الكتب العلمية

الصحافة والسلطة في اليمن المعاصر :الاتجاهات الفكرية والسياسية 1918- 1962م – دراسة نماذج من الصحافة

دراسة نماذج من الصحافة

المؤلف : د. أمين محمد علي الجبر – أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد بجامعة ذمار

تحميل نسخة pdf –

الصحافة والسلطة في اليمن المعاصر الاتجاهات الفكرية والسياسية 1918 1962 دراسة نماذج من الصحافة

الطبعة الأولى “2018″  كتاب: –

الصحافة والسلطة في اليمن المعاصر :الاتجاهات الفكرية والسياسية 1918- 1962م – دراسة نماذج من الصحافة

جميع حقوق الطبع محفوظة: للمركز الديمقراطي العربي ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو اي جزء منه أو تخزينه في نطاق إستعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال، دون إذن مسبق خطي من الناشر .

مقدمة:

شهد المجتمع اليمني المعاصر خلال الفترة الممتدة من عام 1918- وحتى العام 1962م سلسلة من التحولات والتطورات البارزة في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية كان من نتائجها الإفصاح عن ميلاد يمني جديد توج بثورة السادس والعشرون من سبتمبر عام 1962م، وتاليتها ثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963م في جنوب الوطن. وعن تشكل ملامح وعي سياسي – ثقافي مغاير لما قبله. احتلت فيه الصحافة، بكافة تعبيراتها وتوجهاتها، مكان الصدارة كأداة لقيادة التغيير في القيم والمفاهيم، وتوجيه الرأي، أياً كان مستواه ونوعه.

فالصحافة – بشكل عام – وبما تختزنه من معلومات وتحويه من مادة تاريخية غنية ومتنوعة، تعد رافداً هاماً من روافد عملية التأريخ لأي فترة زمنية عايشتها. كما تشكل مصدراً ثرياً للتأريخ للفكر الاجتماعي السائد آنذاك. ليس لأنها تكون بمثابة الوعاء الذي استوعب مختلف الأفكار والتوجهات الفاعلة والصانعة للحركية التاريخية زمنها، أو أنها تكون بمثابة السجل الذي يحوي بين دفتيه مختلف التفاصيل والأحداث للفترة ذاتها وحسب، وإنما، إلى جانب هذا وذاك، تكون البوصلة التي تحدد ما كانت عليه دينامية المجتمع من فاعلية وتوجه، والراصد الذي يعكس مدى ما وصل إليه المجتمع من مستويات في التفكير والثقافة والتقانة . بل أنها – في كل الأحوال – تكون بمثابة الكتاب الذي يطوي بين صفحاته العديد من المشاهد والمواقف والأحداث عظمة أو صغرت، والمرآة التي تعكس حركية المجتمع بكل تجلياتها، وتجليّ مختلف توجهاته وتياراته الفاعلة.

وهو ما اعتمدته هذه الدراسة في نظرتها للصحافة اليمنية والتي تبدت، وعلى ما يربو القرن من الزمن (1872- 1962م)، بمثابة الوعاء الذي استوعب جلّ مفردات الخطاب السياسي والإيديولوجي الذي أفرزته العقلية الثقافية والفكرية اليمنية بكل تعبيراتها خلال تلك الفترة. والذاكرة النخبوية والإعلامية التي اختزنت ما حوته ذاكرة الأيام بكل تفاصيلها وتعبيراتها. كما كانت بمثابة الإطار الثقافي والإعلامي العام الذي تفاعلت وتلاقحت معه وخلاله معظم، إن لم يكن كل، الأفكار والتوجهات السياسية والفكرية والثقافية … الخ التي شكلت المشهد السياسي – الثقافي لليمن آنذاك، والتي خلقت بدورها وعياً ثقافياً مائزاً، وخطاباً سياسياً تعبوياً غايرا – إلى حد ما – تقليدية ورتابة ما كان سائداً في المشهد اليمني، وان على صعيد الثقافة السياسية، وذلك بهدف البحث أو صياغة أنموذجٍ سياسيٍ مثاليٍ ومتطورٍ وفقاً لثقافة وإمكانية تلك المرحلة، والتي تشكلت منطلقاتها الفكرية تبعاً لنماذج وصيغ: (ملكية مطلقة، ملكية دستورية، اتحاد الجنوب العربي، حكم ذاتي لعدن… الخ)، وغذتها نزعات (حق مقدس، شوروية الأمر، قوموية الدولة، وقطريتها أو وطنيتها … الخ)، لتتجاذبها من ثم دعوات (إمامة رسمية، ومعارضة شرعية، واتحاد فيدرالي، وعدن للعدنيين…الخ)، كما سنرى في ثنايا الدراسة.

تتناول هذه الدراسة تاريخ الصحافة اليمنية المعاصرة في الفترة 1918- 1962م، والتي أبانت أنها – أي الصحافة – قد اتخذت اتجاهات عدة، وحملت أهدافاً متباينة، وعبرت عن رؤى وتيارات مختلفة، وذلك تبعاً لما أنيط بها من وظيفة ووفقاً لثقافة الجهة المعبرة عنها؛ إذ عكست صفحاتها كنه وطبيعة الصراعات والمجادلات التي خاضتها بالنيابة أو بلسان القوى المتصارعة والمتجادلة في كثير من الجوانب، وأجلت تناولاتها حقيقة ونوعية الخطاب السياسي والأيديولوجي المتنوع والمتقاطع لتلك القوى، والتي أثبتت أنها لا تخرج عن إطار معادلة  (مع أو ضد أو بين بين)، أي مع السلطة (رسمية) أو ضدها (معارضة) أو بين بين محايدة (أهلية).

في حين مثلت الصحافة اليمنية، وما تحويه من تراث ثقافي – سياسي امتداداً متطوراً لتراكمات ثقافية – فكرية، شهدتها اليمن منذ أوائل القرن العشرين، وربما ما قبله متأثرة في ذلك بمحيطها العربي والدولي وما تمخض عنه من تفاعلات سياسية وثقافية عكست نفسها على الواقع السياسي الثقافي اليمني، وعبرت عنها – ضمناً أو صراحة – لغة الصحافة وتناولاتها، لتبدو بعضها، لاسيما الحزبية منها، بمثابة امتداد ايديلوجي للوافد سواءً الاقليمي او الدولي. باعتبار الصحافة تجلياً حقيقياً لمفردات الخطاب السياسي والفكري الذي أنتجته  مختلف التوجهات والتيارات، وتجسيداً حياً لمضامين وفحوى تلك الدعوات والإتجاهات، كما أنها كانت بمثابة الوعاء الذي أستوعب وأطر مختلف التعبيرات السياسية – الفكرية آنذاك. ليس لأن النخب الفكرية والسياسية لم تجد وسيلة للتعبير عن أفكارها وتوجهاتها السياسية سوى الصحافة، على الرغم من محدودية تداولها، فحسب وإنما لأن الصحافة في حد ذاتها كانت تعد، إلى جانب كونها المجال الحيوي والمتاح لنشر تلك الأفكار، متنفساً هاماً لمخاطبة الوعي السياسي الجمعي والنخبوي على حد سواء، وتأكيداً قوياً لحضور وفاعلية مختلف الاتجاهات والتعبيرات السياسية والفكرية على كامل الساحة اليمنية.

  • الناشر: المركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية
5/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى