مقالات

السباق نحو بوابة شرق الفرات 

بقلم :  درويش خليفة
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا  وتحديداً من شرق الفرات، بدأت الدول المتداخلة في سوريا وحلفائها على الأرض بالتحضير لسد الفراغ.
وحسب المعطيات المتوفرة قبل زيارة مهندس السياسة الاميركية جون بولتون لتركيا، من الواضح حتى اللحظة، أن قوات سورية الديمقراطية قسد سوف تخرج من مدينة منبج ولكن الغير واضح، ماهي ألية الانسحاب، هل ضمن عملية عسكرية أم تفاهمات دولية إقليمية أو عودة للنظام بعد دحره من منبج في منتصف عام 2012.
ومنذ إعلان تركيا تحضيرها لعملية عسكرية واسعة ضد ميليشيا pyd الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي والذي يعتبر المتنفذ داخل قوات سورية الديمقراطية قسد، بدأت تتسارع وتيرة التهافت نحو النظام ممن دعوه عدة مرات للرحيل من دول الخليج ومصر والسودان. وبهذا يهدفون حسب قولهم لسد الطريق أمام التوغل التركي بشكل أوسع داخل الارض السورية. واستعادة النظام السوري من أحضان إيران أي إعادة النظام للمحور العربي بعد أن أعلن بعض وزراء دول وأمين عام الجامعة العربية بأن تعليق مقعد سوريا في الجامعة العربية خطأ فادحاً.
وفي تغريدة له، أوضح أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أن ” الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي”.
من المستغرب أن يظن بعض زعماء العرب بأن دخولهم الملعب السوري سيعزل النظام عن حليفه الإيراني الذي قدم الغالي والنفيس من أجل بقاء الأسد ونظامه في الحكم. ولكني أرى من هذه الخطوة التسابق مع تركيا قبل دخولها شرق الفرات السوري وبذات الوقت رداً على مطالب تركيا المتكررة بمحاسبة قتلة الصحفي السعودي  جمال خاشقجي، المتهمون فيه مقربين من ولي العهد السعودي.
وغالب الظن سيحاول “حلف السعودية الامارات مصر” منع أي تقارب تركي أمريكي من شأنه إعطاء تركيا مساحات تحرك أكبر ضمن الشرق الأوسط، المنهك بمشاكل دوله الداخلية وتصديره موجات من اللاجئين للغرب، تحديداً الى أوروبا الغربية.
اعتقد تركيا والحزب الحاكم على وجه الخصوص بحاجة لنصر رمزي يكون عامل مساعد في انتخاباتها البلدية بعد الظفر بالفوز بكرسي الرئاسة.
وبالتالي سيطرة حزب العدالة والتنمية على مفاصل الدولة والذهاب نحو تحقيق خططه التنموية التي تكلم عنها الرئيس أردوغان في برنامجه السياسي قبيل الانتخابات الرئاسية في نهاية يونيو من هذا العام.
وبالعودة للانسحاب الأمريكي وما ستؤول إليه الأمور في شرق الفرات السوري والذي بات حديث الساعة لدى الفضائيات والمواقع العربية والتركية، التقى قبل أيام وزيري خارجية تركيا وروسيا ولكن ما خرج للإعلام لا يتوافق والتصريحات المتكررة من الطرفين.
المؤكد ان الروس لم يوافقوا على دخول الأتراك الى منبج – الأمر الذي يبقي جميع الاحتمالات واردة.
بدورهم الروس قدموا عرضاً لم يرد عليه الأتراك حتى الآن وهو ان تدخل الشرطة العسكرية الروسية الى منبج مقابل خروج قوات الحماية الكردية.
وفي حال التوافق على الطرح الروسي سيخرج المهرولون العرب من المولد بلا حُمُّص، سواد وجه أمام شعوبهم واستمرار لمسار استانة بضامنيه الثلاثة وإنهاء المخاوف التركية من تواجد ميليشيا pyd بالقرب من شريطها الحدودي.
1/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى