الدراسات البحثيةالمتخصصة

ما بين شمال قبرص التركية وكوسوفو وغــزة – تكرار مُحـتمـل للحالة الأوكرانية بسيناريو آخـر

 

اعداد : السفير بلال المصري – المركز الديمقراطي العربي – القاهرة – مصر

 

هـنـاك في شـرق المتوسط وجواره أحداث تـجـري حالـيـاً وتتــجـه نحو نهايات من المُحتمل جداً أن تؤدي إلي نتائج مؤثرة في الصراع بين الشرق والغرب وخاصة بين الروس والأمريكيين في صراعهم للسيطرة والسيادة في البحر المتوسط وتحديداً في شرقه وجواره في البحر الأدرياتيكي , وقد أدت الحرب الروسية / الأوكرانية وكذا الحصار البحري الذي حاولت الولايات المتحدة فرضه علي الناقلات الروسية لحرمان الإقتصاد الروسي من ميزة تحصيل عوائد من تصدير الحبوب وخاصة القمح الروسي والبترول أديا إلي زيادة الجهد الدبلوماسي الروسي لكبح جماح الولايات المتحدة لحرمانها من تحقيق كامل خططتها في حرمان البحرية الروسية من النفاذ بحرية من البحر الأسود إلي الولوج إلي شرق البحر المتوسط عبر مضيقي البوسفور والدردنيل , والولايات المتحدة مازالت تواصل إغراء وحث وتحريض دول متوسطية أو شبه متوسطية بغية تحقيق هذا الهدف البحري العسكري / الإقتصادي علي نحو ما سيلي بيانه بالربط ما بين أحـداث أو تطورات محددة تحدث حالياً في تزامن مــثــير للتأمل بحيث تلتقي هذه الأحداث أخـيـراً في نقطة مـا لـترسم لـوحة ســـياســـية لـــونــها الــرئيسي الـغالب هو اللون الرمـادي تـُعـبـر عـن أوضــاع قد تـستــقر وتتموضع فــيـــهـا روســيــا والولايات المتحـــدة بـــشـــكل مـــخـــتلـف .

تـــعـــتبر الحرب الروسية / الأوكرانية ذروة المواجهة الأمريكية / الروسية وهي بالتأكيد نهاية لمـصطلح الحرب الباردة الذي كان يصف العلاقات الأمريكية الروسية زمناً وفي سياق الحرب الروسية الأمريكية تسخدم روسيا والولايات المتحدة كل بطريقته الوسائل الدبلوماسية والإقتصادية الضرورية لتحقيق الأهداف العسكرية أو التي تطيل من أمد الصراع العسكري ما أمكنهما , وبيــانـاً لقسم من هذه اللوحة أُشــــيــر إلي الـتطـــورات الآتية التي تـعتـمـــل بين الروس والأمريكيين في منطقة شرق المتوسط وتحديداً في قــــبــرص وجـــوارهــا في البحر الأدرياتيكي وتـحـديـداً في كـوسـوفــو , وأهـــمـــية هذه المنطقة أو الساحـة الجغرافية أنـهـا لـصـيقة جغرافياً بالبحر الأسود الــذي يـُعد بـمـثـابة الـرئة للجـــسم الـــجـغـرافي الروسي مـترامـي الأطـراف .

تــــُعــد الــجزيرة الـقبرصية مناط إهتمام حــالياً للإستراتيجيين الروس فهكذا فـرضت تبعات الصراع العسكري لحرب روسيا وأوكرانيا فهي نسبياً قريبة من البحر الأسود وهي كذلك قريبة من التموضع العسكري والبحري الروسي في   الحافة الشمالية للميناء البحري بطرطوس الميناء السوري وكنتيجة للحرب الروسية / الأوكرانية وتبعاتها السياسية والإقتصادية كان لابد من أن تُعيد السياسة الروسية نظرتها وموقفها الذي كان ثابتاً من القضية أو الأزمة القبرصية بين تركيا والقبارصة الأتراك من جانب واليونان والقبارصة اليونانيين من جانب آخر وليس هناك من شك في أن تقرير الروس إعادة النظر في موقفهم من القضية القبرصية لسببين رئيسيين هما :

الأول / ضــــرورات الحرب الأوكرانية/الروسية والحرب الإقتصادية /السياسية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاءها علي روسيا مع الدول المتوسطية .

الثاني / تغــير الموقف القبرصي اليوناني نفسه والذي مال بوضوح مؤخراً إلي تأييد الموقف الأمريكي في الحرب الروسية / الأوكرانية بل والإستجابة لطلب أمريكي يقضي بعدم رسو السفن والوحدات البحرية الروسية في الموانئ القبرصية مقابل قرار أمريكي محتمل سيصدر قريباً لصالح قبرص اليونانية مفاده رفع قيود حظر السلاح الأمريكي على قبرص  ومن بين ما قيل من الجانب الأمريكي تبريراً لهذا التطور الإيجابي في العلاقات الأمريكية / القبرصية اليونانية  أن “قبرص تثبت باستمرار أنها شريك قيم للولايات المتحدة وإسرائيل في الجهود الرامية إلى تطوير السلام والاستقرار (لمصلحة الكيان الصهيوني بالطبع) والتعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط  .

وصف وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس  في13 يونيو2024 تعميق التعاون الاستراتيجي الذي تم تحقيقه بين واشنطن ونيقوسيا بأنه “ربيع” في العلاقات الأمريكية القبرصية وقد تواجد رئيس الدبلوماسية القبرصية في العاصمة الأمريكية حيث شارك في أعمال المؤتمر التاسع والثلاثين للجنة التنسيق الدولية للنضال القبرصي (بسيكا )وعزا السيد كومبوس تحول العامل الأمريكي إلى حقيقة أن قبرص تمكنت من وضع نفسها استراتيجيا بطريقة تسمح بالمصالح المشتركة مع الولايات المتحدة كما أوضح قوله “من المهم للغاية أن نلاحظ أن (هذا التحول) لم يأت لأن الولايات المتحدة قررت فجأة أن قبرص مهمة ولا لأن الولايات المتحدة كانت مقتنعة بأن مشكلة قبرص كانت مشكلة ضخمة تستحق اهتمامها”لقد تم ذلك لأن هناك مصالح مشتركة وعلينا أن نكون واقعيين وأضاف “في نهاية المطاف تقدم جمهورية قبرص شيئا للولايات المتحدةوهذا وجود استراتيجي في المنطقة” وأشار في هذه المرحلة إلى أن هذه منطقة معقدة وعرضة للاضطرابات والأزمات , وقال ومع ذلك فقد قدر أن هذه هي المرة الأولى التي تلعب فيها قبرص دورًا قياديًا نشطًا وهو ما يتم تقييمه على أنه مفيد لاستمرارًا لذلك أقر كونستانتينوس كومبوس بالدور الذي لعبه الكونجرس تقليديًا في العلاقات بين الولايات المتحدة وقبرص  ومع ذلك أكد على أنه في الوقت الحالي تم تطوير تعاون وثيق مع الحكومة الأمريكية (البيت الأبيض ووزارة الخارجية) من أجل تحقيق إمكانات العلاقات الثنائية و”هذا شيء جديد نسبيًا، بمعنى أننا ركزنا تقليديًا على الكونجرس ومجلس الشيوخ “إنها المرة الأولى التي تنظر فيها حكومة أميركية إلى قبرص من وجهة نظر مختلفة وأشار إلى أنه “لدينا الآن أصدقاء في الحكومة الأمريكية وهذا شيء يتعين علينا حمايته”وفي ضوء ذلك، أشاد وزير الخارجية القبرصي بالشتات اليوناني في الولايات المتحدة الأمريكية والذي وصفه بأنه جسر مهم يربط قبرص بالمجتمع الأمريكي وأيضاً بحكومة “أقوى دولة في العالم”وفيما يتعلق بالقضية القبرصية أعرب كونستانتينوس كومبوس عن استعداد نيقوسيا للمشاركة في مفاوضات جوهرية بهدف إيجاد حل مستدام ودائم وأوضح مع ذلك أن هذا الحل سوف يعتمد فقط على الإطار المتفق عليه لاتحاد فيدرالي ثنائي المنطقة وثنائي الطائفة مع المساواة السياسية والذي تحدده القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كما أشار إلى أن “أي شيء آخر ينتمي إلى عالم عدم الشرعية ومن شأنه أن يشكل سابقة خطيرة للمجتمع الدولي ككل وتحقيقا لهذه الغاية فإننا ندعم بشكل كامل مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة”.

هـــناك ثـــمة مُـــقدمات مــُشجعة لــروســـيـــا في سبيل تغيير / تعديل مــوقفها من مجمل القضية القبرصية والنزاع بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك من أهـــمــهـا :

1- إحـــــتـــمــال مـــُرجح بإعـتــراف آذربـيـجـان بجمهورية قـــبــرص الــتـركــيـة :

حدث مؤخراً أن رحبت أذربيجان وتركيا وجمهورية شمال قبرص التركية في الاجتماع العادي للجمعية العامة للجمعية الوطنية الأذربيجانية المنعقد في 5 أبريل2024بقرار إنشاء “مجموعة عمل العلاقات البرلمانية بين أذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية” وبهذا الشأن صرح نائب رئيس الجمهورية التركية جودت يلماز أن تركيا وأذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية هي “ثلاث دول وأمة واحدة” وقال رئيس مجموعة عمل العلاقات البرلمانية بين أذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية كافانشير فيضييف : ” إن الجمعية الوطنية اتخذت قرارًا تاريخيًا طال انتظاره وأن هذه خطوة في طريق عملية الاعتراف الدبلوماسي بجمهورية شمال قبرص التركية ولقد بدأنا هذه الخطوة من خلال الدبلوماسية البرلمانية لكنني متأكد من أن هذا الوضع سوف ينعكس لاحقًا في العلاقات بين الدول وسيتم إنشاء العلاقات التي ينظمها القانون الدولي بين شركائنا” تنص على” وأكد فيضييف : ” أنه اضطلع بمهمة صعبة تتطلب مسؤولية كبيرة ونحن ندرك مسؤوليتنا وسنعمل على أساسها وستكون العلاقات بين أذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية مثالاً للدول التركية الأخرى ونتوقع خطوات مماثلة لتحقيق ذلك سيتم اتخاذها في الجمهوريات التركية في آسيا الوسطى و أنهم سيناقشون القضايا المتعلقة بالاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية كدولة مستقلة في العالم وستنضم جمهورية شمال قبرص التركية يومًا ما إلى صفوف الدول المستقلة من خلال أن تصبح عضوًا في الأمم المتحدة  “, وفي 13 مايو 2024إستقبل أرسين تتار رئيس جمهورية شمال قبرص التركية وفودًا من رؤساء وأعضاء مجموعات الصداقة البرلمانية المشتركة بين جمهورية شمال قبرص التركية وأذربيجان وتركيا وأذربيجان ومجموعات الصداقة البرلمانية المشتركة بين جمهورية شمال قبرص التركية وتركيا ووصف الرئيس تتار اجتماع مجموعات الصداقة البرلمانية الثلاث في جمهورية شمال قبرص التركية بأنه “يوم تاريخي” وفي حديثه لهذه الوفود قال الرئيس تتار أنه خلال زيارته لمتحف حيدر علييف في أذربيجان أكد علييف أن عدم خدمة القوقاز والأناضول وشرق المتوسط ​​لأطماع الآخرين ووقوعهم تحت هيمنة الآخرين سيشكل خطرا على الأناضول والقوقاز وأوضح أنه “من خلال إنشاء مجموعات الصداقة بهذه الطريقة فإنكم تمنحوننا القوة وأود أن أشكركم جميعا بالنيابة عني وعن الشعب القبرصي التركي” وأشار الرئيس إلى أنهم أظهروا للجهات الدولية أن دولة القبارصة الأتراك ليست وحدها التي تدعمها تركيا فقد أصبحت أقوى مع ثقل الدولة الأذربيجانية”  .

وصف سفير تركيا في باكو جاهد باججي إنشاء مجموعة عمل العلاقات البرلمانية بين أذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية بأنه “قرار تاريخي” وأشار إلى أن القرار قوبل بفرح في تركيا و” أن هذه الخطوات ستزيل بلا شك عزلة المجتمع الدولي عن جمهورية شمال قبرص التركية وأنا متأكد من أنه سيتم اتخاذ خطوات أكبر في الأيام المقبلة” كـمـا قال ممثل جمهورية شمال قبرص التركية في باكو أوفوك تورجانر ك : “إن مجموعة العمل تعد خطوة كبيرة لتعزيز العلاقات بين أذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والتاريخية والثقافي وأنا متأكد من أنه سيتم اتخاذ خطوات أكبر في الأيام المقبلة” وبالإضافة إلي هذا التطور غير المسبوق من أي دولة بالعالم غير تركيا الوحيدة التي إعترفت بها منذ الإعلان عن إقامة جمهورية شمال قبرص التركية في  15 نوفمبر 1983 إذ  تجاوبت آذربيجان مع التحرك التركي من أجل تطبيع علاقات جمهورية شمال قبرص التركية معها ليس فقط علي المستوي البرلماني بل إنه في 7 يونيو2024 التقى رئيس الوزراء الأذربيجاني علي أسدوف مع رئيس جمعية جمهورية شمال قبرص التركية زورلو توري – حسبما أفاد المكتب الصحفي لمجلس الوزراء – وتم خلال اللقاء التأكيد على أهمية الجلسة العامة الثالثة عشرة لـ TURKPA التي استضافتها باكو وشدد الطرفان على الدور المحوري لمنظمة الدول التركية في تحصين وتوسيع العلاقات بين الشعوب التركية، على أساس الروابط التاريخية وبالإضافة إلى ذلك شملت المناقشات التعاون في مختلف المجالات بين أذربيجان وجمهورية شمال قبرص التركية  .

في رد فعل سريع من جمهورية قبرص اليونانية أفادت تقارير  صحفية في 13 أبريل 2024 أن رئيسة برلمان جنوب قبرص أنيتا ديميتريو سترسل رسالة احتجاج إلى أذربيجان ونظرائها الأوروبيين بسبب نية أذربيجان التعاون مع جمهورية شمال قبرص التركية وكتبت صحيفة فيليفثيروس القبرصية اليونانية أن ديميتريو قالت في حديثها خلال فعالية أقيمت  في 12 أبريل إنهم على علم بمبادرة أذربيجان هذه وأن عليهم وقفها كما دعت الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس خريستودوليديس إلى الدعوة لانعقاد المجلس الوطني في أسرع وقت ممكن  وأنها سترسل شخصيا رسالة إلى رئيسة البرلمان الأذربيجاني صاحبة جافاروفا وأنها ستطرح هذا الموضوع على جدول أعمال اجتماع رؤساء جمعية الاتحاد الأوروبي المقرر عقده في إسبانيا خلال الأيام المقبلة وذكرت أنيتا ديميتريو أن أذربيجان حاولت تنفيذ مثل هذه الممارسة من قبل وعليها بذل قصارى جهدها لوقفها مرة أخرى وقالت ديميتريو إن قرار البرلمان الأذربيجاني ينتهك الشرعية الدولية وزعمت أن هذا القرار استند إلى حملة تركيا المنسقة تحت عقيدة “3 دول – أمة واحدة” بدعم من أذربيجان , وفي إشارة إلى أن البيان ذا الصلة الذي أصدرته مجموعة العمل الأذربيجانية والذي يعد خطوة نحو الاعتراف الدبلوماسي بجمهورية شمال قبرص التركية ذكرت ديميتريو أن خطة حل الدولتين التركية في قبرص تم تأكيدها أيضاً بهذا البيان(وهي خطة يرفضها القبارصة اليونانيين) وفي إشارة إلى المشكلة القبرصية في كلمتها ذكرت ديميتريو أنه تم إنشاء “نافذة فرصة” في مشكلة قبرص من خلال الاتصالات التي أجرتها المستشارة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة ماريا أنجيلا هولجوين وأنه ينبغي دعم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتوصل إلى حل اتحادي بين الطائفتين والإقليمين على أساس المساواة السياسي  .

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوجان قد إلتقي الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في المجمع الرئاسي بتركيا في 10 يونيو2024وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين تركيا وأذربيجان والمجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة وأعمال البناء في الأراضي الأذربيجانية المحررة من الاحتلال في ناجورنو كاراباخ والقضايا الإقليمية والعالمية وأوضح الرئيس التركي أردوجان خلال اللقاء أن تركيا تتابع عملية خروج قوة السلام الروسية في كاراباخ من المنطقة وأنها تتابع بتقدير أعمال البناء والإحياء في الأراضي الأذربيجانية المحررة من الاحتلال الأرمني وأشار الرئيس أردوجان إلى أن قرار إنشاء مجموعة الصداقة البرلمانية الدولية مع جمهورية شمال قبرص التركية في الجمعية الوطنية الأذربيجانية أمر مرض وأن دعوة رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تتار لحضور قمة منظمة الدول التركية المقرر عقدها في شوشا بناجورنو كاراباخ في يوليو2024  يضيف قوة للقضية القبرصية وقد أكد رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين  تتار ذلك في 7 يونيو2024 حين صرح بأنه سيزور شوشا في يوليو2024 بناءً على دعوة من الرئيس علييف الذي بأن أفضل شيء هو أن يستمر القبارصة الأتراك في دولتهم وأكد أن أذربيجان ستقف دائمًا إلى جانب “إخوانها القبارصة الأتراك”وأشار إلى أن مجموعة الصداقة البرلمانية الأذربيجانية وجمهورية شمال قبرص التركية ستقوم بزيارة إلى جمهورية شمال قبرص التركية قريبا  .

كانت مجموعات الصداقة البرلمانية التركية – الأذربيجانية وتركيا وجمهورية شمال قبرص التركية وأذربيجان قد عقدت مـؤتـمراً صحفيًا في نيقوسيا(في الجزء التركي من جزيرة قبرص) في 14 مايو2024 وأدلى رؤساء البرلمانات بتصريحات مختلفة تشيد بهذا التطور وصرح رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية أورهان إردم أنه بالتعاون مع مجموعات الصداقة ستتطور العلاقات بين جمهورية شمال قبرص التركية وأذربيجان في المجالات الدبلوماسية والسياسية والتجارية والتعليمية والسياحية فيما قال رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية لجمهورية شمال قبرص التركية في الجمعية الوطنية الأذربيجانية كافانشير فيضييف إن “أذربيجان ستحاول اتخاذ خطوات لدعم الشعب القبرصي التركي ولعب دور توجيه الحوار بين نيقوسيا ودول آسيا الوسطى وأن الجانب الأذربيجاني سيدعو الدول التركية الأخرى إلى إنشاء مجموعات صداقة برلمانية مع جمهورية شمال قبرص التركية , ومن جهته أشار زورلو توري رئيس جمعية جمهورية شمال قبرص التركية ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المشتركة بين جمهورية شمال قبرص التركية وأذربيجان إلى أن جمهورية شمال قبرص التركية في عامها الـ41 وأن عملية السلام افي قبرص في 20 يوليو 2024 ستكون في عامها الـ50 وذكّر توري بتصريح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الذي قال فيه : “أن عائلتي هي العالم التركي” وشدد على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوجان للاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية وقال في كلمته : “إن القرن القادم سيكون بالتأكيد للأمة التركية .

تتحرك الديبلوماسية التركية في خطي ثابتة منتظمة للدفع في إتجاه تعزيز المكانة الدولية لجمهورية قبرص الدولية  ففي 23 مايو 2024التقى نعمان كورتولموش رئيس الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا في طشقند مع نوردينجان إسماعيلوف رئيس الجمعية التشريعية للجمعية العليا لأوزبكستان وتانزيلا نارباييفا رئيسة مجلس الشيوخ بالجمعية العليا لأوزبكستان وخلال الاجتماع أعلن رئيس الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا أنهم يتوقعون دعم أوزبكستان لجمهورية شمال قبرص التركية للمشاركة في منظمة الدول التركية (TDT) بصفة “دولة مراقبة” وأشار كورتولموش إلى أنهم سيساهمون في تنمية العالم التركي من خلال زيادة التعاون الوثيق بين تركيا وأوزبكستان وقال إنهم يعلقون أيضًا أهمية على التعاون بين البرلمانات من أجل تعزيز العلاقات بين الحكومات وفي إشارة إلى أهمية العمل بشكل مشترك في العلاقات المتعددة الأطراف  وفي 25 مايو2024 صـرح رئيس الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا نعمان كورتولموش للصحافة بأننا : “لقد أصررنا عند الحديث إلي  محاورينا في كل من كازاخستان وأوزبكستان على قبول جمهورية شمال قبرص التركية في منظمة الدول التركية كعضو خاصة من خلال ضمان التصديق على معاهدة ناختشيفان ولقد رأينا نهجا إيجابيا من الجميع” وفيما يتعلق بمسألة ما إذا كانت مسألة الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية قد أثيرت خلال الاجتماعات في أوزبكستان وكازاخستان قال كورتولموش:”إحدى القضايا التي نطرحها على جدول الأعمال على المنصات الدولية هي زيادة الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية وبمبادرة من رئيسنا مُنحت الجمهورية التركية لشمال قبرص مركز مراقب في منظمة الدول التركية ولقد أعربنا باستمرار لمحاورينا في كل من كازاخستان وأوزبكستان عن ضرورة قبول جمهورية شمال قبرص التركية في منظمة الدول التركية كعضو وخاصة من خلال ضمان التصديق على اتفاق ناختشيفان وأضـاف ك ” إن الحصول على عضوية مراقب هو خطوة ونأمل أن تبدأ العقبات أمام جمهورية شمال قبرص التركية في الاختفاء تدريجياً” .

في الواقع هناك تحرك مواز من جمهورية شمال قبرص التركية نحو آذربيجان فقد أُعلن في30 مايو2024 عن أن معرضاً لترويج التعليم العالي في جمهورية شمال قبرص التركية نظمته وزارة التعليم الوطني القبرصية التركيةمن أجل التعريف بفرص التعليم العالي في جمهورية شمال قبرص التركية في أذربيجان لتعزيز التعاون التعليمي بين البلدين ووفقاً للمعلومات التي قدمتها وزارة التربية الوطنية القبرصية التركية فقد حضر افتتاح المعرض الذي أقيم في فندق هوليداي إن في باكو عاصمة أذربيجان تشاووش أوغلو والنائب الأذربيجاني حكمت بابا أوغلو وسفير جمهورية شمال قبرص التركية في باكو أوفوك تورجانر ورئيس منظمة يوداك كما حضر الحفل موظفو الوزارة ورؤساء الجامعات والمسؤولون ومسؤولون من السفارة التركية في باكو والطلاب الذين يدرسون في أذربيجان وخلال المعرض قدمت 11 جامعة تعمل في جمهورية شمال قبرص التركية برامجها وفرصها وفرص المنح الدراسية للمشاركين  .

إتصالاً بهذا التطور في علاقة جمهورية شمال قبرص التركية بآذربيجان ومجموعة الدول المتحدثة بالتركية فقد اُعلن في 13 يونيو2024 أن رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية أونال أوستل توجه إلى باكو لحضور حفل الافتتاح الرسمي للمؤتمر الدولي الذي سيعقد في أذربيجان بعنوان “الدول التركية: نحو أهداف استراتيجية جديدة في سياق الحقائق الجيواستراتيجية والكوارث العالمية” وسيلقي أوستل أيضًا كلمة في المؤتمر كما سيعقد اجتماعات مع قادة الأحزاب السياسية وممثلي الدول الأعضاء الأخرى في منظمة الدول التركية التي ستحضر المؤتمروسيقوم أوستل الذي سيجري اتصالات ثنائية في أذربيجان بزيارة ضريح الزعيم الأذربيجاني العظيم حيدر علييف ومقابر الشهداء الأتراك وسيتوجه أونال أوستل الذي سيلتقي أيضًا بأعضاء الصحافة في باكو إلى شوشا غدًا لحضور المؤتمر حيث يُعقد مؤتمر مجموعة الدول الناطقة بالتركية الذي يبدأ في 14 يونيو2024 في مدينة شوشا بأذربيجان في جلستين تحت عنوان “تنظيم الدول التركية: المساهمة الإقليمية في الأمن العالمي” و”الدبلوماسية الحزبية كمنصة حوار جديدة في سياق وحدة الحداثة” بالقيم المشتركة”وقال أوستل في تصريحات للصحافة قبل مغادرته إلى أذربيجان:”منذ اليوم الذي أصبحنا فيه عضوا مراقبا في منظمة الدول التركية قطعنا شوطا طويلا فيما يتعلق بعلاقاتنا مع الدول التركية والعلاقات الأذربيجانية مع جمهورية شمال قبرص التركية وصلت إلى أعلى مستوى في تاريخها وعلى وجه الخصوص وصلت علاقاتنا مع أذربيجان إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ سنوات إننا سعداء للغاية بالصدق الذي أبدته أذربيجان في سياق احتضان القبارصة الأتراك مع الدول القبرصية التركية والعالم وبالإضافة إلى العلاقات بين الدول والحكومات فإن بروتوكول التعاون الذي وقعناه بين حزب الوحدة الوطنية وحزب أذربيجان الجديدة يعد خطوة ستكون مثالا لهذا المؤتمر .

كذلك تتحرك السياسة التركية صوب العالم العربي للنفاذ وتقديم جمهورية شمال قبرص التركية وقد إستجابت الإمارات العربية المتحدة لهذا النفاذ فقد نشرت ذلك جريدة  TRT HABERالتركية في 11 أبريل2024 أن الوزير عمر بولات وزير الإقتصاد والطاقة في  جمهورية شمال قبرص التركية تحدث هاتفيا مع وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد و تم خلال اللقاء تقييم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وقال :”اتفقنا على تسريع الخطوات الواجب اتخاذها وزيادة الاستثمارات لزيادة حجم تجارتنا مع الفرص التي توفرها اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين بلدينا وخاصة التجارة والاستثمارات والطاقة والسياحة وأضاف “سنواصل جهودنا لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية التي لها هيكل متعدد الأبعاد”.

في تقديري أن هــناك إصـــرار وتصميم تركي علي إستثمار الموقف التركي الحاسم المساند لآذربيجان في حـربها مع أرمينيا والذي تطور فمن مجرد تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي في الحرب الأولي بين آذربيجان وأرمينيا عامي1992 – 1994 إتطورت المساندة التركية لتضيف البعد العسكري لمساندتها لآذربيجان لتنتصر في حربها ضد أرمينيا في سبتمبر 2022 حين تجددت الاشتباكات بين الطرفين مرة أخرى وقامت أذربيجان بشن هجوم كاسح على أرمينيا وقُتل حوالي 100 جندي أرميني وحوالي 50 جندي من أذربيجان ونتيجة لمفاوضات روسية تم التوصل لوقف لإطلاق النار وظهر الدور التركي المؤازر لأذربيجان واضحا وقويا وكان أن إنتزعت آذربيجان في النهاية إقليم ناجورنو كاراباخ المُتنازع عليه بشكل نهائي وهو الأمر الذي دعم مكانة الرئيس عالييف في آذربيجان تماما كما فعلت تركيا عندما ساندت قطر سياسياً وعسكرياً عندما فُرض عليها حـصار رباعي قادته السعودية في 5 يونيو وفشل بشكل حاسم بسبب المساندة العسكرية السريعة لقطر 2017 وهي المواقف التي حصدت ثمارها السياسة التركية التي في سبيلها لإستكمال توفير مظلة أعتراف دولي بجمهورية شمال قبرص التركية من العالـــم الــتركــي الذي تعد آذربيجان أحد أهم دوله(ومنها  أذربيجان / كازاخستان/ قيرغيزستان/ وأوزبكستان) فغالبية الآذريين منحدرون من عرق تركي بما يمثل حوالي 75% من نسبة السكان ولابد من الإشارة عند الحديث عن التحرك السياسي التركي في جمهوريات وسط آسيا الإسلامية أن أشير إلي أن تركيا إتبعت حتى نهاية التسعينيات من القرن الماضي سياسة خاصة تجاه أذربيجان والجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى مفادها وقف نفوذ وخطر الأصولية الشيعية الراديكالية التي كانت تهدد التوجه  السياسي العلماني لهذه الدول , وتناصب تركيا إيران العداء الخفي بشأن آذربيجان فالآذريون يمثلون حوالي 16% من سكان إيران  أغلبهم مسلمون شيعة لكن مع ذلك قامت مقاطعة أذربيجان – التي تقع في شمال إيران- بمحاولة الاستقلال عن إيران في عام 1945 باسم “جمهورية أذربيجان الشعبية”، ولكن استطاعت إيران بعد ذلك إنهاء هذه المحاولة وبسبب هذه المعادلة السكانية لآذربيجان نجد الموقف الإيراني من آذربيجان مختلف عن الموقف التركي فإيران لذلك دعمت موقف أرمينيا في حربها ضد آذربيجان لكن تركيا بسبب دعمها متعدد الأوجه لآذربيجان فازت أخيراً بدعم الأخيرة للطلب التركي بتأييد مسعي تركي للتطبيع مع جمهورية قبرص التركية وبالتالي التأثير في مسار تسوية القضية القبرصية بما يحقق أسلوب حل إعتمدته السياسة التركية في العامين المنصرمين والقاضي بفرض حل الدولتين علي أرض جزيرة المُقسمة منذ يوليو/ أغسطس1974عقب نجاح الغزو العسكري التركي للجزيرة وفرض تقسيمها بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين الذين مارسوا كل أنواع الظلم والتنكيل بالقبارصة الأتراك منذ ستينات القرن الماضي .

– تم قبول جمهورية شمال قبرص التركية كعضو مراقب في منظمة الدول التركية في عام 2022 .

– تـسـعي تركيا إلي تحقيق العضوية الكاملة لجمهورية شمال قبرص التركية في منظمة الدول التركية (ذات الفعالية التي تفتقدها تماما جامعة الدول العربية الكسيحـة) .

– تسعي تركيا لتحقيق تطبيع كامل لجمهورية شمال قبرص التركيا مع آذربيجان ثم جمهوريات الدول التركية مرحلياً مما يحسم حل القضية القبرصية وفقاً للرؤية التركية المؤسسة حالياً علي إنتهاج حـل الدولتين .

ويؤكد السياق المتقدم ما أشار إليه رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أمام مؤتمر صحفي عقده في مطار إركان قبل مغادرته إلى الجمهورية التركية في فبراير2024 حيث أشار إلي :

*  أنه تم قبول جمهورية شمال قبرص التركية كعضو مراقب في منظمة الدول التركية في عام 2022بالإجماع كعضو مراقب باسمها الدستوري في OTS في القمة التي عقدت في أوزبكستان في نوفمبر 2022وذلك علي على المستويين الوزاري والمؤسسي وشاركت جمهورية شمال قبرص التركية في القمة التي عقدت في أنقرة وستشترك في القمة المقبلة في أذربيجان في شهر يوليو 2024  .

* أن الرئيس الآذريبيجاني علييف وجه الدعوة له لحضور قمة منظمة التجارة العالمية التي ستعقد في أذربيجان  .

* أن زيادة ظهور جمهورية شمال قبرص التركية ومشاركة جمهورية شمال قبرص التركية في القمم الدولية يعزز الموقف الجديد بشأن تسوية الدولتين في قبرص على أساس المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للجانب القبرصي التركي”.

2- إرتـــقـــاء المـــوقف القبرصي التركي والتركي من القضيىة القبرصية لــمـــسـتـوي مــــرتــفـع :

الموقف الأخير لتركيا وجمهورية شمال قبرص من القضية والأزمة القبرصية أعلنه في 15 يونيو2024 رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تتار وهو أنهم  لن يبدأوا المفاوضات حتى يتم قبول مطالب المساواة في السيادة والوضع الدولي وأن “سياستنا تسير على الطريق الصحيح فتركيا دولة ضامنة وهذه قضية وطنية مشتركة و أنني لست وحدي في هذه المرحلة أنا لست مجرد رئيس جمهورية شمال قبرص التركية فهناك نصف مليون مواطن في الجمهورية التركية ورائي”.

3- نـــمــو الـــعلاقات الأمريكية / القبرصية /اليونانية :

– الموقف التقليدي للولايات المتحدة من القضية القبرصية المُعلن  وفق ما يؤكده المسئوليين الأمريكيين مُؤسس علي حل للقضية قائم علي منطقتين BIzonal بطائفتين Bicommunal في إطار فيدرالي ولا شك لدي الحكومة القبرصية في أن هذا هو الموقف الأمريكي وإتصالاً بذلك يُشار إلي أن الرئيس القبرصي الأسبق كليريدس وفي مواجهة ضغوط الكنيسة القبرصية أرسل في فبراير 2000 وعقب إنتهاء الجولة الثانية – آنئذ – للمفاوضات غير المُباشرة مع القبارصة الأتراك , أرسل  خطاباً لكبير الأساقفة القبارصة أشار فيه إلي سبق قبول الأسقف مكاريوس – أول رئيس لقبرص- صيغة المنطقتين BIzonal وليس Federation وحثه في هذا الخطاب علي أن ينأي بنفسه عن مزايدات الزعامات السياسية التقليدية بقبرص .

– صرح Richard Holbrooke مندوب الولايات المتحدة لدي الأمم المُتحدة والمبعوث الرئاسي الأمريكي السابق لقبرص لقناة MEGA التيليفزيونية القبرصية في نهاية يوليو 2000 وقال عندما سُأل عن الدور الأمريكي في شأن القضية القبرصية ” أنه سينخرط في العمل في هذه القضية عندما تبدأ الجولة القادمة من المُحادثات بشأنها في الولايات المتحدة ( بنيويورك بمقر الأمم المُتحدة) في سبتمبر 2000وأن الولايات المُتحدة تؤكد علي أن موقفها يدعم الحل من خلال إيجاد منطقتين بطائفتين وعلي أساس فيدرالي  وأنه عندما يكون أحد الجانبين ينادي بالفيدرالية والآخر بالكونفيدرالية فإن علي المرء أن يتجنب الميل لأحدهما “.

أما في الوقت الراهن فيُذكر أن مؤتمر PSEKA (اللجنة التنسيقية الدولية للقبارصة) التاسع والثلاثين في واشنطن قد جمع في  13 يونيو2024 كبار المشرعين الأمريكيين بهدف إبقاء القضية القبرصية على جدول أعمال السياسة الخارجية الأمريكية والإشارة إلى أن النضال من أجل قبرص حرة لن يتوقف أبدًا وكان من بين المشرعين الذين حضروا المؤتمر النواب جوس بيليراكيس وكريس باباس، ونيكول ماليوتاكيس وجون ساربينز ودينا تيتوس وبراد سنايدر وبن كاردين ونانسي بيلوسي ومايكل ماكول ورئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب جريجوري ميكس وخلال كلمته أكد السيد ميكس على أن دعم اليونان وقبرص يحظى بدعم الحزبين في الكونجرس وقال :”قبل خمسين عامًا غزت تركيا أرضكم التي لا تزال تحتلها ومع ذلك وعلى الرغم مما تفعله أو تهدد به الجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة فإن جهودكم وتعاوننا هي التي تجعل شرق البحر الأبيض المتوسط أكثر أمانًا وقال: “سواء كان الأمر يتعلق بأمن الطاقة أو قضايا التجارة أو الشراكة مع إسرائيل ودول أخرى في المنطقة فإننا متحدون لأننا نتقاسم نفس الالتزام الدائم بالقيم الأساسية للديمقراطية”وأشار إلى أنه “عندما نرى ما حدث في قبرص فإن هذا الظلم إذا بقينا صامتين سيكون ذلك خطرا ولهذا السبب يجب علينا التأكد من أن أصواتنا مسموعة حتى يتم تحقيق العدالة أخيرًا”  وأضاف السيد ميكس أنهم سيقفون إلى جانب قبرص حتى تعود الحرية إلى الجزيرة” كما قال عضو الكونجرس كريس باباس إن “مثل هذه العلاقة القوية بين الولايات المتحدة وقبرص لم تكن موجودة في الماضي وهذا يمنحنا الفرصة للعمل على هذه العلاقة”، لافتا إلى أنهم يبذلون قصارى جهدهم للتأكيد على “أهمية قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط، من بين أمور أخرى، للاستثمارات والطاقة لتحقيق الرفع الكامل لحظر الأسلحة والتعاون العسكري بين قبرص والولايات المتحدة، دون أن نفقد هدفنا المتمثل في حرية وإعادة توحيد قبرص” وأوضح قوله: “لقد أجريت بعض الأبحاث مؤخرًا وعلمت أن هناك 86 قرارًا تم تمريرها في الكونجرس الأمريكي و69 قرارًا في مجلس النواب و17 قرارًا في مجلس الشيوخ الأمريكي منذ عام 1974 بشأن قضية قبرص وقال عضو الكونجرس جون ساربانيس: “لكننا مازلنا لم نحقق هدفنا ولن نتوقف حتى نحققه”وأشار إلى أن “هذا هو السبب جزئيًا وراء وجودنا هنا لإحياء ذكرى مرور 50 عامًا مع التركيز على هذا الحدث المخزي بينما لم نشهد إعادة توحيد قبرص إن وجودنا هنا يمثل التزامًا متجددًا لجميع شركائنا ومحاورينا بأننا سنفعل كل ما في وسعنا” وقال السيد ساربانيس: “إن الأمر ضروري وسنبقى طالما كان ذلك ضروريًا في هذه المعركة من أجل العدالة في قبرص”.

– خلال إقامته في واشنطن في زيارته لها في 10 يونيو2024 أجرى وزير الخارجية القبرصي اليوناني كونستانتينوس كومبوس سلسلة من الاتصالات في الكونجرس مع أعضاء البرلمان الديمقراطيين والجمهوريين وقال السيد كومبوس بعد لقائه مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ بن كاردين ومع قيادة الديمقراطيين في كل من مجلسي الشيوخ والنواب إن الاستنتاج الذي تم التوصل إليه هو “تأكيد على العلاقة الممتازة التي كانت قائمة” تشكلت بين الولايات المتحدة وقبرص والجهد المشترك لمزيد من الارتقاء بهذه العلاقة”.

– بمناسبة هذه الزيارة أشار أعضاء بارزون في اللوبي اليوناني الأميركي مثل المدير التنفيذي لمجلس القيادة اليونانية الأميركية إدي زيمينيديس إلى أهمية قبرص بالنسبة للولايات المتحدة في شرق البحر الأبيض المتوسط وقال :”لقد فعلت قبرص الكثير فقد أصبحت قبرص أكثر أهمية من أي وقت مضى وتساءل كم كان يمكن أن تحقق المزيد وإلى أي مدى يمكن أن تكون المنطقة أكثر استقرارا لو لم يكن هذا الاحتلال موجودا ولكن هناك جانب آخر”وقال أيضًا إن “تركيا حاولت إغلاق الممر البحري الإنساني إلى غزة وهو مبادرة من قبرص ونحن نعلم أنه لن تكون هناك منطقة اقتصادية خالصة مع إسرائيل إذا تم تنفيذ ما أراده الرئيس أردوجان”.

4- خــــشـــيـة الولايات المـتـحدة من إقــــتراب روسي من جمـهـورية ىشـمـال قـبرص الـتـركية :

كما أشرت فإن الولايات المتحدة ولإسباب مختلفة لا يمكنها بسهولة تبني موقف يغضب اللوبي اليوناني والقبرصي اليوناني في واشنطن كما لا يمكنها إهـــداء تـركيا إعتراف مُكلف بجمهورية شمال قبرص التركية فقد يكلفها علاقاتها باليونان وهي عضو مهم ضروري وحيوي بحلف الأطلنطي التي تـــُرافق السياسة الأمـريـكـيـة  في منطقة البلقان (تضم دول : ألبانيا، البوسنة والهرسك ، بلغاريا ، الجبل الأسود، كوسوفو ، مقدونيا ، واليونان) لكنها أي الولايات المتحدة علي الجانب الآخر تعلم وتدرك أن هناك ثمة حركـة روسيـة متقدمة في قبرص التركية واليونانية , وأن هذه الحركة الإقتصادية والدبلوماسية جنحت بسبب الموقف القبرصي /اليوناني ومالت إلي جانب تركيا بسبب حدثين مُتزامنين هما  الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فـبـراير 2022 والوضع المُتفجر في كـوسـوفـو منذ أن أعلنت كوسوفو استقلالها ذاتيا من جهة واحدة في 17 فبراير 2008 فبالرغم من إعتراف حوالي 100 دولة بها إلا أن صربيا وروسيا لازالتا غير مُعترفتان بهذه الجمهورية وقد يستمر الجنوح الروسي المحسوب فيما يتعلق بالموقف الروسي المستقبلي من القضية القبرصية فيبلغ مداه إلي درجة الإعتراف بصفة ما بجمهورية شمال قبرص التركية ليصطف مع موقف آذربـبيـجان التي قد تعترف قريبا بجمهورية شمال قبرص التركية فينهار حائط صد عال إعتمد القبارصة اليونانيين علي بقاءه وصيانته لمنع جمهورية قبرص التركية من الإستمتاع بنـعمة الإعتراف الدولي بها , وفي هذا السبيل حاولت الولايات المتحدة تحقيق توازن ما في جمهورية شمال قبرص التركية فقام بيت سيشنز Pete Sessions عضو الكونجرس عن الحزب الجمهوري بولاية تكساس الأمريكية والرئيس السابق للجنة المؤتمر الجمهوري الوطني بزيارة لجمهورية شمال قبرص التركية في 3 أغسطس 2023 بدعوة من غرفة التجارة القبرصية التركية (KTTO) في أول زيارة يقوم بها سياسي أمريكي يأتي مباشرة إلى جمهورية شمال قبرص التركية , ووفقًا للمعلومات التي قدمتها الغرفة فإن بيت سيشنز(من المعروف أن سيشنز أحد أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورجاله المهمين) قام بزيارة الإدارة القبرصية اليونانية من قبل , ولكن هذه المرة قام بزيار جمهورية شمال قبرص التركية للتشاور مع الجانب القبرصي التركي والحصول على فكرة عن كلا الجانبين في الجزيرة , وبحسب البيان  الصادر عن غرفة التجارة القبرصية التركية فقد أجرى عضو الكونجرس بعض الاتصالات خاصة مع الرئيس إرسين تتار بحضور الممثل الخاص الرئاسي إرجون أولجون ومستشار الشؤون القانونية الرئاسية سولين كاراباكاك حيث تمت مناقشة مشكلة قبرص و دعا الرئيس تتار المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية إلى “الاعتراف بالسياسة الجديدة للجانب القبرصي التركي القائمة على دولتين والمساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي” وأوضح تتارأن”الشعب” التركي في قبرص “شعب” مختلف له ثقافته ولغته ودينه وتاريخه وتوقعاته للمستقبل وأكد أن جزيرة قبرص تقع في منطقة إستراتيجية على بعد 70 كيلومترًا فقط من “الوطن الأم تركيا”وأشار إلي أن هذه السياسة الجديدة ليست فقط للأطراف في قبرص ولكن أيضًا من أجل حل المشاكل في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وذكر أيضًا أنه سيخلق أساسًا قابلًا للتطبيق وعادلاً ومستدامًا وقال رئيس جمهورية قبرص التركية أن المفاوضات التي أجريت على أساس اتحادي لأكثر من نصف قرن قد استنفدت بسبب عقلية القبارصة اليونانيين التي تعتبر قبرص جزيرة يونانية وأضاف الرئيس أرسين تتار أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في قبرص وخلق مستقبل يستطيع فيه “الشعبان” – القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيون – العيش جنبًا إلى جنب في سياق التعاون وعلاقات حسن الجوار  .

تزامن مع زيارة عضو الكونجرس الأمريكي لشمال قبرص التركية إعـــلان مسؤل بسفارة روسيا في نيقوسيا بجمهورية قبرص(اليونانية) في مستهل شهر أغسطس 2023 أن “روسيا الإتحادية ستقوم بإنشاء مكتب لمساعدة المواطنين الروس المقيمين في KKTC وسيعمل هذا المكتب تحت الولاية القضائية للسفارة الروسية في جمهورية قبرص (اليونانية) وسيسافر الدبلوماسيون المعينون من السفارة إلى الجزء الشمالي من الجزيرة في أيام محددة لتسهيل الخدمات للمواطنين الروس وقال المسؤول : “سنبدأ قريبًا في تقديم الخدمات القنصلية في شمال مدينة نيقوسيا. وسيتم تنفيذ هذا العمل بشكل منتظم وأن نهج روسيا ليس جديدا فقد نفذت المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا بالفعل ممارسات مماثلة لتقديم المساعدة القنصلية للمواطنين الذين يعيشون في المنطقة الشمالية للجزيرة” , وقد أكـدت وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس في 10 أغسطس 202 القرار الروسي بفتح قنصلية في جمهورية شمال قبرص التركية إذ أشارت “….ندعو جمهورية شمال قبرص التركية للاعتراف بها رسميا ” وأضافت :”…. أن السفارة الروسية في جنوب قبرص ستبدأ في تقديم الخدمات القنصلية في جمهورية شمال قبرص التركية في المستقبل القريب ” وأوضحت وكالة الأنباء أيضا أنه يقدر أن أكثر من 50 ألف مواطن روسي يعيشون حاليا في جمهورية شمال قبرص التركية وقد استند مراسل تاس في الخبر إلى ممثل في السفارة, وقال السفير الروسي في نيقوسيا مراد زيازيكوف إن”الظروف لمثل هذا العمل قد نضجت منذ فترة طويلة” وأوضح أنه “لا توجد خلفية سياسية لهذه الخطوة “, وقال في تصريحات لوكالة تاس في 10 أغسطس 2023 :”إن القرار “طال انتظاره وليس له مغزى سياسي “وكان” مدفوعًا فقط باعتبارات إنسانية ” وأن مقاربة روسيا للقضية القبرصية ” لم تتغير” وأوضح أن روسيا “تواصل التمسك بموقف أساسي وتدعو باستمرار إلى تسوية شاملة وقابلة للحياة وعادلة ضمن الإطار القانوني الدولي المعروف والمكرس في [قرارات مجلس الأمن ذات الصلة]”.

حقيقة أن روسيا تفتح مكتبًا لتقديم الخدمات القنصلية لا يعني أنها تعترف رسميًا بـ KKTC فوفقاً لبيان صادر في ٢٨ أغسطس 2023من قبل السفارة الروسية في جمهورية قبرص أوضح أنه سيتم إنشاء مكتب في الجزء الشمالي من الجزيرة لمساعدة الروس في الأمور القنصلية وأكد البيان أن هذه مسألة فنية بحتة ولا تغير موقف روسيا من تسوية القضية القبرصية وأكدت روسيا أهمية علاقاتها الثنائية مع جمهورية قبرص وأكدت من جديد نهجها الثابت في حل مشكلة قبرص على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ، بما في ذلك القراران 541 و 550 فقرار مجلس الأمن الدولي رقم 541 ينص على أن “إعلان الجمهورية التركية لشمال قبرص كدولة مستقلة يتعارض مع معاهدة 1960 المتعلقة بإنشاء جمهورية قبرص ومعاهدة الضمان لعام 1960. لذلك ، فإن محاولة إنشاء جمهورية تركية لشمال قبرص باطلة وستساهم في تفاقم الوضع في قبرص “.

تـــوضيـــحـاً للموقف صرح رئيس جمهورية شمال قبرص التركية إرسين تتار في 11 أغسطس 2023أنه لم يكن هناك طلب من جمهورية شمال قبرص التركية  لتشغيل المكتب لكن من الواضح أن السفارة الروسية قامت بترتيبات مع جمهورية شمال قبرص وتمت مناقشة هذه القضية لفترة طويلة على مدى عام وأشارتتارواكد وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية إلى أن فتح مكتب لا يعني أن روسيا تعترف بـ “جمهورية شمال قبرص التركية ” فقد أوضح رئيس جمهورية شمال قبرص التركية : “لقد اتخذوا مثل هذه الخطوة لتسوية التأشيرات والإجراءات الأخرى للمواطنين الروس في جمهورية شمال قبرص التركية وقد كانت هذه القضية على جدول أعمال روسيا لفترة طويلة علاوة على ذلك كان للولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا مكاتب هنا لفترة طويلة ومع ذلك هذه لا تعني الاعتراف ومع ذلك فإن تطور العلاقات الثنائية إيجابي “وعلق الرئيس إرسين تاتار أنه قبل الخطوة القنصلية لروسيا علق النائب البريطاني سامي ويلسون بدعمه لاعتراف العالم بجمهورية شمال قبرص التركية  وبيت سيشنزعضو الكونجرس الأمريكي والرئيس السابق للجنة الكونجرس الوطني للجمهورية وقال تاتار: “كل هذه انعكاسات لسياسة” حل الدولتين “التي نتبعها مع وطننا الأم تركيا وهي تطورات مهمة بالنسبة لجمهورية شمال قبرص التركية ومع ذلك أكد الرئيس تتار أن هذه التطورات ما زالت لا تعني “الاعتراف” , من جهة أخري وفي نفس الموضوع أكد زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار أن روسيا “بدأت في اتخاذ خطوات لفتح مكتب وأن بريطانيا لديها بالفعل مكتب وإنها ليست مشكلة بالنسبة لنا إذا فعلت روسيا الشيء نفسه “وقال تتار لصحيفة جوندم كيبريس: “هناك الكثير من الروس هنا لذا فمن الطبيعي أن يفتحوا مكتبا”.

صرح وزير الخارجية القبرصي التركي تحسين إرتوجرول أوجلو لمحطة تلفزيون تي آر تي هابر TRT Haber الموالية للحكومة في 10 أغسطس2023 بأن هذا لا ينبغي أن يُفسر على أنه اعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية , أما السفير الروسي في نيقوسيا (قبرص اليونانية) فقد قال إن روسيا قررت تقديم خدمات قنصلية في شمال قبرص التركية وكما ادعى السفير الروسي في نيقوسيا فإن “الظروف لمثل هذا العمل قد نضجت منذ فترة طويلة” ، في حين أوضح أنه “لا توجد خلفية سياسية” ومع هذا البيان ربما يعني السفير أن هذا التطور لا ينبغي أن يؤخذ على أنه مقدمة للاعتراف ب’الجمهورية التركية لشمال قبرص ولكن على الرغم من تصريح السفير المطمئن فيمكن لموسكو استخدام قضية قبرص الحساسة لدق إسفين بين شركاء الناتو في حرب أوكرانيا .

في منشور أرسلته سفارة روسيا في قبرص على صفحتها الرسمية على Facebook في 11 أغسطس2023 وردما يلي :

  • سؤال : ما هو الوضع مع الخدمة القنصلية للروس الموجودين في الجزء الشمالي من قبرص؟

الجواب : ليس سراً أن عدداً كبيراً من الروس يعيشون في شمال الجزيرة ووفقاً لتقديرات مختلفة يصل عددهم إلى عدة عشرات الآلاف من الناس ولن نتعمق في ملابسات كيفية وصولهم إلى هناك لكن هذه حقيقة موضوعية لا جدال فيها فبالطبع يحتاج شعبنا إلى رعاية قنصلية ومساعدة في عدد من القضايا اليومية وحماية مصالحهم المشروعة وتتميز آلية تقديم الخدمات القنصلية بخصائصها الخاصة مع مراعاة خصوصيات هذه المنطقة (شمال قبرص التركية) لأنها غير معترف بها في العالم تسمى “الجمهورية التركية لشمال قبرص”وهذا يتطلب نهجًا خاصًا حتى يتم العثور على أفضل السبل وبالطبع في اتصال وثيق مع الزملاء في جمهورية قبرص واليوم كما في التاريخ الحديث للعلاقات الثنائية لا يزال البعد القنصلي لهذه العلاقات يشغل أحد المواقع المركزية في الحوار السياسي بين بلدينا , في الوقت نفسه تجدر الإشارة إلى أن مسألة الحماية القنصلية والرعاية المادية للروس هي مسألة إدارية وتقنية بحتة بطبيعتها على الرغم من وجود عنصر إنساني قوي وعلاوة على ذلك فهو لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على موقف روسيا المبدئي بشأن تسوية قضية قبرص ونهجنا سيبقى دون تغيير فهوعلى أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتخمينات غير الصحيحة حول هذا الموضوع ومحاولات اكتشاف علاقة مصطنعة بين هذه الموضوعات تظل محيرة.

لكن مما يزيد الغرض الروسي من فتح مكتب قنصلي في جمهورية شمال قبرص التركية إلتباساً وسوء فهم بل وضبابية من الهدف النهائي منه أنه في 12 أغسطس2023 أورد موقع ECONOMY TODAY مايلي بشأن تصريحات عن هذا الموضوع أدلي بها وزير النقل التركي إرهان أريكلي لوسائل إعلام تركية قال فيها : ” طلبت شركتان روسيتان تصريح رحلات جوية مباشرة من النظام المحتل وادعى وزير الأشغال العامة والنقل في الدولة الزائفة (جمهورية شمال قبرص التركية) إرهان أركلي وقال “أعطينا هذه التصاريح من موسكو إلى مطار تيمبو” مضيفا أنهم أوقفوا الإجراءات بعد ذلك وأبقوها معلقة كما قال  “قُدم الطلب قبل ثمانية أشهر بعد أن فرضت الدول الأوروبية “حظرًا جويًا” على موسكو بعد أن غزت الأخيرة أوكرانيا , كما ذكرت مراسلة سيجما ماريا زهراكي من اسطنبول وأكد أريكلي أن “المواطنين الروس في الجنوب والشمال لا يمكنهم الذهاب إلى موسكو بلدهم ومقابلة عائلاتهم بسبب الحظر الجوي إنهم مجبرون على الذهاب بطريقة غير مباشرة ,  لذلك في هذه الحالة تم تقديم طلب بيننا منذ حوالي 8 أشهر طلبت منا شركتان روسيتان الإذن برحلات مباشرة ولقد منحنا هذه التصاريح من موسكو إلى مطار تيمبو “وبعد أن منحنا الإذن أوقفنا الإجراءات وأبقيناها معلقة ثم قلنا “يجب على روسيا اعتبار” شمال قبرص “كمحاور عاجلاً أم آجلاً لأن عشرات الآلاف من مواطنيها يعيشون هنا وفي الجنوب ومن أولى الخطوات فتح قنصلي مكتب في الشمال حيث يعيش “20 ألف مواطن روسي” في الأراضي المحتلة (شمال قبرص التركية) وقال”إنهم يعملون ويعيشون هنا ويذهب أطفالهم إلى المدرس ولا يمكن لهؤلاء المواطنين الروس العبور إلى الجنوب لأن” جنوب قبرص “يتطلب من المواطنين الروس الدخول عبر المطارات أو الموانئ البحرية القانونية. فإذا دخلت من إركان (بشمال قبرص) في المطار أو ميناء كيرينيا(قرنة) أو فاماجوستا لا يقبلهم أن يقولوا “لقد دخلت من ميناء غير شرعي” لذلك لا يمكنهم الخضوع لإجراء قنصلي هناك في “جنوب قبرص”. إنهم يواجهون مشاكل خطيرة “وفي إشارة إلى تحرك روسيا للمضي قدمًا في افتتاح مكتب لتقديم المساعدة القنصلية قال أريكلي إنه يعتبر ذلك “الخطوة الأولى نحو الاعتراف”وقال أيضا “اليوم بدأ الوضع يتغير تماما لصالحنا فلقد قلت إنه بعد الحرب الروسية الأوكرانية ستظهر لنا آفاق جديدة والحرب بالطبع شيء سيء لكن كل حرب لها آثار إيجابية وسلبية “، مضيفاً قوله “أنه وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية فرض الاتحاد الأوروبي حظراً على روسيا وبحسب هذا القراراضطرت ‘جنوب قبرص’ وهي جزء من الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر على الاتحاد الروسي وهو أفضل شريك له في الواقع ولقد فُرض هذا الحظر بشدة لدرجة أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية هنأ “إدارة جنوب قبرص” وكافأها , وفي حديثه عن الموانئ الواقعة في الأراضي المحتلة (بشمال قبرص التركية) قال أريكلي إن “موانئ ‘الجمهورية التركية لشمال قبرص’ لا تخضع لأي حظر دولي” مضيفًا أنها “مفتوحة أمام حركة المرور الدولية لكن لأسباب سياسية فضلت الدول عدم استخدام هذه الموانئ حيث قال: “تقدمت بطلب إلى منظمة الدول التركية منذ حوالي شهر” ، قائلاً إن الموانئ في الأراضي المحتلة لديها وضعية “الميناء الشقيق” ولقد طلبنا إدراج موانئ مرسينا وسامسوندا وباكو وأكتاو في إطار” الموانئ الشقيقة “مع ميناء فاماجوستا وقد اسُتقبل هذا الطلب بشكل إيجابي الآن وسيتم فتح كل هذه للاستخدام المشترك من قبل منظمة الدول التركية ” , وقال “يمكننا تقديم نفس العرض في روسيا” و”يمكن للسفن الروسية استخدام موانئنا فنحن نعمل أيضًا في مطار Tymbu , فالقضية هنا أيضًا سياسية واقتصادية ولمواصلة الرحلات الجوية مع باكو يجب أن تكون هناك إمكانية للمسافرين وبالمثل كنا سنبدأ الرحلات مع” Bishkek ولكن لا يمكن لهذه الطائرات أن تطير بدون ركاب ومع ذلك فإن الرحلات المباشرة من موسكو إلى تيمبو ستجلب لنا العديد من الفوائد الاقتصادية والسياسية ” , وتابع بنفس اللهجة أن علاقات “جمهورية شمال قبرص التركية” مع دول غرب آسيا قد تطورت وأوضح ما يلي :“أولاً إنها تتطور تدريجياً في الواقع وعلاقاتنا مع جميع دول المنطقة تتطور فتحسين علاقات الجمهورية التركية مع دول شرق المتوسط ​​يقوي أيدينا لأنه عندما تدهورت علاقات تركيا مع سوريا ومصر وإسرائيل استغلت “جنوب قبرص” الفراغ ووقعت اتفاقيات استراتيجية مع هذه الدول , لكن الآن رسمت تركيا مسارًا جديدًا وبدأت في إعادة بناء جسور الصداقة مع البلدان التي كانت لديها مشاكل معها في شرق البحر الأبيض المتوسط ونفس الشيء يحدث مع إيران فإيران لديها مواطنون يعيشون هنا ونرى أن علاقات إيران مع “جمهورية شمال قبرص التركية” تتطور أيضًا خلال هذه الفترة ومن الضروري تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وليس العلاقات التي قد تعني الاعتراف الفوري على المدى القصيرهذا ما سنفعله “, ثم أشار إلى نموذج تايوان قائلا إنه رغم عدم اعتراف أي دولة بها إلا أنها تستطيع إقامة هذه العلاقات مع جميع دول العالم من خلال مكاتبها التجارية فلا توجد دولة تعترف بتايوان لكن جمهورية تركيا تعترف بالبعثة التجارية لتايوان كسفارة وهي تتعامل مع جميع علاقاتها من خلال هذه المهمة الصين لا تزعجها لذلك علينا أن نتبنى هذا النموذج وسوف نعتمده ” .

في تـــقـــديـــري أنه بالرغم من أن القرار الروسي بفتح مكتب لمساعدة المواطنين الروس المقيمين في KKTC أي مكتب قنصلي وليس قنصلية أو  قنصلية عامة قرار مفاجئ إلا أنه قرارجديد كل الجدة إذ أنه لم يُتخذ منذ تقسيم الجزيرة منذ نحو 50 عاماً وبالتالي فإن توقيت إتخاذه لاشك له مغزي وهادف ففتحه يتم في ضوء إستقطاب أحدثته الحرب الروسية / الأوكرانية في العالم مما قد ينبئ بتحريك الموقف الروسي المواتي من وجهة النظر اليونانية في إتجاه الموقف التركي ولو لمسافة سياسية محدودة وخصوصاً أن تركيا قد وصلت الآن إلى النقطة التي ستتواصل فيها هذه العملية التفاوضية من وجهة نظرها نحو حل دولتين متساويتين لا طائفئتين مُتساويتين .

– أن تركيا هي الدولة الوحيدة في الناتو التي لم تصنفها روسيا على أنها “دولة غير صديقة”على العكس من ذلك فإن كل من قبرص واليونان تؤيدان كييف فيما أنقرة – التي تعتبر بموقفها من الحرب حالة خاصة بين أعضاء الناتو – بل من المرجح أن تكون شوكة في جانب تمرير قانون في الكونجرس الأمريكي من شأنه أن يمهد الطريق لإنشاء المزيد من الولايات المتحدة القواعد العسكرية في الجزر اليونانية ,بالإضافة إلى ذلك فلا تزال المفاوضات الثنائية بين أثينا وأنقرة بشأن قضايا شرق البحر المتوسط ​​معلقة ووفقًا للمعلومات تريد حكومة ميتسوتاكيس عمداً استبعاد قضية قبرص ولكن إذا كانت علاقة أردوجان المتوترة بشكل مزمن مع الولايات المتحدة إذا خرج عن مساره فقد يسحب بوتين أردوجان إلى جانبه بخطوة مذهلة في قبرص وبذلك ستضفي موسكو الشرعية على الغزو التركي لقبرص  .

هناك ثــمـــة تحركات وتحركات مضادة من قبل كل من روســيــا والـولايـات الـمـتـحدة في جمهورية شمال قبرص الإتحادية المُحرض الرئيسي لها حـــرب أوكـــرانيــأ وتبعاتها المختلفة وذلك لـــتأمـــين النــفـــاذ الــبحــري الروسي العسكري والتـجـاري الـحــر في البحر المتوسط وخاصة شــرقــه وبيان ذلك أن:

القاعدة اللوجستية البحرية الروسية في طرطوس في سوريا (أقل من 110 أميال بحرية من الساحل القبرصي) هي الإرث المادي المعاصر لتصميم روسيا على السيطرة على مصالحها الاقتصادية في شرق البحر الأبيض المتوسط  وفي هذا الصدد يشكل تطوير سياسة نفوذ رئيسية في المنطقة قضية مركزية ورغم أن الأساس العقائدي لهذه السياسة ليس جديدا إلا أن وسائل نشرها جديدة فلقد أظهر تورط روسيا في سوريا استعداد الكرملين للتفاعل والانخراط في صراع غير حدودي وتم نشر هذه السياسة أيضاً في ليبيا مما دفع موسكو إلى التفاعل مع أنقرة فهذه العلاقة التي تجمع بين المواجهة والتعاون نشأت في المساحات التي تركها المعسكر الغربي فارغة وينبغي دراستها أيضاً في ضوء الاتفاق الخاص بين القوتين الروسية والإيرانية , وقد واصلت روسيا تطوير نفوذها في قبرص وخاصة في المجالين العسكري والاقتصادي تاريخياً تم تجهيز الحرس الوطني القبرصي بمعدات روسية (T-80، BMP-3، S-300، وما إلى ذلك) وفي الوقت نفسه أدى توقيع اتفاقية تعاون دفاعي في عام 2015 إلى زيادة التعاون بين القوات المسلحة القبرصية اليونانية والروسية وعلى وجه الخصوص فتح النص الموانئ القبرصية أمام السفن الروسية التي كانت عند بوابة المسرح السوري في ذلك الوقت .

لكن يوم 24 فبراير 2022 يوم الغزو الروسي  لأوكرانيا  الذي شكل نقطة تحول في العلاقة بين البلدين فقد ابتعدت نيقوسيا عن شريكتها التاريخية روسيا لصالح بروكسل وواشنطن وفي هذا الصدد فإن الغموض الذي يحيط ببعض دول أوروبا الشرقية والشرق الأوسط ــ التي تدين الغزو الروسي لأوكرانيا ولكنها لا تفرض عقوبات اقتصادية على الكرملين ــ لا يسود في قبرص فالحكومة القبرصية اليونانية ملتزمة بشكل حازم بتنظيف صورتها المالية والوقوف “على الجانب الصحيح من التاريخ” ومؤخراً أكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس وهو من أشد المعجبين بأوروبا أن “العلاقات مع الاتحاد الروسي تتحدد في إطار وضعنا باعتبارنا دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وأن هناك غزو روسي غير قانوني لأوكرانيا تماما كما حدث في قبرص عام 1974من جانب تركيا” لذا فإن تفكك هذه العلاقة الروسية القبرصية إلى جانب الحملات الدبلوماسية لجمهورية شمال قبرص التركية قد يدفع موسكو إلى النظر بشكل أكثر جدية في تغيير موقفها بشأن المسألة القبرصية.

مخاطر الاعتراف الروسي بـ”جمهورية شمال قبرص التركية:

من الناحية السياسية يمكن للقوة الروسية أن تستغل هذا الحيز القانوني الأوروبي المجمد (شمال قبرص) لزعزعة استقرار المنطقة التي تشكل “جزءاً من البنية الأمنية الأوروبية “وسوف تشمل العواقب زعزعة الشرعية الأوروبية والأطلسية المكتسبة في نيقوسيا ومع ذلك من الناحية العملياتية فإن مثل هذا الاعتراف لن يكون له أي عواقب وخيمة : ومع وجود قاعدة طرطوس البحرية أصبحت السفن الروسية بالفعل جيرانًا قريبين للعمليات الغربية لحلف شمال الأطلسي و”العمليات البحرية الأوروبية”أيضًا مثل الأسطول السادس للولايات المتحدة وكلما تقدمت علاقات روســيــا بجمهورية شمال قبرص التركية فسيمتد المعقل الروسي من القناة السورية إلى شمال وشمال غرب قبرص ومن الناحية الاستراتيجية فإن هذا من شأنه أن يشكل ضربة قوية لتردد أوروبا بشأن قبرص حيث لا تقدم بروكسل سوى دعم خجول لحل احتلال قوة أجنبية (تركيا) لأكثر من ثلث الأراضي الخاضعة لسيادة إحدى دولها الأعضاء وبينما مكنته الممارسة الدبلوماسية للرئيس خريستودوليدس في نيويورك بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة من تبادل وجهات النظر مع رئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية  فإن مسألة قبرص لا تزال غير مطروحة على الساحة الأوروبية فالأجندة السياسية في خطاب “حالة الاتحاد” الذي ألقته في 13 سبتمبر2023 لم تشر أورسولا فون دير لاين إلى الجزيرة القبرصية ولا إلى الحاجة إلى حل المشكلة القبرصية وعلى هذا فإن اللامبالاة الجيوسياسية التي تبديها أوروبا في التعامل مع قبرص أصبحت أمراً راسخاً ولكن بعدم التورط في حل المشكلة القبرصية فإن الاتحاد الأوروبي يخاطر بأن يجد نفسه في مواجهة الأمر الواقع حيث أصبح محاصراً أخلاقياً وسياسياً.

– تشير الإشارات الخافتة التي بثتها “القوة” القبرصية التركية بناء على طلب أنقرة إلى بدايات التقارب الدبلوماسي بين روسيا و”جمهورية شمال قبرص التركية” بما في ذلك خطط لإنشاء مكتب قنصلي في الأراضي المحتلة ورحلات جوية إلى روسيا كما أشرت وبينما كان الرئيس التركي في سوتشي في بداية شهر سبتمبر2023 عندما تمت مناقشة هذه القضية الدبلوماسية أعلن أردوجان أن الحكومة التركية “مسرورة بافتتاح روسيا مكتبا لها في جمهورية شمال قبرص التركية” وبينما أكد الأخير على الفور أن فتح مثل هذا التمثيل القنصلي لن يؤدي إلى اعتراف موسكو الفوري بالحكومة القبرصية التركية فإن المشروع يدل على التحول التدريجي الذي تتخذه روسيا في الجزيرة  .

– أن الاعتراف بالحكومات الانفصالية أمر معتاد بالنسبة لموسكو إلا أن مثل هذه المبادرة قد تنطوي على خطر كبير بالنسبة للكرملين غقد يؤدي ذلك إلى قيام الولايات المتحدة بزيادة وجودها العسكري الكبير بالفعل في الجزيرة ومع تصميمها على سد الفجوة التي خلفها تدهور العلاقات الروسية القبرصية أصبحت واشنطن شريكاً رئيسياً لنقوسيا وبتحريض من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي كبوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ آنذاك وماركو روبيو أقر الكونجرس قانون شراكة الأمن والطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​في عام 2019 مما أدى إلى رفع حظر الأسلحة المفروض على قبرص منذ 35 عامًا لمدة عام واحد بل إن مجلس الشيوخ يدرس إمكانية إنهاء مبدأ السنوية لصالح التجديد كل ثلاث سنوات من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية الأميركية / القبرصية اليونانية على أساس دائم وإبعاد اللاعب الروسي بشكل نهائي عن الساحة القبرصية  .

– من ناحية أخرى تجدر الإشارة أن جميع الدول التركية في وسط آســـيــا قد لا تشارك رؤية باكو أو أنقرة في الإعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية فكازاخستان تدعـم الحكومة القبرصية اليونانية وتؤيد إيجاد حل للمسألة القبرصية ” وفقا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ”  .

– مما لا شك فيه أن “جمهورية شمال قبرص التركية” تسعى إلى الخروج من عزلتها من أجل تحقيق مكانة الدولة كاملة السيادة وفي الوقت نفسه أدى الهجوم الخاطف الذي شنته باكو في ناجورنو كاراباخ إلى قلب ميزان القوى الذي كان قائماً في مواجهة قبرص مما أظهر أن التهديدات اليونانية بالاعتراف بجمهورية آرتساخ لم تعد تخيف علييف ومن ناحية أخرى يبدو أن الجهود التي تبذلها أذربيجان لإدراج “جمهورية شمال قبرص التركية” في هيئات التعاون الإقليمية والدولية (OTS، OCI) تشير إلى اعتراف وشيك بحمهورية شمال قبرص التركية وهذا التسلسل يمكن أن يخدم المصالح الروسية على حساب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وعلى هذا فمن الممكن أن يتورط الكرملين في نقطة التحول الاستراتيجية هذه: حيث تصل سفنه الحربية بعد ذلك إلى الموانئ الشرعية في أراضي قبرص التركية  الأمر الذي يسلط الضوء على الصفعة السياسية والأخلاقية التي تقد تتلقاها أوروبا على وجهها فيما يتصل بالمسألة القبرصية  .

– تبقى حقيقة رئيسية وهي  أنه لن يتم القيام بأي شيء في قبرص دون موافقة أنقرة التي تتمتع بموقع قوة في هذا السياق ومن وجهة نظر عسكرية فليس لدى تركيا مصلحة في رؤية جنود روس في أراضي جمهورية شمال قبرص التركية إذ يمنعها عن ذلك قطعاً عضويتها في حلف شمال الأطلنطي و عدم رغبتها من وجهة نظر الأمن القومي التركي في توضع الروس في أراضي تحت الضمانة العسكرية / الدفاعية التركية كذلك فإن العامل الديني، الذي يفسر جزئيا التقارب الروسي القبرصي عبر الكنيسة الأرثوذكسية يمكن أن يبطئ الاندماج الروسي في “جمهورية شمال قبرص التركية” إذا اعترفت موسكو بالأخيرة  .

– بالاعتماد على وضعها كقوة ضامنة وعضو هام في حلف شمال الأطلسي (الناتو) تقوم تركيا تدريجياً بوضع بيادقها على الجزيرة وتكمن المخاطر في احتمال هذا الاعتراف(الروسي) بجمهورية شمال قبرص التركية وهو ما يدركه أردوجان جيدًا فمن خلال التأكيد على التوسع الإقليمي لحلف شمال الأطلسي من خلال الدمج الصرف والبسيط لجمهورية شمال قبرص التركية في حدود تركيا، تستطيع أنقرة مواجهة التهديد الروسي الافتراضي وإيجاد مؤيدين جدد داخل الحلف ومن شأن هذا السيناريو أن يضع حداً للوضع القبرصي الحالي ويضمن حصول الجانب التركي على ما يسعى إليه في قبرص : التوسع الإقليمي والوصول الدائم إلى موارد الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط. ولذلك يبدو من الضروري إدانة هذه المناورة حتى لا يجد الأوروبيون وأنصار الأطلسي أنفسهم محاصرين في قبرص  .

إن قـــبرص بـسبب الحرب الدائرة حالياً في أوكـرانـيـا وتداعياتها غير المنتهية حتي اليوم مـُعرضة لأن تفقد الدعم والتأييد الروسي المعهود لقضيتها فقد تبنت مـوقفاً مؤيداً للأمريكيين ومُضاد للروس الأمــر الذي من المُحتمل جداً أن يحيد بهم أي الروس عن موقفهم السابق المؤيد لوجهة النظر القبرصية اليونانية (لاتعترف 5 دول بالتحاد الأوربي منهم قبرص كوسوفو)  .

5- إحــــتمـــال إنـــضـــمـــام كـــــوســـوفــو لـحلف الأطـــلـــنطـــي :

بسبب مــسألة الإعتراف أو عــدم الإعتراف بكوسوفو تشهد أوروبا إستقطاباً سياسياً يــُضاف إلي ما أدي إليه الغزو الروسي لأوكرانيا من إستقطاب سياسي وإستنزاف سياسي وإقتصادي أوروبي خاصة بعدما أعلنت روسيا في 30 سبتمبر 2022 عن ضم مناطق تقع ضمن حدود أربع مقاطعات أوكرانية هي لوهانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون , وفي الواقع أن إستراتيجية حلف الأطلنطي مازالت ترمي إلي ضرب حصار جغرافي علي الأراضي الروسية مترامية الأطراف بدأه بأوكرانيا التي بعد الإعلان عن توجهها نحو الإنضمام لحلف الأطلنطي سارع الروس بغزوها لأنهم أدركوا أنهم سيُحاصرون من حلف الأطلنطي إن تركو أوكرانيا في القبضة الحرة للولايات المتحدة وحلف الأطلنطي فقرروا غزو أوكرانيا في24 فبراير2022 وأعلنوا الحرب عليها وهي مُستمرة حتي اليوم , وكنتيجة لهذه الحرب لم ستطع الأمريكيين وحلفاءهم الإدعاء بأنهم حققوا هدفهم الرئيس في أوكرانيا وهو حصار روســـيــا بعضويهة أوكرانيــا في حلف شمال الأطـلـنـطـي NATO  .

تكرر الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلنطي تجربة أوكرانيا ولكن هذه المرة في دولة بعيدة نسبياً عن تناول Unattainable روســـيــا فلا تتمكن روســـيــا من الإنقضاض عليها وغزوها مثلما فعلت في الحالة الأوكرانية فكوسوفو رغم أنه بلدغير ساحلي يقع في جنوب شرق أوروبا إلا أنه يتمتع بموقع استراتيجي في وسط شبه جزيرة البلقان فيحدها الجبل الأسود من الغرب وصربيا من الشمال والشرق ومقدونيا الشمالية من الجنوب الشرقي وألبانيا من الجنوب الشرقي .

الأهــــمـــيــة الـجـــيــوبـولتــيــكـيـة لـكـوسـوفـو :

تقع كـوسـوفـو قريبة من ساحـل البحر الأدرياتيكي وهو جزء من البحر الأبيض المتوسط يقع بين شبه الجزيرة الإيطالية غربًا وشبه جزيرة البلقان شرقًا وتحدها دول كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود وألبانيا يبلغ طول البحر الأدرياتيكي حوالي 800 كيلومتر (500 ميل) وعرضه 145 كيلومترًا (90 ميلًا) في أوسع نقطة له وهو طريق نقل رئيسي يربط حوض البحر الأدرياتيكي ببقية أوروبا والبحر الأبيض المتوسط  .

صحيح أن كـــوسـوفو بلد مُقفل Landlocked إلا أنه شديد الأهمية إستراتيجية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطي لـسـبـبـي هما :

سبب سياسي / أن كوسـوفـو تقع في قلب منطقة نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق (روسيا حالياً) في أوروبا الوسطى والشرقية على نطاق وهي منطقة احتلها الجيش الأحمر في نهاية الحرب العالمية الثانية وأقرها مؤتمر “يالطا” وفي هذه المنطقة استحوذت الأحزاب الشيوعية على السلطة بشكل فعال من خلال إجراء تحولات منهجية ومازالت هذه الإيدولوجية لها قوة ونفوذ سياسيين بالإضافة إلي أن للعامل الديني أهمية غير منكورة فالكنائس في دول البلقان كالكنيسة الروسية تابعة للنفوذ الروحي للكنيسة الشرقية , ولهذا تشكل صربيا في نظر كوسوفو إمتداد لروسيا بكل ما يعنيه ذلك من خطر وقلق وهذا ما يُفسر جــزئــياً رغبة كوسوفو في الإنضمام لحلف شمال الأطلنطي NATO  . وقد صدرت تصريحات عدة تشير وتؤكد المخاطر في منطقة البلقان وفي كوسوفو وصربيا تحديداً ومثالها :

– ” إن قوة كوسوفو مستعدة للتدخل إذا ما تعرض الاستقرار في شمال كوسوفو للخطر “، هذا ما أعلنه حلف شمال الأطلسي في 31 يوليو2022 في بيان صحفي مثير للقلق الشديد وتشير المنظمة هنا إلى وحدتها المتمركزة في البلاد منذ عام 1999 والمفوضة من قبل الأمم المتحدة .

– في 25 مايو2024 قال رئيس وزراء كــوســـوفـــو ألبين كورتي “صربيا هي روسيا الصغيرة وهي مجاورة لكوسوفو لذلك فإننا أمام خطر مثل أوكرانيا”واضاف “تتمتع بلجراد بعلاقات وثيقة بشكل متزايد مع موسكو وكذلك مع بكين والتهديد بالحرب حقيقي ولهذا السبب “نريد الانضمام إلى الناتو للدفاع عن أنفسنا فصربيا قادرة على أن تفعل بكوسوفو ما فعلته روسيا بأوكرانيا لأن صربيا وروسيا دولتان تقلدان بعضهما البعض بشكل متزايد في قلب أوروبا …. لدينا أيضًا بوتين على أبواب حدودنا  .

– في 25 مايو2024 أعلنت “جمهورية صربيا” أنها ستطرح خطة لتقسيم البوسنة والهرسك رسميًا مما فاقم المواجهة الجيوسياسية في غرب البلقان التي يمكن رصدها من خلال التطورات الجارية على كافة الجبهات في المنطقة مما يؤكد مدى زيف ادعاءات “الاستقرار” التي يفترض أن يضمنها نشر قوات حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في المنطقة فالمنطقو تطفو علي مخاطر حقيقية بواعثها تاريخية وسياسية ودينية وعرقية فبعد التصريحات الأخيرة للزعماء الجدد في مقدونيا الشمالية والتي أظهرت أن اتفاق بريسبا كان أبعد ما يكون عن التعامل مع المزاج الخلاصي تضاء “الفتائل” مرة أخرى في البوسنة والهرسك على الأرض التي تم رصفها باتفاق دايتون نفسه و نشأة هذا التشكيل الذي مازالت صربيا تعتبره غريباً (كوسوفو) منذ منتصف التسعينيات ومعروف أن الجمعية العامة للأمم المتحدة وافقت في مايو2024بأغلبية 84 صوتا على إعلان يوم 11 يوليو2024 “اليوم العالمي لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا” لأحداث عام 1995 ومقتل آلاف المسلمين (وغير المسلمين) والتي من أجلها وما زال قسم كبير من المجتمع الدولي يلقي اللوم على الصرب وصرب البوسنة في حين تظل هناك تساؤلات عديدة حول ما حدث بالضبط في ذلك الوقت ومن شارك فيه مع ارتفاع احتمالات الاستفزاز لتبرير تدخل حلف شمال الأطلسي في وقت لاحق , وقد تم تقديم هذا القرار من قبل ألمانيا ورواندا  بالإضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقد أيدته ألبانيا وبلغاريا وكرواتيا ومقدونيا الشمالية وتركيا والأردن وأيرلندا وغيرهم  وصوتت 19 دولة ضد (من بينها صربيا وروسيا والصين) في حين أن الدول الـ 68 التي امتنعت عن التصويت شملت اليونان لأنها – كما قال ممثلها – “نحتاج إلى مبادرات” تعزز “تهدئة” التوتر وقد يكون التوقيت مناسبا ومصدر قلق بالنسبة لمسار الاتحاد الأوروبي بشأن البوسنة والهرسك  .

– ركز رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي كامل اهتماماته وتطرق الخطاب إلى الخطر الذي تمثله  “صربيا اليوم تعمل بشكل متزايد التي تعمل على تعزيز علاقاتها خاصة مع روسيا والصين وفي الوقت الذي نشهد فيه حربا في أوروبا لا يمكننا أن نتجاهل التهديد بحرب أخرى في منطقة البلقان” , وانتقد بلجراد بسبب “نهجها المدمر” تجاه بريشتينا و”معداتها السريعة والضخمة” التي وصفها بأنها دليل على خطط صربية لتصعيد المواجهة لإرضاء “أطماعها الإقليمية” فيما أصر على أن “التهديد الصربي ليس نظريا  وقال ” إن خطر نشوب حرب جديدة في البلقان حقيقي” وطلب “تعبئة” المعسكر الأوروبي الأطلسي وعلى هذا فقد دعا إلى أقصى قدر ممكن من تجديد “التماسك” الذي ظهر قبل خمسة وعشرين عاماً عندما قاد حلف شمال الأطلسي الطريق في البلقان وطالب رئيس وزراء كوسوفو كورتي بالتعجيل بالاندماج الرسمي في حلف شمال الأطلسي باعتبارها كياناً حكومياً معترفاً به وقال “علينا أن نعمل معا حتى تتمكن كوسوفو من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي خلال هذا العقد والمساهمة في أمن المنطقة والاستفادة منه .

2- سبب جغرافي إستراتيجي / وهو قربها الشديد من البحر المتوسط عبر البحر الأدرياتيكي وسهوله وصوله إليه ففي 3 يوليو2020 أعلن أن ألبانيا ستمنح كوسوفو منفذاً مباشراً إلى البحر الأبيض المتوسط في ميناء دوريس الألبــاني وبالتالي سيكون لدي كوسوفو إمكانية الوصول الحر للبحر المتوسط عبر ذراعه البحر الأدرياتيكي فقد أعلن رئيسا وزراء البلدين كوسوفو وألبـانـيـا أن كوسوفو سيكون لها نقطة جمركية في ميناء دوريس ألألباني على البحر الأدرياتيكي والتي ستديرها كوسوفو باعتبارها أراضيها الخاصة وقد بحثت الحكومتان عدة خيارات من قبل ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التخطيط لمنح نقطة الدخول إلى كوسوفو دون مشاركة السلطات الألبانية في عملها وقال رئيس الوزراء الألباني إيدي راما إنه يجري توضيح تفاصيل المشروع وأشار إلى حاجة البلدين إلى توحيد الوثائق المتعلقة بالتجارة من أجل تجنب الروتين وخفض التكاليف والوقت وزيادة الكفاءة وأصر على ضرورة إنشاء منطقة شنجن إقليمية مصغرة لصالح كلا البلدين الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى حرية تنقل الأشخاص بين الألبان وكوسوفو وقال رئيس وزراء كوسوفو عبد الله هوتي إنهم ناقشوا ثلاثة مشاريع استراتيجية كبرى مع راما: ميناء دوريس في كوسوفو وبناء محطة كهرباء كوسوفو في ألبانيا وبناء خط سكة حديد تيرانا-بريشتينا وقال هوتي إنهم سيؤمنون الأموال خلال هذا العام للبدء بدراسة جدوى المشروع الأخير , وفي 15 يونيو2024قررت ألـبـانـيـا وكوسـوفـو أنه اعتبارًا من يوم الخميس 14 يونيو 2024 أنه يمكن لمواطني  ألبانيا وكوسوفو التنقل بحرية بين البلدين دون الحاجة إلى الخضوع لمراقبة الحدود ويمثل هذا التطور بداية نظام جديد “للحركة المحلية الحرة عبر الحدود” والذي سيسمح لمواطني البلدين بعبور الحدود في حدود 30 كيلومترا على كل جانب من خلال نقاط عبور خاصة في نقطتي مورينا وفيرميتسا الحدوديتين وسيتم تشغيل ممرات خاصة لتسهيل عبور الحدود وقد رحب وزير الداخلية  الألباني تولانت بالا ونظيره في كوسوفو خلال زفيكلا ببدء حرية الحركة مؤكدين على الفوائد التي ستعود بها على مواطني البلدين .

تنظر ألبانيا إلي كوسوفو وينظر الكوسوفيين كذلك لألبانيا  من منظور “ألبـــانـــيــا الــكـــبــري”ولهذا فإنه من الوجهة الجيوبوليتيكية يعتبر حلف شمال الأطلنطي كوسوفو إمتداد جغرافي لألـبـانـيـا وبالتالي فتموضع حلف شمال الأطلنطي فيها والإنضمام المحتمل لكوسوفو للحلف شمال مواجهة إستراتيجية إستباقية من حلف شمال الأطلنطي للوصول السياسي الروسي إلي البلقان وخاصة في صربيا عبر الأحزاب اليسارية التابعة للنفوذ الروسي وكنتيجة فإن وجود قوات كيفور (حوالي 15 ألف عنصر)التابعة لحلف شمال الأطلنطي وفقاً لقرار مجلس الأمن 1244من المعروف جعرافياً أن البحر الأبيض المتوسط يمتد شرقا وشمالا بسبب منحدر البحر الأدرياتيكي الممتد بين إيطاليا والبلقان، كما يمتد إلى الشمال الشرقي عبر مضيقيْ البوسفور والدردنيل ليصل إلى تخوم البحر الأسود الذي يحسبه جيولوجيون جزءا من حوض البحر المتوسط وامتدادا له ولهذا فإن تواجد حلف شمال الأطلنطي الآن وإنضمام كوسوفو لاحقاً لحلف شمال الأطلنطي إقتراب عـــسكــري إستراتيجي من البحر الأســود الذي يمثل رئـــــة الإتحاد الروسي مترامي الأطراف ذلك البحـــر الذي تطــل عليه أيضاً تــركـــيــا العضو الهام في حلف شمال الأطلنطي  .

أهــــمــــيــة كـــوســــوفـــو لـحــلف شمال الأطـــلـنـطـي NATO :

قالت رئيسة كوسوفو Vjosa Osmani في 12 يونيو2024 أن حلف شمال الأطلسي قدم في عام 1999 دعما حاسما لحرية كوسوفو وأنه اليوم وبعد مرور 25 عاما على التحرير تطمح كوسوفو وتستحق العضوية الكاملة في هذا تحالفNATO  العسكري , وفي 12 يونيو2024 أيضاً قال النائب عن حزب PDK الكوسوفو تشافيت هاليتي إنه من المتوقع أن يتم قبول كوسوفو كشريك مشارك في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي نتيجة للالتزام طويل الأمد لوفد جمعية كوسوفو وقد كتب هاليتي على فيسبوك أن التصويت الرسمي سيتم في اجتماع الدورة المقبلة للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي والتي ستعقد في صوفيا ببلغاريا , في الوقت الحالي، تتمتع كوسوفو بوضع مراقب في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي , جدير بالإشارة إلي أنه في 27 مايو 2024أصبحت كوسوفو ومالطا عضوًا منتسبًا في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو بعد التصويت الإيجابي للدول الأعضاء في الجمعية فقد وافقت الجمعية البرلمانية لحلف الناتو في صوفيا حيث تعقد “دورة الربيع” بأغلبية الأصوات على التوصية بتغيير وضع كوسوفو ومالطا من عضوين مراقبين حاليين إلى أعضاء منتسبين في المنظمة .

وفي حالة كوسوفو تم تمثيل 32 دولة من حلف شمال الأطلسي (الناتو) و25 دولة منتسبة (روسيا موقوفة بسبب الصراع المستمر مع روسيا) وامتنعت 14 دولة عن التصويت وصوتت دولة واحدة (صربيا) ضدها وقد حاولت الأخيرة حتى النهاية تجنب تحول وضع كوسوفو ولكن من الواضح أن المناورة لم تنجح واتخذت معظم الدول قراراً آخر .

ومن المهم الإشارة إلى أن الجمعية البرلمانية لحلف الناتو منفصلة مؤسسيًا عن الناتو ولكنها تشكل حلقة وصل أساسية بين الحلف والبرلمانات الوطنية على سبيل المثال، خلال دورة الربيع تتناول الجمعية التنفيذ العملي للخطط الدفاعية الجديدة لحلف شمال الأطلسي وتطور استراتيجية الدفاع الجوي والصاروخي للناتو والوفاء بالتزامات الدول الأعضاء فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي وتقاسم الأعباء كتوصية يجب تطبيقها سيتم تقديمها في قمة الناتو المقبلة في واشنطن  .

‫قال الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي اللورد جورج روبرتسون في تصريح له في15 يونيو2024أن أمن كوسوفو له أهمية كبيرة بالنسبة لحلف شمال الأطلس ، هذا ما أكده الرجل الذي قاد هذا التحالف السياسي العسكري بعد الحرب في كوسوفو كما أعرب اللورد جورج روبرتسون عن قلقه من أنه إذا نجحت روسيا في عدوانها العسكري على أوكرانيا فإن غرب البلقان سيكون منطقة أخرى سيسعى بوتين إلى إثارة الاضطرابات فيها وقال الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي اللورد جورج روبرتسون إن أمن كوسوفو له أهمية كبيرة بالنسبة لحلف شمال الأطلسي خلال سنوات الحرب 1997-1999، كان روبرتسون وزيرا للدفاع في المملكة المتحدة ثم خلف خافيير سولانا في منصب الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي .

كما أدان روبرتسون الهجوم الذي وقع في سبتمبر الماضي في بانجسكا دي زفيشان، والذي نظمته مجموعة شبه عسكرية صربية وقال وزير الدفاع البريطاني السابق “يجب إدانة جميع أعمال العنف وأنا أدينها دون تحفظ. لكن يجب أن نرى أخيرا نهاية للعنف في هذه المنطقة تتمتع هذه المنطقة بإمكانيات كبيرة ، لكن يجب أن تغير صورة المنطقة التي تعاني من مشاكل وفي حديثه عن الحرب في أوكرانيا قال روبرتسون إنه يجب على الدول الأوروبية أن تتحد لضمان فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأشار إلى أن غرب البلقان منطقة أخرى يريد بوتين خلق المشاكل فيها “لا أعتقد أن هناك خطر نشوب حرب في البلقان لكن روسيا تتدخل في هذه المنطقة من خلال مهاجمة أوكرانيا ولهذا السبب من المهم للغاية أن تجتمع الدول الأوروبية معًا لضمان عدم نجاح بوتين في أوكرانيا” وقال روبرتسون: “إذا نجح في أوكرانيا فإن غرب البلقان سيكون منطقة أخرى حيث سيخلق مشاكل” , وقد زار اللورد جورج روبرتسون الأمين العام السابق لحلف الناتو كوسوفو لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين لتحريرها من صربيا  .

أكد اللورد جورج روبرتسون أن أمن كوسوفو مهم للغاية بالنسبة للغرب وحلف شمال الأطلسي وأنه على الرغم من أنه أشار إلي أنه لا يوجد خطر نشوب حرب جديدة في منطقة البلـــقــان إلا أنه أثار المخاوف من أنه إذا نجحت روسيا في العدوان العسكري ضد أوكرانيا فإن غرب البلقان سيكون منطقة أخرى حيث سيسبب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتاعب وأوضــح روبرتسون الذي كان وزيراً للدفاع في بريطانيا العظمى أثناء تفجيرات الناتو في كوسوفو لموقع KosovaPress إن الأمن في كوسوفو والمنطقة سيكون مهماً في المستقبل لأنه سيجلب المزيد من الاستثمار والنمو ووفقا له تتمتع منطقة غرب البلقان بإمكانيات كبيرة لذلك تريد الدول الغربية أن ترى أخيرا نهاية العنف في هذه المنطقة  .

في 26 مايو2024 وخلال انعقاد الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي في صوفيا سلط السياسي البريطاني اللورد مارك لانكستر الضوء على طلب كوسوفو ترقية كوسوفو من مراقب إلى عضو منتسب وهذا الاقتراح الذي يستند إلى إجراءات تشاورية ويأخذ في الاعتبار آراء جميع المعنيين يبرز موقف كوسوفو الحاسم في المنطقة الأوسع وفي الوقت نفسه شدد لانكستر على ضرورة الحوار والضغط على كوسوفو وصربيا للتوصل إلى اتفاق وتطبيع العلاقات على أن يلعب الاتحاد الأوروبي دور الوساطة وتؤدي المخاوف بشأن النفوذ المتنامي لروسيا والصين في غرب البلقان مع مبيعات الأسلحة إلى صربيا والبوسنة والهرسك إلى تفاقم التحديات التي تواجهها المنطقة وفي هذا السياق تعمل الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي التي تضم 281 عضوًا من 32 دولة كحلقة وصل مؤسسية بين البرلمانات وتشارك أيضًا 9 دول منتسبة و4 دول متوسطية منتسبة و8 وفود مراقبين برلمانيين ويستطيع الأعضاء المنتسبون مثل كوسوفو بمقعديها تقديم قرارات والمشاركة كمقررين ولكن لا يحق لهم التصويت على التقارير أو القرارات أو قيادة الجمعية .

تتخذ كوسو مــوقفاً واضحاً معارضـاً لـروســـيـا وغــزوها لأوكرانــيـــا ففي 15 يونيو2024 وافقت حكومة كوسوفو على مجموعة الجزاءات المفروضة على جمهورية إيران الإسلامية وعلى المجموعة الإضافية الجديدة من الجزاءات المفروضة على الاتحاد الروسي وفي اجتماع الحكومة أكدت نائبة وزير الخارجية ليزا جاشي أن العقوبات يتم تنسيقها مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرين من أجل الحماية الكاملة للقيم المشتركة والديمقراطية  أما فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على روسيا فقالت جاشي إنها مرتبطة بوفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني .

كذلك نشطت كوسوفو في إبداء معارضتها للسيلسة الروسية خاصة في حالة أوكرانيا ولذلك أعلن في 15 يونيو2024 أنه بناء على دعوة من نظيرتها السويسرية فيولا أمهيرد تزور رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني سويسرا حيث ستمثل كوسوفو في قمة السلام على أعلى مستوى من أجل أوكرانيا وفي هذه القمة التي ستعقد يومي 15 و16 يونيو في بورجنستوك بالقرب من لوسيرن ستكون عثماني إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة سويسرا فيولا أمهيرد بالإضافة إلى ما يقرب من 100 من القادة وممثلين آخرين عن الاتحاد الأوروبي وستركز القمة رفيعة المستوى التي سجتمع فيها زعماء العالم لمناقشة أهمية وأسلوب الاستمرار في دعم أوكرانيا على الأهمية الأساسية لتحقيق السلام في أوكرانيا وأكدت عثماني التزام كوسوفو بمواصلة دعم أوكرانيا حتى النصر كما تحدثت عن أهمية الدعم العالمي للوصول إلى سلام مستدام وطويل الأمد هناك وصرحت رئيسة كوسوفو فيوسا عثماني أمام قمة السلام الأوكرانية في سويسرا بأن كوسوفو يمكنها مشاركة تاريخها وإظهار كيف أصبحت من دولة بنيت من الصفر “مثالًا للديمقراطية والتحالفات القوية” وفقًا لما ذكره مراسل MIA في بريشتينا , وقالت رئيسة كوسوفو بحسب بيان صادر عن مكتبها : إن الوقت قد حان لكي تقف جميع الدول إلى جانب أوكرانيا كما كان الحال مع كوسوفو خلال الحرب مثلما كانت التحالفات ضرورية لإنقاذ كوسوفو من حكم الإبادة الجماعية فمن المهم اليوم بعد أن أصبح الهيكل الأمني برمته في أوروبا مهددا بالعدوان الروسي أن نتوحد جميعا حول نفس القيم وندافع عن نفس المبادئ. … كما دافعوا في كوسوفو في التسعينيات – قالت عثماني- نقلاً عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه “في الأوقات الصعبة من المهم أن تعرف إلى جانب من تقف ؟

في الجانب المُضاد لموقف كوسوفو من روسيا أشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بصربيا (المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي لمدة 10 سنوات وهي في موقف غير واضح فيما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا فرغم إدانتها رسميًا إلا أنها لم تلتزم بالعقوبات المفروضة على موسكو  كما وقعت عقدًا مدته ثلاث سنوات مع  روسيا لتزويدها بالغاز الروسي) مؤخراً حيث أدلي بحديث نُشرته في 15 يونيو2024 محطة “إيه تي في” (التلفزيون البديل) في بانيا لوكا عاصمة جمهورية صربسكا قال فيه : “إن الصرب “عنيدون للغاية” و”يتصرفون بطريقة مستقلة تماما” ويرفضون الانضمام إلى العقوبات المفروضة على روسيا والاعتراف باستقلال كوسوفو ويعارضون عضويتها المحتملة في المنظمات الدولية” ووصف رئيس الدبلوماسية الروسية القرار الأخير للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا لصالح قبول كوسوفو بأنه “مخز” وأضاف : “الجميع يعلم أن كوسوفو هي منطقة تعاني من الفوضى الكاملة والجريمة المنظمة والتطهير العرقي للصرب ولم تكن هناك أي ديمقراطية على الإطلاق”  .

الـــــتقــــديــــر :

هناك تنافس محتدم لكنه مكتوم بين الأمريكيين والروس في شرق المتوسط قد تستفيد منه تركيا فيما يتعلق بالقضية القبرصية فقد يتخلي الروس قريباً عن موقفهم المساند للقبارصة اليونانيين ويحجموا عن الدعم العلني والتأييد السياسي لوجهة نظر القبارصة اليونانيين بسبب تخليهم عن علاقاتهم الإيجابية مع روسيا التي وفرت للأسطول الروسي ملاذا في الموانئ القبرصية ذلك أن القبارصة اليونانيين ظفروا بقـرار أمريكي محتمل لرفع قيود حظر السلاح الأمريكي على قبرص مقابل تعهدهم للأمريكيين بإنهاء الإعفاء وعدم اقتراب السفن العسكرية الروسية من الموانئ القبرصية للحصول على الوقود والخدمة وهو ما حدا بروسيا لإتخاذ قرار أعلنته في أغسطس2023 قضي بفتح مكتب قنصلي روسي في جمهورية شمال قبرص التركية  في توقيت إعلان تركيا ومسؤلي جمهورية شمال قبرص التركية  مراراً عن تمسكهم بحل الدولتين المتساويتين في السيادة علي أرض الجزيرة القبرصية أي تقسيم الجزيرة نهائياً إلي جمهوريتين مستقلتين والباعث الرئيسي وراء هذا التغير الروسي المحتمل لموقفهم المعهود من الأزمة القبرصية هو إدراكهم لمخاطر تواجد حلف شمال الأطلنطي في كـوسـوفـوفو أي في قلب البلقان منطقة نفوذهم السياسي والأيدولوجي وهي أيضاً منطقة قريبة من البحر الأسود رئــــتهم البحرية التي يخرجون من مياهه الدافئـــة الي العالم ناشرين وحداتهم البحرية التجارية تصديراً وإستيراداً وكذا ناشرين وحداتهم البحرية العسكرية في المياه الدافئـة .

لا يمكن تصور غفلة روسيا عن الأهمية القصوي لدور روسي ما فعال في مجريات الصراع الدائر في غزة علي الأقل من أجل إستنزاف القدرات العسكرية والسياسية الأمريكية وتوزيع غيرمتساو للمهارات التخطيطية لمتخذ القرار السياسي الأمريكي لصرف جزء من تركيزه علي الجبهة الصهونية بدلاً من الجبهة الأوكرانية , كذلك لا يمكن تصور تفويت العسكرية الروسية فرصة إضعاف القيادة العسكرية المركزية الأمريكية بشتي الوسائل الممكنة فغزة  تعد فرصة مواتية للعسكرية والأمن والمخابرات الروسية للإستحواذ علي كم مُعتبر من المعلومات العسكرية والإستخباراتية عن الجيش والسلاح والتسليح الأمريكي والصهيوني , ومعلوم أن هناك مقابل علي الروس أن يسددوه للمقاومة الفلسطينية الآن وفي اليوم التالي بعد نهاية حرب غــزة , فمن الملاحظ أن لا أحد يضع الروس عي إعتباره عند الحديث عن اليوم التالي في غـــزة وهذا أمـــر غير قابل للتصديق فلا يمكن للروس إلا أن يكون لهم حيز ما في اليوم التالي .

إن روســـيــا تنظر لمنطقة شــرق المتوسط نظرة بانورامــية تبدأ من البلـقان ومن كوسوفو تحديداً مروراً بقــبــرص اليونانية والتركية وصـــولاً لـــغزة وهي ترصد أدوار دول جــوار غـــزة والأدوار المتناقصة لبعض هذه الدول وتـــشخـــصــها وتبني علي أساس هذا التشخيص سياسات ومــوارد مستقبلية , كذلك عين مــوســـكو شاخصة علي موارد الـغاز الطبيعــي مقابل ساحل غــزة ولديها معلومات مبدأية عن الطامحين في هذه الموارد .

الهدف الإستراتيجي لروسيا في عموم شرق المتوسط هو الرد علي / أو إبعاد خطر تمـركـز حـلف شـــمـــال الأطـلـنـطـي في كوسـوفـو أما الهدف الإستراتيجي للـمقاومة الإسلامية في غــزة (حماس والجهاد الإسلامـي) فـهـو إضـــعاف / النـــيـل من / أو تـــحطـــيم القدرات العسكرية الصهيونية لإعلان إســـتقلال غـــزة ليس نتيجة حـــل تنفاوضي كما تريد الولايات المتحدة بل نتيجة مقاومة إيجابية تؤدي لإملاء إستقلال غـــزة دولة كاملة السيادة مسلحة كي تدفع عن نفس شرور الآلة العسكرية الصهيونية التي وضحت عدوانيتها في محكمة العدل الدولية وأمام شعوب وإعلام العالم .

الدور المُــدخر لمـــوســـكــو هو دور الدولة الضامنة لإعلان إستقلال غــــزة  مع البرازيـــل والـــصين أما الولايات المتحدة فليس من المعقول الإعتقاد في أنها ضامنة إلا لأمن الكيان الصهيوني فقط .

تـــوظــف روســـيـــا مراقبتها الدقيقة لمجريات الحرب والتفاوض المرتقب في غزة بالطبع خدمة لمصالحها التي سيلتقي جزء منها مع مصالح المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة (حـــزب الله / أنصـــار الله / العراق وإيــران) وهو ما ينبغي علي المقاومة الفلسطينية التجاوب ودول محور المقاومة التجاوب معه والتنسيق فيما بينهم بـشأنه , فحرب غـــزة أثبتت أن الحكومات الأوروبية وواشنطن غير جديرين بالإحتـــرام ولا الثقة سواء نادوا بحل الدولتين أو لم يـفعـلوا ذلك , ولا يُفهم من ذلك الثقة 100% في الروس لكن المقصود هو أن للروس بعض المصداقية والفائدة .

الرد الوحيد المتاح للروس علي خطر وجود حلف الناتو NATO في كوسوفو وعلي خطورة خطوة إنضمام كوسوفو نفسها المحتملة لحلف الناتو NATO هي في تحرك الروس صوب القسم التركي الشمالي من جزيرة قــبــرص , فالقبارصة اليونانيين في نظر الروس لم يلتزموا موقف الحياد في المسألة الأوكرانية ومالوا نحو الجانب الأمريكي وتجاوبوا مع الأمريكيين وأيدوا موقفهم من الحرب والعقوبات علي روسيا وهاهم يدعمون موقف حلف الناتو NATO في الحرب الأوكرانية/ الروسية بتعهدهم للأمريكيين بعدم إستقبال السفن الحربية في الموانئ القبرصية وبذلك فُتح الباب للروس علي مصراعيه للتوجه نحو جمهورية شمال قبرص التركية وصولاً لموانئها لتأمين وتزود السفن الحربية والتجارية بالوقود والخدمة فيها , لابد للروس من النفاذ للبحر المتوسط الذي كاد الأمريكيين أن يغلقوا القطاع الشمالي الشرقي منه في قبرص وكوسوفو(ألـبـانـيـا) ومنفذهم المتاح في يد تـركـيـا في شمال قبرص التركية .

في تــقــديــري أيضاً أن حل الدولتين الذي تحاول إدارة بايدن أن تغري به الفلسطينيين لا يخرج عن كونه إعادة لما سُمي برؤية الرئيس الأمريكي الأسبق Bush التي أعلنها الرئيس الجمهوري George Bush الأبن في 24 يونيو 2001  وظل يرددها حتي تم له غزو وتحطيم العراق 2003 ثم أقلع عن ترديدها بعد أن تم له تحقيق مراده الإستراتيجي بتدمير الحائط الشرقي المنيع القوي للعرب أمام إيران , نفس اللعبة يكررها الأمريكيين فلا حل للدولتين إلا ما تحققه حماس والجهاد الإسلامي وباقي الفصائل المتحدة معهما … فالوعود التي تتحقق هي تلك التي يبذلها العرب والمسلمين لأنفسهم فهي فقط التي نــُسأل عنها أمام الله وشــعوبنا فالولايات المتحدة الأمريكية أقامت دولة في كوسوفو لان حلف شمال الأطلنطي يتخذها نقطة إرتكاز له في البلقان والكيان الصهيوني ككوســـوفـــو نقطة إرتكاز للولايات المتحدة ولحلف شمال الأطلنطي في منطقة الشرق الأوسط وهو ليس بحاجة لـــغزة التي لو أقام لها دولة فكأنه – من وجهة نظر أمريكية – يدعو الروس وغيرهم للقدوم إليها .

شـــرق البحر المتوسط مقبل علي تــغــيرات وتطورات بالغة الأهمية والأثــر بعد ونتيجة لـحرب غــزة وهذه التغيرات سيمتد مداها إلي دول جــوار غـــزة والبلقان وقبــرص اليونانية والتركية مـعاً .

الــــــــــســــــفــــيــــر : بـــــــلال الــــمـــــصـــــري –

حصريا المركز الديمقراطي العربي – الـــقـــــاهـــــرة / تــحـــريـــراً في 18 يونيو2024

5/5 - (2 صوتين)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى