الشرق الأوسطعاجل

عرض نقدي : توظيف الخيال السياسي في الحرب على الإرهاب

اعداد الباحثة : عفاف محمد اسماعيل المليجي – المركز الديمقراطي العربي

نبذة عن الكاتب:-

روائي، وباحث في العلوم السياسية ، وكاتب صحفي. ولد عام 1967 ولد بقرية الإسماعيلية محافظة المنيا. تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية/ جامعة القاهرة عام 1989 بتقدير جيد جدا، وحصل على الماجستير في العلوم السياسية عام 1997 بتقدير امتياز مع توصية بطبع رسالته على نفقة الجامعة وتبادلها مع الجامعات الأخرى، ثم الدكتوراه عام 2001 بمرتبة الشرف الأولى.

الاهتمامات العلمية للكاتب:-

-باحث مهتم بالدراسات “عبر النوعية” في علم السياسة، والتي تتناول علاقة الظاهرة السياسية بالأنساق الدينية والأدبية والاقتصادية والقانونية والإعلامية.   يكتب القصة القصيرة والرواية، ويهتم بالنقد الأدبي.(2)

أســلوب الكــاتب:-

أولا:- تميز أسلوب الكاتب في أختيار عنوان المقالة الذي من أهم صفاته أن يكون واضحا ليجذب المتابعين لقرأة المقالة فضلا علي احتوائه علي الكلمات الدالة علي موضوع المقالة بحيث لا يتسبب في تضليل القارئ فمن خلاله يتضح للقارئ مضمون المقالة ومحتواها.

-أعتمد الكاتب علي الأسلوب السهل السلس في عرض مادة البحث حيث أنه قام بتوزيع وتقسيم  المقالة الي أجزاء مترتبة علي بعضها البعض وأعتمد علي أن القارئ عادة لايميل الي الأستمرار في متابعة المواد المعقدة الطويلة حيث أعتمد في عرض مادة بحثه علي أن تكون مكثفة وسهلة الصياغة حتي يسهل علي القارئ تناولها وفهمها.(3)

– تجنب الكاتب تناول الجمل الأعتراضية الطويلة وادراج أوصاف أو تعابير لا تضيف شيئا، الي جانب تميز أسلوبه بالتماسك والترابط بين الجمل فضلا عن تعبيره عن الفكرة التي يدور حولها المقادون الوقوع في فخ الترهل.

السؤال البحثي الأساسي في الدراسة هو:

  • كيف ننتصر علي الارهاب؟

– مجال الدراسة وأهم القضايا والمفاهيم والجدالات الرئيسية والفرعية التي يطرحها:-

تناول الكاتب موضوع الارهاب وبدأ المقال بجملة منفية بأنه” لن تفلح طريقة الحرب الدفاعية في وضع نهاية حاسمة للارهاب” وذلك دليلا علي التنديد بخطورة الارهاب وعلي الوضع علي المستوي الدولي فانه يري أن الارهاب هو مسألة ملحة لأي دولة  ولأي مجتمع يواجه أعمال الارهابيين التي تتسم بالخراب والتدمير وزهق الأرواح.

-ثم أنتقل الكاتب الي السؤال البحثي الأساسي  في الدراسة وهو كيف نقضي علي الارهاب وننتصر عليه؟ حيث أنه طرح هذا السؤال لالقاء نظرة ذات بعد علي المستقبل وماقد يسببه الارهاب في المستقبل من خراب وتدمير وأضاف الكاتب أن اجابة هذا السؤال لن تتم الا باستعادة ماجري في الماضي، ويقصد به ماجري في الماضي من تخطيطات الارهاب وأفكارهم وتنظيماتهم وعملياتهم التي نراها مؤخرا تأخذ نمطا جديدا وتحمل العديد من التساؤلات حول أسباب قوة تلك التنظيمات الارهابية والتي قد تناولها الكاتب بأن تلك التنظيمات تحمل أفكار خاصة بها وصلات عديدة في الداخل والخارج والتي تدعم مخططاطتهم واستراتيجيتهم في تحقيق اللأهداف التي يسعون اليها.

-ثم أنتقل الكاتب الي تعريف مفهوم الارهاب بشكل كلي وشامل حيث عرفه بأنه فعل منظم وسري ذو هدف معين يحمل طلبع سياسي وجنائي وأساسه العنف ويتم ارتكابه بواسطة مجموعة أو حركة أو تنظيم حيث يستخدمون فيه القوة واثارة الخوف والذعر والأساليب التي تتنصل من الأنسانية واستخدام طرق لايمكن التنبؤ بها لأنهم لا يحدها القيود الانسانية ولا القانونية وتلك العمليات تتضمن الاكراه والحض علي اثارة الذعر والخوف ويري أن معظم ضحايا الارهاب يكونوا من المدنيين الأبرياء بالرغم من أنهم محايدين غير منخرطين في العمليات السياسيو وعمليات المقاومة.

-وأشار أن فكرة الارهاب قد دفعت الدول الكبري الي تطوير جيوشها وتدريبهم بما يتناسب مع قوة المنظمات الارهابية وذلك بالبدء باستخدام أساليب جديدة “كالطائرات بدون طيار” الي جانب التوسع في تشكيل الروبوتات الذكية والتي تتميز بالحجم والذكاء من حيث التصميم والقدرات والاستقلالية، وأضاف أنه سيكون هناك حرب في المستقبل تعتمد علي عقائد جديدة هي الان في طور التكوين.

-ويري الكاتب أن أول وسيلة في الحرب علي الارهاب هي المبادرة في مداهمة الارهاب والتعرف علي طرق تفكيره ووسائله وذلك يمكن حكومات الدول بأن تشتت جهودهم وتسهل عملية الوصول اليهم ومعاقاباتهم.

-وذكر وعود الساسة الكبار في العالم حول تخلصهم من الارهاب واستئصالهم لجذوره والقضاء عليهم نهائيا والتي لم تجد نفعا في النهاية ، وذكر كلام الرئيس جورج بوش بعد أحداث 11 سبتمبر بقوله “سنخرجهم من جحورهم وسنسحقهم” مشيرا أنه من بعد هذه المقولة وقد اتسعت بؤرة الارهاب وزادت قوته واستطاع أن يقيم دولة ارهابية خاصة به وذلك من خلال اقتتطاع أرض من دولتين.

-وأشار الكاتب أن الطريقة التقليدية لمواجهة الارهاب ومكافحته لم تعد تجدي نفعا لذا يري أنه لابد من استخدام “الخيال السياسي” في التعامل مع الارهاب كبشر عدوانيين وذكر أنه يجب أستخدام الخيال في مكافحة الارهاب وذلك من خلال خطوتين وهما:-

1- معرفة كيفية التفكير لدي الارهابيين وذلك لوضع تصورات لمواجهة تفكيرهم.

2-معرفة كيفية وضع الارهابيين للخطط و وضع خطط للتصدي لعملياتهم الوحشية ومن خلال ذلك سيتم توفير المعلومات الكافية المرتبطة بالتنظيمات الارهابية ومعرفة الشخصيات البارزة لتلك التنظيمات وعلاقاتها ومعرفة اذا ماكانت هناك ارتباطات مع أجهزة أجنبية أم لا وبهذا سوف يكون بوسعنا أن نضع العديد من السيناريوهات للعمليات المتوقع أن تحدث في المستقبل من خلاله معرفة الوتيرة التي تسير عليها العمليات الارهابية سواء أكانت نمطية فيمكننا التوقع بالعمليات القادمة وفي حالة وجود اختلاف في أسالين وطرق تنفيذ العمليات فاننا نقوم بوضع الاعتبارات والاستعدادات الأخري لاجهاض تلك العمليات.

-وأشار الكاتب أن اتباع تلك الطريقة في مداهمة الارهاب والتصدي له سيخلق كفاءة عالية في مواجهتهم والتصدي لهم عن طريق مواجهتهم وتلقينهم درسا قاسيا أو عن طريق اجهاض عملياتهم الوحشية قبل الشروع في تنفيذها.

– عقب الكاتب علي مصادر الحصول عي المعلومات الخاصة بالتنظيمات الارهابية حيث أكد علي أن تلك المعلومات من الطبيعي أن تتفاوت في مصداقيتها وهذا أمر لابد أن نضعه في الأعتبار وضرب مثلا في القبض علي شخص منتمي الي التنظيم الارهابي واستخدام الخيال في وضع ثلاثة سيناريوهات لرد فعل الارهابي الذي يتم استجوابه حيث:

– أشار الي أنه لايمكن أن ينكر الارهابي التهم وأن يخفي المعلومات وذلك من منطلقين اما بسبب ولائه للتنظيم أو اما بسبب خوفه من السجن أو الاعدام.

– يمكن أن يعترف الارهابي بكل شيئ عن التنظيم من حيث القيادات والأفراد والتمويل لذا يجب أن نأخذ في الأعتبار أن تلك المعلومات هي عن الماضي التي كان الارهابي فيها شاهدا علي هذه المعلومات وليس علي اللحظة الراهنة لذا في هذه الحالة يجب تعزيز عملية التخيل لتلك بمعلومات نت مصادر أخري.

– يجب أن نضع في اعتبارنا ان الارهابييين أناس في منتهي الذكاء وليسوا أناس ساذجين وذلك بأنهم سينفذوا العمليات بنفس الطريقةوبدون تعديل بعد القبض علي عناصر منهم، وأيضا أن التنظيم الارهابي لايعطي أسراره لجميع أعضائه.

لذا في حالة القبض علي بعض عناصر التنظيم فان القادة يقومون بمراجعة الخطط واعادة تعديلها وهيكلتها من جديد.

-وقد أكد الكاتب علي ضرورة استعمال الخيال في تحليل مايتوافر من معلومات فبالخيال يمكننا تحقيق هدفين في وقت واحد وهو الاقتراب من المعلومات التي اخفاها المعترفون والاّخر تحويل ماتم الحصول عليه من اعترافات سبيلا لتضليل الارهابيين.

نتائج الدراسة:-

وأخيرا أشار الكاتب الي ضرورة استخدام الخيال في صياغة مؤشرات علمية لقياس درجات واتجاهات ومستويات الارهاب ومن ثم التحكم فيها والقضاء عليه ومن أهم هذه المؤشرات وهي:-

1-المدي الزمني: ويقصد به الفترة مابين كل عملية ارهابية وأخري.

2-الشدة:وتعني درجة شدة العمل الارهابي عن الاّخر فعندما نري العمل الارهابي شديد في ازهاق الارواح والتدمير فاننا نكون أمام ارهاب متزايد والعكس اذا كانت عمليات خفيفة فهذا مؤشر لتراجع مستوي الارهاب.

3-النمطية: وهي معرفة اذا ماكانت العمليات الارهابية تسير علي وتيرة واحدة أو تختلف من عملية لأخري من حيث مستوي التخطيط وأساليب التنفيذ.

4- التوزع الجغرافي: وهو معرفة أماكن العمليات الارهابية فاذا كانت فب بقعة معينة ندرك أن الارهاب علي مستوي ضيق ويمكن السيطرة عليه وعلي العكس اذا كانت العمليات الارهابية في بقاع عديدة فان هذا يعني أن الارهاب سيؤدي الي تشتت القوي الأمنية ويحتاج الي  مستوي كبير من السيطرة.

5-مدي تحقيق الأهداف: حيث أنه من خلال معرفة مدي تحقيق الأهداف يمكن أن نستشف طبيعة عملياتهم وقرأة أفكارهم.

6-التجنيد والتكاثر: والمقصود هنا أن تكون جماعات قد دخلت على خط الأحداث وتبنت عمليات إرهابية، أم أن جماعات بعينها ثابتة وتتكرر هي التي تتبناها.

7-الاجراءات الوقائية: وهي التي من المفترض أن تتخذها الجهات الأمنية ضد العمليات الارهابية

8-موقف القاعدة الشعبية: والمقصود به وقوف الشعب في الحرب على الإرهاب فليس بوسع الإرهاب أن يهزم سلطة ولا دولة يلتف شعبها حول مكافحة الإرهابيين.

9-الحاضن الاجتماعي :والذي يتضمن ثلاث مستويات وهما:-البيئة المنتجة للارهاب ، -البيئة المنسجمة مع الارهاب، -البيئة الموظفة للارهاب.

10ـ المواقف الدولية: وهو الي أي مدى تتعاطف الدول الخارجية مع الدولة التي تواجه الإرهاب، وتفهمها للإجراءات التي تتخذها في سبيل مكافحة الإرهاب وتأييدها لها.

النقد:-

-استخدام الكاتب لبعض الامصطلحات المعقدة والتي من الصعب علي بعض الأفراد أن يتناولوها باستيعاب وفهم مثل: الاذعان ، الاحرب اللامتماثلة ، الحجيرات المكعبة ، الناجعة.

-لقد جمع الكاتب الأدلة والبراهين لأثبات وجهه نظره حيث أنه قام بجمع كافة المعلومات الخاصة بموضوع الارهاب ومحاولة حل تلك المشكلة الشائكة بالاستعانة بطريقة جديدة غير تقليدية وهي طريقة الخيال السياسي حيث رأي أن بالخيال السياسي يمكننا أن نقوم بالقضاء علي مشكلة الارهاب وأعطي العديد من البراهين والمطارحات لأثبات صحة وجهة نظره حول استخدام الخيال السياسي في التصدي لمشكلة الارهاب وعرض أفكاره بشكل بسيط ومترابط ولكنه يؤخذ عليه أن الخيال السياسي وحده في الوقت الحالي الذي يمر به المجتمع الدولي الاّن فهو غير كافي أو غير مطابق للواقع حيث أوافق الكاتب تماما في أننا نستطيع بالخيال أن نحقق مانريد وأن نجعل ماهو افتراضي الي واقع وأن الخيال كما قال البرت اينشتاين بأنه أعم وأشمل من المعرفة حيث أن بالخيال يمكننا ان نصل الي ما قد تعجز المعرفة عن الوصول اليه، ولكن أري أن العالم الاّن بحاجة الي حل أسرع وعملي للقضاء علي تلك المشكلة التي باتت تهدد العالم بأكمله وذلك لأن العالم قد تأخر في رد فعله علي تلك المشكلة والتي باتت تتسع بؤرها يوما بعد يوم حتي أصبحت المشكلة عالمية وشائكة وتحتاج الي حلول سريعة وجذرية وذلك للحيلولة دون اندلاع كوارث أخري يصعب علي العقل أن يتنبأ بها أو يتخيلها.

– قد تناول الكاتب مواضيع البحث بشكل متسق ومتصل وأبتعد عن  العشوائية أو عدم الأتـساق في  عرض أفكاره وموضوع البحث ووجهه نظره حوله.(4)

قائمة المراجع:

(1)،(2):-  جمعية رسايل السيرة

http://www.rasayel.org/CVS/AmmarAlyHassnCV.htm

http://yomgedid.kenanaonline.com/posts/591362(3)- 

(4):- جسد الثقافة

http://aljsad.org/showthread.php?t=78262

لينك المقالة محل الدراسة:

http://almezmaah.com/2016/04/04/%D8%AA%D9%88%D8%B8%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1/

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى