مقالات

سوريا على طريق التنمية المستدامة و التغيير الجدي

 بقلم : الدكتور هاني الحديثي – المركز الديمقراطي العربي

 

زيارة الرئيس احمد الشرع للولايات المتحدة و اللقاء التاريخي مع ترامب ضمن اجتماعات مهمة شارك فيها وزير الخارجية التركي تشير إلى مدى النجاح الكبير للرئيس الشرع في قضايا حساسة للغاية يستطيع المراقب والمتتبع للأحوال السورية والحريص عليها ان يقول بكل ثقة أن احمد الشرع دخل البيت الأبيض ومعه كل جراحات السوريين وهمومهم التي اثقلت كاهل سوريا على امتداد خمسة عقود مضت من الحكم الفاشي لنظام الاسد الاب والابن وبدلالة آلاف السوريون كبارا وأطفال الذين اصطفوا ليلقوا التحية على القائد الذي حمل كل ملفاتهم في ضميره وهم يعيشون الاغتراب بسبب تلك السياسات التي لايبررها إلا المنتفعين منها من ذوي الغرض .

دخل الرئيس احمد الشرع حاملا هموم بلده المتعب ولكنه المتطلع بعزم وارادة صادقة نحو المستقبل ليترك الماضي خلفه بكل مآسي الماضي الدموي والمظلم و أهمها : اولا :تعليق العقوبات الاقتصادية كخطوة نحو الغائها و التي سبق و فرضت على نظام بشار الاسد تحت اسم عقوبات قيصر والتي انظمت لها أوروبا .( ففي أغسطس 2011، فرضت الولايات المتحدة حظرا على قطاع النفط، وتجميد الأصول المالية لعدد من الشخصيات، فضلا عن الأصول المالية للدولة السورية نفسها.

وبالإضافة إلى ذلك، تحظر الولايات المتحدة تصدير السلع والخدمات الآتية من أراضي الولايات المتحدة أو من شركات أو أشخاص من الولايات المتحدة إلى سوريا.

وفي عام 2019 على ظل وقع جرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب العربي السوري على يد قوات النظام المدعومة من ملشيات ولائية لايران في المقدمة منها حزب الله وملشيات اخرى قدمت من العراق ، أصبحَ قانون قيصر نافذا لحماية المدنيين في سوريا و جُزءًا من قانون إقرار الدفاع الوطني للسنة المالية 2020 وفقًا لتقرير مجلس النواب 116-333 حيث وافقَ مجلسُ النواب ونفس الأمر بالنسبة لمجلس الشيوخ في 17 كانون الأول/ديسمبر 2019 على قانون قيصر.) .

ان الانفتاح الأوروبي المترافق مع الانفتاح الأمريكي على سوريا الجديدة انما يؤكد النجاح الكبير الذي حققه الشرع في التخلص من تداعيات قانون قيصر كوسيلة فعالة للانفتاح السوري على الاستثمارات الكبيرة للشركات الأمريكية والغربية في سوريا .

ثانيا:تاكيد ادارة ترامب على دعمها للموقف السوري في القضايا الاقليمية ذات الأهمية منها منح الفرصة لإعادة السلام في منطقة الجولان وفق القرارات الدولية وضمنها قرار فك الاشتباك لسنة 1974 م. من الطبيعي ان يتم ذلك وفق رؤية جديدة للسلام في الشرق الأوسط بعيدا عن المزايدات والشعارات والأفعال غير المدروسة التي أدت إلى ماادت اليه من تغييب للحقوق المشروعة للامة وتهميش دورها اقليميا و دوليا .

ثالثا: الحفاظ على وحدة سوريا والتأكيد على أهميتها لقضايا السلام والشرق الأوسط وتحقيق توافق وطني مهم رغم استمرار بعض العقبات في الموقف اتجاه الحقوق القومية والثقافية لجميع ابناء سوريا من بين ذلك وربما في المقدمة منها السعي نحو اندماج قوات قسد مع القوات السورية المسلحة ضمن حل شامل لقضية الكورد المشروعة وبدعم وحضور إقليمي و دولي .

رابعا :انفتاح الاقتصاد السوري على الاستثمارات الداخلية ومشاركة الشركات الأمريكية والغربية في اعادة بناء الاقتصاد القومي السوري بعد عقود من الانهيارات الداخلية. تاسيسا على ماتقدم فان سوريا بدأت خطواتها العملية لتكون عمودا رئيسيا من أعمدة الشرق الاوسط لتتكامل مع المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربي فضلا عن الأردن ولبنان . ان النجاح الذي حققه الشرع في لقاءه مع ترامب يتكامل مع لقاء القمة الذي سبق وحققه مع بوتين في موسكو ليحقق لسوريا خطوات فعالة تعيد دورها الجيواستراتيجي في @الشرق الأوسط والعالم .

ولذلك فان مايقارب السنة من العمل المتواصل وسط تحديات خطيرة هددت الامن القومي السوري داخليا و خارجيا وما تزال تترك تداعياتها وتحتاج إلى معالجات فعالة و موضوعية تخدم الهوية الوطنية ووحدة الولاء الوطني بعيدا عن منهج الإقصاء والتهميش لاي سبب كان ، نجح الشرع في إنجاز ماعجزت عنه دول اخرى توفر لها من الموارد والقدرات عشرات الأضعاف مما توفر لسوريا ولكنها لم تنجز خلال اكثر من عقدين ما انجزه الشرع وقيادته الانتقالية في سنة واحدة والسبب يعود إلى خلو التجربة السورية من الفساد حيث لم تسجل علامة فساد واحدة فضلا عن توفر الإرادة الصادقة بحسم القضايا لصالح سوريا الوطن بعيدا عن الشعارات الفارغة ، في حين غرق الآخرون في بحر الفساد وغياب الإرادة الوطنية وسيادة إرادة التهميش والإقصاء ونشر المظلومية فغرقوا واغرقوا معهم دولهم وشعوبهم في المجهول .

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطي العربي

مؤسسة بحثية مستقلة تعمل فى إطار البحث العلمي الأكاديمي، وتعنى بنشر البحوث والدراسات في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم التطبيقية، وذلك من خلال منافذ رصينة كالمجلات المحكمة والمؤتمرات العلمية ومشاريع الكتب الجماعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى