عاجل

هل يخشى ترامب هيئة المحلفين التي تشكلت للنظر بشأن علاقته مع روسيا ؟

-المركز الديمقراطي العربي

كشفت تقارير أمريكية أن المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق في التدخل الروسي المزعوم في انتخابات العام الماضي، يحقق أيضا في احتمال تورط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عرقلة سير العدالة.
ومن المتوقع أن يستمع مولر لكبار مسؤولي المخابرات فى الأيام القليلة القادمة. وكان قد تم إبلاغ ترامب أنه ليس شخصيا رهن التحقيق كجزء من تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آى) في حملته الانتخابية.

أفادت تقارير أن المستشار الخاص الذي يحقق في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، بدأ في استخدام هيئة محلفين كبرى للنظر في القضية.

قالت صحيفة واشنطن بوست مساء الأربعاء 14 حزيران / يونيو 2017 إن روبرت مولر، المحقق الخاص المكلف من قبل وزارة العدل الأمريكية للتحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي والتي أسفرت عن فوز دونالد ترامب بالرئاسة، فتح تحقيقا في امكانية ان يكون ترامب قد عرقل سير العدالة بمحاولته التأثير على التحقيق الأول.

ويبدو ان مزاعم عرقلة سير العدالة تتركز على محاولات ترامب الضغط على المدير المقال لمكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي لاجباره على التخلي عن تحقيق كان المكتب يجريه حول مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين وعلاقته بروسيا.

وتشير هذه الخطوة إلى أن مولر قد يتخذ مدخلا أكثر تشددا في جمع المعلومات عن وجود تواطؤ مع الروس من جانب أعضاء في فريق حملة دونالد ترامب الانتخابية. وتُستخدم هيئة المحلفين الكبرى لإصدار مذكرات استدعاء لإجبار أشخاص على الإدلاء بشهاداتهم.

وسخر الرئيس ترامب مرة أخرى من التحقيق قائلا أمام تجمع من أنصاره في ولاية ويست فرجينيا إنقصة التواطؤ مع روسيا “ملفقة تماما”.

وقال ترامب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “هذا هو الفصل الجديد في قصة مختلقة”، ووصف التحقيق في تصريح له الخميس بأنه “رحلة لاصطياد الأشباح، يقوم بها أناس سيئون ولديهم مشاكل”.

ووردت أنباء التحقيقات الجديدة في صحيفة “واشنطن بوست” ثم في نيويورك تايمز وول ستريت جورنال، واستندت المطبوعات الثلاثة إلى :مصادرها الخاصة”.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن قرار مولر التحقيق بسلوك الرئيس ترامب هو نقطة تحول كبرى في التحقيق الذي ركز حتى الآن على الزاوية الروسية في موضوع الانتخابات.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن تسريب كومي معلومات عن محادثاته مع ترامب يجعله في وضع شبيه بوضع إدوارد سنودن الذي منحته روسيا حق اللجوء السياسي.

وكان فلين قد أقيل من منصبه في فبراير/ شباط الماضي، بعد فشله في الكشف عن حجم اتصالاته بالسفير الروسي لدى واشنطن سيرجي كسلياك.

وكان كومي قد قال في شهادته أمام الكونغرس إن ترامب قال له “أرجو أن تتمكن من إيجاد طريقة للتغاضي عن هذا وترك فلين يذهب، إنه رجل جيد، دعه يذهب”.

وأضاف أنه لا يعتقد أن ترامب حاول عرقلة التحقيق بخصوص تدخل روسيا المحتمل في الانتخابات. وقال البيت الأبيض إن ترامب لم يطلب من كومي أو من أي شخص آخر إلغاء أي تحقيق.

ولكن صحيفة وول ستريت جورنال نسبت إلى أحد مصادرها القول إنه واثق أن مولر سيحقق في إمكانية كون طرد كومي هو محاولة للتأثير على مجرى التحقيق. وتفيد آخر التقارير أن التحقيق سيشمل شبهة ضلوع شركاء لترامب بغسيل أموال.

وقال مسؤول رفيع سابق لصحيفة نتيويورك تيامز إن أي صلة بين فريق ترامب ومسؤولين روس سيكون قد تضمن دفع أموال، وإن هذه الأموال قد تكون جاءت عن طرق شركات “أوف شور” خارج الولايات المتحدة.

قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن اللقاء المثير للجدل الذي عقده ابنه الأكبر العام الماضي مع محامية روسية يعد نوعا من سبر غور الخصم، أو ما يعرف باللغة السياسية “البحث في شؤون المعارضة”.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقده خلال زيارته لباريس “معظم الناس” كانوا سيعقدون مثل هذا اللقاء. ويشير المصطلح الذي استخدمه الرئيس “Opposition research” ويشار له اختصارا أحيانا بـ “أوبو”، إلى ممارسة جمع معلومات عن معارض أو خصم سياسي يمكن استخدامها لاحقا لتشويه سمعته.

وقد أظهرت رسائل إلكترونية أن نجل الرئيس الأمريكي واثنين من كبار العاملين في حملته الانتخابية قد التقوا بمحامية روسية إبان حملته للفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وقد طلبت لجنة في مجلس الشيوخ من دونالد ترامب الأبن الإدلاء بشهادته بشكل علني في هذا الصدد.

وقال تشوك غراسلي، الرئيس الجمهوري للجنة القضائية التي تحقق في هذا الشأن، إنه سيصدر أمر استدعاء يجبر إبن الرئيس على الإدلاء بشهادته، إذا اقتضى الأمر.

دافع دونالد ترامب جونيور، نجل اللرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتقارير صحفية أمريكية عن لقائه العام الماضي بمحامية روسية قالت إن لديها معلومات تضر بهيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية.
ونفى ترامب جونيور إصدار تصاريح متضاربة عن الاجتماع الذي جرى العام الماضي. وأشار ترامب جونيور أيضا إلى أن تلقي معلومات عن الخصوم السياسيين ممارسة عادية.

وقال مارك ورنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس إنه يريد أن يدلي دونالد ترامب الابن بشهادته أمام اللجنة بخصوص لقائه مع المحامية الروسية.

ماهي هيئة المحلفين الكبرى؟

في الولايات المتحدة، تتألف الهيئات الكبرى من أعضاء من الشعب يستمعون إلى الأدلة في جلسات سرية. وتستثمر النيابة صلاحياتهم في إجبار الأشخاص على تقديم شهاداتهم أو تسليم وثائق في حوزتهم.

وعلى الرغم من أنهم ينظرون في تحديد هل أن الدليل المقدم في أي قضية قوي وكاف لتوجيه لوائح الاتهامات في قضية جنائية، إلا أن استخدامهم لا يعني أن اصدار لوائح الاتهام تلك بات أمرا وشيكا أو حتى محتملا. ولا تقرر هيئات المحلفين الكبرى براءة أو إدانة المشتبه به.

كيف تستخدم الهيئة في هذه القضية؟

تفيد تقارير أن المحققين استخدموا لشهور هيئة محلفين كبرى في محكمة ولاية فرجينيا المعروفة باسم (ذي ايسترن ديستريكت أوف فرجينيا)، التي أصدرت بعض مذكرات الاستدعاء في هذه القضية.

وقد اختار مولر الآن واحدة من عدد من هيئات المحلفين الكبرى في واشنطن، وأفادت تقارير أنه بدأ في استخدام هذه الهيئة منذ أسابيع.

ويقول محللون إن ذلك يظهر أن مولر يسيطر كليا على مجمل عملية التحقيق. وقد استبدل معظم المحققين الذين كُلفوا أوليا في القضية بآخرين يتناسبون مع النهج الذي يسير عليه في التحقيق.

وهذا الانتقال من فرجينيا إلى واشنطن يبدو أيضا أكثر عملية، حيث سيكون مكتب مولر أكثر قربا من الهيئة، كما أنه يعرف أن المحكمة الفيدرالية في واشنطن أفضل.

ما الذي ستنظر الهيئة به ؟

مثل كل الهيئات الكبرى سيكون عمل هذه الهيئة سريا، ولن تكشف عنه، كما أن مولر نفسه لم يعط أي تفاصيل.

ومن الواضح أن مولر يحقق في لقاء تم في يونيو/حزيران العام الماضي، التقى فيه نجل ترامب وصهره جارد كوشنر محامية روسية. وقد أقر ترامب الأبن بأنه تلقى وعدا في اللقاء بالحصول على مواد مضرة بمنافسة ترامب في السباق الرئاسي، المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، إلا أنه لم يتلق شيئا لاحقا.

ووفقا لوكالة رويترز للأنباء، يدقق المستشار الخاص في هل أن أي شخص قريب من حملة ترامب الانتخابية قد شجع الروس على البدء في إطلاق مواد بشأن حملة كلينتون الانتخابية.

وقالت تقارير إن مولر يبحث في تحديد هل أن ترامب كان عارفا بلقاء نجله مع المحامية قبل حدوثه، أو أنه تلقى إيجازا بشأنه بعد حدوثه.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصادر قريبة من التحقيق قولها إن المستشار الخاص يبحث في هل أن الرئيس ترامب أعاق مسار العدالة بإقالته رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، الذي كان يقود تحقيقا في مزاعم التدخل الروسي.

وقد عيّن وكيل وزارة العدل الأمريكية مولر في مايو/أيار لإكمال التحقيق.

وأُفيد أيضا أن مولر يحقق في التعاملات المالية لرئيس حملة ترامب الانتخابية السابق، بول مانافورت، وكذلك في تعاملات مايكل فلين، الذي أقاله ترامب من منصب مستشار الأمن القومي بعد فشله في الكشف عن اتصالاته مع الروس.

ما الذي قاله الرئيس وفريقه؟

بدا الرئيس ترامب متحديا في التجمع الذي اقيم في هنتينغتون في ولاية ويست فرجينيا مساء الخميس. وقال ترامب إن المزاعم مجرد “خدعة” وإنها ” كانت مهينة لشعبنا”. وأضاف ” إن قصة روسيا ملفقة تماما”.

وهاج حشد أنصاره في التجمع عندما واصل القول “يعرف معظم الناس أنه ليس ثمة روس في حملتنا الانتخابية، لم يكونوا أبدا، ولم نفز بفعل الروس، بل بفعلكم أنتم”.

وقال تاي كوب، المحامي الذي عين الشهر الماضي مستشارا قانونيا خاصا للبيت الأبيض، أنه لم يكن على علم باستخدام هيئة محلفين كبرى.

لكنه أضاف أن “أمور الهيئات الكبرى سرية تماما. والبيت الأبيض يدعم أي شيء يسرع الوصول إلى خلاصة عمل (مولر) بطريقة عادلة. والبيت الأبيض ملتزم بالتعاون التام مع مولر”.

في محاكمة شخص كبير؟

تحليل انتوني زورتشر، مراسل شؤون أمريكا الشمالية في “بي بي سي”يقول لقد شكل تحقيق المستشار الخاص دائما هما لإدارة ترامب، لكنه الآن بات عملا خطيرا مدمرا.

وبات واضحا أن التحقيق يركز على دائرة الأشخاص الأكثر قربا من الرئيس، بعد أخبار اجتماع هيئة محلفين كبرى في العاصمة واشنطن ونظرها في لقاء نجل ترامب مع مواطنين روس في يونيو/حزيران 2016.

ويجب أن لا تأتي هذه الأخبار كصدمة كبرى، إذا اخذنا بنظر الاعتبار أن مولر قد بدأ في جمع كادر من محققين ومحققين جنائيين محنكين.

وعلى الرغم من أن هذه الخطوة قد تقود في النهاية إلى توجيه تهم جنائية، إلا أنها ،على الأقل، إشارة من مولر إلى أنه قد يكون في مسار محاكمة شخص كبير، موسعا المدى إلى ما بعد مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، الذي قام بعملية تحشيد لوبي ضغط مثيرة للريبة، كما تؤشر أيضا أن تحقيقه لن ينتهي في وقت قريب.مواقع + صحف

Rate this post

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى