن التحقق من المعلومات والإلتزام بالأخلاقيات. مع زيادة الاعتماد على الخوارزميات الذكية، يتراجع هذا الدور لصالح عمليات رقمية تفتقر أحيانًا إلى الحس النقدي والمسؤولية الأخلاقية (أحمد وحامد، 2025: 11). تظهر الدراسات التالية جوانب من هذا التحول:

  • 2020,Miroshnichenko: تناولت إمكانية استبدال الروبوتات بالصحفيين، ووجدت أن الروبوتات نجحت في التعامل مع البيانات الضخمة، وأن غرف الأخبار الكبرى ستعتمد على الروبوتات لإنتاج محتوى سريع ومتعدد.
  • 2019,Future Today Institute: وجدت أن العاملين في الإعلام الأمريكي يشعرون بالقلق حيال الذكاء الإصطناعي في غرف الأخبار، مع وجود ارتباك حول دوره وتأثيره على الوظائف.
  • مي مصطفى عبد الرازق ,2022: بحثت اتجاهات القائمين بالإتصال في مصر والعالم العربي نحو الذكاء الاصطناعي، وأكدت قدرته على محاكاة السلوك البشري في مهام إعلامية، مع توقع إصلاحات في المؤسسات لتبني التقنية، خاصة في الصحافة الخدمية والاقتصادية.
  • 2019,Khandelwal & Kumar: رصدوا كيف يغير الذكاء الإصطناعي مستقبل العمل، مع تهديد بعض الوظائف التقليدية، وضرورة إعادة تدريب القوى العاملة لمواكبة التطور.

اذ تُبرز هذه الدراسات السابقة تداخل الفرص والتحديات التي يفرضها الذكاء الإصطناعي على الإعلام، مما يتطلب حوارًا مستمرًا حول دمج التكنولوجيا بشكل أخلاقي وفعّال يحافظ على الجودة والمسؤولية الاجتماعية.

  • المهارات الرقمية الجديدة ومتطلبات العمل الاعلامي

شهدت تكنولوجيا المعلومات والإتصالات تطورات سريعة، وأصبح ملايين المستخدمين، بمن فيهم العاملون في الإعلام، يعتمدون على منصات التواصل الإجتماعي التي تتميز بتفاعل رقمي مكثف. هذا الواقع التشاركي يفرض على العاملين اكتساب مهارات رقمية حديثة ومتقدمة بإستمرار، خاصة في قطاع الإعلام الذي يواجه تحديات رقمية تتطلب متابعة مستمرة للتقنيات ودمجها في برامج التدريب.

يرتكز مفهوم القيادة الرقمية، على قدرة القادة في إدارة رقمنة المؤسسات، وتوجيه الموظفين في بيئة رقمية من خلال مهارات إدارية واستراتيجية وتقنية، مع سمات قيادية مثل الرؤية الثاقبة، الذكاء الرقمي، التعاون، التكيف والتحفيز (Klein, 2020:70؛ Gilli & Guettel, 2024:2). أما المهارات الرقمية، فقد قُسمت إلى أنواع مختلفة وفقًا لـ Van Dijk وSteyaert:

  • المهارات الوظيفية: وتعني القدرة على استخدام الأجهزة والبرمجيات الأساسية.
  • المهارات الرسمية: تشمل مهارات التنقل والتوجيه ضمن الوسائط المتعددة.
  • مهارات المعلومات: البحث، إيجاد، اختيار، ومعالجة المعلومات من مصادر متنوعة.
  • المهارات الاستراتيجية: استخدام الإنترنت لتحقيق أهداف محددة وتحسين المكانة الاجتماعية (Yeniçıktı, 2020:6؛ Van Deursen & Van Dijk, 2010:895).

اضافة الى انه يُشير Van Dijk إلى أن التدريب ضروري لفهم تأثير التفاعل مع تقنيات المعلومات والإتصالات، رغم أن الأفراد يتعلمون بعض المهارات بالممارسة.

5- النتائج و التوصيات:

يشير التحول المتسارع في بيئة الإتصال والإعلام إلى صعود الوسائط الرقمية على حساب الوسائل التقليدية، مما أفرز متطلبات جديدة للعاملين في الحقل الإعلامي، أبرزها امتلاك مهارات الذكاء الرقمي والقدرة على التفاعل بفعالية مع أدوات وتقنيات المحتوى الرقمي. ويُعد هذا التحول أساسًا لإعداد الكوادر الإعلامية لمواجهة التحديات المهنية المستقبلية بكفاءة ومرونة. في هذا الإطار، يُمثل الذكاء الاصطناعي أحد أبرز ملامح التطور التكنولوجي في مشهد وسائل التواصل الإجتماعي، إذ يوفّر إمكانيات متقدمة في تخصيص المحتوى وتحليل سلوك المستخدم وتعزيز التفاعل. غير أن هذا التقدم يصاحبه عدد من التحديات الأخلاقية والمخاطر التقنية، من بينها انتهاك الخصوصية، سوء استخدام البيانات ونشر المعلومات المضللة، مما يستدعي وضع أطر تنظيمية واضحة تضمن الإستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا.

وعليه، توصي الدراسة بضرورة اعتماد الذكاء الإصطناعي بوصفه أداة استراتيجية لتطوير أداء المؤسسات الإعلامية، شريطة تطبيقه ضمن معايير أخلاقية صارمة تحفظ الخصوصية وتكافح التضليل. كما تدعو إلى تعزيز جاهزية الأفراد والمؤسسات والدول للتكيف مع هذه التحولات، باعتبار الذكاء الإصطناعي عاملاً محوريًا في مستقبل الإعلام الرقمي وصياغة ملامح الإتصال في العصر القادم.

قائمة المراجع

  • أحمد, إيناس محمود حامد. (2025). الذكاء الاصطناعي والتوازن الإعلامي دراسة نقدية لدور القائم بالاتصال في ظل الأنظمة الذكية. مجلة بحوث الإعلام وعلوم الاتصال, 25(25), 10-36‎.
  • سالم، د. ف. (2021). فاعلية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواقع التواصل الاجتماعي من وجهة نظر طلاب الإعلام التربوي: الفيس بوك أنموذجًا. المجلة المصرية لبحوث الرأي العام, 20(3)،1-16
  • مي مصـــطفى عبد الرازق(٢٠٢٢)، تقنيات الذكاء الاصـــطناعي في الإعلام: الواقع والتطورات المســتقبلية: دراســة تطبيقية على القائمين بالاتصــال بالوســائل الإعلامية المصــرية والعربية، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، العدد٨١، ١-٧٤
  • Ashwani kumar upadhyay and komal khandelwal,(2019). Artificial intelligence based training learning from application, development and learnıng ın organızatıons, vol. 33 no. 2, pp. 20-23.
  • Baudrillard, J. (2014). Simulacra And Simulation. Trans., Oğuz Adanir. Ankara: Doğu Bati Publications.
  • Couldry, Nick (2016). Media, Society, World: Social Theory And Digital Media Practice. Uk: Polity Press.
  • Davenport, T., Guha, A., Grewal, D., & Bressgott, T. (2019). The potential for artificial intelligence in healthcare. Future Healthcare Journal, 6(2), 94–98.
  • Ferreira, C G. (2023). A short review of the main concerns in A.I. development and application within the public sector supported by NLP and TM. Cornell University.
  • Fuchs, Christian (2014). Social Media. A Critical Introduction. London: Sage.
  • Gilboa, E. (2008). Searching for a theory of public diplomacy. The annals of the American academy of political and social science, 616(1), 55-77.
  • Gilli, K., Lettner, N., & Guettel, W. (2024). The future of leadership: new digital skills or old analog virtues?. Journal of Business Strategy, 45(1), 10-16.
  • Hicham, N., Nassera, H., & Karim, S. (2023). Strategic Framework for Leveraging Artificial Intelligence in Future Marketing Decision-Making. 2(3), 139-150
  • Kaplan, Andreas M. And Haenlein, Michael (2010). “Users Of The World, Unite! The Challenges and Opportunities of Social Media”. Business Horizons, 53(1): 59-68.
  • Kirchner, T., Guenther, L., & Brüggemann, M. (2024). What Journalists Worry and Write About: Comparing Journalists’ Frames of Climate Futures with Respective News Frames. Journalism Practice, 1-19.
  • Klein, M. (2020), “Leadership characteristics in the era of digital transformation”, Business & Management Studies: An International Journal, Vol. 8 No. 1, pp. 883-902
  • McCombs, M., & Shaw, D. (1972). “The Agenda-Setting Function of Mass Media.” Public Opinion Quarterly, 36(2), 176–187.
  • Miroshnichenko, A. (2018). AI to bypass creativity. Will robots replace journalists?(The answer is “yes”). Information, 9(7), 183.
  • Mitchell, M. (2019). Artificial intelligence hits the barrier of meaning. Information, 10(2), 51.
  • Nye, J. S. (1990). Soft power. Foreign policy, (80), 153-171.
  • Pavlíček, A. (2024). Ai in social media: harnessing innovation amid ethical and privacy challenges. IDIMT-2024: Changes to ICT, Management, and Business Processes through AI.
  • Sadiku, M. N, Ashaolu, T. J, Ajayi-Majebi, A., & Musa, S. M. (2021). Artificial intelligence in social media. International Journal of Scientific Advances, 2(1), 15-20.
  • Safko Lon And Brake David K. (2009). The Social Media Bible: Tactics, Tools and Strategies For Business Success. New Jersey: John Wiley & Sons.
  • Shukla Shubhendu, S., & Vijay, J. (2013), Applicability of artificial intelligence in different fields of life. International Journal of Scientific Engineering and Research, 1(1), 28-35.
  • Shukla Shubhendu, S., & Vijay, J. (2013). Applicability of artificial intelligence in different fields of life. International Journal of Scientific Engineering and Research (IJSER), 1(1), 28–35.
  • Siddiqui, Shabnoor and Singh, Tajinder (2016). “Social Media İts İmpact with Positive and Negative Aspects”. International Journal of Computer Applications Technology and Research, 5(2): 71-75.
  • Snow, N. (2020). Rethinking public diplomacy in the 2020s. In Routledge handbook of public diplomacy (pp. 3-12). Routledge.
  • Van Deursen, A.J.A.M. & Van Dijk, J.A.G.M.(2010). Internet Skills and The Digital Divede. New Media & Society, 13(6), 893-911
  • Vinuesa, R., Azizpour, H., Leite, I., Balaam, M., Dignum, V., Domisch, S., Felländer, A., Langhans, S D., Tegmark, M., & Nerini, F F. (2020). The role of artificial intelligence in achieving the Sustainable Development Goals. Nature Portfolio, 11(1).
  • Yeniçıktı, N. T. (2020). A research on the role of digital intelligence in public relations education. Karadeniz Technical University Journal of Communication Research, 10(1), 60-84.
5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطي العربي

مؤسسة بحثية مستقلة تعمل فى إطار البحث العلمي الأكاديمي، وتعنى بنشر البحوث والدراسات في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم التطبيقية، وذلك من خلال منافذ رصينة كالمجلات المحكمة والمؤتمرات العلمية ومشاريع الكتب الجماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى