اسلمة الشرق الأوسط على الطريقة الأمريكية: رؤية لمستقبل سوريا بدلالات الفوضى الخلاقة
اعداد : د.علي بشار بكر اغوان – باحث زائر ” المركز الديمقراطى العربى”
يجمع الكثير من المختصين والمعنيين والمراقبين لمنطقة الشرق الأوسط حول قضية صعوبة تنبؤ بالإحداث فيما يتعلق بهذه المنطقة ، فقد تلونت وتقلبت الإحداث وتغيرت صور التفاعل الإقليمية والدولية في هذه المنطقة في غضون اقل من شهر واحد لاسيما بعد موجات التغيير بداية عام 2011( )، وبقدر تعلق الامر بمستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل الفوضى الخلاقة ، يستشرف بعض الباحثين الى ان انتهاء بعض الأنظمة السلطوية والقمعية وسقوطها يمهد لقيام نظم حكم دينية تقوم على اسس التبادل السلمي للسلطة (من الناحية النظرية على اقل تقدير)، وبأيمان راسخ بأن السبيل الوحيد للوصول للحكم عبر آليات العمل السلمي المدني والتنظيم الحزبي السياسي الديمقراطي ( ) ، وهذه الطريقة في الحكم تريح الولايات المتحدة بعد مرحلة دامية شنتها الادارة الأمريكية في حربها العالمية ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف ، بحيث فلترت جميع القوى التي ترغب بالصعود للحكم وتأكدت من نواياها وتطلعاتها المستقبلة وبالتالي أعطت الضوء الأخضر لها للوصول للحكم ، وهذا يمكن ملاحظته عبر افتاح الادارة الأمريكية تجاه الاسلامين في الشرق الاوسط بعد مجئ اوباما ( ).
اولاً : مستقبل منطقة الشرق الأوسط بعد موجات التغيير عام 2011بدلالات الفوضى الخلاقة:
تشهد منطقة الشرق الأوسط انعطافاً خطيرا في مجال اعادة تشكيل وهيكلة النظم السياسية الحاكمة والتي من المفترض ان تؤسس بدورها لإعادة تكوين الدولة بشكل عام ، فقد تجاوزت الدول التي تغيير فيها الأنظمة السياسية الحاكمة مرحلتها الأولى وهي عملية إسقاط رؤوس الأنظمة الحاكمة ، وبقي عليها حسب التصنيفات التقليدية الكلاسيكية ثلاث مراحل ، كان أولها إسقاط النظام ومن المفترض ان يكون ثانيها هو الانتقال للديمقراطية وثالثها تثبيت الديمقراطية و رابعها نضوج هذه الديمقراطية ( )، فحسب دراسة اجراها معهد كارنغي الامريكي تشير الى ان 100 نظام من عام 1970 لغاية عام 2000 شهدت هذه المراحل ، 20% منها فقط وصلت للمرحلة الرابعة وهي النضوج الديمقراطي ، وتراجعت 5% منها الى النظام الدكتاتوري القمعي، مع بقاء 75% منها قابع في المرحلة الانتقالية الفوضوية الثانية والثالة ، هذا فأن احتمالات عودة الأنظمة القمعية أو انتقالها للمرحلة الثانية أو الثالثة واردة في بعض الدول ، مع عدم ترجيح احتمال الانتقال للمرحلة الرابعة (النضوج الديمقراطي) في المدى القريب او المتوسط ( )، لكن هذه الاحتمالات تعتمد على الكثير من العوامل الداخلية والخارجية والتي تؤثر في مدة كل مرحلة من مراحل الانتقال من الدكتاتورية للديمقراطية ، فأبرز المؤثرات أو العوامل الداخلية المؤثرة تكمن في ثقافة الشعوب وتطورها ومدى وعيها ومكونتها الديمغرافية والأسس الإيديولوجية التي يعتمدها المجتمع( ).
وبقدر تعلق الامر بالشرق الاوسط والجزء العربي منه ، فان الاحتمالات المستقبلية تشير الى ان بقاء النظم السياسية في المرحلة الثانية (التحول نحو الديمقراطية) أو في أحسن الاحوال الانتقال للمرحلة الثالثة وهي(ثتبيت الديمقراطية) وان كان هذا الامر صعب في على المدى المتوسط ، فشعوب المنطقة من الناحية الاجتماعية تعد شعوب غير مؤهلة وغير ناضجة سياسياً لكي تباشر وتطبق الأنموذج الديمقراطي وتمر بالمراحل الاربعة بسلاسة وسهولة ،فلا يوجد دولة عربية لديها التاريخ الجيد مع ممارسة الديمقراطية ،لان البيئة الشرق أوسطية غير متهيئة وغير خصبة لكي تزرع فيها بذرة الديمقراطية وتحصد بسهولة،وان جميع دول المنطقة والتي تحسب بأنها ديمقراطية قابعة في المرحلة الثانية والثالثة – عدى حالة تركيا التي خاضت أشواط طويلة في هذا المجال لتصل لما هي عليه الان – ( )،وذلك بسبب التخلف الذي تشير إليه إحصائيات الامم المتحدة فيما يتعلق بالشعوب الشرق اوسطية ،التي تصل الى درجات عالية،بحيث ان هناك دول يصل ربع سكانها لا يعرفون القراءة والكتابة وربعها الأخر لن يكمل التعليم الثانوي ، والربع الثالث منه اكمل التعليم الجامعي ولكن ليس على اسس عصرية متطورة كإتقان العمل على الحاسوب أو المهارات الآخرة ومعرفة اللغات المتعددة والربع الرابع منها وهو الربع المتعلم بدرجة ما بين المتوسطة والجيدة فأنه اما يرغب بالهجرة خارج البلد أو انه يعمل في مجال غير اختصاصه أو لا يعمل أساساً ( ).
وبقدر تعلق الامر في احتمالات دخول المنطقة في حالة فوضى واضطراب فأن مؤتمر هرتزيليا الذي عقد في عام 2011 استجابتاً للتحديات الجديدة التي تواجهها (اسرائيل) في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ،اذ رجح هذا الاحتمال الى حد ما(احتمال الفوضى) ، فيحلل البعض الخارطة السياسية المستقبلية للدول التي جرى فيها تغيير الأنظمة في مطلع العام 2011، إضافةً للعراق الذي غير نظامه مطلع العام 2003،وصولاً الى احتمالات تغيير أنظمة مازالت تقمع بشعوبها في حال وجود مظاهرات واضطرابات فيها (سوريا ، السعودية ، ايران ، ، البحرين مثلاً) ، فالخارطة السياسية الشرق أوسطية ترجح الصعود الاسلامي سواءً أكان هذا الصعود بصورة طبيعية(انتخابات واستحقاقات دستورية كالتغيير في المغرب والجزائر والاردن و كما حدث في مصر قبل سقوط الإخوان المسلمين)أو بصورة غير طبيعية (كالتغيير الذي حصل في العراق عام 2003 وليبيا عام 2011 و ما يحدث في سوريا الان من قتال و حرب داخلية)،وقد أشار بعض الباحثين(الإسرائيليين)المشاركين في المؤتمر الى ان المنطقة في اتجاه الاسلمة السياسية ، والتي تتخذ الجانب المعتدل منه (الإسلام المعتدل) والذي بدوره سوف يحارب الاسلام المتطرف و حتى ان لم تستمر بعض الانظمة الإسلامية (كما حدث مع سقوط الاخوان المسلمين في مصر ، لكن تبقى المواجهة موجودة بين القوى الاسلامية و غير الاسلامية على الساحة السياسية)( ).
فيستعرض بعض المحللين مستقبل المنطقة بحلول العام 2013 ،ويضربوا مثالا على الصعود الإسلامي بصورته الطبيعية ، فتبرز المغرب التي شهدت انتخابات نيابية صعدت فيها القوى الإسلامية كخطوة اولى لتسلق الاسلامي السياسي نحو الاستحواذ على مقاليد الحكم،فقد حصلت الكتل النيابية الإسلامية ما يقارب الـ 56 % من المقاعد البرلمانية ، وبالانتقال الى النماذج الكثيرة والتي حصل فيها حالة تغيير غير طبيعية ، فتعد مصر انموذجاً ناضجاً و واضحاً للقوى الإسلامية التي حققت نجاحات فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية وبجميع الفصائل الاسلامية السلفية والاخوان ، فقد استحوذ التيار الاسلامي على مقاعد برلمانية اهلته لقيادة الدولة وادارت شؤونها داخليا وخارجيا وتعديل دستورها بما تمليه عليها أسسها الإيديولوجية الدينية على الرغم من فشل التجربة الإسلامية في مصر و ما حدث من تغيير في عام 30 يونيو 2013 ( ).
وبالانتقال الى المشهد المستقبلي العام للمنطقة (ومن ضمنها اسرائيل) واحتمالات الانتشار الديني (الدين السياسي) في جميع جهات الشرق الاوسط ، فالمغرب مرجحة و بشكل كبير اتجاه حكم إسلامي والجزائر تنضج فيها حالياً قوى اسلامية تحاول الاستفادة من التجارب المجاورة لها ، وتنتظر الدعم الخارجي الإقليمي والدولي لكي تقول كلمتها رغم فوز عبد العزيز بتفليقة في عام 2014 بولاية جديدة ( )،وليبيا اساساً تشهد صراع بين القوى الاسلامية و غير الاسلامية اضافة الى وجود الجماعات المسلحة الاسلامية التي لها ثقلها في القرار السياسي الليبي( )،وحققت القوى الاسلامية في تونس كبداية اولى لعملية ممارسة الديمقراطية في المنطقة العربية بعد تغيير نظام زين العابدين بن علي،اول نجاح اسلامي في المنطقة بصعود القوى الاسلامية للبرلمان وبالتالي لرئاسة الجمهورية ( )،وبالانتقال لباقي دول المنطقة فأن (اسرائيل) على سبيل المثال تشهد تحولا في اتجاه تقوية اليمين المتطرف لحزب الليكود الذي يعتمد على أيديولوجية دينية بحته في تعامله مع طبيعة الاحداث في المنطق،وفيما يتعلق بسوريا،فأذا ما سقط نظام الاسد فان البديل الناضج والاكثر احتمالاً سوف يكون البديل الاسلامي(الاخوان المسلمون السوريون المدعومون من تركيا)،ذوي الخبرة القديمة فيما يخص معارضتهم للنظام وأساليب الحكم والدعم الإقليمي( )، واذا ما شاهدنا النظام العراقي فأنه يعتمد اساساً على اسس دينية مذهبية رغم عدم إعلان النظام إسلاميته أو طرح نفسه كنظام حكم إسلامي( )،والنظام الإسلامي الاخر والموجود اساساً هو السعودية التي تتزعم العالم الاسلامي والتي تقف بالند مقابل النظام الإسلامي غير العربي (ايران) والذي يطرح نفسه ويسوق ذاته كفاعل مؤثر في العالم الاسلامي ( )، واخر هذه الأنظمة الإسلامية الموجودة في المنطقة هي تركيا الإسلامية المعتدلة والتي تروج لذاتها كأنموذج حكم اسلامي معتدل ( )،والملفت للنظر حول احتمالية (تدين النظم السياسية الحاكمة للمنطقة او اسلمتها وتهويها فيما يخص اسرائيل فقط)، فأن هذا الامر جاء بعد التلميح الامريكي حول قضية الصعود الاسلامي الذي اعطت الضوء الاخضر له بعد عملية فلترة دامت لعشرة سنوات من احداث 11 ايلول 2001 ، لغاية حالة التغيير 2011 ، والتي تمكنت من خلالها الادارة الأمريكية من فتح قنوات حوار وتفاهم مع الاطراف الإسلامية (المعتدلة) و التي ترغب في الصعود ، فقد حددت الخطوط العريضة للتعامل مع قضايا المنطقة وأهمها وأبرزها قضية الصراع العربي(الإسرائيلي)، اذ ان الولايات المتحدة اخذت ضمانات كافية من قبل اغلب القوى الإسلامية في المنطقة والتي ترغب بالولوج للسلطة والانخراط بالعمل السلمي ، ان تتعامل مع قضية الصراع العربي(الإسرائيلي) بآلية المصلحة المشتركة والتي تكفل تحقيق الاستقرار للجميع ( ).
وتتلخص وجهة النظر الأمريكية حول صعود القوى الإسلامية في منطقة الشرق الاوسط عبر كل ما قاله الرئيس الأمريكي اوباما عام 2010 واستعارته لآيات قرآنية في خطابه بالقاهرة قبل سقوط مبارك وعبر عباراته التي دائما ما كان يتداولها في خطاباته حول الاخوة بين الاسلام والمسيحية واليهودية و وحدة الأديان ، اضافةً الى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلنتون والتي نصت على انها لن تقف بالضد امام ارادة شعوب المنطقة التي ترغب بالحكم الاسلامي المعتدل والذي يقوم على ممارسة السلطة باليات ديمقراطية عصرية تكفل التبادل السلمي والمنظم للسلطة،والولايات المتحدة ليس لديها مانع في ذلك وقد أعطت الضوء الأخضر لصعود هذه القوى و لكي تصل للسلطة عبر دعمها ومساعدتها بعد مرحلة دموية دامت منذ 2001 والحرب على الارهاب تمخضت عنها ولادة الاسلام (المعتدل) الذي وضعت الادارة الأمريكية إطاره وفق الرؤى الليبرالية والاعتدال ( ).
لكن الأمر الخطير هو ان اغلب القوى الاسلامية تدعي انها سوف تقيم حدود الله وتطبق الاسلام في حال وصولها للحكم ، ولكن فل ينظر عاقل لهذا الامر الذي يعني ان القوى الاسلامية التي وصلت في جميع الدول المذكورة للحكم فيها ( )،فأن من الطبيعي لانها اسلامية عليها ان تعلن اذا ما كانت فعلاً انها ذات نوايا صادقة مع شعوبها وجماهيرها ،عدائها ومحاربتها للغرب ومخططاته لتفتيت الاسلام الذي حورب وقمع وقتل في العراق وفلسطين والصومال والسودان وباقي المنطقة ، فهل هناك عاقل يتنبأ بهذا الاحتمال .
وقدر تعلق الامر بموضوع الفوضى الخلاقة ومستقبل توظيف هذا التكتيك في الشرق الاوسط فأن المنطقة تشهد تصعيدا دينياً(الذي يمثل أفضل بيئة لعمل تكتيك الفوضى الخلاقة)من نوع جديد تحاول فيه الادارة الأمريكية لاستعادة التوازن المذهبي في المنطقة ، اذ ان سقوط الانظمة العلمانية الأربعة لحد الآن، شهد في المقابل صعوداً لقوى سنية في مصر وتونس وليبيا واليمن تقف بصف الطرف السني العربي الذي بقى ولم بتغيير كالنظام السعودي وقطر رغم وجود اختلافات بين هذه الدول الا انها تبقى سنية ، وفي الطرف الأخر فأن الشيعة قد وصلوا للحكم في العراق اضافةً للنفوذ الشيعي الموجود في لبنان والمتمثل بحزب الله اللبناني و النظام السوري الذي لا يعلنها رسمياً الا انه يدعم بشكل كبير من ايران بسبب الانتماء لهذا المذهب ( )، فلو نظر اي احد للخارطة الدينية الجديدة في المنطقة للاحظ عملية اعادة بناء الهلال السني الذي يمتد من الرياض و القاهرة وتونس وطرابلس والذي يقابله في الطرف الأخر هو الهلال الشيعي الذي يمتد من طهران الى بغداد وبيروت( )،وهذا الامر يسميه احد المحللين الاستراتيجيين البريطانيين(مارك ل. هاس)وهو يستشرف بيئة الشرق الاوسط الإستراتيجية ويقول بأن الولايات المتحدة تهيؤ الآن لصدام الحضارات الإسلامية ، كما فعلت ذلك على مستوى ضيق في العراق ، ومن ثم سوف تعمم هذه الطريقة بالتعامل مع الشرق الاوسط ، اذ ينطلق من فكرة ان الولايات المتحدة سوف تعمل على تغذية التناقضات المذهبية بين السنة والشيعة على مستوى شامل للشرق الأوسط ، بعد تعميم تجربة العراق الداخلية،ولكي تجعل من المنطقة تدخل في صراعات مذهبية ومن ثم سوف تكون هناك دلالات قومية ايضا فيما يتعلق بالقوميات التي ترغب بالانفصال داخل الدول العربية( )،اي ان المنطقة في اتجاه صراع ديني مؤدلج يكون طرفه الإسلام السني والإسلام الشيعي الذي سوف يدخل المنطقة في حرب مذهبية مشابهة للحرب الإيرانية العراقية أو على اقل تقدير حرب بالإنابة يغذي فيه كل طرف نظيره الأخر،كما حصل في العراق من تغذية سنية من السعودية والخليج للقوى المسلحة والسياسية السنية وما حصل من تغذية شيعية ايرانية للقوى الشيعية المسلحة والسياسية في العراق ، وكما يحصل حالياً من تنافس اقليمي لدعم المعارضة السنية في سوريا من قبل قطر والسعودية اضافةً لدعم النظام السوري من قبل النظام الايراني وحزب الله، وكما حدث في البحرين من نزاع داخلي لم تستطع السعودية السكوت عليه وتحركت بسبب تخوف امني كبير لمجلس التعاون الخليجي الامر الذي أدى الى دخول قوات درع الجزيرة للبحرين لقمع المتظاهرين ،وتثبيت اركان النظام وبالتالي حققت التوازن المفقود ما بين القوى الشيعية المدعومة من ايران وما بين القوى السنية الأقلية الحاكمة المدعومة من الخليج ( )،لهذا فأن جوهر الفكرة يقوم على ان مستقبل طريقة التعامل مع المنطقة سوف يكون عبر اعادة توجيه الاسلام الراديكالي المتطرف تجاه الاسلام السني المعتدل والاسلام الشيعي،وبالتالي فأن تفعيل مثل هكذا تناقضات سوف تثبط من وحدة المنطقة وتماسكها واستقرارها ، اي ان الولايات المتحدة هنا ضربت المسلمين ببعضهم البعض لكي تفكك الاسلام من جهة ولكي تفكك المنطقة من جهة ثانية وتحقق سيطرة وهيمنة (اسرائيل) اقليمياً على المنطقة.
ومن جهة ثانية ، وبعيداً عن الجزء العربي من الشرق الاوسط وموجات التغيير التي جرت في مطلع العام 2011 ، يكمن استشراف مستقبل توظيف تكتيك الفوضى الخلاقة في مناطق أخرى غير عربية من الشرق الاوسط كإيران على سبيل المثال()،هذا النظام الذي تعاني منه الادارة الأمريكية منذ مرحلة طويلة وزادة معاناة هذه الادارة خصوصا بعدما وصل النظام الايراني لمراحل متقدمة من برنامجه النووي،الامر الذي يحد من خيارات الولايات المتحدة في تعاملها مع البرنامج النووي الايراني خصوصاً العسكرية وذك لخطورة هذا الفعل ، اذ انه من الصعب بمكان القيام بعملية عسكرية رغم كثرة الأقاويل والتصريحات من قبل الادارة الامريكة حول بقاء هذا الاحتمال وارد اذا ما تطلب الامر ، الا ان تنفيذه يمثل مخاطرة كبيرة على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ( ).
لهذا فأن مستقبل توظيف تكتيك الفوضى في الداخل الايراني واثارة المشاكل والقلاقل خصوصاً فيما يتعلق بالأقليات المضطهدة في مناطق عدة كالاكراد في شمال شرقي ايران أو الاقليات السنية العربية في منطقة الاهواز و حتى الاقليات الاخرى من المسيحيين و الزردشتيين الموجودين في ايران ، اذ ان الادارة الأمريكية تعي تماماً ان النظام الايراني استطاع تحقيق هذا التماسك المجتمعي عبر نظام قمعي بوليسي صارم سواء في مرحلة حكم الشاه العلماني أو ما بعدها وما خلفه نظام الحكم الاسلامي الايراني(حكم الملالي)( )، لهذا فأن ايران لديها نقاط ضعف كثيرة ممكن تفعيلها وتوظيفها لاشاعة الفوضى وتفشي ظاهرة عدم الاستقرار الداخلي سواءً العسكري ام المدني،فالمعارضة الايرانية على سبيل المثال تتلقى الدعم الكبير من قبل مجموعة أطراف دوليين اهمها الولايات المتحدة واوربا ، وان تفعيل دور المعارضة وتوسيع هامشية الحركة لها من الممكن ان تسبب في بلورة بيئة فوضوية تهدف لاسقاط النظام الايراني وبالتالي إضعافه بصورة إشاعة الفوضى ( )،لهذا يحلل البعض الى ان موجات التغيير التي شهدها الشرق الاوسط في مطلع العام 2011 من الممكن ان تمتد لايران لغرض اسقاط النظام فيه ، فألية التعامل مع الحالية الايرانية من قبل الادارة الامريكية في المستقبل ، من الممكن جداً ان تعمم هذا التكتيك للحد من الخطر الايراني على مصالح الولايات المتحدة و(اسرائيل) في المنطقة ، الى جانب اضعاف القوة الايرانية لغرض تحقيق توازن قوى اقليمي تكون كفة الميزان فيه اذا ما قيست ايرانية(اسرائيلية)فأنها تحسم لصالح (اسرائيل) ، أو اذا ما قيست ايرانية عربية فان القوة تكون متساوية ، واذا ما قيست على نطاق المنطقة بشكل عام فان كفة توازن القوى تميل للصالح(الإسرائيلي)( ).
ثانياً : مستقبل النظام السوري في ظل تكتيك الفوضى الخلاقة:
تعد سوريا من وجهة النظر الأمريكية حالة معاكسة تماماً لحالة العراق قبل سقوط نظام صدام حسين، اذا تتكون سوريا من أغلبية سنية غير حاكمة مقابل اقلية شيعية حاكمة ومتنفذة ، وان هذا الوضع (من وجهة النظر الأمريكية) يجب ان يتغير حتمياً على اعتبار سقوط نظام الأسد ما هو الا امر حتمي ولكن على المدى القريب (من عامين حتى خمس أعوام) على اقل تقدير وربما تزداد الحاجة لهذا النظام وتمدد صلاحيته من قبل الادارة الأمريكية للمدى المتوسط(من خمس أعوام الى عشر أعوام) ، و ان المحصلة النهائية هي الزوال وحتمية التغيير( )، وبقدر تعلق الأمر بحالة سوريا وما يجري فيها ، فأن الإدارة الأمريكية وكما اعتادت ان تتعامل مع المنطقة على أسس طائفية قومية مذهبية دينية ، تخشى من عقبات هذا التغيير المستعجل رغم استمرار القتال في الداخل السوري على مدار العامين الماضيين ( )وكما قال وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر ان عملية تغيير النظام السوري بالوقت الحاضر ربما تعطي مردوداً عكسياً لما تريد الولايات المتحدة ان تحققه من خلال هذا النظام خصوصاً على المستوى الإقليمي و الداخلي،لهذا يجب أنهاك النظام وتمزيق المجتمع السوري والاستفادة من التجربة العراقية لكي تخرج لنا سوريا متعبة ذات دور اقليمي هزلي يحاكي ما تتأمله وما تريده (اسرائيل) والولايات المتحدة في المنطقة ( )،وقدر تعلق الأمر بالداخل السوري وحالته فأن الحديث يشوبه نوع من الجدل ألمفاهيمي الأكاديمي حول ما يجري في الداخل ،ومن الضروري بمكان شرح الوضع مفاهيمنا ولو بشكل سريع لكي يمهد للدخول في صلب البحث في أفاقه المستقبلية ، اذ يصف البعض بأن الوضع في سوريا الآن بأنه ثورة ويقول البعض الأخر بأنه أزمة ويشرح البعض الاخر بأنه انتفاضة شعبية ويصنف طرف رابع الوضع على انه حرب داخلية تدار بالنيابة ( ) ، وقدر تعلق الأمر بأكثر المصطلحات تداولاً حول ما يجري في سوريا وهي (ازمة تطورت الى حرب داخلية) ، فأن علم السياسة المعاصرة يعرف الأزمات بتعريفات مختلفة منها : إنها ظرف انتقالي يتسم بعدم التوازن،او فترة قلقة،او نقطة تحول وحالة توتر، أو ظروف استثنائية تتطلب قرارات ينتج عنها مواقف جديدة، سلبية أم إيجابية، وما إلى ذلك من التعريفات التي تلخص بحق رؤية النظام السوري للثورة،ومن ثم فإن بعض أسباب اشتعال الأزمات و انتقالها لتصبح حروب ، التي طرحها أيضاً علم السياسة المعاصرة، ستكون أسباباً لـ الأزمة السورية برأي النظام،والذي يدل على ذلك أساليب معالجته لها، سواء أكانت أسباباً إنسانية تشتمل على سوء الاحترام والتقدير تجاه الشعوب والأفراد،وحب السيطرة والمركزية الشديدة، وتعارض أهداف الحكومات مع مصالح الشعوب، أم أسباباً إدارية تشتمل على سياسات مالية سيئة،عدم التخطيط الفعال، والعشوائية في اتخاذ القرارات، فيما يبدو أن رؤية النظام السوري للأسباب الموجبة للأزمة جعلته يلتفت إليها لتفكيكها بـ الأساليب التقليدية لإدارة الأزمات وهي التعتيم الإعلامي المستمر ونشر فكرة ان سوريا بخير، مع زيادة القمع الداخلي والبطش بالمعارضة والمحاولة قدر الإمكان اخفاء هذا الامر عن الإعلام،اضافةً الى أسلوب تبخيس المعارضة و مطالبيها عبر التقليل من شأن الأوضاع في سوريا من قبل النظام السوري ( ).
لهذا وقدر تعلق الامر بمستقبل الاوضاع في سوريا ان فأن الحالة تشير الى استمرار حالة الفوضى وهذا الطرح يقرن بدلائل أهمها هو تعامل النظام مع الحالة باستخدام الأسلوب الامني العسكري المفرط في ادارة الازمة و بالتالي خروجها من هذا الاطار و دخولها الى اطار الحرب الشاملة داخل الأراضي السورية ، فالوضع السوري بهذه الطريقة يتجه لتصعيد وزيادة حالة الفوضى،ويقول المفكر الأمريكي(انطوني كوردسمان)في دراسة له منشورة في موقع مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية(CSIS) يستشرف فيها الوضع السوري وآفاقه المستقبلية ، بان مستقبل الوضع في سوريا يتجه الى حالة من الفوضى التي وان استقرت بعد حين فأن ما سينتج عنها هو احتماليان الأول : هو سقوط نظام الاسد مع تولي المعارضة مقاليد الحكم ، وبالتالي سوف تكون سوريا عرضة لتجاذب ثلاث إطراف داخليين رئيسيين(مدعومين من قوى خارجية)يشكلون معالم النظام ولو بشكل مؤقت وهم اولاً:الإسلاميين (البديل الأوفر حضاً في تولي الحكم في سوريا في المدى القريب والمتوسط)( ) وثانياً: القوى العلمانية الأخرى والتي تقود المعارضة السورية حاليا،وثالثاً: أعضاء النظام السابق من من يحاولون الالتفاف على الوضع والعودة للحكم بصورة غير مباشرة،وكل طرف من هؤلاء الاطراف الثلاثة يتلقون دعماً خارجيا اقليمياً ودولياً ، ففيما يتعلق بالإسلاميين البديل الأوفر حظاً بتولي مقاليد الحكم في سوريا، فأن الداعم الاكبر لهذه الفئة هي كل من السعودية وقطر وتركيا،هذا من جهة،اما من جهة ثانية،فأن الطرف العلماني الذي يدعم من قبل فرنسا و بريطانيا والاتحاد الاوربي بشكل عام يمثل ثاني اكبر قوى ممكن ان تحكم في سوريا بعد الإسلاميين أو في اقل تقدير تصبح شريكاً للقوى الاسلامية الاوفر حظاً في حالة سقوط الاسد( )، اما فيما يتعلق اعضاء حزب البعث السوري ورجالات نظام الاسد ، فانهم يدعمون من قبل اطراف مختلفة اقليمية كايران و(حزب الله اللبناني الذي تحول دوره من الطرف المدعوم للطرف الداعم) اضافةً للدعم الدولي من قبل روسيا والصين اللذان يحاولان قدر الإمكان الابقاء على مصالحهما في سورية ( )، من جهة ثانية يمثل الاحتمال الثاني للوضع السوري من وجهة نظر كوردسمان ، في حالة بقاء النظام فأنه من المؤكد سوف تقل فعاليته ودوره الاقليمي فيما يتعلق بدعم حزب الله مواقفه من ايران ، فسوريا تمثل اكبر دام عربي اقليمي لايران في منطقة الشرق الاوسط وتربط سوريا بأيران اتفاقيات تعاون استراتيجي طويلة الامد تمتد من ايام حافظ الاسد و وصول الاسلاميين في ايران عام 1979، للوقت الحالي ، اي ان احتمال بقاء نظام الاسد في الحكم قائم على المدى القصير والمتوسط ولكن الية عمله الاقليمي سوف تقل وبشكل كبير ومهامه الاقليمية سوف تحجم بسبب تضيق الخناق الغربي على النظام عبر العقوبات الاقتصادية والعسكرية ومحاولة العزل الدولي والاحتواء ( ).
وقدر تعلق الامر بوجهات النظر الأخرى والتي تستشرف الوضع في سوريا وافاقه المستقبلية،فأن زبيغينيو برجنسكي يحلل مستقبل الحالة في سوريا ويرشح ايضا حالة استمرار الفوضى المدعومة من قبل اطراف تحاول ان تبقي على نفوذها من جهة(الصين وروسيا)ومن قبل اطراف اخرى تحاول ايجاد لها نوع من الدور في سوريا وسياساتها الإقليمية(اسرائيل والولايات المتحدة والغرب بشكل عام) ( )،ويقول برجنسكي بأن مستقبل النظام السوري وبقائه أو عدم بقائه يرتبط بمعادلة اقليمية شائكة تعمل الولايات المتحدة الان على فك رموزها ودراستها بشكل جيد ،و لكي تخرج بنتيجة ترضيها وترضي حليفتنا (اسرائيل) ، لهذا فان عملية اضعاف النظام في الوقت الحظر هو المنطق الذي تعمل الولايات المتحدة عليه ، وان زوال هذا النظام يجب ان يكون بعد تمزيق سوريا من الداخل بفوضى تمهد للحرب الاهلية و تحلل نسيجه الاجتماعي وبالتالي فان سقوطه سوف يدخل سوريا مباشرةً في هذه الحرب الاهلية التي سوف تنتقل بالتالي لمرحلة التقسيم ( ).
ومن ناحية اخرى فان (اسرائيل) تراقب الاوضاع في سوريا عن كثب و تحمل نفس وجهة النظر الأمريكية تقريباً حول مستقبل النظام السوري مع الاختلاف في بعض التفاصيل ، (فاسرائيل)ومنذ اربعين عام تقريباً تتمتع بحدود هادئة نسبياً مع سوريا ولكن بالمقابل فأن ساحة الصراع السوري(الإسرائيلي)تكمن في لبنان والدعم المستمر لحزب الله من قبل النظام السوري المدعوم هو بدوره من ايران ، فأن زوال النظام السوري حاليا قد يقلل وبشكل كبير الدعم السوري لحزب الله ، لكن الوضع في الداخل السوري لن يتجه الى الحرب الاهلية الداخلية،بسبب عدم اكتمال ظروف هذه الحرب( ) ، إضافةً الى ان (اسرائيل) لا ترغب بأنفتاح المنطقة بشكل واسع وكبير وتغيير انظمتها بشكل سريع وخلق بيئة جديدة يصعب على (اسرائيل) العمل فيها بشكل مربح ، فتغيير النظام في مصر شكلة ازمة (لابد منها) داخل الداخل(الاسرائيلي)،فطرحت روى(اسرائيلية)تنبه على ضرورة التعامل مع متغيرات الوضع الجديد بترتيب كافة الاوضاع مع مصر وبالتالي الانتقال للوضع في سوريا ( )، وهذا ما عبر عنه رئيس المخابرات العسكرية (الإسرائيلي امان)الحالي عاموس يدلين،بضرورة التريث فيما يتعلق بالاوضاع في سوريا وانتظارها لحين اكتمال اركان الحرب الاهلية وبالتالي الدفع في اتجاه اسقاط النظام عبر الاليات الدولية والدخلية ، فأن الفوضى بالنهاية سوف تخلق افاقاً جديدة للتعامل مع الوضع في سوريا لكن الامر يحتاج للانتظار قليلاً بحيث تخرج سوريا من ازمتها والفوضى التي تعيشها الى حرب اهلية داخلية تمهد لتقسيم سوريا وإضعافها ( ).
وبعد هذا الطرح ، فان الافاق المستقبلية للوضع السوري تنبأ بتفاقم الوضع في اتجاه المزيد من القمع الامني الداخلي و التصعيد العسكري الذي يأخذ شكل الحرب الداخلية والذي يزيد من حالة الفوضى على النطاق الداخلي مع احتمالات كبيرة لبقاء النظام واستمراره على المدى القصير والمتوسط ، الامر الذي سوف يستهلك من قوة النظام ويزيد من حقد الشعب السوري على النظام،لان زيادة سفك الدماء والقمع الأمني تتناسب طردياً مع زيادة الحقد الشعبي على النظام ، لهذا فأن الفجوة تتسع شئياً فشيئاً بأنتظار الدعم الدولي(الجاد)من قبل القوى الدولية الفاعلة،التي لديها وجهات نظر (سبق شرحها) تتعلق بالوضع في سوريا ( )، ففيما يتعلق بالية التغيير المستقبلي في سوريا وكيفية التعامل مع القوى التي تقوم بعملية التغيير،فأن الولايات المتحدة ومن خلال التصريحات المتكررة للادارة الأمريكية وخطابات الرئيس اوباما ، لا ترغب بتغيير النظام(في المدى القصير وربما المتوسط) عبر دعم بعض جنرالات الجيش السوري للقيام بمبادرة عزل الاسد والانقلاب عليه ، وذلك لاسباب اهمها ان الجهاز الامني بشكل عام في سوريا يتكون من قبل اطراف الطائفة العلوية واقارب الرئيس والمتنفذين المستفيدين من النظام ، وبالتالي فان هذا الوضع لا يروق أساساً لطموحات الشعب السوري – رغم ان الولايات المتحدة لا تبالي بما يريد الشعب – ومن المؤكد انه لن يكون هناك قبولاً شعبيا للحكم العسكري(العلوي) في سوريا ، وذلك بسبب اختبار هذه النقطة في مصر (مع الاحتفاظ بخصوصيات وتفاصيل ككل حالة)عندما تنحى حسني مبارك عن السلطة واكل حكم البلاد لرئيس مخابراته عمر سليمان الامر الذي لم يطفئ غضب الشعب المصري وطالب بتنحي سليما ايضاً ، لهذا فأن الأخطاء التي حدثت في مصر ، تحاول الولايات المتحدة ان تتجاوزها في سوريا( ).
المراجع:
(( سيان ل . يان ، نقلاً عن بحث منشور على موقع مجلة الفورن بلسي بعنوان : Understanding the Resilience of Monarchy During the Arab Spring ، ابريل 2012 ، على شبكة المعلومات الدولية (الانرتنت) على الرابط التالي : http://www.fpri.org/enotes/2012/201204.yom.monarchy-arab-spring.html.
( ) المصدر نفسه .
( ) المصدر نفسه .
( ) Tarik Sabry , Arab Cultral studies : mapping the field , first edition , I.B.Tauris , U.S.A., 2012 , P129.
( ) Alexander T.J.Lennon , Democracy in U.S. Security Strategy : from promotion to support , institute of carengy ,U.S.A., 2012, P 57 .
( )Alexander T.J.Lennon, ob.cit,p60 .
( )Yakub Halabi , Us Foreign policy in middle east : from crises to change , first edition , Ashgate publishing Ltd , U.S.A., 2009 , P 9.
( )ob.cit,p15.
( ) سعيد عكاشة ، مؤتمر هرتزيليا : نقاشات اسرائيلية حول تداعيات الصعود الاسلاميين بالمنطقة العربية ، نقلاً عن موقع مجلة السياسة الدولية على شبكة المعلومات الدولية (الانرتن) على الرابط التالي : http://www.siyassa.org.eg/NewsContent
( )صاموئل تودروس ، نقلا عن موقع مجلة فورن بولسي ، دراسة منشورة بعنوان : The Muslim Brotherhood and Washington: Courtship and Its Discontents ، ابريل 2012 ، على موقع مجلة فورن بولسي على شبكة المعلومات الدولية(الانترنت) على الرابط التالي : http://www.fpri.org/enotes/2012/201204.tadros.muslim-brotherhood.html.
( ) المصدر نفسه .
( ) شادي حميد نقلاً عن مجلة فورن افيرس ، مقال منشور بعنوان : The Rise of the Islamists، جون 2011 ، على شبكة المعلومات الدولية(الانرتنت) على الراب التالي : http://www.foreignaffairs.com/articles/67696/shadi-hamid/the-rise-of-the-islamists.
( ) مارس فيشر ، نقلاً عن موقع صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية ، مقال بعنوان : In Tunisia after Arab Spring, Islamists’ new freedoms create new Muslim divide ، 25/3/2012 ، على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) على الرابط التالي : http://www.washingtonpost.com/world/in-tunisia-after-arab-spring-islamists-new-freedoms-create-new-muslim-divide/2012/04/28/gIQAN9yJoT_story.html
( ) ماريا فانتبيه ، خيار التدخل التركي في سوريا ، دراسة منشورة على موقع منظمة كارنغي بتاريخ 15 اذار 2012 ، على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) على الرابط التالي : http://carnegie-mec.org/publications/?fa=show&id=47526.
( ) ابراهيم سيف ، الأحزاب الإسلامية لا تقدم بدائل للنظام الإقتصادي ، نقلاً عن مقال منشور على موقع منظمة كارنغي بتاريخ 10 نيسان 2012 ، على شبكة المعلومات الدولية (الانرتنت) على الرابط التالي : http://carnegie-mec.org/publications/?fa=47788.
( ) المصدر نفسه .
( ) المصدر نفسه .
( (Peter Berger and Gordon Redding , the hidden form of capital : spiritual infancies in societal progress , first edition , anthem press , U.S.A., 2011, P 201 .
( )ob.cit,p159 .
( ) مالك عوني ، الاسئلة الاشكالية : محاولة أولية للاقتراب من أبعاد الصعود الإسلامي ومآلاته ، نقلاص عن موقع مجلة السياسة الدولية على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) على الرابط التالي : http://www.siyassa.org.eg/SupplementsNews/3/135/2372/-الأسئلة-الإشكالية/1.aspx
( ) Reza Aslan , No god but god : the origins , Evolution and future of Islam , second edition ,Random house publishing group , U.S.A., 2011 , 217 .
( )ob .cit , p221 .
( ) Mark L.Haas , the clash of ideologies : Middle Eastern politics and American Security , first edition , Oxford University press , UK, 2012, p .p 45 – 50 .
( ( Keth l.Shimko , International Relations : Perspectives , Contrvsies and reading , forth edition , congage learning , U.S.A., 2012 , P319.
()ربما يسأل سائل لماذا ايران بالتحديد وليس تركيا او السعودية ، فيجيب الباحث الى ان ايران تمثل خطراً انياً على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة رغم الاتفاق الامريكي الايراني في الكثير من القضايا ، وفيما يتعلق بالسعودية وتركيا ، فأن احتمالية توظيف هذا الكتيك مستقبلاً ضعيف لاسباب اهمها ان كل من السعودية وتركيا تقوم بدورها الاقليمي كما هو مطلوب منها وفي جميع الاحوال لا تمتلك هذه الدول نوايا حقيقية في امتلاك برنامج نووي عسكري من الممكن ان يهدد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة ، لكن لا يستبعد الباحث على المدى الطويل تفعيل مثل هكذا مشاكل في هذين البلدين اذا ما تغييرت طبيعة المعادلة الاقليمية وتغييرت حسابات الولايات المتحدة والية تحقيق مصلحتها العلية .
) ) Jalil Roshandel and Nathan Chapman Lean , Iran , Israel , and the U.S.A. : Regime security VS .political legitimacy , first edition ABC – CLIO , U.S.A., 2011 , P 114 .
( )ob .cit ,P 120 .
) (Rudi Matthew , Persia in Crisis : Safavid decline and the fall of Isfahan , first edition , I.B.Tauris , U.S.A., 2011 , P 253 and next .
) (Davis Bunn , Lion of Babylon , first edition , Bethany House , U.S.A., 2011 , P 145.
( )ميشيل برونك و توني بيردام واخرون ، نقلاً عن دراسة منشورة في مجلة الفورن افيرس ، بعنوان : End of Days for Assad ، بتاريخ 25 مارس 2011 ، منشور على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) على الرابط التالي : http://www.foreignaffairs.com/discussions/roundtables/end-of-days-for-assad
( ) المصدر نفسه .
( )نقلاً عن تصريح لهنري كيسنجر منشور على موقع صحيفة الديلي سكيب اللندنية ، مصدر سبق ذكره .
( )روزا ياسين حسن ، اساليب ادارة النظام لازمته ، نقلا عن موقع مجلة السياسة الدولية على شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) على الرابط التالي : http://www.siyassa.org.eg/NewsContent/2/132/2388
( ) المصدر نفسه .
) ) Anthony cordesman , Instability in syria : assessing the risks of military intervention , CSIS , U.S.A., 13/12/2012 , P 7 and next .
( )ob .cit , p7 and next .
( )ob .cit , p7 and next .
( )ob .cit , p7 and next .
) (Zbiginew Brgnzky , strategic vision : America and the crisis of global power , first edition , Basic books , U.S.A., 2012, P 47 and next .
( )ob .cit , p7 and next
( )ob .cit , p177 .
( )ob .cit , p182 .
( )نقلاً عن دراسة اسرائيلية لـ Yoel Guzansky and Mark A. Heller منشورة على موقع(Institute for National Security Studies) الاسرائيلي ، بعنوان : One Year of the Arab Spring ، بتاريخ مارس 2012 ، ص ص 25 – 35 .
( )ميشيل برونك و توني بيردام واخرون ، مصدر سبق ذكره .
( ) المصدر نفسه .