الشرق الأوسطعاجل

مستقبل المفاوضات اليمنية القادمة

اعداد : احمد عيسى علي عردوم – مدير تحرير المركز الديمقراطي العربي – اليمن

  • المركز الديمقراطي العربي

 

اليمن الملف المنسي في أروقة الأمم المتحدة عندما يتعلق الامر بالإنسان اليمني، الا أنه يكون الملف الهام والذي تضعه الأمم المتحدة بجميع فروعها ضمن أولوياتها وذلك عندما يتعلق الامر بالمساس بالمصالح الدولية لدول الفيتو.

سياسيا تعمد الأمم المتحدة على تغير مبعوثها الخاص الى اليمن أو الدعوة الى مفاوضات جديدة تحت مظلة المنظمة الأممية التي لم تستطيع أن تحرز أي تقدم في ملف الازمة اليمنية، وقد يرجع ذلك الى طبيعة الصراع في اليمن والذي رمته الأمم المتحدة في أيدي السعودية والامارات والتي ترتبط بالدول الكبرى التي أوعزت الى تلك الدولتين حماية مصالحها والقيام بدور الشرطي المنفذ

استمرار الازمة اليمنية سواء من خلال الصراع بين الأطراف اليمنية أو بتدخل التحالف بقيادة السعودية يعجب الدول الامبريالية والمصنعة للأسلحة والتي يمكن اختصارها في دول الفيتو في مجلس الامن الدولي فالمستفيد الوحيد من استمرار الحرب في اليمن هي تلك الدول التي تجني الكثير من المليارات خاصة من الدول الخليجية وعلى راسها السعودية والامارات

 الحديدة وزيارات المبعوث الاممي:

مارتن غريفيث الذي تم تعينه مبعوثا أمميا خاصا إلى اليمن في فبراير الماضي كثف من زياراتها لجميع الأطراف السياسية اليمنية والذي أعلن في احاطته الأولى في 17 ابريل التي قدمها الى الأمم المتحدة أنه سيعكف على صياغة أطار عمل للمفاوضات خلال شهرين من تقديم الإحاطة، وحتى اليوم فقد مرت المهلة التي حددها ولم يقدم أي أحاطه ، إلا أن المبعوث وفي مقابلة مع إذاعة الأمم المتحدة تمنى أن يجتمع مجلس الأمن الأسبوع المقبل حتى يتسنى له وضع خطة لاستئناف المفاوضات بين الإطراف اليمنية.

المبعوث ألأممي وخلال شهر يونيو كثف من زياراته لمختلف الأطراف السياسية اليمنية والتي تزامنت مع التصعيد العسكري الخطير في جبهة الساحل الغربي، حيث بدأت القوات التابعة للرئيس هادي القابع في الرياض والمدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية عملية عسكرية هي الاوسع وذلك لطرد مقاتلي حركة أنصار الله من ميناء الحديدة الاستراتيجي والذي يعد أكبر وأهم المؤاني اليمنية وهو القناة الوحيدة لإيصال المساعدات الانسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حركة أنصار الله .

يذكر أن المبعوث الاممي مارتن غريفيث قد دعا عبر صفحته في تويتر أطراف الصراع إلى تفادي التصعيد العسكري في الحديدة الذي أعتبره أمر مقلق للغاية ومؤثر على الصعيدين الإنساني والسياسي

وكانت أخر زيارات المبعوث الاممي هي إلى عدن والتي التقى خلالها الرئيس هادي إما صنعاء فقد زارها مرتين خلال شهر يونيو، والتي أثارات الكثير من التصريحات المختلفة حيث اعتبرتها الأطراف الموالين للرئيس هادي بمثابة محاولة أممية لإنقاذ الحوثيين ، إما الإطراف الموالية لحركة أنصار الله فقد اعتبروا زيارات المبعوث الأممي تندرج ضمن المؤامرة الدولية على اليمن ، حيث صرح الناطق الرسمي للحركة محمد عبدالسلام بان المبعوث ألأممي لليمن مارتن غريفيث لم يعمل شيئا حتى الآن ووصفه بأنه غطاء لاستمرار الحرب وأن دوره لا يختلف عن سابقه.

ميناء الحديدة يتصدر المفاوضات

يعد ميناء الحديدة أكبر المؤاني اليمنية والذي يمر عبرة حوالي 80% من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والذي يخضع لسلطة الحوثيين ، الميناء أثار جدال واسع في الصراع بين حكومة هادي وحكومة الحوثيين  ، فالأولى تتهم الحوثيين بأنهم يجنون الكثير من المليارات من الميناء بالإضافة إلى استخدامه لتهريب الأسلحة الإيرانية ، ومن هذا المنطلق أطلقت حملة واسعة للسيطرة على الميناء ، الأمم المتحدة بدورها دعت إلى تجنيب محافظة الحديدة مزيدا من التصعيد العسكري خشية تزايد النازحين والذي بلغ إلى حوالي5200 أسرة مند بداية يونيو، وعمدت المنظمة إلى فتح قنوات دبلوماسية لتجنيب الحديدة مزيد من التصعيد ، إلا أنها لم تتخذ خطوات ملموسة تحقق أي شيء في الواقع عدا الزيارات التي قام بها المبعوث إلى مختلف الإطراف اليمنية.

يدور الكثير من الجدل حول مستقبل ميناء الحديدة ، حيث تطالب حكومة هادي بوضعه تحت رقابة الأمم المتحدة ، إما الحوثيين فقد ابدوا استعداداتهم على وضع الميناء تحت رقابة الأمم المتحدة جاء ذلك على لسان قائد الحركة عبدالملك الحوثي والذي اشترط لتسليم الميناء أن تتكفل الأمم المتحدة بدفع رواتب الموظفين .

مستقبل المفاوضات:

يبدو وكأن أن المفاوضات اليمنية بين طرفي الصراع قد تم اختصارها في الحديدة وعلى الوجه الأخص الميناء ، فبدل أن كان من المقرر أن يقدم المبعوث الأممي خطته إلى مجلس الأمن خلال شهرين لاستئناف المفاوضات فقد تحولت مهمته على ما أتضح من زياراته المتكررة إلى التفاوض حول مستقبل ميناء الحديدة ، من هنا يمكن القول إن النجاح في التفاوض السلمي حول ميناء الحديدة قد يكون مقدمة لنجاح المفاوضات العامة بشأن مستقبل اليمن .

إلا أن الحقيقة المرة هي أنه لا توجد أي بوادر من قبل أي طرف لإنهاء الحرب وإنما الجميع متمسكين بمطالبهم الخاصة فلم يقدموا ما يثبت نيتهم على الدخول في حل سياسي ، فالتحشيد لجبهة الساحل الغربي مستمر يوما بعد أخر وقد تشهد الأيام القليلة القادمة مواجهات شرسة في هذه الجبهة والذي يعتبر بمثابة النسف لكل جهود السلام المبذولة من قبل المبعوث ألأممي.

1/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى