الدراسات البحثيةالعسكريةالعلاقات الدولية

الاستراتيجية العسكرية الروسية إزاء الشرق الأوسط في ظل الأزمة السورية

What is Russia’s Military Strategy for the Middle East after Syria

العدد الثاني مارس لسنة “2017 ” من مجلة العلوم السياسية والقانون

احدى اصدارات المركز الديمقراطي العربي

 

اعداد : د محمد عصام لعروسي – المركز الديمقراطي العربي

ABSTRACT:

This article focus on Russia`s military strategy for the Middle East due to its military involvement in Syria. This paper argues that Russia does not have a grand strategy in the Middle East. It suggests all of Russia`s tactics seek to compete with the United States for a measure of relevance in the region as well as for the opportunities to be used there, but Moscow does not strive to replace the American role nor could it. Moscow is motivated by the opportunities that kay in a regional ‘clean up; after Washington’s unilateralism policies in Middle East and to create a place in the MENA post-Assad and post-Iran nuclear deal region.

Russia`s military intervention in Syria can be understood as a reaction to America’s choice to retreat – to an extent – from the region. Added to this is Russia’s vital interest in stabilizing the region by intervening actively in the Syria`s conflict, which the US appeared unwilling to engage in and arguably lacked the resolve needed to end to the protracted wars after Iraq and Afghanistan.

 

مقدمة:

شكلت روسيا تاريخيا قوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وتؤرخ لتواجدها في الشرق الأوسطبتدخلها في منطقة الهلال الخصيب سنة 1772 ضد الأتراك وكان الهدف من التدخل العسكري حماية الأقليةالمسيحيةالأرثوذكسية من تعسف الامبراطورية العثمانية. ويمكن اعتبار أن التدخل العسكري الروسي الحالي في منطقة الشرق الأوسط، هو الأوسع من نوعه منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.فبعد سقوط الدولة العثمانية تم اقتسام المنطقة كما هو معروف بين بريطانيا العظمى وفرنسا وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وانهيار الحقبة الاستعمارية، سمحت فرنسا وبريطانيا لروسيا أن تلعب دور العراب لبعض الدول العربية[1] واستخدامموسكو هذه الدول في إطار الحرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة الأمريكية في خضم مرحلة الحرب الباردة وكانت العديد من الدول العربية التي واجهت الدول الاستعمارية الكبرى قد اتبعت النظام الاشتراكي واستلهمت أنظمتها من النموذج السوفياتي كمصر والجزائر وليبيا وسوريا والعراق، غير أن درجة وثوقية هذه الأنظمة بالاتحاد السوفياتي غالبا ما كانت تهتز وتتأرجح مع عدم قدرة السوفيات ورغبتهم في دعم القضايا العربية واستغلال التناقضات ما أدى بمصر سنة1972 مثلاالى طرد الخبراء السوفيات والالتحاق بالمعسكر الغربي بعد ذلك.

بعد نهاية الحرب الباردة، ضلت روسيا بعيدةعن أيدور في الشرق الأوسط وضلت الولايات المتحدة الأمريكية القوة الكبرى الوحيدة في الشرق الأوسط. وبعد التدخل الأمريكي في العراق بعد حرب الخليج الأولى والثانية، ضلت روسيا متمسكة بموقفها بعدم التدخل في الصراع وانتقدت التواجد الأمريكي في  العراق وأفغانستان على اعتبار كونه خطوة متسرعة وغير محسوبة وخاصة مع عدم وجود خطة أمريكية لمرحلة ما بعد نهاية الحرب أي إشكالية إعادة بناء الدولة الوطنية في كل من العراق وأفغانستان[2].

ويمكن اعتبار أن انعكاسات الحرب في العراق سنة 2003 وتداعيات الربيع العربي، أدتا الى خلق فراغ جيوسياسي في المنطقة سارعت روسيا لاستغلاله لوضع قدمها في الشرق الأوسط. ان استراتيجية روسيا حسب العديد من المؤشرات توحي أنها لا تحمل في طياتها أبعادا استراتيجية متحركة في المستقبل المتوسطوالبعيد، بقدر ما تستعمل تكتيكات وقواعد لعب جديدة وهامش أكبر للتحرك في المنطقة. حقيقة أن التدخل الروسي في سوريا لدعم نظام بشار الأسد ساهم بشكل كبير في تغيير المعطيات على الأرض، لكنه أسهمأساسا في تغيير بنية نظام الأمن الاقليمي في المنطقة وسمح لروسيا بربط وتوثيق شبكة من العلاقات والتحالفات العسكرية مع العديد من الشركاء في المنطقة كالعراق، تركيا، دول الخليج العربي، مصر والجزائر. إجمالا يمكن إرجاع عودة الدور المتصاعد لروسيا في المنطقة الى السياسة الأمريكية خلال فترة إدارة الرئيس أوباماالتي تميزت بتراجع النفوذ الامريكي الشيء الذي أدخل المنطقة بشكل قسري في مرحلة اللايقين الجيوسياسي“Geo-strategic  Uncertainty”  ما دفع دول الخليج بشكل خاص الى البحث عن بدائل من بينها التعاطي مع روسيا كقوة دولية بامكانها تقديم الدعم والخبرة  والمساعدة الكافية لادارة الأزمات الاقليمية. لكن هذا لا يعني تعويض روسيا لدور واشنطن بالمنطقة حيث تمثل الولايات المتحدة الأمريكية المزود الأول للاسلحة لدول مجلس التعاون الخليجية GCC حيث زودت واشنطن لدول الخليج 33 بليون دولار من الأسلحة خلال سنة 2015. ماهي حمولات قوة التواجد الروسي في المنطقة في سياق التراجع الأمريكي وماهي السيناريوهات المحتملة على المدى المتوسط والبعيد لطبيعة بنية نظام الأمن الإقليمي وماهي قواعد وحدود الاستراتيجية الهجومية الروسية؟

تحاول الورقة الاجابة عن إشكالية أساسية : هل تتوفر روسيا على استراتيجية كبرى في الشرق الأوسط أم أن الأمر يتعلق بسياسات وتكتيكات وظيفية تحاول من خلالها منافسة واشنطن على النفوذ في المنطقة واستغلال الفرص المتاحة لعقد شراكات قوية؟ أم أنها لا تسعى لتوضيف الصيغ التنافسية وتكتفي بالفرص السانحة لها في ظل الفراغ الجيوسياسي لتعويض مرحلة السياسات الأحادية للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط “Unilateralism”ولضمان  موطأ قدم لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد توقيع الاتفاق النووي والمرحلة الانتقالية التي يمكن أن تعقب انتهاء الأزمة السورية[3]

1/ تصاعد الدور الروسي في الشرق الأوسط

بعد الحرب العالمية الثانية، كان التواجد الروسي كقوة دولتية  في المنطقة باهتا ورمزيا ومحدودا . لكن منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا سنة 2015، تصاعد الدور الروسي في المنطقة على إثر الفراغ الجيوسياسي الناتج عن تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة وتحاول روسيا من خلال خياراتها الحالية استرجاع بعض من أمجادها خلال فترة حكم الاتحاد السوفياتي. من خلال التدخل الروسي في سوريا  تقدم روسيا أوراق اعتمادها كقوة كبرى  قادرة على امتلاك مفاتيح الحل  لأعقد لأزمات في  المنطقة وترجع العلاقات الروسية السورية الى عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي شكل جزءا من المنظومة الاشتراكية خلال مرحلة الحرب الباردة باعتباره زعيما لحزب البعث السوري ذو النزعة الاشتراكية. التدخل الروسي في المنطقة لم يكن لدوافع دينية كما كان في القرن 17، وإنما بهدف طموحات فلاديمير بوتين لإحياء الدور الروسي كقوة عظمى في العالم مجددا[4]. تكمن مبررات التواجد العسكري في سوريا في فتح ثغرة جيوسياسية في المنطقة وتثبيت روسيا كشريك استراتيجي يستطيع مراقبة المنطقة عبر الواجهة المتوسطية. وتبين منذ بداية الضربات الجوية على سوريا أن مواجهة داعش تأتي في مرتبةثانية من حيث الأولوية بعد الابقاء على نظام بشار الأسد بأي ثمن والسيطرة على قاعدة طرطوس في المنطقة العلوية بسوريا.

من بين التكتيكات المستعملة من طرف روسيا، تطوير العلاقات السياسية والعسكرية مع مختلف الدول كتركيا، إيران، مصر، الجزائر ودول الخليج العربي. في سوريا، استطاعت موسكوتغيير موازين الصراع بين الفصائل والمليشيات السورية المعارضة للنظام معتبرة أن كلها حركات إرهابية  معززة بذلك نظام  بشار الأسد مع اكتساب المزيد من الخبرات والتجارب العسكرية من خلال اختبار الأسلحة وقدرات جزء من الجيش الروسي على تحقيق مكاسب عسكرية في وقت قياسي، غير أن الحفاظ على النظام و القضاء على تنظيم الدولة غاية لم تدركها القوات الروسية، فمن خلال تجييش أعداد كبيرة من الجيوش والطائرات والمدرعات والمدافع والصواريخ المضادة للطائرات استطاعت روسيا أن تعيد التوازن لنظام الأسد بعد أن فقد السيطرة على أكثر من ثلتي الأراضي السورية ،وأكثر من ذلك فقد شكلت  الحرب فرصة لاختبار الوحدات العسكرية الروسية في الحالات الطارئة بما في ذلك  مواجهة أسوء السيناريوهات الممكنة وإرسال إشارات قوية للقوى المعادية ودول الجوار.[5]

في نفس السياق، عرفت العلاقات الروسية مع تركيا وإيران تحولا غير مسبوق حيث دخلت مرحلة التطبيع بعد الهزات التي عرفتها  العلاقاتإبان فترة الحرب الباردة. يسجل في الفترة الأخيرة أن العلاقات الروسية التركية عرفت انتعاشا ملفتا وتمر من فترة انتقالية تتسم بنوع من التنسيق والشراكة الجديدة من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات العسكرية، الاقتصادية وفي مجال الطاقة على وجه التحديد والتي عكست مدى أهمية ورمزية العلاقات في مرحلة حاسمة من تاريخ المنطقة[6]

هذا التقارب الأخير بين روسيا وتركيا يعطي زخما جديدا لتحالف محور الترويكا روسيا-تركيا-إيران، وهو يفسر بشكل مباشر وبدرجة كبيرة التباعد والتنافر الموجود منذ عهد الرئيس أوباما بين واشنطن وتركيا وخاصة مع الموقف الأمريكي من الانقلاب العسكري ورفض الادارة الأمريكية تسليم المعارض التركي فتح الله كولن الذي تعتبره أنقرة العقل المدبر“Mastermind” للانقلاب. غير أن العلاقات التركية الروسية لم تكن واضحة وعلى خط مستقيم حيث عرفت العديد من التوترات والمحطات الخلافية[7]أهمها حادث إسقاط الطائرة الروسية في الأجواء التركية في نوفمبر 2015 حيث قامت موسكو بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا كما أن موقفهما من الحرب في سوريا على طرفي نقيض وصيغة الخلاف والتنافس هي السمة الرئيسية للعلاقات تتخللها فترات قصيرة من التعاون. رغم حاذثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة وما أثارته من لغط إعلامي يرسخ فرضية التأمر والسيناريو الجاهز، يبدو أن روسيا تتجاهل الأخطاء وبعض الخسائر في علاقتها مه تركيا مقابل تضخيم حضورها في الشرق الأوسط من خلال التنسيق مع تركيا التي تعد فاعل إقليمي أساسي في المنطقة.

من جهة أخرى سارعت روسيا لنهج سياسة التطويق والدبلوماسية الناعمة مع إيران. وقد اتسمت العلاقات الروسية الايرانية بالتنافس بدل التعاون خلال العصر الحديث ورغم  سوء الفهم الكبير وعدم الثقة بين البلدين تحاول روسيا استخدام سياسة معتدلة أو سياسة الخط الثاني  مع إيران “Middle Way Policy”[8]. فرغم دعم موسكو للموقفالايراني إزاء الولايات المتحدة الأمريكية، فان روسياتبنت نفس الموقف الغربي الرافض للبرنامج النووي الايرانى مؤكدة على ضرورة الاستخدام السلمي لترسانتها النووية كما صادقت رفقة الدول الغربية على عقوبات مجلس الأمن الدولي إزاء إيران. كما تعتبر روسيا المزود الأساسي للأسلحة الايران وتربطها علاقات بناءة ما بعد نهاية الحرب الباردة وتقليص الحيز الجغرافيالروسي بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. كما أن موسكو لا تعتبر حزب الله وحركة حماس منظمتان إرهابيتين كما أن روسيا وتركيا حليفان بحكم الواقع تجمعهما حاليا نفس الموقف إزاء الحرب السورية بعد تخلي أنقرة عن شرط إسقاط بشار الأسد كما حققت روسيا انفتاحات ونجاحات اقتصادية بعد بداية انفتاح الاقتصاد الايراني و إسقاط العقوبات عن إيران من خلال توقيع اتفاقيات نفطية هامة وصفقات أسلحة واستثمارات مهولة في قطاع البنوك[9].

عملت روسيا الى ارجاع العلاقات الروسية المصرية الى سابق عهدها بعد غياب الدفء عن العلاقات الأمريكية المصرية بسبب حجب إدارة أوباما بشكل مؤقت للمساعدات الأمريكية لمصر سنة 2013 بعد تنحية الرئيس مرسي. استغلالا للسوء الفهم الأمريكي المصري، عملت روسيا على تدعيم العلاقات الثنائية مع مصر لتبادل المصالح الاقتصادية والاستراتيجية بينهما. وقد توافق ذلك مع الرغبة المصرية الهادفة التي تنويع مصادر التسليح باستيراد أسلحة متطورة من روسيا مما يعتبر تحولا لافتا في مسار التزود بالأسلحة والعتاد العسكري[10] . واقع التقارب بين البلدين تؤكده مساندة مصر للموقف الروسي الداعم للنظام السوري خلال الأزمة السورية، ما جعلها تغرد خارج سرب الدول العربية والخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي هددت بتجميد تمويلات ودعم لمشاريع سعودية في مصر وخاصة أن الدول الخليجية قدمت دعما ببلايين الدولارات لتجنب سقوط الاقتصاد المصري وهذا السلوك اعتبر بمثابة خيانة وخروج عن الصف الخليجي[11] . على الصعيد الاقتصادي وقعت مصر وروسيا العديد من الاتفاقيات والعقود الاستثمارية وخاصة مشروع بناء محطة نووية التي قدر حجم تكاليفها 25 بليون دولار والذي يعتبر من أضخم مشاريع النووية في المنطقة[12]

ان التأثير الجيوسياسي لروسيا واستخدام القوة الناعمة عرف دينامية متصاعدة بعد وصول فلاديمير بوتين للسلطة في 2012 لكن ظلت العلاقات مع دول الخليج تراوح مكانها وتكتنفها أجواء عدم الثقة لاختلاف مواقف الدول الخليجية وروسيا من الأزمة السورية وخصوصا حول مستقبل الرئيس الأسد[13]

بالرغم من الخلاف المبدأي حول مخرجات الأزمة السورية، فان رغبة الدول الخليجية في تحقيق الأمن والاستقرار والرفع من صيغة التعاون دفع قادة الدول الخليجية الى تحقيق انفتاح وتقوية العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع روسيا التي تحاول اقتناص الفرص السانحة لكسب مواقع اقتصادية جديدة ولعب دور جيوسياسي مؤثر على سبيل المثال تمكنت روسيا من دعم العلاقات الاقتصادية مع كل من قطر،الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والكويت لزحزحة هيمنة المملكة العربية السعودية وشق الصف الخليجي. هذا السلوك الروسي جاء لحل الخلافات والعراقيل التي طالما أعاقت علاقات التعاون الروسية الخليجية لعقود خلت وللإشارة، فقد وقعت روسيا وقطر أكبر استثمار خارجي روسي في قطر منذ بدأ الأزمة الأكرانية حيث اتفقتشركةكلينكور ب ل س و والصندوق القطري السيادي على شراء 19.5 في المائة من أسهم الشركة الروسية للنفط RosneftPJSC  ب 11 بليون دولار رغم العقوبات الأمريكية والاوربية ضدها[14].

يبدو أن روسيا تخطط منذ مدة لبناء شراكة استراتيجية مع دول الخليج العربية انطلاقا من تصور دبلوماسي يخترق المنطقة بعد التراجع الأمريكي الذي شكل لسنوات فاعلا حقيقيا سياسيا، اقتصاديا وعسكريا ويحاول كسب ثقة هذه الدول، غير أن المملكة العربية السعودية لا زالت تنظر بعين الريبة والشك للسياسة الروسية في منطقة الخليج العربي باعتبارها تمارس الارتزاق والتكسب من وراء التناقض بين القوى الكبرى والاقليمية. في حين يعتقد العديد من صانعي القرار في المملكة أنه بالامكان دفع روسيا للتكامل مع اختيارات المملكة من خلال المزايدة على إيران كشريك تجاري وزبون لشراء الأسلحة الروسية. وللبرهنة للمملكة العربية السعودية على أن دوافع روسيا الدبلوماسية  في المنطقة ليست بالضرورة اقتصادية، حاولت روسيا اقحام دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يتماشى والأهداف الروسية في المنطقة[15]

رغم هذه التطورات الأخيرة، فان التواجد الروسي في المنطقة لا يبدو ذو أهمية بالغة من الناحية الجيوسياسية الا اذا سلمنا جدلا أن روسيا تكسب نقاط إضافية في مجال المبادلات التجارية مع دول المنطقة. غير أن الواقع يبرهن على أن العلاقات بين روسيا ودول الخليج العربي لم تصل الى مستوى العلاقات الاستراتيجية في العقود الأخيرة الا إدا استثنينا بعض الاتفاقيات العسكرية للتزود بالأسلحة  مع دولتي الامارات العربية المتحدة والبحرين[16]. وترجع أهم معيقات التعاون بين دول الخليج العربي وسوريا الى تبني مواقف مختلفة إزاء الأزمة السورية، العمليات العسكرية ضد داعش والحرب في اليمن. ورغم ما تبديه الدول الخليجية من استعداد جدي للتعاون مع روسيا بهدف كبح جماح إيران التوسعية في المنطقة والتوقف عن تصدير الثورة الى الخارج، لكن هذا قد لا يعني الاستغناء عن رعاية الولايات المتحدة الأمريكية وتعويضها بقوة دولية محدودة كروسيا. وهذه معادلة صعبة وضرورية وخاصة وأن السياسات الخليجية إزاء واشنطن تقتضي أن تتعزز بالقدرة الاستباقية لمراقبة التحول النوعي لكفية التعاطي مع الادارة الأمريكية الجديدة في عهد ترامب والتي لم تكشف عن الكثير من توجهاتها إزاء المنطقة اللهم ما يتعلق بتلويح ترامب بعدم صلاحية الاتفاق النووي الايراني وتهديده لايران، وتحقيق التوازن بين احتياجاتها العسكرية والأمنية وعلاقتها بالمحاور الاقليمية من خلال تنويع الشراكات مع الدول المحورية.

الاستراتيجية الروسية في المنطقة: خيارات وتكتيكات

تعتمد الاستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط على خيارات مركزية وخيارات ثانوية ومن الأهداف الروسية المعلنة التأكيد على الرجوع الى زمن التعددية القطبية “ Multilateralism” والتوازن بين القوى الدولية، لتعويض صيغة نظام  الأحادية القطبية التي كانت واشنطن تستأثر فيه بالسيادة على العالم، حيث تعمل موسكو على نزع المصداقية من الدور الإقليمي للولايات المتحدة الأمريكية وتخويف دول المنطقة من تنامي عدم اليقين  والاستقرار في المنطقة. ولهذا فروسيا تقدم نفسها على أساس الشريك الجدي الموثوق فيه لكل حلفائها محاولة الارتباط بعلاقات نفعية مع كل الدول بما فيها تركيا، إيران  ومصر. كما أن التدخل العسكري الروسي في سوريا كما صرحت موسكو كان بهدف حماية حدودها وأمنها من المقاتلين الشيشان الذين التحقوا بمعسكرات داعشومنعهم من العودة مجددا الى حدود روسيا وكذلك محاربة تنظيم جبهة النصرة “جبهة فتح الشام” حاليا، فصيل القاعدة في سوريا الذي يطالب أيضا بتوقيع عمليات انتقامية ضد روسيا[17] فتدخلها كان مشفوعا بمبررات استغلال الفراغ الجيوسياسي وأيضا بعوامل داخلية. تحاول الاستراتيجية الروسية البديلة شرعنة وجودها في المنطقة من خلال تأكيد فشل الادارة الأمريكية في عهد أوباما على حل الخلافات العسكرية التي أغرقت المنطقة في حالة الفوضى الطائفية، وتميزت المواقف الروسية بعدم دعمها  وتحفظها على مخرجات الحراك السياسي والاجتماعي الذي عرفته دول الربيع العربي، وفشل معظم الأنظمة في تحقيق الاستقرار والأمن، وجدت روسيا الفرصة المواتية للتدخل في المنطقة من خلال دعم نظام بشار الأسد ومنع سقوط سوريا ضمن دائرة الدول الفاشلة على خلاف  الدور الأمريكي السلبي الذي حول ليبيا الى منطقة صراع بين المليشيات العسكرية من جميع أطيافها العلمانية والاسلامية[18]

حرصت روسياعلى تجديد علاقاتها بدول المنطقة من خلال مدخل التعاون العسكري والاقتصادي وخاصة بعد التدخل في سويا وهي تستهدف اللعب على كل المحاور رغم الخلافات الموجودة بينها واختلاف تصوراتها وسياساتها  كالتعاون مع مصر و التنسيق مع المملكة العربية السعودية في مجال السياسة النفطية والحفاظ على علاقات ايجابية مع إيران وتمتين العلاقات أيضا مع إسرائيل التي تعتبر أكبر مستفيد من التناقض الجيوسياسي الموجود ومن انهيار الأنظمة العربية المحورية  كالعراق مصر وسوريا[19].

لا شك أن الهدف الرئيس للاستراتيجية الروسية في الشرق اللأوسط يكمن في دعم الدول الصديقة وبناء تحالفات جيوسياسية قارة ودائمة، لكن رغم جدية وعقلانية هده الاستراتيجية تظل معيبة وتواجهالعديد من المخاطر والصعوبات لعدم قدرة روسيا من الناحية الجيوسياسية على  تأمين كل الأدوار العسكرية والسياسية لحماية لحلفائها على اعتبار عدم توفرها على كل إمكانيات القوة الكبرى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ورغم رغبة بوتين الاحياء النزعة السلافية والتركيز على المكون القومي للعودة مجددا الى الساحة الدولية حيث تعاني روسيا منذ فترة من انكماش اقتصادي حاد ومن أزمات اقتصادية ترجع الى انخفاض أسعار البترول في السوق العالمية. كما تعرف علاقاتها مع دول المنطقة انعدام جسور الثقة والتواصل الدائم،حيث أن التنسيق مع ايران في الملف السوري والعراقي وإطلاق يد المليشيات الشيعية في المنطقة،يساهم في ارتفاع منسوب عدم الثقة بين الدول العربية السنية وخاصة دول الخليج العربية في الشريك الروسي. هذا التقارب الروسي الايراني يجعل دول الخليج العربية تنظر بعين الشك للدور الاستراتيجي الروسي في المنطقة وتشكك في قدرة روسيا على تعويض الراعي الأمريكي.

من أهم ثوابث الاستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط ،الحرص على التواجد في المنطقة بشكل دائم بداية من ميناء طرطوس لمراقبة الواجهة المتوسطية في المنطقة العلوية في سوريا وكذا المشاركة بقوة ونجاعة في ترتيبات مرحلة ما بعد نهاية الحرب السورية من خلال الاشراف المباشر على المفاوضات ومسلسل السلام والعمل على التحكم في مجريات المحادثاث حول سوريا وتوجيه شراع الأحداث في الاتجاه الذي يخدم سفينة المصالح الروسية سواء مع بقاء الأسد أم بدونه وذلك من خلال سياسة هجومية استباقية تملأ الكرسي الفارغ وتحاول تحقيق التوازن في المنطقة الذي كاد أن ينهار بعد التراجع الامريكي عن التدخل المباشر في الشرق الأوسط[20]. ويعتقد أن إعادة إحياء النفوذ الروسي يرجع الى التصور الروسي التاريخي بكون روسيا أمة عريقة وضاربة في القدم وتواجدها مبررا على أساس كونها تمثل ثقافة مختلفة وتاريخ عريق يمجد الحضارة السلافية الروسية ويحعلها في مقابل الحضارة الأوربية الغربية رغم أن كل الشواهد التاريخية تثبث أن روسيا لم تتمكن من كسب كل الحروب التي خاضتها في منطقة الشرق الأوسط من حرب القرم سنة 1853 والحرب الروسية اليابانية في 1905 وانتهاء بالحرب الباردة وقد عبرت نينا خريتشيفا عن الفكرة بعبارة أن “روسيا مرتهنة ثقافيا بفكرة الأمجاد يتحكم فيها حكام مستبدون عبر التاريخ ما يجعلنا نعيش في الوهم وليس الحقيقة”[21]ما يعني أن طموح روسيا للتحول الى قوة كبرى في المنطقة أمر صعب المنال.

بالمقابل فان استراتيجية روسيا الواقعية نحو تعدد الأقطاب والتفاعل مع كل القوى الإقليمية في المنطقة وفق منطق التوافقات التي تخدم المصالح الروسية، ربما تشكل سياسة بديلة عن المواجهة المباشرة بداية من الملف الروسي الذي يشهد تنسيقا روسيا إيرانيا وتركيا للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار في سوريا  والتفكير بشأن المفاوضات ما بعد نهاية الخلاف. يبدو أن روسيا تتقمص دورا جيوسياسيا أكبر من حجمها الحقيقي وتطالب بنفوذ أكبر في المنطقة، وتأثير ذلك على المستوى الأدنى هو نقل بعض صلاحيات الهيمنة الأمريكية لروسيا بالرغم فشلها من مواجهة الحروب من قبل الفاعلين الغير الدولتيين  أو الحروب غير النظامية في الشرق الأوسط.

الاستراتيجية الروسية في الشرق الأوسط على المدى المتوسط والبعيد[22]، تعد بمثابة رد فعل أو توجيه لموازين القوى في المنطقة من جديد أو ما يمكن تسميته بالأدوار الوظيفية التي تحول دون توحش واستئثار أطراف إقليمية بالهيمنة على المنطقة، كما أنها تعويض لفراغ جيوسياسي أمريكي بعد اهتمام الادارة الأمريكية السابقة بمصالحها السياسية والاقتصادية في جنوب شرق أسيا  وبعد تغيير واشنطن لسياسة التدخل المباشر في العراق وأفغانستان[23] وقد وجهت العديد من الانتقادات لأوباما لعدم دعمه الكافي لجماعات المعارضة المعتدلة السورية بدعوى التوجس الأمريكي من أن تقع الأسلحة بيد الجماعات المتطرفة كجبهة فتح الشام وداعش[24] كما أن المعارضة المعتدلة بدورها مشتتة ومنقسمة على نفسها مما يجعل الرهان عليها أمرا غير مضمون ، في حين لم تقدم  واشنطن أية مقاربة بديلة في سوريا وضلت تماطل وتأجل مسألة الحسم العسكري لصالح المعارضة بعدما خسر نظام الأسد أزيد من تلثي الأراضي السورية، وليشكل التدخل العسكري الروسي طوق النجاة للنظام السوري ومطية لاعادة التوازن لصالح النظام واستمرار الصراع العسكري في سوريا.

بالنسبة لسياسة التحالفات الروسية في المنطقة وخاصة التحالف الثلاثي التركي-الروسي-الإيرانييمكن اعتباره تحالفا أملته المصالح الاستراتيجية لروسيا التي استشعرت ضعف الدعم الغربي ودفعها ذلك لاعادة النظر في سياستها تجاه دول المنطقة ونهج سياسة ناعمة هدفها استثمار كل العلاقات مع دول الشرق الأوسط وتوظيفها لخدمة أجندتها السياسية والأمنية والاقتصادية. لكن لا يتصور تعميق العلاقات مع إيران الى أبعد من موضوع الأزمة السورية وبعض التنسيق على الصعيد الاقتصادي، فموسكو تضل متوجسة من بواعث ونوايا إيران التوسعية في المنطقة وبالتالي قد تلعب دورا محوريا للتوازن في منطقة الشرق الأوسطوخاصة أن إيران لا يتوقع تخليها عن نزعتها في نشر الإسلام الشيعي في المنطقة وعن طموحاتها العسكرية في كل من العراق، سوريا لبنان واليمن. والحقيقة أن هذا التحالف الظرفي حتمته السياسة الأمريكية التي تخلت عن تركيا وتدعم حزب القوات الديمقراطي الكردي في شمال سوريا واعتباره ممثلا شرعيا للأكراد وهذا ما ترفضه أنقرة وتعتبره انحيازا أمريكيا لفائدة فكرة إنشاء كيان للأكراد في المنطقة واستعمال الأكراد لمحاربة داعش ليست الا الدريعة التي تستخدمها واشنطن لتثبيت الوجود الكردي في العراق وسوريا. كما يندرج هذا التحالف المرحلي في سياق تشكيل نظام إقليمي جديد في الشرق الأوسط من خلال تجسير الهوة في الملف السوري، لكن الأمر يبدو صعبا في ظل إصرار الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي على لعب دور محوري في المنطقة.

كما سبق الإشارة اليه، الاستراتيجية الروسية القائمة على مزاوجة القوة الصلبة والناعمة وبناء منظومة جديدة للقطبية المتعددة الأطراف في الشرق الأوسط، لا تقوى على إدارة التناقضات الحاصلة في المنطقة التي تواجه تهديدات طائفية وانقسامات جغرافية وحروب ضد الإرهاب، لعدم توفرها على المقدرات العسكرية والاقتصاديةلتغيير الواقع على الأرض في سوريا على المدى البعيد ويبقى ما هو متاح أمام روسيا هو إمكانية المساهمة في حل الأزمة السوريةوالقضاء علىداعش وباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى.

ختاما لا يمكن التوقع باستمرار الدور الروسي الأحادي الجانب في الشرق الأوسط، فالإدارة الأمريكية الجديدة مع دونالد ترامب أعربت عن عدم رضاها عن قرارات أوباما حول الأزمة السورية، غير أنها لم تنفالتنسيق الروسي الأمريكي في سوريا، كمالوح ترامببإمكانية تعليق العقوبات على روسيا من جراء ضمها لجزيرة القرم، كما اعتبر تدخل منظمة حلف الشمال الأطلسي غير مطلق وليس مرحبا به دائما. ما يعني أن تقارب أمريكي-روسي محتمل قد تلوح بوادره في الأفق لتجاوز حالة التنافر التي شهدتها العلاقات في الفترة الأخيرة، والتي تخللها تبادل الاتهامات حول الملف السوري25.

كما قد لا نراهن على استمرار التراجع الأمريكي عن المنطقة، فالسياسة الأمريكية في عهد ترامب قد تكشف على العديد من المفاجآت وخاصة أن واشنطن وضعت نصب عينها القضاء على داعش وقرار خوض الحرب في مدينة الرقة المعقل الرئيس لتنظيم الدولة، يفهم منه إمكانية نسف التحالف الثلاثي الروسي-التركي- الإيراني ولو اقتضى الأمر التخلي الأمريكي عن دعم الأكراد في شمال سوريا وإعادة الدفء للعلاقات مع تركيا لإعادة التموقع من جديد في منطقة الشرق الأوسط. وقد خلص ميكاييل نايتس، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن الدور العسكري الروسي يدخل في إطار تغيير مسار اللعبة  Game Changer ولا يشكل في حد ذاته تحديا استراتيجيا لنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة التي لا تزال تتحكم في العديد من قواعد النظام الإقليمي في الشرق الأوسط26[i]

[1] Reza Parchizadeh, The Historic Roots of Russian Expansionism in the Middle, 15 October 2015, retrieved fromhttp://www.americanthinker.com/articles/2015/10/the_historic_roots_of_russian_expansionism_in_the_middle_east.html

[2]Di Dylan Berro: The Russia`s new role in Middle East, 23 June 2013, retrieved from: http://www.geopolitica.info/the-russias-new-role-middle-east/http://www.geopolitica.info/

[3]What does Russia`s increased presence in Syria Mean? Middle East Policy Council, retrieved from http://www.mepc.org/articles-commentary/commentary/what-does-russias-increased-presence-syria-mean?

[4] Luke Coffey, Russia’s priority is the survival of Assad’s regime, 18 November 2015retrieved from http://www.aljazeera.com/indepth/opinion/2015/11/russia-priority-survival-assad-regime-151118053352343.html

[5]Simon Saradzhyan: Yes, Russia’s Military Is Training for a ‘Mega War.’ That’s What Militaries Do, August 30.2016, retrieved from: http://nationalinterest.org/feature/yes-russias-military-training-mega-war-what-militaries-do-17529

[6]Dmitri Trenin, Russia in the Middle East: Moscow`s Objectives Priorities and Policy Drivers, April 05,2016, retrieved from http://carnegie.ru/2016/04/05/russia-in-middle-east-moscow-s-objectives-priorities-and-policy-drivers-pub-63244

[7]Russia and Turkey reinforce energy and military partnership in opposition to US, 10.11.2016, retrieved from: http://www.asianews.it/news-en/Russia-and-Turkey-reinforce-energy-and-military-partnership-in-opposition-to-US-38822.html

[8]Ellie Geranmayeh KadriLiik, The new power couple: Russia and Iran in the Middle East, 13 September 2016, retrieved from: http ://www .ecfr.eu /publications /summary /iran_and_russia_ middle_east_power _ couple_7113

[9]Ellie Geranmayeh and KadriLiik: The new power couple: Russia and Iran in the Middle East,13 September 2013, Retrieved from:  http ://www. ecfr.eu/ publications /summary /iran _and _russia _middle _east _power _ couple_7113

[10]Noura Ali: Egyptian-Russian Rapprochement, October 2016, retrieved fromhttp ://www .middleeastobserver .org/2016/10/12/egyptian-russian-rapprochement/

[11]Egypt’s Failing Economy Is Sisi’s Fault, August 16, 2016, retrieved from https://www.bloomberg.com/view/articles/2016-08-16/egypt-s-failing-economy-is-sisi-s-fault

[12]Alexander Kuznestov: Russia and Egypt: An Energy Partnership Breakthrough 14.08.2016, retrieved from http://www.strategic-culture.org/news/2016/08/14/russia-and-egypt-an-energy-partnership-breakthrough.html

[13]Samuel Ramani, How Russia Is Courting the Gulf, August,1, 2016, retrieved from http://nationalinterest .org /feature/how-russia-courting-the-gulf-17207

[14]ElinaMazneva and IlyaArkhipov: Russia Sells $11 Billion Stake in Rosneft to Glencore, Qatar, 7 December 2016, Retrieved from https://www.bloomberg.com/news/articles/2016-12-07/glencore-qatar-fund-buy-russia-s-rosneft-stake-for-11-billion

[15]Elena Melkumyan: A Political History of Relations between Russia and the Gulf States, December 2015, retrieved from http://english.dohainstitute.org/file/get/1d2f9ae9-6bca-448c-aa59-747b5a200980.pdf

[16]Bahrain reinforces ties with Russia – Gulf News. Bahrain. August 7, 2015, http://gulfnews.com/news/gulf?bahrain/bahrain-reinforce-ties-with-russia-1.

[17]MaramSusli: Why Russia is Serious about Fighting Terrorism and the US Isn’t. America Protects Al Qaeda and ISIS, February 21, 2016 retrieved from: http://www.globalresearch.ca/why-russia-is-serious-about-fighting-terrorism-and-the-us-isnt-america-protects-al-qaeda-and-isis/5483347

[18]WiliamR.Polk: Understanding Syria: From Pre-Civil War to Post-Assad, DEC 10, 2013, Retrieved from http://www.theatlantic.com/international/archive/2013/12/understanding-syria-from-pre-civil-war-to-post-assad/281989

[19]EkatrinaStepanova: Russia in The Middle East back to a “Grand Strategy” or enforcing Multilateralism? Summer 2016, Retrieved from: http://www.cairn-int.info/article-E_PE_162_0023–russia-in-the-middle-east.htm

[20]Jhon Hannah: Russia`s Middle East Offensive, September 13, 2016, Retrieved from http ://foreignpolicy .com /2016/09/13/russias-middle-east-offensive/

[21]Using Dostoyevsky to understand Vladimir Putin`s aggression, http://harvardpolitics.com/culture/using-dostoyevsky-understand-vladimir-putins-aggression/

[22]Paul Pillar, Russian Realism in the Middle East, august 17, 2016, retrieved from http:// nationalinterest. org/ blog/paul-pillar/russian-realism-the-middle-east-17385  Paul Pillar, Russian Realism in  the Middle East, august 17, 2016, retrieved from http:// nationalinterest. org/ blog/paul-pillar/russian-realism-the-middle-east-17385

[23]DI Dylan Berro, The Russia`s new role in Middle East, 23 June 2013, retrieved from:  http ://www. geopolitica. info/the-russias-new-role-middle-east/

[24]Dana Liebelson and David Corn: The Demise of a US Group Backing Moderate Syrian Rebels Is a Bad Sign for Obama’s Anti-ISIS Campaign, http://www.motherjones.com/politics/2014/09/syrian-support-group-isis-obama, September 12.2014 retrieved from http://www.motherjones.com/politics/2014/09/syrian-support-group-isis-obama.

25 د محمد عصام لعروسي، انتخاب ترامب ورهانات السياسة الخارجية الأمريكية، الموقع الالكتروني هسبريس 14 نوفمبر 2016

[i]26Tanya Goudsouzian, Analysis: A reluctant Russia in the Middle East? 19 OCTOBER 2015, retrieved from http://www.aljazeera.com/news/2015/10/analysis-pax-russica-middle-east-fast-151019110002432.html

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى