الدراسات البحثيةالمتخصصة

احقية اليمن التاريخية في السيطرة الجيوستراتيجية البحرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي

Yemen's historical right to maritime geostrategic control in the Red Sea and Indian Ocean

اعداد الباحث : محمد على احمد حمران، جامعة صنعاء، اليمن 

  • المركز الديمقراطي العربي

 

الملخص:

تشكل المسطحات البحرية اليمنية أهمية جيوستراتيجية في البحر الأحمر والمحيط الهندي في تأثيرها على السياسات الدولية وموازين القوى العالمية في مختلف المراحل التاريخية، مما دفع القوى المعادية ومنها الغربية للسيطرة عليها باستخدام مختلف القوى الناعمة والصلبة وكان اخرها قيام أمريكا بعملية انزل بحري في سواحل وجزر اليمن للعام 2023م. تهدف الدراسة الى توضيح الأهمية الجيوستراتيجية البحرية اليمنية والعربية المؤثرة في السياسيات العالمية وضرورة توحيد الفكر والرؤية اليمنية والعربية من خلال بناء التحالفات وتوحيد عناصر الامن القومي  اليمني والعربي لمواجهة القوى الامريكية والغربية واخراجها من المنطقة وفق التحولات السياسية التي شهدتها اليمن في 12 سبتمبر 2014م وتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر  الدين الحوثي بخصوص تطور الاستراتيجية البحرية اليمنية للعام 2022 م , تم تقسيم الدراسة الى عدد من المستويات الأول النظري , الثاني الأهمية التاريخية الميلاد  حتى اليوم .  والذي يعد انتهاك سافر للقوانين والحقوق السيادية للحضارات والدول والشعوب والمكفولة بقوانين سماوية وقواعد واعراف وقوانين تم التوافق عليها ضمن التعاون المشترك في المجتمع الدولي.

  1. 1. المقدمة.

يُعدٌ الموقع البحري اليمني -مضيق باب المندب، والجزر اليمنية، والجرف القاري والمجال البحري الحيوي اليمني، والممرات البحرية الدولية – مركز ثقل وتراكم جيوستراتيجية في القوى اليمنية والعربية , وشكل  إحدى مناطق اهتمام القوى والامبراطوريات والدول الإقليمية المهيمنة, و تعرض المنطقة للتهديدات والمخاطر في مختلف المراحل التاريخية ومنها تعرض المجال البحري الحيوي اليمني العربي للسيطرة من قبل القوى الامريكية الشريرة والمعادية والتي تستخدم قوتها العسكرية وسياستها الخارجية الشريرة  في السيطرة ونهب ثروات الشعوب ومنها سيطرتها في عامة 2023م على سواحل والجزر اليمنية.

انطلاقا من المحددات السياسية العامة والتي شهدتها اليمن في 12 سبتمبر 2014م، وبناء على خطاب السيد القائد في العرض العسكري في صنعاء والحديدة عام 2022م والتي شكلت محددات واطر رئيسييه في تطور الاستراتيجية البحرية اليمنية والعربية والإقليمية.

تطلب اجراء الدراسة لاستكشاف الأهمية الجيوستراتيجية في مختلف المراحل التاريخية ودراسة تأثير ظاهرة الصراع للقوى الغربية وواحدية سياستها وتباين القوى والوسائل في الهيمنة والسيطرة.  وتم استخدام العديد من المناهج التاريخية والوصفية والإقليمية في الدارسة، حيث تم تقسيم الدراسة الى أربعة اقسام، الأول الإطار النظري والمنهجي، الثاني الأهمية والصراعات التاريخية، الأهمية البحرية في تاريخ الإمبراطورية العربية والإسلامية، المستوى الثالث الاستراتيجية البحرية من القرن الثاني عشر حتى الحرب العالمية، المستوى الرابع. الأهمية الاستراتيجية البحرية من الحرب العالمية حتى السيطرة الامريكية على المجال الحيوي اليمني والعربي. يتوقع من الدراسة التوصل الى معرفة وفهم العلاقة بين الموقع الجيوسياسي اليمني وتأثيرها في السياسية العامة في الدولة والعلاقات الخارجية بين مختلف القوى.

  1. مشكلة الدراسة. تعرض المجال البحري اليمني والعربي للسيطرة والهيمنة من قبل قيادة المنطقة العسكرية الأمريكية وعدد 34دولة بسبب غياب القوى اليمنية والعربية لملء الفراغ السياسي.
  2. حدود منطقة الدراسة: تَشمل الحدود الفلكية، الحدود البحرية السياسية، والحدود الطبيعية البحرية لمنطقة الدراسة، وفقاً للحدود الجُغرافية الطبيعية المكانية ضمن الحدود السياسية للجمهورية اليمنية، والخاضعة للسيادة والولاية اليمنية بمختلف مياهها البحرية الداخلية، والبحر الإقليمي، والمنطقة المتاخمة، والمنطقة الاقتصادية الخالصة، ومجالها البحري والجوي والقاري والأعماق والفضاءات البحرية، وما تحتوي عليه من جزر، خلجان وممرات ومضائق بحرية، وجميع ظواهر المسطحات البحرية اليمنية.

خريطة (1-1): حدود منطقة الدراسة

المصدر: الباحث، بواسطة برنامج GIS.10.8.1  ودنيس فينتر،  جامعة جوهانسبرغ، جنوب افريقيا، للعام 2017. ص138.

كما توضح الخريطة (1-1) حدود المياه البحرية الاقتصادية الخالصة اليمنية، وموقع منطقة الدراسة بالنسبة لدول شمال غرب المحيط الهندي، حيث قسمت المسطحات إلى مناطق وأقاليم بحرية وهي المياه البحرية اليمنية في جنوب البحر الأحمر، ومنطقة خليج عدن, ومنطقة البحر العربي و المحيط الهندي وما تشمل عليه من الظواهر الطبيعية البحرية خريطة(1-2).

  1. حدود الموقع الفلكي. تقع حدود المنطقة في شمال خط الاستواء بين خطي طول و شرقاً، ودائرتي عرض شمالاً، وتبدأ خطوط حدود المنطقة بناءً على خطوط الحدود البحرية من جهة الشمال بين اليمن والسعودية وفق اتفاقية جدة للعام 2000([1]), والتي نصت على تعيين  نقاط خط الأساس والحدود البحرية اليمنية والسعودية([2]), وتبدأ من نقطة على الساحل اليمني في رأس المعوج مديرية ميدي بمحافظة حجة اليمنية، وتمتد الحدود بالخط الوهمي باتجاه البحر غرباً, بمحاذاة جزيرة ذوحراب, ويبلغ طول الخط البحري حوالي (182 كم)، ثم ينحني الخط في اتجاه الجنوب الغربي إلى محاذاة الحافة الجنوبية في جزيرة ميون, ويصل طول الخط الحدودي حوالي( 497.16 كم)، ثم يمتد الخط باتجاه الجنوب الشرقي في خليج عدن بطول (931 كم) باتجاه القرن الأفريقي في الصومال، ثم يمتد جنوباً وبشكل قوس دائري في المحيط الهندي وبحر العرب حتى الساحل اليمني في رأس ضربة علي المحاذي للحدود البحرية في سلطنة عمان, ويصل طول الخط البحري الحدودي اليمني حوالي(724 .2121 كم).

وفق الأعمال والبيانات المستخدمة في أنظمة المعلومات الجغرافية رقم 18.8.1 وتقرير المنظمة البحرية الدولية للعام 2021م، تقع المياه الاقتصادية البحرية خريطة (1-2) وتبلغ مساحتها حوالي (527384 كم2) والمضمن في تقرير الأمم المتحدة برقم 887.(MRGID-TERRIN-2199 )([3])، وتفوق مساحة مسطحات البحر الأحمر وتصل حوالي (450.000كم2))[4](, أما المياه الداخلية اليمنية مرتبطة بتعيين نقاط خط الأساس اليمني)[5]( وقد تم تسجيله في مكتب الأمم المتحدة عام 2014م، ولكن لم يتم إصدار الخرائط  الموضحة لها  من قبل المنظمة البحرية الدولية, والتي قامت بإصدار خرائط للعديد من الدول موضحاَ حدود المياه الداخلية البحرية, ومنها المملكة العربية السعودية)[6](، بالنسبة للمياه الإقليمية اليمنية تم تحديدها وفق القرار الجمهوري بحوالي (12 ميل) مقاس من خط الأساس خريطة (1-4) ومساحتها حوالي (69797 كم2), وتم قياس البحر الإقليمي اليمني من الساحل اليمني خلاف نقاط خط الأساس الذي تضمنها القرار الجمهوري المذكور أعلاه)[7](.

خريطة (1-2) حدود الموقع الفلكي لمنطقة الدراسة

المصدر: الباحث , وباستخدام برنامج Arc GIS،10.8.

ومن خلال الخريطة  (1-2) توضح أنً المناطق البحرية اليمنية  تشكل أكثر اتساع في أقصى الشمال بين الحدود اليمنية والسعودية، ويقل عرضها في اتجاه الجنوب بمحاذاة المياه الاقتصادية الارتيرية حتى تصل إلى أقل نقاط  اتساع بالقرب من جزيرة ميون في مضيق باب المندب، ثم يتجه خط الحدود شرقاً في خليج عدن موازي لسواحل الصومال حتى يقابل رأس عسير (كيب كوردفاي) وتشكل بداية بحر العرب,  ثم يتجه الخط نحو الجنوب باتجاه جزيرة سقطرى اليمنية حتى اْخر نقطة لحدود المياه الاقتصادية اليمنية الخالصة في المحيط الهندي، ثم يمتد الخط  على شكل قوس باتجاه الشمال الشرقي من جزيرة سقطرى, وعلى مسافة (200 ميل) من الجزيرة، ثم يتجه خط الحدود في بحر العرب من جهة غرب جزيرة سقطرى حتي يتصل مع بداية خطوط الحدود لبحرية مع سلطنة عمان وفق الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، حتى يصل إلى الساحل اليمني في محافظة المهرة خريطة (1-3) الحدود البحرية السياسية لمنطقة الدراسة في البحر الأحمر، خليج عدن، بحر العرب والمحيط الهندي .

خريطة (1-3) الحدود البحرية السياسية

المصدر: الباحث، باستخدام برنامج GIS10.8.1.

  1. حدود الموقع (البحري) الجغرافي. تقع منطقة الدراسة جغرافيا في شمال غرب المحيط الهندي, وجنوب البحر الأحمر, وتقسم من المنظور السياسي البحري إلى مياه داخلية، المياه الإقليمية، المياه الاقتصادية الخالصة اليمنية، ويشكل إقليم البحار والجزر اليمنية أحد أهم الأقاليم الطبيعية وتقع غرب وجنوب اليمن خريطة (1-3) ويحد منطقة الدارسة من الشمال المياه البحرية السعودية ويحدها من الغرب المياه البحرية في إرتيريا وجيبوتي، ويحدها من الجنوب والجنوب الغربي المياه البحرية الصومالية وأعالي البحار في المحيط الهندي خريطة(1-4) ويحدها من الغرب مياه بحر العرب و المياه البحرية العمانية, وتضم الحدود البحرية الطبيعية كل الظواهر للمسطحات البحرية من مياه بحريه, جزر وسواحل وخلجان بحرية, جرف قاري والقيعان البحرية والفضاء البحري اليمني([8]). 

خريطة (1-4) الحدود والمساحات للمجال البحري الحيوي

المصدر: الباحث، باستخدام برنامج GIS10.8.1.

  1. الموقع الجيواستراتيجي البحري. يحدد الموقع الجيواستراتيجي والمجال البحري لمنطقة الدراسة علاقة الإقليم بجيرانه, ومركز الثقل الحضاري والسياسي مع العالم، و يمنح القوة المسيطرة عليه قيمة مؤثرة في مختلف المجالات والمستويات الإقليمية والدولية وفاعل في السياسة العالمية([9])، وهو إلى ذلك يتصف بالثبات إلا أن المتغيرات في قيمته السياسية والاستراتيجية في تغير وتحول دائم بسبب انتقال مراكز القوى الجيوبولتكس من مكان إلى آخر, ويطلق عليه المجال الحيوي أو الفضاءات البحرية التي يتحرك في إطارها، ثم إنه يتميز بخصائص وسمات عسكرية، اقتصادية، وسياسية مؤثرة في وقت السلم والحرب، ويمثل موقع منطقة الدراسة أهمية جيواستراتيجية لتميزه وتفرده بعدد من الخصائص والسمات البحرية عن غيره من الدول العربية والإقليمية، والتي تصنف أنها من أهم الممرات البحرية الحيوية لنقل ملايين الأطنان من إمدادات الطاقة من النفط الخام والبضائع التجارية من جنوب شرق اسيا، وأمريكا، أوروبا, والخليج العربي والمنطقة الأفريقية)[10](, ويشرف ويسيطر على أهم المضائق البحرية في مضيق باب المندب، كما يضم أهم الجزر الاستراتيجية في جزيرة سقطرى, وميون, وعبد الكوري, وحنيش و ذو حراب, ومساحات بحرية واسعة في المياه الاقتصادية اليمنية في البحر الأحمر، بحر العرب، وخليج عدن, والمحيط الهندي الموضح في خريطة (1-4-1), كما تشكل منطقة الدراسة محصلة قوى وتراكم جيوستراتيجي أكسبها مركز ثقل إقليمي ودولي وله أولوية في السياسات الخارجية. وزادت أهمية الموقع اليوم من خلال التنافس الاقتصادي، العسكري والسياسي حيث تقع منطقة الدراسة والمجال البحري ضمن مشروع الطريق البحري الصيني والذي يشكل أحد المشاريع البحرية الاقتصادية في المنطقة والعالم.

خريطة (1-4-1) الموقع الجيواستراتيجي والمجال الحيوي لمنطقة الدراسة

    المصدر: الباحث بالاستناد إلى برنامج GIS10.8.1 اعتمادا على  دنيس فينتر، (افريقيا والهند، الأمن البحري والأهمية الاستراتيجية الهندية في غرب المحيط الهندي، جامعة جوهانسبرغ، جنوب افريقيا، للعام 2017. ص138.

7.مساحة منطقة الدراسة. من خلال البيانات للمنظمة البحرية الدولية الموضحة للمناطق الاقتصادية البحرية العالمية للعام 2019 م، تصل مساحة منطقة الدراسة حوالي )527384 كم2( جدول (1-1)، وعدد الجزر اليمنية حوالي )285) جزيرة وضحضحاح *(ظهرة) وصخر بحري)[11](, مساحتها حوالي (21000كم2))[12](, كما تضم المساحات البحرية المغمورة في الجرف القاري اليمني ويمتد إلى نهاية الحافة القارية الجغرافية اليمنية باتجاه الأعماق البحرية في البحر الأحمر، خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، أو على بعد (200 ميل)  بحري* من خط الأساس في حالة ما يكون امتداد الحافة القارية اقل من (200ميل)، ولكل جزيرة مياه اقتصادية أسهمت في اتساع الجرف القاري، كما تبلغ مساحة النطاق المائي البحري اليمني حوالي (531829 كم2))[13](، وتشكل منطقة الدراسة نسبة تزيد عن مساحة اليابسة في الجمهورية اليمنية بحوالي (9،8%))[14](، ومساحة النطاق المائي أكثر من القاري اليمني ويشكل عاملًا استراتيجياً مؤثراً في القوة البحرية  ويحدد إتجاهات السياسة الخارجية)[15](, والعلاقات الاقتصادية اليمنية.

جدول (1-1) مساحة المسطحات البحرية في منطقة الدراسة

م المنطقة البحرية المساحة/كم 2 %
1 المسطحات البحرية اليمنية في البحر الأحمر 35867 6.8
2 المسطحات البحرية اليمنية في خليج عدن 125277 21.9
3 المسطحات البحرية اليمنية في بحر العرب والمحيط الهندي 376434 71.3
  الإجمالي 527578 100

المصدر: الباحث. باستخدام برنامج GIS.10.8.1

8.أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى التأكيد على احقية اليمن في السيطرة على المجال السياسي البحري في البحر الأحمر والمحيط الهندي من الاحقية التاريخية من قبل التاريخ , والذي ساهم الأجداد في الحفاظ والدفاع عنها وخوض العديد من الصراعات والحروب نظرا لأهميه الجيوستراتيجية للبحار والجزر اليمنية في مختلف المراحل التاريخية ودورها في قوة الدولة اليمنية وتعزيز العلاقات الاقتصادية الإقليمية والدولية، وتحقيق الأهداف الثانوية كالآتي:

  • ‌أ- مدى مساهمة اليمنيين في تطور الفكر الجيواستراتيجي البحري وتعزيز العلاقات التجارية البحرية في وقت مبكر.
  • ‌ب- استكاشف التميز والتفرد للخصائص الطبيعية والبشرية الجيوستراتيجية للمسطحات البحرية اليمنية­ والتي شكلت محل أطماع للإمبراطوريات والقوى في مختلف المراحل التاريخية.
  • ‌ج- دراسة الأسباب والعوامل والمشكلات ووجود القوى البحرية الحربية الدولية في المنطقة والاستفادة من الدراسات الجيوستراتيجية البحرية الإقليمية والدولية لتوظيف منطقة الدراسة وأثرها في تشكل قوة بحرية عربية إقليمية.

 

  1. فرضيات الدراسة: تفترض الدراسة الآتي:

إن تنمية الفكر الجيواستراتيجي البحري والاستفادة من التاريخ السياسي البحري اليمني الإقليمي , والذي واجهت اليمن العديد من التحديات والمخاطر من قبل القوى المهيمنة للسيطرة علية , يسهم في معرفة وفهم وتحليل اشكال الصراع, والتمكن من استنباط التصورات والوعي لدى المجتمع اليمني، ومساعدة صناع القرار في فهم ومعرفه بأهمية البحار والجزر اليمنية، وأولوية إجراء التخطيط التنموي البحري الاستراتيجي من أجل تعزيز الاقتصاد الوطني، وتطوير العلاقات الاقتصادية العربية والإقليمية والدوليةَ لرفع مستوى دور اليمن على المستوى الإقليمي.

ب. إنَ التركيز على التخطيط الجيواستراتيجي للمسطحات البحرية والجزر اليمنية والاستفادة من تخطيط الحيز البحري الإقليمي والدولي، سيسهم في تعزيز الدخل القومي اليمني والتوجه إلى بناء الشراكة وفتح آفاق التنافس لهدف تحسين العلاقات الاقتصادية الإقليمية والدولية.

10.أسباب اختيار الموضوع.

أ, ضعف التنمية الفكرية السياسية اليمنية أدى إلى خلل في النظام السياسي، وعدم الاستقرار والصراع وتأثيرها وعلاقتها في قوة الدولة والسيادة اليمنية وانعكاساتها على أداء التنمية في السياسة البحرية وحياة اليمنيين مع زيادة التهديدات والمخاطر والانتهاكات الإنسانية جراء الصراعات الدولية في منطقة الدراسة والتي لم يتم الاستفادة منها من قبل اليمنيين خلال الحروب والهيمنة والغزوات البحرية على المنطقة في مختلف مراحل تاريخ اليمن.

ب. ضعف القوة البحرية العربية والإقليمية في ملء الفراغ الأمني والعسكري في المنطقة، وعجز الأمم المتحدة والنظام الدولي في التوصل إلى بناء قوات دولية تسهم في حفظ الأمن والاستقرار الدولي، والحد من انتشار القوات العسكرية الأجنبية خارج حدود الدول، رافق ذلك زيادة في التهديدات البحرية والتي على سفن نقل النفط والغاز، وشهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنها منطقة الدراسة أكثر تلك العمليات)[16](.

ج. الواقع المعاش وما يتعرض له الشعب اليمني من احتلال وعدوان وصراعات ومشاكل متعاقبة من قوى إقليمية ودولية نتيجة الأطماع على منطقة الدراسة، وفشل المفاوضات المحلية في إنهاء الصراعات الداخلية، وأثر غياب استراتيجية يمنية وعربية واضحة، والتغييب المتعمد بأهمية المنطقة في تطوير القوة البحرية اليمنية والعربية الحديثة.

د. التقاء مصالح القوة الإقليمية والدولية في الهيمنة والسيطرة على منطقة الدراسة والمجال البحرية اليمني، وانعكاسات الصراعات العسكرية والسياسية البحرية الإقليمية والدولية في عدم الاستقرار وزيادة جرائم الحرب والفوضى ومخاطر الأمن البحري وانتهاك السيادة وحقوق الإنسان اليمني والعربي.

11.أهمية الدراسة:

  • ‌أ- توضح الدراسة ارتباط الفكر الجيوستراتيجي الغربي العدواني والمهيمن في مختلف المراحل التاريخية واختلاف القوى والوسيلة والزمن لكن الهدف السياسي لغرض نهب ثروات الشعوب العربية والإسلامية.
  • ‌ب- توضيح عناصر القوة الاستراتيجية في منطقة الدراسة في باب المندب، وأرخبيل سقطرى، جزر البحر الأحمر، والخطوط البحرية الدولية وأهميتها في السيطرة البحرية والصراع البحري الإقليمي والدولي.
  • ‌ج- تساعد في معرفة والتوعية في الأهمية والتأثير في الأمن القومي اليمني بهدف اقناع صناع القرار السياسي اليمني بأهمية تكثيف الجهود، والاتجاه إلى التنمية البحرية المستدامة وتطوير الاستراتيجية البحرية اليمنية الشاملة.
  • ‌د- تعمل على بناء قواعد وبيانات حديثة في كيفية استخدام أنظمة المعلومات الجغرافية في تخطيط المجال البحري اليمني، وربطها وعلاقتها ودورها في التنمية البحرية الاقتصادية والاستثمارات المحلية وإمكانية بناء شراكات مع دول القرن الأفريقي وجنوب شرق أفريقيا وجنوب غرب آسيا.
  • ‌ه- توضح أهمية إجراء الدراسة المورفولوجية لمنطقة الدراسة وتأثيرها في قوة الدولة الجمهورية اليمنية وتعزيز العلاقات الدولية.
  • ‌و- توضح وتحلل أهمية عناصر القوة البحرية في منطقة الدراسة، وأثرها في السياسة الخارجية اليمنية ومدي أهميتها في الاستراتيجيات البحرية الإقليمية والدولية.

12.مناهج الدراسة:

. أ. المنهج الوصفي.   لوصف وتحليل الظاهرة البحرية في منطقة الدراسة، ومعرفة الخصائص الجغرافية والطبيعية والبشرية للبيئة البحرية اليمنية، والمجال البحري الحيوي لها بشكل منفرد، إضافة إلى الاستفادة من المنهج الوظيفي والإقليمي، وارتباطه مع المنهج الوصفي من أجل التعرف على تميز الظواهر البحرية من منظور إقليمي، وإمكانية التوظيف والتطبيق لمنطقة الدراسة.

ب. المنهج التاريخي.

تم استخدام المنهج التاريخي لتوضيح الأهمية الجيوستراتيجية التاريخية لمنطقة الدراسة في تاريخ اليمن القديم والحديث والمعاصر، الحرب العالمية الأولى والثانية حتى عام 1990م، لتوضيح دور اليمنيين في تطور الفكر الجغرافي الجيوستراتيجية البحرية اليمنية الكلاسيكية, وكذلك  استخدام البحر في التجارة البحرية, وتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية، والكشف عن دور منطقة الدراسة في الصراعات الإقليمية والدولية، وأوجه العلاقة في المنهج التاريخي مع الجيوستراتيجية البحرية، حيث إن بعض الجغرافيين والأكاديميين يُعدوٌن الجغرافيا السياسية مرتبة ومتلازمة مع الجغرافيا التاريخية في صورة ديناميكية ترتبط بأنماط التجمعات السكانية في الأقاليم القارية والبحرية عبر التاريخ)[17](، وتأتي أهمية المنهج التاريخي من أجل تحليل وقياس عناصر القوة البحرية في منطقة الدراسة, والتركيز على الأحداث والصراعات البحرية في الماضي والحاضر من أجل التحليل والبحث عن جذور مشكلة الغزوات البحرية على اليمن من الساحل المتعاقبة من عقد إلى آخر, والأسباب التي أدت إلى ضعف الجبهة البحرية وارتباطها بالصراعات المحلية طيلة هذه المدة)[18](.

ج. المنهج التحليلي والإقليمي.  يُعدٌ المنهج التحليلي والإقليمي من مناهج تحليل القوة والتقنية, ومعرفة أبعادها وماهيتها, وكيفية استخدام الموضوعية والواقعية في إيجاد حلول من خلال تحليل منطقة الدراسة, وتأثيرها في القوة الوطنية الشاملة وعناصر القوة الوطنية في الجمهورية اليمنية، كونهُ ، يعالج مشاكل الوحدة السياسية باعتبارها تضم الأرض مثلما تضم الناس, والتمكن من قياس وتأثير عناصر وعوامل القوة البحرية الوطنية الشاملة اليمنية، والاستفادة والربط بين منهج الجغرافيا السياسية على مستوى الوحدة السياسية, وتوظيف المنهج الإقليمي في استكشاف التميز وتنوع واختلاف الظواهر البحرية في الإقليم عن غيره من الأقاليم  من أجل وضع الإقليم ضمن أولوية التخطيط الاستراتيجي بمقدار ما يحتويه من نسبة تأثير و أهمية عن غيرة في الإقليم البري و على مستوى الإقليم السياسي العربي والأفريقي والمنطقة الإقليمية في شمال غرب المحيط الهندي جنوب غرب آسيا.

  1. مصادر الدراسة: اعتمدت الدراسة على العديد من المصادر الرئيسية والثانوية من أجل جمع المعلومات النظرية والبيانات والإحصاءات والخرائط فيما يتعلق بالبحار والجزر اليمنية، إذ تشكلت المصادر الأولية لجمع البيانات على النحو الآتي:

أ. البيانات الرسمية: وتتمثل في البيانات الصادرة عن الجهات الحكومية، ممثلة في الهيئة العامة للموانئ البحرية، وزارة الثروة السمكية، ومؤسسة موانئ البحر الأحمر، والقوات البحرية اليمنية والجمعية الجغرافية اليمنية، قسم علوم البحار في كلية العلوم، الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا، وجامعة صنعاء في الجمهورية اليمنية.

ب. البيانات والتقارير الصادرة من الهيئات والمؤسسات الحكومية العربية والأفريقية والأوربية والدولية ومنها تقارير ومؤتمرات المنظمات البحرية الدولية,  والاتحاد الدولي للجغرافيا, والجمعية الجغرافية الأمريكية,  والجمعية الجغرافية الملكية البريطانية,  والجامعة العربية,  ومجلس التعاون الخليجي, المؤتمرات الجغرافية العربية, الاتحاد العربي للنقل، المركز العربي للدراسات والبحوث، ومراكز البحوث العربية والاتحاد الأفريقي والاوربي, والمنظمة الدولية للدول المطلة على المخيط الهندي, المجلة اليابانية للمحيط الهندي والهادي,  للاستفادة من البيانات والنشرات البحرية فيما يتعلق بالتهديدات والصراعات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي.

ج. البيانات والتقارير الصادرة من مراكز البحوث الأوربية والدولية مثل منظمة الأمم المتحدة وتقارير الاتحاد الأوربي ومنظمة المحيطات والمنظمة البحرية الدولية ((IMO([19])، الجامعة البحرية الدولية, كلية الحرب البحرية الأمريكية, مركز البحوث
(science direct) مركـز المعلومات البيئية (بيانات الجيوفيزيائية لمتابعة حركة السفن)([20](, المنظمة الأمريكية (Eia), والنشرات لوزارة النقل البحري الأمريكي, نشرات قناة السويس وبنما, المؤتمرات البحرية للأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية.

د. النزول الميداني إلى سواحل وجزر الجمهورية اليمنية*, الملاحظة الميدانية والمقابلات الشخصية مع الشخصيات المطلعة على المتغيرات الدولية والسياسة المحلية فيما يخص الشؤون البحرية اليمنية.

و. المراجع المحلية والعربية والإقليمية الدولية وتم الاعتماد على العديد من الدراسات والرسائل والكتب العلمية ومنها الجغرافية والسياسية والتخطيط الاستراتيجي المهتمة في البحار والجزر اليمنية، كذلك العديد من المراجع الأجنبية مثل دراسات بحرية من كلية الحرب البحرية الأمريكية، والجامعة البحرية الدولية، مجلة الدراسات العسكرية والإستراتيجية في كولومبيا([21])، مجلة المحيط الهادي والآسيوي([22]), دراسات بحرية في إندونيسيا وأوروبا وأمريكا والصين وبريطانيا تم توضيحها في المراجع والهوامش.

  1. مواد وأدوات البحث ومراحل الدراسة: خرائط طبوغرافية للجمهورية اليمنية، بمقياس رسم من 1-50000 صادرة من مصلحة المساحة اليمنية وذلك للاستفادة منها في دراسة طبوغرافية منطقة الدراسة. نموذج الارتفاعات الرقمية لليمن (DEM12) ,نموذج الأعماق البحرية(Bathymetry) استناداً إلى المنظمة البحرية الدولية والصادرة من المركز العالمي للأعماق البحرية وخرائط المحيطات )جيبكو2021م (GEBCO-2021 GRID))[23](, وهي مجموع بيانات قياس شبكات الأعماق الحالية وتمثل نموذج تضاريسي عالمي للمحيطات والأرض، وتوفر بيانات الارتفاع بالأمتار*. والصور الجوية وصور القمر الصناعي) لاندسات8), وخريطة قياس الأعماق والخرائط البحرية الصادرة من المملكة المتحدة لمنطقة الدراسة)[24](.
  2. أهمية منطقة الدراسة في تاريخ اليمن القديم. شكلت منطقة الدارسة أهمية كبيرة في تاريخ اليمن القديم نظرا لارتباطها بحدود الإمبراطوريات والحضارات اليمينة القديمة, ولم تكن الحدود البحرية والبرية واضحة للأنظمة السياسية، ورأى العالم بطليموس (90-168) قبل الميلاد أن حدود العربية السعيدة تبدأ من العربية الصخرية جنوب خليج العقبة, وتمتد شرقاً إلى الخليج العربي، وجنوباً إلى بحر العرب، ويرجح رأيه  إلى خضوع شمال الجزيرة للاحتلال الروماني والساساني, وكانت القبائل اليمنية والعربية تقود الأوضاع والمقاومة في جزيرة العرب ونفوذها يصل إلى حدود البتراء في العربية الصخرية، وتوضح الخريطة(3-1) موقع اليمن في شبه الجزيرة العربية قديماً، كما حدد الجغرافيون والمؤرخون الإغريق والعرب حدود اليمن ويضم المنطقة الممتدة من الخليج العربي شرقاً، والبحر الأحمر غرباً,  وبحر العرب جنوباً والتي تشمل الجمهورية اليمنية حالياً, كما تقع أجزاء من الاراضي اليمنية التاريخية ضمن السعودية، وسلطنة عمان، وأجزاء في دولة الامارات ومناطق الربع الخالي التي تمتد إلى عروق بني حمران شمال شرق والمخلاف السليماني شمال غرب ومجموعة أرخبيل جزر فرسان في البحر الأحمر، يدرك اليمنيون بالأحقية التاريخية القارية والبحرية في شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر وبحر العرب والتي انتزعت من اليمن وقسمت بسبب الاتفاقية الجيوسياسية لسايكس بيكو([25]).

خريطة (3-1) موضع وامتداد جغرافية اليمن في الجزيرة العربية قديما

المصدر: مكتبة الأمم المتحدة، UN،. Library 2021.

أما الهمداني 344هجرية, فحدد اليمن شمالاً على شكل خط يأخذ من حدود عمان إلى حد ما بين اليمن واليمامة وإلى حدود الهجيرة وتثليث وأنهار جرش، منحدراً في السراة إلى شعف عنذر، إلى تهامة, إلى أم جحدم إلى البحر يقال له كدمل، بالقرب من حمضة وذلك إلى حد ما بين كنانة ([26])، وظهرت الحضارات اليمنية القديمة من ثمانية ألف إلى النصف الثاني للألف الثاني قبل الميلاد في الجزء الجنوبي الغربي في شبه الجزيرة العربية ([27])، وكانوا يعتمدون على الزراعة والتجارة عبر البحر لنقل منتجاتهم من السلع*، استخدم اليمنيون المراكب بشتى أنواعها في التجارة البحرية الداخلية والخارجية, وقاموا بصناعة السفن من الجلد والخشب([28])،وأشار عالم النبات ثيوفرأستون قائلا عن البحارة السبئيين رجال حرب وزارعة وتجارة يسافرون على ظهور قوارب¸ واستخدموا السعف، وخشب التيك (الساج) لصناعتها وكانوا يستوردون بعض الاخشاب من جنوب الهند في القرن الثالث قبل الميلادي، ويقصدون ميناء مالا بار في الهند لبناء المراكب والسفن البحرية، وكانت اللبان السلعة المقدسة في المعابد والكنائس الأوربية وتعادل قيمة الذهب، واشتهر ملوك سبأ وحضرموت بتجارة اللبان، وكانت التجارة البحرية حرفة يزاولها اليمنيون, ودرت عليهم أرباح هائلة و جنوا مبالغاً كبيرة من عائدات الضرائب وكانت بحاجة إلى حماية لخطوط القوافل البحرية اليمنية، وبذلك شكلت المصلحة الاقتصادية والعلاقات الدولية إحدى الاهتمامات لدى الكيانات السياسية القائمة في تاريخ اليمن القديم، وشكل تطوير التجارة البحرية أحد الهموم الرئيسية للدول اليمنية وبدورة أدى إلى الوحدة الاقتصادية في جنوب شبه الجزيرة العربية وتعد أحد المرتكزات الأساسية للنهوض وتحقيق الوحدة السياسية، وشكلت البدايات الأولية لتوحيد الدول اليمينة القديمة سبا، أوسان، قتبان، حضرموت ودولة معين في نظام جيوسياسي وأحد على أرضية الوحدة الاقتصادية المشتركة لتلك الدول، حيث تقاسمت النشاط التجاري وشرعت في تطوير وحماية التجارة البحرية ووضع القوانين والنظم والمحطات العسكرية لحماية القوافل البرية والبحرية التي تحمل البضائع والواقعة تحت سيطرتها ([29]).

شكل الموقع الجغرافي – الجيواستراتيجي لمنطقة الدراسة على الطريق البحري دور مهم كوسيط في عملية التبادل التجاري بين الحضارات اليمينة القديمة وباقي حضارات العالم، من خلال اتصال الموانئ البحرية في ساحل البحر الأحمر وبحر العرب مع دول جنوب شرق آسيا وشرق افريقيا، وكان يتم تصدير البخور إلى جنوب إيران, وتمت في تلك المدة إقامة علاقات تجارية بواسطة البحر مع الصين، و إقامة علاقات تجارية مع مصر الخاضعة للسيادة الرومانية([30])، ومن أشهر الموانئ البحرية موزع جنوبي المخا، ميناء أكسليس بالقرب من باب المندب، ميناء قنا، ميناء موشا وميناء سمهرم على بحر العرب في منطقة ظفار عمان اليوم، وتم تأسيسه من قبل ملوك مملكة حضرموت في العصر الهلسنتي وتبحر منه السفن نحو الشرق والغرب، حيث كان حلقة وصل مع البحر المتوسط والخليج والهند، تقول أسمهان الجرو: أنه تم تحليل الكربون المشع ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع والخامس قبل الميلاد([31])، كما ورد في المسند والنقوش في حضرموت أـن تجارة اليمنيين ارتبطت عبر البحر بجنوب شرق أفريقيا منذ العصر الحجري الحديث ([32])، كان ميناء موزع ينقل البضائع إلى افريقيا، مثل الزجاج، الحديد، الأسلحة، العاج، وكانت مدينة رفتا أشهر الأسواق التجارية في الجنوب الأفريقي والتي كانت خاضعة للتجار من موزع، كانت المنطقة المسماة ازانيا خاضعة لملوك سبا وكانت أنظمة التجارة البحرية في ميناء موزع يقتصر على المر، اللبن وعلى جهود فردية، بينما اشتهرت موانئ قنا بتصدير البخور وكان أكثر تنظيماً من قبل الحكام([33]), وكذلك ميناء سهرم ( موشا)، ميناء الاسعا ويعرف (الشحر) ويقع بين عدن والمهرة، ميناء رأس فرتك (خالفوت )، وكان ميناء الشحر يشكل منطقة اتصال بين مختلف التجار من الجنسيات المتعددة وشكل في ذلك التاريخ منطقة ميناء ترانزيت وقال عنه الأزد في شعرهم .

“من مازن مهرق فيه الالوك إلى -من حل بالشحر من عجم ومن عرب

ان اسمعوا وادفعوا الخرج الوفي إلى -نصر ودينوا ولا تعصو في سبب

كتب نصر إلى الجلندي الذي كان يأخذ الاتاوات بالقوة من أصحاب السفن، أن خير الملوك آل الجلندي عشيرا ومحتدا وجدودا، ملكوا البحر بعدما ملكوا البر إلى اليوم وسجودا([34](. كذلك ميناء المرفأ دمقوت ويقع في ساحل المهرة في الجنوب الغربي من حوف، واشتهر بتصدير البخور، ميناء سقطرى ويقع في جزيرة سقطرى وميناء شرمة ويقع في حضرموت بين الديس ومربط، ميناء عدن،([35]) توضح الخريطة (3-2) الموانئ البحرية في الحضارات اليمنية القديمة، وشكلت مراكز مهمة لجمع وتوزيع البضائع، كانت الرياح في منطقة الدراسة لها تأثير في حركة السفن وعبورها إلى جنوب شرق اسيا([36]).

خريطة (3-2) الموانئ البحرية قديمة

المصدر: مهيوب كليب، كتاب تطور خطوط لملاحة البحرية حول الجزيرة العربية وما بين الالفين الأول والثالث قبل الميلاد، ص3.  

وكان الفكر الجيواستراتيجي التقليدي في تاريخ الحضارات اليمنية ومنها دولة سبأ له عدة محددات واتجاهات في توحيد الدولة السبئية تحت قيادة واحدة، وبناء السفن الشراعية وسفن الجلود، و افتتاح وضم مناطق بحرية وقارية في مملكة اكسوم، وبناء علاقات تجارية في ميناء صيدا وغزة على البحر المتوسط،، إضافة إلى الاكتشافات البحرية والرحلات التجارية من قبل الفينيقيين الذين هاجروا من شبه الجزيرة العربية أيام مملكة سبأ وحمير*([37]), وأكسب اليمنيين شهرة وأطلق عليهم رواد البحر من قبل الرومان([38])، كما أًطلق الإغريق على اليمن اسم العربية السعيدة وبلاد الخير, وقال بينيوس عن اليمن أنها بلد ثروة ورخاء لما ازدهرت به من تجارة اللبان، ولما كانت اليمن هي مهد الجنس السامي فقد نزحت منها الكثير من الشعوب عبر البر والبحر إلى مختلف بقاع الأرض([39])¸وقد ظهر الإهتمام في تطوير المفاهيم البحرية والخبرة والمهارة في مجال الملاحة البحرية، كونهم يعرفون الطرق الملاحية البحرية بدقة متناهية ([40])، وكانت الحضارات اليمنية القديمة خير شاهد على تعزيز العلاقات الدولية، إذ أقاموا الصلات التجارية بين اثيوبيا ومصر والساحل الشرقي لأفريقيا عن طريق البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي, والتي بدأت مختلف القوارب البحرية اليمنية تجوب البحار قبل القرن العاشر للميلاد, واشتهرت في القرن الثاني والثالث قبل الميلاد([41]).

أ. تاريخ مملكة سبا. في القرن العاشر إلى الثالث قبل الميلاد ظهرت دولة سبأ في جنوب الجزيرة العربية, واتخذت مأرب وصنعاء عاصمة لها([42])، وما زالت العديد من النقوش والجرف, والمغارات في جبال ذي مرمر, جبل قهران, و جبل مرع في بني الحارث و المغارات في شبام الغراس في بني حشيش شواهد إلى اليوم عن تاريخ مملكة سبأ و بقيادة المكرب, وكان يتولى نظام الحكم في المملكة وامتدت في الفترة من 800-115 قبل الميلاد([43])، ذو نظام ثيوقراطي (اشتراكي، ديني) لا يقتصر دور المكرب على أنشطة الكهنة بل كان صاحب الأفكار الجيوسياسية لفهم الفضاء والمجال الجغرافي في جنوب وشمال الجزيرة العربية, وقد أدركوا أهمية توحيد القبائل في قوة مملكة سبأ، وتمكنوا من توحيد البلاد سياسياً، وكان يقود العلميات العسكرية ويهتم في التنمية,  يشير بستون في أحد النقوش أن الملك السبئى نفذً عمليات عسكرية واسعة استندت إلى خيال وفال آلهة القبيلة بهذا الخصوص([44])، لإخضاع الكثير من الأراضي ومنها أوسان التي كانت تسيطر على موانئ عدن وقنا وحضرموت([45])، وضمها تحت سيطرتهم بقيادة الملك كرب آل، واهتموا في التجارة البحرية بين اليمن والهند وجنوب شرق آسيا وشرق افريقيا، ثم إتجهت شمالاً إلى فارس أيام الملك ياسر ينعم 250- 270 قبل الميلاد، كما تمكنوا من عبور البحر والوصول إلى أرض كوشي  الحبشة([46]),  تمكن ملوك سبأ في الوصول إلى جزر الزبير، وقناة دهلك، ثم إلى ميناء مصوع مصطحبين مهاجرين من قبيلة حبسات، وأسسوا ميناء عدوليس بطليموس، ثم توغلوا إلى الداخل نحو تجراي واسسوا مدينة يحا، سنافي، وأكسوم ([47])، أطلق المستشرقون على اليمن بلاد البونت كونها مصدر البخور ومجاورة لباب المندب ([48]).

ب.  حضارة حمير وأوسان.  كانت الامبراطوريات العظمى ومنها بيزنطة وفارس في صراع عنيف من أجل السيادة والهيمنة البحرية وبسط النفوذ في المياه البحرية اليمنية، وبسبب الصراعات الداخلية للحضارات اليمنية القديمة, أدى إلى تتطلع الأحباش وشجع أكسوم إلى عبور البحر ومساندة الهمدانيين ملوك سبأ ضد الحميريين، وأصبح الأحباش طرفاً في الصراع وتمكنوا من السيطرة على اليمن عام (525) م ([49])، واستعان أقيال ِحمير بدولة فارس وتمكنوا من القضاء على مملكة سبأ وورثوا تجارتهم البحرية, وحكموا اليمن من عام 115قبل الميلاد إلى( 638 م) وكانت عاصتهم ظفار في يريم محافظة إب اليوم، وتركزت سيطرتهم ونفوذهم على بعض المرتفعات الغربية والجنوبية والسواحل اليمنية ([50])،  لكنهم لم يسيطروا على قنا, بينما السبئيوون  يسيطرون على المناطق الشمالية والغربية من اليمن وكانوا في صراع مع ذوريدان الذين تمكنوا من السيطرة على يافع وذي رعين و المعافر([51]), وتمكن الفرس من احتلال جزيرة كمران في عام 757 م([52]).واشتد الصراع اليمني الداخلي بسبب اعتناق الأعيان الحميريين مذهب بيزنطة وأكسوم للديانة المسيحية, فيما ملوك سبأ اعتنقوا اليهودية وبدعم من دولة فارس، وبذلك لعبت عناصر الجيوبولتكس في العقيدة والدين والمورفولوجيا البحرية دوراً كبيراً في الصراع اليمني، تشير الدراسة أنه نتيجة الفهم الخاطئ لجوهر وأسباب الصراع السياسي اليمني في الوقت الراهن، شكل تحدي وصعوبة لتقديم حلول واضحة، وما تؤكد عليه الدراسة بأهمية فهم النظام الداخلي والإقليمي والدولي و المتغيرات الدولية بشكل عام وتحليل أسباب وأشكال الصراع اليمني من أجل التمكن في وضع مقترحات وحلول مبنية على نتائج بحث علمي تسهم في تحييد قوى الصراع الدولي في منطقة الدراسة، كون جوهر مشكلات الصراع اليمني مرتبط تاريخياً, أما أهمية منطقة الدراسة في تاريخ دولة أوسان والتي تمكنت من الهيمنة والسيطرة على المناطق التجارية في عدن وموزع والسيطرة على مينا قنا بالقوة وانتزعتها من دولة حضرموت، وحاولت دولة أوسان التوسع والسيطرة على سبا، قتبان وحضرموت, ولكنها فشلت بسبب تشكل حزب عسكري وسياسي من قبل الدول الثلاث بقيادة المكرب السبئى (كرب ايل وتر) الذي أعلن نفسه ملكا وتمكن من هزيمة أوسان وازالتها من الوجود عام 410 قبل الميلاد([53]) .

18.الإمبراطورية العربية والإسلامية.   تأثر الفكر البحري العربي والإسلامي وفن الحرب البحرية أيام الخلافة بنظرية الفتوحات الإسلامية, وكانت الخبرة شحيحة في ركوب البحر لبداوة العرب وتأثير البيئة الصحراوية باستثناء أبناء سبأ وحمير، ([54]) وتمكن اليمنيون من إقامة علاقات تجارية واسعة في عصر الإمبراطورية العربية وتميزوا في الأنشطة والقيادة في البحر([55])، وأشار بن بطوطة إن اليمنيين يتواجدون على سواحل عديدة في المحيط الهندي, ويتولون مناصب تجارية مهمة في أغلب الموانئ منها: في موانئ اندونيسيا وماليزيا والهند, لا هري، فالفوط، في جزر المالديف ([56])، ولعب التجار اليمنيون دوراً متميزا,ً وتمكنوا من المنافسة وتوسع الأسواق التجارية إلى خليج البنغال وجنوب شرق آسيا، وشهدت العلاقات الاقتصادية الدولية تطوراً لما تميز به التجار اليمنيون من صدق وإخلاص في معاملاتهم التجارية، وكما بًرهن دور مكة المكرمة في تطور التجارية البحرية اليمنية والعربية قديماً وحديثاً، وتعد فترة الإمبراطورية العربية والإسلامية أحد مراحل تمدد الجيوسياسية العربية, وأطلق عليها مرحلة العصر الذهبي العربي حيث شهد الأسطول البحري تطوراً في الفن البحري العسكري وشكل أهم الأدوات الرئيسية في نشر الرسالة الإسلامية والثقافة العربية حول العالم([57])، وقد تم وضع الأسس والنظريات الجيوستراتيجية من خلال إعادة توحيد الأمة وبناء الدولة الإسلامية في المدينة في السنة التاسعة للهجرة تحت قيادة رسول الله محمد صلى الله علية وعلى آلة وسلم على أسس حقيقية سليمة في العلاقات الدولية . قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) صدق الله العظيم .

أظهر اليمنيون الوعي والفكر التجاري البحري الناضج في وقت مبكر من تاريخهم السياسي، واستفادوا من خبرات الآخرين في تطور وفن الأسطول البحري([58])، وكان لليمنيين دور في تطور الجيوسياسية العربية والقيادة البحرية منهم جبير بن نفير الحضرمي عام 665 م، وبن الحارث – و تمكن معاوية من إحلال المسلمين بدل الفينيقيين في صناعة السفن وقام عبد الملك بن مروان ببناء قاعدة بحرية في قرطاجة، وعبروا الأندلس وسيطروا على حوالي ثلث البحر المتوسط، لكنهم لم يستطيعوا فتح القسطنطينية حيث حقق البيزنطيون انتصاراُ بحرياً تاماً في عام 747م([59]).

  1. التجارة البحرية وتطور الفنون البحرية. أسهم الأسطول البحري اليمني و العربي في تعزيز روابط وعلاقة التجارة البحرية التي انطلقت من مبدأ المصلحة والتعاون المشترك، وشكل القرن السابع الميلادي نقطة تحول في نقل الحجاج من جنوب شرق آسيا, وتُعد أحد الأسس في السياحة الدينية، كما ازدهرت التجارة والفنون البحرية في العصر العباسي, وكان اليمنيون وعرب جنوب شبه الجزيرة العربية على علم ودراية بفنون البحر والملاحة البحرية قبل الإسلام, وكانت لهم صلات تجارية مع الهند والحبشة بينما كان عرب نجد والحجاز أقل دراية بفنون البحر وقد عبر ذلك بن خلدون في مقدمته:( إن العرب لم يكونوا في أول الأمر مهرة في ثقافة البحر وركوبه, والروم والفرنجة لممارستهم بأحواله ومربأهم في التغلب على أعواده مرنوا وأحكموا الدراية بثقافته) ثم يقول: “فلما استقر الملك للعرب وشمخ سلطانهم اكتسبوا خبرة ودراية بالبحر, وشرعوا إلى الجهاد فيه, وأنشأوا السفن والشواني وشحنوا الأساطيل بالرجال والسلاح وامطوها العساكر المقاتلة إلى ما وراء البحر من أمم الكفر ” ([60]), وأسهم اليمنيون في تأسيس الفكر الجيواستراتيجي البحري, وكانت نظرتهم بعيدة تحمل العديد من الأهداف التجارية والاجتماعية والثقافية والدينية, وكانوا يستخدمون أنواع مختلفة من السفن والمراكب البحرية الموضح في الشكل (3-3)، وأطلق عليها الشراعات والسفن والقوارب وكذلك اسم الدهو، الزعيمه، السنبوك، الهوري، الساعية والسفينة([61]).

شكل (3-3) القوارب الشراعية اليمنية (دهو) قديما

المصدر: الصورة نقلا من، ميخائيل بيرسون، 2003، ص 66

.20. العلاقات الاقتصادية الصينية. في الفترة من عام 1200-1440م شهدت العلاقات التجارية اليمنية -الصينية تحسناً في التجارة البحرية والتبادل التجاري بين البلدين، وفي عهد الدول الرسولية وصلت سفينة صينية إلى ميناء عدن في يناير عام 1419م, وكانت السفن الصينية تحمل الحديد، الذهب، الحرير، القطن، والأرز، تستورد العديد من المواد والسلع والمنتوجات اليمنية والعربية, مثل: الجمال، البن، البخور، الخيول، الأسود، العنبر([62])، كما شهدت العلاقات الاقتصادية التجارية البحرية اليمنية تميز مع الإمبراطورية الصينية في القرن الخامس عشر, وقام الإمبراطور الصيني تشودي بإرسال البحار المسلم تشنغ خة على رأس اسطول بحري تجاري (150) سفينة تجارية ضخمة هدفت إلى تعزيز العلاقة مع اليمن ودول جنوب غرب آسيا وشرق أفريقيا، وصلت إلى ميناء عدن مما استدعى الحكام اليمنيون بإرسال بعثة تجارية إلى الصين تحمل البخور والطيب واللبان ,وتبع ذلك إرسال أربع بعثات يمنية هدفت إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية أيام حكم أسرة مينغ عام 1368-1644م([63]) .

  1. 12. الإمبراطورية التركية. بعد سقوط الخلافة العباسية فقد العرب مرجعيتهم السياسية وتراجع دور الأسطول البحري العربي نهاية الإمبراطورية العربية والإسلامية في الاندلس عام 1429 ([64])، إذ ساد التفكك والاضطرابات السياسية على مدى 258 عام، وفي أواخر القرن العاشر الهجري حدث تحول في الاستراتيجية العثمانية من خلال توجهها وتحويل مركز الثقل من البلقان إلى قلب المشرق العربي([65])، وفي الفترة من 1299-1922 م تحولت الدولة العثمانية إلى إمبراطورية عظمى مستفيدين من البناء الجيد والقدرات العسكرية البحرية لحماية الإمبراطورية وأهدافها الإستراتيجية، وشكل الأسطول البحري العثماني الحربي العنصر الأساسي لاستمرار الإمبراطورية العثمانية أكثر من 266عام([66])، وفي عام 1517 م وبقيادة السلطان العثماني سليم الأول سقط حكم المماليك, وسيطروا على مصر وأجزاء من المنطقة العربية ووقعت اليمن وجنوب شبه الجزيرة العربية تحت القيادة والسيطرة التركية، وفي حكم سليمان باشا تحرك الأسطول التركي من مصر وطرد البرتغال من البحر الأحمر وتمكن من السيطرة على ميناء عدن عام 1538م وعلى جزيرة كمران، وفي عام 1539م أصبح الساحل العربي في البحر الأحمر يخضع للسيطرة التركية, عدا بعض المناطق الساحلية في الحجاز والمرتفعات الجبلية في صنعاء.
  2. 22. منطقة الدراسة في تاريخ اليمن المعاصر. ظهرت مرحلة تاريخ اليمن المعاصر في قيام الدولة اليمنية المركزية بداية القرن السادس عشر ,واتخذت من صنعاء عاصمة لها تحت سلطة الأئمة الزيدية، وقد شهدت منطقة الدراسة ضعف في السيطرة على مناطق الأطراف والسواحل والموانئ البحرية اليمنية وتراجعت التجارة البحرية بسبب الخلافات السياسية الداخلية والتدخل الخارجي العثماني والبريطاني ونفوذ قبائل نجد والدرعية ([67])، ولكن تمكن إمام الزيدية القاسم الأكبر* من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية على الرغم من شحة العتاد العسكري البحري والجيش النظامي اليمني, واستفاد من مساندة القبائل وتمكنوا من إخراج الأتراك عام 1630م ([68])، وتسلم الحسن بن القاسم زبيد و الجزر اليمنية كمران وجزر فرسان عام 1636م وانتهت مرحلة الغزو العثماني الأول وشكلت أول ثورة عربية يتمكن من الاستقلال عن الإدارة العثمانية ([69])، وشهد أئمة آل القاسم تمردات وثورات من قبائل بكيل وحاشد في بني حشيش وهمدان وبني الحارث عام 1102هجربة, وثورة أرحب ضد المهدي تاريخ 1138ه اثرت على نظام الحكم في صنعاء([70])، كما شهدت المنطقة صراعات بين القوى الأوربية وقامت فرنسا بالسيطرة على أجزاء من البحر الأحمر، إلى أن تولى الامام إسماعيل وتمكن من عقد اتفاقية مع الفرنسيين في ميناء المخا عام 1709 م، ثم عاد الاتراك بحملة عسكرية ثانية على اليمن وبعد معارك تمكن أحمد مختار باشا من السيطرة على صنعاء في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأدت الصراعات المحلية والنفوذ الخارجي التركي والبريطاني إلى تقسيم اليمن إلى جنوب وشمال ([71]).

أ. النهضة الأوربية. شارك اليمنيون والعرب في الاستكشافات البحرية وأبرزهم الرحالة  أحمد بن ماجد النجدي, وتمكنوا من الوصول إلى رأس الرجاء الصالح، وسعى البرتغال إلى السيطرة على البحر الأحمر في عام 1487م، وتمكنوا من السيطرة على مناطق مهمة من البحر الأحمر بعد صراع شديد مع المقاومة اليمنية في حكم الدولة الطاهريه([72])، كما قاموا بإرسال البحار فاسكودجاما إلى جنوب المحيط الهندي, وتوصل إلى معرفة خط السمت المغناطيسي ومنتصف الكرة الأرضية جرينتش، وقد استطاع البحارة البرتغاليون الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح عام 1498م، ارتبطت أهمية البحار والجز اليمنية في نهاية القرن السادس والثامن عشر بسبب الكشوفات البحرية، إضافة إلى الأهمية الاقتصادية والسياسية للمضائق البحرية في باب المندب وهرمز في المياه العربية على التجارة البحرية، وطموح البرتغال في السيطرة على مداخل جزر الهند الشرقية وزادت الأهمية بسبب نمو والتجارة للإمبراطورية البريطانية وهدفها القضاء على البرتغال والسيطرة على جزر الهند الشرقية.

في عام 1507م تمكن البرتغاليون من إحتلال جزيرة سقطرى بهدف السيطرة على باب المندب، كما قاموا بالسيطرة على جزيرة ميون ومضيق هرمز عام 1507 م، وهزيمة أسطول المماليك في معركة ديو البحرية الشهيرة عام 1509 م، وتحقق لهم ذلك خلال الحملات والاكتشافات الجغرافية, والتي كانت تحمل البعد الديني والاقتصادي والتي أشار إليها  ملك البرتغال عمانويل الأول إن الغرض من اكتشاف الطريق البحري إلى الهند هو نشر النصرانية والحصول على ثروات الشرق ([73]). وقد تمكن اليمنيون من مواجهة الأسطول البحري البرتغالي من السيطرة على السواحل اليمنية وتراجعوا عن مهاجمة مدينة عدن عام1513م وعندما دخل المماليك إلى الحديدة اتسمت العلاقة بين اليمنيون بالصراع معهم وأدركوا أهمية اليمن في مواجهة البرتغال, حيث كانت الأهداف المملوكية أيديولوجية وجغرافية حيوية من أجل حماية مصالحها وطرف التوازن في البحر الأحمر, وكان المماليك يسعون إلى فرض هيمنتهم في اليمن وأرسل السلطان المملوكي حملة الناصر محمد بن قللأوون عام 1341م عندما قطع المؤيد الرسولي الضريبة المفروضة على الدولة الرسولية تجاه المماليك ([74]).

ب. السيطرة والوجود الهولندي.  لم يكن للهولنديين دور ووجود كبير مثل البرتغال والانجليز في منطقة الدراسة عام 1602 م، وتأسست شركة الهند الهولندية الشرقية,  وكانت تدار من مجلس الإدارة في أمستردام، ولم يتمكنوا من بناء علاقات مع العرب والأتراك في منطقة الدراسة مما قلل من نفوهم وعدم قدرتهم على الوجود  والإقامة والقيام ببناء قلاع ومعسكرات مثلهم مثل البريطانيين والأتراك، وقاموا ببناء وكالات تجارية في ميناء الشحر والموانئ اليمنية في منطقة الدراسة و شكلت تأثير كبير في الاستراتيجيات الخارجية في القرن السادس عشر، وصلت أول السفن الهولندية الموانئ اليمنية عام 1614م، وتم السماح لهم من خلال فرمان تركي للقيام بمزاولة الأنشطة التجارية البحرية فيها مع تحذيرهم من الاقتراب من مكة والأماكن المقدسة، وفي عام 1618م ([75](حصلت شركة الهند الهولندية الشرقية على تصريح بالتمركز في الشحر وشكلت المركز التجاري البحري لأنشطتهم وكان تركيزهم على الأنشطة الاقتصادية.

ج. السيطرة والوجود الفرنسي.  بداية الهيمنة الاستعمارية على منطقة الدراسة خلال دخول فرنسا البحر الأحمر, وكان لها اهتمامات وأهداف إستراتيجية بحرية في البحر الأحمر، بحر العرب، والمحيط الهندي، من أجل السيطرة والحصول على امتيازات في التجارة البحرية، والوصول إلى خيرات الشرق عبر رأس الرجاء الصالح ولكنهم فشلوا، مما اقنعهم الخبراء وأصحاب القرار في فرنسا بأن الطريق الأنسب للوصول إلى الشرق يتم عبر مصر و البحر الأحمر، مما أدى الي قيامهم باحتلال مصر وتحسين علاقتهم مع الاتراك كونهم من يسيطر على البحر الأحمر)[76](، وتم إرسال سفن بحرية فرنسية بقيادة العقيد ماري للسيطرة على جزيرة ميون، وبسبب شحة المياه وقساوة المناخ غادر الجزيرة وتحرك في عدد (300) جندي إلى ميناء عدن، وتم استقباله بالترحيب من قبل سلطان لحج السلطان احمد بن عبد الكريم، وكانت تدار عدن من قبل السلاطين عند ما اعلنوا الانفصال عن حكم الأئمة في صنعاء بعد مغادرة الأتراك اليمن عام 1630 م )[77](. كما تمكن الفرنسيون من الوجود في المجال البحري اليمني في سواحل البحر الأحمر من خلال عقد اتفاقية مع رؤساء قبائل عيسى واحتلت تاجوراء، اوبوك 1884م وميناء جيبوتي 1888م , واستخدم الفرنسيون اوبوك  قاعدة للعمليات العسكرية في المنطقة[78].

ج. السيطرة والوجود العسكري البريطاني.   قامت بريطانيا بمحاولة مبكرة في السيطرة على منطقة الدراسة من أجل حماية طرق التجارة البحرية للإمبراطورية البريطانية ومصالحها في الهند الشرقية, وكون منطقة الدراسة تشكل موقعاً استراتيجياً في القيادة والسيطرة ونقطة اتصال في الملاحة البحرية بين الشرق والغرب, وشمال وجنوب العالم ,إضافة إلى أهمية موقع الموانئ البحرية اليمنية  في الدعم اللوجيستي للعمليات البحرية في وقت الحرب و السلم، وأهمية جزر سقطرى وميون في السيطرة العسكرية على طرق الملاحة البحرية, وشكلت منطقة تجاذب وصراع بين الإمبراطورية العثمانية والدول الأوربية , ووصلت أول سفينة عسكرية بريطانية إلى عدن عام 1609م، وتم حجز قائد السفينة لعدة أسابيع وتم إطلاق سراحه في عام 1610م, كما أرسلت شركة الهند الشرقية حملة بحرية بقوام ثلاث سفن حربية وبقيادة الادميرال هنري ميدلتاون إلى ميناء عدن، ثم تحركت الحملة وهاجمة ميناء المخا والسيطرة عليه, و لكن واجهة مقاومة من قبل  الاتراك ، وفي عام 1612م تم ارسال ثلاث سفن بريطانية بقيادة الكابتن سارس إلى ميناء المخا, وتم قصفه عام 1618م من قبل الكابتن شلنق وبأوامر من سفير بريطانيا السيد توماس روي في دولة المغول العظمى وكانت تعرف بالإمبراطورية المغولية العالمية*)[79](.

  1. 25. أهمية منطقة الدراسة في تاريخ اليمن الحديث. في عام 1748م خلف الإمام الهادي عباس والدة المنصور حسين بن المتوكل إماما ليحكم اليمن, حتي جاء حكم أولاده المهدي عبدالله والذي شهد اليمن استقلال تهامة ورحيل قوات محمد على باشا التركي، كما شهدت اليمن اضطرابات سياسية داخلية وكانت مشكلة القبائل اليمنية من أهم القضايا واكثرها تعقيدا وتأثيرا على نظام الحكم، وتمثل في العصيان والهجوم على القرى القريبة والبعيدة من صنعاء، وكانت قبائل بكيل وحاشد اكثر انخراطا في هذا المجال تحالف قوي ([80]) , ولم يقتصر دور القوى والتحالفات القبلية على مركز الحكم في صنعاء بل إمتد* إلى الموانئ البحرية وتمكنوا من السيطرة على ميناء المخا بقيادة العنسي البرطي، وعام 1817م تعرض التجار البريطانيين في ميناء المخا إلى السلب والنهب، وكانت انظمة الحكم في صنعاء تستعين بالقبائل في تنفيذ مهام عسكرية وكانت تستخدم الجزر للنفي, إذ تم نفي الأمير توفيق المتوكل إلى جزيرة زيلع في البحر الأحمر في 25 فبراير 1818م.

أ. أهمية وأثر منطقة الدراسة على السياسة الخارجية اليمنية. أدت الصراعات المحلية في صنعاء في تراجع وتأثيرات مباشرة على عناصر القوة الوطنية اليمينة في القرن الثامن عشر، كما أدت  إلى ضعف القرار وعدم قدرة النظام السياسي على حماية البلاد من التفكك، واستقطاع أراضي يمنية والسيطرة على السواحل والمنافذ البحرية، ولكن تمكنت قوات الإمام في صنعاء من استعادة تهامة والمخلاف السليماني وعسير من تحت سيطرة بن مسمار, عندما تمكنت القوات المصرية بقيادة محمد على في الوصول إلى الدرعية بتاريخ 2سبتمير 1818م، في عام 1820م قام سرب بحري* بريطاني بقصف ميناء المخا لإظهار مدى القوة والانتقام لما حدث في ميناء المخا وفي نفس الوقت تم تقديم الاعتذار للأمام في صنعاء، وفي عام 1821م تم التفاوض في عقد اتفاقية مع الإمام والإنجليز وطلبت الحكومة البريطانية استئجار ميناء المخا بموجب اتفاقية بين الطرفين، ولكنة فشل, وفي تلك الفترة استسلمت مدن نجد وأرسل زعيمها الأمير الوهابي عبدالله بن سعود إلى مصر أسيراً, ثم إلى الأستانه وتم إعدامه بأمر السلطان محمود الثاني، وتمكنت الثورة الزيدية ومساندة القبائل اليمنية بقيادة الامام يحي حميد الدين عام 1905م من استعادة والسيطرة على كل أراضي تهامة وغادرت القوات التركية الأراضي اليمنية عام 1918م وشكلت بداية النهاية للإمبراطورية العثمانية التي خسرت آلاف الجنود الأتراك قتلوا في اليمن([81])، ومن الشواهد للمقابر التركية مقبرة في منطقة بيت الحبيلي, شمال الروضة, مديرية بني الحارث في صنعاء تضم الكثير من القبور من الأطفال والجنود الاتراك, وقد احتفظ الامام بعدد من المدربين الاتراك.

ب. الاحتلال والسيطرة البريطانية على ميناء عدن.   شكلت منطقة الدراسة أهمية دعم لوجيستي استراتيجي في الخطط البحرية البريطانية و حاول الانجليز تحييد البرتغاليين والعثمانيين من السيطرة على المنطقة لأهميتها الجيوستراتيجية في الصراعات المسلحة والهيمنة على طرق الملاحة الدولية، وقام الانجليز في عام 1828م بعقد اتفاقية مع سلطان لحج لغرض استقبال وتخزين الفحم في ميناء عدن في جزيرة صيرة من أجل توليد محركات السفن التجارية، ونظراً للأهمية الجيوستراتيجية لمنطقة الدراسة في الموقع البحري المتوسط بين أوروبا وجنوب شرق اسيا، قامت بريطانيا بالسيطرة واحتلال ميناء ومدينة عدن في 19 يناير عام 1839م، واستفادت بريطانيا من مدينة عدن لأهمية موقعها الاستراتيجي المتوسط بين مصر وباب المندب من الوصول والقيادة على جزر الهند الشرقية والتي كانت أولى الشركات العالمية العابرة للقارات وقد تم تأسيسها في عهد الملكة اليزابيث الأولى([82]) ، وشكلت مدينة عدن للاحتلال البريطاني قاعدة عمليات عسكرية ومنطقة قيادة وسيطرة إستراتيجية لجنوب البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وبحر العرب ونطاق مسؤوليها وعملياتها البحرية الأمنية والعسكرية والإدارية كبيرة ([83]).واحتلت موانئ السودان عام 1899م بحجة أنها كانت خاضعة للسيطرة التركية وانها لا تدخل ضمن اتفاقية 1877م([84]).

ج. السيطرة البريطانية على جزيرة سقطرى وسواحل بحر العرب.  نظراً للأهمية الجيوستراتيجية للمسطحات البحرية اليمنية، قامت حكومة بومباي بإرسال المقدم بحري هينس أحد ضباط البحرية الهندية للاستطلاع والمسح البحري في سواحل بحر العرب وخليج عدن وموانئ الشحر وسواحل حضرموت وجزيرة سقطرى, وذلك لاستطلاع المواقع المهمة والمناسبة لبناء مخازن للفحم، وطلب هينس الإذن من سلطان المهرة بالسماح له للوصول إلى جزيرة سقطرى للمسح البحري.

وفي تلك الفترة وبسبب الخلافات في صنعاء تشكلت حركة مناهضة للإمام في جنوب اليمن وقام سلطان لحج عام 1832م بالاستيلاء على عدن وأعلن استقلاله، ولكنة فر هارباً عندما قصف الإنجليز مدينة عدن بتاريخ19يناير 1839م ([85]),وكان الصراع البحري واضح بين الإمبراطورية العثمانية والبريطانية وسبق وصول قوات محمد على وتمكنت من السيطرة على ميناء المخا عام 1833 م في سياق الحملة ضد الوهابيين([86])، وكان ميناء المخا وأغلب السواحل الغربية للجزيرة العربية من خليج العقبة إلى رأس الشيخ سعيد تحت السيطرة التركية، مما أقلق البريطانيون في الاستراتيجية البحرية التركية والنفوذ على طرق التجارة البحرية، وشكل تأثير على الاستراتيجية البحرية البريطانية ويعرض مصالحها للخطر، مما ادي بالتفكير في السيطرة على ميناء عدن والسواحل والجزر اليمنية .

وفي عام 1834م وصل المقدم هينس إلى منطقة تماريد في الجزء الشمالي من ساحل جزيرة سقطرى، وأنهى المسح وعاد إلى بومباي، وفي أكتوبر عاد هينس مرة أخرى إلى ميناء قشن، يسعى لشراء جزيرة سقطرى، إذ قدمت حكومة الهند مبلغ عشرة الف ( عملة التاج الألماني في ذلك الوقت والذي يسمى ماريا تريزا دولار ) ([87]) ، لكن هينس لم يستطع إقناع سلطان المهرة السلطان عامر بن سعد بن عفرار من شراء الجزيرة ([88] )، وكان رد السلطان ان الجزيرة ليست للبيع ولا تقدر بثمن كونها غنية بإيراداتها للمواطنين اليمنيون، وساوم هينس في البيع أو إشعال الحرب وتهديد سلطان المهرة بأخذها بقوة السلاح، يقول الباحث الإنجليزي: “العرب يحبون أرضهم ولا يفرطون فيها، ولكن جزيرة سقطرى تشكل جوهرة المحيط الهندي” ويطلق على اليمنيون قادة وملولك العرب في جنوب شبه الجزيرة العرب لأنهم صاحب الحق التاريخي لها، ولابد من إعطاء القليل من الخلود للنوم حيث توجد مقولة لدى العرب “عليك الانتباه من الانجليز إذا وصلوا إلى البحر” وهذا ينفي صحة كلام الباحث جون كيلي بخصوص أطماع الإنجليز في البحار والجزر اليمنية والعربية، وانه ليس بوسع أي دولة أن تمارس نفوذاً على منطقة الخليج مالم تكون تلك الدولة تملك السيطرة على البحار، حيث لم تتمكن أي دولة من السيطرة على البحار خلال فترتين من بعد سقوط الخلافة الإسلامية الا فترة مملكة البرتغال في القرن السادس عشر والإمبراطورية البريطانية في القرن التاسع عشر([89]) ، كانت الخطة للقائد الفونسو لبكورك الوصول إلى جزر الهند الشرقية ولم يتحقق ذلك الا بواسطة السيطرة على المداخل لها على البحر الأحمر والخليج العربي وباب المندب ثم مضيق ملقا عبر رأس الرجاء الصالح حتى مصب نهر تاجوس,  ويشير أن البرتغاليين سيطروا على الخليج العربي ومنطقة الدراسة وهم رافعين أسنة الرماح لغرض السيطرة، أما البريطانيون فقد كانوا رجال تجارة مغامرين يبحثون عن التجارة والثروة ([90])، ويحاول الكاتب الانجليزي تحسين صورة الاحتلال الإنجليزي التوسعي بقوة السلاح، وتناسى أن القوات البحرية البريطانية احتلت مدينة عدن اليمنية على ظهر سفن حربية مقاتلة*.

  1. أهمية منطقة الدراسة الحرب العالمية الأولى والثانية.

أ. الحرب العالمية الأولي. تشكل منطقة الدراسة أهمية جيواستراتيجية في مختلف الاحداث والصراعات الدولية، ولم تكن اليمن بعيدة عن متغيرات الصراع الدولي أثناء الحرب العالمية الأولى، واضطرت دول الحلفاء منها بريطانيا مهاجمة الدولة العثمانية في جنوب البحر الأحمر كونها تشكل الشريان الرئيسي الذي يربط الهند واستراليا والشرق بمسرح العلميات العسكرية الحربية في فرنسا، ويلاحظ أن التدخل العسكري البريطاني في المياه البحرية اليمنية تم بطريقة مباشرة وغير مباشرة,  من خلال قوات الأسطول البحري البريطاني بطريقة مباشرة، وغير المباشرة في استغلال العملاء والوكلاء، إذ قامت بريطانيا بالضغط على الادريسي لمهاجمة الأتراك في السواحل اليمنية، وتم عقد اتفاقيتين بين البريطانيين والسيد الادريسي عام 1915م وعام 1917 م تضمن تعهد بريطانيا في حماية الادريسي من أي هجوم معادي حتى نهاية الحرب، وفي نفس الوقت قامت بريطانيا بدعم آل سعود في الدرعية لمطاردة ومقاومة الاتراك من أجل اضعافهم وكانت المدخل في نشوء الكيان الصهيوني ودولة ال سعود([91]).

ثم قامت بريطانيا بعقد اتفاقية مع الشيخ محمد ناصر مقبل في تعز وتعهد بمواجهة وطرد الأتراك  من جهات القميرة، والعدين، الحجرية، إب، المخا وقعطبة، ولكنة فشل في تنفيذ المهمة, وأدركت بريطانيا أهمية منطقة جنوب البحر الأحمر، والموانئ والسواحل والجزر اليمنية والظهير الساحلي في خنق دول المحور,  وبشكل مباشر في مواجهة وتحييد القوات التركية و لجأت إلى السيطرة على لحج والشيخ سعيد من أجل القضاء على الأتراك, ويدرك الاتراك أنه في حالة تمكنهم من البقاء والسيطرة على السواحل اليمنية  سيحقق لهم خنق وهزيمة إنجلترا وإنهاء وجودهم بالكامل ([92])، وأثناء الحرب العالمية قامت عدد من الطرادات البحرية الألمانية في تنفيذ أعمال بحرية تكتيكية و إرسال دوريات بحرية في بحر مرمرة في تركيا وتخوف البريطانيون من دخول تركيا الحرب بجانب الألمان، وقامت بريطانيا بتنفد الخطط التكتيكية والعمليات البحرية المضادة وإرسال طراد إلى قناة السويس وإلى البحر الأحمر ليتصدى للسفن التجارية الألمانية القادمة من الهند، وبحماية السفن والناقلات البريطانية القادمة من الهند إلى مصر، وادركت بريطانيا أهمية إعداد الخطط الاستراتيجية البحرية العسكرية لدول الحلفاء من أجل الدفاع عن قناة السويس والبحر الأحمر,  وشكلت أهمية إستراتيجية وأولوية لدى البريطانيين,  وكانت منطقة الدراسة تشكل مصدر قلق وتهديد كبير لحكومة الهند الشرقية في كيفية حماية السفن البحرية البريطانية، وبتاريخ 19 أغسطس 1914م اقترحت حكومة بومباي وأوصت الأسطول البحري البريطاني بضروه قصف وتدمير الموانئ البحرية في الحديدة والمخا والتي كانت تحت السيطرة التركية، وضرورة السيطرة البريطانية على جزيرة كمران والتي كانت منطقة حجر صحي تستخدم أثناء مناسك الحج ويستثنى الموانئ التي كانت تحت حماية الادريسي, فتم الموافقة من قبل الحاكم البريطاني على أن يستثنى من ذلك عدم السيطرة على جزيرة كمران خوفا من تأليب الرأي الإسلامي ضد بريطانيا، ولتجنب سوء تفسيرات العرب في جنوب الجزيرة ممثلاً في الامام يحي حميد الدين والسيد الإدريسي, إذ قامت بريطانيا بإصدار تعليمات أنها لا تنوى إجراء أي عمليات عسكرية في البحار العربية عدا استهداف الاتراك([93])، وتمت السيطرة البحرية  الإنجليزية على أجزاء من منطقة الدراسة وفق خطة إنجليزية إستراتيجية وعلى مراحل وهي:

أ. في شهر سبتمبر عام 1914 أصدر المندوب البريطاني من عدن تعليمات إلى الادميرالية البريطانية بقصف ميناء الحديدة ومحاصرته, ويشكل الميناء الرئيسي لولاية اليمن بالنسبة للأتراك، اضافة إلى اختبار ردة فعل الامام يحي تجاه السياسة البريطانية، كما أصدر الحاكم البريطاني في عدن تعليمات لتحرك سفن حربية بجوار جزر فرسان ورفع العلم البريطاني عليها، لكن لم يتحقق أي شيء من تلك التعليمات خوفا من استياء اليمنيون والعرب من توسع بريطانيا في المنطقة، كما اصدر ملك بريطانيا منع اتخاذ إجراءات عسكرية والاكتفاء بأجراء دوريات بحرية في البحر الأحمر بعد الموافقة من  اليمن والعرب المحلين في المنطقة.

ب. في نوفمبر 1914م تم تأسيس أول دورية بحرية عسكرية بريطانية في البحر الأحمر وتتكون من مجموعة من الطرادات البحرية من أجل القيام بأعمال الدوريات والحماية للسفن التجارية البريطانية وسفن ناقلات الجنود القادمة من الهند، وإعاقة الهجمات المحتملة من قبل الادميرالية الألمانية، وكانت مدينة عدن والقاهرة تشكل مناطق قيادة عمليات بحرية بريطانية تصدر التعليمات إلى الدوريات البحرية في البحر الأحمر، لكن في عام 1914 م قام الملك البريطاني  بتقسيم البحر الأحمر إلى منطقتين شمال وجنوب البحر الأحمر، وضم منطقة جنوب البحر الأحمر تحت القيادة المباشرة لحكومة الهند الشرقية، واخرجها من سلطة القاهرة.

ت. أصدر مجلس الوزراء البريطاني تصريح بان هدف الدوريات البريطانية هو أمن البحر الأحمر ومنع الدول المعادية من انشاء قواعد بحرية عسكرية في سواحل غرب وجنوب الجزيرة العربية، وتحييدها من الوجود في جنوب البحر الأحمر، باب المندب والسواحل الشرقية والجنوبية في اليمن ومن السيطرة عليها ضمن السيطرة البحرية العالمية ([94])..

ب. الحرب العالمية الثانية.  شكلت منطقة الدراسة دوراً بارزاً خلال الحرب العالمية الثانية في امداد دول المحور بمختلف العتاد العسكري الحربي([95])، وتأتي أهمية المنطقة من خلال تحكمها على منافذ بحرية جيواستراتيجية في باب المندب وقناة السويس وميناء عدن، وقامت بريطانيا باستخدام قناة السويس كأداة عسكرية للضغط على دول المحور والسيطرة على جزر البحر الأحمر لمنع دول المحور من الاستفادة منها في التأثير على خطوط الملاحة البحرية، من خلال الربط والتحليل للأحداث في المنطقة نلاحظ هناك ارتباط كبير والتاريخ يتحدث عما حدث في الحرب العالمية من حصار وعمليات بحرية ضد الموانئ والسواحل اليمنية، وما يحدث اليوم 2015-2022م من خلال الحصار البحري الذي تفرضه القوات البحرية الأمريكية والغربية وقوات التحالف العربي , حيث الهدف من الحصار في الفترتين السابقتين سياسي، اقتصادي وعسكري استراتيجي، من الأهداف السياسية للحصار في الحرب العالمية معرفة مدى استجابة الإمام والإدريسي في موافقتهم على طرد الاتراك واليوم بحجة منع إيران الفارسية من التدخل في اليمن، استفادت السعودية والإدريسي في فصل أجزاء كبيرة من الأراضي اليمنية لصالح السعودية وبدعم بريطاني, واليوم تحاول الامارات والسعودية بفصل وضم جزر وأراضي يمنية وبدعم أمريكي وبريطاني بحجة منع ايران من الوصول إلى اليمن, حيث يهدف ال سعود من عام 1932 الى السيطرة وضم كامل شبة الجزيرة العربية, اما عن طريق الاسلاك الشائكة على الحدود, او القضم بقوة السلاح واستغلال ضعف دول الجوار في المساومة على أرضة في اتفاقية الطائف و اتفاقية جدة .

السيطرة الإنجليزية على جزر البحر الأحمر. نظراً لأهمية الجزر اليمنية ودورها في الصراعات والحروب، أدركت حكومة الهند الشرقية أهمية احتلال جزيرة كمران, وتم إرسال برقية من المقيم في عدن إلى حكومة الهند الشرقية بضرورة إرسال حملة بحرية مكونة من 200 جندي لاحتلال جزيرة كمران في17فبراير 1915، وكانت تشكل منطقة الدعم اللوجيستي للأتراك، وتم اقتراح أن تكون الجزيرة مركز للعلميات البحرية الإمبراطورية البريطانية في جنوب البحر الأحمر لمراقبة الممر البحري ومنع تحركات الزوارق الألمانية التي ترسو  في جزيرة مصوع وتحيدها من التحرك في البحار العربية ([96])، لكن ذلك الاقتراح واجه معارضة خوفا من ردة فعل أبناء المنطقة والقبائل اليمنية، تم اقتراح السيطرة على ميناء بورتسودان، لأهميته في المراقبة البحرية، وكان للحاكم البريطاني دور كبير في المقترحات وارسال البرقيات بأهمية السيطرة على ميناء الحديدة، جزيرة فرسان، كمران، جبل زقر, إلا أن نائب الملك كان يقوم بدراسة المقترحات بتمعن ويقوم بتحليل الآثار الناتجة وعواقب تلك التصرفات في ردة فعل العرب وأثرها مع دول الحلفاء*.

ب. الشيح سعيد وجزيرة ميون.  تحتل جزيرة ميون (بريم) اليمنية أهمية جيواستراتيجية لموقعها في مدخل جنوب البحر الأحمر([97])، وأدرك البريطانيون أهمية موقع الجزيرة والظهير الساحلي في حصن التربة في تعز   وقربة من خط الملاحة البحرية ويقع على بعد (6كم)، للسيطرة النارية على مضيق باب المندب فاحتلوها عام 1799م, ولكن لقساوة  المناخ في الجزيرة وصعوبة السيطرة على مضيق باب المندب بواسطة المدفعية الساحلية من الجزيرة قرروا التحرك إلى مدينة عدن ([98])، و عندما دخلت تركيا الحرب العالمية, قامت بإرسال عدد من الجنود الأتراك والعرب للسيطرة على قرية الشيخ سعيد والتحكم على  باب المندب، مما سبب قلق لدى حكومة الهند الشرقية الادميرالية البريطانية ودول الحلفاء ([99]). إذ كانت حكومة الهند الشرقية تشكل أهم مورد بشري لدعم العمليات العسكرية في فرنسا خلال الحرب العالمية، ويتم إرسال سفن الجند من الهند الشرقية متجه إلى مصر ثم الاشتراك في المعركة، وأدرك نائب الملك البريطاني أهمية القضاء على الحامية العسكرية التركية في الشيخ سعيد *على الساحل اليمني لتامين حرية الملاحة البريطانية التي كانت عرضة لتهديد الأتراك, وكان البريطانيين يستخدمون سياسية وأساليب الخداع ويحرصون على إرسال رسالة  لليمنيين والعرب أنهم يستهدفون الأتراك فقط, ونفس الأسلوب والسياسة يستخدموها اليوم بحجة استهداف إيران, الصين, روسيا من الوجود في المنطقة وكأن الغرب أوصياء على العرب والمسلمين في أرضهم, وكانت ردود الفعل من اليمنيين مختلفة ومتناقضة ولا تحمل رؤية واضحة لغياب الهدف الاستراتيجي اليمني والعربي والذي اختزل من قبل الاتراك بعد سقوط الإمبراطورية العربية, وبسبب غياب القيادة العربية الموحدة والرؤية العربية الاستراتيجية في المنطقة بسبب الصراعات الداخلية العربية والتي للأسف نشهدها حتى اليوم , حيث كتب السلطان العبدلي عندما لم يشاهد أي تخريب للآبار في منطقة الشيخ سعيد من قبل المفرزة البحرية البريطانية ” اننا نقدر موقفكم والذي سوف يترك انطباعاً طيباً ويمنع عدم الرد”، بينما انزعج الإمام يحي والشيخ النعمان كون ذلك يستهدف ويعادي الإسلام([100]).

32.الأهمية التاريخية العسكرية لميناء الصليف. يشكل أحد أهم الموانئ اليمنية في الدعم اللوجيستي، وظهرت أهميته في الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث قامت المشاة البحرية البريطانية بتنفيذ ثمان عمليات إنزال بحري لغرض السيطرة عليه، إذ كان يشكل منطقة تغطية وسيطرة على جزيرة كمران, والتي كانت تشكل مركز عمليات بحرية للقوات التركية ضمن قوات المحور، وسعى كلا الطرفين الانجليز والترك في السيطرة والاحتفاظ بها، لكن المظاهر الجيومرفولوجية والخصائص الطبيعية البحرية للساحل والتحصينات الموجودة في الصليف شكلت عائق في التقدم نحو جزيرة كمران, وكانت مرابض المدفعية التركية في الصليف تشكل تهديد للقوات البريطانية, والتي حاولت الطرادات والزوارق البحرية البريطانية تنفيذ عدد من الحملات من أجل إسكات وتدمير المدفعية التركية في الجزيرة ولكنها فشلت .

وهنا تتضح الأهمية الجيواستراتيجية للجزر اليمنية في الاستراتيجية البحرية اليمنية خلال الصراعات البحرية المسلحة والدفاع الساحلي، وتظهر أهمية عناصر القوة البحرية اليمنية و القوة البحرية للأسطول البحري الحربي اليمني في مختلف الأعمال العسكرية البحرية على مستوى التكتيك البحري، العمليات والاستراتيجي والمتمثل في عوامل وعناصر الاستراتيجية البحرية منها الموقع، والمسافة، والحدود، و الخصائص الطبيعية للسواحل، و موازنين القوة العسكرية، و يتضح أهمية الموقع للجزيرة من خلال سيطرتها النارية على مدخل ميناء الصليف، كما تشكل منطقة عمليات بحرية، إضافة إلى قربها من الممرات الدولية, و نفذت الحملة البحرية العسكرية البريطانية هجوم وابرار بحري وجوي على منطقة الصليف بتاريخ 12-14يونيو1917 م*،كما قام الحاكم البريطاني في عدن بجرد لكل المنشئات والمعدات البحرية التي تحت يد البريطانيين في ميناء الصليف وتم تسليمها إلى الادريسي بتاريخ 14 نوفمبر 1921 م وهو يوم الجلاء البريطاني عن منطقة الصليف، ونفس السيناريو  اليوم ما تقوم به القوات الإماراتية، الأمريكية، البريطانية لكن في صورة الامارات والسعودية من خلال التذرع بشخصيات وأيادي يمنية عميلة لها مجموعة الفار هادي, و المجلس الانتقالي في عدن, وبذلك نجد الأحداث والعلاقات والأهمية متربطه ومتشابه في المضمون الجيواستراتيجي مع اختلاف محدود في الوقت والأدوات([101]) .

  1. 33. السيطرة التركية والغربية على ميناء اللحية وجزيرة فرسان. شكلت منطقة وميناء اللحية أهمية كبيرة في الحرب العالمية الثانية، وحاول البريطانيون السيطرة عليها من أجل القضاء على الحامية التركية ومساندة الإدريسي حليف بريطانيا، ونظراً لصعوبة تنفيذ المهمة وتمركز الأتراك في الجبال المحيطة في جبل قدمية وجبل الزهرة وغيرها، اضطرت البحرية الملكية البريطانية إرسال حاملة الطائرات سيتي أوكسفورد من أجل تنفيذ عمليات وغارات عسكرية بواسطة الطيران الذي تم اطلاقها من ظهر حاملات الطائرات, كون المنطقة بعيدة والظهير الساحلي لميناء اللحية بعيد المدى لنيران مدفعية السفن البحرية، حيث تم التنسيق مع الادريسي والذي طلب دعم جوي من قبل الطيران البريطاني بقصف المناطق الجبلية بعدد من الغارات الجوية لإسكات وتدمير المدفعية التركية في الجبال([102])، وقد قامت ايطاليا بمحاولة السيطرة على جزيرة فرسان، في ذلك الوقت كانت بريطانيا قد وقعت اتفاقية مع الادريسي بحمايته من أي دولة معادية في البحر الأحمر وقام الادريسي بالسيطرة على جزيرة فرسان، مما استدعى طلب من الحاكم  الإنجليزي في عدن إرسال برقية إلى الادريسي بتاريخ 29مايو1915م تطلب منه ضرورة رفع العلم البريطاني على الجزيرة , من أجل إشعار سفن إيطاليا وألمانيا التي تعبر خط الملاحة البحرية أن الجزيرة تقع تحت السيطرة البريطانية ([103]) .
  2. مناقشة الدراسة. تم الاستفادة وتوظيف منطقة الدراسة كأحد عناصر القوة البحرية الاستراتيجية العربية أثناء الصراعات العربية وفقاً لاتفاقية الدفاع العربي والاقتصادية المشتركة بتاريخ 1954 م والموقعة بين الدول العربية، إذ استفادت حركة التحرير والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، و قام عدد من افراد المقامة مستخدمين زورق سريع بمهاجمة سفينة نقل (كورال سي) تابعة للكيان الصهيوني في باب المندب في يونيو1971م، كما استخدمت جمهورية مصر العربية مضيق باب المندب وعناصر القوة البحرية اليمنية في التأثير على الأعمال العسكرية ضد قوات الاحتلال الصهيو أمريكي، إذ قامت الحكومة المصرية بعقد اتفاقية مع الحكومة اليمنية في ذلك الوقت قامت باستخدام الجزر اليمنية حنيش وجبل زقر والقيام بإغلاق المضيق أمام السفن البحرية في المضيق في أكتوبر عام 1973م أثناء الصراع المصري مع العدو الصهيوني([104]), وتشكل منطقة الدراسة أهمية في السياسة الأمريكية وبعد ظهور الدولة الأمريكية في نهاية القرن السابع عشر، تم الاستفادة من المهاجرين في الاكتشافات البحرية و كان للأمريكيين نفوذ في البحر الأحمر وصراع مع الأوربيين من أجل التجارة البحرية وقامت إحدى السفن الأمريكية بتحميل مقداره (523) الف رطل من البن من ميناء المخا([105]), ومن خلال التفسير التحليل وربط الاحداث السياسية في القرن التاسع عشر والقرن الثاني والعشرين في منطقة الدراسة واستراتيجية الغرب، استفاد الخبراء والقادة العسكريين الأمريكيين من الخطط البحرية والمدربين البريطانيون والالمان في بناء وتطور البحرية الأمريكية وإعداد الاستراتيجية القوات الأمريكية في تقسيم العالم إلى ست مناطق عسكرية الخريطة (3-4).

خريطة (3-4) قيادة المناطق العسكرية الأمريكية حول العالم

المصدر: الباحث، باستخدام برنامج GOS10.8. ،ميلان فيقو، ص100.

وظهر مدى الاستفادة من تلك الخبرات، إذ تم إنشاء قيادة الأسطول البحري الأمريكي الخامس في البحرين وتتبع قيادة المنطقة العسكرية الأمريكية الوسطي، وتسمى قيادة التدخل والانتشار السريع في المهام العسكرية تأسست عام 1983م وتتمركز في ولاية فلوريدا، تامبا في أمريكا ولها نقاط متقدمة في قطر والبحرين، ويوضح مناطق الاهتمام في الشرق الأوسط للقوات الأمريكية ومنطقة المسؤولية في المسطحات البحرية في المجال البحري اليمني والتي تصل إلى جنوب كينيا في المحيط الهندي ونقطة في جنوب الهند وسريلانكا على المحيط الهندي.

ونظراً لأهمية منطقة العمليات البحرية  في منطقة الدراسة , إذ تتبع البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية مباشرة)، وتشكل أكثر المناطق تعقيدا([106])، إضافة إلى قول البروفيسور الأمريكي: إن أكثر المناطق تهديداً وأهمية في الاستراتيجية الأمريكية وصناع القرار هي المنطقة الوسطى والمسؤولة عن مسرح العلميات القتالية في مناطق ذات تغيرات وصراعات وتحولات بصورة مستمرة وسريعة وذات مشكلات ومتغيرات جيوبولتيكية، وتشكل أهم مناطق انتاج الطاقة العالمي، مما أعطاها أهمية وأصبحت منطقة صراع المصالح، وظهرت أهميتها في حرب 1991م والحرب على العراق بقيادة الأدميرال جون أبوزيد لبناني الأصل وشغل منصب قيادة المنطقة الوسطى في حرب الخليج الأولى، يعمل الآن سفيرا لأمريكا في السعودية ([107]), والتي  أسهمت في عسكرة المنطقة وزيادة عدد القوات والأساطيل البحرية الأمريكية, ويقع تحت اشراف المنطقة الوسطى حوالي (36) قاعدة عسكرية أمريكية, والخريطة (3-5) توضح النطاق الجغرافي البحري لمنطقة المسؤولية للأسطول البحري الأمريكي الخامس والمنطقة الوسطى والمتمركز في قطر والبحرين، ومن خلال التحليل والاحداث والحقائق والوقائع وما تقوم به السياسة الخارجية الامريكية اليوم في ابرام اتفاقه ابراهام مع المغرب والامارات والبحرين والسودان، حيث تضمن نقل إسرائيل من منطقة العمليات الأوربية في اللون الأحمر، وأن يكون عضو في المنطقة الوسطى الموضحة في الخريطة باللون الأصفر بذلك ندرك محاولة الامارات في السيطرة على جزيرة سقطرى وميون كونها في نطاق المسؤولية للمنطقة الوسطى، يسهل ذلك إعطاء الكيان الصهيوني المشاركة في خطط العمليات المشتركة والعمليات البحرية العسكرية التي تنفذها أمريكا في بحر العرب والبحر الأحمر وخليج عدن.

خريطة (3-5) منطقة المسؤولية للقيادة الأمريكية الوسطى في الشرق الأوسط

Milan، vego، naval war college، book 2011.

34.الخلاصة:

تتعارض سياسية القوى المهيمنة الغربية المتمثل في الولايات المتحدة الامريكية مع السياسة اليمنية والعربية الايمانية في العديد من الأسس، ومنذ تاريخ الاستقلال عام 1776م تأثر صناع القرار الأمريكي والسياسي بالفكر الجيوسياسي الغربي التوسعي ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وظفت أمريكا جهودها للهيمنة العالمية والاحتفاظ بها.

كان عامل ضعف اليمن والدول العربية والإسلامية عامل مساعد في تمكنها من التمدد والسيطرة العالمية، حيث تمكنت في بناء خطط استراتيجية بحرية عسكرية , اقتصادية , ثقافية وفي التكنولوجيا الحديثة في التدخل للشؤون الداخلية للدول الأخرى , ونهبها وسيطرت عليها تحت شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وبذلك تمارس وتستخدم العديد من الاليات لمواجهة أي قوى إقليمية منافسها يشكل تهديد لمصالحها وخطر في وجودها, وبذلك تسعى الى امركة العالم وتشن عمليات عسكرية تحت العديد من المبررات لتحقيق وفرض ارادتها, إضافة الى سيناريوهات القوى الناعمة في ابراز دورها للعالم انها من ضمن قوى  كاسنجر الذي يرى ان أمريكا تشعر بانها مرشد ومحارب صليبي وتؤسس لنظام عالمي طبيعي يرتكز على التجارة والديمقراطية والقانون الدولي, وبذلك لابد للعالم من تطبيق سياستها , ويرى بريجنكسي ان أمريكا هي القوة العظمى الكونية والوحيدة والأخيرة, وادركت ان الشرق الأوسط ومنها اليمن من أولويات واهم المناطق في العالم والذي يشكل معين لتحقيق قيادتها للنظام العالمي ولكنها لم تتمكن من تحقيق تلك الشعارات  رغم شنها للحروب الغير مشروعة من تاريخ النشاءة لمدى  240 عام عدا فترة تقل 20 عام, حيث تبنت العديد من السيناريوهات ومنها الحرب على الإرهاب و التدخل في الدول العربية، هيمنة الدولار، الولاية القضائية طويلة الذراع، عرقلة النظام الدولي، وتغذية الصراعات المحلية والفرقة الطائفية في السنة والشيعة، ونشر وفرض العولمة الامريكية.

  1. المراجع والمصادر.
  2. بولودر,جون ,ترجمة سيد مصطفى سالم, العمليات البحرية البريطانية ضد اليمن ,ابان الحكم التركي ,1914-1919 م ,رقم الإيداع بدار الكتب المصرية ,رقم 2839/82 توزيع دار الأمين للنشر والتوزيع ,الهرم , مصر,1981م .

2.https://sa.usembassy.gov/ar/tag/

3.الجمل، مهام القيادة الأمريكية الوسطى في الجيش الذي يهيمن على العالم، https://www.aljaml.com/

  1. عبد الحميد، عبد اللطيف، البحر الأحمر والجزيرة العربية في الصراع العثماني والبريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، جامعة الامام محمد بن سعود، مكتبة العبيد كان، السعودية ,1994م، ص280.

5.محمد، آمال، الصراع الدولي حول البحر الأحمر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مركز الدراسات والبحوث اليمني، ط1 ، بيروت، دار الفكر المعاصر، لبنان،1993, ص 49.

6.معاهدة جدة 2000م، الأمم المتحدة، Baseline, No 72, law of the sea، division for ocean affairs and the law of the sea office of legal Affairs, UN, New York ,2010. 5. .

خط الأساس اليمني، قرار جمهوري رقم  26 للعام 2014م، الجمهورية اليمنية7.

8.عاهدة جدة 2000م، الأمم المتحدة، Baseline, No 72, law of the sea، division for ocean affairs and the law of the sea office of legal Affairs, UN, New York ,2010.

9.تسمية موقع الجزر والصخور الضحضاح، قرار جمهوري, رقم 22 للعام 2011م، وزارة الشؤون القانونية, اليمن,2011. ص1.

10امطرف، عوض، استراتيجية التنمية في الجزر، تقرير الهيئة العامة للجزر، وزارة الإدارة المحلية، اليمن، 2006م، ص 27.

11.أحمد، مهيوب، موقع اليمن الجغرافي واثرة في بناء قوة السياسية، المجلد الثاني، بحوث المؤتمر الرابع للجغرافيين اليمنيين، الجمعية الجغرافية اليمنية، جامعة صنعاء، اليمن، 2010م , ص307.

12محمود، الأمن الإسلامي، دراسات في التحديات الجيوبولتكس، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء المؤسسة الجامعية للدارسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1994,ص63.

13[1] النعماني، يونس, قراءات في الاقتصاد العماني ,2020 م.

14 شبمان ,كلاوس, الممالك القديمة في جنوبي الجزيرة العربية, ترجمة فاروق إسماعيل, كلية الآداب ,جامعة تعز, مركز الدراسات والبحوث اليمني, صنعاء, اليمن,2002 م ,ص122.

15لخزاعي، علي، وصايا الملوك وأبناء الملوك من ولد قحطان بن هود، دار البشائر،ط1 دمشق, سوريا ,1997م، ص 77.

[1]16باوير ,ج. م ,لوندون, ترجمة أسامة أحمد ,تاريخ اليمن القديم, جنوب شبه الجزيرة العربية ,ط1, دار الهمداني للطباعة والنشر, عدن, اليمن ,1984 ,ص41.

(17مازيل ,جان, تاريخ الحضارة الفينيقية الكنعانية, مترجم من اللغة الفرنسية بواسطة ربا الخش ,ط1 ,دار الحوار للنشر والتوزيع ,دمشق ,سوريا ,1998م ,ص31.

18العلاف، إبراهيم خليل، السفن والمراكب في الخليج، قصة كفاح مجيد، مجلة دراسات إقليمية، مركز الدراسات الإقليمية، جامعة الموصل، العراق,2009.

20بركات، رفيق، فن الحرب البحرية في التاريخ العربي والإسلامي، منشورات جامعة حلب، معهد التراث العلمي العربي، سوريا ,1416-1995 ,ص 6.

21لويس، ارشيبالد, ترجمة محمد عيسى, محمد شفيق غربال, القوى البحرية والتجارية في حوض البحر المتوسط, من 500 – 1100 م ,مكتبة النهضة المصرية, مصر, 1960, ص24.

22مقبل، فهمي، أسباب غياب المنافسة البحرية العثمانية في الكشوف الجغرافية للعالم الجديد (898 – 974 ه,1462-1566م، مجلة الجمعية التاريخية السعودية، السعودية, 2000.

23عثمان، شوقي عبد ا[1])) محمد، صباح محمود، الأمن الإسلامي، دراسات في التحديات الجيوبوليتيكة. مركز الدراسات والبحوث اليمني، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان ,1994م، ص69.

24محمد، آمال ,الصراع الدولي حول البحر الأحمر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ,مركز البحوث اليمني ,ط1 بيروت ,لبنان ,1994م ,ص40.

25الفسيل ,سامية ,المحاولات البرتغالية في السواحل اليمنية خلال القرن العاشر الهجري ,السادس عشر الميلادي وتداعيتها أطروحة دكتوراه، ,الجامعة الماليزية ,ماليزيا ,2013م ,ص137-138.

. 26رستم , جمال عبد الرحمن, التنافس الإقليمي و الدولي في البحر الأحمر وأثرة على أمن الدول المتشاطئة, المركز العربي للبحوث و الدراسات , الأردن, 2021م , ص3.

27بلحاف أحمد، المهرة وسقطرى عصيتان على الاحتلال، المهرة, تاريخ النشر 20يونيو2020م ,اليمن ,رابط https

28رستم , جمال عبد الرحمن, التنافس الإقليمي و الدولي في البحر الأحمر وأثرة على أمن الدول المتشاطئة, المركز العربي للبحوث و الدراسات , الأردن, 2021م , ص3.

1 JACOP F. HAROLD, Kings of Arabs ,the rise and set of the Turkish servant in the Arabian

2Baseline, No 72,، Law of the sea, division for ocean affairs and the law of the sea office of legal Affairs, UN, New York ,2010.

3Flanders Marine Institute (2018). IHO Sea Areas, version 3. Available online at https://www.marineregions.org/ https://doi.org/10.14284/323

4Edward, J Alasdair, Head. Steven M, Red Sea, International union for conservation، of nature and natural resources, Pergamoon Press, England, U.SA, 1987, Page4.

5 Flanders Marine Institute (2019). Maritime Boundaries Geo database: Internal Waters, version 3. Available online at https://www.marineregions.org/. https://doi.org/10.14284/385

6Flanders Marine Institute (2019). Maritime Boundaries Geo database: Territorial Seas (12NM), version 3. Available online at https://www.marineregions.org/. https://doi.org/10.14284/387

)[1]  7https://maps.ngdc.noaa.gov/viewers/geophysics /

)8 Colombian Journal of Military and Strategic Studies,ISSN, (online)Journal homepage: https://www.revistacientificaesmic.com .

)[1]9 https://asianstudies.cornell.edu/selden-prize .

10Angela ,Palgrave serious in Indian ocean world studies ,early Global interconnectivity across the Indian ocean world ,Palgrave Macmillan ,library of congress ,Cham Switzerland ,2019,page90.

11https://www.gebco.net/data_and_products/gridded_bathymetry_data/

12International admiralty chart agent U.K. https://www.toddchart.com/Products/ADMIRALTY-Chart-2964-Gulf-of-Aden-and-Approaches/AC2964.

13André B. Dorsman، Volkan.Ediger،Mehmet Baha Kara, Energy Economy, Finance
and Geostrategic, Springer International Publishing AG, Switzerland, 2018,page19.

14MRGID.835الموقع الالكتروني https://www.marineregions.org/eezdetails.php?mrgid=8353&zone=eez

15peninsula, MILLIS, &BOON LIMITTED, London ,U.K, 1923 ,page25. .

Karaska. James, Maritime Power and the law of Sea, World Policies, Oxford University Press, U.S.A.2011,Page193.

([1])  معاهدة جدة 2000م، الأمم المتحدة، Baseline, No 72, law of the sea، division for ocean affairs and the law of the sea office of legal Affairs, UN, New York ,2010.

)[2] ( Baseline, No 72, ، Law of the sea, division for ocean affairs and the law of the sea office of legal Affairs, UN, New York ,2010.

([3]) Flanders Marine Institute (2018).IHO Sea Areas, version 3. Available online at https://www.marineregions.org/ https://doi.org/10.14284/323

([4]) Edward, J Alasdair, Head .Steven M, Red Sea, International union for conservation، of nature and natural resources, Pergamoon Press, England, U.SA, 1987, Page4.

  ([5])خط الأساس اليمني، قرار جمهوري رقم  26 للعام 2014م، الجمهورية اليمنية.

([6])  Flanders Marine Institute (2019). Maritime Boundaries Geo database: Internal Waters, version 3. Available online at https://www.marineregions.org/. https://doi.org/10.14284/385

([7]) Flanders Marine Institute (2019). Maritime Boundaries Geo database: Territorial Seas (12NM), version 3. Available online at https://www.marineregions.org/. https://doi.org/10.14284/387

  ([8])كاظم، ظلال جواد، الأهمية الجيواستراتيجية لجزيرة سقطرى، اليمن، أطروحة دكتوراه, دراسة في الجغرافيا السياسية، كلية الآداب، جامعة الكوفة، العراق، 2012م، ص12.

  ([9])دسوقي، عيسى السيد، التحليل الجيوبوليتيكة لموقع جزيرة سقطرى اليمنية، معهد الدراسات والبحوث الاسيوية، جامعة الزقازيق، العدد السابع عشر، كلية الآداب، جامعة بورسعيد، مصر، 2021م, ص 658.

([10]) https://www.unodc.org/romena/en/Stories/2020/February/yemen_

-countering-maritime-crime.html Yemen، countering maritime crimes، united nations office on drugs and crimes، report، UN, U.S.A

 ([11])تسمية موقع الجزر والصخور الضحضاح، قرار جمهوري, رقم 22 للعام 2011م، وزارة الشؤون القانونية, اليمن,2011. ص1.

 ([12])بامطرف، عوض، استراتيجية التنمية في الجزر، تقرير الهيئة العامة للجزر، وزارة الإدارة المحلية، اليمن، 2006م، ص 27.

*) ا( الضحضاح والظهرة وهي عبارة عن شبه جزر صغيرة وتظهر أحيانا بسبب المد والجزر .

([13]) أحمد، مهيوب، موقع اليمن الجغرافي واثرة في بناء قوة السياسية، المجلد الثاني، بحوث المؤتمر الرابع للجغرافيين اليمنيين، الجمعية الجغرافية اليمنية، جامعة صنعاء، اليمن، 2010م , ص307.

([14]) مهيوب أحمد، مرجع سابق, 2010م، ص307.

([15]) Karaska. James, Maritime Power and the law of Sea, World Policies, Oxford University Press, U.S.A.2011,Page193.

(*) تم استخدام الميل البحري في الدراسة ما يعادل(1853متر)

([16]) André B. Dorsman، Volkan.Ediger،Mehmet Baha Kara, Energy Economy, Finance
and Geostrategic, Springer International Publishing AG, Switzerland, 2018,page19.

 ([17])صافي، عدنان، الجغرافيا السياسية بين الماضي والحاضر، جامعة الإسكندرية، مركز الكتاب الجامعي، مصر، 1999م، ص7.

([18]) العيسوي، فايز، الجغرافيا السياسية المعاصرة، دار المعرفة الجامعية, مصر، 2000م، ص51.

([19]) المنضمة الإقليمية البحرية Yemen. Profile, 2021.،

MRGID.835الموقع الالكتروني https://www.marineregions.org/eezdetails.php?mrgid=8353&zone=eez

)[20]  ( https://maps.ngdc.noaa.gov/viewers/geophysics /

)[21] (Colombian Journal of Military and Strategic Studies,ISSN, (online)Journal homepage: https://www.revistacientificaesmic.com .

)[22])( https://asianstudies.cornell.edu/selden-prize .

([23]) https://www.gebco.net/data_and_products/gridded_bathymetry_data/

([24]) International admiralty chart agent U.K. https://www.toddchart.com/Products/ADMIRALTY-Chart-2964-Gulf-of-Aden-and-Approaches/AC2964.

([25])  محمد، صباح محمود، الأمن الإسلامي، دراسات في التحديات الجيوبوليتيكة، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء المؤسسة الجامعية للدارسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1994,ص63.

([26] ) ذكرى  مطهر، مرجع سابق ,2008 م، ص 32.

([27] ) سيف على مقبل، مرجع سابق ص 34.

(* ) من المنتوجات اليمنية القديمة التي تصدر للخارج الصبر واللبان والبخور، الطيوب، الصمغ والكافور والقرفة وغيرها.

([28] ) طقوش ,محمد , تاريخ العرب قبل الإسلام ,دار النفاس ,ط1 ,بيروت , لبنان ,2009م ,ص78.

(*) الهمداني,  هو بو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود بن سليمان الأرحبي البكيلي الهَمْداني عالمٌ يَمَنيٌّ من أشهر  جغرافيا جزيرة العرب في عصره (280 -360هجرية) من أشهر كتبة صفة جزيرة العرب.

([29] ) مقبل، سيف على، الصراع السياسي في اليمن القديم، القرن الرابع – القرن السادس الميلادي، مركز عبادي للنشر, مكتبة جامعة صنعاء ,ط1, اليمن,2004 ,ص 10.

[30]) ) كلاوس شبمان، مرجع سابق ,2002م، ص 123.

[31])) النعماني، يونس, قراءات في الاقتصاد العماني ,2020 م.

[32])) حسين شهاب، مرجع سابق ,1977 ,ص17.

[33]))  شبمان ,كلاوس, الممالك القديمة في جنوبي الجزيرة العربية, ترجمة فاروق إسماعيل, كلية الآداب ,جامعة تعز, مركز الدراسات والبحوث اليمني, صنعاء, اليمن,2002 م ,ص122.

[34])) الخزاعي, علي، وصايا الملوك وأبناء الملوك من ولد قحطان بن هود، دار البشائر,ط1 دمشق, سوريا ,1997م، ص 77.

[35]))  ذكرى مطهر، مرجع سابق ,2008م، ص80.

[36]))  باوير ,ج. م ,لوندون, ترجمة أسامة أحمد ,تاريخ اليمن القديم, جنوب شبه الجزيرة العربية ,ط1, دار الهمداني للطباعة والنشر, عدن, اليمن ,1984 ,ص41.

([37] ) مازيل ,جان, تاريخ الحضارة الفينيقية الكنعانية, مترجم من اللغة الفرنسية بواسطة ربا الخش ,ط1 ,دار الحوار للنشر والتوزيع ,دمشق ,سوريا ,1998م ,ص31.

(*) وتشير الدراسات ان أصول الفينيقيين من الكنعانيين من الحميريين من اليمن، حيث كان الحميريين يشكلون أحد أقدم تكتل سياسي عرقي في جنوب شبه الجزيرة العربية في القرن العشرين قبل الميلاد وحتى القرن الخامس قبل الميلاد.

[38])) كريم جمزة مطهر الزبيدي، مرجع سابق,2015 ,ص15

[39]) (كلاوس، مرجع سابق ,2002م، ص135م.

[40])) روجيه جوانت داجنت ,مرجع سابق ,2013م ,ص33.

([41]) كريم حمزة الزبيدي، مرجع سابق ,2015 ,ص93.

([42]) شيبمان ,كلاوس ,مرجع سابق ,2002م ,ص122-130.

[43])) الفتلاوي، سهيل حسين، القانون في تاريخ اليمن القديم قبل الإسلام، منشورات جامعة صنعاء, اليمن,1993م، ص 20.

[44])) سيبيان كلاوس ,مرجع سابق ,2002م ,ص111.

[45])) ذكرى عبد الملك مطهر، مرجع سابق ,2008م، ص 106.

([46]) شرف الدين، احمد حسين، دراسات في انساب القبائل اليمنية، المكتبة التاريخية اليمنية, اليمن ,1981م، ص 40.

[47])) روجية روبرت ,مرجع سابق ,2014م ,ص105.

[48])) الحوراني، جورج, العرب والملاحة في المحيط الهندي، مؤسسة فرنكلين للطباعة والنشر، القاهرة، نيويورك، دار الكتاب العربي للنشر، مصر ,1951ص308.

[49])) باققية ,محمد , تاريخ اليمن القديم ,المؤسسة العربية للدراسات والنشر, بيروت ,لبنان ,1985.

 ([50])حسين الفتلاوي، مرجع سابق ,1993م ص 21.

([51] ) بافقية, محمد, تاريخ اليمن القديم, المؤسسة العربية للدراسات و النشر, لبنان , 1985م, ص30.

[52])) سعيد شعاب مرجع سابق ,1998 ,ص 22

([53]) سيف على مقبل، مرجع سابق، ص 12

[54]))  العلاف، إبراهيم خليل، السفن والمراكب في الخليج، قصة كفاح مجيد، مجلة دراسات إقليمية, مركز الدراسات الإقليمية، جامعة الموصل، العراق,2009.

[55])  ( مصطفي ابولقمة، الأعور، مرجع سابق ,199م، ص34.

[56])) عثمان، شوقي عبد القوي، تجارة المحيط الهندي في عصر السيادة الإسلامية، عالم المعرفة، الكويت ,1990م، ص38.

[57])) بركات، رفيق، فن الحرب البحرية في التاريخ العربي والإسلامي, منشورات جامعة حلب، معهد التراث العلمي العربي, سوريا ,1416-1995 ,ص 6.

 ([58])رفيق بركات، مرجع سابق ,1998م، ص7.

[59])) لويس، ارشيبالد, ترجمة محمد عيسى, محمد شفيق غربال, القوى البحرية والتجارية في حوض البحر المتوسط, من 500 – 1100 م ,مكتبة النهضة المصرية, مصر, 1960, ص24.

[60])) رفيق بركات، مرجع سابق ,1998م، ص 8.

([61]) كليب، مهيوب غالب، تطور الملاحة البحرية حول الجزيرة العربية بين الالفين الثالث والأول قبل الميلاد، الوثيقة المائة، البحرين,2010.

([62] )Angela ,Palgrave serious in Indian ocean world studies ,early Global interconnectivity across the Indian ocean world ,Palgrave Macmillan ,library of congress ,Cham Switzerland ,2019,page90.

( [63])العلاقات الصينية – اليمنية 58 عاما من العطاء والنجاح، إلى الشراكة والبناء. سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى الجمهورية اليمنية. وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية. http://ye.chineseembassy.org/ara/sgxw/t1159944.ht

[64]) (رفيق بركات، مرجع سبق ,1998م، ص 6.

[65]) (محمد بن عبد الحميد، مرجع سابق، ص 54.

[66])) مقبل، فهمي، أسباب غياب المنافسة البحرية العثمانية في الكشوف الجغرافية للعالم الجديد (898 – 974 ه,1462-1566م، مجلة الجمعية التاريخية السعودية, السعودية, 2000.

[67])) محمد، صباح محمود، الأمن الإسلامي، دراسات في التحديات الجيوبوليتيكة. مركز الدراسات والبحوث اليمني، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان ,1994م، ص69.

[68])) محمد، آمال ,الصراع الدولي حول البحر الأحمر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ,مركز البحوث اليمني ,ط1 بيروت ,لبنان ,1994م ,ص40.

[69])) احمد  الدين، مرجع سابق ,1964م، ص 263.

[70]) ) أحمد  للدين، مرجع سابق ,1965م، ص 245.

(**) الاِمام المنصور بالله القاسم بن محمد بن على بن محمد بن على بن الرشيد الحسني الهادوي. و في التاريخ يشير الى ان الامام الهادي يجي بن الحسين ولد في مكة عام 245 هجرية و هاجر الى اليمن عام 280 هجرية , ولقب بالامام الهادي الى الحق محي الفرائض والسنن يحي بن الحسين بن بن القاسم بن إبراهيم بن اسماعليل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن ابي طالب علية السلام ,

([71] ) آمال محمد، مرجع سابق ,1994م ,ص70-100.

[72])) كريم مطر الزبيدي، مرجع سابق ,2020. ص 6.

[73])) معركة ديو البحرية، التاريخ الإسلام ي,2ابريل 2015 م https://islamstory.com/ar/artical/21163/%D9%85

[74])) الفسيل ,سامية ,المحاولات البرتغالية في السواحل اليمنية خلال القرن العاشر الهجري ,السادس عشر الميلادي وتداعيتها أطروحة دكتوراه، ,الجامعة الماليزية ,ماليزيا ,2013م ,ص137-138.

[75])) أمال محمد، مرجع سابق ,1993م، ص38.

(*)امبراطورية المغول العظمى وتعد ثاني امبراطورية بعد الإمبراطورية البريطانية وهي خليط من المغول والترك بما يسمى منغوليا اليوم، حيث كانت كبيرة في المساحة تصل إلى 23000000كم مربع، تزعمها جنكيز خان عام 1206م، امتدت إلى بحر اليابان

[76])) آمال محمد، مرجع سابق، 2000. ص16.

([77]) آمال محمد، مرجع سابق ,1993م، ص41.

([78])رستم , جمال عبد الرحمن, التنافس الإقليمي و الدولي في البحر الأحمر وأثرة على أمن الدول المتشاطئة, المركز العربي للبحوث و الدراسات , الأردن, 2021م , ص3.

)[79] (JACOP F. HAROLD, Kings of Arabs ,the rise and set of the Turkish sovranty in the Arabian peninsula, MILLIS, &BOON LIMITTED ,London ,U.K, 1923 ,page25. .

[80])) العمري، حسين عبداللة، مائة عام من تاريخ اليمن الحديث، ط1, دار الفكر، دمشق، سوريا، 1984م، ص93.

(* ) القبائل في بكيل يضم قبيلة سفيان، بالحارث (بني الحارث)، بني حشيش، ارحب، نهم، عيال سريح، جبل عيال يزيد، ذومحمد، ذو حسين، عيال سريح، خولان ,بني مطر واخرون

)[81] (https://youtu.be/8aAsHA-KudI /https://youtu.be/8aAsHA-KudI

(* ) السرب البحري مجموعة من السفن الحربية وأحد فروع وحدات الأسطول الحربي البحري.

[82]) ( خالد عباد، مرجع سابق ,2017 م، ص 32م.

([83] ) عبد اللطيف بن محمد الحميد، مرجع سابق. ص35.

([84])رستم , جمال عبد الرحمن, التنافس الإقليمي و الدولي في البحر الأحمر وأثرة على أمن الدول المتشاطئة, المركز العربي للبحوث و الدراسات , الأردن, 2021م , ص3.

 ( ([85]حسين العمري، مرجع سابق ,1984م، ص 12.

([86] ) خالد حماد عياد، مرجع سابق ,2017م، ص32.

(*) الاسطول البحري الصغير بتكون من السفن الحربية منها (تيقريز) بقيادة المقدم روبرت لو، والسفينة الحربية شانون بقيادة الملازم واري، سفينة مسلحة تحمل طلبة مستجدين من الكلية البحرية، مع قطع من المدفعية وعدد من المهندسين العسكريين.

)[87] (Jacop,Harlod, previous reference, 1923, Page30,

([88]) بلحاف أحمد، المهرة وسقطرى عصيتان على الاحتلال، المهرة, تاريخ النشر 20يونيو2020م ,اليمن ,رابط https://almahrahpost.com/article/186#.YT4M2J0zY2w

(([89]  كيلي، جون، بريطانيا والخليج 1795 – 1870 م، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان ,1980 م ,ص 7-20.

([90] ) جون كيلي , مرجع سابق ,1980 م ,ص 7

(* ) ويحاول الكاتب الانجليزي تحسين صورة الاحتلال الإنجليزي التوسعي بقوة السلاح، وتناسى ان القوات البحرية البريطانية احتلت مدينة عدن اليمنية على ظهر سفن حربية مقاتلة، وقامت الحكومة الهندية بأرسال حملة بحرية مكونة من اسطول بحري صغير بقيادة العقيد بحري بأيلي*، لمهمة احتلال والسيطرة على جزيرة سقطرى في حالة رفض البيع من قبل السلطان، وعندما تم الرفض تحرك الأسطول وقامت القوات البريطانية في الانزال البحري في منطقة تماريد في ساحل الجزيرة، ثم وافق السلطان على الاتفاقية بان يتم السماح للإنجليز في تخزين مادة الفحم في الجزيرة، في ابريل عام 1838م، وصلت السفينة الحربية كول، مزود بمدفعية عيار 80 مم، بقيادة الكابتن روز، في مهمة تبديل السفينة الحربية تقرايز، وشكل الاحتلال كارثة للقوات البريطانية بسبب الأمواج العالية والشديدة وتقلبات المناخ أدى إلى غرق السفينة تقرايز وعدد من الجنود، كما أصيبت قوات الانزال البحري بالحمى وهلك العديد منهم، وعندما وصل اليمنيون من سكان الجزيرة لحفر القبور للموتى البريطانيون ودفن الجثث خوفا من العدوى مما زاد الخوف في نفوس الافراد، مما أدى إلى الانسحاب ومغادرة الجزيرة.

([91]) بولودري ,جون ,ترجمة سيد مصطفي سالم, العمليات البحرية البريطانية ضد اليمن ابان الحكم التركي 1914-1919م ,دار الأمين للنشر والتوزيع ,الزقازيق ,مصر, 1982م ,ص33.

[92]) ) حسن, إبراهيم, البجر الأحمر في الحرب العالمية الأولى ,1914-1918 ,عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ,ط1 ,الهرم ,مصر ,1998م ,ص142.

[93] إبراهيم حسن, مرجع سابق ,1998م ,169.

([94]) بولودي, جون العمليات البحرية البريطانية ضد اليمن ,ابان الحكم التركي 1914-1919- دار الأمين للنشر والتوزيع ,مصر ,1982م ,ص38.

[95])) عبدالحميد، عبد اللطيف، البحر الأحمر والجزيرة العربية في الصراع العثماني البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية،ط1، الرياض , السعودية, 1413هجرية.

(*) قناة السويس 200 نوفمبر 1869 م ,1286هجرية[95] في أهمية باب المندب، شكلت نقطة تحول في الملاحة البحرية الدولية بين الشرق والغرب وربط آسيا مع أوربا واثرت على دور البحر الأحمر والدول المطلة وتنظم الملاحة البحرية داخل القناة بموجب اتفاقية الأستانه* في 29 أكتوبر 1888ميلادية -1305 هجرية.

([96]) عبد اللطيف بن عبد الحميد، مرجع سابق ,1994م ,ص276.

( [97])خالد احمد عياد، مرجع سابق ,2017م، ص 77.

([98])  محمد، آمال, الصراع الدولي حول البحر الأحمر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، مركز الدراسات والبحوث اليمني، ط1 ، بيروت، دار الفكر المعاصر، لبنان،1993, ص 49.

([99]) حسن إبراهيم، مرجع سابق ,1998م، ص 185.

(*)  السيطرة على جزيرة زقر, في 8 يونيو1915 م تم ارسال سفينة مع فصيلتين من الجنود، 15 مدفع ميداني، ثلاث سرايا من لواء المشاة، شعبتان مدفع ميكانيكي 450، وصلت إلى جزيرة حنيش الكبرى تحت قيادة أحد الضباط الهنود، وتم تنفيذ عملية ابرار جوي والسيطرة على جزيرة زقر ورفع العلم البريطاني عليها، وفي 9 يونيو تم ارسال حملة بواسطة السفينة ايمبرس اف رشا (Empress of Russia ) بقيادة ميجور فيلوس من لواء المشاة 109 وانزال عدد من الجنود الهنديين في الجزيرة ونظرا لوعورة وطبيعة الجزر اليمنية في كمران، حنيش، زقر،

(*) اتفاقية الأستانه التي تضمنت تنظيم حرية المرور في قناة السويس واتفقت الأطراف الدولية من الدول الموقعة على الاتفاقية وهي فرنسا والمانيا والنمسا واسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وروسيا والدولة العثمانية على عدم المساس بحرية الملاحة واستخدام القناة في أيام السلم والحرب ومواد أخرى تحدد مصالح هذه الدول في القناة.

([100] ) عبد اللطيف بن عبد الحميد، مرجع سابق ,1994م، ص273.

(* ) معركة الشيخ سعيد البحرية، وقعت في 5 نوفمبر 1914م تم اعداد خطة هجومية لأنزل مفرزة بحرية والاستفادة من زوارق الحماية لقافلة نقل الجنود من الهند المتجهة إلى مصر وتحمل خمسة الوية من المشاة البحرية ويقوم بحراستها سفن وزوارق حربية وقامت بقصف الحامية التركية في الشيخ سعيد في 8 نوفمبر 1914 م، وعندما اقتربت الحملة العسكرية من عدن، تم تنفيذ علمية  انزل وإغارة بحرية على المنطقة بقوام ثلاث كتائب بحرية معززة، وخلال ثلاثة أيام تمكنت المفرزة البحرية البريطانية من إسكات المدفعية التركية وتدمير حصن التربة وهزم الاتراك وأجبروا على الفرار وكان قوامها حوالي 300 جندي تركي، مع مئة فارس عربي، وقتل ستة افراد من الحامية التركية وأربعة من المفرزة البريطانية في تلك العلمية .

[101])) عبد الحميد، عبد اللطيف، البحر الأحمر والجزيرة العربية في الصراع العثماني والبريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، جامعة الامام محمد بن سعود، مكتبة العبيد كان، السعودية ,1994م، ص280.

(*) عملية الانزال البحري على الصليف بتاريخ 12-14يونيو1917 م وتم تدمير الحامية البحرية التركية من خلال تفوق الدعم البحري العسكري واستخدام زوارق المدفعية لبحرية البريطانية، وكانت تهدف الحملات والغارات البحرية والجوية البريطانية على تدمير واسكات المدفعية التركية، بعد تنفيذ المهمة غادرت المنطقة إلى مركز العمليات الرئيسية في عدن، مع إبقاء فصيلة حراسة بريطانية، حيث كانت تحرص الإمبراطورية البريطانية في منع تشغيل أي منشئات ومواني بحرية في اليمن والجزيرة العربية من قبل الاتراك وأي دولة معادية ضمن قوات المحور حتي يتم احداث تسوية ممن تراهم .

([102])عبد الحميد بن عبد اللطيف، مرجع سابق ,1994م، ص288.

  ([103])بولودر,جون ,ترجمة سيد مصطفى سالم, العمليات البحرية البريطانية ضد اليمن ,ابان الحكم التركي ,1914-1919 م ,رقم الإيداع بدار الكتب المصرية ,رقم 2839/82  توزيع دار الأمين للنشر والتوزيع ,الهرم , مصر,1981م .

 ( [104])فيكتور، بريسكوت ,مرجع سابق ,2005 م ,ص 479.

([105])  حسين العمري، مرجع سابق ,1984م، ص 258.

([106])  الجمل،  مهام القيادة الأمريكية الوسطى في الجيش الذي يهيمن على العالم، https://www.aljaml.com/

([107] ) https://sa.usembassy.gov/ar/tag/

5/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى